نشر المحاسن اليمانيّة

ابن الديبع الشيباني الشافعي

نشر المحاسن اليمانيّة

المؤلف:

ابن الديبع الشيباني الشافعي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

وذكرت أنك لست تأكل لقمة

إلا نبات الأرض والقيعان

والسمن ليس يباح عندك أكله

وكذا جميع اللحم والألبان

هذا الكلام كلام إفك ما له

جسد يقوم به ولا رجلان

خالفت فيه شريعة وطبيعة

حتى بقي نوعا من الهذيان

لا يستقيم على قواعد ديننا

لو تسأل العلما ذوي الأديان

فاسمع مقالة ناصح لا تستمع

قول الكذوب الخادع الخوّان

قل بالصحيح ولا تخادع مسلما

وتغشّه بالزور والبهتان

لو كان ثمّ بأرض قوّر عالم (٢٧)

يدري بكل دسائس الشيطان

ما كنت تركن نقطة مما جرى

لكن بقيت بقوّر وحداني

تروي لهم فيصدقوا (٢٨) ما قلته

إذ ليس عندهم دليل بيان

والآن حصحص كلّ حقّ فاستمع

فأنا لكم من أنصح الإخوان

لا تستخفّ بهم فهم منّا ولو

كنا بعيدا وانت منهم دان

الكنز لست بعالم بمكانه

والله قد أخفى على الإنسان

علم الغيوب ولو علمت مكانه

كانت كنوز الملك أقوى شان

والجنّ ليس تطيق تصحب واحدا

منهم ولا حينا من الأحيان

إن كان صدقا قل لهم يتخطفوا

من كافر حربيّ أو نصران

شيئا تقيم به المعاش وتكتفي

طول المدى وتعيش عيشة (٢٩) هاني

والأربعون شروطها معروفة

بدفاتر العلما ذوي الإيمان

وزيادة العشرين هذا مذهب

مستخرج من دفتر الشيطان

وصيامها متواصلا متتابعا

كذب لأن الجوع كالنيران

__________________

(٢٧) عالم في الأصل (عالما).

(٢٨) فيصدقوا : هكذا وردت وحقها : فيصدقون ولكن للضرورة الشعرية.

(٢٩) في صورة الأصل هذا التعليق الهامشي : (في الأصل عيش).

٢٤١

في الجوف لهبته يثور أجاجها (٣٠)

نارا بغير سخائم (٣١) ودخان

لكن جرابك ربما أوعيت فيه

الخبز أو شيئا من التمران

أو ثمّ بعض النّاس يعطيك العشا

فيكون قوتك في النّهار الثاني

وفراق مكة والعبادة هاهنا

نقص وبيع الربح بالخسران

بلد بها ظهر النبيّ محمد

زين الأنام وصفوة المنّان

سبعون ألف يحجّها في عامها

بزيادة من غير لا نقصان

فعل العبادة ثمّ أفضل لا هنا

في قوّر المذكور أو قرضان (٣٢)

والفرش ردّ جميعها واغرم إذا

نقصت بفعلك قيمة النّقصان

والسّمن ليس بأكله بأس ولا

يخفى عليك مسامع السّمنان

وكذا اللحوم جميعها حسن وقد

قالوا : السمينة أفضل اللّحمان

بضحية والشحم يذهب ما بقي

من علّة في باطن الإنسان

وكذلك اللبن الحليب أتى به

نصّ الحديث ومحكم القرآن

فدع المحال وكلّ تلبيس وكل

ما شئت من لحم ومن ألبان

وارفق بنفسك يا أخي والطف بها

واسلك طريق شريعة العدنان

والرزق يحصل في أقلّ من الذي

أتعبت فيه النفس من ألوان

والله أسأله لنا ولك الرضى

والفوز بالجنات والغفران

ثم الصلاة على النبي وآله

والتابعين لتلك بالإحسان

القصة الثالثة [في الخلاف الحاصل في تكفير المعاهدين الإسماعيلية] :

فيما حصل من الاختلاف والتنازع بين العلماء في تكفير المعاهدين الذين

__________________

(٣٠) أجاجها في الأصل : (أجابها) وهو تحريف ، والأجاج : تلهب النار.

(٣١) سخائم : الكلمة غير واضحة في الأصل ولعلها (سخائم) جمع السخمة والسخام : وهو السواد أو الفحم.

(٣٢) قرضان : في (معجم البلدان ٤ / ٣٢٥) : قرظان من حصون زبيد باليمن. وفي (البلدان اليمانية ٢١٩) : قرضان : غير معروفة.

٢٤٢

يقال لهم الإسماعيلية ، وهم فرقة من الباطنية ، وسبب ذلك : انه كان في وصاب الأعلى منهم طائفة ؛ جماعة في بلد نعمان ، وجماعة في بلد المحاربة (٣٣) ، وجماعة في بلد يسمى القشيب (٣٤) ، وهو حصن في بلد خولان (٣٥) ، ينسبون أنفسهم إلى

__________________

(٣٣) المحاربة : بطن من بني مهدي من جذام من القحطانية (معجم البلدان ٣ / ١٠٤٤).

