أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦
أول ما أنكر من عمر بن عبد العزيز أنه خرج في جنازة ، فأتى ببرد كان يلقى للخلفاء يقعدون (١) عليه إذا خرجوا إلى جنازة ، فألقي له فضربه برجله ثم قعد على الأرض ، فقالوا : ما هذا؟ فجاء رجل فقام بين يديه فقال : يا أمير المؤمنين اشتدت بي الحاجة ، وانتهت بي الفاقة ، والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك ، وفي يده قضيب قد اتكأ عليه بسنانه فقال : أعد عليّ ما قلت ، فأعاد عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين اشتدت (٢) بي الحاجة ، وانتهت بي الفاقة ، والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك ، فبكى حتى جرت دموعه على القضيب ، ثم قال له : ما عيالك؟ قال : خمسة ، وأنا وامرأتي وثلاثة أولادي ، قال : فإنا نفرض لك ولعيالك عشرة دنانير ، ونأمر لك بخمس مائة ، مائتين من مالي وثلاثمائة من مال الله ، تبلغ بها حتى يخرج عطاؤك.
٩١٩٦ ـ أعرابي شاعر
كان في أيام عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الهمداني المعلم ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد السلمي ، أنا عبد الرّحمن بن نصر ، نا الحسن بن حبيب ، نا عبد الله ابن عبد الحميد ، وكان أديبا من أهل العلم قال :
سرق أعرابي سرقة في خلافة عمر بن عبد العزيز ، فأتي به عمر ، فأمر بقطع يده ، فقال : يا أمير المؤمنين اسمع مقالتي ، ثم افعل ما ترى ، فقال له : قل ، فأنشأ يقول :
يميني أمير المؤمنين أعيذها |
|
بعفوك أن تلقى نكالا يشينها |
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها |
|
إذا ما شمال فارقتها يمينها |
ولو أن أهلي يعلمون لسيرت |
|
إليك المطايا عينها وقطينها |
فقال له : يا أعرابي هذا حدّ من حدود الله ، وتركه ذنب ، فقال : يا أمير المؤمنين ، فاجعل هذا من الذنوب التي تستغفر الله منها ، قال : فأمر بتخليته.
٩١٩٧ ـ رجل من أهل اليمامة
وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما من عامله على اليمامة ، وقال رجزا في ذلك.
__________________
(١) الكلمة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن حلية الأولياء.
(٢) تقرأ بالأصل : استمدت ، والمثبت عن حلية الأولياء.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد ، وسهل بن عبد الله ابن علي ، وأبو الخير محمّد بن أحمد بن هارون الإمام ، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن ابن محمّد الذكواني ، وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عمير.
ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران ، أنا سهل القارئ.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، نا سليمان بن إبراهيم قال : ثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني ، إملاء ، ثنا أبو علي الحسين بن علي ، نا محمّد بن زكريا ، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن حفص بن عمر بن قبيصة بن المهلب ، حدّثني عمي ، عن أبيه :
أن أعرابيا أتى عمر بن عبد العزيز فقال : يا أمير المؤمنين إنّي قد بلغت غايتي ، والله سائلك عن مقامي هذا ، قال : قل ويحك ، قال : عاملك باليمامة قد غصبني حقي ، واعتدى عليّ في إبلي ، قال : فإنّ الله قد عزل عنك العامل ، وردّ عليك ظلامتك ؛ يا غلام اكتب إليه ، فخرج الأعرابي وهو يقول :
يا أيها المظلوم في بلاده |
|
ائت الأمير عمرا فناده |
خليفة الله على عباده |
|
لم يؤثر الدنيا على معاده |
قد أشبه الفاروق من أجداده |
٩١٩٨ ـ شاعر من بني كلاب
عزّى عمر بن عبد العزيز عن ابنه عبد الملك بن عمر ، تقدم شعره في ترجمة عبد الملك.
٩١٩٩ ـ شاعر رثى عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، نا الربيع بن روح ، نا حنظلة بن عبد العزيز بن ربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن ابن لعمر بن عبد العزيز :
أن عمر بن عبد العزيز قال حين اشتكى شكواه [الذي](٢) هلك فيه اشتروا من الراهب
__________________
(١) الخبر والشعر في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ٦١٠ ـ ٦١١.
(٢) مكانها بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن المعرفة والتاريخ.
موضع قبري ، فاشتري منه موضع قبره بستة دنانير (١) ، فقال (٢) الشاعر وهو يذكر عمر (٣) رحمهالله :
قد غادر القوم في اللحد الذي لحدوا |
|
بدير سمعان جريان الموازين |
أقول لما نعى لي ناعيا (٤) عمرا (٥) |
|
لا يبعدن قضاء العدل [والدين](٦) |
٩٢٠٠ ـ رجل من بني نوفل
وفد على يزيد بن عبد الملك.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (٧) ، حدّثني أحمد بن عمار ، حدّثني علي بن محمّد النوفلي ، حدّثني عمي ، عن أبيه ، عن جده قال :
خرجنا إلى يزيد بن عبد الملك في شيء من أمورنا فألفيناه عليلا علّته التي مات ، فيها فكنا نبعث رسولا يأتينا كل يوم بخبره ، فجاءنا فقال : هو اليوم يثقل (٨) وما أراه يصبح ، فغدونا إليه ، والناس مجتمعون ، وسمعنا في الدار همهمة ، ثم راحت ، فما شعرنا إلّا سلّامة قد خرجت إلى الباب تنوح بهذا الشعر :
لا تلمنا إن خشعنا |
|
أو هممنا بخشوع |
وا أمير المؤمنينا ، فعلمناه بوفاته.
٩٢٠١ ـ بعض آل المهلب الذين قدم بهم
على يزيد بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، نا بعض
__________________
(١) بالأصل : لست الدنانير.
(٢) بالأصل : فقام.
(٣) والبيتان في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٣٣٦.
(٤) كذا بالأصل والمعرفة والتاريخ ، وفي سيرة عمر لابن الجوزي : الناعون.
(٥) بالأصل : عمر.
(٦) سقطت من الأصل واستدركت عن المعرفة والتاريخ.
