كتاب سيبويه - ج ١

أبو بشر عمرو بن عثمان [ سيبويه ]

كتاب سيبويه - ج ١

المؤلف:

أبو بشر عمرو بن عثمان [ سيبويه ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٨٢

(١) طويل متلّ العنق أشرف كاهلا

أشقّ رحيب الجوف معتدل الجرم

كأنه قال ذهب صعدا فانما أخبر أنّ الذهاب كان على هذه الحال ، ومثله قول رجل من عمان [رجز]

(٢) اذا أكلت سمكا وفرضا

ذهبت طولا وذهبت عرضا

فانما شبّه هذا الضرب من المصادر ، وليس هذا مثل قول عامر بن الطّفيل : [كامل]

(٣) فلأبغينّكم قنا وعوارضا

ولأقبلنّ الخيل لابة ضرغد

__________________

ـ تقول ذهب زيد مسرعا وانطلق راكبا فتنتصب هذه الصفات لاشتغال الفعل بالاسم المذكور قبلها ولو أخلص لها الفعل ارتفعت به فلما كان التمييز والحال بمنزلة واحدة في هذه الاشياء عبر عن التمييز بالحال وعلى هذا تجرى سائر الابيات* وصف رواحل أنضاها دؤوب السير في الهواجر والليل حتى ذهبت لحوم كلا كلها وصدورها ونحلت والكلاكل الصدور واحدها كلكل وكلكال وكأنه أراد بالكلكل هنا أعلى الصدر فلذلك ذكر معه الصدر ويكون أيضا ذكرها للتوكيد ومعنى مشق أذهب لحومهن والممشوق الضريب اللحم الخفيف الجسم.

(١٢٤) الشاهد فيه نصب الكاهل على التمييز لا على التشبيه بالظرف ، وقد تقدم القول فيه* وصف فرسا فيقول هو طويل العنق مشرف الكاهل رحيب الجوف طويل الخلق معتدل الشكل والمتل العنق الطويل الغليظ المغرز وأضافه الى العنق لتبيين نوع المتل فكانه قال طويل الشىء المتل الذي هو العنق ، والكاهل فروع الكتفين والاشق الطويل الشق وهو الجانب والرحب والرحيب الواسع ، والجرم الجسم.

(١٢٥) الشاهد فيه نصب الطول والعرض على التمييز لان المعنى ذهب طولى وعرضى أي أتسعا وتملآ شبعا والطول والعرض هنا عبارة عن جميع جسده فهما في التحصيل جوهر وان كانا في اللفظ اسم فعل فنصبهما اذا كنصب الكلاكل والصدور في البيت المتقدم وعلتهما واحدة ، والفرض ضرب من التمر لاهل عمان والفرض التمر الذي يؤخذ في فرض الزكاة وكذلك الزبيب واصل الفرض في اللغة القطع قاله الزجاج في المعاني.

(١٢٦) الشاهد في نصب قنا وعوارض على اسقاط حرف الجر ضرورة لانهما مكانان مختصان لا ينتصبان انتصاب الظرف وهما بمنزلة ذهبت الشام في الشذود والحذف* توعد في البيت أعداءه بتتبعهم والايقاع بهم حيث حلوا من المواضع المنيعة ومعني لأبغينكم لاطلبنكم ، وقنا وعوارض جبلان ، واللابة الحرة ، وضرغد جبل بعينه ومعنى لا قبلن الخيل لاوردنها هذه الحرة ولأقبلنها.

١٠١

لان قنا وعوارض مكانان ، وانما يريد بقنا وعوارض ، ولكن الشاعر شبّهه بدخلت البيت وقلب الظهر والبطن.

[باب من اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل المضارع في المفعول في المعنى]

«فاذا أردت فيه من المعنى ما أردت في يفعل كان منونا نكرة»

وذلك قولك هذا ضارب زيدا غدا فمعناه وعمله هذا يضرب زيدا غدا ، واذا حدّث عن فعل في حين وقوعه غير منقطع كان كذلك وذلك قولك هذا ضارب عبد الله الساعة فمعناه وعمله مثل هذا يضرب زيدا الساعة ، وكان زيد ضاربا أباك فانما يحدث أيضا عن اتصال فعل في حين وقوعه ، وكان موافقا زيدا فمعناه وعمله كقولك كان يضرب أباك ويوافق زيدا فهذا اجرى مجرى الفعل المضارع في العمل والمعنى منوّنا ، ومما جاء في الشعر منونا من هذا الباب قول (امرىء القيس) : [كامل]

(١) إنّي بحبلك واصل حبلى

وبريش نبلك رائش نبلى

وقال عمر بن أبي ربيعة : [طويل]

(٢) ومن مالىء عينيه من شىء غيره

إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى

وقال زهير : [طويل]

__________________

(١٢٧) الشاهد فيه تنوين واصل ورائش ونصب ما بعدهما تشبيها بالفعل المضارع لانهما في معناه ومن لفظه فجريا في العمل مجراه كما جرى في الاعراب مجراهما* يخاطب محبوبته فيقول لها أمري من أمرك ما لم تتشبثي بغيرى وتميلى بهواك اليه وبعده.

