تربة الحسين عليه السلام الإستشفاء والتبرّك بها ـ السجود عليها دراسة وتحليل - ج ٢

الشيخ أمين حبيب آل درويش

تربة الحسين عليه السلام الإستشفاء والتبرّك بها ـ السجود عليها دراسة وتحليل - ج ٢

المؤلف:

الشيخ أمين حبيب آل درويش


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٤
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣

١ ـ أرض غربة :

ذكرت هذه التسمية في الحديث التالي :

عن عبد الله بن حماد البصري ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (قال لي : إنّ عندكم ـ أو قال : في قربكم ـ لفضيلة ما أوتي أحد مثلها ، وما أحسبكم تعرفونها كُنه معرفتها ، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها ، وأنّ لها لأهلاً خاصة قد سمّوا لها ، وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة ، إلا ما كان من صنع الله لهم ، وسعادة حباهم بها ، ورحمة ورأفة وتقدم. قلت جعلت فداك ، وما هذا الذي وصفت ولم تسمه؟ قال زيارة جدي الحسين عليه السلام ، فإنّه غريب بأرض غربة ، ويبكيه من زاره ، ويحزن من لم يزره ، ويحترق له من لم يشهده ...) (٣٤٢).

٢ ـ أرض فَلَاة :

ذكرت هذه التسمية في الحديث التالي :

في حديث عبد الله بن حماد البصري المتقدم قال عليه السلام : (... ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة ، ـ إلى أن قال ـ : قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده ، والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للإيمان وعَرّفه حقنا) (٣٤٣).

__________________

(٣٤٢) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٢٥١ ـ ٢٥٢ (باب ٢٦ من أبواب المزار ـ حديث ٤٢).

(٣٤٣) ـ نفس المصدر / ٢٥٢.

١٨١

٣ ـ بَطْحَاء :

ذكرت هذه التسمية في الحديث التالي :

عن المقبري ، عن عائشة قالت : (بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راقداً ، إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري فدنا منه فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قال : إنّ جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء ، فقال : يا عائشة ، والذي نفسي بيده إنّه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي يقتل حسيناً بعدي) (٣٤٤).

٤ ـ التربة أو تربة :

ورد هذا الاسم في عدة مرويات ، روتها العامة والخاصة ، نذكر منها ما يلي :

أ ـ مرويات السنة :

١ ـ عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنسائه : (لا تُبكوا هذا الصبي ؛ يعني حسيناً. قال : وكان يوم أم سلمة فنزل جبرئيل فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الداخل ، وقال لأم سلمة : لا تدعي أحداً أن يدخل عليّ. فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البيت ، أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه ، فلما اشتد في البكاء خلّت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ أمتك ستقتل ابنك هذا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟! قال : نعم يقتلونه.

__________________

(٣٤٤) ـ العسكري ، السيد مرتضى : معالم المدرستين ، ج ٣ / ٣٥.

١٨٢

فتناول جبريل تربة فقال : مكان كذا وكذا ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد إحتضن حسيناً كاسف البال مهموماً. فظنت أم سلمة أنّه غضب من دخول الصبي عليه فقالت : يا نبي الله جعلت لك الفداء ، إنّك قلت لنا : لا تُبكوا هذا الصبي ، وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك ، فجاء فخلّيت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : إنّ أمتي يقتلون هذا ، وفي القوم أبو بكر وعمر ، وفي آخر الحديث : فأراهم تربته) (٣٤٥).

٢ ـ عن صالح بن أربد ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : إجلسي بالبالب ، ولا يَلِجَنّ عليّ أحد ، فقمت بالباب إذ جاء الحسين رضي الله عنه فذهبت أتناوله ، فسبقني الغلام فدخل على جده ، فقلت : يا نبي الله جعلني الله فداك ، أمرتني أن لا يلج عليك أحد ، وإنّ إبنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني ، فلما طال ذلك فطلعت من الباب ، فوجدتك تقلب بكفيك شيئاً ، ودموعك تسيل ، والصبي على بطنك؟ قال : نعم ، أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أنّ أمتي يقتلونه ، وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أقلب بكفي) (٣٤٦).

٣ ـ عن عثمان بن مقسم ، عن المقبري ، عن عائشة قالت : (بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راقد ، إذ جاء الحسين يحبوا إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قال : إنّ جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ، وبسط فإذا

__________________

(٣٤٥) ـ العسكري ، السيد مرتضى : معالم المدرستين ، ج ٣ / ٣٠ (عن مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ـ وتاريخ ابن كثير ٨ / ١١٩).

