نثر الدرّ المكنون

السيد محمد بن علي الاهدلي الحسيني اليمني الازهري

نثر الدرّ المكنون

المؤلف:

السيد محمد بن علي الاهدلي الحسيني اليمني الازهري


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
المطبعة: مطبعة زهران
الطبعة: ١
الصفحات: ١٥٣

يا أم المؤمنين انى رأيت قتلهم صلاحا للامة وبقاءهم فسادا للامة فقالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء» وروى ابن عساكر عن سعد بن هلال ان معاوية حج فدخل على عائشة فقالت يا معاوية قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه أما والله لقد بلغنى انه «سيقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله لهم وأهل السما» اه ج ٤ من سيرة الشامى وكذا فى جامع كرامات الاولياء للشيخ النبهانى وغيرهما من ترجمته وقالوا إنه كان مجاب الدعوة وجب عليه الغسل وهو فى سجن دمشق فطلب من السجان ماء فأبى فدعا الله عزوجل فانسكبت له سحابة بالماء فاغتسل وكان قتله سنة احدى وخمسين هجرية وقبره بعذراء مشهور رضى الله عنه ونفعنا به وبسائر الشهداء آمين وقد رثى أهل عذراء عبد الله بن خليفة الطائى بقصيدة عدد أبياتها خمسون وستة أبيات منها

على أهل عذراء السلام مضاعفا

من الله وليسق الغمام الكفوهرا

ولاقى بها حجر من الله رحمة

فقد كان ارضى الله حجر واعذرا

ولا زال تهطال ملث وديمة

على قبر حجر أو ينادى فيحشرا

فيا حجر من للخيل تدمى نحورها

وللملك المفرى اذا ما تغشمرا

ومن صادق بالحق بعدك ناطق

بتقوى ومن أن قيل بالجود غيرا

فنعم أخو الاسلام كنت واننى

لأطمع ان تؤتى الخلود وتحبرا

وقد كنت تعطى السيف فى الحرب حقه

وتعرف معروفا وتنكر منكرا

اه إبن الاثير

فصل فى ترجمة عفيف الكندى

ابن عم الاسعث بن قيس وقيل عمه وبه جزم الطبرى وقيل أخوه والاكثر على أنه عمه وأخوه لامه وبه جزم أبو نعيم. قال ابن حبان له صحبة وقال الطبرى اسمه شرحبيل وعفيف لقب وقال الجاحظ اسمه شراحيل ولقب عفيفا لقوله فى أبيات

وقالت لى هلم إلى التصافى

فقلت عففت عما تعلمينا

وروى البغوى وأبو يعلى والنسائى فى الخصائص والعقيلى فى الضعفاء من طريق أسد بن وداعه عن أبى يحيى ابن عفيف عن أبيه عن جده قال جئت فى الجاهلية الى مكة وأنا أريد أن ابتاع لأهلى فاتيت العباس رضى الله عنه فانا عنده جالس انظر الى الكعبة وقد حلقت الشمس فى السماء إذ جاء شاب فاستقبل الكعبة ثم لم ألبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب

١٢١

فركع الغلام والمرأة ثم رفعوا ثم سجدوا فقلت يا عباس أمر عظيم قال أجل قلت من هذا قال هذا محمد بن عبد الله بن أخى وهذا الغلام على ابن أخى وهذه المرأة خديحة وقد أخبر ، ان رب السموات والارض أمره بهذا الدين ولا والله ما على الارض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فتمنيت ان أكون رابعهم قال ابن عبد البر

هذا حديث حسن جدا. قلت وله طريق أخرى أخرجها البخارى فى تاريخه والبغوى وابن أبى خيثمة وابن مندة وصاحب الغيلانيات كلهم من طريق يعقوب إبن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن اسحق حدثنى يحيى بن الاشعث عن إسماعيل بن الياس بن عفيف عن أبيه عن جده فذكر نحوه وقال فى أخره ولم يتبعه على أمره الا مراته وابن عمه وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر فكان عفيف يقول وقد أسلم بعد لو كان الله يرزقنى الاسلام يومئذ كنت ثانيا مع على عليه‌السلام اه

فصل فى وفادة أبيض بن حمال السبائى

قال ابن سعد ابيض بن حمال الماربى هو من الازد ممن اقام بمارب من ولد عمرو بن عامر وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة على ثلاثة اخوة من كدة كانوا عبيدا له فى الجاهلية أخرج أبو داود عن أبيض بن حمال الماربى الحميرى انه كلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الصدقة حين وفد عليه فقال يا أحاسبا لابد من صدقة فقال انما زرعنا لقطن يا رسول الله وقد تبددت سبأ ولم يبق منهم الا قليل بمارب فصالح نبى الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على سبعين حلة من قيمة وفائز المعافر (كذا) كل سنة عمن بقى من سبا بمأرب فلم يزالوا يؤدونها حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الرفيق الاعلا وان العمال انتقضوا عليهم بعد قبض رسول الله فيما صالح ابن حمال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الحلل السبعين فرد ذلك أبو بكر رضى الله عنه وقبضها منهم حتى مات وانتقض ذلك وصارت على الصدقة واخرج الطبرانى والضياء المقدسى فى المختاره وابن حبان فى صحيحه عن ابيض بن حمال انه وفد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستقطعه فاقطعه الملح فما ادبر قال رجل يا رسول الله أتدرى ما أقطعته انما أقطعته الماء العذب قال فرجع فيه وعنه انه كان بوجهه حزازة يعنى القوية فالتقمت انفه فدعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومسح على وجهه فلم يمس ذلك اليوم بانفه أثر رواه الطبرانى ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان اه من مجمع الزوائد

١٢٢

هذا ما يسر الله لى جمعه من الوفود وذكرت بعض من وفد منفردا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهذا غيض من فيض ولان كنانى؟؟؟ هذا لا يفى لاستقصاء اسمائهم وتدوينها فاقتصرت على بعض الافراد البارزة شخصياتهم تبركابهم ولكونوا بمثابة رؤس مسائل ولا سيما ان مثل هؤلاء رضى الله عنهم قد أفعمت بهم الكتب الخاصة بتدوين أسماء الصحابة رضى الله عنهم كالاصابة واسد الغابة والاستيعاب وغيرهم وكتب الرجال فرحم الله مؤلّفيها رحمة واسعة فان كثيرا من رجال اليمن وقفوا أنفسهم للجهاد وبقى فريق كبير منهم من الصحابة والتابعين فى الشام والعراق وفارس ومصر والمغرب وأروبا فى الاندلس فقد ذكرت أسماؤهم فى طبقات وتواريخ تلك الديار ومن رجع طرفه الى الاسفار المدونة يجد ان اليمن انحب رجالا خدموا أيضا الاسلام بحفظ حديث المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقلم واللسان كما خدموه بالسيف والسنان فليعذرنا المطلع على الاكتفاء بما تقدم فانما الغرض من ذكر بعضهم تيامنا باسمائهم مبتهلين الى الله الكريم ان يحشرنا والمحبين فى زمرة أنصار الدين والاخيار المخلصين تحت ضل لواء سيد المرسلين سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسائر أصحابه الطاهرين أمين

