مراتب النحويّين

عبدالواحد بن علي أبوالطيّب اللغوي

مراتب النحويّين

المؤلف:

عبدالواحد بن علي أبوالطيّب اللغوي


المحقق: محمّد أبوالفضل إبراهيم
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 9953-432-58-9
الصفحات: ١٢٨

قال عمر بن شبّة : وأنشدنا الأصمعي لكعب بن مالك :

جاؤوا بجيش لو قيس معرسه

ما كان إلّا كمعرس الدّئل (١)

والعامة تقول : «أبو الأسود الدّيليّ» ، وذلك خطأ ، لأنهم ينسبونه إلى غير قبيلته.

أخبرنا عبد العزيز بن يحيى قال : أخبرنا محمد بن زكريا الغلابيّ (٢) قال : حدّثنا الزبير بن بكار قال : الدّئل في كنانة ، وهم رهط أبي الأسود ، والدّؤل في حنيفة ، والدّيل في عبد القيس.

أخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : أخبرنا أبو حاتم : كان أبو الأسود فيما زعموا ولد في الجاهلية.

أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا محمد بن يزيد عن الجرميّ عن الخليل قال : لم يزل أبو الأسود ضنينا بما أخذه عن عليّ (٣) عليه السّلام ؛ حتى قال له زياد : قد فسدت ألسنة الناس ، وذلك أنهما سمعا رجلا يقول : «سقطت عصاتي» فدافعه أبو الأسود.

وأخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : حدّثنا أبو حاتم السجستاني قال : حدّثنا محمد بن عبّاد المهلّبي (٤) عن أبيه : سمع أبو الأسود رجلا يقرأ : «أنّ الله بريء من المشركين ورسوله» ، بكسر اللام ، فقال : لا أظنّ يسعني إلا أن أضع شيئا أصلح به نحو هذا ؛ أو كلام هذا معناه ، فوضع النّحو.

قال : وكان أوّل من رسمه ، فوضع منه شيئا جليلا ، حتى تعمّق النظر بعد ذلك وطوّلوا الأبواب.

ويقال : بل كان وضعه ليتعلّمه بنو زياد ، لأنهم كانوا يلحنون ، فكلّمه زياد في ذلك.

__________________

(١) المعرس : مكان النزول آخر الليل. والبيت في ديوانه ٢٥١.

(٢) الغلابي ، بفتح الغين ، وبعدها لام ألف مخففة ؛ منسوب إلى غلاب ، اسم لبعض أجداده ، ذكره ابن الأثير في اللباب ١ / ١٨٣.

(٣) في إنباه الرواة ١ / ١٥ : «وقيل لأبي الأسود : من أين لك هذا العلم؟ يعنون النحو قال : لقنت حدوده من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. وكان أبو الأسود من القراء ، قرأ على أمير المؤمنين علي عليه السّلام».

(٤) هو محمد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي. توفي سنة ٢٠٤. (تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٣).

٢١

وكان أعلم الناس بكلام العرب ؛ وزعموا أنه كان يجيب في كلّ اللغة.

وممّا يدلّ على صحة هذا ما حدّثنا به محمد بن عبد الواحد الزاهد (١) قال : أخبرنا أبو عمرو بن الطوسي عن أبيه عن اللّحيانيّ في كتابه «النوادر» قال : حدّثنا الأصمعي قال : كان غلام يطيف بأبي الأسود يتعلّم منه النحو ، فقال له يوما : ما فعل أبوك يا بنيّ؟ قال : أخذته حمّى ، فضخته فضخا ، وطبخته طبخا ، وفنخته فنخا ، فتركته فرخا ؛ قال : فما فعلت امرأة أبيك التي كانت تشارّه ، وتجارّه ، وتزارّه ، وتهارّه ، وتمارّه؟ قال : خيرا ، طلّقها وتزوّج غيرها ، فحظيت ، ورضيت وبظيت ؛ قال : ما «بظيت» يابن أخي؟ قال : حرف من العربية لم يبلغك. قال : لا خير لك فيما لم يبلغني منها (٢).

قوله : «فضخته فضخا» من قولهم : فضخت الشيء أفضخه فضخا إذا شدخته ؛ والفضيخ من النّبيذ ما يتّخذ من البسر والرّطب إذا فضخا ، أي شدخا ، قال الراجز :

إذا رأيت أنجما من الأسد

جبهته أو الخراة والكتد (٣)

بال سهيل في الفضيخ ففسد (٤)

وطاب ألبان اللّقاح وبرد

وقوله : «وفنخته فنخا» من قولهم : فنخت رأسه فنخا ، إذا فتّتّ العظم من غير شقّ ولا إدماء ، قال الراجز (٥) :

والله لو لا أن يحشّ الطّبّخ

بي الجحيم حيث لا مستصرخ (٦)

لعلم الجهّال أنّي مفنخ

لهامهم أرضّه وأنقخ

ويقال : رجل فنيخ ، إذا كان رخوا ضعيفا.

