أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦
بني أمية كانت لا تكتب في الباطل أنه حق ، ولا في الحق أنه باطل ، ولا تعقب أمرا قد نفذ بخلافه أمر ، فلا يحتاجون إلى الإطالة وطلب المعاذير والتلبيس وأنتم تكتبون في الشيء الحقّ أنه باطل ، والباطل أنه حق ، ثم تعقبون ذلك بخلافه ، فلا بدّ لكم من الإطالة.
قال عبد الله بن سوار : فسألت عن الشيخ فقيل لي : هذا رجل من كتّاب بني أمية القدماء ، من أهل الشام.
٩٢٢٢ ـ رجل من بني أمية شاعر من آل الحارث
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية
كان يسكن الشراة (١) من أرض البلقاء من أعمال دمشق.
حكى عنه علي بن مافنة ، تقدمت حكايته في ترجمة علي (٢).
٩٢٢٣ ـ رجل من أهل دمشق
أدرك خلافة عثمان ، وسمع كعب الأحبار.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن موسى ، قالا : نا أبو العباس بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا ابن وهب ، أنا سليمان بن بلال ، عن قدامة بن موسى ، عن ابن دينار :
أن كعب الأحبار جلس يوما يقصّ بدمشق حتى إذا فرغ قال : إنا نريد أن ندعو ، فمن كان منكم يؤمن بالله وكان قاطعا إلّا قام عنّا ، فقام فتى من القوم فولّى إلى عمّة [له](٣) كان بينه وبينها محرم ، فدخل عليها فصالحها ، فقالت : ما بدا لك؟ قال : سمعت كعبا يقول كذا وكذا ، وقال كعب : إنّ الأعمال تعرض كلّ يوم خميس واثنين إلّا عمل قاطع يتجلجل بين السماء والأرض.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمهالله قال :
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : السراة ، راجع معجم البلدان.
(٢) هو علي بن مافنة الحجازي مولى بني أمية ، تقدمت ترجمته في كتاب تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر ٤٣ / ٢٢٧ رقم ٥٠٨٢.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر ، وبالأصل : عمه.
٩٢٢٤ ـ رجل من محارب
حدث عن كعب الأحبار.
روى عنه سليمان بن حبيب المحاربي ، قاضي دمشق.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد ، وحدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المرّي (١) ، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد السلمي ، أنا أحمد ابن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا أبو عامر موسى بن عامر المزني ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني كلثوم بن زياد ، عن سليمان بن حبيب المحاربي ، عن رجل من قومه أنه سمعه من كعب يقول : يلتقون بعمق عكا فيقتتلون ثم يتهايبون وينحازون ثم يقتتلون ، ثم يتهايبون حتى ينتهوا إلى عمق أنطاكية فيقيمون به لا ينهزم هؤلاء ولا هؤلاء ويبعث المسلمون فيستمدون إلى عدن أبين (٢) ويبعث الروم إلى من يمدهم من رومية.
٩٢٢٥ ـ رجل
حكى عن كعب الأحبار.
حكى عنه الشعبي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٣) ، حدّثني يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الفلسطيني ، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أخبرني عبد الملك بن أبجر قال : سمعت الشعبي يقول :
لما قدمت الشام نزلت بعبد العزيز بن مروان ، فبينا أنا جالس في المسجد ذات يوم دخل شيخ قصير أحمر أصلع أقرع ، فاشرأبوا له ، فقالوا : هذا غلام العلماء ، فجعل يجلس في الحلق وينتقل فيها ، فقلت : اللهم جيء (٤) به ، فجاء حتى جلس في الحلقة التي أنا فيها ، فقال : حدّثنا ذو الكتابين أن السماء على منكب ملك قلت : أكذبك كتاب الله ، فكادوا أن
__________________
(١) تقرأ بالأصل : المزني ، تحريف.
(٢) عدن أبين : عدن مدينة مشهورة على ساحل بحر العرب من ناحية اليمن ، وتضاف إلى أبين ، وهو مخلاف عدن من جملته قال الطبري سميت عدن وأبين بعدن وأبين ابني عدنان (معجم البلدان عدن ٤ / ٨٩).
(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٩٧.
(٤) في المعرفة والتاريخ : جئني به.
يثوروا إليّ أو ثاروا إليّ ، ثم قالوا : ما تريد إلى ضيف أمير المؤمنين؟ قال : فترادوا ، ثم قال : حدّثنا ذو الكتابين أن صورا بالمشرق وصورا بالمغرب فينفخ في أحدهما فيموت الناس وينفخ في الآخر فيحيون ، فقلت : أكذبك كتاب الله ، فكادوا أن يثوروا ، أو ثاروا ، ثم ترادوا وقالوا : ما تريدون إلى ضيف أمير المؤمنين؟ قال : فأقبلت عليهم فقلت : ما تعجبون من أن أكذب من أكذبه الله ، زعم هذا أن السماء على منكب ملك ، والله يقول : (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها)(١) ، وزعم هذا أن صورا بالمشرق وصورا بالمغرب ينفخ في أحدهما فيموت الناس ، وينفخ في الآخر فيحيون والله يقول : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى)(٢) إنما هو واحد ، قال : فقال لي : ممن أنت؟ فأخبرته ، فقال : أما ان ذا الكتابين حدّثنا أن نساءكم سيسبين فيؤتى بهن حتى يوقفن على الدرج ويكشف عن سوقهن ، فقلت : أما إني أرجو أن تكون الآخرة مثل الأوليين.
٩٢٢٦ ـ رجل من أهل دمشق
روى عنه أبو سلام الأسود.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قراءة على أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير ، إجازة.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قراءة قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة رجل من أهل دمشق روى عنه أبو سلام.