(٣٤) القشيب : حصن في خولان أو قصر في مأرب بناه القشيب بن ذي يزن جذيمة حزفر من ملوك حمير ، فسمي به على حد الاختصار يراد به موضع القشيب ، وقال الهمداني :

بل أين من قيلهم لمن ذكر :

أهل القشيب ذي النهى والحجر

وقال علقمة بن ذي جدن :

لو رأيت القشيب بعد بهاء

خاويا هدّ بعضه فوق بعضه

كما قال علقمة بن مرثد بن غلس بن ذي جدن :

أقفر من أهله القشيب

وبان عن أهله الحبيب

والقشيب أيضا تسمى به مواضع تزرع (الإكليل ٨ / ٥٥ ، ٥٦) و (معجم البلدان ٤ / ٣٥٢) ، والقشيب أيضا هو سلحين ، التل المهدوم الذي تقوم عليه مدينة مأرب القديمة ويسمى القشيب كما في (البلدان اليمانية ١٤٢ ، ٢٢١).

(٣٥) خولان : مخلاف من مخاليف اليمن منسوب إلى خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ ، فتح هذا المخلاف في سنة ثلاث أو أربع عشرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأميره يعلى بن منية ، وقتل وسبى.

وفي خولان كانت النار التي تعبدها اليمن ، ويجوز أن يكون خولان فعلان من الخول وهو الأتباع (معجم البلدان ٢ / ٤٠٧).

وقال محقق البلدان اليمانية القاضي إسماعيل بن علي الأكوع : خولان ، المراد بها : خولان بن عمر ، من أعمال صعدة ، ومركزها ساقين ، وهي غير خولان العالية (خولان الطيال) المجاورة لصنعاء ، وهما ينتسبان إلى أصل واحد (البلدان اليمانية ١٠٤). ولكن المقصود هنا هو خولان العالية (الطيال).

٢٤٣

الإسماعيلية ، وتواصلوا بهم إلى ذمرمر (٣٦) وإلى غراس (٣٧) وإلى شبام (٣٨) وهو موضع من بلد حراز (٣٩) ، ولهم عقائد فاسدات ، وتأليفات مخالفات ، يبغضون من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة

__________________

(٣٦) ذمرمر : من حصون صنعاء في اليمن ، وهي ذي مرمر الحصن المشهور على مسافة عشرين كيلومترا تقريبا ، كان عامرا إلى نحو مئة سنة وقد لحقه الخراب ، ولم يبق إلا الأطلال. (معجم البلدان ٣ / ٧) و (البلدان اليمانية ١١٤).

(٣٧) الغراس في جبل ذمرمر : وفيها معدن ذهب وفضة ، وفي شبام الغراس معادن الفضة والحديد والرخام والجص والمرمر. (معالم الآثار اليمنية ١٢٠).

(٣٨) شبام حراز : هو غربي صنعاء نحو الجنوب ، بينهما مسيرة يومين ، وهو جبل شاهق في حراز جنوبي مناخة. (معجم البلدان ٣ / ٣١٨) و (البلدان اليمانية ١٥٠).

(٣٩) حراز : في الأصل (حران) ، ويقابلها في الهامش : (بلد حراز بالزاي لا بالنون). وحراز مخلاف باليمن قرب زبيد ، سمي باسم بطن من حمير ، وهو حراز ، ويكنى أبا مرثد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.

وحراز وهوزن معا قبيلتان من حمير ذكرهما ابن الكلبي ، وهي سبعة أسباع ، أي سبعة بلاد : حراز وهوزن وكرار ، وإليها تنسب البقر الكرارية ، وصعفان ومسار ولهاب ومجيّح وشبام ، ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن ، وهما ابنا الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ويتصل بنسب مقرى ، وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان وعك ، هذا في (معجم البلدان ٢ / ٢٣٤ و٥ / ٦٩) ، أما محقق البلدان اليمانية فيتابع ياقوت فيقول : «حراز : ناحية كبيرة مركزها [حراز نفسها] ، ويتبعها صعفان ومركزها متوح ، ويقع حراز إلى الغرب من صنعاء على مسافة نيف وستين كيلومترا تقريبا ، وليس قريبا من زبيد كما ذكر ياقوت ، فبينهما نحو مئتي كيلومتر».

وقد وصف الهمداني حراز بقوله : «مخلاف حراز وهوزن ، وهو سبعة أسباع ، أي سبعة بلاد : حراز المستحرزة وهوزن وكرار وإليها تنسب البقر الكرارية ، وصعفان ومسار ولهاب ومجيّح وشبام ، ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن ، وهما بطنان من حمير الكبرى.

وحراز اليوم يتكون من مخلاف بني إسماعيل ، ومخلاف الثّلث ، ومخلاف لهاب ، ومخلاف بني مقاتل ، ومخلاف مسار ، ومخلاف هوزن ثم ناحية صعفان». (البلدان اليمانية ٨٤).