(٧) الخبر رواه أبو الفرج في الأغاني ٨ / ٣٤٦ في ترجمة سلامة القس.
(٨) بالأصل : يقتل ، والمثبت عن الأغاني.
ولد أبي عيينة المهلبي قال : قال يزيد بن عبد الملك لبعض ولد المهلب حيث أتي بهم أسرى : كيف رأيتم الله صنع بكم؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين قوم زرعتهم الطاعة ، وحصدتهم المعصية.
٩٢٠٢ ـ شاعر
كان في زمان يزيد بن عبد الملك.
ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا ابن أبي سعد ، نا أحمد بن عبد الرّحمن ابن المفضل ، قال :
مات خليفة (١) ليزيد بن عبد الملك فقال : هل ترك من خلف؟ قالوا : ترك ابنا (٢) له ، فأمر به فأدخل عليه فلمّا مثل بين يديه قال : يا بني إلى من أوصي بك أبوك؟ قال : فأطرق ساعة حتى ظنّ يزيد أنه قد أقحم قال : ثم رفع رأسه وهو يقول :
إن مثلي يوصي الرجال إليه |
|
ليس مثلي يوصي به الآباء |
إنني والذي يحج له النا |
|
س ومن دون بيته البيداء |
لمليّ بما يؤمل في المر |
|
ء وإن كان في أخيك فتاء |
قال : فأمر له يزيد بأرزاق أبيه.
٩٢٠٣ ـ شيخ من ثقيف من أهل الحجاز
وفد على الوليد بن يزيد ـ وهو ولي عهد ـ في خلافة هشام.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأ أبي ، أنا الخضر بن أبان ، نا الهيثم بن عدي ، عن طريح بن إسماعيل الثقفي قال :
كنت عند الوليد بن يزيد وهو ولي عهد ، فدعا بالشطرنج فأخذت معه فيها ، إذ دخل الآذن فقال : أيها الأمير بالباب رجل من أخوالك له نبل وهو (٣) يستأذن عليك ، فقال : أمّا في هذا الوقت فاصرفه ، فإنّي مقبل على ما ترى ، قال : فقلت : سبحان الله يأتيك رجل من
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل : «بنتا» والمثبت حسب ما اقتضاه السياق.
(٣) كذا وفي المختصر : وهيئة.
أخوالك مسلّما فتحجبه؟! قال : كيف بنا ونحن على هذه الحال؟ فقلت : تأمر برفع الشطرنج وتأذن له ، فقال : ذاك لما اتجهت عليك ؛ فقلت يغطى بمنديل وتنحرف ، فيدخل لحظة وينصرف ، ثم تعود إليها ، ففعل ، فأذن له ، فدخل رجل جسيم معتمر (١) على قلنسوة مشرفة مشمرا ثيابه في زي الفقهاء بين عينيه سجادة (٢) فسلّم وجلس ، وقال : أيها الأمير خرجت من المدينة أريد عسقلان (٣) للرباط بها ، فأحببت أن أؤدي من حقّ القرابة والرحم ، فقال له الوليد : وصلك [الله](٤) يا خال ، وأحسن جزاءك ، فقد وصلت وبررت ثم أقبل عليه الوليد فقال : يا خال كيف حفظك لمغازي أهل بلدك لعلك أن تفيدنا منها أحرفا ، فقال : ما أحفظ منها شيئا قال : ولم؟ قال : لأن أبوي أضاعا ذلك مني ، قال : فكيف علمك بالسنّة ونظرك في الفرائض؟ قال : ما نظرت في شيء من ذلك ، قال : فكيف روايتك لشعر قومك وغيرهم من الشعراء؟ قال : ما أروي منه شيئا ، قال : فكيف علمك بأيام العرب وما تقدم من أخبارها وآثارها؟ قال : والله لقد أغفل ذاك خالك. قال : فعسى أن يكون همك مصروفا إلى [معنى](٥) آخر من مفاكهات أهل المدينة ومزاحاتهم؟ قال : خالك يربأ (٦) بنفسه عن ذلك. قال الوليد : يا غلام ارفع المنديل ، العب يا طريح ، فليس معنا أحد ، فلمّا سمع الرجل ذلك انصرف.
٩٢٠٤ ـ رجل أتى هشام بن عبد الملك متظلما
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٧) ، حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى ، حدّثني أبي ، عن جدي قال : كنت عند هشام بن عبد الملك جالسا ، فأتى رجل فقال : يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر ـ رحم الله عمر ـ نزعها ، قال له هشام : أعد مقالتك ، قال : يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر ـ رحم الله عمر ـ نزعها ، قال : والله إن فيك
__________________
(١) في المختصر : معتم. وكلاهما بمعنى ، وقد اعتمر أي تعمم بالعمامة ، ويقال للمعتمّ : معتمر (تاج العروس).
(٢) كذا ، وهو يريد أثر السجود بين عينيه.
(٣) عسقلان : مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين.
(٤) زيادة للإيضاح عن المختصر.
(٥) بياض بالأصل ، والزيادة عن مختصر ابن منظور.
(٦) بالأصل : «هربا» ولا معنى لها هنا ، والمثبت عن المختصر.
(٧) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٤ ـ ٦٠٥.
لعجبا إنك تذكر من أقطع جدك ومن أقرها في يده فلا تترحّم عليه ، وتذكر من نزعها فتترحم عليه ، فإنا قد أمضينا ما صنع عمر ـ رحم الله عمر ـ قم.
٩٢٠٥ ـ أعرابي وفد على هشام
ابن عبد الملك يتظلّم من بعض عمّاله
ذكر أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم يعني السجستاني ، عن أبي عبيدة ، عن يونس قال :
دخل أعرابي على هشام بن عبد الملك فذكر عاملا له فقال : إن فلانا ممن رفعت خسيسته ، وأثبتّ ركنه ، وأعليت ذكره ، وأمرته بنشر محاسنك فطواها (١) ، وإظهار مكارمك فأخفاها ، وعمد إلى أمورك في رعيتك فتعدّاها ، استخفافا بالحرمة ، وقلة شكر النعمة ، قد أخرب البلاد ، وأضاع الأجناد ، وأظهر الفساد ، وأخرج الناس من سعة العدل إلى ضيق الجور ، حتى باعوا الطارف (٢) والتلاد ، وهموا ببيع النسل والأولاد ، فقال هشام : يا أعرابي أحقا ما تقول؟ قال : نعم ، والذي بلغك أعلى مراتب الشرف ، والله لو كان على سويقة من أسواق البحرين ما أجزأها ، مع أنه يخلط ذاك بلؤم الحسب ، وذفر النسب ، وسوء الأدب.
