كتاب سيبويه - ج ١

أبو بشر عمرو بن عثمان [ سيبويه ]

كتاب سيبويه - ج ١

المؤلف:

أبو بشر عمرو بن عثمان [ سيبويه ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٨٢

وكم رجلا أتاك أقوى من كم أتاك رجلا وكم هيهنا فاعلة ، وكم رجلا ضربت أقوى من كم ضربت رجلا وكم هيهنا مفعولة ، وتقول كم مثله لك وكم خيرا منه لك ، وكم غيره لك كلّ هذا جائز حسن لأنه يجوز بعد عشرين فيما زعم يونس ، تقول كم غيره مثله لك ، انتصب غير بكم وانتصب المثل لأنه صفة له ، ولم يجز يونس والخليل كم غلمانا لك لأنك لا تقول عشرون ثيابا لك إلّا على وجه لك مائة بيضا وعليك راقود خلّا ، فان أردت هذا المعنى قلت كم لك غلمانا ، ويقبح أن تقول كم غلمانا لك لأنه قبيح أن تقول عبد الله قائما فيها كما قبح أن تقول قائما فيها زيد وقد فسّرنا ذلك في بابه ، واذا قال كم عبد الله ماكث ، فكم أيام وعبد الله فاعل ، واذا قال كم عبد الله عندك فكم ظرف من الأيام وليس يكون عبد الله تفسيرا للأيام لأنه ليس منها والتفسير كم يوما عبد الله ماكث أو كم شهرا عبد الله عندك ، فعبد الله يرتفع بالابتداء كما ارتفع بالفعل حين قلت كم رجلا ضرب عبد الله فاذا قلت كم جريبا أرضك فأرضك مرتفعة بكم لأنها مبتدأة والأرض مبنيّة عليها ، وانتصب الجريب لأنه ليس بمبنى على مبتدإ ولا مبتدإ ولا وصف فكأنك قلت عشرون درهما خير من عشرة ، وإن شئت قلت كم غلمان لك فتجعل غلمان في موضع خبركم وتجعل لك صفة لهم ، وسألته عن على كم جذع بيتك مبنيّ فقال القياس النصب وهو قول عامة الناس فأما الذين جرّوا فانهم أرادوا معنى من ولكنهم حذفوها هيهنا تخفيفا على اللسان وصارت على عوضا منها ، ومثل ذلك الله لا أفعل واذا قلت لاها

__________________

ـ والتأخير لأنها لم تتضمن معنى يجب لها به التصدير فعملت في المميز متصلا بها على ما يجب في التمييز ، وقد بينت هذا بعلته في كتاب النكت* يقول لم أنس عهدك على بعده فكلما حنت عجول وهي الفاقدة ولدها الواله من الابل وغيرها أو ناحت حمامة رقت نفسي فذكرتك والهديل هنا صوت الحمامة ونصبه على المصدر والعامل فيه تدعو لأنه بمنزلة تهدل ، ويجوز أن يكون الهديل الفرخ الذي تزعم الأعراب أن جارحا صاده في سفينة نوح فالحمام تبكي عليه كما قال طرفة :

* كداعي هديل لا يجاب ولا يمل*

فالهديل هنا الفرخ لأن الحمام تدعوه نائحة عليه لا يجيبها ولا تمل دعاءه.

٣٤١

الله لا أفعل لم يكن إلا الجرّ وذلك أنه يريد لا والله ولكنه صارها عوضا من اللفظ بالحرف الذي يجرّ وعاقبه ، ومثل ذلك أالله لتفعلنّ اذا استفهمت أضمروا الحرف الذي يجرّ وحذفوا تخفيفا على اللسان ، وصارت ألف الاستفهام بدلا منه في اللفظ معاقبا.

واعلم أنّ كم في الخبر بمنزلة اسم يتصرّف في الكلام غير منوّن يجرّ ما بعده اذا أسقط التنوين وذلك الاسم نحو مائتي درهم فانجرّ الدرهم لأنّ التنوين ذهب ودخل فيما قبله والمعنى معنى ربّ وذلك قولك كم غلام لك قد ذهب ، فان قال قائل ما شأنها في الخبر صارت بمنزلة اسم غير منوّن فالجواب فيه أن تقول جعلوها في المسألة مثل عشرين وما أشبهها وجعلت في الخبر بمنزلة ثلاثة الى العشرة تجرّ ما بعدها كما جرّت هذه الحروف ما بعدها ، فجاز ذا في كم حين اختلف الموضعان كما جاز في الأسماء المتصرّفة التي هي للعدد.

واعلم أن كم في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه ربّ لأن المعنى واحد إلا أنّ كم اسم وربّ غير اسم بمنزلة من والدليل عليه أن العرب تقول كم رجل أفضل منك تجعله خبركم أخبرناه يونس عن أبي عمرو.

واعلم أن ناسا من العرب يعملونها فيما بعدها في الخبر كما يعملونها في الاستفهام فينصبون بها كأنها اسم منوّن ويجوز لها أن تعمل في هذا الموضع في جميع ما عملت فيه ربّ إلا أنّها تنصب لأنها منوّنة ومعناها منوّنة وغير منوّنة سواء لأنه لو جاز في الكلام أو اضطرّ شاعر فقال ثلاثة أبوابا كان معناه معنى ثلاثة أبواب ، وقال يزيد بن ضبّة : [وافر]

اذا عاش الفتى مائتين عاما

فقد ذهب المسرّة والفتاء

وقال الآخر :

أنعت عيرا من حمير خنزره

في كلّ عير مائتان كمره

وبعض العرب ينشد قول الفرزدق : [كامل]

(١) كم عمّة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت عليّ عشارى

__________________

(٤٣١) ويجوز في قوله كم عمة الرفع والنصب والجر والرفع على الابتداء وتكون كم لتكثير المرار والتقدير كم مرة حلبت علي عشاري عمة لك وخالة ، والنصب على أن تجعل كم استفهاما أو خبرا في لغة من ينصب بها في الخبر ، والجر على أن تكون كم خبرا بمنزلة رب.

٣٤٢

وهم كثير منهم الفرزدق والبيت له ، وقد قال بعضهم كم على كل حال منوّنة ولكن الذين جرّوا في الخبر أضمروا من كما جاز لهم أن يضمروا ربّ ، وزعم الخليل أن قولهم لاه أبوك ولقيته أمس إنما هو على لله أبوك ولقيته بالامس ، ولكنهم حذفوا الجارّ والألف واللام تخفيفا على اللسان ، وليس كلّ جارّ يضمر لأن المجرور داخل في الحار فصارا عندهم بمنزلة حرف واحد فن ثم قبح ، ولكنهم قد يضمرونه ويحذفونه فيما كثر في كلامهم لأنهم الى تخفيف ما أكثروا استعماله أحوج ، وقال العنبري. [طويل]

(١) وجدّاء ما يرجى بها ذو قرابة

لعطف وما يخشى السّماة ربيها

وقال امرؤ القيس : [طويل]

(٢) ومثلك بكرا قد طرقت وثيّبا

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل

أي ربّ مثلك ، ومن العرب من ينصبه على الفعل ، وقال الشاعر : [طويل]

(٣) ومثلك رهبى قد تركت رذيّة

تقلّب عينيها اذا مرّ طائر

__________________

(٤٣٢) الشاهد فيه خفض جداء على اضمار رب وقد تقدمت علة اضمارها واختلاف النحويين في تقديرها ، والجداء فلاة لا ماء بها وأصلها من الجد وهو القطع لانقطاع مائها والسماة جمع سام وهو الذي يسمو لصيد الوحش في سموم الحر عند كنوسها ، ويقال له المستمى ايصا ، والربيب ما تربب من الوحش فيها ، والمعنى انها فلاة لا ماء فيها ولا عمران فيكون فيها ربيب من الوحش يصاد فيخشى الصائد ، أي لا وحش بها لبعدها عن العمران وقلة خيرها.