٢٤٤

أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم أجمعين ، ويسبونهم وينكرون الشريعة ، وما فيها من الواجبات والمستحبات ، والفرق بين الحلال والحرام ، والوعد والوعيد ، والحشر والنشور ، والحساب والميزان ، والجنة والنار ، ويفسرون القرآن بخلاف تفسيره ، ويقولون : إن الدنيا لا تنتهي إلى حد ولا بعدها آخرة ، بل تدور كما تدور الأيام من الأحد إلى السبت ثم تبتدئ من الأحد الثاني دورا ثانيا وهكذا إلى ما لا نهاية له ، ولكنهم يسرون هذه العقائد ويخفونها ، ويظهرون أنهم من جملة المسلمين في جميع أحكام الدنيا والدين.

فظهر رجل صوفي أصله من ريمة (٤٠) يسمى الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم (٤١) ، صاحب رياضات ومجاهدات وأعمال صالحات ، محبوب عند الناس ، مشهور ، مطاع الرأي في جميع الأمور ، وكان قد حصل في قلوب أهل وصاب ما حصل من أقوالهم المنكرات وعقائدهم الفاسدات ، فلما وصل الشيخ المذكور

__________________

(٤٠) ريمة : ناحية باليمن ، وريمة : بفتح الراء ، ريمة الأشابط ، مخلاف باليمن كبير ، وريمة أيضا من حصون صنعاء لبني زبيد غير الأول. هذا في (معجم البلدان ٣ / ١١٥) فماذا عنها في (البلدان اليمانية) حيث يقول :

«ريمة بفتح الراء وريمة بكسرها ، كلاهما اسم لناحية ريمة ، التي كانت تعرف أيضا بجبلان ريمة ، وهي ناحية واسعة تتكون من القضاء ، وناحية الجعفرية ، وناحية كسمة ، وناحية السلفية ، وناحية بلاد الطعام ، وكل ناحية تتكون من عدد من العزل (جمع عزلة) ، وكل عزلة تحتوي على عدد من القرى ، وتقع بين وادي سهام شمالا ، ووادي رمع جنوبا ، وهي أكثر مناطق اليمن رخاء وأوسعها زراعة وأكثرها عطاء ، ومركزها الجبي ، ويقع في رأس جبل من جبالها الشاهقة المطلة على تهامة ، وهناك ريمة حميد وتقع في الربع الغربي من سنحان وأعمال صنعاء ، ونسي ياقوت ريمة المناخي من مخلاف جعفر وأعمال إب». (البلدان اليمانية ١٢٧).

(٤١) الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم : هو أبو محمد المازني البعيني ، ظهر في حدود الثلاثين والثماني مئة ، له أحوال خارقة بحيث اعتقده أهل وصاب ، والناس فيه فريقان ، مات بعد انحطاط أمره في سنة ٨٣٦ أو قريبا منها ، ذكره العفيف. (الضوء اللامع لأهل القرن السابع للسخاوي ٤ / ٤٤).

٢٤٥

أعلموه (٤٢) بأفعالهم ومقاصدهم وفساد عقائدهم ، فغضب الشيخ مما نقل إليه من أقوالهم ، وتقدم إليهم لاختيار حالهم ، وأحضر جماعة منهم ، وسألهم عن بعض ما ذكر عنهم ، فلم يقبلوا له خطابا (٤٣) ولم يشفوه بجواب ، فلما لاح له فسادهم ، وفهم عنادهم استغاث عليهم / بطوائف المسلمين ، وأخرجهم من الحصن والمعشار (٤٤) أجمعين. وقبض فوجد فيه جملة من الكتب المدخرات والمصنفات في أصول عقائدهم ، وقواعد مذهبهم ، فيها مقالات فاحشات. يأباها الطبع. وينكرها الشرع.

فمن كتبهم كتب الافتخار ، وكتاب المسألة والجواب ، وكتاب المؤيد وكتاب رسائل إخوان الصفا ، وكتاب المماثلة والمحاضرة ، وكتاب تأويل الشريعة ، وكتاب تأويل القرآن العظيم ، وكتاب الاسترشاد ، وكتاب تأويل النحو ، وكتاب الازدواج ، وكتاب الاصطلاح ، وكتاب شجرة الدين ، وكتاب المحصور ، وكتاب المقاليد وكتاب البرهان ، وكتاب الرسالة الدرية ، والرسالة الملقبة بالنظم ، والرسالة الملقبة بالروض ، وكتاب سلم الهداية وكتاب الكشف (٤٥) ، وغير ذلك مما يطول ذكره من كتب مصنفات ومسائل وجوابات ، كل إشاراتهم فيها إلى فساد عقيدة الإسلام ، وتشويش أسبابه ، وزلزلة قواعده ، وفيها ألقاب منكرة ، وأعداد متوافقة ، وأمثال متآلفة ذوات بواطن خفية .. ستروها عن الناس بأسماء مخالفة ، خدعة منهم لمن سمعها ، وتوهيما منهم عليه ، ليزدادوا تشوقا وتطلعا إلى معرفة رموزاتهم ، ومعرفة بواطن ألفاظهم ، لأن كل ممنوع مجتهد في البحث عنه ، والاطلاع عليه. كما قال الشاعر : [البسيط]

__________________

(٤٢) في الأصل : أعلموهم.

