كتاب سيبويه - ج ١

أبو بشر عمرو بن عثمان [ سيبويه ]

كتاب سيبويه - ج ١

المؤلف:

أبو بشر عمرو بن عثمان [ سيبويه ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٨٢

فقال لأنه قبيح أن تفصل بين أن والفعل كما قبح ان تفصل بين كى والفعل فلمّا قبح ذلك ولم يجز حمل على إن لأنه قد تقدّم فيها الأسماء قبل الأفعال.

[باب ما تكون فيه أن بمنزلة أي]

وذلك قوله عزوجل (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا) زعم الخليل انه بمنزلة أي لأنك اذا قلت انطلق بنو فلان أن امشوا فأنت لا تريد أن تخبر انهم انطلقوا بالمشي ، ومثل ذلك (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) وهذا تفسير الخليل ومثل هذا في القرآن كثير ، واما قوله كتبت اليه أن افعل وامرته ان قم فيكون على وجهين على أن تكون أن التي تنصب الأفعال ووصلتها بحرف الأمر والنهي كما تصل الذي بتفعل اذا خاطبت حين تقول انت الذي تفعل فوصلت ان بقم لأنه في موضع امر ، كما وصلت الذي بتقول واشباهها اذا خاطبت ، والدليل على انها تكون أن التي تنصب انك تدخل الباء فتقول أو عزت اليه بأن افعل فلو كانت اي لم تدخلها الباء كما تدخل في الأسماء ، والوجه الآخر أن تكون بمنزلة أي كما كانت بمنزلة أي في الأول ، وأما قوله عزوجل (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وآخر قولهم أن لا إله إلّا الله فعلى قوله أنّه لا إله إلّا الله وعلى أنّه الحمد لله ، ولا تكون أن التي تنصب الفعل لان تلك لا يبتدأ بعدها الأسماء ولا تكون أي لان أي انما تجيء بعد كلام مستغن ولا تكون في موضع المبني على المبتدإ ، ومثل ذلك (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) كأنه قال ناديناه أنّك قد صدّقت الرؤيا يا ابراهيم ، وقال الخليل تكون أيضا على أي ، وأما قوله أرسل اليه أن ما أنت وذا فهي على أي ، وان دخلت الباء فهي على أنّك وأنّه كأنه يقول أرسل اليه بأنّك ما أنت وذا ، ويدلك على ذلك أن العرب قد تكلم به في ذا الموضع مثقّلا ومن ذلك (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها) فكأنه قال أنّه غضب الله عليها لا تخفّفها في الكلام أبدا وبعدها الأسماء إلّا وأنت تريد الثقيلة مضمرا فيها الاسم ، فلو لم يريدوا ذلك لنصبوا كما ينصبون في الشعر اذا اضطرّوا بكأن اذا خففوا يريدون معنى كأنّ ولم يريدوا الاضمار وذلك قوله :

٥٦١

(١) * كأن وريديه رشاء خلب*

وهذه الكاف انما هي مضافة الى أنّ فلمّا اضطررت الى التخفيف ولم تضمر لم يغيّر ذلك أن تنصب بها كما أنك قد تحذف من الفعل فلا يتغير عن عمله ، ومثل ذلك قول الشاعر (وهو الأعشي) : [بسيط]

في فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (٢)

كأنه قال أنّه هالك ، ومثل ذلك أول ما أقول أن بسم الله كأنه قال أوّل ما أقول أنّه بسم الله وان شئت رفعت في قول الشاعر :

* كأن وريداء رشاء خلب*

على مثل الاضمار الذي في قوله إنّه من يأتها تعطه أو يكون هذا المضمر هو الذي ذكر بمنزلة :

* كأن ظبية تعطو الى وارق السّلم* (٣)

ولو أنهم اذ حذفوا جعلوه بمنزلة إنّما كما جعلوا إن بمنزلة لكن لكان وجها قويا ، واما قوله أن بسم الله فانما يكون على الاضمار لأنك لم تذكر مبتدء ومبنيا عليه ، والدليل على انهم انما يخفّفون على اضمار الهاء انك تستقبح قد عرفت ان يقول ذاك حتّى تقول أن لا او تدخل سوف والسين اوقد ، ولو كانت بمنزلة حروف الابتداء لذكرت الفعل مرفوعا بعدها كما تذكره بعد هذه الحروف كما تقول انّما تقول ولكن تقول.

[باب آخر أن فيه مخفّفة]

وذلك قولك قد علمت ان لا يقول ذاك وقد تيقّنت أن لا تفعل ذاك كأنه قال أنه

__________________

(٧٢٥) الشاهد في اعمال أن مخففة عملها مشددة تشبيها بما حذف من الفعل ولم يتغير عمله نحو لم يك زيد منطلقا والوجه الرفع اذا خففت لخروجها عن شبه الفعل في اللفظ ، والوريدان حبلا العنق ، والرشاء الحبل ، والخلب الليف.

(١) تقدم شرحه وتفسيره في ص ٣٢٩ رقم ٤١٢

(٢) تقدم شرحه في ص ٣٢٨ رقم ٤٠٨

٥٦٢

لا يقول وأنك لا تفعل ، ونظير ذلك قوله عزوجل (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) وقوله (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) وقال ايضا (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) وزعموا أنها في مصحف أبيّ أنّهم لا يقدرون ، وليست أن التي تنصب الأفعال تقع في هذا الموضع لأنّ ذا موضع يقين وإيجاب ، وتقول كتبت اليه أن لا تقل ذاك وكتبت اليه أن لا يقول ذاك وكتبت اليه أن لا تقول ذاك ، فأما الجزم فعلى الأمر وأما النصب فعلى قولك لئلا يقول ذاك واما الرفع فعلى قولك لأنك لا تقول ذاك او بأنك لا تقول ذاك تخبره بأنّ ذا قد وقع من امره ، فأما ظننت ، وحسبت ، وخلت ، ورأيت فإنّ أن تكون فيها على وجهين على أنها تكون أن التي تنصب الفعل وتكون الثقيلة فاذا رفعت قلت قد حسبت أن لا يقول ذاك وأرى أن سيفعل ذاك ولا تدخل هذه السين في الفعل هيهنا حتى تكون أنه وقال عزوجل (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) كأنك قلت قد حسبت أنه لا يقول ذاك ، حسنت أنه هيهنا لأنك قد أثبتّ هذا في ظنّك كما أثبتّه في علمك وأنك أدخلته في ظنّك على أنه ثابت الآن كما كان في العلم ولو لا ذلك لم يحسن أنك هيهنا ولا أنه فجرى الظنّ هيهنا مجرى اليقين لأنه نفيه ، وان شئت نصبت فجعلتهن بمنزلة خشيت وخفت فتقول ظننت أن لا تفعل ذاك ، ونظير ذلك تظنّ أن يفعل بها فاقرة ، وإن ظنّا أن يقيما حدود الله ، فلا اذا ادخلت هيهنا لم تغيّر الكلام عن حاله ، وانما منع خشيت أن تكون بمنزلة خلت وظننت وعلمت اذا اردت الرفع انّك لا تريد أن تخبر أنك تخشى شيئا قد ثبت عندك ولكنه كقولك أرجو واطمع وعسى ، فأنت لا توجب اذا ذكرت شيئا من هذه الحروف ، ولذلك ضعف أرجو أنك تفعل واطمع انّك فاعل ، ولو قال رجل اخشى أن لا تفعل يريد أن يخبر أنه يخشى امرا قد استقرّ عنده أنّه كائن جاز وليس وجه الكلام.