٩٢٢٧ ـ رجل
حكى عنه ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي ابن محمّد بن خزفة (٣).
ح ، وعن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، قراءة.
__________________
(١) سورة الرعد ، الآية : ٢.
(٢) سورة الزمر ، الآية : ٦٨.
(٣) بدون إعجام بالأصل.
قالا : أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، نا الحوطي عبد الوهاب بن نجدة ، نا بقية بن الوليد ، نا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثني ربيعة بن يزيد قال : قعدت إلى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة أو رجل من التابعين عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأطيعوا الأمراء ، فإن كان خيرا فلكم ، وإن كان شرّا فهو عليهم وأنتم منه براء» فقال الشعبي : كذبت.
٩٢٢٨ ـ مولى لبني نمران
روى عن يزيد بن نمران.
روى عنه سعيد بن عبد العزيز ، وقيل اسمه سعيد.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد ابن علي بن الحسن المقرئ ، نا أحمد بن عيسى التنيسي ، نا عمرو بن أبي سلمة ، نا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثني مولى ابن نمران [عن ابن نمران](٢) قال :
رأيت مقعدا بتبوك ، فسألته عن إقعاده فقال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلّي فمررت بين يديه فقال : «قطع صلاتنا قطع الله أثره» قال : فأقعدت قال : وكان على أتان أو على حمار [١٣٦٨٧].
[قال ابن عساكر :](٣) كذا قال ، وخالفه غيره فرواه عن سعيد ، عن مولى ابن نمران عن ابن (٤) نمران ، وقد تقدم في ترجمة يزيد بن نمران وفي ترجمة سعيد.
٩٢٢٩ ـ شيخ من السكاسك
روى عن عمرو بن قيس السكوني.
روى عنه الهيثم بن حميد.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو تراب حيدرة بن
__________________
(١) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٦ / ٢٤١.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن دلائل النبوة للإيضاح ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى هذه الرواية.
(٣) زيادة منا.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : أبي.
أحمد المقرئ ، قالوا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك ، نا ابن عائذ.
قال : وحدّثني الهيثم بن حميد ، حدّثني شيخ من السكاسك ، حدّثني عمرو بن قيس (١) قال :
ولأني عمر (٢) الصائفة ، وأوصاني بتقوى الله وبالمسلمين خيرا ، وقال : إن رابطت (٣) حصنا فلا تقم عليه إلّا يوما وليلة ، فإن طمعت فيه وإلّا فارتحل ، فإن أرادوك على فداء ما في يديك من أساراهم رجلا برجل ، فافده ، فإن أبوا فرجل برجلين ، فإن أبوا فرجل بثلاثة ، فإن أبوا فأعطهم جميع ما في يدك برجل من المسلمين.
٩٢٣٠ ـ رجل من أهل دمشق
حدّث عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي.
روى عنه إسماعيل بن رافع.
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الباقي بن الدوري (٤) ، نا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري ، قراءة ، أنا أبو عبد الله محمّد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري الكوفي ، أنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني (٥) ، ثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، أنا المحاربي ، يعني عبد الرّحمن بن محمّد ، عن إسماعيل بن رافع ، عن رجل من أهل دمشق ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عمرو قال :
من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلّا أنّه لا يوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا من الخلق أعطي أفضل مما أعطي فقد حقّر ما عظم الله ، وعظم ما حقّر الله ، ليس ينبغي لحامل القرآن أن يجهل فيمن يجهل ، ولا يجد فيمن يجد ، ولكن يعفو ويصفح لحقّ القرآن.
__________________
(١) هو عمرو بن قيس السكوني الكندي ، راجع تاريخ خليفة بن خياط ص ٣١٩ ـ ٣٢٠ و ٣٢٤ وقد ذكره خليفة فيمن ولي الصائفة في زمن عمر بن عبد العزيز.
(٢) يعني عمر بن عبد العزيز.
(٣) بالأصل : «إن لا أبطت».
(٤) تقرأ بالأصل : الدوري ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٩٢ / أوفيها «الزوزني» راجع ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٤٢٧ وفيها «الدوري».
(٥) تقرأ بالأصل «الأسابى» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٥٢٩.
٩٢٣١ ـ شيخ من أهل دمشق
روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
روى عنه بقية بن الوليد.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد ، قراءة عليه ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي ابن فراس العبقسي ، نا أبو علي عبيد الله بن محمّد بن أبي رجاء الزيات بمكة ، نا أبو قرصافة محمّد بن عبد الوهاب العسقلاني ، نا آدم بن أبي إياس ، نا بقية بن الوليد ، حدّثني شيخ من أهل دمشق ، حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «العلم (١) فريضة على كلّ مسلم» [١٣٦٨٨].
٩٢٣٢ ـ شيخ من أهل دمشق
حكى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السمرقندي ، قالا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد ابن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، أخبرني الوليد قال :
فحدّثني شيخ من أهل دمشق أنّه كان فيمن غزا معه يعني مروان بن (٢) محمّد إلى الخزر قال : فسحنا (٣) في بلادهم ونسبي من أدركناه ، ولم نلق لهم جمعا ، فشكوت إلى بيطار العسكر سعالا بفرسي أو علة ، فأمر لي بورق القصباء الأخضر ، فذهبت أنظر ، فإذا بغيضة بيننا وبينها نحو من أربعة أميال ، فدعاني الأمر الذي كنا فيه إلى أن خرجت إلى تلك الغيضة على فرسي ، فبينا أنا آخذ من الورق إذا؟؟؟ ل؟؟؟ (٤) إلى من رءوس القصب فإذا أنا ببريق الأسنة خلف القصب ، فقمت على سرجي لأتمكن من النظر ، فإذا بحرة سوداء من القنا ، فجلست على سرجي وأخذني منهم آخذ ، فغدوت على فرسي حتى دخلت على مروان ، فأخبرته ما رأيته ،
__________________
(١) يريد : طلب العلم.