(٤٣٣) الشاهد فيه خفض مثلك على اضمار رب ونصبه على الفعل الذي بعده ، ويروى «ومثلك حبلى قد طرقت ومرضعا» * يقول أنا محبب الى الحبالى من النساء والمراضع على زهدهن في الرجال فكيف الأبكار الراغبات فيهم والتمائم معاذ تعلق على الصبيان واحدتها تميمة ، والمغيل المرضع وامه حبلى ، ويقال هو الذي يرضع وامه توطأ.

(٤٣٤) الشاهد فيه نصب مثلك بالفعل الذي بعده ، ويجوز جره على اضمار رب والقول فيه كالقول في الذى قبله ، يخاطب ناقته والرهبى والخائفة والرذية المعيية الساقطة أي أعملتها في السفر حتى أودعتها الطريق فكلما مر عليها طائر قلبت عينيها رهبة منه وخوفا أن يقع عليها ليأكل منها.

٣٤٣

سمعنا ذلك ممن يرويه عن العرب ، والتفسير الأول في كم أقوى ، لأنه لا يحمل على الاضطرار والشاذّ اذا كان له وجه جيّد.

ولا يقوى قول الخليل في أمس لأنك تقول ذهب أمس بما فيه وقال اذا فصلت بين كم وبين الاسم بشيء استغنى عليه السكوت أو لم يستغن فاحمله على لغة الذين يجعلونها بمنزلة اسم منوّن لأنه قبيح أن يفصل بين الجارّ والمجرور لأن المجرور داخل في الجار فصارا كأنهما كلمة واحدة والاسم المنوّن يفصل بينه وبين الذي يعمل فيه تقول هذا ضارب بك زيدا ولا تقول هذا ضارب بك زيد وقال زهير : [متقارب]

(١) تؤمّ سنانا وكم دونه

من الأرض محدود با غارها

وقال القطاميّ :

(٢) كم نالني منهم فضلا على عدم

اذ لا أكاد من الإقتار أحتمل

وان شاء رفع فجعل كم المرار التي ناله فيها الفضل فارتفع الفضل بنالني كقولك كم قد أتاني زيد فزيد فاعل وكم مفعول فيها وهي المرار التي أتاه فيها ، وليس زيد من المرار ، وقد قال بعض العرب :

__________________

(٤٣٥) الشاهد في فصل كم من المجرور بها ونصبه على التمييز لقبح الفصل بين الجار والمجرور* وصف ناقته فيقول تؤم سنانا هذا الممدوح على بعد المسافة بينها وبينه والغار هنا الغائر من الأرض المطمئن وجعله محدودبا لما يتصل به من الآكام ومتون الأرض وقيل في الغائر غاركما قيل في الشائك شاك وفي السائر ساركما قال وهي أدماء سارها أي سائرها وقال وغير سار المعزاء أي سائره.

(٤٣٦) الشاهد فيه نصب ما بعدكم على التمييز من أجل الفصل والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول أنعموا علىّ وأفضلوا عند عدمى لشدة الزمان وشمول الجدب وقوله اذ لا أكاد من الاقتار أحتمل أي حين يبلغ مني الجهد وسوء الحال الى أن لا أقدر على الارتحال لطلب الرزق ضعفا وفقرا ويروي أجتمل بالجيم أي أجمع العظام لأخرج ودكها وأتعلل به والجميل الودك

٣٤٤

كم عمّة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت علىّ عشارى (١)

فجعل كم مرارا كأنه قال كم مرّة قد حلبت علىّ عمّتك ، وقال ذو الرمة ففصل بين الجارّ والمجرور

كأن أصوات من إيغالهن بنا

أواخر الميس أصوات الفراريج

وقال الآخر :

(٢) كم قد فاتني بطل كمي

وياسر فتية سمح هضوم

وقد يجوز في الشعر أن تجرّ ، وبينها وبين الاسم حاجز فتقول كم فيها رجل ، كما قال الأعشى :

إلّا علالة أو بدا

هة قارح نهد الجزاره

فان قال قائل أضمر من بعد فيها ، قيل له ليس في كلّ موضع يضمر الجارّ ومع ذلك أن وقوعها بعدكم أكثر وقال يجوز على قول الشاعر : [رمل]

(٣) كم بجود مقرف نال العلى

وكريم بخله قد وضعه

الجرّ والرفع والنصب على ما فسّرناه كما قال : [كامل]

__________________

(١) قد مر شرحه وتفسيره في ص ٣٤٢

(٤٣٧) الشاهد فيه وقوع كم ظرفا لتكثير المرار والمعنى كم مرة فاتني بطل كمى والكمى الشجاع ومعنى فاتني أفقدنيه الموت ورزئت به والياسر الداخل في الميسر لكرمه وسماحته والهضوم الذي يهضم ماله للصديق والجار والسائل والهضم الظلم والنقصان.

(٤٣٨) الشاهد فيه جواز الرفع والنصب والجر في مقرف فالرفع على أن يجعل كم ظرفا ويكون لتكثير المرار وترفع المقرف بالابتداء وما بعده خبر والتقدير كم مرة مقرف نال العلى والنصب على التمييز لقبح الفصل بينه وبين كم في الجر وأما الجر فعلى أنه أجاز الفصل بين كم وما عملت فيه بالمجرور ضرورة وموضع كم في الموضعين موضع رفع بالابتداء والتقدير كثير من المقرفين نال العلى بجود والمقرف النذل اللئيم الأب يقول قد يرتفع اللئيم بجوده ويتضع الرفيع الكريم الأب ببخله.