واعلم انه ضعيف في الكلام أن تقول قد علمت أن تفعل ذاك وقد علمت أن فعل ذاك حتى سيفعل او قد فعل او تنفي فتدخل لا ؛ وذلك لأنهم جعلوا ذلك عوضا

٥٦٣

مما حذفوا من أنّه فكرهوا أن يدعوا السين او قد إذ قدروا على أن تكون عوضا ولا تنقض ما يريدون لو لم يدخلوا قد ولا السين ، وأما قولهم أما ان جزاك الله خيرا فإنهم إنما أجازوه لأنّه دعاء ولا يصلون الى قد هيهنا ولا الى السين ، وكذلك لو قلت أما أن يغفر الله لك لأنه دعاء ، ومع هذا ايضا انه قد كثر في كلامهم حتى حذفوا فيه إنّه وإنّه لا تحذف في غير ذا ، سمعناهم يقولون اما إن جزاك الله خيرا شبّهوه بأنّه فلما جاوزت إنّ كانت هذه اجوز ، وتقول ما علمت إلا أن تقوم وما أعلم إلا أن تأتيه اذا لم ترد أن تخبر أنك قد علمت شيئا البتّة ، ولكنك تكلّمت به على وجه الاشارة كما تقول أرى من الرأي ان تقوم ، فأنت لا تخبر أنّ قياما قد ثبت كائنا او يكون فيما تستقبل البتّة فكأنه قال لو قمتم ، فلو اراد غير هذا المعنى لقال ما علمت إلّا أن سيقومون ، وانما جاز قد علمت أن عمرو ذاهب لأنك قد جئت بعده باسم وخبر كما كان يكون بعده لو ثقّلته واعملته فلمّا جئت بالفعل بعد أن جئت بشيء كان سيمتنع أن يكون بعده لو ثقّلته او قلت قد علمت أن يقول ذاك كان يمتنع فكرهوا أن يجمعوا عليه الحذف وجواز ما لم يكن يجوز بعده مثقّلا فجعلوا هذه الحروف عوضا :

[باب أم وأو]

أما أم فلا يكون الكلام بها إلا استفهاما ، ويقع الكلام بها في الاستفهام على وجهين على معنى ايّهم وايّهما وعلى ان يكون الاستفهام الآخر منقطعا من الأول ، وامّا أو فانما يثبت بها بعض الأشياء وتكون في الخبر ، والاستفهام يدخل عليها على ذلك الحدّ وسأبيّن لك وجوهه ان شاء الله تعالى.

[باب أم اذا كان الكلام بها بمنزلة ايّهما وايّهم]

وذلك قولك أزيد عندك أم عمرو وأزيدا لقيت ام بشرا ، فأنت الآن مدّع أن عنده احدهما لأنك اذا قلت ايّهما عندك وايّهما لقيت فأنت مدّع أنّ المسؤول قد لقي أحدهما او أن عنده أحدهما إلّا أن علمك قد استوى فيهما لا تدري أيّهما هو ، والدليل على أن قولك أزيد عندك أم عمرو بمنزلة قولك أيّهما عندك أنك لو قلت أزيد عندك أم بشر فقال المسؤول لا كان محالا كما انه اذا قال أيّهما عندك فقال لا فقد أحال.

٥٦٤

واعلم أنك اذا أردت هذا المعنى فتقديم الاسم أحسن لأنك لا تسأله عن اللّقى وانما تسأله عن أحد الاسمين لا تدري أيّهما هو فبدأت بالاسم لأنك تقصد قصد أن يبين لك أيّ الاسمين عنده وجعلت الاسم الآخر عديلا للأول وصار الذي لا تسأل عنه بينهما ولو قلت ألقيت زيدا ام عمرا كان جائزا حسنا ولو قلت أعندك زيد أم عمرو كان كذلك وانما كان تقديم الاسم هيهنا أحسن ، ولم يجز للآخر إلّا أن يكون مؤخرا لأنه قصد قصد أحد الاسمين فبدأ بأحدهما لأن حاجته أحدهما فبدأ به مع القصة التي لا يسأل عنهما لأنه انما يسأل عن أحدهما من أجلها فانما يفرغ مما يقصد قصده بقصته ثم يعد له بالثاني ومن هذا الباب قوله ما أبالي أزيدا لقيت ام عمرا وسواء على أبشرا كلمت ام زيدا كما تقول ما أبالي ايّهما لقيت وانما جاز حرف الاستفهام هيهنا لأنك سوّيت الأمرين عليك كما استوى علمك حين قلت أزيد عندك ام عمرو فجرى هذا على حرف الاستفهام كما جرى على حرف النداء قولهم اللهمّ اغفر لنا ايتها العصابة ، وانما لزمت أم هيهنا لأنك تريد معنى أيّهما ألا ترى أنك تقول ما أبالي ايّ ذلك كان وسواء علىّ أىّ ذلك كان ، فالمعنى واحد وأيّ هيهنا تحسن وتجوز كما جازت في المسئلة ، ومثل ذلك ما ادري أزيد ثمّ أم عمرو ، وليت شعري أزيد عندك أم عمرو فانما اوقعت أم هيهنا كما اوقعته في الذي قبله لأن ذا يجرى على حرف الاستفهام حيث استوى علمك فيهما كما جرى الأول ، ألا ترى انك تقول ليت شعري أيّهما ثمّ فيجوز أيّهما ويحسن كما جاز في قولك ايّهما ثمّ وتقول أضربت زيدا ام قتلته فالبدء بالفعل هيهنا أحسن لانك انما تسأل عن احدهما لا تدري ايّهما كان ولم تسأل عن موضع أحدهما فالبدء بالفعل هيهنا أحسن كما كان البدء بالاسم ثمّ أحسن فيما ذكرنا كأنك قلت ايّ ذاك كان بزيد ، وتقول أضربت ام قتلت زيدا لأنك مدّع احد الفعلين ولا تدري ايّهما هو كأنك قلت ايّ ذاك كان بزيد ، وتقول ما أدري أقام أم قعد اذا أردت ما ادري أىّ ذاك كان ، وتقول ما أدرى اقام او قعد اذا اردت انه لم يكن بين قيامه وقعوده شيء كأنه قال لا ادعي انه كان في تلك الحال قيام ولا قعود اي لم اعدّ قيامه قياما ولم يستبن لي قعوده بعد قيامه وهو كقول الرجل تكلّم ولم يتكلم.