تنبيه

ربما اغفلت شبئا من العزو الى اصله فى باب الوفود فانى لم أخرج الى غير السيرة الحلبيه وسيرة ابن هشام والروض الانف عليها وسيرة الشامى وطبقات ابن سعد والمواهب اللدنية وشرحها والاصابة والخصائص الكبرى للسيوطى وتاريخ الخميس والاستيعاب لابن عبد البر والعقد الفريد لابن عبد ربه وتاريخ ابن الاثير وأسد الغابة الا وفد جرم فانى نصيت علته

خاتمة فى بعض فضائل العترة عليهم‌السلام

قد سبق لنا فى المقدمة بعض صفات أهل اليمن الدينية ومودتهم الثابتة فى اعماق قلوبهم لآل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صادرة عن ايمان ثابت كما وصفهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ناسب ان نختم كتابنا هذا ببعض الاحاديث الواردة فى البضعة المحمدية تبركا ووسيلة الى الله تعالى ان يحشرنى والمحبين يوم الفزع الاكبر مع من أحبه الله ورسوله لاشك ان الشعب ايمانى الكريم قد فاز وأخذ باوفر نصيب من آية المودة والاحاديث النبوية الموجبة على كل مسلم آمن بالله ورسوله ان يود قرابة من أرسله رحمة للعالمين ومنقذها من عذاب الجحيم الذى لا يبتغى اجرا على هدايتهم الا ان يحفظوه فى أهل بيته فلا تجد

١٢٣

يمنيا الا وهو شغوف بطبيعته محب لهم حتى انه لا ينطق بالصلاة البتراء التى نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنها الا كما أمر أصحابه رضى الله عنهم ونقلتها أمته عنهم وهى الصلاة عليه وعلى آله كما هى مذكورة فى سائر كتب الحديث بالاجماع ولان أشراف اليمن وساداتها أسر معروفة وأنسابهم محفوظة لا يدخل فيهم دجال ولا كذاب منهم الائمة القائمون بشريعة سيد العرب والعجم حماة اليمن ومنهم العلماء العاملون والعباد المخلصون محلاتهم مشهورة يفيدون اليها طلاب العلم من سائر قبائل اليمن والصومال ومسلمى الحبشة ولا يشتغلون الا بالعلوم الدينية ومتعلقاتها من نحو وبلاغة وغير ذلك من العلوم التى تخدم الدين ويقوى بها اليقين فلهذا لا يوجد يمنى يشم منه رائحة الالحاد والزندقة فى عموم اليمن من أقصاه الى أقصاه وان تغرب عن وطنه وانك لتجد المغرب منهم فى بلاد الافرنج وغيرها وما أكثرهم اميا أو غير امى باقيا على دينه وعقيدته لا يتزحزح عنهما ولا يغتر بزخارف الحياة الفانية مهما لحقه من الفقر والمسغبة لا يندمج فى سلك أى جمعية تخالف دينه أو عقيدته فيرجع الى وطنه كما خرج منه بكمال الايمان والاخلاص حامدا وشاكرا على سلامة وطنه من انتشار المعاصى والالحاد بين أبناءه متعظا بما علم وراد فى غربته من الاباحة لمحارم الله والكفر به

فمن كانت هذه صفاتهم فالدين ان شاء الله سيبقا محفوظا فى وطنهم عزز الجناب رفيع العماد يفدونه بالنفس والنفيس حتى يأتى وعد الله اصلح الله حال المسلمين فى سائر بقاع الارض أمين اللهم آمين

حديث الثقلين

عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكّة والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال (أما بعد الا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى وانى تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال (وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى) فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم أخرجه مسلم فى صحيحه من طرق. ولفظه فى احد؟؟؟ أى لزيد من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر

١٢٤

من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة. وأخرجه الحاكم من عدة طرق وقال فى كل منها صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبى. وأخرجه الترمذى فى جامعه عن جابر وزيد ابن أرقم وحسنه وقال وفى الباب عن أبى ذر وأبى سعيد الخدرى وحذيفة بن أسيد. ولفظ حديث زيد قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أحدهما أعظم من الاخر كتاب الله تعالى حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتى أهل بيتى ولن يفترفا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيها) وأخرجه الامام أحمد فى مسنده عن زيد بن أرقم وأبى سعيد الخدرى من طريقين وزيد ابن ثابت. ولفظه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انى تركت فيكم خليفتين كتاب الله عزوجل حل ممدود ما بين السماء والارض وعترتى أهل بيتى وانهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض) وأخرجه الطبرانى فى الكبير قال الحافظ الهيتمى فى كتابه مجمع الزوائد ج تاسع وأسنادهما حسن. وأخرجه البارودى عن زيد بن أرقم والنسائى عن جابر بن عبد الله وزيد بن أرقم. وأخرجه عبد بن حميد عن زيد بن ثابت والحافظ ابن عقدة فى المولاه عن ضمرة الاسلمى وعامر بن أبى ليلى وحذيفة بن أسيد وأخرجه البزار عن أبى هريرة. وأبو يعلى فى مسنده عن زيد بن أرقم والطبرانى أيضا فى الاوسط. وأخرجه الحافظ محمد العزيزى الاخضر فى معالم العترة النبوية وفيه ـ يعنى ـ (كتاب الله كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومثلهم) ـ أى أهل بيته ـ (كمثل باب حطة من دخله غفرت له الذنوب). وأخرج السيد أو الحسين يحى بن الحسين فى كتابه أخبار المدينة عن محمد ابن عبد الرحمن بن خلاد وكان من رهط جابر حديث أحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يد على والفضل بن العباس فى مرض وفاته قال فخرج يعتمد عليهما حتّى جلس على المنبر وعليه عصابة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أما بعد أيها الناس فما ذا تستكرون من موت نبيكم ألم ينع اليكم نفسه وينع اليكم أنفسكم أم هل خلد أحد ممن بعث قبلى فيمن بعث اليه فأخلد فيكم الا انى لاحق ربى وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله بين أظهركم تقرؤنه صباحا. مساء فيه ما تأتون وما تدعون فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا اخوانا كما أمركم الله ألا ثم أوصيكم بعترتى أهل بيتى ثم أوصيكم بهذا الحى من الانصار) الحديث. وعن أبى ذر رضى الله عنه انه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (انى تارك