٩٢٠٦ ـ رجل من جلساء هشام بن عبد الملك
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي ، إجازة ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (٣) ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، أنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، حدّثني العتبي قال :
كان عند خالد (٤) بن عبد الله ذات ليلة فقهاء من أهل الكوفة فيهم أبو حمزة الثمالي إذ قال خالد : حدثني حديثا كحديث عشيق ليس فيه فحش ، فقال أبو حمزة الثمالي (٥) : أصلح الله الأمير ، زعموا أنه ذكر عند هشام بن عبد الملك غدر النساء وسرعة تزويجهن ، فقال
__________________
(١) بالأصل : وطواها.
(٢) التلاد : كل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء ، وهو نقيض الطارف. (تاج العروس : تلد).
(٣) بدون إعجام بالأصل.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : «خلف» وهو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد أبو الهيثم القسري الدمشقي. ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٤٢٥.
(٥) هو ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي ، مولى المهلب ، ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٢٣٣.
هشام : إنّه ليبلغني من ذلك العجب ، فقال بعض جلسائه أنا أحدثكم عما بلغني من ذلك ، بلغني أن رجلا من بني يشكر يقال له غسان بن (١) جهضم بن العذافر ، كانت تحته ابنة عمّ له يقال لها أم عقبة بنت عمرو بن الأبجر ، وكان لها محبّا ، وكانت له كذلك ، فلمّا حضره الموت ، وظنّ أنه مفارق الدنيا قال ثلاثة أبيات ، ثم قال لها : يا أم عقبة ، اسمعي ما أقول ، وأجيبيني بحقّ ، فقد تاقت نفسي إلى مسألتك عن نفسك بعد ما تواريني التراب ، فقالت : قل ، فو الله لا أجيبك بكذب ولأجعلنّه آخر حظك مني ، فقال وهو يبكي بكاء يكاد يمنعه الكلام :
أخبريني ما ذا تريدين بعدي |
|
والذي تضمرين يا أم عقبه |
تحفظيني من بعد موتي لما قد |
|
كان مني من حسن خلق وصحبه |
أم تريدين ذات جمال ومال |
|
وأنا في التراب في سجن غربه |
فأجابته ببكاء وانتحاب :
قد سمعنا الذي تقول وما قد |
|
خفته يا غسان من أم عقبه |
أنا من أحفظ النساء وأرعاه |
|
لما قد أوليت من حسن صحبه |
سوف أبكيك ما حييت بشجوّ |
|
ومراثي أقولها وبندبه |
قال : فلما قالت ذلك ، طابت نفسه ، وفي النفس ما فيها فقال :
أنا والله واثق بك لكن |
|
ربما خفت منك غدر النساء |
بعد موت الأزواج يا خير من عو |
|
شر فارعي حقي بحسن الوفاء |
إنني قد رجوت أن تحفظي العه |
|
د فكوني إن مت عند الرجاء |
ثم اعتقل لسانه ، فلم ينطق حتى مات ، فلم تلبث بعده إلّا قليلا حتى خطبت من كل جانب ، ورغب فيها الأزواج لاجتماع الخصال الفاضلة فيها ، من العقل والجمال والعفاف والحسب ، فقالت مجيبة لهم :
سأحفظ غسانا على بعد داره |
|
وأرعاه حتى نلتقي يوم نحشر |
وإني لفي شغل عن الناس كلهم |
|
فكفوا ، فما مثلي بمن مات يغدر |
سأبكي عليه ما حييت بعبرة |
|
تجول على الخدين مني فتكثر |
فأيس الناس من إجابتها ، فلما مرت بها الأيام نسيت عهده ، وقالت : من مات فقد
__________________
(١) بالأصل : من.
فات ، فأجابت بعض خطابها فتزوجها ، فلما كانت الليلة التي أراد الدخول بها ، جاءها غسان في النوم ، وقد أغفت ، فقال :
غدرت ولم ترعي لبعلك حرمة |
|
ولم تعرفي حقّا ولم تحفظي عهدا |
ولم تصبري حولا حفاظا لصاحب |
|
حلفت له يوما ولم تنجزي وعدا |
غدرت به لما ثوى في ضريحه |
|
كذلك ينسى كل من يسكن اللحدا |
فلما قال هذه الأبيات تنبّهت مرتاعة مستحيية منه ، كأنه بات معها في جانب البيت ، وأنكر ذلك من حضرها من نسائها فقلت : ما لك؟ وما حالك؟ وما دهاك؟ فقالت : ما ترك غسان لي في الحياة إربا ، ولا بعده في سرور رغبة ، أتاني في منامي الساعة فأنشدني هذه الأبيات ، ثم أنشدتها وهي تبكي بدمع غزير ، وانتحاب شديد ، فلما سمعن منها ، أخذن بها في حديث آخر لتنسى ما هي فيه ، فتغافلتهن ثم قامت فلم يدركنها حتى ذبحت نفسها حياء مما كادت تركب بعده من الغدر به ، والنسيان لعهده ، فقالت امرأة منهن : قد بلغنا أن امرأة أتاها زوجها في المنام فلامها وأنّبها في مثل هذا ، فأما القتل فما سمعنا به ، قال : وكانت المرأة القائلة هذا الكلام صاحبة شعر ورجز فقالت :
ما ذا صنعت وما ذا |
|
لقيت من غسان |
قتلت نفسك حزنا |
|
يا خيرة النسوان |
وفيت من بعد ما قد |
|
هممت بالعصيان |
إن الوفاء من الله |
|
لم يزل بمكان |
قال : فلما بلغ زوجها ، وكان يقال له : المقدام بن حبيش ، وكان قد أعجب بها ورجا أن تصير إليه ، فقال : ما كان لي مستمتع بعد غسان وقال : هكذا فليكن النساء في الوفاء ، وقلّ من يحفظ ميتا ، إنّما هي أيام قلائل حتى ينسى وعنه يسلى ، فقال هشام : صدق وبرّ ، لجاد ما أدركه عقله ، وحسن عزاؤه حين فاتته طلبته ، وأحسنت المرأة ووفت ، وأحسن الرجل وصبر.