٥٦٥

[باب أم منقطعة]

وذلك قولك أعمرو عندك أم عندك زيد فهو ليس بمنزلة ايّهما عندك الا ترى انك لو قلت ايّهما عندك عيندك لم يستقم إلّا على التكرير والتوكيد ويدلك على أن هذا الآخر منقطع من الأول قول الرجل إنّها لا بل أم شاء يا قوم ، فكما جاءت ام هيهنا بعد الخبر منقطعة كذلك تجيء بعد الاستفهام ، وذلك أنه حين قال أعمرو عندك فقد ظنّ أنه عنده ثم أدركه مثل ذلك الظن في زيد بعد ان استغنى كلامه ، ومثل ذلك إنها لا بل أم شاء انما ادركه الشك حيث مضى كلامه على اليقين ، وبمنزلة ام هيهنا قوله عزوجل (الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) فجاء هذا الكلام على كلام العرب ليعرّفوا ضلالتهم ، ومثل ذلك (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) كأن فرعون قال افلا تبصرون ام انتم بصراء ، فقوله (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا) بمنزلة ام انتم بصراء لأنهم لو قالوا انت خير منه كان بمنزلة قولهم نحن بصراء وكذلك ام انا خير بمنزلته لو قال ام انتم بصراء ، ومثل ذلك قوله تعالى (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) فقد علم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمون ان الله عزوجل لم يتّخذ ولدا ولكنه جاء على حرف الاستفهام ليبصّروا ضلالتهم الا ترى ان الرجل يقول للرجل آلسعادة احبّ اليك ام الشّقاء ، وقد علم ان السعادة احبّ اليه من الشقاء وان المسؤول يقول السعادة ولكنه اراد ان يبصّر صاحبه وان يعلمه ، ومن ذلك ايضا أعندك زيد أم لا كأنه حيث قال اعندك زيد كان يظنّ انه عنده ثم ادركه مثل ذلك الظن في انه ليس عنده فقال ام لا ، وزعم الخليل ان قول الأخطل : [كامل]

(١) كذبتك عينك ام رأيت بواسط

غلس الظّلام من الرّباب خيالا

__________________

(٧٢٦) الشاهد فيه اتيانه بأم منقطعة بعد الخبر حملا على قولهم : انها لابل ام شاء ويجوز ان تحذف الف الاستفهام ضرورة لدلالة ام عليها والتقدير أكذبتك عينك أم رأيت ونظير اضرابه عن الخبر الأول وتكذيبه لنفسه بقوله ام رايت بواسط قول زهير :

قف بالديار التي لم يعفها القدم

بلى وغيرها الأرواح والديم ـ

٥٦٦

كقولك إنّها لإبل ام شاء ومثل ذلك لكثيّر عزّة [طويل]

(١) أليس أبي بالنّضر ام ليس والدي

لكلّ نجيب من خزاعة أزهرا

ويجوز في الشعر ان يريد بكذبتك الاستفهام ويحذف الألف ، قال التميمي (وهو الأسود بن يعفر) :

(٢) لعمرك ما ادري وان كنت داريا

شعيث بن سهم ام شعيث بن منقر

وقال عمر بن ابي ربيعة : [طويل]

(٣) لعمرك ما ادري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان

[باب أو]

تقول ايّهم تضرب أو تقتل تعمل احدهما ومن يأتيك او يحدّثك او يكرمك

__________________

ـ فقال لم يعفها ثم اكذب نفسه بقوله بلى وغيرها الأرواح فكذلك قال كذبتك عينك فيما تخيل لك ثم رجع عن ذلك فقال ام رأيت بواسط خيالا والمعنى بل هل رأيته ولم يشك فيه.

(٧٢٧) الشاهد في وقوع ام لسؤال بعد سؤال ، والمعنى ا ليس ابي بالنضر بل ا ليس والدي لكل نجيب وتكرير ليس بعد ام يدل على انقطاعها ولو كانت عديلة الألف في الاستفهام لم يحتج الى التكرير والنضر ابو قريش وهو النضر بن كنانة وخزاعة من الأزد وكانت فيما يزعم النسابون من ولد النضر بن كنانة فحقق كثير وهو من خزاعة انها من قريش من ولد النضر بن كنانة.

(٧٢٨) الشاهد فيه حذف الف الاستفهام ضرورة لدلالة ام عليها ولا يكون هذا إلا على تقدير الألف لأن قوله ما ادري يقتضي وقوع الألف وام مساوية لها كما تقول ما ادري أزيد في الدار ام عمرو ، والمعنى ما ادري أشعيث من بني سهم ام هم من بني منقر وشعيث حي من تميم ثم من بني منقر فجعلهم ادعياء وشك في كونهم منهم او من بني سهم وسهم هنا حي من قيس ويروي شعيب بالباء وهو تصحيف.

(٧٢٩) الشاهد فيه حذف الف الاستفهام ضرورة لدلالة ام عليها كما تقدم* يقول الهاني النظر اليهن واشتغال البال بهن عن تحصيل رميهن الجمار بمنى وعلم عدد المرات أهي سبع أم ثمان.