(٣٤٦) ـ نفس المصدر / ٣١ (عن كنز العمال ١٦ / ٢٢٦).

١٨٣

فيها قبضة من بطحاء فقال : يا عائشة ، والذي نفسي بيده أنه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي؟!) (٣٤٧).

٤ ـ عن هاني ابن هاني ، عن علي قال : (ليقتل الحسين بن علي قتلاً ، وإني لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريب من النهرين) (٣٤٨).

٥ ـ عن أم سلمة قالت : (كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيني ، فنزل جبرئيل فقال : يا محمد إنّ أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ بيده إلى الحسين ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أم سلمة ، وديعة عندك هذه التربة. قالت : فشمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : ريح كرب وبلاء. وقالت : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أم سلمة ، إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قتل. قال : فجعلتها : أم سلمة في قارورة ، ثم جعلت تنظر إليها كي يوم تعني وتقول : إنّ يوماً تحولين دماً ليوم عظيم) (٣٤٩).

٦ ـ عن أم سلمة : نعي إليّ الحسين وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله ، أخبرني جبرئيل بأنّ ابني الحسين يقتل بأرض العراق ، فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها فجاء فهذه تربتها) (٣٥٠).

__________________

(٣٤٧) ـ المصدر السابق / ٣٥ (عن طبقات ابن سعد ـ ترجمة الحسين).

(٣٤٨) ـ المرعشي ، السيد شهاب الدين : ملحقات الإحقاق ، ج ١٧ / ٥٤٨ ـ ٥٤٩ ـ (عن الحافظ بن عساكر في تاريخ دمشق ـ ١٨٨ ، بيروت).

(٣٤٩) ـ نفس المصدر ، ج ١٩ / ٣٩٧ (عن ابن عساكر في تاريخ دمشق / ١٧٥).

(٣٥٠) ـ نفس المصدر ، ج ١١ / ٣٤٢ (عن المتقي الهندي في منتخب كنزل العمال ج ٥ / ١١١ ، المطبوع بهامش المسند ـ اليمنية مصر).

١٨٤

٧ ـ (من حديث أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت : كان عندي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعي الحسين ، فدنا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذته فبكى فتركته ، فدنا منه فأخذته فبكى فتركته ، فقال له جبرئيل : أتحبه يا محمد؟ قال نعم. قال : إنّ أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، فبسط جناحه فأراه منها فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم) (٣٥١).

هذه بعض المرويات الواردة في كتب أهل السنة ، وبذلك نكتفي.

ب ـ مرويات الإمامية :

ورد هذا الإسم في عدة روايات نذكر منها التالي :

١ ـ عن الحجال ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (التربة من قبر الحسين بن علي (عليه السلام) عشرة أميال) (٣٥٢).

٢ ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر بن محمد عليه السلام يقولان : (إنّ الله عَوّض الحسين عليه السلام من قتله ، أن الإمامة من ذريته ، والشفاء في تربته ، وإجابة الدعاء عند قبره ، ولا تعد أيام زائريه جائياً وراجعاً من عمره) (٣٥٣).

٣ ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (إنّ جبريل أتى رسول الله ، والحسين يلعب بين يدي رسول الله قال : فخسف ما بين مجلس رسول الله إلى المكان الذي قتل فيه ، حتى إلتفت القطعتان فأخذ منها ، ودحيت في

__________________

(٣٥١) ـ المصدر ال سابق ، ج ١١ / ٣٤٣ (عن ابن عبد ربه في العقد الفريد ج ٢ / ٢١٩ ، الشرقية. مصر).

(٣٥٢) ـ الطوسي ، الشيخ محمد حسن : تهذيب الأحكام ، ج ٦ ، ٧٢.

(٣٥٣) ـ الحر العاملي ، الشيخ محمد بن الحسن : وسائل الشيعة ، ج ١٠ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ (باب ٢٧ من ٍأبواب المزار ـ حديث ٣٤).

١٨٥

أسرع من طرفة العين ، فخرج وهو يقول : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يقتل حولك ...) (٣٥٤).

٤ ـ عن ابن عباس قال : (الملك الذي جاء إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يخبره بقتل الحسين ، كان جبرئيل الرُّوح الأمين ، منشور الأجنحة ، باكياً صارخاً ، قد حمل من تربته ، وهو يفوح كالمسك ، فقال رسول الله : وتفلح أمتي تقتل فرخي ، أو قال : فرخ ابنتي؟ فقال جبرئيل : يضربها الله بالإختلاف فيختلف قلوبهم) (٣٥٥).