١٢٥

فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتى) الحديث وقد اشار اليه الترمذى. وأخرجه ابن عقدة فى المولاة من حديث سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة وأخرجه بطوله عن أبى رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وعن أبى الطفيل رضى الله عنه ان عليا كرم الله وجهه قام فحمد الله وأتنى عليه ثم أنشد الله من شهد يوم غدير خم الاقام ولا يقوم رجل يقول نبئب أو بلغنى الا رجل سمعته أذناه ووعاه قلبه فقام سبعة عشر رجلا منهم خزيمة بن ثابت وسهيل ابن سعد وعدى بن حاتم وعفيف بن عامر وأبو أيوب الانصارى وأبو سعيد الخدرى وأبو شريح الخزاعى وأبو قدامة الانصارى وأبو ليلى وأبو الهيثم ابن التيهان ورجال من قريش فقال عليه‌السلام هاتوا ما سمعتم فقالوا نشهد إنا أقبلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع حتى اذا كان الظهر خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فامر بشجرات فشذ بن والقى عليهن ثوب ثم نادى بالصلاة فخرجنا فصلينا ثم قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال (أيها الناس ما انتم قائلون) قالوا قد بلغت قال (اللهم اشهد) ثلاثا مرات قال انى (اوشك ان ادعى فاجب وانى مسؤل وانتم مسؤلون) ثم قال (الا إن دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا او حرمة شهركم هذا واوصيكم بالنسآء واوصيكم بالجار واوصيكم بالمماليك واوصيكم بالعدل والاحسان (ثم قال يا أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتى فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض نبأنى بذلك اللطيف الخير) وذكر الحديث فى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من كنت مولاه فعلى مولاه) فقال على كرم الله وجهه صدقتم وانا على ذلك من الشاهدين اخرجه الحافظ ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن قطر وابن الجارود وكلاهما عن أبى الطفيل : وعن حذيفة ابن اسيد قال لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات متفرقات فى الصحرآء بالبطحآء ان ينزلوا تحتن ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام فقال (يا أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير انه لم يعمر بنى عمر الذى يليه من قبله وانى لأظن انى اوشك ان ادعى فاجيب وانى مسؤل وانتم مسؤلون فماذا انتم قائلون) قالوا نشهد انك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا قال (أليس تشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان جنته وناره حق وان الموت حق وان البعث حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من فى القبور) قالوا بلى نشهد بذلك قال (اللهم اشهد) ثم قال (يا أيها الناس ان الله مولاى وانا مولى

١٢٦

المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعنى على عليه‌السلام اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه ثم قال يا أيها الناس انى فرط لكم وانتم واردون على الحوض حوض ما بين بصرى الى صنعآء فيه عدد النجوم قيحان؟؟؟ من فضة وانى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تحلفونى فيهما الثقل الاكبر كتاب الله عزوجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتى أهل بيتى فانه قد نيأنى اللطيف الخبير انهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض) رواه الطبرانى باستادين وفى أحدهما زيد بن الحسن الانماطى قال أبو حاتم منكر ووثقه أبى حبان وبقية رجاله رجال الصحيح ورجال السند الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوشأ وهو ثقة وأخرجه أبو يعلى فى مسنده وقد ذكر العلامة محمد بن يوسف الشامى الدمشقى الشافعى فى كتابه جزء رابع من سبل الهدى جمعا كبيرا من المحدثين خرجوا هذا الحديث فى كتبهم تواتر عن جمع من الصحابة رضى الله عنهم نذكرهم فى هذه الخاتمه تتميما للفائده أحسن الله اليه ورحم والديه ووالدينا والمؤمنين أمين روى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس وابن أبى شيبة والامام أحمد عن ابن عباس عن بريدة والامام أحمد وابن ماجه عن البراء والطبرانى فى الكبير عن جرير وأبو نعيم عن جندع والبخارى فى التأريخ وابن قانع عن حبشى بن جنادة والترمذى وقال حسن غريب والنسائى والطبرانى فى الكبير والضيآء عن أبى الطفيل عن زيد بن ارقم وحذيفة بن اسيد الغفارى والطبرانى فى الكبير وان أبى شيبة والضياء عن أبى أيوب الأنصارى وجمع من الصحابه وابن أبى شيبة وابن عاصم والضياء عن أبى سعد بن أبى وقاص والشيرازى فى الالقاب عن عمر والطبرانى فى الكبير عن مالك بن الحويرث وأبو نعيم فى فضائل الصحابة عن يحيى بن جعة عن زيد بن أرقم وابن عقدة فى المولاة عن حبيب بن بدين بن ورقاء وقيس بن ثابت وزيد بن شراحيل الأنصارى والإمام أحمد عن على وثلاثة عشر رجلا وابن أبى شيبة عن جابر والحاكم وابن عساكر عن على وطلحة والامام أحمد والطبرانى فى الكبير والضياء عن على وزيد بن ارقم وثلاثين رجلا من الصحابة وأبو نعيم فى فضائل الصحابة عن سعد بن أبى وقاص والخطيب عن انس بن مالك والطبرانى فى الكبير عن عمرو ابن مرة وزيد بن أرقم معا وحبشى بن جنادة وابن أبى شيبة والامام أحمد والنسائى وابن حبان والحاكم والضياء عن بريدة والنسائى عن سعيد ابن وهب عن عمر بن ذر مرفوعا وعبد الله ابن الامام أحمد عن القواريرى عن يونس بن ارقم من طرق صحيحة عن ابى الطفيل وعن زيد

١٢٧

ابن ارقم وعن ابن عباس وعائشة بنت سعد وعن البراء وابن اسيد والبجلى وسعد والطبرانى فى الكبير عن ابى الطفيل عن زيد بن أرقم وابن أبى شيبة عن ابى هريرة واثنا عشر رجلا من الصحابة وذكر شطر الحديث الخاص بموالاة على عليه‌السلام اه من فضائل الكرام كرم الله وجهه