٥٦٧

لا يكون هيهنا إلّا او من قبل انّك انما تستفهم عن الاسم المفعول وانما حاجتك الى صاحبك أن يقول فلان ، وعلى هذا الحدّ يجري ما ومتى ، وكم وأين وكيف ، وتقول هل عندك شعير أو بر أو تمر وهل تأتينا أو تحدّثنا لا يكون إلا هذا ، وذاك أنّ هل ليست بمنزلة ألف الاستفهام لأنك اذا قلت هل تضرب زيدا فلا يكون أن تدّعي أن الضرب واقع وقد تقول أتضرب زيدا فأنت تدّعي أنّ الضرب واقع ، ومما يدلّك على أن الألف ليست بمنزلتها أنك تقول : [رجز]

* أطربا وأنت قنّسريّ*

فقد علمت أنه قد طرب ولكن قلت لتوبخه أو تقرّره ولا تقول هذا بعد هل ، وإن شئت قلت هل تأتيني أم تحدّثني وهل عندك بر أم شعير على كلامين وكذلك سائر حروف الاستفهام التي ذكرنا ، وعلى هذا قالوا هل تأتينا أم هل تحدّثنا وزعم يونس أنه سمع رؤبة يقول : [طويل]

(١) أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني

على القتل أم هل لا مني لك لائم

وكذلك سمعناه من العرب فأما الذين قالوا أم هل لا مني لك لائم فانما قالوه على أنه أدركه الظنّ بعد ما مضى صدر حديثه ، وأما الذين قالوا أو هل فانهم جعلوه كلاما واحدا ، وتقول ما أدري هل تأتينا أو تحدّثنا وليت شعري هل تأتينا أو تحدّثنا ، فهل هيهنا بمنزلة هل في الاستفهام إذا قلت هل تأتينا ، وإنما أدخلت هل هيهنا لأنك انما تقول أعلمني كما أردت ذلك حين قلت هل تأتينا أو تحدّثنا فجرى هذا مجرى قوله عزوجل (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) وقال الشاعر (وهو زهير) : [طويل]

(٢) ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى

من الأمر أو يبدو لهم ما بداليا

__________________

(٧٣٠) الشاهد في دخول ام منقطعة لأنها لا تكون للعطف والتسوية الا بعد الألف يقول هذا للأخطل وكنيته ابو مالك وكان قد قال له بحضرة عبد الملك بن مروان.

(٧٣١) الشاهد فيه دخول او عاطفة بعد حرف الاستفهام على حد قولك هل تقوم او تقعد ولو جاء بأم وجعلها استفهاما منقطعا لجاز كما تقول هل تجلس ام تسير على معنى بل هل تسير استفهاما منقطعا بعد استفهام.

٥٦٨

وقال مالك بن الريب (المازني) : [طويل]

(١) ألا ليت شعرى هل تغيّرت الرّحا

رحا الحزن أو أضحت بفلج كما هيا

فهذا سمعناه ممن ينشد من العرب ، وقال أناس أم أضحت على كلامين كما قال علقمة بن عبدة :

(٢) هل ما علمت وما استودعت مكتوم

أم حبلها اذ نأتك اليوم مصروم

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته

إثر الأحبة يوم البين مشكوم

[باب آخر من أبواب أو]

تقول ألقيت زيدا أو عمرا أو خالدا ، أو تقول أعندك زيد أو خالد أو عمرو كأنك قلت أعندك أحد من هؤلاء ، وذلك لأنك لمّا قلت أعندك أحد هؤلاء لم تدّع أن أحدا منهم ثمّ ألا ترى أنه اذا أجابك قال لا كما يقول اذا قلت أعندك أحد من هؤلاء.

واعلم أنك اذا أردت هذا المعنى فتأخير الأسماء أحسن لأنك انما تسأل عن الفعل بمن وقع ، ولو قلت أزيدا لقيت أو عمرا أو خالدا وأزيد عندك أو عمرو أو خالد كان هذا في الجواز والحسن بمنزلة تأخير الاسم اذا أردت معنى أيّهما ، فاذا قلت أزيد أفضل أم خالد لم يجز هيهنا إلّا أم لأنك انما تسأل عن صاحب الفضل ، ألا ترى أنك لو قلت أزيد أفضل لم يجز كما يجوز أضربت زيدا فذلك يدلك أن معناه معنى أيّهما ، لأنك اذا سألت عن الفعل استغنى بأول اسم ، ومثل ذلك ما أدري أزيد أفضل أم عمرو وليت شعرى أزيد افضل أم عمرو فهذا كله على معنى أيّهما افضل وتقول ليت

__________________

(٧٣٢) الشاهد في قوله أم اضحت واستئناف السؤال بأم ولو جعل مكانها او لجاز* يقول هذا عند موته غريبا بخراسان ، وهو من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، والحزن من بلاد تميم وكذلك فلج ، وأراد بالرحا معظم الموضع ومجتمعه.

(٧٣٣) الشاهد في دخول ام منقطعة في البيتين* يقول هل تبوح بما استودعتك من سرها يأسا منها او تصرم حبلها لنأيها عنك وبعدها ثم قال ام هل كبير فاستأنف السؤال والتقرير ، واراد بالكبير نفسه اي هل تجازيك ببكائك على اثرها وانت شيخ ، والعبرة الدمعة ، والمشكوم المجازى ، والشكم العطية جزاء فان كانت ابتداء فهي الشكر.

٥٦٩

شعري ألقيت زيدا أو عمرا وما أدري أعندك زيد او عمرو فهذا يجري مجرى ألقيت زيدا أو عمرا وأعندك زيد او عمرو ، وان شئت قلت ما ادري ازيد عندك او عمرو فكان جائزا حسنا كما جاز ازيد عندك ام بشر ، وتقديم الاسمين جميعا مثله وهو مؤخّر فأما اذا قلت ما أبالي اضربت زيدا ام عمرا فانه لا يكون إلّا أم لأنه لا يجوز لك السكوت على اول الاسمين فلا يجيء هذا الّا على معنى أيّهما وتقديم الاسم هيهنا أحسن ، وتقول أتجلس او تذهب او تحدّثنا وذلك اذا اردت هل يكون شيء من هذه الافعال فأما اذا ادّعيت أحدها فليس إلّا اتجلس أم تذهب ام تأكل كأنك قلت أيّ هذه الأفعال يكون منك وتقول اتضرب زيد ام تشتم عمرا أم تكلم خالدا ، ومثل ذلك أتضرب زيدا أو تضرب عمرا او تضرب خالدا اذا أردت هل يكون شيء من ضرب واحد من هؤلاء وان اردت أيّ ضرب هؤلاء يكون قلت أم ، ومثل ذلك قول الشاعر (وهو حسان) :

(١) ما أبالي أنبّ بالحزن تيس

أم لحاني بظهر غيب لئيم

كأنه قال ما أبالي ايّ الفعلين كان ، وتقول ازيدا او عمرا رأيت أم بشرا وذلك أنك لم ترد ان تجعل عمرا عديلا لزيد حتى يصير بمنزلة ايّهما ولكنك اردت ان يكون حشوا فكأنك قلت أأحد هذين رأيت ام بشرا ، ومثل ذلك قول أم الزّبير (وهي صفية بنت عبد المطلب) : [رجز]

(٢) كيف رأيت زبرا*

أأقطا او تمرا*

أم قرشيّا صقرا

__________________

(٧٣٤) الشاهد في دخول أم عديلة للألف ولا يجوز أن تدخل او هنا لأن قوله ما أبالى يقتضي التسوية بين شيئين والمعنى قد استوى عندي نبيب التيس بالحزن ونيل الئيم من عرضي بظهر الغيب ونبيب التيس صوته عند هياجه والحزن ما غلظ من الأرض وخصبه لأن الجبال ثم اخصب للمعز من السهول.