(٤٣) في الأصل : خطاب.

(٤٤) المعشار : المعشار بلغة اليمن الكورة (البلدان اليمانية ١٢٧).

(٤٥) لم يذكر المؤلف أسماء مؤلفي هذه الكتب لأنها كتب سرية خاصة ، لم يصرح من ألفوها في الأصل بأسمائهم ، كيلا يكشف أمرهم ، ويفضح ماهم عليه من ضلال وتضليل.

٢٤٦

منعت شيئا فأكثرت الولوع به

أحب شيء إلى الإنسان ما منعا (٤٦)

فلما وقف الشيخ على مصنفاتهم ، وعرف فساد عقائدهم ، ازداد غيظا ، وأمر بقتلهم واسترقاق أولادهم ونسائهم ، فخرجوا من الأوطان. وتمزقت أحوالهم في جميع البلدان.

فلما كان الأمر كذلك انتهى العلم إلى الفقيه العلامة تاج العارفين شرف الدين ، إسماعيل بن أبي بكر المقري (٤٧) إلى زبيد ، فاستقبح فعل الشيخ (٤٨) وأنكر عليه ولامه وكتب إليه فقال : إن هؤلاء يعدل بهم عن أحكام الدين؟! فضاق صدر الشيخ من كتابه ، وعتب عليه في جوابه ، ومن تلك الساعة لم يزل بينهم الجدال في المكاتبات والرسائل والبلاغات ، حتى اجتمع من تلك الرسائل كتاب كامل.

فلما وقفت على ذلك جمعته وألفته وسميته كتاب اختلاف الفرقة الإسلامية في تكفير المعاهدين ، وهم فرقة من الباطنية ، وهو كتاب مفيد ، فيه من الحجج الواضحات والبراهين القاطعات والدلائل والاستشهادات ، والدقائق والبحوثات ، والمسائل والجوابات ، ما يتعجب منه الناظر ، وينشرح به الخاطر ، لأن معظم

__________________

(٤٦) البيت للأحوص ، وهو في (ديوانه ١٣٣) وفي (النوادر للأنصاري ٢٧) وفي (الأغاني ٤ / ٧٣) وفي (عيون الأخيار ٢ / ٣) وفي (العقد الفريد ٣ / ١٤١) وفي (جمع الهوامع ٢ / ١٦٦) وفي (الدرر اللوامع ٢ / ٢٢٤) وفي (نهاية الأرب ٢ / ١٤٧) وفي (اللسان : حبب) والرواية فيه :

وزاده كلفا في الحب أن منعت

وحبّ شيئا إلى الإنسان ما منعا

(٤٧) إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني ، ابن المقري (٧٥٥ ـ ٨٣٧ ه‍) ـ (١٣٥٤ ـ ١٤٣٣ م) : باحث من أهل اليمن نسبته إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها ، والشارجي نسبته إلى (شرجة) من سواحلها ، والشاوري نسبة إلى (بني شاور) قبيلة أصله منها ، تولى التدريس بتعز وزبيد ، وولي إمرة بعض البلاد ، في دولة الأشرف ، ومات بزبيد ، له تصانيف كثيرة (الأعلام ١ / ٣٠٠ ـ ٣١١).

(٤٨) فعل الشيخ : أي الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم.

٢٤٧

ما كان فيه من الاحتجاجات منسوب إلى الشيخ عبد الرحمن (٤٩) فتابعه (٥٠) فيه الإمام الشريف العلامة جمال الدين محمد بن إبراهيم الهدوي الحسني ، وهو رجل من أهل صنعاء ، تمكن في علم الكتاب والسنة حتى بلغ بذكائه رتبة الاجتهاد ، فذهب بنفسه عن التقليد ، وفارق الأئمة / ولم يقلد أحدا من علماء الأمة. وكل ما كان فيه أيضا من الاحتجاجات منسوب إلى الفقيه موفق الدين علي بن إسماعيل المقري فتابعه (٥٠) فيه ولده المذكور ، فصار جملة ما في الكتاب من المجادلات والبحوثات والمعاني الغامضات متردد بين إمامين عالمين لم يسمح بمثلهما الزمن ، ولم يكن لهما نظير في أرض اليمن.

وكان كلامهما في أوراق متفرقة إذا لم تجتمع ضاع ما فيها ، وتلفت فوائدها ومعانيها ، وهي علوم عزيزة الوجود ، ينبغي في حفظها بذل المجهود فجمعتها وألفتها في عدة كراريس وضعتها ، وأحببت أن أجعلها عدة للنائبات ، يرجع إليها عند حدوث الحاجات ، نسأل الله تعالى السلامة من كل فتنة ، والفوز بدار الجنة ، والعفو عما زلت به البنان ، وأخطأ به القلم واللسان ، إنه لطيف منان ، آمين آمين آمين.