حديث السفينة

عن أبى الصبهاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) أخرجه الطبرانى والبزار وأبو نعيم فى الحلية. وأخرجه الفقية أبو الحسن المغازلى فى المناقب من طريق المفضل ومن طريق اياس بن سلمة وفيه (ومن قاتلنا آخر الزمان فكانما قاتل مع الدجال). وعن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها سلّم ومن تركها غرق) أخرجه البزار. وأخرج الطبرانى فى الصغير والاوسط عن أبى سعيد الخدرى وعن على عليه‌السلام وأنس رضى الله عنهم قالوا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (النجوم امان لاهل السماء وأهل بيتى أمان لاهل الارض فاذا هلك أهل بيتى جاء من الآيات ما كانوا يوعدون) ورواه الامام أحمد فى المناقب عن على وأنس رضى الله عنهما وأخرجه أبو يعلى من حديث أبى الطفيل عن أبى ذر بلفظ (ان مثل أهل بيتى فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وان مثل أهل بيتى فيكم مثل باب حطة فى بنى اسرائيل) وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبى ذر والطبرانى فى مجامعه ابتلاتة؟؟؟ ورواه ابن أبى شيبة فى مسنده وأبو يعلى ومسدد فى مسنده وابن عساكر والطبرانى عن سلمة بن الاكوع بلفظ (النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتى أمان لأهل الارض). وعن حنش الكنانى قال سمعت أبا ذر رضى الله عنه يقول وهو آخذ بباب الكعبة من عرفنى فانا من عرفنى ومن أنكرنى فانا أبو ذر سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (الا ان مثل أهل بيتى فيكم مثل سفينة نوح من قومه) الحديث

حديث المهدى

عن أبى أيوب الانصارى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة عليها‌السلام «نبينا خير الانبياء وهو أبوك وشهيدنا خير الشهداء وعم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما فى الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر

١٢٨

ومنا سبطا هذه الامة الحسن والحسين وهما أبناك ومنا المهدى «رواه الطبرانى فى الصغير وعن أم سلمة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول المهدى من عترتى من «ولد فاطمة» أخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه والبيهقى وآخرون وعن ابن مسعود رضى الله عنه عن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا منى أو من أهل بيتى شك من الراوى يواطىء اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا أخرجه أبو داود والترمذى وقال حديث حسن صحيح وقال وفى الباب عن على وأم سلمة وأبى سعيد الخدرى وأبى هريرة ثم روى حديث أبى هريرة. وعن أنس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وحمزة والعباس وعلى وجعفر والحسن والحسين والمهدى» أخرجه ابن ماجه. وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لن تهلك أمة أنا اولها وعيسى بن مريم فى آخرها والمهدى فى وسطها رواه أبو نعيم والحاكم فى التاريخ وابن عساكر. وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطوله الله تعالى حتى يملك رجل من أهل بيتى جبل الديلم والقسطنطينية رواه ابن ماجه. وعن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «المهدى رجل من عترتى يقاتل على سنتى كما قاتلت أنا على الوحى رواه نعيم ابن حماد. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى اللون لون عربى والجسم اسرائيلى يملا الارض عدلا كما مئت جوارا» الحديث قلت وأحاديث المهدى كثيرة شهيرة أفردها غير واحد بالتأليف

أحاديث حسبه ونسبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جابر رضى الله عنهما أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول للناس حين تزوج أم كلثوم بنت على بن أبى طالب عليه‌السلام الاتهؤنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب ألا سببى ونسبى) رواه الطبرانى فى الاوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن ابن سهل وهو ثقه وعن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى رواه الطبرانى ورجاله ثقات اه من الجزء التاسع من مجمع الزوائد للحافظ الهيثمى وأخرجه أبو الحسن بن المغازلى فى المناقب من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام وأخرجه الدار قطنى من حديث يونس ومن حديث الليث بن سعد عن أبى موسى بن على بن رباح عن بيه عن عقبة بن عامر الجهنى وأخرج الحاكم والامام أحمد عن المسور

١٢٩

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فاطمه بضعة منى يغضبنى ما يغضبها ويبسطنى ما يبسطها وان الانساب تنقطع يوم القيامة غير نسبى وسببى وصهرى» وأخرج الامام أحمد فى مسنده عن المسور بن مخرمة قال بعث حسن بن حسن الى المسور يخطب بنتاله قال توافينى فى التمه؟؟؟ فلقيه فحمد الله المسور فقال ما من سبب ولا صهر أحب الى من نسبكم وصهركم ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فاطمة شجنة منى يبسطنى ما يبسطها ويقبضنى ما قبضها وانه يقظع يوم القيامة الانساب والاسباب الا نسبى وسببى وتحتك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فذهب عاذر له وأخرجه ابن سعد عن أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه وأخرجه الحاكم وتابعه الذهبى وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى وكل ولد آدم فان عصبتهم لابهم ما خلا ولد فاطمة فانا أبوهم وعصبتهم» أخرجه المحب الطبرى وأبو صالح المؤذن فى أربعينه فى فضل الزهراء والحافظ أبو محمد عبد العزيز الاخضر كلاهما من طريق شريك القاضى وأخرجه أبو نعيم فى معرفة الصحابة من طريق شر بن مهران وأخرجه ان السمان عن المستظل ولفظه قال خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى على عليه‌السلام أم كلثوم فاعتل بصغرها فقال له عمرو الله ما أردت الباءة ولكنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة ما خلا سببى ونسبى وكل بنى أثنى فعصبتهم لابيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا عصبتهم» وأخرج الطبرانى فى الكبير من طرق يحيى بن العلاء الرازى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان الله جعل ذرية كل نبى فى صلبه وان الله يجعل ذريتى فى صلب على بن أبى طالب

حديث الشفاعة

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (أول من اشفع له يوم القيامة أهل بيتى ثم الاقرب فالاقرب) الحديث تقدم فى الباب الثالث وقال العزيزى قال الشيخ حديث صحيح وأخرج الامام أحمد فى المناقب عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا معشر بنى هاشم والذى بعثنى بالحق لو أخذت بجلقة باب الحنة ما بدأت الا بكم»

حديث وجوب محبة آل رسول الله

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوعيد بحرمان شانيهم شفاعته وورود حوضه وانه من أهل النار وان اسلامه لا ينفعه قال الله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ

١٣٠

فِي الْقُرْبى) وقال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) عن جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته يقول «يايها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديا» فقلت يا رسول الله وان صام وصلّى قال وان صام وصلّى وزعم انه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وان يؤدى الجزية) الحديث رواه الطبرانى فى الاوسط وفيه من لم أعرفهم اه مجمع الزوائد وعن ابن عمر وعمار بن ياسر وأبى هريرة قالوا قسمت درة بنت أبى لهب مهاجرة فنزلت دار الابن المعلى الزرقى فقال لها نسوة جالسات اليها من بنى زريق أنت ابنة أبى لهب الذى قال الله فيه (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) ما يغنى عنك مهاجرتك فأنت درة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشكت له ما قلن لها فقال لها اجلسى ثم صلّى بالناس الظهر وجلسى على منبره ساعة وقال (أيها الناس مالى أوذى فى أهلى فو الله ان شفاعتى لتنال حيى حاء وحكم وصداء وسلهب يوم القيامة) رواه عنهم الطبرانى ورواه عن ابن أبى حسين مرسلا وفيه الكم نسب وليس لى نسب فوثب عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال أغضب الله من اغضبك يا رسول الله فقال هذه بنت عمى فلا يقول لها أحد الا خيرا وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (يا بنى عبد المطلب انى سألت الله لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم وان يهدى ضالكم وان يعلم جاهلكم وسألت الله أن يجعلكم حوداء نجباء رحماء فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقن الله وهو مبغض لاهل بيت محمد دخل النار) وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذى نفسى بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد الا أدخله الله النار أخرجهما الحاكم فى مستدركه والذهبى فى تلخيصه وقالا على شرط مسلم وأخرج رواية أبى سعيد ابن حبان وصححه وأخرج الترمذى وحسنه والطبرانى والحاكم وقال صحيح الاسناد والبيهقى فى الشعب عن عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (احبوا لله لما يغذوكم به من نعمه وأحبونى بحب الله وأحبوا أهل بيتى) وروى الإمام أحمد فى المناقب وابن عدى فى الاكليل والديلمى فى مسنده عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من أبغض أهل البيت فهو منافق» وروى الطبرانى وابن حبان فى الثواب وأبو الشيخ والبيهقى فى الشعب والديلمى عن ابن أبى ليلى مرسلا قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من نفسه وتكون عترتى أحب اليه من عترته وأهلى أحب اليه من أهله وذاتى أحب اليه من ذاته»

١٣١

وأخرج ابن عساكر عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (اللهم أهل بيتى وانا مستودعهم كل مؤمن) وأخرج الحاكم عن عبد الرحمن ابن عوف قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (يايها الناس انى فرط لكم على الحوض وانى أوصيكم بعترتى خيرا موعدكم الحوض) وأخرج الديلمى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشتد غضب الله تعالى على من اذانى فى عترتى وأخرج الخطيب عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من صنع صنيغة الى أحد من خلف عبد المطلب فى الدنيا فعلى مكافاته اذا لقينى) وأخرج الطبرانى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (لا تزول قدما عند؟؟؟ حتى يسئل عن أربع عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن محبتنا أهل البيت) وعن عاصم بن أبى النجود عن زيد بن حبيش عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ان فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار) أخرجه تمام فى فوائده والنزار فى مسنده والطبرانى فى الكبير وأبو يعلى والعقيلى وابن شاهين وأخرج الطبرانى عن الحسن بن على عليهما‌السلام أنه قال لمعاوية ابن خديج إيّاك وبغضنا فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (لا يغضنا أحد ولا يحسدنا الا أزيل يوم القيامة عن الحوض بساط من نار) وأخرج الطبرانى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (بغض بنى هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق» قال الشيخ العزيزى فى شرح الجامع الصغير اسناده حسن صحيح وروى ابن ماجه والطبرانى وأحمد والبيهقى والترمذى وابن أبى عاصم وابن منده وعمر الملا الموصلى والحاكم وأبو نعيم والبغوى والرومانى فى صحيحه ومحمد بن نصر وغيرهم ان العباس بن عبد المطلب أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو مغضب فقال يا رسول الله ما لنا ولقريش فقال (ما لك ولهم) قال القى بعضهم بعضا بوجوه مشرقة فاذا لقونا لقونا بغير ذلك وفى لفظ «انك تركت فينا ضغائن منذ صنعت» أى بقريش والعرب وفى لفظ (يا رسول الله ان قريشا اذا القى بعضهم بعضا لقوهم يبشر حسن واذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها) وفى لفظ ما ذاك الا انهم يبغضوننا فغضب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى استدر عرق بين بنيه فلما أسقر عنه قال (والذى نفس محمد بيده لا يدخل قلب امرىء الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله) الحديث وفى لفظ (أو قد فعلوها والذى نفسى بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبى) وفى لفظ) والله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم

١٣٢

منى» وفى لفظ «لا يبللغ الخير أو قال الايمان عبدا حتى يحبكم لله ولقرابتى» وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس قال كنا نلقى قريشا وهم بتحدثون فيقطعون حديثهم فذكرنا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «ما بال أقوام يتحدثون فاذا رأوا الرجل من أهل بيتى قطعوا حديثهم والله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم منى» وروى البخارى من حديث عائشة رضى الله عنها قال أبو بكر رضى الله عنه والذى نفسى بيده لقرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحب الى من أن أصل قرابتى وأخرجه الدارقطنى من عدة طرق ولفظ (والله لان أصلكم أحب الى من أصل قرابتى لقرابتكم من رسول الله ولعظيم حقه الذى جعله الله على كل مسلم) وروى البخارى فى صحيحه أيضا قال أبو بكر (يايها الناس أرقبوا محمدا فى أهل بيته) وأخرجه الدارقطنى من عدة طرق وروى الحافظ أبو نعيم فى الجزء الاول من الحلية عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من؟؟؟ أن يحيى حياتى ويموت مماتى ويسكن جنة عدن التى غرسها ربى فليوال عليا من بعدى وليوال وليه وليقتد بالائمة من بعدى فانهم عترتى خلقوا من طينتى رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم من أمتى القاطعين فيهم صلتى لأنالهم الله شفاعتى) وقال رضى الله عنه بعد إيراد هذا الحديث

فالمتحقتون بموالاة العترة الطيبة هم الذليل الشفاه المعترشون الجباه الأذلاء فى نفوسهم العتاة المفارقون لمؤثرى الدنيا من الطغاة هم الذين خلعوا الراحات وزهدوا فى لذيذ الشهوات وأنواع الاطعمة وألوان الاشربة قد درجوا على منهاج المرسلين والاولياء الصديقين ورفضوا الزائل النافى ورغبوا فى الزائد الباقى فى جوار المنعم المفضال ومولى الايادى والنوال اه من ترجمة الكرار كرم الله وجهه