٣٤٥

(١) كم فيهم ملك أغرّ وسوقة

حكم بأردية المكارم محتبي

وقال :

(٢) كم في بني سعد بن بكر سيد

ضخم الدّسيعة ماجد نفاع

وتقول كم قد أتاني لا رجل ولا رجلان وكم عبد لك لا عبد ولا عبدان ، فهذا محمول على ما حمل عليه كم لا على ما عمل فيه كم كأنك قلت لا رجل أتاني ولا رجلان ولا عبد لك ولا عبدان وذاك لأن كم تفسر ما وقعت عليه من العدد بالواحد المنكور كما قلت عشرون درهما ، أو بجمع منكور نحو ثلاثة أثواب ، وهذا جائز في التي تقع في الاستفهام فلا يجوز فيها إلا ما جاز في العشرين ، ولو قلت كم لا رجلا ولا رجلين في الخبر أو الاستفهام كان غير جائز لأنه ليس هكذا تفسير العدد ، ولو جاز ذا لقلت له عشرون لا عبدا ولا عبدين فلا رجل ولا رجلان توكيد لكم لا للذي عمل فيه ، لأنه لو كان عليه كان محالا وكان نقضا ، ومثل ذلك قولك للرجل كم لك عبدا ، فيقول عبدان أو ثلاثة أعبد حمل الكلام على ما حمل عليه كم ، ولم يرد من المسؤل أن يفسّر له العدد الذي يسأل عنه انما على السائل أن يفسّر العدد حتى يجيبه المسؤل عن العدد ثم يفسّره بعد إن شاء فيعمل في الذي يفسّر به العدد كما أعمل السائل كم في العبد ولو أراد المسؤل عن ذلك أن ينصب عبدا أو عبدين على كم كان قد أحال كأنه يريد أن يجيب السائل بقوله كم عبدا فيصير سائلا ، ومع هذا أنه لا يجوز لك أن تعمل كم وهي

__________________

(٤٣٩) الشاهد فيه خفض ملك بكم مع الفصل بالمجرور ضرورة ولو رفع أو نصب لجاز كالذي تقدم والأغر المشهور وأصل الغرة البياض في الوجه والسوقة دون الملك ويقع للواحد والجميع واشتقاقه من سقت الشيء أسوقه اذا سايرته من خلفه والاحتباء ان ينتطق الرجل بردائه أو حمائل سيفه ويدخل في انتطاقه ساقيه ملتويين في قعوده ليتساند بذلك ويعتمد عليه بظهره وربما احتبي بيديه وكانت السادة تعتاد ذلك في مجالسها ولا تحل حباها الا لضرورة.

(٤٤٠) الشاهد فيه خفض سيد بكم ضرررة والقول فيه كالقول في الذي قبله والدسيعة العطية وهو من دسع البعير بجرته اذا دفع بها ويقال هي الجفنة والمعنى انه واسع المعروف والماجد الشريف.

٣٤٦

مضمرة في واحد من الموضعين لأنه ليس بفعل ، ولا اسم أخذ من الفعل ، ألا ترى أنه اذا قال المسؤل عبدين أو ثلاثة أعبد فنصب على كم أنه قد أضمر كم ، وزعم الخليل أنه يجوز أن تقول كم غلاما لك ذاهب تجعل لك صفة للغلام وذاهبا خبرا لكم ، ومن ذلك أن تقول كم منكم شاهد على فلان ، اذا جعلت شاهدا خبرا لكم ، وكذلك هو في الخبر أيضا ، تقول كم مأخوذ بك اذا اردت ان تجعل مأخوذا بك في موضع لك اذا قلت كم لك ، لأن لك لا تعمل فيه كم ولكنه مبني عليها كأنك قلت كم رجل لك وان كان المعنيان مختلفين ، لأن معنى كم مأخوذ بك غير معنى كم رجل لك ، ولا يجوز في ربّ ذلك لأن كم اسم وربّ غير اسم فلا يجوز أن تقول ربّ رجل لك.

[باب ما جرى مجرى كم في الاستفهام]

وذلك قولك له كذا وكذا درهما وهو مبهم في الأشياء بمنزلة كم ، وهو كناية للعدد بمنزلة فلان اذا كنيت به في الأسماء ، وكقولك كان من الأمر ذيّة وذية وذيت وذيت وكيت وكيت ، صار ذا بمنزلة التنوين ، لأن المجرور بمنزلة التنوين وكذلك كأيّن رجلا قد رأيت ، زعم ذلك يونس ، وكأيّن قد أتاني رجلا ، إلا أن أكثر العرب انما يتكلّمون بها مع من ، قال عزوجل (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ)، وقال عمرو بن شاس : [طويل]

(١) وكائن رددنا عنكم من مدجّج

يجيء أمام الألف يردى مقنّعا

فانما ألزموها من لأنها توكيد فجعلت كأنها شيء يتمّ به الكلام وصار كالمثل ، ومثل ذلك ولا سيّما زيد فربّ توكيد لازم حتى يصير كأنه من الكلمة ، وكأيّن معناها

__________________

(٤٤١) الشاهد فيه في قوله كائن ، ومعناها معنى كم وفيها لغات كائن على لفظ فاع من المنقوص نحو ناء وجاء وكيء على وزن كيع وكأين على وزن كعى وكئن على وزن كع ومعناها كلها معنى كأي ، وهي بتأويل كم ورب وقد بينت أصلها ، وحكمها وعلتها في كتاب النكت* يقول كم رددنا عن عشيرتنا في الحرب من مدجج بارز لهم والمدجج اللابس السلاح ومعنى يردى يمشي الرديان وهو ضرب من المشي فيه تبختر ، والمقنع الذي تقنع بالسلاح. كالبيضة والمغفر ونحوهما.

٣٤٧

معنى ربّ ، وإن حذفت من وما فعربي ، وقال إن جرّها أحد من العرب فعسى أن يجرّها باضمار من كما جاز ذلك فيما ذكرنا في كم ، وقال كذا وكأيّن عملتا فيما بعدهما كعمل أفضلهم في رجل حين قلت أفضلهم رجلا فصار أى وذا بمنزلة التنوين كما كان هم بمنزلة التنوين ، وقال الخليل كأنهم قالوا له كالعدد درهما وكالعدد من قرية فهذا تمثيل وان لم يتكلّم به ، وإنما تجىء الكاف للتشبيه فتصير وما بعدها بمنزلة شىء واحد ، من ذلك قولك كأنّ أدخلت الكاف على أنّ للتشبيه.

[باب ما ينصب نصب كم اذا كانت منوّنة في الخبر والاستفهام]

وذلك ما كان من المقادير نحو قولك ما في السماء موضع كف سحابا ولى مثله عبدا ، وما في الناس مثله فارسا ، وعليها مثلها زبدا ، وذلك أنك أردت أن تقول لى مثله من العبيد ولى ملؤه من العسل وما في السماء موضع كف من السحاب ، فحذف ذلك تخفيفا كما حذفه في عشرين حين قال عشرون درهما وصارت الأسماء المضاف اليها المجرورة بمنزلة التنوين ، ولم يكن ما بعدها من صفتها ولا محمولا على ما حملت عليه فانتصب بملء كف ومثله كما انتصب الدرهم بالعشرين ، لأن مثل بمنزلة عشرين والمجرور بمنزلة التنوين ، لأنه قد منع الاضافة كما منع التنوين ، وزعم الخليل أنّ المجرور بدل من التنوين ، ومع ذلك أنك اذا قلت لي مثله فقد أبهمت كما أنك اذا قلت لى عشرون فقد أبهمت الأنواع فاذا قلت درهما فقد اختصصت نوعا وبه يعرف من أىّ نوع ذلك العدد ، فكذلك مثله هو مبهم يقع على أنواع على الشجاعة والفروسة والعبيد ، فاذا قال عبدا فقد بيّن من أىّ أنواع المثل ، والعبد ضرب من الضروب التي تكون على مقدار المثل فاستخرج على المقدار نوعا والنوع هو المثل ولكنه ليس من اسمه ، والدرهم ليس من العشرين ولا من اسمه ولكنه ينصب كما ينصب العشرون ويحذف من النوع كما يحذف من نوع العشرين والمعنى مختلف ، ومثل ذلك عليه شعر كلبين دينا الشعر مقدار ، وكذلك لى ملء الدار خيرا منك ، ولى خير منك عبدا ، ولى ملء الدار أمثالك ، لأنّ خيرا منك نكرة وأمثالك نكرة ، وان شئت قلت لى ملء الدار رجلا وأنت تريد جميعا فيجوز