وقد رأيت أن أختم مجموع الأبواب الماضيات بهذه الأبيات : [الكامل]

كملت تتمته بسبعة أبوب (٥١)

ألفتها ، وبها رسمت كتابي

نشر المحاسن في فضائل قطرنا

يمن البلاد جزيرة الأعراب

وتصور القمرين كيف؟ وغيثنا

وبوارق ورواعد وسحاب

وكذلك النسب الصريح المنتقى

قحطان أصل معادن الأنساب

__________________

(٤٩) الشيخ عبد الرحمن : أي الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم المترجم له قبل قليل.

(٥٠) فتابعه : في الأصل الكلمة غير واضحة ولعلها ما أثبت.

(٥٠) فتابعه : في الأصل الكلمة غير واضحة ولعلها ما أثبت.

(٥١) أبوب : أي أبواب.

٢٤٨

باصوله وفروعه وبطونه

أهل الوفا والجود والاحساب

وكذاك مكة والمدينة ثم من

فيها (٥٢) ابن كلاب

وسخاء قحطان وحسن طباعهم

ومكارم الأخلاق والآداب

وكذا وصاب وكل من هو ساكن

معروف اسم في جهات وصاب

والله أسأله رضاه ورحمة

للوالدين ولي وللأحباب

ولكل عبد مسلم أو مؤمن

ولسائر الإخوان والأصحاب

__________________

(٥٢) بعدها فراغ في الأصل بمقدار كلمتين ، ثم جاءت كلمة (بن) محذوفة ألف الوصل ، وقد كتب مقابله في الهامش : كذا الأصل. ولعل الشطر الثاني يقال : «فيها الحجابة سلّم ابن كلاب».

(٥٣) محمود شكري بن عبد الله بن شهاب الدين محمود الآلوسي الحسيني ، أبو المعالي (١٢٧٣ ـ ١٣٤٢ ه‍) ـ (١٨٥٧ ـ ١٩٢٤ م) : مؤرخ عالم بالأدب والدين ، من دعاة الإصلاح ، ولد في رصافة بغداد ، وأخذ العلم عن أبيه وعمه وغيرهما. وتصدر للتدريس في داره وفي بعض المساجد ، وحمل على أهل البدع في الإسلام ، برسائل ، فعاداه كثيرون وسعوا به لدى والي بغداد ، فكتب فيه إلى السلطان العثماني ، فصدر الأمر بنفيه إلى الأناضول ، فلما وصل إلى الموصل (سنة ١٣٢٠ ه‍) منعه أعيانها من تجاوزها ، وكتبوا إلى السلطان يحتجون ، فسمح له بالعودة إلى بغداد ، فعاد ، ولما نشبت الحرب العامة الأولى وهاجم البريطانيون العراق ، انتدبته الحكومة العثمانية للسفر إلى نجد ، والسعي لدى الأمير عبد العزيز ال سعود (ملك المملكة العربية السعودية بعد ذلك) للقيام بمناصرتها ، فقصده الآلوسي سنة (١٣٣٣ ه‍) عن طريق سورية والحجاز ، فأحفق في مسعاه ، فلزم بيته عاكفا على التأليف والتدريس ، واحتل البريطانيون بغداد (سنة ١٣٣٥ ه‍) فعرضوا عليه قضاءها ، فزهد فيه انقباضا عن مخالطتهم ، وتوفي في بغداد ، وله ٥٢ مصنفا. (الأعلام ٧ / ١٧٢ ـ ١٧٣).

٢٤٩

تم الكتاب بحمد الله وعونه ، وحسن توفيقه ومنّه ،

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد ،

خاتم النبيين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين

ورضي الله عن الصحابة أجمعين

تم تحريره على يد الفقير إليه تعالى

محمود شكري بن عبد الله الآلوسي (٥٣)

صباح يوم الثلاثاء ٢٢ صفر سنة ١٣٣٤ ه

أواسط كانون الأول سنة ١٩١٦ م

٢٥٠

خاتمة الكتاب

تمّ بحمد الله تعالى وفضله وإنعامه إعداد كتابي (نثر اللآلئ السنية) على كتاب (نشر المحاسن اليمانية) للإمام المحدث المؤرخ (ابن الديبع) رحمه الله تعالى ، وجزاه خير الجزاء ، في دمشق الشام ، عصر يوم الجمعة الواقع في ٢٦ محرم الحرام ١٤١١ ه‍ الموافق ١٧ آب ١٩٩٠ م ، فالحمد لله تعالى الذي بنعمته تتم الصالحات ، وفي ذلك أقول : [الرمل]

تمّ لي نثر لآليّ السنيّه

حامد الإنعام من رب البريّه

فأتت عقدا على جيد كتاب (النشر لابن الديبع) الأعلى رويّه

جاءنا فيه بأخبار الثقات

في محاسن البلاد اليمنيّه

ومعالي أهلها الشمّ الكرام

عبر أيام مضت في البشريّه

وبدا (النثر على النشر) كتابا

رائع الحلة في حال بهيّه

رب ، بارك كل من ألّفه أو

زانه أحلى لآليه النقيّه

أو سعى فيه بتوزيع وطبع

ناشرا للعلم يهديه صفيّه

أو قرا فيه فأهداني بيانا

يكشف الأخطاء أو يجلو قضيّه

أو دعا دعوة خير بصفاء

فتزيل الكرب عن دنيا شقيّه

وعلى الهادي رسول الله ، سلّم

صلّ ، باركه بنعمى أبديّه

واغفر الزلّات ، يا رب ، جميعا

لقّنا عندك جنّات هنيّه

أحمد راتب حموش

٢٥١

مسرد فهارس الكتاب

١ ـ مسرد الآيات القرآنية الكريمة.