__________________

(١) هو أبو عمر الزاهد محمود بن عبد الواحد بن أبي هاشم المعروف بغلام ثعلب ، أحد الرواة الإثبات وشيخ المؤلف ، توفي سنة ٣٤٥. (إنباه الرواة ٣ / ١٧١).

(٢) الخبر في طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ٢٣ (المعارف) والفائق للزمخشري والفائق ١ / ٥٢٨.

(٣) الأسد هنا : أحد أبراج السماء الاثنا عشر. وجبهة الأسد والخراتان والكتد أربعة أنجم. في الأبيات في اللسان : (خرت ، كتد ، جبه).

(٤) قال في اللسان (فضخ) في شرح البيت : «يقول : لما طلع سهيل ذهب زمن البسر في الرّطب ؛ فكأنه بال فيه».

(٥) هو العجاج ؛ والأبيات في ديوانه ٤٥٩ ، واللسان (فنخ).

(٦) قال في اللسان (طبخ): «يعني بالطبخ الملائكة الموكلين بالعذاب» والطبخ : جمع طابخ.

٢٢

وقوله : «فتركته فرخا» ، أي كالفرخ من الضعف.

وقوله : «تشارّه» ، أي تفاعله من الشر ؛ و «تجارّه» : تفاعله من الجر ، أي يجرّها وتجرّه.

وقوله : «تزارّه» أي تفاعله من الزّرّ ؛ والزّرّ : العضّ ، قال الشاعر :

بليتيه من زرّ الفحول كدوم (١)

وقوله : «تهارّه» ، تفاعله من الهرير ، أي تهرّ في وجهه ويهرّ في وجهها ، و «تمارّه» : تفاعله ، من المراء.

قالوا : فجاء أبو الأسود إلى زياد فقال له : أبغني كاتبا يفهم عنّي ما أقول ، فجيء برجل من عبد القيس فلم يرض فهمه ، فأتي بآخر من قريش فقال له : إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة على أعلاه ، وإذا ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف ؛ وإذا كسرت فمي فاجعل النقطة تحت الحرف ؛ فإن أتبعت شيئا من ذلك غنّة فاجعل النقطة نقطتين ؛ ففعل.

فهذا نقط أبي الأسود (٢).

__________________

(١) الليت : صفحة العنق ، والكدوم : جمع كدم ، وهو أثر العض.

(٢) ذكر القفطي وابن خلكان وابن حجر في الإصابة ، والذهبي في تاريخ الإسلام أن أبا الأسود توفي سنة ٦٩ بالبصرة في طاعون الجارف ؛ وفي نزهة الألباء أنه توفي سنة ٦٧.

٢٣

الذين أخذوا

عن أبي الأسود

واختلف الناس إليه يتعلّمون العربية ، وفرّع لهم ما كان أصّله ، فأخذ ذلك عنه جماعة.

قال أبو حاتم : فتعلّم منه ابنه عطاء بن أبي الأسود (١) ثم يحيى بن يعمر العدوانيّ (٢) حليف بني ليث ـ وكان فصيحا عالما بالغريب ـ ثم ميمون الأقرن (٣) ثم عنبسة بن معدان المهريّ (٤) ، وهو الذي يقال له : عنبسة الفيل ، وهو الذي يقول فيه الفرزدق :

أما كان في معدان والفيل شاغل

لعنبسة الراوي عليّ القصائدا!

وأما فيما روينا عن الخليل فإنه ذكر أن أبرع أصحاب أبي الأسود عنبسة الفيل ، وأن ميمونا الأقرن أخذ عنه بعد أبي الأسود.

__________________

(١) ذكره القفطي في الإنباه ٢ / ٣٨٠ ؛ وقال : إنه كان على شرط أبيه بالبصرة ولم يعقب».

(٢) ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من النحويين البصريين ص ٢٣ ؛ وقال : إنه توفي سنة ١٢٩.

(٣) ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من النحويين البصريين ص ٢٤.