٣٤٨

ذلك ويكون كمنزلته في كم وعشرين ، وإن شئت قلت رجالا فجاز عنده كما جاز عنده في كم حين دخل فيها معنى ربّ ، لأنّ المقدار معناه مخالف لمعنى كم في الاستفهام فجاز في تفسيره الواحد والجميع كما جاز في كم اذ دخلها معنى ربّ ، كما تقول ثلاثة أثوابا أي من ذا الجنس تجعله بمنزلة التنوين ، ومثل ذلك لا كزيد فارسا اذا كان الفارس هو الذي سمّيته كأنك قلت لا فارس كزيد فارسا ، وقال كعب بن جعيل. [طويل]

(١) لنا مرفد سبعون ألف مدجّج

فهل في معد فوق ذلك مرفدا

كأنه قال فهل في معد مرفد فوق ذلك مرفدا ومثل ذلك تالله رجلا كأنه أضمر تالله ما رأيت كاليوم رجلا وما رأيت مثله رجلا.

[باب ما ينتصب انتصاب الاسم بعد المقادير]

وذلك قولك ويحه رجلا ولله درّه رجلا وحسبك به رجلا وما أشبه ذلك ، وان شئت قلت ويحه من رجل وحسبك به من رجل ولله درّه من رجل فتدخل من هيهنا كدخولها في كم توكيدا ، وانتصب الرجل لأنه ليس من الكلام الأوّل وعمل فيه الكلام الأوّل فصارت الهاء بمنزلة التنوين ، ومع هذا أيضا أنك اذا قلت ويحه فقد تعجبت وأبهمت من أىّ أمور الرجل تعجبت وأىّ الأنواع تعجبت منه ، فاذا قلت فارسا وحافظا فقد اختصصت ولم تبهم وبيّنت في أىّ نوع هو ، ومثل ذلك قول عباس بن مرداس :

(٢) ومرّة يحميهم اذا ما تبدّدوا

ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا

__________________

(٤٤٢) الشاهد فيه نصب مرفد على التمييز لنوع الاسم المبهم المشار اليه وهو ذلك ، والمرفد الجيش من رفدته اذا قويته وأعننه* وصف جموع ربيعة وحلفاءهم من الأسد في الحروب التي كانت بينهم وبين تميم بالبصرة وأراد فهل في معد مرفد فوق ذلك فحذف المرفد لدلالة فوق عليه لأنها في موضع وصفه.

(٤٤٣) الشاهد فيه نصب فارس على التمييز للنوع الذي أوجب له فيه المدح والمعنى فأبرحت من فارس ، أي بالغت وتناهيت في الفروسية ، وأصل أبرحت من البراح وهو المتسع من الأرض المنكشف أى تبين فضلك تبين البراح من الأرض وما نبت فيه* يقول اذا تبددت الخيل أي تفرقت للغارة ردها وحماها أي حمى منها ، والشزر الطعن في جانب فان كان مستقيما فهو اليسر والشزر أشد منه لأن مقاتل الانسان في جانبيه.

٣٤٩

فكأنه قال فكفى بك فارسا وانما يريد كفيت فارسا ودخلته هذه الباء توكيدا.

ومن ذلك قول الأعشى :

(١) تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل

فأبرحت ربّا وأبرحت جارا

ومثله أكرم به رجلا.

[باب ما لا يعمل في المعروف إلا مضمرا]

وذلك لأنهم بدئؤا بالاضمار لأنهم شرطوا التفسير وذلك نووا ، فجرى ذلك في كلامهم هكذا كما جرت إنّ بمنزلة الفعل الذي تقدّم مفعوله قبل الفاعل فلزم هذا هذه الطريقة في كلامهم كما لزمت إنّ هذه الطريقة في كلامهم ، وما انتصب في هذا الباب فانه ينتصب كانتصاب ما انتصب في باب حسبك به ، وذلك قولهم نعم رجلا عبد الله كأنك قلت حسبك به رجلا عبد الله ، لأنّ المعنى واحد ، ومثل ذلك ربّه رجلا كأنك قلت ويحه رجلا في أنه عمل فيما بعده كما عمل ويحه فيما بعده لا في المعنى ، وحسبك به رجلا مثل نعم رجلا في العمل وفي المعنى ، وذلك لأنهما ثناء في استيجابهما المنزلة الرفيعة ، ولا يجوز لك أن تقول نعم ولا ربّه وتسكت ، لأنهم انما بدئوا بالاضمار على شريطة التفسير ، وانما هو اضمار مقدّم قبل الاسم ، والاضمار الذي يجوز عليه السكوت نحو زيد ضربته ، انما أضمر بعد ما ذكر الاسم مظهرا ، فالذي تقدّم من الاضمار لازم له التفسير حتى يبيّنه ولا يكون في موضع الاضمار في هذا الباب مظهر ، ومما يضمر لأنه يفسّره ما بعده ولا يكون في موضعه مظهر قول العرب إنّه كرام قومك ، وإنّه ذاهبة أمتك ، فالهاء اضمار الحديث الذي ذكرت بعد الهاء كأنه في التقدير وإن كان

__________________

(٤٤٤) الشاهد فيه نصب رب وجار على التمييز ، والمعني أبرحت من رب ومن جار أي بلغت غاية الفضل في هذا النوع ، والمعني على هذا أبرح ربك وأبرح جارك ثم جعل الفعل لغير الرب والجار فقال أبرحت ربا وأبرحت جارا كما تقول طبت نفسا وقررت عينا أي طابت نفسك وقرت عينك وهذا أبين من التفسير الأول وعليه يدل صدر البيت ، وأراد بالرب الملك الممدوح وكل من ملك شيئا فهو ربه.

٣٥٠

لا يتكلّم به قال إنّ الأمر ذاهبة أمتك وفاعلة فلانة ، فصار هذا الكلام كلّه خبرا للأمر ، فكذلك ما بعد الهاء في موضع خبره ، وأما قولهم نعم الرجل عبد الله فهو بمنزلة ذهب أخوه عبد الله ، عمل نعم في الرجل ولم يعمل في عبد الله ، واذا قال عبد الله نعم الرجل فهو بمنزلة عبد الله ذهب أخوه أو كأنه قال نعم الرجل فقيل له من هو فقال عبد الله ، واذا قال عبد الله فكأنه قيل له ما شأنه فقال نعم الرجل فنعم تكون مرّة عاملة في مضمر يفسّره ما بعده فتكون هي وهو بمنزلة ويحه ومثله ثمّ يعملان في الذي فسّرا المضمر عمل مثله وويحه اذا قلت لي مثله عبدا ، وتكون مرّة أخرى تعمل في مظهر لا تجاوزه فهي مرّة بمنزلة ربّه رجلا ومرّة بمنزلة ذهب أخوه ، فتجرى مجرى المضمر الذي قدّم لما بعده من التفسير وسدّ مكانه لأنه قد بيّنه وهو نحو قولك أزيدا ضربته.