(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٤) كذا رسمها بالأصل.
فدعا ، بعض هضائلة (١) أرمينية (٢) فأخبرهم بما جئت من خبره ، فقالوا : هذا فلان الطرخان (٣) ، عامل هذه البلاد ، وأساورته عشرة آلاف ، نحن نرى أن ضعف رأيه ، ونظره لنفسه دعاه إلى أن كمن في هذه الغيضة ، ليشد على ساقة العسكر ، قال : فأمر مروان قائدا من قوّاده ليخرج في أصحابه فنودي في العسكر : من أراد الأجر والعصمة (٤) فليلحق بفلان ، فسار إليهم ، حتى وقف على باب مدخل الغيضة ، وأتوا بالنيران والنفط ، فألقي في الغيضة ، وهاجت الريح بالنار ، ودخل المسلمون بالسيوف ، قال ذلك الشيخ قال الذي حدّثني : فأهلكهم الله جميعا حريقا وقتلا ، وأسرا ، وأسرنا طرخانهم أسيرا ، فضربت عنقه ، ثم بعث حتى نفد برأسه من رءوس أصحابه إلى هشام.
قال الشيخ : أنا رأيت ذلك الرأس بعد أن قفلنا يطاف به في دمشق.
٩٢٣٣ ـ شيخ من أهل دمشق
حدّث عن عطاء بن قرة.
روى عنه الوليد بن مسلم.
٩٢٣٤ ـ شيخ من أهل دمشق
حدّث عن موسى بن وردان.
روى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو طاهر ابن الحنّائي ، وحدّثنا أبو البركات الخضر ابن (٥) أبي طاهر الفقيه ، أنا أبو علي الأهوازي ، نا عبد الوهاب المرّي (٦) ، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا موسى بن عامر ، نا الوليد قال :
حدّثني شيخ من أهل دمشق ، عن موسى بن وردان وخرج إلى نفير إلى الإسكندرية
__________________
(١) الهيضلة : الجماعة المتسلحة ، أمرهم في الحرب واحد (تاج العروس : هضل).
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «ان مسه» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٣) طرخان : اسم للرئيس الشريف في قومه ، والذي لا يؤخذ منه الخراج ، لغة خراسانية فارسية (تاج العروس : طرخ) طبعة دار الفكر.
(٤) كذا بالأصل ، وفي المختصر : والغنيمة.
(٥) بالأصل : «الحصري».
(٦) تحرفت بالأصل إلى : المزني.
فقال له أصحابه : هذا يوم الإسكندرية ، قال : لا ، إنما يوم الإسكندرية إذا رأيت أهل مصر قد خافوا من مسير النوبة إليهم ، ورأيت أهل الفسطاط قد ضربوا عليهم الخندق ، وجعلوا حرسا فيما بينهم وبين أرض النوبة.
قال موسى بن وردان : وذلك أن صاحب الروم يكتب إلى صاحب النوبة ـ وهو على النصرانية ـ فيستنفره (١) فيعده ذلك ويواعده وقتا ، فيعجل الروم بالخروج إلى الإسكندرية ، وتبطئ النوبة عن الخروج ، فإذا كان ذلك سار المسلمون إلى الإسكندرية ، فيقاتلون بها ، فينصرهم الله ، ثم يرجعون ، وتخرج عليهم النوبة.
٩٢٣٥ ـ شيخ من أهل البلقاء
روى عنه الوليد بن مسلم.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي ، لفظا ، وأبو الفتح الخضر بن الحسين ، قراءة ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إبراهيم قال : قال محمّد بن عائذ : حدّثني الوليد ، قال : فحدّثني رجل من أهل البلقاء ، قال : فلما التقوا بين مؤتة (٢) وعمقة تقدم زيد يسوّي الصفوف ، إذ جاءه [سهم](٣) غرب (٤) فقتله ، وأخذ الراية جعفر.
٩٢٣٦ ـ شيخ كان في عسكر الجراح
ابن عبد الله الحكمي حين قاتل الترك
حكى عنه الوليد بن مسلم ، ووفد على هشام بن عبد الملك.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، قال : سمعت الوليد بن مسلم يذكر عن رجل كان في عسكر الجراح [قال : لما قتل الجراح](٥) استعصينا وجرّدنا سيوفنا ، فأوجعنا في القوم ، فقال لهم الطاغية : إنكم لن تصلوا إلى قتلهم
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٢) مؤتة : قرية من قرى البلقاء في حدود الشام (معجم البلدان).
(٣) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور.
(٤) سهم غرب : السهم لا يعرف مصدره وراميه.
(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
حتى تقتلوا أضعافهم (١) ، فافرجوا لهم ، ثم اتبعوهم في هذه الشجر قال : فلحقت بالجبل ، فإذا بقرية قد انجلى أهلها ، قال : فأتيت بيتا ، فدخلته ، فإذا فيه أثر نار وحطب ، فأوقدت وجلست وبي جهد شديد ، فلم ألبث حتى سمعت صهيل الخيل ، فإذا بخيل الترك ، قال : فدخلت وأطفأت النار ثم جلست ، فأقبل رجل منهم ، فلم يزل يتبع النار حتى وجدها ، وكان حسب أن في البيت أقواما ، فجعل يأخذ في زاوية وآخذ في أخرى ، ثم سلّ سيفه فقلت : لئن (٢) خرجت لأقطّعنّ وما من شيء أمثل من أن استأسر له قال : فجئته فأخذ بناصيتي ، قال : ثم أجلسني عند النار ، قال : وأشار إليّ أن أوقد ، فأوقدت ، فنظر فيّ فعرفت الرقة قال : وبي جهد شديد ، فأتاني بكسر فأكلت ، ثم ضربوا طبولهم ، فأسرج ثم ركب ثم أشار إليّ فارتدفت خلفه ، ثم تركهم حتى ساروا ، ثم سار بي قدر أربعة أميال ، ثم وقف وأشار إليّ ، فنزلت ، ثم أشار : اذهب كيف شئت.