(٤) هو عنبسة بن معدان الفيل ، قال ابن الأنباري : «كان معدان رجلا من أهل ميسان ، قدم البصرة وأقام بها ؛ وكان يقال له معدان الفيل ؛ وسبب ذلك أن عبد الله بن عامر كان له فيل بالبصرة ؛ وقد استكثر النفقة عليه ، فأتاه معدان فتقبل نفقته وفضل في كل شهر ؛ فكان يدعى معدان الفيل ؛ ونشأ له عنبسة فتعلم النحو على أبي الأسود ، وروى الشعر وانتسب إلى مهرة بن حيدان ؛ وروى لجرير شعرا ؛ فبلغ ذلك الفرزدق فقال يهجوه :

لقد كان في معدان والفيل زاجر

لعنبسة الرّاوي عليّ القصائدا

ويروى أن بعض عمال البصرة سأل عنبسة عن هذا البيت وعن الفيل ، فقال عنبسة لم يقل : «الفيل» ، وإنما قال : «اللؤم» ؛ فقال لعنبسة : إن أمرا تفر منه إلى «اللؤم» لأمر عظيم. (نزهة الألباء ١٥ ـ ١٦).

٢٤

عبد الله بن أبي إسحاق

قال : وكان ميمون يكنى أبا عبد الله ، فرأس الناس بعد عنبسة ، وزاد في الشرح. ثم توفي وليس في أصحابه أحد مثل عبد الله بن أبي أسحاق الحضرميّ ، وكان يقال : عبد الله أعلم أهل البصرة ، وأعقلهم ، ففرّع النحو وقاسه ، وتكلّم في الهمز حتى عمل فيه كتاب مما أملاه ، وكان رئيس الناس وواحدهم (١).

أخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : أخبرنا أبو حاتم قال : كان عبد الله بن أبي إسحاق جدّ يعقوب بن الحضرمي القارئ (٢) ، وفيه يقول الفرزدق :

فلو كان عبد الله مولى هجوته

ولكنّ عبد الله مولى مواليا

وذلك أنه رد عليه شيئا من إعراب شعره ، فقال : والله لأهجونّك ببيت يكون شاهدا على ألسنة النحويّين أبدا ، فهجاه بهذا البيت (٣) :

__________________

(١) ذكر الزبيدي في الطبقات ص ٢٧ ، وتابعه القفطي أن وفاة ابن أبي إسحاق كانت سنة ١١٧ ؛ وقال ابن الأثير وأبو الفدا وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة : إنه توفي سنة ١٢٧. (وانظر إنباء الرواة ٢ / ١٠٧).

(٢) كان أقرأ القراء في عصره ، وأخذ عنه عامة حروف القرآن مسند أو غير مسند ؛ من قراءة الحرميين والعراقيين والشام ، وتوفي سنة ٢٠٥. (طبقات الزبيدي ٥١).

(٣) الخبر كما في طبقات الشعراء لابن سلام ١٦ ـ ١٧ وأخبرني يونس أن ابن أبي إسحاق قال للفرزدق في مديحه يزيد بن عبد الملك :

مستقبلين شمال الشام تضربنا

بحاصب كنديف القطن منثور

على عمائمنا يلقى ، وأرحلنا

على زواحف تزجى ، مخّها رير

قال ابن أبي إسحاق : أسأت ؛ إنما هي : «رير» ، وكذلك قياس النحو في هذا الموضع. فلما ألحوا على الفرزدق قال :

على زواحف نزجيها محاسير

قال : ثم ترك الناس هذا ورجعوا إلى القبول الأول. وكان يكثر الرد على الفرزدق فقال فيه :

فلو كان عبد الله مولى هجوته

ولكنّ عبد الله مولى مواليا

والبيت من شواهد النحاة على أن بعض العرب يجرّ نحو «جوار» بالفتحة فيقول : مررت بجواري ؛ بالفتح كما في قول الفرزدق «مولى مواليا». وانظر سيبويه ٢ / ٥٨.

٢٥

وقال أبو حاتم : قال داود (١) بن الزّبرقان عن قتادة (٢) قال : أوّل من وضع النحو بعد أبي الأسود يحيى بن يعمر ، وقد أخذ عنه عبد الله بن أبي إسحاق. قال : وكان أخذ القراءة عنه وعن نصر بن عاصم (٣).

__________________

(١) هو داود بن الزبرقان الرقاشي أبو عمرو البصري. توفي سنة نيّف وثمانين ومائة. (تهذيب التهذيب ٣ / ١٧٦).

(٢) هو قتادة بن دعامة السدرسي : كان من أعلم الناس بالقرآن والفقه ؛ وكان عالما بالعرب وأنسابها. قال ابن سلام : «ولم يأتنا عن أحد من رواة الفقه من علم العرب أصح من شيء أتانا عن قتادة». وتوفي سنة ١١٧ (وانظر طبقات الشعراء : ٥١).

(٣) هو نص بن عاصم الليثي ؛ ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من النحويين البصريين ص ٢١ وقال : «وهو أول من وضع العربية». وقال السيوطي : إنه توفي سنة ٨٩.