واعلم أنه محال أن تقول عبد الله نعم الرجل ، والرجل غير عبد الله كما أنه محال أن تقول عبد الله هو فيها ، وهو غيره.

واعلم أنه لا يجوز أن تقول قومك نعم صغارهم وكبارهم الا أن تقول قومك نعم الصغار ونعم الكبار وقومك نعم القوم وذلك لأنك أردت أن تجعلهم من جماعات ومن أمم كلّهم صالح ، كما أنك اذا قلت عبد الله نعم الرجل فانما تريد أن تجعله من أمة كلّهم صالح ولم ترد أن تعرّف شيئا بعينه بالصلاح بعد نعم ، ومثل ذلك قولك عبد الله فاره العبد فاره الدابّة ، فالدابّة لعبد الله ومن سببه كما أنّ الرجل هو عبد الله حين قلت عبد الله نعم الرجل ، ولست تريد أن تخبر عن عبد بعينه ولا عن دابة بعينها وانما تريد أن تقول ان في ملك زيد العبد الفاره والدابّة الفارهة اذا لم ترد عبدا بعينه ولا دابة بعينها ، فالاسم الذي يظهر بعد نعم اذا كانت نعم عاملة الاسم الذي فيه الألف واللام نحو الرجل ، وما أضيف اليه وما أشبهه نحو غلام الرجل اذا لم ترد شيئا بعينه كما أنّ الاسم الذي يظهر في ربّ قد يبدأ باضمار رجل قبله حين قلت ربّه رجلا لما ذكرت لك وتبدأ باضمار رجل في نعم لما ذكرت لك ، فانما منعك أن تقول نعم الرجل اذا أضمرت أنه لا يجوز أن تقول حسبك به الرجل اذا أردت معنى حسبك به

٣٥١

رجلا ، ومن زعم أن الاضمار الذي في نعم هو عبد الله فقد ينبغي له أن يقول نعم عبد الله رجلا ، وقد ينبغي له أن يقول نعم أنت رجلا فتجعل أنت صفة للمضمر ، وانما قبح هذا المضمر أن يوصف لأنه مبدوء به قبل الذي يفسّره والمضمر المقدّم قبل ما يفسّره لا يوصف لأنه انما ينبغي لهم أن يبيّنوا ما هو ، فان قال قائل هو مضمر مقدّم وتفسيره عبد الله بدلا منه محمولا على نعم فأنت قد تقول عبد الله نعم رجلا فتبدأ به ولو كان نعم يصير لعبد الله لما قلت عبد الله نعم الرجل فترفعه فعبد الله ليس من نعم في شيء والرجل هو عبد الله ولكنه منفصل منه كانفصال الأخ منه اذا قلت عبد الله ذهب أخوه ، فهذا تقديره وليس معناه كمعناه ويدلك على أن عبد الله ليس تفسيرا للمضمر أنه لا يعمل فيه نعم بنصب ولا برفع ولا يكون عليها أبدا في شيء واعلم أنّ نعم تؤنّث وتذكّر ، وذلك قولك نعمت المرأة ، وان شئت قلت نعم المرأة كما قالوا ذهب المرأة والحذف في نعمت أكثر.

واعلم أنك لا تظهر علامة المضمرين في نعم لا تقول نعموا رجالا ، يكتفون بالذي؟؟؟ كما قالوا مررت بكل وقال الله عزوجل (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) فحذفوا علامة الاضمار وألزموا الحذف ، كما ألزموا نعم وبئس الاسكان وكما ألزموا خذ الحذف ففعلوا هذا بهذه الأشياء لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم ، وأصل نعم وبئس نعم وبئس وهما الأصلان اللذان وضعا في الرّداءة والصلاح ، ولا يكون منهما فعل لغير هذا المعنى ، وأما قولهم هذه الدار نعمت البلد فانه لما كان البلد الدار أقحموا التاء فصار كقولك من كانت أمّك وما جاءت حاجتك ، ومن قال نعم المرأة قال نعم البلد وكذلك هذا البلد نعم الدار لما كانت البلد ذكرت ، فلزم هذا في كلامهم لكثرته ولأنه صار كالمثل كما لزمت التاء في ما جاءت حاجتك ، ومثل ذلك قول الشاعر (وهو لبعض السّعديين) : [رجز]

(١) هل تعرف الدار يعفيها المور

والدّجن يوما والعجاج المهمور

* لكلّ ريح فيه ذيل مسفور*

__________________

(٤٤٥) الشاهد فيه تذكير الضمير من قوله فيه لان الدار والمنزل بمعنى فكأنه قال ـ

٣٥٢

فقال فيه لأن الدار مكان فحمله على ذلك ، وزعم الخليل أن حبّذا بمنزلة حبّ الشيء ، ولكن ذا وحبّ بمنزلة كلمة واحدة نحو لو لا ، وهو اسم مرفوع كما تقول يا ابن عمّ فالعم مجرور ، ألا ترى أنك تقول للمؤنّث حبّذا ولا تقول حبّذه لأنه صار مع حبّ على ما ذكرت لك وصار المذكّر هو اللازم لأنه كالمثل ، وسألته عن قوله (وهو الراعي) : [طويل]

(١) فأومأت إيماء خفيفا لحبتر

ولله عينا حبتر أيّما فتى

فقال أيّما تكون صفة للنكرة وحالا للمعرفة وتكون استفهاما مبنيا عليها ومبنيّة على غيرها ولا تكون لتبين العدد ولا في الاستثناء نحو قولك أتوني الا زيدا ، ألا ترى أنك لا تقول له عشرون أيما رجل ولا أتوني إلا أيّما رجل ، فالنصب في لى مثله رجلا كالنصب في عشرين رجلا ، فأيما لا تكون في الاستثناء ولا تختصّ بها نوعا من الأنواع ولا تفسّر بها عددا وأيّما فتى استفهام ، ألا ترى أنك تقول سبحان الله من هو وما هو فهذا استفهام فيه معنى التعجب ، ولو كان خبرا لم يجز ذلك لأنه لا يجوز في الخبر أن تقول من هو وتسكت ، وأما أحد وكرّاب وأرم وكتيع وعريب وما أشبه ذلك

__________________

ـ هل تعرف المنزل ومعنى يعفيها يطمس آثارها ، والمور ما طيرته الرياح من التراب والدجن الباس الغيم السماء ، والمهمور المنسكب يقال همرته الريح فانهمر اذا استدرته ، وجعل للريح ذيلا على الاستعارة ، يريد انجرار آخرها عليه وسفي التراب فيه ، والمسفور المكنوس والمسفرة المكنسة وكان الوجه أن يقول ذيل سافر لأنه يسفر التراب ولكنه بناه على مفعول لأنه بمعنى مجرور ومكنوس به.