قال : فبينا نحن عند الحرسي وهو يقتل الأسارى إذ نظرت إليه فعرفته ، فقمت إليه ، فقلت : أتعرفني؟ فقال : نعم ، فتقدمت إلى الحرسي فقصصت عليه أمري ، ثم دعاه ، فكلّمه الترجمان ، فأخبره بمثل خبري ، فقال : قد حقنا لك دمه ، وإن هذا .... (٣) يبعث إلى أمير المؤمنين ، قال : فبعثني وبعث به فسألني هشام ، فأخبرته ، ثم دعاه فأخبره بمثل خبري ، ففرض (٤) له في قبيلتي فكان في عدادي.
٩٢٣٧ ـ شيخ من موالي بني فزارة ثم لعمر بن هبيرة
حكى عن عمر بن هبيرة.
حكى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين.
قالوا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن
__________________
(١) كذا بالأصل : «تقتلوا أضعافهم» وفي المختصر : «حتى يقتلوا أضعافكم» وهو أشبه.
(٢) بالأصل : لأن.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) تقرأ بالأصل : «ففوض».
يعقوب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا ابن عائذ قال : فحدّثني شيخ من موالي ابن هبيرة عن عمر بن هبيرة قال :
كنا قد بلغنا من حصارهم ما بلغنا ، وكان بنا من الأزل (١) والمرض نحوا (٢) مما بهم وأشدّ ، وكنت نازلا (٣) بجماعة سفن على ساحلهم مما يلي عسكر المسلمين ، في مركبي ، فيه مبيتي إلّا أن أركب إلى مسلمة فأشهد أموره ، فإذا لم أركب خرجت في برد النهار إلى مجلس على تلّ مشرف على مراكبي ، وعلى عسكر المسلمين ، ويخرج إليّ أمراء أجنادي ، وأهل الهيئة منهم ، فكان ذلك التل من تلك الساعات لنا مجلسا ومتحدثا ، فبينا أنا ذات غداة ـ أو قال : عشية ـ جالس عليه في جماعة ، إذ بقارب قد خرج من بابه (٤) ميناء القسطنطينة يقصد إلينا ، فيه رجال من الروم عليهم الديباج قال : فقلت : رسول الطاغية إليّ في أمر يكلمني به ، فإن أتانا في مجلسنا أشرف على (٥) رثاثة سفننا وسوء حالنا ، سرّه ذلك ، وازداد قوة علينا ، فقمت إلى مركبي فجلست مجلسي فيه وجلس معي أمراء أجنادي ، وأهل الهيئة من الناس ، وأمرت أهل السفن أن يواروا ما قدروا عليه من سوء حالهم ، فلما دنوا نادونا بالأمان ، فجعلته لهم ، فأقبل رسول الطاغية في أصحابه في هيئة وتملّك في أنفسهم ، حتى صعد إليّ فسلّم ، وأذنت له فجلس ، وجلسوا ، ثم أنشأ يقول : إنا بعثنا لأمر فنذكره لكم ، ورأيت منكم شيئا عرفت به سوء حالكم ، وإنك أردت بقيامك عن التل ومجلسك الذي كنت فيه ألا آتيك فيه ، فأشرف على رثاثة سفنكم وسوء حالكم ، ثم تهيأت لي بما أرى مما ليس خلفه قوة (٦) وقد صرتم من حالكم إلى أسوأ مما نحن فيه. إن الملك يقرأ عليك السلام ويقول : إنه قد كان من نزولكم علينا وإقامتكم إلى هذا اليوم ما قد علمتم ، وقد بلغ منا ومنكم ، وما أنتم فيه أشد ، وقد عرضت على مسلمة فدية صلح على كل إنسان بالقسطنطينة من رجل وامرأة وصبي دينارا دينارا على أن ترحلوا عنا إلى بلادكم ، فإن شئتم اقتسمتم هذه الدنانير بينكم مغنما ، وإن شئتم ذهبتم بها إلى خليفتكم فأدخله بيت ماله فصنع ما أراد ، فسخط ذلك مسلمة وتأبى علينا ،
__________________
(١) الأزل : الضيق والشدة.
(٢) بالأصل : نحو.
(٣) بالأصل : «وكتب قال : لا».
(٤) كذا.
(٥) بالأصل : وعلى.
(٦) بالأصل : «خلعتموه» كذا رسمها ، والمثبت عن المختصر.
وزعم أن لا يبرح دون أن نؤدي الجزية عن صغار ، أو يدخله عنوة ، والصغار ـ الجزية ـ ما لا تطيب به أنفسنا أبدا ، وأنت من خليفتك ومن مسلمة ومن علية العرب بالمنزلة التي أنت بها في الشرف والأمانة ، فانظر فيما عرضته على مسلمة ، فإن رأيته رأيا أشرت به عليه ورددته إليه.
قال عمر بن هبيرة : أصاب مسلمة وذلك ما أمرنا الله به ، ولا أخالفه فيه ، وأنا عونه عليه حتى يحكم الله بيننا وبينكم ، قال : فصلّب على وجهه ، وانصرف مغضبا إلى أصحابه.