(٧٣٥) الشاهد في دخول أم معادلة للألف واعتراض او بينهما وهي لأحد الأمرين والتقدير أأحد هذين رأيته ام قرشيا ، والمعنى أرأيته في الضعف واللين كطعام يسوغ لك ام قرشيا ماضيا في الرجال كالصارم وهو السيف الماضي والهزبر هو الأسد ، والأقط شيء يصنع ـ

٥٧٠

وذلك انها لم ترد ان تجعل التمر عديلا للأقط لأن المسؤول عندها لم يكن ممن قال هو إما تمر ، وإما أقط وإما قرشي ولكنها قالت أهو طعام أم قرشي فكأنها قالت أشيئا من هذين الشيئين رأيته أم قرشيا ، وتقول أعندك زيد او عندك عمر أو عندك خالد كأنك قلت هل عندك من هذه الكينونات شيء فصار هذا كقولك أتضرب زبدا أو تضرب عمرا او تضرب خالدا ومثل ذلك أتضرب زيدا او عمرا أو خالدا وتقول أعاقل عمرو أو عالم وتقول أتضرب عمرا او تشتمه تجعل الفعلين والاسم بينهما بمنزلة الاسمين والفعل بينهما لأنك قد أثبتّ عمرا لأحد الفعلين كما أثبتّ الفعل هناك لأحد الاسمين وادّعيت أحدهما كما ادّعيت ثمّ أحد الاسمين وإن قدّمت الاسم فعربي حسن ، فأما إذا قلت أتضرب أو تحبس زيدا فهو بمنزلة أزيدا أو عمرا ضربت ، قال الشاعر : (وهو جرير) : [وافر]

أثعلبة الفوارس أو رياحا

عدلت بهم طهيّة والخشابا (١)

وإن قلت أزيدا تضرب أو تقتل كان كقولك أتقتل زيدا أو عمرا ، وأم في كل هذا جيّد واذا قال أتجلس أم تذهب فأم وأو فيه سواء لأنك لا تستطيع أن تفصل علامة المضمر فتجعل لأو حالا سوي حال أم ، وكذلك أتضرب زيدا او تقتل خالدا لأنك لم تثبت أحد الفعلين لاسم واحد.

[باب أو في غير الاستفهام]

تقول جالس عمرا او خالدا او بشرا كأنك قلت جالس أحد هؤلاء ولم ترد انسانا بعينه ، ففي هذا دليل أنّ كلّهم أهل أن يجالس ، كأنك قلت جالس هذا الضرب ،

__________________

ـ من اللبن الرائب كالجبن ، وارادت الزبير فكبرته وكان قد مر بها رجل فسألها منه ما تريد اليه فقال اريد مباطشته ومصارعته فقالت له ها هو ذاك ثم مر عليها وقد غلبه الزبير فقالت له هذا ويروي ام قرشيا صقرا والرواية الأولى اصح فكأنها ارادت السجع ولم تقصد قصد الرجز.

(١) استشهد به على دخول أم عديلة للألف وقد مر شرحه في ص ٦٧ رقم ٨١

٥٧١

وتقول كل لحما أو خبزا أو تمرا كأنك قلت كل أحد هذه الأشياء ، فهذا بمنزلة الذي قبله ، وإن نفيت هذا قلت لا تأكل خبزا او لحما أو تمرا كأنه قال لا تأكل شيئا من هذه الأشياء ونظير ذلك قوله عزوجل (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) أي لا تطع أحدا من هؤلاء وتقول كل خبزا أو تمرا أي لا تجمعهما ، ومثل ذلك أن تقول أدخل على زيد او عمرو أو خالد أي لا تدخل على أكثر من واحد من هؤلاء ، وان شئت جئت به على معنى ادخل على هذا الضرب ، وتقول خذه بما عزّ أو هان كأنه قال خذه بهذا أو بهذا اي لا يفوتنّك على حال ومن العرب من يقول خذه بما عز وهان أي خذه بالعزيز والهيّن ، وكلّ واحدة منهما تجزىء عن اختها ، وتقول لأضربنّه ذهب أو مكث كأنه قال لأضربنّه ذاهبا أو ماكثا ولا ضربنّه إن ذهب أو مكث ، وقال زيادة ابن زيد العذرىّ :

(١) اذا ما انته علمي تناهيت عنده

أطال فأملى أو تناهى فأقصرا

وقال :

(٢) ولست أبالي بعد يوم مطرّف

حتوف المنايا أكثرت أو أقلّت

وزعم الخليل أنه يجوز لأضربنّه أذهب أم مكث ، وقال الدليل على ذلك أنك تقول لأضربنّك أيّ ذلك كان ، وإنما فارق هذا سواء وما أبالي ، لأنك اذا قلت سواء علىّ أذهب أم مكث فهذا الكلام في موضع سواء عليّ هذان ، وإن قلت ما أبالي أذهب أم مكث

__________________

(٧٣٦) الشاهد دخول او لأحد الأمرين على حد قولك لأضربنه ذهب أو مكث أى لأضربنه على احدى الحالين ذاهبا او ماكثا وكذلك معنى أطال فأملي او تناهى فأقصرا أي انته حيث انته بي العلم ولا أتخطاه مطيلا كان أو مقصرا ؛ ومعنى أطال صار الى طول المدة واقصر صار بي الى قصرها واملي من الملي ؛ وهو الزمن الطويل.

(٧٣٧) الشاهد في قوله او أقلت والقول فيه كالقول في الذي قبله يقول لا أبالي بعد فقده كثرة من افقد او قلته لعظم رزيته وصغر كل رزء عنده واضاف الحتوف الى المنايا توكيدا وسوّغ ذلك اختلاف اللفظين.

٥٧٢

فهو في موضع ما أبالي واحدا من هذين وأنت لا تريد أن تقول في الأوّل لأضربنّ هذين ولا تريد أن تقول تناهيت هذين ، ولكنك إنما تريد أن تقول إن الأمر يقع على إحدى الحالين ولو قلت لأضربنّه أذهب او مكث لم يجز لأنك لو أردت معنى أيّهما قلت ام مكث ولا يجوز لأضربنّه مكث فلهذا لا يجوز لأضربنّه أذهب أو مكث كما يجوز ما أدري أقام زيد او قعد ألا ترى انك تقول ما ادري أقام كما تقول أذهب ؛ وكما تقول اعلم أقام زيد ولا يجوز أن تقول لأضربنّه أذهب ؛ وتقول وكلّ حقّ لها سمّيناه في كتابنا او لم نسمّه كأنه قال وكل حقّ لها علمناه او جهلناه ؛ وكذلك كلّ حقّ هو لها داخل فيها أو خارج منها كأنه قال إن كان داخلا أو خارجا ؛ وإن شاء أدخل الواو وكما قال بما عزّ وهان وقد تدخل أم في علمناه او جهلناه وسمّيناه أو لم نسمّه كما دخلت في أذهب أم مكث وتدخل او على وجهين على أنه يكون صفة للحقّ وعلى أن يكون حالا كما قلت لأضربنّه ذهب أو مكث أي لأضربنّه كائنا ما كان فبعدت أم هيهنا حيث كان خبرا في موضع ما ينتصب حالا وفي موضع الصفة.