٩٢٠٧ ـ شيخ من أهل الشام
كان في صحابة هشام بن عبد الملك ، ومن ثقاته.
قرأت بخط أبي الحسن المقرئ ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المغربي ، عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت ، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن
قريش الحكيمي ، نا أبو العيناء (١) ، نا الأصمعي ، حدّثني إبراهيم بن الحسن بن سهل ، عن أبيه :
أن أبا جعفر المنصور وجه إلى شيخ من أهل الشام وكان بطانة هشام فساءله عن تدبر هشام في بعض حروبه للخوارج ، فوصف له الشيخ ما دبر ، فقال : فعل رحمهالله كذا ، وصنع رحمهالله كذا ، قال له المنصور : قم ، عليك لعنة الله ، تطأ بساطي وتترحم على عدوي؟ فقال الرجل وهو مولى : إنّ نعمة عدوك لقلادة في عنقي لا ينزعها إلّا غاسلي. فقال له المنصور : ارجع يا شيخ ، فرجع فقال : أشهد أنك نهيض حرّ ، وغراس شريف ، عد إلى حديثك. فعاد الشيخ في حديثه حتى إذا فرغ دعا له بمال فأخذه ، فقال : والله يا أمير المؤمنين ما بي حاجة إليه ، ولقد مات من كنت في ذكره آنفا ، فما أحوجني إلى وقوف على باب أحد بعده ، ولو لا جلالة أمير المؤمنين وإيثار طاعته ما لبست لأحد بعده ثوبا ، فقال له المنصور : مت إذا شئت ، لله أنت ، فلو لم يكن لقومك غيرك كنت قد أبقيت لهم مجدا مخلدا ، وذكرا باقيا.
وبلغني عن أبي جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم الكاتب ، قال : حدّثني أحمد بن أبي يعقوب ، حدّثني أبي أبو يعقوب ، عن جدي واضح مولى المنصور قال :
كنت بين يدي المنصور وقد أحضر رجلا كان من رجال هشام بن عبد الملك وهو يسائله عن سيرة هشام لأنها كانت تعجب المنصور ، فكان الرجل يترحم على هشام عند كل جاز من ذكره فاحفظ ذلك جماعتنا فقال له : ارجع كم تترحم على عدو أمير المؤمنين ، فقال الرجل للربيع : مجلس أمير المؤمنين ـ أيّده الله ـ أحقّ المجالس بشكر المحسن ومجازاة المجمل ، ولهشام في عنقي قلادة لا ينزعها إلّا غاسلي. فقال له المنصور : وما هذه القلادة؟ قال : قدّمني في حياته وأغناني عن غيره بعد وفاته ، فقال له المنصور : أحسنت بارك الله عليك وبحسن المكافأة تستحق الصنائع ، وتزكو العوارف ، ثم أدخله في خاصّته.
٩٢٠٨ ـ رجل كان في صحابة هشام
روى عنه الزهري.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن العلوي ، أنبأ رشأ المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ،
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، وهو أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد راجع ترجمة عبد الملك بن قريب الأصمعي في تهذيب الكمال ١٢ / ٨٠.
أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم الحربي ، نا محمّد بن الحارث ، عن المدائني قال : قال صالح ابن كيسان :
خرج علينا الزهري من عند هشام بن عبد الملك فقال : لقد تكلم اليوم رجل عند أمير المؤمنين ما سمعت كلاما أحسن منه قال له : يا أمير المؤمنين اسمع مني أربع كلمات فيهن صلاح دينك ، وملكك ، وآخرتك ، ودنياك ، قال : ما هنّ؟ قال : لا تعدنّ أحدا عدة وأنت لا تريد إنجازها ، ولا يغرّنّك مرتقى سهل إذا كان المنحدر وعرا ، واعلم أن الأعمال آخرا فاحذر العواقب ، وإنّ الدهر تارات فكن على حذر.
٩٢٠٩ ـ رجل من ولد علي بن أبي طالب
وفد على هشام.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، قراءة ، أنا أبو عبد الله القضاعي ، إجازة ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطان ، نا الحسن بن رشيق ، نا محمّد بن رمضان بن شاكر الحميري ، نا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا الشافعي :
أن رجلا من ولد علي بن أبي طالب كان طويل اللسان بليغا ، فاستأذن على هشام بن عبد الملك وهو خليفة ، فأذن له ، وهو في موضع مشرف وأمر ليجعل به ليقطعه ذلك عن بلاغته ، فلما دخل على هشام سلّم فقال : إيها تكلّم قال : حتى يذهب عني بهر (١) الدرجة ، وبهجة الخلافة.
٩٢١٠ ـ رجل من بني مخزوم بصري
وفد على هشام بن عبد الملك.
أنبأنا أبو علي بن نبهان.
وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، ومحمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، وابن نبهان.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن الحسن ، قالوا : أنا أبو علي بن
__________________
(١) بهر الدرجة : البهر : تتابع النفس من الإعياء.
شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، نا عمر بن شبة (١) ، حدّثني ابن عائشة قال : سمعت أبي يقول :
كانت دار محمّد بن سليمان لرجل من بني مخزوم فوفد إلى هشام فقال : يا أمير المؤمنين إنّ دار عبد الله بن نافع بن الحارث في وجه داري ، فأذن لي أن أقدّم داري حتى تستوي بها ، فقال : وأين دارك؟ قال : في مربد (٢) البصرة ، قال : لا والله ولا شبرا.