ما لم أجدك على هدى أثر

يقفو مقصك قائف قبلى

ويروى بفتح الضمير على خطاب الصديق والصاحب وضرب وصل الحبل مثلا للمودة والتواصل ، وريش النبل مثلا للمخالطة والتداخل.

(١٢٨) الشاهد فيه تنوين مالىء ونصب العينين به تشبيها بالفعل المضارع له كما تقدم* وصف ان المحب العاشق يلقى بمنى عند رمي الجمار من يحب فيملأ عينيه منه ويلتذ بنظره اليه والبيض النساء ، والدمى صور الرخام شبه بها النساء لأن الصانع لها لا يبقى غاية في تحسينها وتلطيف شكلها وتخطيطها ويراد أيضا مع ذلك السكينة والوقار.

١٠٢

(١) بدالى أني لست مدرك ما مضى

ولا سابقا شيئا اذا كان جائيا

وقال الأخوص الرياحيّ : [طويل]

(٢) مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعبا الا ببين غرابها

واعلم أن العرب يستخفّون فيحذفون النون والتنوين ولا يتغيّر من المعنى شيء وينجرّ المفعول لكفّ التنوين من الاسم فصار عمله فيه الجرّ ودخل في الاسم معاقبا للتنوين فجرى مجرى غلام عبد الله في اللفظ لأنه اسم وإن كان ليس مثله في المعنى والعمل وليس يغيّر كفّ التنوين اذا حذفته مستخفّا من المعنى شيئا ولا يجعله معرفة ، فمن ذلك قوله عزوجل (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) فالمعنى معنى (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) ويزيد هذا عندك بيانا قوله عزوجل (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) (عارِضٌ مُمْطِرُنا) فلو لم يكن هذا في معنى النكرة والتنوين لم توصف به النكرة وستراه أيضا مفسّرا في بابه مع غير هذا من الحجج ، وقال الخليل هو كائن أخيك على الاستخفاف والمعنى هو كائن أخاك ، ومما جاء في الشعر غير منوّن قول الفرزدق: [طويل]

__________________

(١٢٩) الشاهد فيه تنوين سابق ونصب ما بعده كالذي تقدم* يقول اختبرت حال الزمان وتقلبي فيه فبدا لى اني لا أدرك ما فات منه ولا أسبق ما لم يجيء بعد فيه قبل وقته والمعنى ان الانسان مدبر لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا.

(١٣٠) الشاهد فيه اثبات النون في مصلحين ونصب العشيرة ، وعلته كعلة ما قبله لأن النون فيه بمنزلة التنوين في واحده وكل يمنع من الاضافة ويوجب نصب ما بعده ، * يهجو قوما وينسبهم الى الشؤم وقلة الصلاح والخير فيقول لا يصلحون أمر العشيرة اذا فسد ما بينهم ولا يأتمرون لخير فغرابهم لا ينعب إلا بالتشتيت والفراق ، وهذا مثل للتطير منهم والتشؤم بهم ، والنعيب صوت الغراب ومد عنقه عند ذلك ومنه ناقة نعوب ومنعب اذا مدت عنقها في السير.

١٠٣

(١) أتاني على القعساء عادل وطبه

برجلى لئيم واست عبد تعادله

يريد عادلا وطبه ، وقال الزّبرقان بن بدر : [بسيط]

(٢) مستحقبي حلق الماذيّ يحفزه

بالمشرفيّ وغاب فوقه حصد

وقال سليك بن السّلكة : [وافر]

(٣) نراها من يبيس الماء شهبا

مخالط درّة منها غرار

يريد عرق الخيل ، ومما يزيد هذا الباب إيضاحا أنّه على معنى المنوّن قول النابغة : [بسيط]

__________________

(١٣١) الشاهد فيه حذف التنوين من عادل استخفافا واضافته الى ما بعده وتنكره وان كان مضافا الى معرفة لما ينوى فيه من التنوين والنصب والتقدير أتاني عادلا وطبه* هجا رجلا وجعله راعيا فيقول أتاني راكبا على راحلة قعساء وهي المحدودبة من الهزال قد عدل وطبه وهو زق اللبن باسته ورجليه أي جعلهما عدلا له وقد قيل أراد بالقعساء أتانا والاول أولى لذكره الوطب لأن الراعي انما يرتحل من الابل التي يرعاها.