٢٦

أبو عمرو بن العلاء

وكان (١) في عصر عبد الله بن أبي إسحاق أبو عمرو بن العلاء المازني ، وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار بن العريان ، وله أخ يقال له أبو سفيان. وزعم النسّابون أن اسميهما كنيتاهما ؛ وهما من مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، وكان أخذ عمّن أخذ عنه عبد الله. قال الخليل : فكان عبد الله يقدّم على أبي عمرو في النحو ، وأبو عمرو يقدّم عليه في اللغة.

واختلفوا في اسم أبي عمرو فقالوا : زبّان ، بالزاي ، وقالوا : ربّان ، بالراء غير معجمة.

وأخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن غياث النحوي قال : أخبرنا الرياشيّ عن الأصمعي قال : قلت لأبي عمرو : ما اسمك؟ فقال لي : أبو عمرو. قال : وكان نقش خاتمه :

إنّ امرأ دنياه أكبر همّه

لمستمسك منها بحبل غرور

وهذا البيت له ، وكان رجلا صالحا ، ولا نعرف له شعرا إلا هذا البيت.

ومما كتب به إليّ أبو روق الهزّاني البصريّ (٢) قال : أخبرنا الرياشيّ عن ابن مناذر (٣) قال : قال أبو عمرو : أنا قلت :

وأنكرتني وما كان الذي نكرت

من الحوادث إلّا الشّيب والصّلعا (٤)

فألحقه الناس في شعر الأعشى.

__________________

(١) ذكره الزبيدي في الطبقات ص ٣٥ وقال : «كان من النحويين وأصحاب الغريب. توفي سنة ١٦٥». (م ٣ ـ مراتب النحويين).

(٢) الهزاني ، بكسر الهاء وفتح الزاي المشددة ، منسوب إلى هزان ؛ بطن من العتيك. وهو أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني ؛ حدّث هو وأبوه ، وروى عنه جماعة. (اللباب ٣ / ٢٩٠)

(٣) هو محمد بن مناذر ، مولى بني صبير بن يربوع. شاعر فصيح متقدم في العلم باللغة إمام فيها ؛ صحب الخليل وأبا عبيدة ، وأخذ عنهما اللغة والأدب. توفي سنة ١٩٨. وله أخبار في الأغاني (١٧ / ٩ ـ ٣٠). وانظر معجم الأدباء (١٩ ـ ٥٥).

(٤) ديوان الأعشى ٧٢.

٢٧

وكان سيّد الناس وأعلمهم بالعربية والشعر ومذاهب العرب.

وأخبرنا (١) عن أبي حاتم عن الأصمعي قال : قال أبو عمرو : كنت رأسا والحسن (٢) حيّ. وأبو عمرو هو الذي يقول فيه الفرزدق :

ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها

حتّى أتيت أبا عمرو بن عمّار

وقال أبو حاتم : حدّثني الأصمعي قال : قال شعبة (٣) لعليّ بن نصر الجهضميّ : خذ قراءة أبي عمرو ؛ فيوشك أن تكون إسنادا.

قال : وكان أبو عمرو يكتب إلى عكرمة بن خالد (٤) في مكة فيسأله عن الحروف.

أخبرنا محمد بن يحيى بن العباس قال : حدّثنا أبو ذكوان (٥) قال : حدّثنا التّوزيّ عن أبي عبيدة عن أبي عمرو قال : سمرت ليلة عند سلم بن قتيبة (٦) بالبصرة ، فهجم بي السّمر والنشيد على قول الفرزدق (٧) :

فإن عطست قيس بن عيلان ضلّة

فلا عطست إلا بأجدع راغم

أتغضب أن أذنا قتيبة حزّتا

جهارا ، ولم تغضب لقتل ابن خازم! (٨)

وما منهما إلّا بعثنا برأسه

إلى الشام فوق الشّاحجات الرّواسم (٩)

__________________

(١) خ : «وأخبرونا».

(٢) هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري ؛ كان من سادات التابعين وكبرائهم ؛ جمع من كل فن وعلم. توفي سنة ١١٠. (وانظر ترجمته وأخباره في أمالي المرتضى ١ / ١٥٢ ـ ١٦٢ ، وابن خلكان ١ / ١٢٨ ـ ١٢٩).

(٣) هو شعبة بن الحجاج بن الأزدي العتكي مولاهم ؛ نزيل البصرة ومحدثها. توفي سنة ١٦٠ (تذكرة الحفاظ ١ / ١٨٠).

(٤) هو عكرمة بن خالد بن العاص أبو خالد المخزومي ؛ تابعي ثقة جليل ؛ روى القراءة عن أصحاب ابن عباس ؛ وتوفي سنة ١١٥. (طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٥١٥).