تنبيه لم اتعرض لذكر الآيات الشريفة الواردة فى حق آل البيت عليهم‌السلام كآية التطهير والمباهلة وآية (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) وغيرها من الآيات الكريمة ولا لأحاديث الكسا وأحاديث كيفية تعليم رسول الله أصحابه الصلاة عليه وعلى آله خشية فمات الغرض المقصود من هذه ألخاتمة حيث وقد أفرد الحفاظ والعلماء ما جاء فى آل البيت بمؤلفات جمة طبع منها البعض ففيها الكفاية رحم الله مؤلفيها رحمة الابرار ونفعنا بهم فى دار القرار وقد جمعت أحاديث هذه الخاتمة من صحيح البخارى ومسلم والترمذى ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وتلخيص الذهبى ومجمع الزوائد والحلية لأبى نعيم وسبل الهدى للشامى وكنز العمال وجامع المسانيد والسنن وجواهر العقدين للسمهودى وتلخيصه الاشراف على فضل الاشراف لابن

١٣٣

أخيه واحيا الميت للسيوطى والصواعق المحرقة لابن حجر وابراز الوهم المكنون لصاحب السماحة العلامة المحدث السيد أحمد بن محمد الصديق المغربى نزيل مصر حالا وقد بذلت غاية الجد فى البحث والتنقيب لجمع رواتها ومخرجيها من الاصول المذكورة ولم أكتف بكتاب واحد عن غيره لانا فى عصر كثرت فيه الزنادقة والمحلدون يتظاهرون بالاسلام ويفسرون ايات الله على حسب هواهم ويطعنون فى كل حديث فيه روح الدين وبالاخص إذا كان فى مناقب ال بيت النبى الرسول الامين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خوفا من أن يغتر بهم الجاهل بحالهم أو من فى قلبه مرض ضعف الايمان ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حى عن بينة فانها فتنة كبرى أعاذنا الله منها فجزا الله أئمة الحديث عن الصادق الامين وعن آله الطاهرين أفضل الجزاء حيث حفظوا لنا سنته وما ورد فى فضل آل بيته وموالاتهم ومعرفة حقهم على أمته ووجوب محبتهم رغم ما أصيب ال البيت وما جاهر بموالاتهم من القتل والتشريد زمن بنى أمية وبعض بنى العباس حاشا أمير المؤمنين العادل عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قال العلامة الماوى علامة صدق الحب حب كل ما ينسب الى المحبوب فان من يحب انسانا يحب كلب محنته وان المحبة إذا قويت تعددت من المحب الى كل ما يكشف بالمحبوب ويحيط به اه فكيف بمن يدعى انه مؤمن بالله ولا يحب بضعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهى رمزه ومحك الايمان بما جاء به وقد جرى على كمال محبتهم عليهم‌السلام أكابر المهاجرين والأنصار وما قل عدد الانصار الى أندر وجود بث؟؟؟ منهم فى المدينة المنورة تلكم القيلات العظيمتان عن الاسلام الاوس والخزرج الا لشدة والاتهم ونصرتهم لآل البيت فاصابهم من القتل والتشريد ما أصابهم بعد الخلفاء الأربعة رضى الله عنهم والحسن بن على عليهما‌السلام مما ومذكور فى جميع التواريخ فوقع ما كان يتخوف وقوعه عليهم رضى الله عنهم بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع كثرة ما أوصى بمحبتهم ومعرفة بلائهم فى نصرة الدين حتى فى مرض موته كما فى البخارى من رواية أنس رضى الله عنه قال صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليهم ثم قال (أوصيكم بالأنصار فانهم كرشى وعيبتى وقد قضوا الذى عليهم وبقى الذى لهم) الحديث : وعنه قال (ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقونى وموعدكم الحوض ومن رواية ابن عباس رضى الله عنهما قال (اما بعد فان الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالمح فى الطعام) الحديث اه صحيح البخارى وفى هذا الباب أحاديث كثيرة فى سائر كتب الحديث وهم سبب نزول آية المودة من رواية

١٣٤

ابن عباس رضى الله عنهما للطبرانى فى الاوسط قال سمع النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا فخطب فقال للانصار رضى الله عنهم (ألم تكونوا أذلاء فاعزكم الله بى ألم تكرنوا أضلاء فهداكم الله بى ألم تكونوا خائفين فامنكم الله بى ألم تردون على) قالوا أى شىء نجيبك قال (تقولون ألم يطردك قومك فآويناك ألم يكذبك قومك فصدقناك) يعدد عليهم قال فجثوا على ركبهم وقالوا أموالنا وأنفسنا لك فنزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) رواه الطبرانى من طريق شيخه على بن بشير وفيه لين وبقية رجاله ثقات اه مجمع الزوائد عاشر

وفى كتاب الشرف المؤيد لآل محمد للعلامة صاحب المصنفات النافعة الشيخ يوسف النبهانى قال قال المناوى عن الحافظ الزرندى لم يكن أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المهتدين الا وله فى موالاة آل البيت الحظ الوافر والفخر الزاهر كما أمر الله تعالى بقوله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) أى على تبليغ الرسالة (أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قلت وانما قيد الحافظ بالعلماء المجتهدين والأئمة لمهتدين لانهم قدوة الامة فاذا كانت هذه صفهتم فلا ينبغى لمؤمن أن يتخلف عنهم قال وصف الايمان كاف بوجوب مودة أهل البيت عليهم‌السلام هذا الإمام الاعظم أبو حنيفة النعمان رضى الله عنه والى إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط رضى الله عنهم وأفتى الناس بلزوم وجردهم معه ومع أخيه محمد وقيل ان حبسه فى الباطن لهذا السبب وفى الظاهر لا متناعه من القضا

وهذا امام دار الهجرة مالك بن أنس رضى الله عنه والى إبراهيم ابن زيد بن على زين العابدين عليهم‌السلام وافتى الناس بلزوم وجودهم معه واختفى من أجله عدة سنين وقيل ان الذى والاه الامام مالك هو محمد أخو ابراهيم ابن عبد الله المحض الذى والاه الامام أبو حنيفة ولا أحفظ عن الامام الجليل أحمد بن حنبل شيئا مخصوصا فى ذلك غير أنه مع كمال ورعه ودقة نظره قال بكفر يزيد بن معاوية وجواز لعنه وما ذاك الا لولائه لآل المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع ما ثبت عنده من الدليل اه كتاب الشرف المؤبد قلت وصح أن جعفر بن سليمان العباسى والى المدينة ضرب الامام مالك رضى الله عنه حتى حمل مغشيا عليه فدخل عليه الناس فافاق فقال أشهدكم انى قد جعلت ضاربى فى حل فسئل بعد ذلك فقال خفت أن أموت فالقى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستحى من أن يدخل بعض آله النار

١٣٥

بسببى ولما دخل المنصور الخليفة العباسى المدينة مكن مالكا من القود من ضاربه فقال أعوذ بالله والله ما ارتفع منها سوط عن جسمى الا وقد جعلته فى حلى لقرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثبت ان الامام أحمد عوتب فى تفريبه لرجل متشيع لآل بيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال سبحان الله رجل أحب قوما من أهل بيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ثقه وكان إذا جاء شريف بل قرشى قدمه وخرج وراءه اه الصواعق المحرقة.