٥ ـ عن عبد الملك بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (إنّ رسول الله كان في بيت أم سلمة وعنده جبرئيل ، فدخل عليه الحسين فقال له جبرئيل : إنّ أمتك تقتل إبنك هذا ، ألا أريك تربة الأرض التي يقتل فيها؟ فقال رسول الله : نعم. فأهوى جبرئيل بيده وقبض قبضة منها فأراها النبي صلى الله عليه وآله وسلم) (٣٥٦).

٦ ـ عن المعلى بن خنيس ، قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبح فرأته فاطمة باكياً حزيناً ، فقالت : مالك يا رسول الله؟ فأبى أن يخبرها ، فقالت : لا آكل ولا أشرب حتى تخبرني ، فقال : إنّ جبرئيل عليه السلام أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام لم يحمل به بعد ـ ولم تكن تحمل بالحسين عليه السلام ـ وهذه تربته) (٣٥٧).

__________________

(٣٥٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٢٣٥.

(٣٥٥) ـ نفس المصدر / ٣٣٧.

(٣٥٦) ـ نفس المصدر / ٢٣٩.

(٣٥٧) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٣٢ (الباب ١٧ ـ الحديث ٩).

١٨٦

٧ ـ عن عبد الرحمان الغنوي ، عن سليمان قال : (وهل بقي في السماوات ملك لم ينزل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعزيه بولده الحسين عليه السلام ، ويخبره بثواب الله إياه ، ويحمل إليه تربته مصروعاً عليها ، مذبوحاً مقتولاً ، جريحاً مخذولاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، واذبح من ذبحه ، ولا تمتعه بما طلب. قال عبد الرحمان : فوالله لقد عوجل الملعون يزيد ، ولم يتمتع بعد قتله بما طلب. قال عبد الرحمان : ولقد أُخذ مغافصة ، بات سكراناً وأصبح ميتاً متغيراً ، كأنّه مطليّ بقار أخذ على أسف ، وما بقي أحد ممن تابعه على قتله ، أو كان في محاربته إلا أصابه جنون أو جذام أو برص ، وصار ذلك وراثة في نسلهم) (٣٥٨).

٥ ـ تربة بيضاء :

عن عائشة قالت : (دخل الحسين بن علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يوحى إليه ، فبرك على ظهره وهو منكبّ ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل : يا محمد ، إنّ أمتك ستفتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك ، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء وقال : في هذه الأرض يقتل ابنك ـ إسمها الطف ـ فلمّا ذهب جبرئيل ؛ خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه والتربة في يده ، وفيهم أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وحذيفة ، وعمار ، وأبو ذر ، وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال : أخبرني جبرئيل أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أنّ فيها مضجعه) (٣٥٩).

__________________

(٣٥٨) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٣١ ـ ١٣٢ (الباب ١٧ ـ الحديث ٨).

(٣٥٩) ـ الشهرستاني ، السيد صالح بن السيد إبراهيم : تاريخ النياحة / ٢٣ ـ ٢٤.

والمرعشي ، السيد شهاب الدين : ملحقات الإحقاق ، ج ١١ / ٢٨٦ ، (عن الطبراني في المعجم الكبير / ١٤٤ ـ مخطوط).

١٨٧

٦ ـ تربة حمراء :

ورد هذا الاسم في عدة روايات ، ذكرتها المصادر الشيعية والسنية كالتالي :

أ ـ مرويات السنة :

١ ـ عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال : أخبرتني أم سلمة (رض) : (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ، ثم إضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم إضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال : ـ أخبرني جبريل عليه الصلاة والسلام : أنّ هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها ، فهذه تربتها) (٣٦٠).

٢ ـ وأخرج البيهقي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : (أن الحسين دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده جبرئيل في مشربة عائشة ، فقال له جبرئيل : ستقتله أمتك ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، وأشار جبرئيل بيده إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها) (٣٦١).

٣ ـ عن عائشة : (إنّ جبرئيل أتاني فيخبر : أنّ إبني هذا تقتله أمتي ، قلت : فأراني تربته فأتاني بتربة حمراء) (٣٦٢).

__________________

(٣٦٠) ـ المرعشي ، السيد شهاب الدين : ملحقات الإحقاق ، ج ١١ / ٣٢٩ ، (عن الحاكم النيسابوري في المستدرك ، ج ٤ / ٣٩٨ ـ حيدر آباد).

(٣٦١) ـ نفس المصدر ، ج ١١ / ٣٤٤ (عن السيوطي في الخصايص الكبرى ، ج ٢ / ١٢٥ ـ حيدر آباد).