٢ ـ مسرد الأحاديث النّبوية الشريفة.

٣ ـ مسرد الشعر الوارد في متن الكتاب.

٤ ـ مسرد أعلام الأشخاص والقبائل والأمم.

٥ ـ مسرد أعلام الزمان والمكان وما إليهما.

٦ ـ مسرد أسماء الكتب الواردة في متن الكتاب.

٧ ـ مسرد مصادر التحقيق ومراجعه.

٨ ـ مسرد آثار الشارح المحقق.

٩ ـ مسرد محتويات الكتاب.

٢٥٢

١ ـ مسرد الآيات القرآنية الكريمة

الآية الكريمة

ص

الآية الكريمة ص (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ ، كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ، وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ ٣٤ / ١٥]

 ٦٩

(وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) [الأنبياء ٢١ / ٣٠]

 ١١٢

(وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) [ق ٥٠ / ٩]

 ١١٢

(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) [الذاريات ٥١ / ٢٢]

 ١١٢

(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً) [الروم ٣٠ / ٢٤]

١١٢

(ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر ٣٥ / ٢]

١١٣

(إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) [يوسف ١٢ / ٩٤]

١٢٤

(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر ٥٩ / ٩]

١٧٦ / ١٨٣

(إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) [التوبة ٩ / ١١١]

١٨٣

(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) [النساء ٤ / ١]

٢٢٨

* * *

٢٥٣

٢ ـ مسرد الأحاديث النّبوية الشريفة

الحديث الشريف

ص

أتاكم أهل اليمن هم أرأف أفئدة وألين قلوبا

٦٥

الإيمان يمان والحكمة يمانية

٦٥

اللهم بارك لنا في يمننا

٦٦

اللهم أقبل بقلوبهم

٦٦

نعم الحي الأزد ، والأشعريون لا يفرون في القتال ، ولا يغلون ، هم مني وأنا منهم ٦٦

الأزد أسد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم

٦٦

حمير رأس العرب ونابها ، ومذحج ها متها وغلصمتها ، والأزد كاهلها وجمجمتها ، وهمدان غاربها وذروتها

٦٦

رحم الله حميرا ، أفواههم سلام ، وأيديهم طعام ، وهم أهل أمن وإيمان

٦٧

إن الله يحب من خلقه الأصفياء الأحفياء الأبرياء الشعثة رؤوسهم ، المغبرة وجوههم ، الخمصة بطونهم ، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم ، وإن خطبوا المنعمات لم ينكحوا ، وإن غابوا لم يفقدوا ، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم ، وإن مرضوا لم يعادوا ، وإن غابوا لم يفقدوا ، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم ، وإن مرضوا لم يعادوا ، وإن ماتوا لم يشهدوا.

قالوا : يا رسول الله ، كيف لنا برجال منهم؟ قال : ذلك أويس بن عامر القرني.

قالوا : وما أويس القرني؟ قال : رجل أشهل ذو صهوبة ، بعيد ما بين المنكبين ، معتدل القامة ، آدم شديد الأدمة ، ضارب بذقنه إلى صدره ، رام ببصره إلى موضع سجوده ، واضع يمينه على شماله ، يبكي على نفسه ، ذو طمرين لا يؤبه له ، متّزر بإزار من صوف ورداء صوف ، مجهول في أهل الأرض ، معروف في أهل السماء ، لو أقسم على الله لأبرّه قسمه ، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ، ادخلوا الجنة ، وقيل لأويس : قف واشفع ، فيشفعه

٢٥٤

الحديث الشريف

ص

الله عزّ وجلّ في مثل ربيعة ومضر ، يا عمر ويا علي ، إذا لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما.

١٠٢

خلق الله الشمس والقمر من نور العرش ، وجعل قدر الشمس كقدر الدنيا من مشارقها إلى مغاربها مرارا ، والقمر دون الشمس ، ولكن إنما يرى صغرهما من شدة ارتفاع السماء وبعدها عن الأرض ، وخلق الله لهما عجلتين من ضوء نور العرش ، لكل عجلة ثلاث مئة وستون عروة ، ووكل بكل واحد منهما وعجلته ثلاث مئة وستين ملكا ؛ فتعلق كل واحد منهما بعروة من تلك العرى ، يجرون كل واحد منهما في بحر مكفوف في الهواء ، بإذن الله تعالى ، لا يقطر له قطرة ، فإذا أراد الله تعالى أن يري العباد أنه يخوفهم بها ، جرّ أحدهما ، بإذن الله ، من فوق العجلة ، فوقع في البحر إما كله أو بعضه على قدر ما يريد الله من شدة التخويف ، وذلك هو الكسوف ، فإن كان ذلك افترقت الملائكة فرقتين ، فرقة منهم يجرون الشمس نحو العجلة ، وفرقة يجرون العجلة نحو الشمس ، وكذلك القمر ، والذي ترون من خروج الشمس والقمر قليلا من السواد الذي يعلوهما بعد الكسوف ، فذلك السواد هو البحر.