قال الشيخ يوسف النبهانى فى كتابه الشرف المؤبد المذكور وأما الامام القرشى سيدنا ومولانا ابن عم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محمد بن إدريس شافعى رحمه‌الله تعالى عنه فقد حمل ـ اى من اليمن ـ الى بغداد مكبلا بالقيود بسبب شدة ولائه لآل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووقع له فى ذلك أمور يطول شرحها بل بلغ معه الحال فى محبتهم الى ان نسبه أهل الزيغ والضلال الى؟؟؟ وروى ابن سبكى فى طبقاته بسنده المتصل الى الربيع بن سليمان المرادى صاحب الامام الشافعى قال خرجنا مع الشافعى من مكة يريد منى فلم ينزل واديا ولم يصعد شعبا الا وهو يقول :

يا راكبا قف بالمحصب من منى

واهنف؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سحرا اذا فاض الحجيج الى منى

فيضا كمطم؟؟؟ الفرات الفائض

ان كان رمضا حب آل محمد

فليشهد الثقلان انى راصى؟؟؟

وقد نص رضى الله عنه على فريضة محبتهم بقوله

يا آل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله فى القران أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم

من لم يصل عليكم لا صلاة له

اه من ص ٨٧ و ٨٨ وفى كتاب الجوهر اللماع فيما ثبت بالسماع من حكم الامام الشافعى رضى الله عنه المنظومة والمنثورة للعلامة حسين بن عبد الله باسلامة الحضرمى الشافعى المكى ما نصه أخرج الحافظ بن حجر من طريق ابن أبى حاتم أنشدنا لمزنى سمعت الشافعى رضى الله عنه يقول

اذا نحن فضلنا علينا فانا

روافض بالتفضيل عند ذوى الجهل

وفضل أبى بكر اذا ما ذكرته

رميت بنصب عند ذكرى للفضل

فلا زلت ذا نصب ورفض كلاهما

بحبيهما حتى أوسد فى الرمل

وروى الفخر الرازى عن الشافعى رضى الله عنه

أنا شيعى فى دينى وأصلى

بمكة ثم دارى عسقلية

١٣٦

بأطيب مولد وأعز فخر

وأحسن مذهب تسمو البرية

ذكر الشبلنجى فى نور الأبصار عن الشافعى قال

آل النبى ذريعتى

وهمو اليه وسيلتى

أرجو بهم أعطى عدا

يدى اليمين صحيفتى

وفيه أيضا عن الامام الشافعى رضى الله عنه فى حب على عليه‌السلام

قالوا ترفضت قلت كلا

ما الرفض دينى ولا اعتقادى

لكن توليت غير شك

خير إمام وخير هادى

ان كان حب الولى رفضا

فاننى أرفض العباد

اه من ص ٨٤ و ٩٦ و ١٠٨ و ١١٣ وما تقدم كله فى جواهر العقدين للحافظ السمهودى وفيه أيضا روى البيهقى عن الربيع بن سليمان أحد أصحاب الشافعى قال قيل للشافعى ان ناسا لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت فاذا رأوا احدا منا يذكرها يقولون هذا رافضى ويأخذون فى كلام آخر فانشد الشافعى رضى الله عنه

إذا فى مجلس ذكروا عليا

وسبطيه وفاطمة الزكية

فاجرى بعضهم ذكرا سواهم

فايقن انه لسلقلقية

إذا ذكروا عليا أو بنيه

تشاغل بالرويات العلية

وقال تجاوزوا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضية

برئت الى المهيمن من أناس

يرون الرفض حب الفاطمية

على آل الرسول صلاة ربى

ولعنته لتلك الجاهلية

وقال الحافظ جمال الدين الزرندى فى كتابه معراج الوصول نقل أبو القاسم الفضل ابن محمد المستلمى ان القاضى أبا بكر سهل بن محمد حدثه قال قال أبو القاسم بن الطيب بلغنى ان الشافعى رضى الله عنه أنشد هذه المرثية فى آل البيت

تأوب همى والفؤاد كئيب

وأرق عينى والرقاد غريب

ومما نفى نومى وشيب لمتى

تصاريف أيام لهن خطوب

تزلزلت الدنيا لآل محمد

وكادت لهم صم الجبال تذوب

فمن مبلغ عنى الحسين رسالة

وان كرهتها أنفس وقلوب

قتيل بلا جرم كأن قميصه

صبيغ بما الارجوان خضيب

نصلى على المختار من آل هاشم

ونغزوا بنيه إن ذا لعجيب

لئن كان ذنبى حب آل محمد

فذلك ذنب لست منه أتوب

١٣٧

همو شفعائى يوم حشرى وموقفى

وحبهم للشافعى ذنوب

انشدنى شيخى الحافظ السيد أحمد الصديق الحسنى المغربى قال أنشدنى شيخنا الامام العارف بالله تعالى أبو عبد الله سيدى المحدث الحافظ محمد بن جعفر الكتابى الحسنى يوم السبت فاتح صفر سنه (٣٤٤) بالمنزه من أعمال دمشق للامام الشافعى رضى الله عنه فى قصيدة