(٤٤٦) الشاهد فيه قوله أيما فتى لما تضمن من معنى المدح والتعجب الذي ضمنته نعم وحبذا ، ورفعه بالابتداء والخبر محذوف والتقدير أي فتى هو ، وما زائدة مؤكدة* وصف أنه أمر ابن اخت له يقال له حبتر بنحر ناقة من ابل أصحابه لأنه كان في غير محله ليخلفها عليه اذا لحق بأهله ، وأومأ اليه بذلك حتى لا يشعر به ففهم عنه وعرف اشارته لذكائه وحدة بصره والايماء الاشارة بعين أو بيد.

٣٥٣

فلا يقعن واجبات ولا حالا ولا استثناء ، ولا يستخرج به نوع من الأنواع فيعمل ما قبله فيه عمل عشرين في الدرهم اذا قلت عشرون درهما ولكنهن يقعن في النفي مبنيا عليهن ومبنية على غيرهن فمن ثم تقول ما في الناس مثله أحد حملت أحدا على مثل ما حملت عليه مثلا وكذلك ما مررت بمثلك أحد ، وقد فسّرنا لم ذلك ، فهذه حالها كما كانت تلك حال أيما ، فاذا قلت له عسل ملء جرّة ، وعليه دين شعر كلبين فالوجه الرفع لأنه وصف والنصب يجوز كنصب عليه مائة بيضا بعد التمام ، وان شئت قلت لي مثله عبد فرفعت ، وهي كثيرة في كلام العرب وان شئت رفعته على أنه صفة ؛ وان شئت كان على البدل ، فاذا قلت عليها مثلها زبد فان شئت رفعت على قوله ما هو فتقول زبد أي هو زبد ولا يكون الزبد صفة لأنه اسم والعبد يكون صفة وتقول هذا رجل عبد ، وهو قبيح لأنه اسم.

[باب النداء]

اعلم أن النداء كلّ اسم مضاف فيه فهو نصب على اضمار الفعل المتروك اظهاره ، والمفرد رفع وهو في موضع اسم منصوب ، وزعم الخليل أنهم نصبوا المضاف نحو يا عبد الله ويا أخانا والنكرة حين قالوا يا رجلا صالحا حين طال الكلام كما نصبوا هو قبلك وهو بعدك ورفعوا المفرد كما رفعوا قبل وبعد وموضعهما واحد ، وذلك قولك يا زيد ويا عمرو ، وتركوا التنوين في المفرد كما تركوه في قبل ، قلت أرأيت قولهم يا زيد الطويل علام نصبوا الطويل قال نصب لأنه صفة لمنصوب ، وقال وان شئت كان نصبا على أعني ، فقلت أرأيت الرفع على أي شيء هو اذا قال يا زيد الطويل قال هو صفة لمرفوع ، قلت ألست قد زعمت أن هذا المرفوع في موضع نصب فلم لا يكون كقوله لقيته أمس الأحدث ، قال من قبل أن كل اسم مفرد في النداء مرفوع أبدا وليس كلّ اسم في موضع أمس يكون مجرورا فلما اطرد الرفع في كل مفرد في النداء صار عندهم بمنزلة ما يرتفع بالابتداء أو بالفعل فجعلوا وصفه اذا كان مفردا بمنزلته قلت أفرأيت قول العرب كلهم : [طويل]

٣٥٤

(١) أزيد أخا ورقاء ان كنت ثائرا

فقد عرضت أحناء حق فخاصم

لأي شيء لم يجز فيه الرفع كما جاز في الطويل ، قال لأن المنادى اذا وصف بالمضاف فهو بمنزلته اذا كان في موضعه ، ولو جاز هذا لقلت يا أخونا تريد أن تجعله في موضع المفرد وهذا لحن فالمضاف اذا وصف به المنادى فهو بمنزلته اذا ناديته لأنه وصف لمنادى في موضع نصب كما انتصب حيث كان منادى لأنه في موضع نصب ولم يكن فيه ما كان في الطويل لطوله ، وقال الخليل كأنهم لما أضافوا ردّوه الى الأصل كقولك إنّ أمسك قد مضى وقال الخليل وسألته عن يا زيد نفسه ويا تميم كلّكم ويا قيس كلّهم فقال هذا كلّه نصب كقولك يا زيد ذا الجمّة وأما يا تميم أجمعون فأنت فيه بالخيار ان شئت قلت أجمعون وان شئت قلت أجمعين ولا ينتصب على أعنى من قبل أنه محال أن تقول أعنى أجمعين ويدلك على أن أجمعين ينتصب لأنه وصف لمنصوب قول يونس المعنى في الرفع والنصب واحد ، وأما المضاف في الصفة فهو ينبغى له أن لا يكون الا نصبا اذا كان المفرد ينتصب صفته ، قلت أرأيت قول العرب يا أخانا زيدا أقبل ، قال عطفوه على هذا المنصوب فصار نصبا مثله ، وهو الاصل لأنه منصوب في موضع نصب وقال قوم يا أخانا زيد ، وقد زعم يونس أن أبا عمرو كان يقوله ، وهو قول أهل المدينة قال هذا بمنزلة قولنا زيد كما كان قوله يا زيد أخانا بمنزلة يا أخانا فيحمل وصف المضاف اذا كان مفردا بمنزلته اذا كان منادى ويا أخانا زيدا أكثر في كلام العرب لأنهم يردونه الى الأصل حيث أزالوه عن الموضع الذي يكون فيه منادى كما ردّوا ما زيد الا منطلق الى أصله وكما ردّوا أتقول حين جعلوه خبرا الى أصله ، فأما المفرد اذا كان منادى فكلّ العرب ترفعه بغير تنوين ، وذلك لأنه كثر في كلامهم فحذفوه وجعلوه بمنزلة الأصوات نحو حوب وما أشبهه ، وتقول يا زيد زيد الطويل وهو قول أبي عمرو ، وزعم يونس أن رؤبة كان يقول يا زيد زيدا الطويل ، فأما قول أبي عمرو فعلى قولك يا زيد الطويل وتفسيره كتفسيره وقال رؤبة :

__________________

(٤٤٧) الشاهد فيه قوله أخا ورقاء ونصبه جريا على موضع المنادى المفرد لانه مدعو فهو في موضع نصب وورقاء حي من قيس والثائر طالب الدم* يقول ان كنت طالبا لثارك فقد أمكنك ذلك واطلبه وخاصم فيه والأحناء الجوانب واحدها حنو.