(٥) هو القاسم بن اسماعيل المعروف بأبي ذكوان ؛ كان في عصر المبرد وطبقته ؛ وذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من اللغويين البصريين. (وانظر إنباه الرواة ٣ / ١٠).

(٦) هو سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي ، ولي خراسان في أيام هشام بن عبد الملك ؛ ثم سكن البصرة. مات سنة ١٤٩ (تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٥).

(٧) ديوانه ٨٥٥ من قصيدة يمدح فيها سليمان بن عبد الملك ؛ ويذكر قتل قتيبة بن مسلم. والرواية فيه :

فإن تك قيس في قتيبة أغضبت

فلا عطست إلا بأجدع راغم

(٨) في الديوان : «ليوم ابن خازم».

(٩) الشحاج : رفع الصوت. والرسيم : ضرب من العدو.

٢٨

ثم فطنت فأمسكت ، فقال لي سلم : لا عليك يا أبا عمرو! لست قائلها فاضرب بها وجوهنا في ظلمة الليل.

وقد روي أن صاحب هذه القصة مع سلم عيسى بن عمر. وأمر أبي عمرو أصحّ وأكثر.

أخبرنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا المبرّد قال : حدثني العباس بن ميمون قال : حدّثنا الأصمعي عن سفيان (١) الثوري قال : كنا عند الأعمش (٢) وعنده أبو عمرو بن العلاء ، فحدّث عن أبي وائل (٣) عن عبد الله (٤) : «كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتخوّلنا بالموعظة» ثم قال الأعمش : «يتعاهدنا» (٥) فقال له أبو عمرو : إن كان يتعاهدنا «فيتخوّننا» (٦) فأما «يتخوّلنا» فيستصلحنا ، فقال له الأعمش : وما يدريك؟ فقال : لئن شئت يا أبا محمد أن أعلمك الساعة أن الله ما علّمك من جميع ما تدّعيه شيئا فعلت.

والأمر على ما قال أبو عمرو ، يقال : تخوّلت الشيء أتخوّله تخوّلا إذا تعهّدته بالإصلاح ، وهو من قولهم : رجل خائل مال وخال مال ، إذا كان حسن القيام عليه والإصلاح له ، وقد خال المال يخوله خولا إذا رعاه ، قال الشاعر :

أخول على أهلي وأكفي عشيرتي

أموري ، والإصلاح للمال أفضل

والتخوّن : التعهّد في الوقت بعد الوقت ، يقال : تخوّنه يتخوّنه تخوّنا ، قال ذو الرمّة يصف ولد الظّبي ، وتعهّد أمّه له بالرّضاع :

لا ينعش الطّرف إلّا ما تخوّنه

داع يناديه باسم الماء مبغوم (٧)

__________________

(١) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ؛ كان حافظا فقيها محدثا. ولد سنة ٩٨ ، وتوفي سنة ١٦١. (تذكرة الحفاظ ١ / ١٩٠).

(٢) هو أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش ؛ كان قارئا حافظا عالما بالفرائض. توفي سنة ١٤٨ تذكرة الحفاظ (١ / ١٤٥).

(٣) هو أبو وائل شفيق بن سلمة ؛ شيخ الكوفة وعالمها ، توفي سنة ٨٢. (تذكرة الحفاظ ١ / ٥٦).

(٤) هو عبد الله بن مسعود. والحديث بهذا السند في صحيح البخاري «كتاب العلم» ونصه فيه : كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» ؛ وهو بهذه الرواية في الفائق للزمخشري ١ / ٣٧٥.

(٥) تعاهد وتعهد ، تفقد. وفي اللسان : «تعهدت أفصح من تعاهدت ؛ لأن التعاهد إنما يكون بين إثنين».

(٦) كذا في الأصل ، وفي نهاية ابن الأثير : «وقال أبو عمرو : الصواب «يتحولنا» بالحاء ، أي يطلب الحال التي ينشطون فيها للموعظة فيعظهم فيها ، ولا يكثر عليهم فيملّوا. وكان الأصمعي يرويه : «يتخوننا» بالنون ، أي يتعهدنا».

(٧) ديوانه ٥٧١.

٢٩

ينعش : يرفع ، وأراد بالداعي أمّه ، واسم الماء حكاية صوتها ، والمبغوم : الضعيف الصوت.