٩٢٣٨ ـ شيخ من أهل دمشق
حكى عن أبيه.
حكى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو تراب (١) المقرئ ، وغيرهما ، قالوا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك ، نا ابن عائذ قال : قال الوليد.
فحدّثني شيخ من الجند عن أبيه ولا أعلم إلّا أني قد سمعت أباه يذكر أنّه حضر عمر بن عبد العزيز بدابق (٢) حين استخلف ، وقطع البعث ما جهز من العير لا يظهر للناس أنه أمر بقفلهم ، ولكنه إنّما وجه معاوية .... (٣) على الإقامة يعني لحبس مسلمة.
٩٢٣٩ ـ شيخ آخر من أهل دمشق ممن حاصر قسطنطينة مع مسلمة
وحكى شيئا من أمرها عن كتاب عمر بن عبد العزيز
حكى عنه الوليد بن مسلم.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وغيرهما ، إذنا ، قالوا : أنا أبو محمّد الكتاني لفظا ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا علي بن يعقوب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن عائذ ، عن الوليد قال : فحدّثني شيخ من الجند قال :
__________________
(١) تقرأ بالأصل : «قوات» ولعل الصواب ما أثبت ، وهو أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري المقرئ ، راجع مشيخة ابن عساكر ٥٨ / ب.
(٢) دابق : قرية قرب حلب من أعمال عزاز ، بينها وبين حلب أربعة فراسخ (معجم البلدان).
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
كنت فيمن حاصر القسطنطينة ، فبلغنا من حصارها وبلغ منا الجوع نحوا مما سمعتم ، فو الله إنا لفي بأس من القفل إذا بمرقبة (١) لأهل القسطنطينة على جبل ممتنع ، قد أوقدوا عليها ، فيشرف لذلك أهل القسطنطينة وراعهم فصالنا عما رأينا من تلك النار وعما راعهم من ذلك ، فقالوا : هذه مرقبة توقد الناس للجيش يدخل من الشام ، فيوقد لها مما يلي الدرب من المراقب والمسالح إلى أن يصل القتال ... (٢) الخير فيأتينا بذلك ، ولا يشذّ أن جيشا قد أقبل منكم فانظروا ما ذا يأتيكم به ، قال : فلم يلبث إلّا أياما يسيرة حتى جاءنا رسول عمر بن عبد العزيز في نحو من أربعة آلاف بكتاب إلى مسلمة يأمره بالقفول ، فقرأه مسلمة فلم يقفل ، وكتب إلى عمر بن عبد العزيز يخبره ما قد بلغ من جهدهم ، وما أشرف من معشر المسلمين من الفرج بما قد قرب من حصاد ذلك الزرع ، ويشير عليه بتركهم حتى يحكم الله بينهم ، قال : فقفل رسوله بذلك إلى عمر بن عبد العزيز فغضب ، وقال : مسلمة في أمره عظيمة يكره فراقها ، ورد الرسول يأمره بالقفل.
٩٢٤٠ ـ شيخ من الأوزاع
روى عن عمرو بن مهاجر.
روى عنه الوليد بن مسلم.
له حكاية تقدمت في ترجمة عمرو.
٩٢٤١ ـ شيخ من أهل دمشق
حدّث عن العلاء بن عبد الرّحمن بن يعقوب.
روى عنه الوليد بن مسلم.
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن مردويه ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال (٣) ، نا محمّد بن أحمد بن راشد ، نا أبو عامر موسى بن عامر ، نا الوليد بن مسلم ، نا شيخ من أهل دمشق ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :
__________________
(١) المرقبة : الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب وما أوفيت عليه من علم أو رابية لننظر من بعد. والمرقبة : هي المنظرة في رأس جبل أو حصن. وجمعه مراقب (تاج العروس : رقب. طبعة دار الفكر ، بتحقيقنا).
(٢) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : «الغسال» راجع ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٦.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا الأمر في قريش يليه برّهم ببرّهم ، وفاجرهم بفاجرهم ، حتى يدفعوه إلى عيسى ابن مريم».
رواه أبو الحسن بن جوصا ، عن أبي عامر ، بإسناده مثله ، إلا أنّه قال : ثلاثة برّهم ببرّه ، وفاجرهم بفجوره ، وهو الأصح.
٩٢٤٢ ـ شيخ من أهل دمشق
حدّث عن عطاء الخراساني.
روى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين ، وحدّثنا أبو البركات الفقيه عنه ، أنا أبو علي الأهوازي ، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المرّي (١) ، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد السلمي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف ، أنا أبو عامر موسى بن عامر ، نا الوليد بن مسلم. قال : ونا شيخ من أهل دمشق أنه سمع عطاء الخراساني يرويه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم [قال (٢) :
«يأتونكم في ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ، الروم فيهم كالمخيلة غير أنهم الرءوس والقادة».
٩٢٤٣ ـ شيخ
من قدماء الجند ممن كان يلزم الجهاد.
حدّث أن أهل الشام كانوا إذا غزوا الصوائف ينزلون أجنادا كما كان أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم إذا ساروا إلى الشام ينزلون أرباعا ، وكما كان بنو إسرائيل تنزل مع موسى عليه الصّلاة والسّلام وبعده أسباطا. قال : وبين كل جند فرجة وطريق ومجال للخيل.
٩٢٤٤ ـ شيخ
من الجند ، أخبر عن أميرهم في غزاتهم أرض الروم أنه كان إذا وقف على الدرب قافلا قال : الحمد لله الذي لم يجعلنا فتنة للقوم الظالمين ، ونجانا برحمته من القوم الظالمين.