(٣٦٢) ـ نفس المصدر ، ج ١١ / ٣٨٧ ، (عن المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ، ج ٥ / ١١٠ مطبوع بهامش المسند ـ مصر).

١٨٨

٤ ـ عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة : (أنّ الحسين بن علي دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا عائشة ألا أجبك ، لقد دخل عليَّ ملك آنفاً ما دخل عليّ قط فقال : إنّ ابني هذا مقتول ، وقال : إن شئت أريك تربة يقتل فيها ، فتناول الملك بيده فأراني تربة حمراء) (٣٦٣).

٥ ـ عن ابن عباس قال : (كان الحسين (عليه السلام) جالساً في حجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال جبريل : أتحبه؟ فقال : وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي؟ فقال : إنّ أمتك ستقتله ؛ ألا أريك من موضع قبره فقبض قبضة فإذا تربة حمراء) (٣٦٤).

٦ ـ وأخرج ابن سعد إنّه صلى الله عليه وآله وسلم ، كان له مشربة درجتها في حجرة عائشة ، يرقى إليها إذا أراد لقاء جبرئيل ، فرقي إليها وأمر عائشة أن لا يطلع إليه أحد ، فرقي حسين ـ عليه السلام ـ ولم تعلم به ، فقال جبريل ـ عليه السلام ـ من هذا؟ قال : ابني فأخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فجعله على فخذه ، فقال جبريل : ستقتله أمتك ، فقال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ابني؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك الأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق ، فأخذ منها تربة حمراء فأراه إياها ، وقال : هذه من تربة مصرعه) (٣٦٥).

__________________

(٣٦٣) ـ حنبل ، أحمد بن محمد : مسند الإمام أحمد ، ج ٦ / ٢٩٤.

(٣٦٤) ـ الهيثمي ، الحافظ علي بن أبي بكر : مجمع الزوائد ، ج ٩ / ١٩١.

(٣٦٥) ـ ابن حجر ، شهاب الدين أحمد : الصواعق المحرقة : ١١٥.

١٨٩

ب ـ مرويات الإمامية :

١ ـ عن يونس بن رفيع ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (إنّ عند رأس الحسين بن علي عليه السلام لتربة حمراء ، فيها شفاء من كل داء إلا السام ، قال : فأتيت القبر بعد ما سمعنا بهذا الحديث ، فاحتفرنا عند رأس القبر ، فلما حفرنا قدر ذراع ؛ إنحدرت علينا من عند رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر درهم ، فحملناه إلى الكوفة فمزجناه ، وأقبلنا نعطي الناس يتداوون) (٣٦٦).

٢ ـ عن أنس بن مالك : (إنّ عظيماً من عظماء الملائكة إستأذن ربّه عَزّ وجَلّ في زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له ، فبينما هو عنده ، إذ دخل عليه الحسين عليه السلام فقبّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجلسه في حجره ، فقال له : الملك : أتحبه؟ قال : أجل أشد الحب إنه إبني ، قال له : إنّ أمتك ستقتله ، قال : أُمتي تقتل ولدي (ابني هذا)؟ قال : نعم ، وإن شئت أريتك من التربة التي يقتل عليها ، قال : نعم ، فأراه تربة حمراء طيبة الريح ، فقال : إذا صارت هذه التربة دماً عبيطاً فهو علامة قتل ابنك هذا) (٣٦٧).

٣ ـ عن أم الفضل بنت الحارث : (أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول الله ، رأيت حلماً منكراً قال : وما هو؟ قالت : إنّه شديد ، قال : وما هو؟ قالت رأيت كأنّ قطعة من جسدك قد قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول الله : خيراً رأيتِ تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين عليه السلام ، قالت : وكان في حجري كما قال رسول الله ، فدخلت به يوماً على النبي فوضعته في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم حانت مني إلتفاتة

__________________

(٣٦٦) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ٤٦٨ (اباب ٩٣ ـ الحديث ١).

(٣٦٧) ـ البحراني ، الشيخ محمد بن نور : العوالم ، ج ٧ / ١٢٥.

١٩٠

فإذا عينا رسول الله تهرقان بالدموع ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله مالك؟ قال : أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ أمتي ستقتل ابني هذا ، وأتاني بتربة حمراء من تربته) (٣٦٨).

٤ ـ عن أبي أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (نعى جبرئيل عليه السلام الحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة ، فدخل عليه الحسين وجبرئيل عنده فقال : إنّ هذا تقتله أمتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أرني من التربة التي يسفك فيها دمه ، فتناول جبرئيل عليه السلام قبضة من تلك التربة ، فإذا هي تربة حمراء) (٣٦٩).

