مراتب النحويّين

عبدالواحد بن علي أبوالطيّب اللغوي

مراتب النحويّين

المؤلف:

عبدالواحد بن علي أبوالطيّب اللغوي


المحقق: محمّد أبوالفضل إبراهيم
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 9953-432-58-9
الصفحات: ١٢٨

ابن دأب

[(١) ـ وكان بها ابن دأب ، يضع الشعر وأحاديث السمر ، وكلاما ينسبه إلى العرب ؛ فسقط وذهب علمه ، وخفيت روايته ، وهو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب ، من بني الشّدّاخ (٢) ، ويكنى أبا الوليد ، وكان شاعرا ، وعلمه بالأخبار أكثر].

أخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا عليّ بن محمد الحنفيّ قال : أخبرنا أبو حاتم قال : قال الأصمعيّ : العجب (٣) من ابن دأب حين يزعم أنّ أعشى همدان قال :

من دعا لي غزيّلي

أربح الله تجارته

وخضاب بكفّه

أسود اللون قارته

ثم قال الأصمعيّ : يا سبحان الله! يحذف الألف التي قبل الهاء في «الله» ويسكّن الهاء ، ويرفع «تجارته» وهو منصوب ، ويجوّز هذا عنه ، ويروي الناس عن مثله! (٤).

قال : ولقد سمعت خلفا الأحمر يقول : لقد طمع ابن دأب في الخلافة حين يجوّز مثل هذا عنه (٥). ومع هذا إن «من دعا لي» محال ؛ إنما يقال : [من دعا لغزيّلي ، ومن دعا لبعير ضالّ (٦)].

__________________

(١) ساقط من الأصل وما أثبته عن المزهر (٢ / ٤٠٢) فيما نقل عن أبي الطيب.

(٢) توفي ابن دأب سنة ١٧١ ؛ وانظر ترجمته وأخباره في معجم الأدباء ١٦ / ١٥٢ ـ ١٦٥.

(٣) الخبر عن أبي حاتم في (الأغاني ٦ / ٥٦ ـ طبعة الدار) وفيه : سألت الأصمعي عن أعشى همدان ، فقال : هو من الفحول ، وهو إسلامي كثير الشعر ، ثم قال لي : العجب من ابن دأب ...

(٤) بقية الخبر كما في الأغاني : ثم قال : سبحان الله : أمثل هذا يجوز على الأعشى؟ أن يجزم اسم الله عز وجل ويرفع «تجارته» وهو نصب .. ثم قال لي خلف الأحمر : والله لقد طمع ابن دأب في الخلافة حين ظن أن هذا يقبل منه ، وأن له من المحل مثل أن يجوز مثل هذا. قال : ثم قال : ومع ذلك أيضا أن قوله من دعا لي غزيلي ...

(٥) الزيادة من الأغاني.

(٥) الزيادة من الأغاني.

١٢١

وممّن كان يجري مجرى ابن دأب الشرقيّ بن القطاميّ (١) وكان كذابا. قال أبو حاتم : حدّثنا الأصمعيّ قال : حدّثنا بعض الرواة قال : قلت للشرقيّ بن القطاميّ : ما كانت العرب تقول في صلاتها على موتاها؟ قال : لا أدري ، قال : فأكذب له ، قلت : كانوا يقولون : «رويدك حتى يبعث الخلق باعثه» ، فإذا أنا به يوم الجمعة يحدّث به في المقصورة.

__________________

(١) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ٩ / ٢٧٨. وقال : «كان الشرقي عالما بالنسب ، وافر الأدب ، فأقدمه أبو جعفر المنصور بغداد ؛ وضم إليه المهدي ليأخذ من أدبه ؛ (وانظر لسان الميزان ٣ / ١٤٢ ـ ١٤٣).

١٢٢

عليّ الجمل

وممّن كان بالمدينة أيضا عليّ الملقب بالجمل ، وكان وضع في النحو كتابا لم يكن شيئا.