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : المزني.
(٢) صفحة كاملة بيضاء بالأصل ، نستدرك ما أمكن عن مختصر ابن منظور بين معكوفتين ، وسنشير إلى نهاية الاستدراك في موضعه.
٩٢٤٥ ـ شيخ
من دمشق.
قال : طلقت امرأة لي كان وجهها ذريا وجسدها رحبا ، فدخل عليّ سارق بالليل ، وثيابي عند رأسي ، فذهب إلى المشجب فلم يجد شيئا ، فلما رأى ذلك بسط كساءه ثم دخل إلى خابية الدقيق ، فجذبت الكساء فجعلته تحت رأسي ، ثم خرج بالدقيق ، فصبه في الأرض ، وطلب طرفي الكساء ، ثم جعل يجمعه ، فلم يجد الكساء ، فخرج. فقلت له : أغلق الباب ، لا يخرج القط ، قال : من حسن صنيعك بي. قلت : ليس هذا وقت عتاب. قال : فبعت الكساء بخمسة دراهم.
٩٢٤٦ ـ شيخ
من أهل دومة الجندل.
حدّث أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب (١) :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام ، وخلع الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل (٢) وأكنافها (٣) : إن لنا الضاحية (٤) من الضحل والبور والمعامي ، وأغفال الأرض ، والحلقة ، والسلاح ، والحافر ، والحصن ، ولكم الضامنة من النخل ، والمعين من المعمور بعد الخمس ، لا تعدل سارحتكم ، ولا تعد فاردتكم ، ولا يحظر عليكم النبات ، ولا يؤخذ منكم إلّا عشر البتات ، تقيمون الصلاة لوقتها ، وتؤتون الزكاة بحقها ، عليكم بذلك العهد والميثاق ، ولكم بذلك الصدق والوفاء ، شهد الله ومن حضر من المسلمين.
الضحل الذي فيه الماء القليل ، والبور : ما ليس فيه زرع ؛ والمعامي : ما ليست له حدود معلومة. والأغفال : مثله. ولا تعد فاردتكم يعني ما لم تبلغ الأربعين ، والحافر : الخيل ، والمعين : الماء الظاهر ، وقيل : الجاري. والضامنة من النخل : التي قد نبتت عروقها في
__________________
(١) راجع الكتاب في ابن سعد ١ / ٢٨٩ والروض الأنف ٢ / ٣١٩ والأخوال ص ١٩٤ ومسند أحمد ٣ / ١٣٢ (الطبعة الميمنية) وفتوح البلدان للبلاذري ص ٧٢ وانظر معجم البلدان (دومة) ومكاتيب الرسول للأحمدي ٢ / ٣٨٧.
(٢) دومة الجنبل : حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبل طي.
(٣) الأكناف جمع كنف بالتحريك ، بمعنى الجانب والناحية.
(٤) في العقد الفريد : الصاحبة. قال أبو عبيد : الضاحية في كلام العرب كل أرض بارزة من نواحي الأرض وأطرافها.
الأرض (١) ، ولا يحظر عليكم النبات : لا تمنعون أن تزرعوه ، ولا تعدل سارحتكم : لا تنحى عن الرعي. والنبات : النخل القديم الذي قد ضرب عروقه](٢) في الأرض ، ونبت.
قال : وكانت دومة وأيلة وتيماء قد خافوا النبي صلىاللهعليهوسلم لما رأوا العرب قد أسلمت.
٩٢٤٧ ـ رجل من بني مرة من أهل حوران
حكى عن رجل غير مسمى.
حكى عنه عبد الرّحمن بن الحسام ، تقدمت روايته.
٩٢٤٨ ـ رجل من أهل دمشق
حكى قصته عمرو بن أبي سلمة الدمشقي ، نزيل تنيس.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة ، عن أبي الحسن علي بن محمّد ابن الخطيب ، أنا أبو الحسين محمّد بن الفضل القطان ، أنا دعلج بن أحمد السجزي ، أنا أبو العباس أحمد بن علي الأبّار ، نا عبيد الله بن محمّد المقدسي ، نا عمرو بن أبي سلمة قال :
لما كانت فتنة أبي الهيذام كان رجل ديدبان يجلس على المنارة ، فلما كان ذات ليلة نظر رؤيا قد هالته كأنه قد نصب على ظهر قبة المسجد رمح فيه كتاب بيّن ، ونصب فوق الرمح رمح فيه كتاب بيّن ، ونصب فوق رمح فيه كتاب بيّن ، فإذا في الأول : إنّ المجرمين في سقر ، وفي الثاني : طوبى لمن ابتلي وصبر ، وفي الثالث : الملك لله من شاء نصر.
قال : فتاب ذلك الرجل توبة لم يكن يعرف بدمشق مثله.
٩٢٤٩ ـ شيخ من غطفان من أهل دمشق
حكى عن رجل من بصراء العرب بالخيل.
حكى عنه عبد الملك بن قريب الأصمعي.
٩٢٥٠ ـ شيخ من جند دمشق
حكى عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي.
__________________
(١) كذا ، وقيل : الضامنة من النخل : هو ما كان في العمارة وتضمنه أمصارهم ، وقيل : سميت بذلك لأن أربابها ضمنوا عمارتها وحفظها (راجع اللسان).
(٢) إلى هنا عن مختصر ابن منظور ، ونعود إلى الأصل «السليمانية» المعتمد لدينا.
حكى عنه أبو مسهر.
تقدمت حكايته في ترجمة الجرّاح بن عبد الله الحكمي.
٩٢٥١ ـ شيخ من حكم بن سعد العشيرة (١)
حكى عن الجرّاح بن عبد الله الحكمي.