٧ ـ تَلّ أعْفَر :

ذكر هذا الإسم في الحديث التالي :

عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (قال عبد الله بن الزبير للحسين بن علي عليه السلام : لو جئت إلى مكة فكنت بالحرم؟ فقال الحسين بن علي عليه السلام : لا نستحلها ولا تستحلّ بنا ، ولأن أقتل على تلّ أعفر أحبّ إلي من أن أقتل بها) (٣٧٠).

إيضاح وبيان :

يستفاد من هذا الحديث أنّ سيد الشهداء عليه السلام أشار بـ(تل أعفر) إلى طبيعة الأرض التي يقتل عليها ، ويمكن إيضاح هذا المعنى بما يلي :

__________________

(٣٦٨) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

(٣٦٩) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، (باب ١٧ ـ حديث ٢).

(٣٧٠) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ٨٦.

١٩١

أولاً ـ معنى (تَلْ) :

«التي من التراب معروف ، هو الرابية والجمع تلال» (٣٧١) ولما كانت أرض كربلاء غير مستوية ، بل تكثر فيها التلال والمرتفعات عَبّر عنها الإمام عليه السلام بـ(تل) ويؤيد هذا ما يلي :

ذكر الدكتور السيد سلمان آل طعمة : «نينوى وتقع شرقي كربلاء ، وهي سلسلة تلول أثرية تمتد من جنوب سدة الهندية ، حتى مصب نهر العلقمي في الأهوار ، وتعرف بتلول نينوى» (٣٧٢).

وذكر العلامة الكبير السيد هبة الدين الشهرستاني (قده) : «وكان لهذا الحائر وهدة فسيحة محدودة بسلسلة تلال ممدودة ، وربوات تبدأ من الشمال الشرقي ، متصلة بموقع باب السدرة في الشمال ، وهكذا إلى موضع الباب الزينبي من جهة الغرب ، ثم تنزل إلى موضع الباب القبلي في جهة الجنوب ، وكانت هذه التلال المتقاربة تشكل للناظرين نصف دائرة مدخلها الجهة الشرقية ، حيث يتوجه منها الزائر إلى مثوى سيدنا العباس بن علي ـ عليهما السلام ـ ويجد المنقبون في أعماق البيوت المحدقة بقبر الحسين عليه السلام ، آثار إرتفاعها القديم في أراضي جهات الشمال والغرب ، ولا يجدون في الجهة الشرقية سوى تربة رخوة واطئة ، الأمر الذي يرشدنا إلى وضعيّة هذه البقعة ، وأنها كانت في عصرها القديم واطئة من جهة الشرق ، ورابية من جهتي الشمال والغرب على شكل

__________________

(٣٧١) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٥ / ٣٢٨.

(٣٧٢) ـ آلأ طعمة ، السيد سلمان هادي : تاريخ مرقد الحسين والعباس : ٢٢.

١٩٢

هلالي ، وفي هذه الدائرة الهلالية ، حُوصِرَ ابن الزهراء عليها السلام في حربه حين قتل» (٣٧٣). فعبّر عليه السلام عن هذه التلال المتقاربة بـ(تل).

ويؤيد هذا المعنى ما جاء في رواية يحيى بن عبد الرحمان ، بن أبي لبينة ، عن جده محمد بن عبد الرحمان قال : (بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت عائشة (رضي الله عنها) رَقْدَة القائلة ، إذ استيقظ وهو يبكي ، فقالت عائشة : ما يبكيك يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي؟ قال يبكيني أن جبرئيل أتاني فقال : أبسط يدك يا محمد ، فإنّ هذه تربة من تلال يقتل بها إبنك الحسين ، يقتله رجل من أمتك. قالت عائشة : ورسوله يحدثني وأنّه ليبكي ويقول : من ذا من أمتي ، من ذا من أمتي ، من ذا من أمتي؟! من يقتل حسيناً من بعدي؟!) (٣٧٤)

ثانياً ـ معنى (الأعفر) :

«الرمل الأحمر ، والأعفر الأبيض وليس بالشديد الأبيض وكثيب أعفر : ذو لونين : الحمرة والبياض ، وهذا ما ذكرته الروايات من أنّ لون التربة حمراء وبيضاء ؛ أي أنّ سيد الشهداء عليه السلام أشار إلى لون ذلك التل ، وهذه التسمية ذكرها الحموي حيث قال : «تل أعفر : بالفاء ؛ هكذا تقول عامة الناس ، وأما خواصهم فيقولون (تل يعفر). وقيل : إنما أصله التل الأعفر للونه فُغيّر بكثرة الإستعمال وطلب الخفة» (٣٧٦).