٩٢١١ ـ أعرابي
وفد على هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، أنا عبيد الله السكري ، ثنا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، قال : حدّثنا عن أبي جناب قال :
كنت جالسا عند هشام بن عبد الملك ودخل عليه أعرابي من بني أسد ، فسلّم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، أتت علينا سنون ثلاث ذهبت بالأموال ، ونحتت القلوب ، أما الأولى فأذابت الشحم ، وأما الثانية فنحضت (٣) اللحم ، وأما الثالثة فهاضت (٤) العظم ، وفي يديك فضول أموال ، فإن تك لله فبثها في عباد الله ، وإن تك لهم ، ففيم تحبسها عنهم؟ وإن تك لك فتصدّق علينا ، إنّ الله يجزي المتصدقين ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، فقال : والله لا أقبلها ، لبئس وافد القوم إذا أنا إن ذهبت إلى قومي غنيا وهم فقراء ، فكتب هشام إلى خالد بن عبد الله القسري يحمل إلى البادية ما يكتفون به.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ ، أنا الحسن ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن يونس قال : سمعت الأصمعي يقول :
قام أعرابي بين يدي هشام فقال : يا أمير المؤمنين أتت على الناس سنون أما الأولى فلحت اللحم ، وأما الثانية فأكلت الشحم ، وأما الثالثة فهامت العظم ، وعندكم فضول أموال فإن كانت لله فاقسموها بين عباده ، وإن كانت لهم ففيم تحظر عليهم ، وإن كانت لكم
__________________
(١) بالأصل : شيبة ، تصحيف.
(٢) مربد البصرة : هو موضع سوق الإبل ، وهو من أشهر محلات البصرة (معجم البلدان ٥ / ٩٨).
(٣) نخضت اللحم أي أهزلته.
(٤) هاضت العظم أي كسرته.
فتصدّقوا ، فإنّ الله يجزي المتصدقين ، فأمر له هشام بمال وقسم مالا بين الناس ، فقال الأعرابي : أكلّ المسلمين له مثل هذا؟ قال : لا يقوم بذلك بيت المال ، قال : فلا حاجة لي فيما آخذ من بيت مال المسلمين ، ولا يأخذه غيري ، فمضى وتركه.
٩٢١٢ ـ رجل دخل على هشام بن عبد الملك
قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمار ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، ونقلته من خطه ، حدّثني أحمد بن علي بن عبد الله ، حدّثني أبو الحسن محمّد بن سليمان السليماني ، نا أبو بكر بن دريد ، نا أبو حاتم ، عن العسي (١) عبيد الله قال :
بلغ هشام بن عبد الملك عن رجل كلام ، فأتي به فتكلّم بحجته ، فقال هشام : أو تتكلم أيضا؟! فقال : يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها)(٢) ، أفنجادل الله جدالا ولا تكلم أنت كلاما ، قال : يا ويحك ، فتكلم بما أحببت.
٩٢١٣ ـ شيخ راجز (٣) من بني والية من بني أسد
وفد على هشام بن عبد الملك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، ثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنبأ أبو حاتم ، حدّثني الأصمعي ، أخبرني محمّد بن حرب الهلالي ، قال :
خرجت مرّة أريد مكة ، فنزلت بحيّ من بني أسد ، ثم من بني والبة ، فإذا أنا بشيخ كبير السن ، حسن اللباس ، فسلّمت عليه ، ثم جلست فسألته عن سنّه ، فقال : خلفت عشرين ومائة [سنة] فسألته عن طعمه فقال : ما أزيد على الصّبوح (٤) والغبوق شيئا. فسألته عن الباه فقال : أيهات والله لقد وفدت على هشام وهو في رصافته يشرب اللبن ، وذلك أنّي ذكرت له فسألني عن طعمي فقلت : الصّبوح والغبوق ، وسألني عن الباه؟ فقلت : والله إن لي لثلاث نسوة ، بتّ عند إحداهن ليلة وأصبحت غاديا إلى الأخرى وفي رأسي أثر الغسل ، فقالت : امط عني ،
__________________
(١) كذا.
(٢) سورة النحل ، الآية : ١١١.
(٣) الذي بالأصل «... جر» والمثبت : راجز ، عن مختصر ابن منظور.
(٤) الصبوح : ما حلب من اللبن بالغداة ، والصبوح : كل ما أكل أو شرب غدوة ، وهو خلاف الغبوق (تاج العروس : صبح) طبعة دار الفكر.
أفرغت ما في صلبك. فقلت : والله لأوفينّك ما وفيتها ، فلاعبتها ثم تورّكتها ، حتى إذا أردت الإنزال أخرجته فأمسكته ، فنزا الماء حتى حاذى رأسها ، فقلت : أيكون هذا ممن أفرغ ما صلبه؟ ثم تناولت عشر حصيات فكلّما صرت إلى الفراغ ناولتها حصاة حتى أتيت على العشر ، فسألتها كم في يدك؟ فقالت : تسع ، فقلت : لا بل عشر ، فقالت : والله لا أحسب لك ما لم يصل إليّ ، فضحك هشام حتى استلقى على فراشه ثم إنّي سألته كيف أنت اليوم؟ فقال : هيهات ، والله إنّي لأظل اليومين والثلاثة وما في الثاني طائل (١) ، ثم ضرب بيده على فخذه وقال :
قد كبرت بعد شباب سني |
|
وأضعف الأزلم (٢) مني ركني |
والدهر يبلي جدّه ويفني |
|
وأعرضت أم عيالي عني |
إذ عزّ عندي ما تريد مني |
|
وقالت الحسناء يوما ذرني |
ولم ترد ذرني ولكن نكني |
|
لكنها عن ذاك كانت تكني |
٩٢١٤ ـ رجل من الفصحاء
وفد على هشام.
وفد على هشام بن عبد الملك ووعظه.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، إذنا ومناولة ، وقرأ علي إسناده ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (٣) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، نا أبو عثمان ، عن العتبي قال :
صعد رجل إلى هشام بن عبد الملك في خضراء معاوية ، فمثل بين يديه لا يتكلم ، فقال له هشام : ما لك لا تتكلم؟ قال : هيبة الملك وبهر الدّرج ، فلمّا رجعت نفسه إليه قال له هشام : تكلّم وإياك ومدحنا ، فقال : لست أمدحك (٤) إنّما أحمد الله فيك ، ثم قال : إن الدنيا ذمّت بأعمال العباد إذا أساءوا (٥) ، ولم تحمد بأعمالهم فيها إذا أحسنوا ، وإن الدنيا لم تكتم
__________________
(١) بالأصل : «ظانك» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٢) يعني الدهر.