[باب الواو التي تدخل عليها الف الاستفهام]

وذلك قولك هل وجدت فلانا عند فلان فيقول أو هو ممن يكون عند فلان فأدخلت الف الاستفهام وهذه الواو لا تدخل على الف الاستفهام وتدخل الألف عليها فانما هذا استفهام مستقبل بالألف ولا تدخل على الواو فانما ارادوا أن لا يجروا هذه الألف مجرى هل اذ لم تكن مثلها والواو تدخل على هل وتقول ألست صاحبنا او لست اخانا ومثل ذلك أما انت اخانا او ما انت صاحبنا وقوله أو لا تأتينا او لا تحدّثنا اذا اردت التقرير او غيره ثم اعدت حرفا من هذه الحروف لم يحسن الكلام إلّا ان تستقبل الاستفهام واذا قلت او لست اخانا او صاحبنا او جليسنا فانك انما اردت ان تقول الست في بعض هذه الأحوال وانما اردت في الأول ان تقول ألست في هذه الأحوال كلّها ولا يجوز ان تريد معنى الست صاحبنا او جليسنا او اخانا ونكرّر لست مع او اذا اردت ان تجعله في بعض هذه الأحوال ألا ترى انك اذا اخبرت فقلت لست بشرا او لست عمرا او قلت

٥٧٣

ما أنت ببشر أو ما أنت بعمرو لم يجىء إلّا على معنى لا بل ما انت بعمرو ولا بل لست بشرا ، واذا ارادوا أنك لست واحدا منهما قالوا لست عمرا ولا بشرا او قالوا او بشرا كما قال عزوجل (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) ولو قلت او لا تطع كفورا انقلب المعنى فينبغي لهذا ان يجيء في الاستفهام بأم منقطعا من الأول لأن او هذه نظيرتها في الاستفهام ام وذلك قولك أما انت بعمرو ام ما أنت ببشر كأنه قال لابل ما انت ببشر وذلك انه ادركه الظنّ في انه بشر بعد ما مضي كلامه الأول فاستفهم عنه وهذه الواو التي دخلت عليها ألف الاستفهام كثيرة في كتاب الله عزوجل قال (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَأَ وَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) فهذه الواو بمنزلة الفاء في قوله تعالى (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ) وقال عزوجل (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ) وقال (أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً).

[باب بيان أم لم دخلت على حروف الاستفهام ولم تدخل على الألف]

تقول أم من تقول أم هل تقول ولا تقول أم أتقول وذاك لأن أم بمنزلة الألف وليست أي ومن وما ومتى بمنزلة الألف إنما هي أسماء بمنزلة هذا وذاك إلا أنهم تركوا ألف الاستفهام هيهنا إذ كان هذا النحو من الكلام لا يقع إلا في المسئلة فلمّا علموا أنه لا يكون كذلك استغنوا عن الألف وكذلك هل إنما تكون بمنزلة قد ولكنهم تركوا الألف إذ كانت هل لا تقع إلا في الاستفهام قلت فما بال أم تدخل عليهن وهي بمنزلة الألف قال إنّ أم تجيء هيهنا بمنزلة لا بل للتحوّل من الشيء الى الشيء والألف لا تجيء أبدا إلا مستقبلة فهم قد استغنوا في الاستقبال عنها واحتاجوا الى أم إذ كانت لترك شيء الى شيء لأنهم لو تركوها فلم يذكروها لم يتبين المعنى.

* * *

تمّ الجزء الأول من كتاب سيبويه ويليه الجزء الثاني

وأوله باب ما ينصرف وما لا ينصرف

٥٧٤

الفهرس

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الموضوع

٩

باب علم ما الكلم من العربية

٤٨

باب الاضمار في ليس وكان كالاضمار في إن

٩

باب مجارى أواخر الكلم من العربية

٥٠

باب ما يعمل عمل الفعل ولم يجر مجرى الفعل ولم يتمكن تمكنه

١٤

باب المسند والمسند اليه

٥٠

باب الفاعلين والمفعولين اللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذي يفعل به

١٥

باب اللفظ للمعاني

٥٥

باب ما يكون فيه الاسم مبنيا على الفعل قدم أواخر «الخ»

١٥

باب ما يكون في اللفظ من الأعراض

٥٧

باب ما يجرى مما يكون ظرفا هذا المجرى

١٥

الاستقامة من الكلام والاحالة

٦٠

باب ما يختار فيه إعمال الفعل مما يكون في المبتدا مبنيا عليه الفعل

١٦

باب ما يحتمل الشعر

٦١

باب يحمل فيه الاسم على اسم بنى عليه الفعل «الخ»

٢٣

باب الفاعل الذي لم يتعدّه فعله الى مفعول الخ»

٦٥

باب ما يختار فيه النصب «الخ»

٢٤

باب الفاعل الذي يتعداه فعله الى مفعول

٦٧

باب ما ينتصب في الالف

٢٦

باب الفاعل الذي يتعداه فعله الى مفعولين

٧٠

باب ما جرى في الاستفهام من أسماء الفاعلين والمفعولين مجرى الفعل

٢٨

باب الفاعل الذي يتعداه فعله الى ثلاثة

٧٧

باب الأفعال التي تستعمل وتلغى

٢٩

باب المفعول الذي تعدّاه فعله الى مفعول

٨١

باب من الاستفهام يكون الاسم فيه رفعا

٢٩

باب المفعول الذي يتعدّاه فعله الى مفعولين

٨٧

باب الأمر والنهى

٣٠

باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب «الخ»

٩٠

باب حروف أجريت مجرى حروف الاستفهام والامر والنهي

٣٠

باب الفعل الذي يتعدّى اسم الفاعل الى اسم المفعول «الخ»

٣٧

باب تخبر فيه عن النكرة بنكرة

٣٩

باب ما أجرى مجرى ليس

٤٦

باب ما تجريه على الموضع لا على الاسم الذي قبله

٥٧٥

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الموضوع

٩٤

باب من الفعل يستعمل في الاسم «الخ»