__________________

(٣٧٣) ـ الشهرستاني ، السيد هبة الدين : نهضة الحسين / ٩٠.

(٣٧٤) ـ الأربلي ، الشيخ علي بن عيسى : كشف الغمة ، ج ٢ / ٢٦٩.

(٣٧٥) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٣ / ٤٠٩.

(٣٧٦) ـ الحموي ، شهاب الدين ياقوت : معجم البلدان ، ج ٢ / ٣٩.

١٩٣

ثالثاً ـ تلّعْفَر :

«بلدة في العراق مركز قضاء تَلّعْفَر (محافظة نينوى) بقايا قلعة عرين» (٣٧٧).

وهذا الإحتمال بعيد لا يعتد به ؛ لما ذكرناه سابقاً.

٨ ـ شاطئ أو شط الفرات :

«الشط : جانب النهر الذي ينتهي إليه حد الماء ، والجمع شطوط كفلس وفلوس. والشط جانب الوادي وشاطئ الوادي : جانبه» (٣٧٨).

وتسمى كربلاء بشط الفرات أو شاطئ الفرات ؛ لأنّها واقعة على طرف البرية من جهة ، وعلى جانب الفرات من جهة أخرى ، وهو الفرات التي يمر بها ، وكثيراً ما ورد ذلك في الروايات بهذين الإسمين كالتالي :

أ ـ مرويات السنة :

عن عبد الله بن نجا ، عن أبيه : (أنّه سار مع علي ـ وكان صاحب مطهرته ـ فلما حاذى نينوى وهو مطلق إلى صفين فنادى علي : اصبر أبا عبد الله ، اصبر ابا عبد الله بشط الفرات. قلت وماذا؟ قال دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ، ما شأن عينك تفيضان؟ قال : بلى قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات. قال : فقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قال : قلت : نعم. فمد يده فقبض قبضه من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا) (٣٧٩).

__________________

(٣٧٧) ـ اليسوعي ، الأب فردينانا توتل : المنجد في الأعلام / ١٩١.

(٣٧٨) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين بن الشيخ محمد علي : مجمع البحرين ، ج ٤ / ٢٥٨.

(٣٧٩) ـ بن حنبل ، أحمد بن محمد : مسند الإمام أحمد ، ج ١ / ٨٥.

١٩٤

ب ـ مرويات الإمامية :

ا ـ عن الخيبري ، عن الحسين بن محمد قال : قال أبو ال حسن موسى عليه السلام : (أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله عليه السلام بشط الفرا ت، إذا عرف حقه وحرمته وولايته ، أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) (٣٨٠).

٢ ـ عن الحسين بن محمد القمي ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : (من زار قبر أبي عبد الله الحسين بشط الفرات ، كان كمن زار الله فوق عرشه) (٣٨١).

٣ ـ عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : (إنّ الحسين عليه السلام خرج من مكة قبل التروية بيوم فشيّعه عبد الله بن الزبير فقال : يا أبا عبد الله لقد حضر الحج وتدعه وتأتي العراق! فقال : يا ابن الزبير لأدفن بشاطئ الفرات ، أحب إليّ من أن أدفن بفناء الكعبة) (٣٨٢).

٤ ـ وروى أبو مخنف في مقتله : بإسناده عن الكلبي أنه قال : «وساروا جميعاً إلى أن أتوا أرض كربلاء ـ وذلك يوم الأربعاء ـ فوقف فرس الحسين عليه السلام من تحته فنزل عنا وركب أخرى ، فلم ينبعث من تحته خطوة واحدة يميناً وشمالاً ، ولم يزل يركب فرساً بعد فرس حتى ركب سبعة أفراس ، وهن على هذا الحال ، فلما رأى الإمام صلوات الله عليه ذلك الأمر الغريب قال : يا قوم ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا أرض الغاضرية. قال فهل لها اسم غير هذا؟ قالوا تسمى نينوى. قال هل لها اسم غير هذا؟ قالوا تسمى بشاطئ الفرات. قال هل لها اسم غير هذا؟ قالوا : تسمى كربلاء. قال : فعند

__________________

(٣٨٠) ـ الحر العاملي ، الشيخ محمد بن الحسن : وسائل الشيعة ، ج ١٠ / ٣١٩ ، (باب ٣٧ من أبواب المزار ـ حديث ٤).

(٣٨١) ـ نفس المصدر ، ج ١٠ / ٣١٩ ، (باب ٣٧ من أبواب المزار ـ حديث ٥).