وكان أبو عمرو يميل إلى القول بشيء من الإرجاء ، فبلغنا أنه لقي عمرو بن عبيد (١) ، فقال له : شعرت أنكم من اللكنة أتيتم ، إن العرب إذا وعدت وفت ، وإذا أوعدت عفت ، وعدّت ذلك كرما ، أما سمعت قول قائلهم (٢) :

لا يرهب ابن العمّ والجار صولتي

ولا يختتي من سطوة المتهدّد

وإني إذا أوعدته ، أو وعدته

لأخلف إيعادي ، وأنجز موعدي

فقال له عمرو : أبا عمرو ، شغلك الإعراب عن الصواب ، أفيكون مخلفا! أم ما سمعت قول الآخر :

إنّ أبا ثابت لمشترك الخير

شريف الآباء والبيت

لا يخلف الوعد والوعيد ولا

يبيت من ثأره على فوت

قوله : «ولا يختتي» ، الاختتاء : الانكسار من الذل ، وهو مهموز ، يقال : اختتأ يختتئ اختتاء.

وتسابّ أعرابيّان ، فقال أحدهما للآخر : كان أبوك يختتئ في الحيّ. فقال الآخر : كذبت ، لقد كان أبي يختات في الحيّ ، والاختيات ، التبختر. قال أبو عبيدة : يقال : اختتأت ، أي انكسرت واستخذأت ؛ قال : ويترك الهمز فيقال : اختتيت ، وأنشد :

يأيّها الكاسر نحوي العينا

ما لك تسري بالخنا إلينا

محبنطئا (٣) منتفخا علينا

من خلفنا ، ويختتي لدينا

وأنشد غيره :

كلب عوى بالمغيب قسورة

حتى إذا ما رآه من كثب

صال عليه فظلّ مختتيا

ولفّ خرطومه على الذنب

__________________

(١) هو عمرو بن عبيد ، من شيوخ المعتزلة ، توفي سنة ١٤٤. (المعارف ٢١٢).

(٢) اللسان (ختأ) ؛ ونسبه إلى عامر بن الطفيل ، والرواية فيه :

ولا يرهب ابن العم منّي صولة

وهما أيضا في ديوانه ٥٨.

(٣) المحبنطي : المنتفخ البطن.

٣٠

والاختتاء أيضا : الاستحياء ، يقال : اختتأت منه ، أي استحييت منه ، ومن لم يهمزه قال : اختتيت.

ولم يوجد على أبي عمرو خطأ في شيء من اللغة إلا في حرف قصر عن معرفته علم من خطّأه فيه وروايته :

أخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرونا عن أبي حاتم وغيره عن الأصمعي عن يونس قال : قيل لأبي عمرو بن العلاء : ما الثّفر؟ فقال : الإست. فقيل : إنه القبل ؛ فقال : ما أقرب ما بينهما! فذهب قوم من أهل اللغة إلى أن هذا غلط من أبي عمرو ، وليس كما ظنّوا ، قرأت على محمد بن عبد الواحد قال : قرأت على أحمد بن يحيى ثعلب ، عن عمرو بن أبي عمرو الشيبانيّ (١) عن أبيه في نوادره في تفسير قول الراجز :

قد بعثوا ثفر الحمار المنسلق (٢)

جهما أخا كلّ لئيم وحمق

يحمي ذمار نسوة مثل النّبق

أستاههنّ وخصاهم تصطفق

صوت نعال القوم بالقاع القرق (٣)

قال : ثفر الحمار : دبره ، وكذلك قول الأخطل : «أصخ يابن ثفر الكلب (٤)» ، قالوا : أراد دبر الكلب ؛ والثّفر من الأنثى القبل ، وأصله في السباع ، ثم يستعار لغيرها ، قال الشاعر (٥) ، أنشده الأصمعيّ :

جزى الله فيها (٦) الأعورين ملامة (٧)

وعبدة (٨) ثفر الثّورة (٩) المتضاجم (١٠)

__________________

(١) ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من اللغويين الكوفيين وقال : إنه توفي سنة ٣٣١ (الطبقات ٢٢٤).

(٢) السلاق : التقشر.

(٣) القرق : الأملس.

(٤) البيت بتمامه :

أصخ يابن ثفر الكلب عن آل دارم

فإنك لن تسطيع تلك الروابيا

انظر ديوانه ٦٦.

(٥) هو الأخطل ، والبيت في ديوانه ٢٧٧ ، والكامل ١٥٩ ، واللسان (ثفر ، ضجم).

(٦) وكذا في الكامل واللسان (ضجم) ؛ وفي مادة ثفر : «عنا».

(٧) الديوان : «مذمة».

(٨) في روايتي اللسان : «وفردة». وقال : «فردة : اسم رجل».

(٩) قال في شرح الديوان : «يعني بثفر الثورة الفرج ؛ وأكثر ما يقال في السباع» ؛ وهو هنا استعارة.

والثورة : مؤنث الثور.

(١٠) المتضاجم : المعوج. قال في اللسان : «وإنما خفض المتضاجم ـ وهو من صفة الثفر ـ على الجوار».