(٣) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٠١ ـ ١٠٢.
(٤) في الجليس الصالح : أحمدك.
(٥) بالأصل : «شاءوا» والمثبت عن الجليس الصالح.
بما فيها فتذمّ ولكن إنّما جهرت به ، فأخذها من أخذها بذلك وهي عليه ، وتركها من تركها لذلك وهي له ، وإنّ الدنيا نادت أهلها بأنها تاركة من أخذها ومفارقة من صحبها ، ومخربة عمران من عمرها ، فمن زرع فيها شرورا (١) حصد حزنا ، ومن أبرّ فيها هوى اجتنى ندامة ، وإنما هي لمن زهد فيها اليوم وأعرض عنها وآثر الحق عليها ، وأخذها من أخذها بعد البيان منها والإخبار عن نفسها ، فغرّ نفسه وسماها غرّارة وكذّب نفسه وسماها كذابة ، وزهد فيها آخرون فصدّقوا مقالتها ، ورأوا آثارها في فعالها فأخذوا منها قليلا ، وقدّموا فيها كثيرا ، وسلموا من الباطل ، وصارت لهم عونا على الحق في غيرها ، فلم تحمد بإحسان من أحسن فيها وهي له ، وذمّت بإساءة من أساء فيها وهي عليه ، فأنت أحق بإساءتك فيها إذ كان الإحسان لك دونها ، فأطرق هشام يفكّر في كلامه وامّلس الرجل فلم يره.
قال القاضي (٢) : من أبر فيها هوى أي لقح ، يقال : أبرت النخل وأبرته إذا لقحته (٣) ومنه قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «من باع نخلا مؤبرا» [١٣٦٨٦] وقوله : سكة مأبورة ، وقال الشاعر (٤) :
لا تأمنن قوما وترتهم |
|
وبدأتهم بالغشم والظلم |
أن يأبروا نخلا لغيرهم |
|
والشيء تحقره وقد ينمي |
وقوله : فاملس معناه زال عن موضعه بسهولة ، وهو مأخوذ من الملاسة ، يقال : أملس من كذا وتملّس أي زال بسرعة لملاسة موضعه وأنه ليس فيها أجزاء لها نتوء ونبوّ وتضاريس ويقال في هذا المعنى انملص وتملّص ، وكأنه من الدحض والزلق ؛ ويقال : إنّ هذا الوجه أفصح الكلامين ومنه انملصت المرأة فأزلقت إذا أسقطت جنينها ، ومنه الخبر الوارد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قضى في إملاص المرأة [بغرّة](٥) عبد أو أمة ، وذلك إذا ضربت فأسقطت جنينا ميتا.
وهذا الخبر مما ينبه على الحذر من غرور الدنيا ، وقال الله تعالى ذكره : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ)(٦).
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : سرورا.
(٢) يعني المعافى بن زكريا الجريري ، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
(٣) كذا بالأصل ، وفي الجليس الصالح : ألقحته.
(٤) نسبها بحواشي الجليس الصالح إلى : الحارث بن وعلة.
(٥) زيادة عن الجليس الصالح.
(٦) سورة فاطر ، الآية : ٥.
٩٢١٥ ـ رجل من ولد خبّاب (١)
وفد على هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا نصر بن الحسن الشاشي ببغداد ، أنا علي بن المشرف الأنماطي ، أنا محمّد بن حمود بن عمرة ، أنا محمّد بن أحمد الخطيب ، أنا عمر بن علي بن الحسن العتكي ، نا منصور بن الحسن الفقيه ، أن محمّد بن زكريا حدّثهم ، نا أبو سليمان قال :
خرج رجل من ولد سعيد بن العاص ورجل من ولد أبي معيط يريدان هشام بن عبد الملك فلحقهم رجل من ولد خبّاب بن الأرتّ فلما قدموا دمشق قيل للسعيدي : أين تنزل؟ قال : على آل أبي أحيحة وقيل للمعيطي : أين تنزل؟ قال : على آل أبي معيط ، وقيل للخبّابي : أين تنزل؟ قال : لا أدري ، ولكن أنزل على ربي ، فجاء حتى قعد على باب هشام ، وجاءت هدايا من عند ابن الحبحاب (٢) عامل مصر ، فأدخلت على هشام ، فأخذ الخبّابي رزمة ثم دخل ، فلما صار بين يدي هشام ، انتسب له ، فسأل عنه فوجد أمره صحيحا ، فما أمسى حتى كتب ثلاث صحائف إلى عامل المدينة ؛ صحيفة بجائزته (٣) وصحيفة بقطيعته وصحيفة بأرزاقه ، وبقي السعيدي والمعيطي يغدوان ويروحان.
٩٢١٦ ـ مولى لمسلمة بن عبد الملك
حدّث عن مسلمة.
روى عنه هشام بن الغاز.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله (٤) ، أنا هشام بن الغاز قال : حدّثني مولى لمسلمة بن عبد الملك قال : حدّثني مسلمة قال :
دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد صلاة الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر ، فلا يدخل عليه أحد ، فجاءته جارية بطبق عليه تمر صيحاني وكان يعجبه التمر ، فرفع بكفيه منه
__________________
(١) يعني خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة ، أبو عبد الله.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «الحباب» وهو عبيد الله بن الحبحاب ، وكان صاحب خراج مصر في زمن هشام بن عبد الملك ، راجع ولاة مصر للكندي ص ٩٥ و ٩٨.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : حانوته ، والتصويب عن المختصر.
(٤) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص ٢٧٠ رقم ٧٨٣.