(٣٨٢) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٥١ ـ ١٥٢ ، (باب ٢٣ ـ حديث ٩).

١٩٥

ذلك تنفس الصُعَدَاء ، وقال : أرض كرب وبلاء. ثم قال : قفوا ولا ترحلوا فههنا والله مناخ ركابنا ، وههنا والله سفك دمائنا ، وههنا والله هتك حريمنا ، وههنا والله قتل رجالنا ، ههنا ذبح أطفالنا ، وههنا والله تزار قبورنا ، وبهذا التربة وعدني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا خلف لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم أنه عليه السلام نزل عن فرسه» (٣٨٣).

٩ ـ الطين أو الطينة :

ذكر هذا الإسم في الأحاديث التالية :

١ ـ عن إمامنا الصادق عليه السلام : (وقل إذا أخذته : اللهم إني أسألك بحقّ هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حَلّ فيها ، صلِّ على محمد وأهل بيته ، واجعل لي فيها شفاء من كل داء ، وأماناً من كل خوف) (٣٨٤).

٢ ـ عن أبي جعفر الموصلي ، إنّ جعفر عليه السلام قال : (إذا أخذت طين قبر الحسين عليه السلام ؛ فقل : اللهم بحق هذه التربة ، وبحق الملك المُوكّل بها ، وبحق الملك الذي كَرَبَها ، وبحق الوصي الذي هو فيها ، صَلِّ على محمد وآل محمد ، واجعل هذا الطين شفاء لي من كُلِّ داءٍ ، وأماناً من كل خوف) (٣٨٥).

٣ ـ عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق عليه السلام : (... واجعل هذا الطين شِفَاءً لي ولمن يستشفني به من كُلِّ داءٍ وسُقْمٍ ومرض ، وأماناً من كُلِّ خوف) (٣٨٦).

__________________

(٣٨٣) ـ البهبهاني ، الشيخ محمد باقر : الدمعة الساكبة ، ج ٤ / ٢٥٦.

(٣٨٤) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، (باب ١٧ ـ حديث ٤).

(٣٨٥) ـ نفس المصدر / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ، (باب ٩٣ ـ حديث ٤).

(٣٨٦) ـ نفس المصدر / ٤٧٥ ، (باب ٩٣ ـ حديث ١٢).

١٩٦

٤ ـ عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (لو كان أنّ مريضاً من المؤمنين يعرق حَقَّ أبي عبد الله وحرمته وولايته ، أخذ له من طينته على راس ميل ؛ كان له دواء وشفاء) (٣٨٧).

١٠ ـ طين أحمر :

ورد هذا الاسم في الحديث التالي :

عن أب يبكر قال : (أخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن علي عليه السلام طيناً أحمر ، فدخلت على الرضا عليه السلام فعرضتها عليه فأخذها في كَفّه ، ثم شَمّها ثم بكى حتى جرت دموعه ، ثم قال : هذه تربة جدي) (٣٨٨).

١١ ـ طين القبر :

ورد هذا الاسم في بعض الروايات ، نذكر منها ما يلي :

عن أبي اليسع قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام ـ وأنا أسمع ـ قال : (آخذ من طين القبر يكون عندي أطلب بركته؟ قال : لا بأس بذلك) (٣٨٩).

١٢ ـ الطف أو الطفوف :

قال ياقوت الحموي : «الطّفُّ : بالفتح ، والفاء مشددة ؛ وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق ، قال الأصمعي : وإنما سُمِّي طَفّاً لأنّه دانٍ من الريف من قولهم : خُذ ما طفّ ، أي ما دنا وأمكن. وقال أبو سعيد : سمي الطف ؛ لأنّه مشرف على العراق من أطفّ على الشيء بمعنى أطل ، والطف طف الفرات أي الشاطئ والطف : أرض من ضاحية الكوفة في

__________________

(٣٨٧) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١٢٥.

(٣٨٨) ـ نفس المصدر : ١٣١.

(٣٨٩) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٣١ ، (باب ٥٣ من أبواب المزار ـ حديث ٥).

١٩٧

طريق البرية ، فيه كان مقتل الحسين ابن علي ، رضي الله عنه ، وهي أرض بادية قريبة من ريف فيها عدة عيون ماء جارية ، منها الصيد والقُطْقُطانة ، والرُّهَيمة ، وعين جمل ، وهي عيون كانت للموكلين بالمسالح التي وراء خندق سابور ، أقطعهم أرضها يعتملونها من غير أن يلزمهم خراجاً» (٣٩٠).