٣١

وقال الراجز ، فاستعاره لبني آدم :

نحن بنو عمرة في انتساب (١)

بنت (٢) سويد أكرم الضباب

جاءت بنا من ثفرها المنجاب

ومات أبو عمرو سنة أربع وخمسين ومائة ، وكانت وفاته في طريق الشام ، وذلك أنه خرج إليها يجتدي عبد الوهاب بن إبراهيم (٣).

__________________

(١) الأبيات في اللسان (ثفر).

(٢) نسخة ابن نوبخت : «بنو».

(٣) هو الأمير عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد العباسي ، كان واليا على الشام من قبل أبي جعفر المنصور. (وانظر النجوم الزاهرة ١ / ٣٤٠).

٣٢

عيسى بن عمر

قال أبو الطيب : وأخذ العلم عن أبي عمرو جماعة ، منهم أبو عمر عيسى بن عمر الثّقفيّ ، وكان أفصح الناس ، وكان صاحب تقعير في كلامه ، واستعمال الغريب فيه وفي قراءته (١).

وضربه عمر بن هبيرة (٢) بالسّياط وهو يقول : والله إن كانت إلا أثيّابا في أسيفاط ، قبضها عشّاروك (٣).

ومات في سنة تسع وأربعين ومائة ، قبل أبي عمرو بخمس سنين أو ستّ.

__________________

(١) في طبقات الزبيدي ٣٦ عن أبي حاتم : قال الأصمعي : كان عيسى بن عمر لا يدع الإعراب لشيء.

(٢) هو عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق من قبل يزيد بن عبد الملك. (انظر المعارف ١٧٩ ـ ١٨٠).

(٣) الخبر في طبقات الزبيدي ٣٦. وأسيفاط تصغير أسفاط جمع سفط ـ بفتحين ، وهو كالجوالق ، والعشار : قابض الزكاة.

٣٣

يونس بن حبيب الضبّيّ

ويونس بن حبيب الضبّيّ ؛ وكان مقدّما ، حدّثنا عبد القدوس بن أحمد قال : حدّثنا المبرّد قال : سمعت أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ يقول : مات يونس بن حبيب سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.

وحدّثنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا عليّ بن سهيل بن شاذان الجنديسابوريّ ، من جنديسابور ، قال : سمعت أبا حاتم يقول : سمت أبا عبيدة يقول : اختلفت إلى يونس أربعين سنة ، أملأ كل يوم ألواحي من حفظه.

وهو يونس بن حبيب ، مولى بني ضبّة ، وكان يكنى أبا عبد الرحمن ، وكان النحو أغلب عليه ، ودخل المسجد يوما وهو يهادي بين اثنين من الكبر ، فقال له رجل كان يتهمه على مودّته : وبلغت ما أرى! قال ؛ هو الذي ترى فلا بلّغته (١)!.

وقد أخذ يونس عن أبي عمرو وكان شديد الاختصاص برؤبة بن العجاج ، فحدّثنا جعفر بن محمد وعليّ بن محمد الخداشيّ قالا : حدّثنا محمد بن الحسن الأزديّ قال : أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال : كنت في حلقة أبي عمرو ، فجاءه شبيل بن عزرة الضّبعيّ ، فلما دخل عليه رفعه أبو عمرو ، وألقى له لبد بغلته ، فلما جلس قال : ألا تعجبون لرؤبتكم هذا! سألته عن اشتقاق اسمه فلم يدر ما هو؟ فوثب يونس حتى جلس بين يدي شبيل ثم قال له : علّك تظن أن معدّ بن عدنان كان أفصح من رؤبة! فأنا غلام رؤبة ، فما الرّوبة ، والرّوبة والرّوبة ، والرّوبة والرّؤبة؟ (الخامسة مهموزة فقط) قال : فغضب شبيل بن عزرة وقام ؛ فقال أبو عمرو ليونس : ما أردت إلى هذا! رجل شريف قصدنا في مجلسنا ، فرددت عليه قوله وأحفظته (٢)! فقال يونس : ما تمالكت إذ ذكر رؤبة أن قلت ما قلت.

ثم فسر يونس فقال : الرّوبة : الحاجة ، يقال : فلان يقوم بروبة أهله أي

__________________

(١) بخط ابن نوبخت «بلغته» من غير تشديد. والخبر في طبقات الزبيدي ٤٨ ـ ٤٩ يرويه عن يونس.

(٢) في الطبقات بعد هذه الكلمة : «فقال له أبو عمرو : أو سلّطت على تقويم الناس»!.