١١١

اللهم صيّبا نافعا

١١٤

مطرنا بفضل الله ورحمته ويكثر حمد الله عزّ وجلّ ، ولا يقال : مطرنا بنوء كذا

١١٥

ثلاث من الجاهلية : الطعن بالأنساب والنياحة والأنواء

١١٥

اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ١١٦

اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ومحق ولا بلاء ولا هدم ولا غرق

١١٧

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

١١٨

إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا

١٢٠

اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك

١٢٠

سبحان الذي يسبح الرعد والبرق بحمده والملائكة من خيفته

١٢٠

الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا ١٢١

٢٥٥

الحديث الشريف

ص

الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها

إنها من ريح الجنة [الريح الجنوب]

١٢٣

أن الخيل العراب خلقت منها تطير بلا جناح [من الريح الجنوب]

١٢٣

نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

١٢٤

اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرّها ، وشرّ ما فيها ، وشرّ ما أرسلت به

١٢٦

اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا

١٢٦

اللهم رحمة لا عذابا

١٢٦

اللهم إني أسألك من خير هذه الريح ، وخير ما فيها ، وخير ما أمرت به ، وأعوذ بك من شرّ هذه الريح ، وشرّ ما فيها ، وشرّ ما أمرت به

١٢٧

اللهم لقحا لا عقيما

١٢٧

ولد لنوح سام وحام ويافث ، فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم ، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة ، ولا خير فيهم ، وولد لحام القبط والبربر والسودان ١٢٩

إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة ، فلم تنله يد جبار قط ، ولم يقدر عليه جبار قط

١٦٨

أن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن سبّ تبّع وقال : إنه كان على الحنيفية

١٦٨

إن الكعبة محفوفة بسبعين ألفا من الملائكة يستغفرون لمن طاف بها ويصلون عليه ١٦٩

خير البقاع وأقربها إلى الله تعالى ما بين الركن والمقام

١٦٩

الركن يمين الله في أرضه يصافح بها عباده كما يصافح أحدكم أخاه

١٦٩

استلام الركن اليماني يحط الخطايا حطّا

١٦٩

إذا وقف الناس يوم عرفة بالموقف فتح الله تعالى أبواب السماء فيباهي بهم الملائكة فيقول لهم انظروا إلى عبادي شعثا غبرا جاؤوني من كل فج عميق ، يرجون مغفرتي ، فقد غفرت لهم جميعا ، أفيضوا عبادي ، كلكم مغفور لكم ، مشفعون فيمن شفعتم ، ولو كانت ذنوبهم مثل أيام الدنيا ، أو زنة الجبال أو عدد الرمال غفرتها لكم

١٦٩

٢٥٦

الحديث الشريف

ص

إن آدم سأل ربّه ، فقال : يا ربّ ، من حجّ البيت من ذريتي أسألك أن تلحقه بي في الجنة ، فقال الله تعالى : يا آدم ، من مات في الحرم من ذريتك وهو لا يشرك بي شيئا ، بعثته آمنا يوم القيامة

١٧٠

أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه نفوسكم وأبناء كم ونساء كم ، قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال : الجنة. قالوا : رضينا.

فبايعوه بذلك على رؤوس الأشهاد ، وجميع الحيين من ربيعة ومضر حاضرون بمنى ، ثم قالوا : أتأمرنا يا رسول الله نميل بأسيافنا على من في هذه الشعاب؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أمرت بذلك

١٧٢

«أجيبوهم يا معشر الأوس والخزرج ، فإن الله بالغ أمره ومنجز وعده» فقالوا تطيب عن نفسك يا رسول الله أن نفعل ذلك؟ قال : «نعم» ، قالوا : فالسمع والطاعة ، وضربوا بينهم أجلا أربعة أشهر ، ثم رجعوا إلى يثرب

١٧٦

اللهم صل على السكاسك والسكون وخولان

٢٢٢

أنا الرحمن وهذه الرحم شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته

٢٢٨

خيركم الذين يألفون ويؤلفون

٢٢٨

أن عيسى عليه‌السلام ينزل بعد خروج الدجال فيطلبه حتى يدركه فيقتله

٢٣٥

الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا

٢٣٨

* * *

٢٥٧

٣ ـ مسرد الشعر

الوارد في متن الكتاب

ـ ب ـ

كملت تتمته بسبعة أبوب

ألفتها وبها رسمت كتابي

نشر المحاسن في فضائل قطرنا

يمن البلاد جزيرة الأعراب

وتصور القمرين كيف؟ وغيثنا

وبوارق ورواعد وسحاب

وكذلك النسب الصريح المنتقى

قحطان أصل معادن الأنساب

بأصوله وفروعه وبطونه

أهل الوفا والجود والأحساب

وكذاك مكة والمدينة ثم من

فيها بن كلاب

وسخاء قحطان وحسن طباعهم

ومكارم الأخلاق والآداب

وكذا وصاب وكل من هو ساكن

معروف اسم في جهات وصاب

والله أسأله رضاه ورحمة

للوالدين ولي وللأحباب

ولكل عبد مسلم أو مؤمن

ولسائر الإخوان والأصحاب

[الكامل] عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الديبع

فتى خلقت أرواحه مستقيمة

لها نفحات ريحهن جنوب

[الطويل]