فقال : يا مسلمة أترى لو أن رجلا أكل هذا ثم شرب عليه من الماء ، فإن الماء على التمر طيب أكان مجزيه إلى الليل؟ قال : فقلت : لا أدري ، قال : فرفع أكثر منه ، فقال : فهذا؟ فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، كان كافيه دون هذا حتى ما يبالي أن لا يذوق طعاما غيره ، قال : فعلام تدخل النار؟ قال : فقال مسلمة : فما وقعت مني موعظة ما وقعت مني هذه.
٩٢١٧ ـ شاعر من قريش مدني
وفد على الوليد بن يزيد.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (١) ، حدّثني محمّد بن يحيى الصولي ، نا خالد بن النضر القرشي بالبصرة ، نا أبو حاتم السجستاني ، نا العتبي قال :
كانت للوليد بن يزيد جارية يقال لها صدوف فغاضبها ثم لم يطعه قلبه ، فجعل يتسبب (٢) لصلحها (٣) فدخل عليه رجل قرشي من أهل المدينة فكلّمه في حاجة وقد عرف خبره ، فبرم به فأنشده :
أعتبت أن عتبت عليك صدوف |
|
وعتاب مثلك مثلها تشريف |
لا تقعدن تلوم نفسك دائما |
|
فيها وأنت بحبها مشغوف |
إن القطيعة لا يقوم بمثلها |
|
إلّا القوي ومن يحب ضعيف |
الحب أملك بالفتى من نفسه |
|
والذّلّ (٤) فيه مسلك مألوف |
قال : فضحك وجعل ذلك سببا لصلحها ، وأمر بقضاء حوائج القرشي كلّها.
٩٢١٨ ـ شاعر من شعراء اليمن
قيل اسمه مهدي.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو محمّد بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير (٥) قال :
__________________
(١) الخبر والشعر في الأغاني ٧ / ٤٤ ـ ٤٥ في أخبار الوليد بن يزيد.
(٢) بدون إعجام بالأصل ورسمها : «سست» والمثبت عن الأغاني.
(٣) بالأصل : يصلحها ، والمثبت عن الأغاني.
(٤) بالأصل : والدل ، والمثبت عن الأغاني.
(٥) الخبر والشعر في تاريخ الطبري ٤ / ٢٣٧ (حوادث سنة ١٢٦) ط. بيروت.
قال الوليد بن يزيد فيما زعم الهيثم بن عدي شعرا يوبخ به أهل اليمن في تركهم نصرة خالد بن عبد الله.
[قال](١) وأما أحمد بن زهير فإنه حدّثني عن علي بن محمّد عن (٢) [محمّد بن](٣) سعيد العامري ، عامر كلب ، أن هذا الشعر قاله بعض شعراء اليمن على لسان الوليد يحرض عليه اليمانية :
ألم تهتج فتذكر الوصالا |
|
وحبلا كان متصلا فزالا |
بلى فالدمع منك له سجام |
|
كماء المزن (٤) ينسجل انسجالا |
فدع عنك ادكارك آل سعدى |
|
فنحن الأكثرون حصى (٥) ومالا |
ونحن المالكون الناس قسرا |
|
نسومهم المذلّة والنكالا |
وطئنا الأشعرين بعزّ قيس |
|
فيا لك وطأة لن تستقالا |
وهذا خالد فينا أسيرا |
|
ألا منعوه إن كانوا رجالا |
عظيمهم وسيدهم قديما |
|
جعلنا المخزيات له ظلالا |
فلو كانت قبائل ذات عزّ |
|
لما ذهبت صنائعه ضلالا |
ولا تركوه مسلوبا أسيرا |
|
يسامر من سلاسلنا الثقالا |
ورواه المدائني : يعالج من سلاسلنا.
وكنده والسكون فما استقالوا |
|
ولا برحت خيولهم الرحالا |
بها سمنا البرية كل خسف |
|
وهدّمنا السهولة والجبالا |
ولكن الوقائع ضعضعتهم |
|
وجذّتهم وردتهم شلالا |
وما زالوا لنا أبدا (٦) عبيدا |
|
نسومهم المذلة والسفالا |
فأصبحت الغداة عليّ تاج |
|
لملك الناس ما يبغي انتقالا |
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل.
(٢) بالأصل : أبي ، والمثبت عن تاريخ الطبري.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
(٤) بالأصل : «كان المري» والمثبت : «كماء المزن» عن تاريخ الطبري.
(٥) الأصل : «حصبا» والمثبت عن الطبري.
(٦) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن الطبري.
٩٢١٩ ـ شاعر وفد على مروان بن محمّد
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، ثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري ، نا أبو الحسن بن البراء ، أنا أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي ، نا مبارك الطبري ، حدّثني الفضل بن الوضاح صاحب قصر الوضاح ، عن أبيه قال :
خرجت مع أبي جعفر المنصور إلى مروان بن محمّد فصحبنا في الطريق رجل ضرير كان عنده أدب ومعرفة فاستجلاه أبو جعفر وقال له : من تقصد؟ قال : أمير المؤمنين مروان ، قال : في أي شيء؟ قال : في شعر أمتدحه به ، قال : إن سهل عليك أن تنشدنيه فافعل ، قال : فأنشده :
ليت شعري أفاح رائحة المس |
|
ك وما إن أخال بالخيف أنسي |
حين غابت بنو أمية عنه |
|
والبهاليل من بني عبد شمس |
خطباء على المنابر فرسا |
|
ن عليها وقالة غير خرس |
لا يعابون صامتين وإن قا |
|
لوا أصابوا ولم يقولوا بلبس |
بحلوم إذا الحلوم استخفّت |
|
ووجوه مثل الدنانير ملس |
قال أبو جعفر : فما أتمّها حتى ظننت أن العمى قد أخذني من حسدي بني أمية عليها.
قال الوضاح : ثم حجّ أبو جعفر سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وهو خليفة ، فحججت معه ، وقد كان نوى أن يمشي حتكا (١) فرودا (٢) ، فإنه ليمشي إذ بصر بالضرير فقال : يا مسيب عليّ بالأعمى ، فأتي به فقال : ما صنع بك مروان؟ قال : أغناني ، ولا أسأل والله بعده أحدا شيئا ، قال : ما أعطاك؟ قال : أربعة آلاف دينار ، وعشرة غلمان ، وعشر جوار ، وحملني على عشرة من الدواب ، وأوقر لي خمسة أبغل خرثيا (٣) ثم تنفس الصعداء وأنشأ يقول :
آمت نساء بني أمية منهم |
|
وبناتهم بمضيعة أيتام |
نامت خدودهم وأسقط نجمهم |
|
والنجم يسقط والخدود تنام |
خلت المنابر والأسرة منهم |
|
فعليهم حتى الممات سلام |
__________________
(١) بالأصل : حكبى ، والمثبت عن المختصر ، والحتك : أن يقارب الخطو ويسرع رفع الرجل ووضعها.