٣٤

بحاجتهم ، والرّوبة : جمام (١) الفحل ، يقال : أعطني روبة فحلك. والرّوبة : القطعة من الليل نحو الساعة ، يقال : مضت روبة من الليل. والرّوبة : القطعة من اللبن الحامض يروّب به الحليب. والرؤبة (بالهمز) : القطعة من الخشب يرأب به القعب ، وبه سمّي الرجل روبة (٢).

__________________

(١) جمام الفحل : ما اجتمع من مائه.

(٢) الخبر في الزبيدي طبقات ٤٨ ، ٤٩.

٣٥

شبيل بن عزرة الضبعي

وشبيل بن عزرة هذا كان راوية نسّابا عالما بالغريب ، وكان شاعرا ، وكان يتشيّع سبعين سنة ، ثم صار بعد ذلك خارجيا. ويكنى أبا عمرو ، ومات بالبصرة ؛ وله بها عقب (١).

__________________

(١) ترجم له القفطي في الإنباه ٢ / ٧٦ ، وفي القاموس : «شبيل بن عروة» ، وهو خطأ نبه عليه الزبيدي في تاج العروس.

٣٦

أبو الخطّاب الأخفش

وأخذ عن أبي عمرو أيضا أبو الخطّاب الأخفش (١) ، فكان هؤلاء الثلاثة أعلم الناس وأفصحهم.

وألّف عيسى بن عمر في النحو كتابين : كتابا مختصرا وكتابا مبسوطا ؛ فسمّى أحدهما الإكمال (٢) ، والآخر الجامع. فأخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا محمد بن يزيد قال : قرأت أوراقا من أحد كتابي عيسى بن عمر ، فكان كالإشارة إلى الأصول ، وفيها يقول الخليل بن أحمد :

بطل النحو الّذي جمّعتم (٣)

غير ما ألّف عيسى بن عمر

ذاك «إكمال» وهذا «جامع»

وهما للناس شمس وقمر

__________________

(١) هو المعروف بالأخفش الكبير ، واسمه عبد الحميد بن عبد المجيد ، والأخافش المشهورون من النحاة القدماء ثلاثة ، هذا أكبرهم ؛ والأوسط سعيد بن مسعدة ؛ والثالث علي بن سليمان. ومات الأخفش الكبير ولم يعرف تاريخ وفاته ، وذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات النحويين البصريين. (وانظر الطبقات ٣٥ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٥٧).

(٢) في الأصل : «الكامل» وصوابه من الحاشية وكتب التراجم.

(٣) في الطبقات :

ذهب النحو جميعا كلّه

٣٧

عمر الراوية

وكان في هذا العصر عمر الراوية أبو حفص ، إلا أنه لم يؤلّف شيئا ، ولم يأخذ عنه من شهر ذكره ، فبلغنا أن سوّار بن عبد الله (١) لما ولي القضاء دخل عليه عمر الراوية يهنّئه ، فقال : ينتصف بك المظلوم ، وينقمع بك الظالم ، إلى غير ذلك مما كلّمه به ؛ فقال له سوّار : يا أبا حفص : إنّ خصمين ارتفعا إليّ اليوم في جارية فلم أدر ما قالا. قال : وما ذاك؟ قال : إن الخصم ذكر أنها ضحياء (٢) قال : بلى أيها القاضي ؛ إنها التي لا ينبت الشّعر على عانتها.

__________________

(١) هو سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنترة ، ولاه أبو جعفر القضاء بالبصرة سنة ١٣٧ ؛ وبقي على القضاء إلى أن مات سنة ١٥٦. (تهذيب التهذيب ٤ / ٢٦٩).

(٢) حاشية الأصل : «صوابه» : «إنها ضهباء» بهاء.

٣٨

أبو جعفر الرؤاسي

وممّن أخذ عن أبي عمرو أبو جعفر الرّؤاسيّ (١) عالم أهل الكوفة ، وليس بنظير لهؤلاء الذين ذكرنا ، ولا قريب منهم.

أخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : أخبرنا أبو حاتم قال : كان بالكوفة نحويّ يقال له أبو جعفر الرؤاسيّ ، وهو مطروح العلم ليس بشيء.

__________________

(١) اسمه محمد بن الحسن بن أبي سارة ، ولقب بالرؤاسي لكبر رأسه ، ذكره الزبيدي في الطبقة الأولى من النحويين الكوفيين ، (طبقات الزبيدي ١٣٥).

٣٩

عاصم القارئ

قال : فأما ما يذكر عن عاصم (١) القارئ أنه كان نحويا ، فلعلّ ذلك كان شيئا يسيرا من جليل النحو فلم يذكر قوله ولم يحفظ.

__________________

(١) هو عاصم بن أبي النجود ، أحد القراء السبعة ، وتوفي سنة ١٢٧. (ابن خلكان ٢ / ٢٢٤).

٤٠