٣٥٥

(١) إني وأسطار سطرن سطرا

لقائل يا نصر نصرا نصرا

وأما قول رؤبة فعلى أنه جعل نصرا عطف البيان ونصبه كأنه على قوله يا زيد زيدا ، وأما قول أبى عمرو فكأنه استأنف النداء ، وتفسير يا زيد زيد الطويل كتفسير يا زيد الطويل فصار وصف المفرد اذا كان مفردا بمنزلته لو كان منادى وخالف وصف أمس لأن الرفع قد اطرّد في كلّ مفرد في النداء ، وبعضهم ينشد «يا نصر نصر نصرا» وتقول يا زيد وعمرو ليس الا أنهما قد اشتركا في النداء في قوله يا ، وكذلك يا زيد وعبد الله ويا زيد لا عمرو ، ويا زيد او عمرو ، لأن هذه الحروف تدخل الرفع في الآخر كما دخل في الأول وليس ما بعدها بصفة ، ولكنه على يا ، وقال الخليل من قال يا زيد والنّضر فنصب فانما نصب لأن هذا كان من المواضع التي يردّ فيها الشيء الى أصله ، فأما العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون يا زيد والنضر ، وقرأ الأعرج (يا جبال أوّبي معه والطّير) فرفع ، ويقولون يا عمرو والحارث ، وقال الخليل هو القياس كأنه قال ويا حارث ولو حمل الحارث على يا كان غير جائز البتة نصب أو رفع من قبل أنك لا تنادي اسما فيه الألف واللام بيا ولكنك أشركت بين النضر والأول في يا ولم تجعلها خاصة للنضر كقولك ما مررت بزيد وعمرو ، ولو أردت عملين لقلت ما مررت بزيد ولا مررت بعمرو ، قال الخليل ينبغي لمن قال النّضر فنصب ، لأنه لا يجوز يا النضر أن يقول كلّ نعجة وسخلتها بدرهم فينصب ، اذا أراد لغة من يجرّ لأنه محال أن يقول كلّ سخلتها ، وانما جر لأنه أراد وكلّ سخلة لها ، ورفع ذلك لأن قوله والنضر بمنزلة قوله ونضر ، وينبغي أن يقول : [طويل]

* أيّ فتى هيجاء أنت وجارها*

__________________

(٤٤٨) الشاهد فيه نصبه نصرا نصرا حملا على موضع الاول لانه في موضع نصب كما تقدم ولو رفع حملا على لفظ الاول لجاز لأنه اسم مفرد عطف على الاول عطف البيان الذي يقوم مقام الوصف فجرى مجرى النعت المفرد في جواز الرفع والنصب وقد خولف سيبويه في حمله على هذا التقدير وجعل نصب نصر على المصدر والمعنى انصرني نصرا وكرر للتوكيد والنصر هيهنا بمعنى المعونة قال أبو عبيدة نصر الاول هو نصر بن سيار ونصر الثاني حاجبه فأغرى به أي عليك نصرا.

٣٥٦

لأنه محال أن يقول وأيّ جارها وينبغى أن يقول ربّ رجل وأخاه ، فليس ذا من قبل ذا ولكنها حروف تشرك الآخر فيما دخل فيه الأول ، ولو جاءت تلى ما وليه الاسم الأول كان غير جائز لو قلت هذا فصيلها لم يكن نكرة كما كان هذه ناقة وفصيلها ، واذا كان مؤخّرا دخل فيما دخل فيه الأول ، وتقول يا أيها الرجل وزيد ، ويا ايها الرجل وعبد الله ، لأن هذا محمول على يا كما قال رؤبة :

(١) * يا دار عفراء ودار البخدن*

وتقول يا هذا ذا الجمّة كقولك يا زيد ذا الجمة ليس بين أحد فيه اختلاف.

[باب لا يكون الوصف المفرد فيه الا رفعا ولا يقع في موقعه غير المفرد]

وذلك قولك يا أيّها الرجل ويا أيّها الرجلان ويا أيّها المرأتان فأي هيهنا فيما زعم الخليل كقولك يا هذا والرجل وصف له كما يكون وصفا لهذا وإنما صار وصفه لا يكون فيه الا الرفع لأنك لا تستطيع أن تقول يا أيّ ولا يا أيّها وتسكت لانه مبهم يلزمه التفسير فصار هو والرجل بمنزلة اسم واحد كأنك قلت يا رجل* واعلم أن الأسماء المبهمة التي توصف بالأسماء التي فيها الألف واللام تنزل منزلة أي وهي هذا وهؤلاء وأولئك وما أشبهها وتوصف بالأسماء وذلك قولك يا هذا الرجل ويا هذان الرجلان صار المبهم وما بعده بمنزلة اسم واحد وليس ذا بمنزلة قولك يا زيد الطويل من قبل أنك قلت يا زيد وأنت تريد أن تقف عليه ثم خفت أن لا يعرف فنعّته بالطويل واذا قلت يا هذا الرجل فأنت لم ترد أن تقف على هذا ثم تصفه بعد ما تظن أنه لم يعرف فمن ثمّ وصفت بالأسماء التي فيها الألف واللام لأنها والوصف بمنزلة اسم واحد كأنك قلت يا رجل فهذه الأسماء المبهمة اذا فسرتها تصير بمنزلة أي كأنك اذا أردت أن تفسّرها لم يجز لك أن تقف عليها وانما قلت يا هذا ذا الجمّة لأن ذا الجمّة لا توصف به الأسماء المبهمة انما يكون بدلا أو عطفا على الاسم اذا أردت أن تؤكد كقولك يا هؤلاء أجمعون فانما أكّدت حين وقفت على الاسم والألف واللام والمبهم يصيران بمنزلة اسم واحد يدلك على ذلك

__________________

(٤٤٩) الشاهد فيه نصب المعطوف المضاف وحمله على مثل ما حمل عليه الأول لان اعادة حرف النداء مقدر فيه فكأنه قال ويا دار البخدن.

٣٥٧

أن أي لا يجوز لك فيها أن تقول يا أيّها ذا الجمّة فالأسماء المبهمة توصف بالألف واللام ليس إلا ويفسّر بها ولا توصف بما يوصف به غير المبهمة ولا تفسّر بما يفسّر به غيرها الا عطفا ومثل ذلك قول الشاعر (وهو ابن لوذان السّدوسي). [كامل]

١) يا صاح يا ذا الضامر العنس

والرّحل ذي الأنساع والحلس

ومثله قول ابن الأبرص الأسدي : [كامل]

(٢) يا ذا المخوّفنا بمقتل شيخه

حجر تمنّى صاحب الأحلام

ومثله يا ذا الحسن الوجه ، وليس ذا بمنزلة يا ذا ذا الجمّة من قبل أن الضامر العنس والحسن الوجه كقولك هذا يا ذا الضامر يا ذا الحسن وهذا المجرور هيهنا بمنزلة المنصوب اذا قلت يا ذا الحسن الوجه ويا ذا الحسن وجها ، ويدلك على أنه ليس بمنزلة ذي الجمّة أنّ ذا معرفة بالجمّة والضامر والحسن ليس واحد منهما معرفة بما بعده ، ولكن ما بعده تفسير لموضع الضّمور والحسن ، اذا أردت أن لا تبهمهما فكلّ واحد من المواضع من سبب الأول لا يكونان إلا كذلك فاذا قلت الحسن فقد عممت ، واذا قلت الوجه فقد اختصصت شيئا منه ،

__________________

(٤٥٠) الشاهد فيه رفع الضامر وان كان مضافا الى العنس لان اضافته ليست بمحضة وتقديره يا ذا الذي ضمرت عنسه ، والعنس الناقة الشديدة وأصل العنس صخرة في الماء فشبهت الناقة بها لصلابتها وقد خولف سيبويه في انشاده بالرفع وزعم المخالف أن الشاعر قال يا ذا الضامر العنس على اضافة ذا الى ضامر وبدل العنس منه والمعنى يا صاحب العنس الضامر واحتج بقوله بعد هذا* والرحل ذى الاقتاب والحلس* أي صاحب هذه الأشياء فلو كان على ما ذهب اليه سيبويه لم يعطف الرحل وما بعده على العنس لانه لا يقال الضامر الرحل والحجة لسيبويه أن الضامر دال على التغير فكأنه قال يا ذا المتغير العنس والرحل كما قال :

يا ليت زوجك قد غدا

متقلدا سيفا ورمحا

فأدخل الرمح في التقلد وهو يريد الاعتقال لان معنى التقلد والاعتقال الحمل ، فكأنه قال قد غدا متقلدا سيفا وحاملا رمحا.