لو فتشوا صدرى أصابوا به

سطرين قد خطا بلا كاتب

العلم والتوحيد فى جانب

وحب أهل البيت فى جانب

ان كنت فيما قلته كاذبا

فلعنة الله على الكاذب

وفى هذه النبذة اليسيرة كفاية من بعض مولات الائمة الاربعة لآل نبيها مع استعمالهم التقية ومع ذلك لحق بعضهم من الاذى ما لحقه فى سبيل موالاتهم للعترة فانى لم أكن بصدد جمع كل ما نقل عن الائمة الأربعة وغيرهم من علماء المسلمين ومجتهديهم فى ذلك فقد اختلفوا فى كثير من المسائل رضى الله عنهم واتفقوا فى وجوب محبة آل البيت عليهم‌السلام بالإجماع لصريح الكتاب والسنة بذلك ما عدى الخوارج فلا يعنينا شأنهم لان السنة مصرحة بكفرهم ولو لا الحجر والتنكيل على من يلتف حول آل البيت ويواليهم من بعض ملوك المسلمين طمعا فى بقاء الحلافة بيدهم مع اعترافهم بفضلهم لما بقى لفرق الخوارج ودعاتهم الى هذا الزمن حى يذكر وقد ثبت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى ذم الخوارج ما عده الحفاظ وبن تميمة متواترا عن جمع من الصحابة

من رواية أمير المؤمنين على ابن أبى طالب وأبى سعيد الخدرى وسهل ابن حنيف وأبى ذر الغفارى وسعد بن أبى وقاص وعبد الله بن عمر وابن مسعود وأبى بكر وعمر بن الخطاب وأبى قلابة ورافع بن عمرو الغفارى وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس وأبى بكره وحذيفة وابن أبى أوفا وعقبة بن عامر وعبد الرحمن بن عديس وعبد الله بن عمرو بن العاص وعمار بن ياسر وأبى برده وأبى امامه وعبد الله بن خباب بن الارت وأبى برزه وأبى هريرة وأبى الطفيل وأبى يزيد الأنصارى فهؤلاء ثمانية وعشرون صحابيا منهم من تواترت الطرق عنه على انفراده كعلى بن أبى طالب عليه‌السلام وأبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وبالجملة فانه لم يرد فى طائفة من الطوائف ولا نقل بطريق التواتر ما ورد من الذم البالغ والوعيد الشديد لهذه الطاثقة الخبيثة التى حكم عليها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بانها شر الخلق والخليقة وانهم كلاب النار وما ذاك الا ببغضهم آل بيت رسول الله

١٣٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانحرافهم على على كرم الله وجهه وسرد مخازى هذه الطائفة يستعدى طولا ويخرج بنا عن الموضوع وفيما ذكرناه إشارة وتنبيه لما وراءه والله الموفق

وقد أخرج البخارى فى صحيحه فى باب قتل الخوارج ان ابن عمر رضى الله عنهما كان يراهم شر خلق الله وقال انهم انطقو الى ايات نزلت فى الكفار فجعلوها على المؤمنين اه وهذه شنشتهم فى كل زمن وقد بسط الحافظ الكلام عليهم فى الفتح ج ١٢ من ص ٢٣٠ الى ص ٢٤٧ وقال ان الخوارج شر الفرق المبتدعة من الامة المحمدية ومن اليهود والنصارى فلله تعالى فى خلقه شؤن له الأمر من قبل ومن بعد ولو شاء لهدى الناس جميعيا اللهم انا نعوذ بك من شر خلقك ومن الغواية بعد الهدية أمين

وكان جمع هذا السفر الجلى على يد المفتقر الى عفو ربه العلى محمد بن على الحسينى اليمنى الأهدلى الازهرى والفراغ منه فى شهر ربيع الاول من سنة الخمسين بعد الثلاثمائة والالف من هجرة صاحب الشفاعه العظمى والحوض المورود فجاء بحمد الله وتوفيقه على الترتيب الذى ذكرناه والشرط الذى الترمناه فى الخطبة فاسال الله ذا الفضل والإحسان بجاه سيدنا محمد سيد ولد آدم ان يتقبله منى ويرضى به عنى ويجعله خالصا لوجهه الكريم وسببا فى الفوز بجنات النعيم والمحبين آمين

اللهمّ صلّى على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركة على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد

١٣٩

تقاريظ العلماء

ولما فاح مسك ختام طبع هذا الكتاب المستطاب قرظة جمع من جهابذة العلماء المحققين جزاهم الله عنى وعن الامة اليمنية أحسن الجزاء فقال حضرة المحدث الكبير الحافظ الحجة العلامة المتفنن استاذى الفاضل الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطى مدرس الحديث بالازهر الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى شرف أهل اليمن بقوة الايمان من بين أجناس البشر والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد رسول الله أشرف بين مضر. بل أشرف الخلق جميعا انسا وجنا وملكا اجماعا وعلى آله المطهرين بارادة الله تعالى كما انزله فى القرآن. وأمر نبيه فيه بسؤال أمته مودتهم فى قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وفى ذلك أبلغ بيان. وعلى أصحابه المجاهدين لاعلاء كلمة الله الذين لولاهم لما تواتر لنا القرآن تواترا صحيحا دون اشتباه. ولولاهم لما صحت لنا احاديث أهل اليمن. وعلى اتباعهم من الائمة المجتهدين رواة الاحاديث على اقوم سنن. «أما بعد» فقد اطلعت على نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون. تاليف صديقنا وتلميذنا الاستاذ الفاضل صاحب للكرمات والفضائل السيد النسيب الحسيب صاحب الاخلاق المرضيه. والمآثر الحميدة النبويه. السيد محمد بن السيد على الأهدلى الحسينى اليمنى الازهرى فاجلت نظرى فى فسيح رياضة وامعنت فكرى فيه وارتشفت من رحيق عذب حياضه. فاذا هو سفر جليل وافق اسمه مسماه وطابقه. ودل عليه دلالة المطابقه. فقد نثر فيه أحاديث در فضل اليمن المكنون. فى اصداف دفاتر كتب السنه التى اعتنى بتخريجها واتقانها العلماء المحدثون. فلقد تتبع مؤلفه حفظه الله ونفع الناس بكتابه كتب السنن والمسانيد حتى جمع من أحاديث فضائل اليمن وأهله ما ليس عليه من مزيد. فقد كان يمكث عندى اسبوعا ثم اسبوعا ثم يطلعنى على نحو عشرين حديثا فى فضل أهل اليمن لم تكن فى حفظى بل ولم أطلع عليها مع كون فن الحديث هو فنى ومحل مسقط رأسى وعليه معولى ولا غرابة فى ذلك فقد كان يمر على أحاديث مسند الامام أحمد ابن حنبل مع طوله حتى يلتقط منه كل حديث فى هذا الموضوع وهكذا صنيعه فى سائر ما هو بالايدى من كتب الحديث وما فى الخزائن الخطية منها فقد تكبد مشقة فادحه فى جمع

١٤٠