ـ ت ـ

أنا ابن كلاب ينميني لؤي

بمكة مولدي وبها ربيت

على بطحائها قد كان طلقي

ومنشأ أعظمي وبها رضيت

لما نحلت حبّي من حليل

وحجبته فإني قد وليت

رزاح ناصري وبه أحامي

ولست أخاف ضيما ما لقيت

[الوافر]

قصي بن كلاب

٢٥٨

بربك يا طرسي إذا جئت منبرا

بمدرسة الضنجوج دار الأحبة

لدى المنظر الشرقي بشق يماني

عليه عماد الدين تاج الأئمة

فقبل بساط الأرض من باب قبلة

إلى المنظر المذكور تقبيل خدمة

مواضع سجاد وحيث تلاوة

وترتيله للذكر بعد الفريضة

وباطن أقدام خطاها تكررت

هناك فقبلها تنل كل رفقة

وقل : جئت من عند الرميلي مبادرا

محبكم الداعي شروط المحبة

كتاب الخالق الملك الكبير

شفاء للقلوب وللصدور

إليه رجوعنا في كل شيء

به علم المقدّم والأخير

وسنة أحمد خير البرايا

لكل الخلق نور فوق نور

ندين به عظيم الملك لسنا

ندين بقول أصحاب الغرور

وكنت سمعت ما لا كنت أرضى

يصير إلى انتها هذا المصير

سمعت بمحدث بشع ذميم

يقول به الصغير مع الكبير

نبيّ في سحير أتى بإفك

عظيم وقول بهتان وزور

يقول بأنه عيسى ويوحى

إليه الوحي من رب قدير

فقلت : وربما ، ويهون هذا

وأضمرت التغافل في ضميري

أبيت وأمره يزداد غلظا

على مرّ السوابع والشهور

فقلت : الأمر بالمعروف فرض

وكل المحدثات من الشرور

ونهي ذوي الضلال من الفروض

بنص كتاب مولانا الخبير

فبادرت الشروع بها لكيما

أكون من المهالك كالحذير

فيا يحيى ، وأهل العلم طرا

وأرباب البصائر بالأمور

وفي القرآن أو توارة موسى

أو الإنجيل أو كتب الزبور

فيا أهل البصائر هل علمتم

نبيا قط يبعث من سحير

فإن قلتم بقول إلهكم : لا

فلم هذا السكوت عن النكير

تسعكم هذه الغفلات عما

يؤدي المسلمين إلى الكفور

إذا حصل التغافل عن صغير

نما وذكا وآل إلى الكبير

وإن سكت الفقيه على قليل

من المذموم آل إلى كثير

٢٥٩

أليس لربكم ميثاق حق

عليكم بالبيان المستنير

وألا تكتموا ما قد علمتم

على أهل الجهالة والغمور

سكوتهم يوهّمهم جوازا

ويخزيهم بأفعال الغرور

يظن الجاهلون بأن هذا

مباح للكبير وللصغير

* * *

وكل المدعين خلاف شيء

أتى بشريعة الهادي البشير

فإن لم ينته البدعي ذهبتم

بذاك إلى الخليفة والوزير

وأعلمنا الولاة بكل قطر

ونواب الجهات مع الأمير

وقلنا للقضاة وكل مفت

بهذا المحدث البشع الكبير

فيا بن الحاج أحمد من سحير

أتتك مقالة الحق الشهير

مشورة مشفق خذها بصدق

فخير الرأي سمعك للمشير

أفق عن هذه الغمرات واسمع

نصيحة ناصح عبد حقير

وعد عما ادعيت وتب وأسلم

جديدا واجتنب كبر الهدير

بعثني إليك الآن يا أرفع الورى

مقاما وأوفاهم بشرط الأخوة

يخصك بالتسليم في الصبح والمسا

ويهوى اللقا في كل يوم وليلة

ولكن أعاقته المعيقات ، والقضا

على الآدمي ، يجري بحكم المنية

وفي قلبه شوق إليكم ، ولوعة

بأحشائه ، زادت على كل لوعة

فيا نعم يحيى مقصد الخلق كلهم

دوام المدى فيما بدا من مهمة

أتم الورى عقلا وأسمحهم يدا

وأكملهم عند الأمور الملمة

وأوسعهم حلما وأقوى توكلا

وأعرفهم بالله رب البرية

مهذب أخلاق ومحمود سيرة

وجامع أوصاف الحيا والمروّة

له خلق سهل ولطف ورحمة

يشابه أخلاق النبي المثبت

[الطويل] عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الديبع

ـ د ـ

ونحرنا في الشعب سبعين ألفا

فترى الطير حولهن ورودا

٢٦٠