حكى عنه أبو مسهر.
تقدمت حكايته في ترجمة الجرّاح.
٩٢٥٢ ـ شيخ من أهل دمشق
حكى عنه أبو مسهر.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب ، نا العباس بن الوليد بن صبح ، نا أبو مسهر ، نا شيخ من الجند من أهل دمشق قال :
كان يقال : إن دعتك نفسك يوما إلى صحبة الرجال فلا تصحب إلّا لمن إن صحبته زانك (٢) ، وإن حملته مئونة أمانك ، وإن رأى منك ثلمة سدّها ، وإن رأى منك حسنة عدّها ، وإن سألته أعطاك ، وإن تعفّفت عنه ابتداك ، وإن عاتبك لم يحرمك ، وإن تباعدت عنه لم يرفضك.
٩٢٥٣ ـ رجل من أهل دمشق
حكى عن رجل من بني أمية.
روى عنه غسان بن المفضل الغلابي.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، فيما كتب إليّ ، أخبرني جدي عبد الله بن محمّد بن علي اللخمي الباجي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن يونس ، أنا بقي بن مخلد ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدّثني غسان بن المفضل الغلابي ، حدّثني رجل من أهل دمشق ، عن رجل من بني أمية قال :
__________________
(١) راجع جمهرة ابن حزم ص ٤٠٧.
(٢) بالأصل : فكأنك ، خطأ ، والمثبت عن المختصر.
استعمل عمر بن عبد العزيز رجلا على الصدقة ، يقال (١) له : رزق ، أحمر كريه المنظر ، فرجع إلى عمر ، ولم يأته بشيء ، فقال عمر : أين ما بعثناك فيه؟ قال : أخذته من حيث أمرتني (٢) ، فقال عمر : (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً)(٣).
٩٢٥٤ ـ شيخ من أهل دمشق
روى عن الهذيل بن عمرو.
روى عنه هشام بن عمار.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا نصر بن إبراهيم ، وعبد الله بن عبد الرزّاق ، قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن .... (٤) ، أنا أبو بكر بن خريم ، ثنا هشام بن عمار في مشايخه الدمشقيين ، ثنا شيخ قال : ثنا الهذيل بن عمرو ، عن أبي محمّد الهمداني ، عن محمّد ابن الحطيئة ، عن علي بن أبي طالب قال : من ابتلي بزمانة في جسده تمنعه من العمل ، كانت كفارة لذنوبه ، وعمله فضلا.
٩٢٥٥ ـ شيخ
حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد ، أظنه مروانيا.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر الصفار ، نا جدي عبد الله بن أحمد بن القاسم.
ح وأنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد ابن شاذان الأعرج ، إجازة ، أنا عبد الله بن محمّد بن محمّد المقرئ ، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متويه ، نا عباس ، أخبرني شيخ لنا قال :
أقبل الأوزاعي حتى نزل بأخ له ، فحضر العشاء ، ووضع المائدة ، ومد (٥) الأوزاعي يتناول ، فقال الرجل : تعذرنا يا أبا عمرو ، جئتنا في وقت ضيق. فردّ يده في كمه ، وأبى ،
__________________
(١) بالأصل : فقال.
(٢) زيد في المختصر : وجعلته حيث أمرتني.
(٣) سورة هود ، الآية : ٣١.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٥) في المختصر : ويد الأوزاعي تتناول.
فقال الرجل : والله ما أفدت (١) بعدك مالا إلّا المورث الذي تعرف ، ما ذنبي؟ قال : ما كنت لأصيب طعاما قلّ شكر الله عليه ، أو كفرت نعمة الله عليه.
قال عباس : وأخبرت أنه كان يومئذ صائما.
٩٢٥٦ ـ شيخ من طيّىء
حكى عنه محمّد بن عائذ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قراءة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم الهمداني ، أنبأ أبو عبد الملك البسري ، نا محمّد بن عائذ قال : سمعت عبد الأعلى يعني أبا مسهر يسأل شيخا من طيّىء : ما شعاركم؟ قال : يا قناص.
٩٢٥٧ ـ رجل من أهل العلم
حكى عن الأوزاعي.
حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب ، نا أبو موسى عمران بن موسى الطرسوسي ، نا عباس بن الوليد بن مزيد ، حدّثني صاحب لنا من أهل العلم ، قال :
جاء كتاب من الخليفة إلى محمّد بن إبراهيم (٢) وهو على الموسم : ابعث إليّ سفيان الثوري ، قال : وقد كان بعث محمّد إلى سفيان في شيء من أمر الموسم ، وهو عنده ، فلما قرأ الكتاب قال : يا أبا عبد الله هذا كتاب أمير المؤمنين ، قال : فمه ، قال : كتب إلينا أن نبعث بك إليه ، قال : السمع والطاعة ، فقال للرسول : هذا سفيان بن سعيد ، وها هو يجيء معك ، وأنت أعلم ، فخرج سفيان إلى الرسول وعليه إزاران متزر بأحدهما والآخر على كتفه ، فلمّا بلغ الباب قال للرسول : أعلم الأمير ، قال : فرجع معه ، قال : رحمك الله ، من هاهنا إلى العراق بغير نفقة؟ قال : يا أبا عبد الله ، وتريد نفقة؟ قال : نعم ، قال : يا غلام هات كيسا ،
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي المختصر : ما اتخذت.
(٢) يعني محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، المعروف بالإمام ، ولي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك سنين عديدة. مات سنة ١٨٥ ببغداد في خلافة الرشيد.