وقد ورد ذكر الطف في الأحاديث النبوية الشريف ، قبل إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وهي كالتالي :

أ ـ مرويات السنة :

١ ـ وأخرج البيهقي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن (أنّ الحسين دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده جبريل في مشربة عائشة ، فقال له جبريل : ستقتله أمّتك ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، وأشار جبريل بيده إلى الطّف بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها) (٣٩١).

٢ ـ حدثنا أحمد بن رشد الحصري ، حدثنا عمرو بن خالد الحرّاني ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة (رض) قالت : (دخل الحسين بن علي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يوحى إليه فنرى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منكب ، ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتحبه يا محمد؟ قال : يا جبرئيل ومالي لا أحب ابني ، قال : فإنّ أمتك ستقتله من بعدك ، فمدّ جبرئيل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يا محمد واسمها الطف ،

__________________

(٣٩٠) ـ الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت : معجم البلدان ، ج ٤ / ٣٥ ـ ٣٦.

(٣٩١) ـ المرعشي ، السيد شهاب الدين : ملحقات الإحقاق ، ج ١١ / ٣٤٤ ، (عن الخصايص الكبرى ، ج ٢ / ١٢٥ ، ط ـ حيدر آباد).

١٩٨

فلما ذهب جبرئيل عليه السلام أخبرني : أنّ الحسين إبني مقتول في أرض الطف ، وأنّ أمتي ستفتن بعدي ، ثم خرج إلى أصحابه ـ فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعَمّار وأبو ذر (رض) ـ وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك ي ارسول الله؟ فقال : أخبرني جبرئيل : أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجائني بهذه التربة ، وأخبرني أنّ فيها مضجعه) (٣٩٢).

٣ ـ روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم : (كان له مشربة درجتها في حجرة عائشة ، يرقى إليه إذا أراد لقى جبرئيل ، فرقى إليها وأمر عائشة أنّ لا يطلع إليها أحد ، فرقى حسين ولم تعلم به ، فقال جبريل : من هذا؟ قال : إبني فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبريل : ستقتله أمتك ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إبني؟ قال : نعم وإن شئت أخبرتك الأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق ، فأخذ منها تربة حمراء فأراه إياها ، وقال : هذه من تربة مصرعه) (٣٩٣). وبهذا القدر من الروايات نكتفي.

ب ـ مرويات الإمامية :

١ ـ عن أبي سعيد عقيصا قال : (سمعت الحسين بن علي عليهما السلام وخلابه عبد الله بن الزبير ، وناجاه طويلاً ، قال : ثم أقبل الحسين عليه السلام بوجهه إليهم وقال : إنّ هذا يقول لي : كن حماماً من حمام الحرم ، لأن أقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إلى من أن أقتل وبيني وبينه شبر ، لأن أقتل بالطف أحب إلي من أن أقتل بالحرم) (٣٩٤).

__________________

(٣٩٢) ـ المصدر السابق / ٣٨٦ ، (عن المعجم الكبير / ١٤٤ ـ مخطوط).

(٣٩٣) ـ ابن حجر ، شهاب الدين أحمد : الصواعق المحرقة : ١٩٣.

(٣٩٤) ـ ابن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٥٠ ـ ١٥١ (الباب ٢٣ ـ الحديث ٧).

١٩٩

٢ ـ في حديث زائدة عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال : (فكادت نفسي تخرج ، وتبينت ذلك عمتي زينب بنت علي الكبرى فقالت : مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي؟ فقلت : وكيف لا أجزع وأخلع ، وقد أرى سيدي وأخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مضرجين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين ، ولا يكفنون ولا يوارون ، ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر ، وكأنهم أهل بيت من الديلم والخزر ، فقالت : لا يجز عنك ما ترى فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله إلى جدك وأبيك وعمك ، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة ، لا يعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، وأنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر الشهداء ، لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علوا) (٣٩٥).

١٣ ـ عَرْصَة :

قال ابن الأثير : «العرصات : جمع عرصة ؛ وهي كل موضع واسع لا بناء فيه» (٣٩٦).

وقد ذكر هذا الإسم في بعض الروايات كالتالي :

١ ـ عن الأصبغ بن نباته قال : (أتينا مع علي فمررنا بموضع قبر الحسين ، فقال علي : هاهنا مناخ ركابهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق

__________________

(٣٩٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٣٩٦) ـ ابن الأثير ، المبارك بن محمد الجزري : والنهاية في غريب الحديث والأثر ، ج ٣ / ٢٠٨.

٢٠٠