(٢) الرود في المشي : أي على مهل.
(٣) الخرثي متاع البيت وأثاثه.
فقال له أبو جعفر : أما تعرفني؟ قال : ما أنكرك من سوء ، من أنت؟ قال : أنا أمير المؤمنين المنصور ، فأخذ الضرير أفكل ـ يعني رعدة ـ وقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ القلوب جبلت على حبّ من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها ، قال : صدقت ، خلوا عنه ، ثم تتبعته نفسه بعد فطلبه ، فكأنّ البيداء بادت به.
قال أبو بكر : البيت الذي أوله : «لا يعابون» والبيت الذي أوله : «خطباء المنابر» لم أكتبهما عن أبي الحسن (١) بن البراء ، سمعناهما بغير هذا الإسناد ، رواها الصولي عن إسماعيل المادراني عن عبيد الله بن أحمد الرصافي قال : سمعت أبي يقول سمّي عندي أبو الفضل العباس بن وضاح فحدّثني عن أبيه : أن أبا جعفر المنصور قال : صحبت رجلا ضريرا إلى الشام ، فذكرها.
٩٢٢٠ ـ رجل من ولد أبي سفيان
دخل على عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، قراءة عليه ، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله بن محمّد الورّاق ، قال : قرئ على أبي الحسن محمّد بن عمر بن بهتة البزاز قيل له : سمعت أبا بكر محمّد بن القاسم ابن الأنباري يقول : حدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن عبيد ، أنا المدائني قال :
كان في ولد أبي سفيان رجل به وضح (٢) ومرض ؛ ذكر لعبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس أنه قال : أنا السفياني الذي يذهب ملك بني العباس على يده ، فطلبه عبد الله فتوارى ، فأمر عبد الله بإخراج نساء أبي سفيان والتماسه منهن. فلما هتك الحرم وافى باب عبد الله بن علي على بغل ومعه ابناه على فرسين م؟؟؟ ا؟؟؟ ن حد؟؟؟ (٣) فقال للحاجب : عبد الله هذا جالس؟ ولم يقل الأمير. قال : لا ، قال : أفتأذن في الجلوس إليك؟ قال : نعم ، فنزل ونزل ولداه ، فجلسوا مع الحاجب ، فنظر للحاجب فإذا أحسن خلق الله حديثا ، وأحلاهم كلاما ، فغلب على قلبه ، ثم عرف الحاجب جلوس عبد الله. قال : فدخل إليه ، وقال : أنا أذكرك له فقد أحببتك وملت إليك ثم خرج إليه ، فقال له : يقول : ما اسمك؟ فقال : قل له رجل يأتيك بما
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ، وقد تقدم في أول السند السابق.
(٢) الوضح : البرص.
(٣) كذا بالأصل بدون إعجام.
تحب ، فدخل إليه ثم خرج فقال : قال لي : فتّشه وأدخله ، فضحك ، فقال : ليس هذا الخبر قبلك ، فلمّا دخل قال له لمن دلّك على فلان ـ وذكر اسمه ـ من الجبابرة قال : حكمه. قال : فأنا فلان ، وهذان ابناي ، فما دعاك إلى أن برزت أسوق (١) بنات (٢) عمك يراهنّ أنباط الشام في طلبي؟ قال عبد الله : أتدري ما قال جابر؟ قال : لا ، قال : فإنه يقول (٣) :
جرد (٤) السيف وارفع السوط حتى |
|
لا ترى فوق ظهرها أمويا |
قال : إن شاعركم قال : لكم ما تحبون ، أفتدري ما قال شاعرنا؟ قال : لا ، قال : فإنه يقول (٥) :
شمس (٦) العداوة حتى يستقاد لهم |
|
وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا |
وأنا أعلم إن حكمت بما لا تهواه أنك (٧) لا تجيز حكمي ، فتركتك قال : اقتلوه. قال : فإن كنت فاعلا فابني قبلي ، فقتلا ثم قتل من بعدهما ، رحمهمالله.
٩٢٢١ ـ شيخ من كتّاب بني أمية
حكى عن عبد الله بن سوار.
أخبرنا أبو العزّ السلمي ، مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم قال : سمعت بعض أصحابنا يحدّث عن عبد الله بن سوار ، قال :
كنت غلاما بين يدي يحيى بن خالد ، فدخل عليه شيخ ضخم جميل الهيئة فأعظمه يحيى وأقعده إلى جانبه وحادثه ثم قال له : ما بالكم كنتم تكتبون الكتب إلى عمّالكم في سائر أموركم فلا تطيلون ، وإنّما الكتاب بقدر الفضل من كتبنا ، ونحن نطيل إطالة لا يمكننا غير ذلك ، فقال : اعفني ، فأبى عليه إلّا أن يجيبه (٨) فقال : وأنت غير ساخط؟ قال : نعم ، قال : إن
__________________
(١) بدون إعجام ، وأسوق جمع ساق.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : ثياب ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٣) البيت لسديف بن ميمون مولى أبي العباس السفاح مع بيت آخر في الأغاني ٤ / ٣٤٨ والكامل للمبرد ٣ / ١٣٦٦.
(٤) في الكامل للمبرد : فضع السيف.
(٥) البيت للأخطل ، وهو في ديوانه ص ١٠٦ (ط. بيروت) من قصيدة طويلة قالها يمدح عبد الملك بن مروان.
(٦) الشمس مفردها الشموس ، وهو الصعب العسير.
(٧) تقرأ بالأصل : «أهل» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٨) تقرأ بالأصل : «كتبه» وهو خطأ ، والمثبت عن المختصر.