وقال أبو حاتم : ومع ذلك فإني أظنّ الأخفش وضع كتابا من كتاب عليّ الجمل ، فلذلك قال : الزيت رطلان ؛ والزيت لا يذكر عندنا ؛ لأنه ليس بإدام أهل البصرة.

١٢٣

ابن قسطنطين

وأما مكة فكان بها رجل من الموالي يقال له : ابن قسطنطين ، يشدو شيئا من النحو ، فأخبرنا جعفر بن جعفر ، قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : أخبرنا أبو حاتم قال : وضع ابن قسطنطين بمكة شيئا من النحو ، ثم قدم البصرة فسمع النحو ، فطرح جميع ما كان عمل ، ووضع شيئا آخر لا يساوي شيئا أيضا.

١٢٤

علماء بغداد

وأما بغداد فمدينة ملك ، وليس بمدينة علم ، وما فيها من العلم فمنقول إليها ، ومجلوب للخلفاء وأتباعهم ورعيّتهم (١) ونيّتهم بعد ذلك في العلم ضعيفة ، لأن العلم جدّ ، وهم قوم ؛ الهزل أغلب عليهم ، واللعب أملك لهم ، فإن تعاطى بعضهم شيئا أو شدا منه ، فإنما همّه المساماة به وبغيته المباهاة فيه ، فترى أحدهم يتكلّم بغير علم ، ويهمز (٢) ليعدّ في العلماء ويذكر رغبته في أطراف العلم ودواوينه وفروعه وغرائبه ، ويسامح نفسه في أصوله وسهله وذلوله ، فهو يبني على غير أس ، ويحبّ الرياسة بأهون مسّ ، فلا جرم أنهم يوهمون ولا يفهمون ، ويسألون فيستبهمون!.

قال أبو حاتم : أهل بغداد حشو عسكر الخليفة ، ولم يكن بها من يوثق به في كلام العرب ، ولا من ترتضى روايته ، فإن ادّعى أحد منهم شيئا رأيته مخلطا صاحب تطويل وكثرة كلام ومكابرة ، ولا يفصل بين علماء البصرة بالنحو ، وبين الرؤاسيّ والكسائيّ ، ولا بين قراءة أهل الحرمين وقراءة حمزة ، ويتحفّظ أحدهم مسائل من النحو بلا علل ولا تفسير فيكثر كلامه عند من يختلف إليه ؛ وإنّما همّ أحدهم إذا سبق إلى العلم أن يسيّر اسما يخترعه لينسب إليه ، فيسمّي الجرّ خفضا ، والظرف صفة ، ويسمّون حروف الجر حروف الصفات ، والعطف النسق ، و «مفاعلين» في العروض «فعولان» ، ونحو هذا من التخليط.

قال اللغوي : والأمر في زماننا هذا ـ أصلحك الله ـ على أضعاف ما عرف أبو حاتم.

فهذه جملة يعرف [بها] مراتب علمائنا ، وتقدّمهم في الأزمان والأسنان ، ومنازلهم من العلم والرواية ، ويجتمع لك بها ما أزال لهجا بالتقاطه من كلامي ، وتعليقه عني عند شيء تجارينيه ، أو سبب أحكيه ؛ ولكل واحد من هؤلاء الذين

__________________

(١) بخط ابن نوبخت : «ورغبتهم».

(٢) بخط ابن نوبخت : «ويلمز».

١٢٥

ذكرناهم أخبار تنسب إليه ، وأكثرها ما لا يعوّل عليه ، فتجنّب ـ جنّبك الله كل محذور ـ أن تحفل منه بما لم تثبت به رواية ، ولم تصحّ فيه حكاية ؛ والله يعصمك ويرشدك ، ويوفّقك ويسددك ، إن شاء الله تعالى.

تمّ الكتاب والحمد لله وحده ، وصلّى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله

ونعم الوكيل

صورة ما جاء في آخر نسخة الأصل

علقه العبد الفقير إلى رحمة ربه القدير عيسى بن أبي بكر بن محمد الحميدي عفا الله عنه ، وغفر له ولأبويه في يوم العرض عليه ، ولمن دعا له بالعفو والغفران ، ولجميع المسلمين آمين ، ربّ العالمين.