قال : فجاء بكيس فيه ألف دينار ، قال : يا أبا عبد الله ، إن أردت أذناك (١) ، قال : لا ، في هذا بلاغ ، قال : فأخذ الكيس وخرج ، قال : فلمّا كان في بعض الطريق والرسول يذهب به إلى دار البريد مرّوا بخربة. قال : فلفّ سفيان الكيس في إزاره ووضعه على باب الخربة ، وقال للرسول : أبصر هذا حتى أبول ، ودخل فأقام الرسول ما شاء الله ، فلمّا لم يره حمل الإزار ودخل فلم ير شيئا ، فحمل الإزار ومضى إلى محمّد بن إبراهيم ، فلما رآه ضحك ، قال : ويك ما لك؟ قال : خدعني ، قال : كيف؟ فقص عليه القصة.
ذكره لنا أبو موسى قال : فذهب ، قال : قال له : ويلك ، ولم تركته؟ قال : لم أظن أنه قد [يذهب](٢) عريان ويدع الكيس ، فلا ثكلتك أمك ، إنّي أحسب لو كان جميع ما يملك لتركه.
٩٢٥٨ ـ رجل من أهل دمشق لم ينته إلينا اسمه
كان من أهل الجهاد والخير.
حكى أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي أظنه عن الواقدي قال : حدّثني أبو المنهال ابن ... (٣) :
أن المهدي قال لطازاد الرومي : أخبرني ببعض ما رأيت ، فقال : كنت يوما أسير على شاطئ نهر لا ينقطع إلا من موضع فيه صعوبة ، فإذا أنا برجل قائم يصلي ، فخفف من صلاته لمّا رآني ، فقلت له : كأنك أضللت أصحابك ، فإن أحببت أرشدتك للطريق ، تقبل (٤) منه إليهم. فعلت؟ قال : فقال كالمنتهر : امض لشأنك ، فقلت له : كأني أراك معجبا بنفسك ، فهل لك في البراز؟ فقال : نعم ، ثم وثب على فرس له أنثى ثم أوثبها النهر فإذا هو معي ، ثم تجاولنا فلم أقدر عليه لثقافته (٥) ثم قلت له : هل لك في المصارعة؟ فقال : ذاك إليك ، قال : فألقينا ما علينا من سلاح ومتاع ، فلمّا تجرد ازدريته لنحافته وقلت : إنا نحتمله بأهون أمر ، أو قاتله أو اذهب به أسيرا ، وآخذ فرسه وسلاحه ، ثم اتحدنا ، فلم أصل منه إلى شيء حتى
__________________
(١) كذا بالأصل ولا معنى لها ، وفي المختصر : زدناك ، وهو أشبه.
(٢) مكانها بياض بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٣) كلمة بدون إعجام ورسمها : «ميان».
(٤) كذا بالأصل : تقبل منه إليهم.
(٥) يقال ثقف ثقفا وثقافة صار حاذقا خفيفا فطنا (القاموس).
اعتقلني ، فإذا أنا تحته ، ثم تناول سكينا في خفة ليذبحني بها ، فقلت له : هل لك إلى خير مما تريد بي؟ قال لي : وما هو؟ قلت : تعتقني فأكون مولاك ، وأضمن لك لا أدع حفظك في كل مسلم أقدر عليه ، فقال لي : ومن أنت؟ فقلت : طازاد ، فنهض عني وضربني برجله استخفافا ، ثم مال إلى النهر فغسل وجهه ، ثم لبس سلاحه وركب فرسه ثم جاز النهر إلى الموضع الذي كان فيه ، فقلت له : إنّي قد صرت مولاك ، فتبسم لي وأخبرني بموضعك ومنزلك ، فلما أخبرني من ذلك بما أردت كتبته بطرف سكيني على صفّة سرجي (١) قال : وكان طازاد رجلا أيدا يأخذ الكبشين فيعلقهما بيده حتى ينتطحا ، ثم قلت له : إن من أصحابي عدة أمامك ، فأبقهم فقال : امض لشأنك ، قال : ثم عرض له ناس من أصحابي ، فحمل عليهم ، فقتل منهم أربعة ، ثم أدركتهم فمنعت من بقي منهم من قتاله ، ثم أمرت رجلا من أصحابي أن يدخل عسكر المسلمين فيحرص على أن يسرق فرسه ويأتيني بها ، فدخل عسكرهم مستأمنا فأقام أياما لا يقدر على سرقة فرسه ، ثم عاد إليّ فقال : لم أقدر على سرقة فرسه ، وذلك أنه كان يركبها نهارا ويسرجها ليلا ، ويضع لجامها على قربوسه ، ومخلاتها في رأسها ويصف قدميه حتى يصبح ، فقال له المهدي : لبئس ما كافأته به يا طازاد ، فقال : سألتني فصدقتك ، قال : فأمر المهدي بالكتاب إلى عامل دمشق في إقدام الرجل عليه ، فقدم ، ولا علم لطازاد بشيء من أمره ، فأمر المهدي بعرض الجند ، فاعترضوا عليه ، والرجل فيهم ، فلما رآه طازاد قال : يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا بالرجل الذي وصفت لك ، فدعاه المهدي ، فلما قرب منه سأله طازاد أن يدنو منه ، فأذن له ، فقبّل رجله وركبته وأذكره بلاءه (٢) عنده ، فأراد المهدي صلته فلم يقبلها ، وصرفه إلى بلاده.
٩٢٥٩ ـ رجلان من أهل الشام
ساحا في جبل لبنان (٣).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر ، نا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي العكبري ، نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثني عمر بن عبد الله ، عن سليمان بن عبد الرّحمن
__________________
(١) صفة السرج : التي تضم العرقوتين والبداد من أعلاهما وأسفلهما.
(٢) بالأصل : بلاءه كان عنده.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : كثبان.