١٥٢

باب ما جرى من الأمر والنهي على إضمار الفعل

٩٨

باب من الفعل يبدل فيه الآخر من الأول «الخ»

١٥٤

باب ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره من غير الأمر والنهي

١٠٢

باب من اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل المضارع «الخ»

١٥٥

باب ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف

١١٠

باب جرى مجرى الفاعل الذي يتعدى فعله الى مفعولين في اللفظ

١٦٣

باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره استغناء عنه

١١٤

باب صار الفاعل فيه بمنزلة الذي فعل في المعنى وما يعمل فيه

١٦٤

باب ما جرى منه على الأمر والتحذير

١١٨

باب من المصادر جرى مجرى الفعل المضارع في عمله ومعناه

١٦٦

باب ما يكون معطوفا على الفاعل المضمر

١٢١

باب الصفة المشبهة بالفاعل فيما عملت فيه

١٦٧

باب يحذف منه الفعل لكثرته في كلامهم

١٣١

باب استعمال الفعل في اللفظ لا في المعنى «الخ»

١٧٣

باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره فى غير الأمر والنهي

١٣٣

باب وقوع الأسماء ظروفا

١٧٦

باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه الاسم

١٣٧

باب ما يكون فيه المصدر حينا لسعة الكلام والاختصار

١٧٧

باب معنى الواو فيه كمعناها في الباب الأول

١٤٠

باب ما يكون من المصادر مفعولا «الخ»

١٨٢

باب منه يضمرون فيه الفعل لقبح الكلام

١٤٤

باب ما لا يعمل فيه ما قبله من الفعل «الخ»

١٨٤

باب ما ينصب من المصادر على إضمار الفعل

١٤٧

باب من الفعل سمى الفعل فيه بأسماء «الخ»

١٨٦

باب ما جرى من الأسماء مجرى المصادر

١٤٨

باب متصرف رويد «الخ»

١٨٧

باب ما أجرى مجرى المصادر المدعو بها من الصفات

١٥٠

باب من الفعل سمى الفعل فيه بأسماء مضافة «الخ»

٥٧٦

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الموضوع

١٨٨

باب ما جرى من المصادر المضافة مجرى المصادر المفردة المدعو بها

٢١٤

باب ما الرفع فيه الوجه

١٨٨

باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره من المصادر في غير الدعاء

٢١٥

باب لا يكون فيه إلا الرفع

١٩١

باب أيضا من المصادر ينتصب باضمار الفعل المتروك إظهاره

٢١٦

باب ما ينتصب من المصادر لأنه عذر

١٩٤

باب يختار فيه أن تكون المصادر مبتدآت

٢١٨

باب ما ينتصب من المصادر لانه حال

١٩٥

باب من النكرة يجري مجرى ما فيه الألف واللام من المصادر

٢١٨

باب ما جاء منه في الالف واللام

١٩٧

باب استكرهه النحويون ووضعوا الكلام فيه على غير ما وضعت العرب

٢١٩

باب ما جاء منه مضافا معرفة

١٩٧

باب ما ينتصب فيه المصدر كان فيه الألف واللام او لم يكن فيه على إضمار الفعل المتروك إظهاره

٢١٩

باب ما جعل من الاسماء مصدرا كالمضاف

٢٠١

باب ما ينتصب من الأسماء التي أخذت من الأفعال انتصاب الفعل

٢٢٠

باب ما يجعل من الاسماء مصدرا كالمصادر التي فيها الالف واللام

٢٠٢

باب ما جرى من الأسماء التي لم تؤخذ من الفعل مجرى الاسماء التي أخذت من الفعل

٢٢١

باب ما ينتصب لانه حال يقع فيه الامر وهو اسم

٢٠٤

باب ما يجيء من المصادر مثنى منتصبا

٢٢١

باب ما ينتصب من المصادر توكيدا لما قبله

٢٠٧

باب ذكر معنى لبيك وسعديك

٢٢٢

باب ما يكون المصدر فيه توكيدا لنفسه نصبا

٢٠٨

باب ما ينتصب فيه المصدر المشبه به على إضمار الفعل

٢٢٥

باب ما ينتصب من المصادر لانه حال

٢١٢

باب يختار فيه الرفع

٢٢٦

باب ما يختار فيه الرفع ويكون فيه الوجه

٢١٣

باب ما يختار فيه الرفع اذا ذكرت المصادر

٢٢٨

باب ما ينتصب من الاسماء التي ليست بصفة

٢٣١

باب ما ينتصب فيه الاسم لانه حال

٢٣١

باب يختار فيه الرفع والنصب لقبحه ان يكون صفة

٢٣١

باب ما ينتصب من الصفات

٢٣١

باب ما ينتصب فيه الصفة لانه حال وقع فيه الالف واللام «الخ»

٥٧٧

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الموضوع

٢٣٣

باب ما ينتصب من الاسماء والصفات لانها أحوال تقع فيها الامور

٢٨٦

باب ما ينصب فيه الاسم لانه لا سبيل له الى أن يكون صفة

٢٣٥

باب ما ينتصب من الاماكن والوقت «الخ»

٢٨٨

باب ما ينتصب لانه حال صار فيها المسئول والمسئول عنه

٢٣٩

باب ما شبه من الاماكن المختصة بالمكان غير المختص

٢٨٨

باب ما ينتصب في التعظيم والمدح

٢٤٣

باب الجر

٢٩٣

باب ما يجري من الشتم مجرى التعظيم

٢٤٤

باب مجرى النعت على المنعوت «الخ»

٢٩٨

باب ما ينتصب لانه خبر للمعروف المبني على ما هو قبله من الاسماء المبهمة

٢٥٤

باب ما أشرك بين الاسمين في الحرف الجار

٣٠٠

باب ما غلبت فيه المعرفة النكرة

٢٥٥

باب المبدل من المبدل منه

٣٠٠

باب ما يجوز فيه الرفع مما ينتصب في المعرفة

٢٥٦

باب مجرى نعت المعرفة عليها

٣٠٢

باب ما يرتفع فيه الخبر لانه مبني على مبتدأ

٢٦٢

باب بدل المعرفة من النكرة والمعرفة من المعرفة

٣٠٣

باب ما ينتصب فيه الخبر لانه خبر لمعروف يرتفع على الابتداء

٢٦٤

باب ما تجري عليه صفة ما كان من سببه

٣٠٦

باب من المعرفة يكون فيه الاسم الخاص شائعا في الامة «الخ»

٢٦٦

باب ما جرى من الصفات غير العمل على الاسم الاول

٣١١

باب ما يكون فيه الشيء غالبا عليه اسم «الخ»