قوبل بأصله ، وهو نسخة صحيحة بخط يعتمد عليه .. وقد قوبلت أيضا على نسخة بخط أحمد بن إسحاق بن يعقوب بن نوبخت ، وقد ملكها محمد بن بركات بن هلال الصوفي ، وكتب في حواشيها ما كان بخط ابن نوبخت ، وحلّي على هذا الفرع ما كان في الأصل ، فصحّت بحسب الطاقة.

١٢٦

فهرس المحتويات

مقدمة الطبعة الثانية

 ٥

سيبويه

 ٧٣

مقدمة الطبعة الأولى

 ٧

حمّاد بن سلمة

 ٧٤

صلّى الله على محمد

 ١٥

النضر بن شميل

 ٧٥

أول ظهور اللحن في الكلام

 ١٩

أبو محمد اليزيدي

 ٧٦

أبو الأسود الدؤلي

 ٢٠

المؤرج السدوسي ، وعليّ ابن نصر الجهضمي

 ٧٧

الذين أخذوا عن أبي الأسود

 ٢٤

قطرب

 ٧٨

عبد الله بن أبي إسحاق

٢٥

محمد بن سلام

 ٧٩

أبو عمرو بن العلاء

 ٢٧

أبو الحسن الأخفش

 ٨٠

عيسى بن عمر

 ٣٣

ابن الكلبي

 ٨٢

يونس بن حبيب الضبّيّ

 ٣٤

علماء الكوفة

 ٨٤

شبيل بن عزرة الضبعي

 ٣٦

المفضّل بن محمد الضبي

 ٨٤

أبو الخطّاب الأخفش

 ٣٧

خالد بن كلثوم

 ٨٥

عمر الراوية

 ٣٨

حمّاد الراوية

 ٨٦

أبو جعفر الرؤاسي

 ٣٩

أبو البلاد

 ٨٧

عاصم القارئ

 ٤٠

ابن كناسة ومحمد سهل

 ٨٨

محمد بن محيصن

 ٤١

أبو الحسن عليّ بن حمزة الكسائي

 ٨٩

يحيى بن يعمر

 ٤٢

التوّزي والحرمازي والجرمي والزيادي والرّياشي

 ٩٠

حمزة الزيات

 ٤٤

أبو عثمان المازني

 ٩٢

الخليل بن أحمد

 ٤٥

أبو حاتم السجستاني

 ٩٥

أبو زيد سعيد بن أوس

 ٥٥

ابن أخي الأصمعيّ وأحمد ابن حاتم الباهلي

 ٩٧

أبو عبيدة معمر بن المثنى

 ٥٧

الأصمعي أبو سعيد عبد الملك ابن قريب

 ٥٩

١٢٧

محمد بن يزيد المبرّد ومن أخذ منه

 ٩٨

أبو عمرو الشيباني ومن روى عنه

 ١١١

محمد بن الحسن بن دريد

 ٩٩

ابن الأعرابيّ

 ١١٢

ابن ذكوان

 ١٠٠

أبو عبيد القاسم بن سلام

 ١١٣

ابن قتيبة

 ١٠١

ابن نجدة وأبو الحسن الأثرم

 ١١٤

الناشي

 ١٠٢

سلمة بن عاصم

 ١١٥

كيسان

 ١٠٣

ابن السّكيت وأحمد بن يحيى ثعلب

 ١١٦

محمد بن عبد الغفار الخزاعي

 ١٠٤

محمد بن حبيب

 ١١٧

علماء الكوفة بعد الكسائيّ

١٠٥

المفضل بن سلمة

 ١١٨

(الفراء)

 ١٠٥

القاسم الأنباري ومن روى عنه

 ١١٩

أبو الحسن الأحمر وعليّ ابن حازم اللحياني

 ١٠٧

ابن دأب

 ١٢١

إنتقال العلم إلى بغداد

 ١٠٩

عليّ الجمل

 ١٢٣

عبد الله بن سعيد الأموي وطبقته

١١٠

ابن قسطنطين

 ١٢٤

علماء بغداد

 ١٢٥

١٢٨