(٤٥١) الشاهد فيه حمل المخوفنا على ذا نعتاله لأنه في معنى مفرد مثله وان كان في للفظ مواصولا بمفعوله والقول فيه كالقول في الذي قبله.

٣٥٨

واذا قلت الضامر فقد عمّمت ، واذا قلت العنس فقد اختصصت شيئا من سببه كما اختصصت ما كان منه وكأن العنس شيء منه فصار هذا تبيينا لموضع ما ذكرت كما صار الدرهم تبيّن به ممّ العشرون حين قلت عشرون درهما ، ولو قلت يا هذا الحسن الوجه لقلت يا هؤلاء العشرين رجلا ، وهذا بعيد فانما هو بمنزلة الفعل اذا قلت يا هذا الضارب زيدا ويا هذا الضارب الرجل كأنك قلت يا هذا الضارب وذكرت ما بعده لتبيّن موضع الضرب ولا تبهمه ولم يجعل معرفة بما بعده ، ومن ثم كان الخليل يقول يا زيد الحسن الوجه ، قال هو بمنزلة قولك يا زيد الحسن ولو لم يجز فيما بعد زيد الرفع لما جاز في هذا كما أنه اذا لم يجز يا هذا ذو الجمّة ، وقال الخليل اذا قلت يا هذا وأنت تريد أن تقف عليه ثم تؤكّده باسم يكون عطفا عليه فأنت فيه بالخيار إن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت وذلك قولك يا هذا زيد ، وإن شئت قلت زيدا يصير كقولك يا تميم أجمعون وأجمعين ، وكذلك يا هذان زيد وعمرو ، وإن شئت قلت زيدا وعمرا ، فتجري ما يكون عطفا على الاسم مجرى ما يكون وصفا نحو قولك ، يا زيد الطويل ويا زيد الطويل ، وزعم لي بعض العرب أنّ يا هذا زيد كثير في كلام طيّيء ويقوّى يا زيد الحسن الوجه ولا تلتفت فيه الى الطول أنّك لا تستطيع أن تناديه فتجعله وصفا مثله منادى.

واعلم أن هذه الصفات التي تكون والمبهمة بمنزلة اسم واحد اذا وصفت بمضاف أو عطف على شيء منها كان رفعا من قبل أنه مرفوع غير منادى ، واطّرد الرفع في صفات هذه المبهمة كاطّراد الرفع في صفاتها اذا ارتفعت بفعل أو ابتداء أو تبنى على مبتدإ بمنزلة صفاتها اذا كانت في هذه الحال كما أن الذين قالوا يا زيد الطويل جعلوا زيدا بمنزلة ما يرتفع بهذه الأشياء الثلاثة ، فمن ذلك قول الشاعر : [رجز]

(١) * يا أيّها الجاهل ذو التّنزّى*

وتقول يا أيّها الرجل زيد أقبل ، وإنما تنوّن لأنه موضع يرتفع فيه المضاف ،

__________________

(٤٥٢) الشاهد فيه نعت الجاهل بذي التنزي ورفعه وان كان مضافا لان الجاهل ليس بمنادى فيجري نعته على الموضع ولو نصب ذو التنزي على البدل من أي أو ارادة النداء على معنى ويا ذا التنزي لجاز والتنزي هنا خفة الجهل وأصله الوثب.

٣٥٩

وانما يحذف منه التنوين اذا كان في موضع ينتصب فيه المضاف ، وتقول يا زيد الطويل ذو الجمّة اذا جعلته صفة للطويل وان حملته على زيد نصبت ، فاذا قلت يا هذا الرجل فأردت أن تعطف ذا الجمّة على هذا جاز فيه النصب ولا يجوز ذلك في أي لأنه لا تعطف عليه الاسماء ، ألا ترى أنك لا تقول يا أيّها ذا الجمّة ، فمن ثمّ لم يكن مثله ، وأما قولك يا أيّها ذا الرجل ، فان ذا وصف لأي كما كان الألف واللام وصفا له لأنه مبهم مثله فصار صفة له كما صار الألف واللام وما أضيف اليهما صفة للألف واللام ، وذلك نحو قولك مررت بالحسن الجميل وبالحسن ذي المال ، وقال ذو الرمّة :

(١) ألا أيّها ذا المنزل الدارس الذي

كأنّك لم يعهد بك الحيّ عاهد

ومن قال يا زيد الطويل قال ذا الجمّة ، لا يكون فيه غير ذلك إذا جاء بها من بعد الطويل ، وإن رفع الطويل وبعده ذو الجمّة كان فيه الوجهان ، وتقول يا زيد الناكي العدوّ وذا الفضل ، حملت ذا الفضل على زيد نصبت لأنه وصف لمنادى وهو مضاف ، وان حملته على غير زيد انتصب على يا كأنك قلت ويا ذا الفضل.

[باب ما ينتصب على المدح والتعظيم أو الشتم]

لأنه لا يكون وصفا للأول ولا عطفا عليه وذلك قولك يا أيّها الرجل وعبد الله المسلمين الصالحين ، وهذا بمنزلة قولك اصنع ما سرّ أباك وأحبّ أخوك الرجلين الصالحين ، فان قلت يا زيد وعمرو ، ثم قلت الطويلين فأنت بالخيار إن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت لأنه بمنزلة قولك يا زيد الطويل ، وتقول يا هؤلاء وزيد الطّوال والطّوال لأنه كلّه رفع والطوال هيهنا رفع عطف عليهم ، وتقول يا هذا ويا هذان الطّوال ، وإن شئت قلت الطّوال لأن هذا كلّه مرفوع والطوال هيهنا عطف ، وليس الطوال بمنزلة يا هؤلاء الطوال لأنّ هذا إنما هو من وصف غير المبهمة ، وإنما فرقوا بين العطف والصفة لأنّ الصفة تجيء بمنزلة الألف واللام كأنك اذا قلت مررت بزيد أخيك فقد

__________________

(٤٥٣) الشاهد فيه نعت أي بالاسم المبهم لأنه مثله في الابهام وأجرى المنزل على هذا لأنه مفرد مثله* يقول كأن المنزل لدروسه وتغير آثاره لم يقم فيه أحد ولا عهد به.

٣٦٠