٢٦٦

باب الرفع فيه وجه الكلام

٣١٣

باب ما يكون الاسم فيه بمنزلة الذي في المعرفة اذا بني على ما قبله

٢٦٧

باب ما جرى من الاسماء التي تكون صفة مجرى الاسماء التي لا تكون صفة

٣١٥

باب ما لا يكون الاسم فيه الا نكرة

٢٦٩

باب ما يكون من الاسماء صفة مفردا وليس بفاعل ولا صفة تشبه بالفاعل

٣١٨

باب ما ينتصب خبره لأنه معرفة وهي معرفة لا توصف ولا تكون وصفا

٢٧٣

باب ما جرى من الأسماء التي من الأفعال وما أشبهها من الصفات

٣١٩

باب ما ينتصب لانه قبيح أن يكون صفة

٢٨١

باب اجراء الصفة على الاسم فيه في بعض المواضع أحسن

٣٢٠

باب ما ينتصب لانه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو

٥٧٨

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الموضوع

٣٢١

باب ما ينتصب لانه قبيح أن يوصف بما بعده ويبنى على ما قبله

٣٦٦

باب ما يكون الاسم والصفة فيه بمنزلة اسم واحد

٣٢٣

باب ما يثنى فيه المستقر توكيدا

٣٦٧

باب يكرر فيه الاسم في حال الاضافة

٣٢٤

باب الابتداء

٣٦٩

باب اضافة المنادى الى نفسك

٣٢٤

باب ما يقع موقع الاسم المبتدأ ويسد مسده

٣٧١

باب ما تضيف اليه ويكون مضافا اليك

٣٢٥

باب من الابتداء يضمر فيه ما بني على الابتداء

٣٧٢

باب ما يكون النداء فيه مضافا الى المنادى بحرف الاضافة

٣٢٥

باب يكون المبتدأ فيه مضمرا او يكون المبني عليه مظهرا

٣٧٤

باب ما تكون اللام فيه مكسورة

٣٢٥

باب الحروف الخمسة التي تعمل فيما بعدها كعمل الفعل فيما بعده

٣٧٥

باب الندبة

٣٣٠

باب ما يحسن عليه السكوت «الخ»

٣٧٧

باب تكون ألف الندبة فيه تابعة لما قبلها «الخ»

٣٣٢

باب ما يكون محمولا على إن

٣٧٨

باب ما لا تلحقه الألف التي تلحق المندوب

٣٣٤

باب ما تستوي فيه الحروف الخمسة

٣٧٨

باب ما لا يجوز أن يندب

٣٣٤

باب ينتصب فيه الخبر بعد الأحرف الخمسة

٣٧٩

باب يكون الاسمان فيه بمنزلة اسم واحد

٣٣٩

باب كم

٣٨٠

باب الحروف التي ينبه بها المدعو

٣٤٧

باب ما جرى مجرى كم في الاستفهام

٣٨١

باب ما جرى على حرف النداء وصفا له

٣٤٨

باب ما ينصب نصب كم

٣٨٢

باب من الاختصاص يجري على على ما جرى عليه النداء

٣٤٩

باب ما ينتصب انتصاب الاسم بعد المقادير

٣٨٦

باب الترخيم

٣٥٠

باب ما لا يعمل في المعروف الا مضمرا

٣٨٦

باب ما أواخر الاسماء فيه الهاء

٣٥٤

باب النداء

٣٨٨

باب يكون فيه الاسم بعد ما يحذف منه الهاء بمنزلة اسم يتصرف في الكلام

٣٥٧

باب لا يكون الوصف المفرد فيه الا رفعا

٣٩٠

باب اذا حذفت منه الهاء وجعلت الاسم بمنزلة ما لم تكن فيه الهاء

٣٦٠

باب ما ينتصب على المدح والتعظيم أو الشتم

٥٧٩

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الموضوع

٣٩٥

باب ما يحذف من آخره حرفان

٤٢٢

باب ما يكون الاستثناء بالا

٣٩٦

باب يكون فيه الحرف الذي من نفس الاسم «الخ»

٤٢٢

باب ما يكون المستثنى فيه بدلا مما نفي عنه

٣٩٦

باب تكون الزوائد فيه بمنزلة ما هو من نفس الحرف

٤٢٤

باب ما حمل على موضع العامل في الاسم

٣٩٧

باب تكون الزوائد فيه أيضا بمنزلة ما هو من نفس الحرف

٤٢٦

باب النصب فيما يكون مستثنى مبدلا

٣٩٨

باب ما اذا طرحت منه الزائدتان

٤٢٦

باب يختار فيه النصب

٣٩٨

باب يحرك فيه الحرف الذي يليه المحذوف

٤٣٠

باب ما لا يكون الا على معنى ولكن

٤٠٠

باب الترخيم في الاسماء

٤٣٢

باب ما تكون فيه أنّ وأن مع صلتهما بمنزلة غيرهما من الأسماء

٤٠١

باب ما رخمت الشعراء في غير النداء اضطرارا

٤٣٣

باب لا يكون المستثنى فيه الا نصبا

٤٠٤

باب النفي بلا

٤٣٤

باب ما يكون فيه الا وما بعده وصفا

٤٠٥

باب المنفي المضاف بلام الاضافة

٤٣٦

باب ما يقدم فيه المستثنى

٤١٠

باب ما يثبت فيه التنوين من الاسماء المنفية

٤٣٧

باب ما تكون فيه في المستثنى الثاني بالخيار

٤١٠

باب وصف المنفي

٤٣٧

باب تثنية المستثنى

٤١١

باب لا يكون الوصف فيه الا منونا

٤٣٩

باب ما يكون مبتدأ بعد الا

٤١١

باب لا يسقط فيه النون وان وليت لك

٤٣٩

باب غير

٤١٢

باب ما جرى على موضع المنفي

٤٤٠

باب ما أجرى على موضع غير لا على ما بعد غير

٤١٤

باب ما لا تغير فيه لا

٤٤٠

باب يحذف المستثنى فيه استخفافا

٤١٧

باب لا تجوز فيه المعرفة الا أن تحمل على الموضع

٤٤١

باب لا يكون وليس وما أشبههما

٤١٧

باب ما اذا لحقته لا لم تغيره عن حاله

٤٤٣

باب مجرى علامات المضمرين وما يجوز فيهن

٤٢١

باب الاستثناء

٤٤٣

باب علامات المضمرين المرفوعين

٤٤٤

باب استعمالهم علامة الاضمار

٤٤٥

باب علامة المضمرين المنصوبين

٤٤٦

باب استعمالهم إيا

٤٤٨

باب الاضمار فيما جرى مجرى الفعل

٥٨٠