(١٣٢) الشاهد في حذف النون من مستحقبين استخفافا واضافته الى ما بعده* وصف جيشا فقال مخبرا عن فرسانه مستحقبي حلق الماذي أي جعلوها في حقائبهم وهي مآخير الرحال معدة للباس ، والماذي الدروع الصافية الحديد اللينة اللمس واحدتها ماذية وقوله يحفزه اخبار عن الجيش فلذلك وحده والهاء عائدة على الماذي لانه اسم جنس ، والمشرفي السيف نسب الى المشارف وهي قرى بالشام يطبع بها السيوف ، ومعنى يحفزه بالمشرفي رفعه لحمائله وتشمير ذيوله ، وأراد بالغاب الرماح سماها بمنبتها والغاب جمع غابة وهي الغيضة والحصد المقطوع لأن الرماح تقطع من أجمتها فوصفها بذلك ويقال الحصد الملتف من قولهم استحصد الشيء اذا قوي واشتد وحبل محصد أي محكم الفتل شديد.

(١٣٣) الشاهد فيه حذف التنوين من مخالط واضافته الى الدرة والمعنى مع اثبات التنوين والنصب ، ويدل على ذلك ارتفاع غرار به والتقدير يخالط درتها غرار* وصف خيلا فيقول اذا يبس العرق عليها ابيض فرأيتها شهبا وكذلك عرق الخيل ، وأما عرق الابل فيصفر اذا يبس ثم وصفها باعتدال العرق وتوسطه للكثرة والقلة فقال يخالط درة عرقها وهي دفعته وكثرته غرار وهو تبجسه شيئا بعد شيء وقلته وهو المستحب ، ويكره افراطه لأن ذلك يجهده ويكره انقطاعه وعدمه لما يتوقع عليه من الربو بذلك.

١٠٤

(١) احكم كحكم فتاة الحىّ اذ نظرت

إلى حمام شراع وارد الثّمد

فوصف به النكرة ، وقال المرّار الاسدىّ : [كامل]

(٢) سلّ الهموم بكلّ معطى رأسه

ناج مخالط صهبة متعيّس

فهو على المعنى لا على الأصل والأصل التنوين لان هذا الموضع لا يقع فيه معرفة ولو كان الاصل هيهنا ترك التنوين لما دخله التنوين ولا كان نكرة وذلك أنّه لا يجرى مجرى المضارع فيما ذكرت لك ، وزعم عيسى أن بعض العرب ينشد هذا البيت لأبي الأسود الدّؤلى : [متقارب]

(٣) فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا

__________________

(١٣٤) الشاهد فيه اضافة وارد الى الثمد على نية التنوين والنصب ولذلك نعتت به النكرة مع اضافته الى المعرفة اذ كانت اضافته غير محضة* يخاطب النعمان بن المنذر فيقول كن حكيما في أمري أي مصيبا للحق فيه والعدل وكان واجدا عليه وضرب له المثل باصابة الزرقاء في خررها للحمام التي مرت طائرة بها فخصرت عددها مع كثرتها وتراكمها وخبرها مشهور يستغنى عن التفسير ، والشراع الواردة والشريعة الموردة ، والثمد الماء القليل على وجه الارض.

(١٣٥) الشاهد فيه اضافة معط الى الرأس مع نية التنوين والنصب والدليل على ذلك اضافة كل اليه لان كلاهنا لا تضاف الا الى نكرة ونعته بناج وما بعده وهو نكرة* والمعنى سلّ همومك اللازمة لك بفراق من تهوى ونأيه عنك بكل بعير ترتحله للسفر معط رأسه أي ذلول منقاد ناج أي سريع والنجا السرعة والفوت ، والصهبة أن يضرب بياضه الى الحمرة وهو تجار الكرم والعتق والمتعيس والاعيس الابيض وهو أفضل ألوان الابل ، وبعده في بعض النسخ :

مغتال أحبلة مبين عنقه

في منكب زين المطى عرندس

(١٣٦) الشاهد فيه حذف التنوين من ذاكر لالتقاء الساكنين ونصب ما بعده وان كان الوجه اضافته كما تقدم وفي حذف تنوينه لالتقاء الساكنين وجهان أحدهما أن يشبه بحذف النون الخفيفة اذا لقيها ساكن كقولك اضرب الرجل تريد اضربن ، والوجه الثاني أن يشبه بما حذف تنوينه من الاسماء الاعلام اذا وصف بابن مضاف الى علم كقولك رأيت زيد بن عمرو وأحسن ما يكون حذف التنوين للضرورة في مثل قولك هذا زيد الطويل لان النعت والمنعوت كالشىء الواحد فيشبه بالمضاف والمضاف اليه.

١٠٥

لم يحذف التنوين استخفافا ليعاقب المجرور ولكنه حذفه لالتقاء الساكنين ، كما قال رمى القوم وهذا اضطرار وهو مشبّه بذلك الذي ذكرت لك ، وتقول في هذا الباب هذا ضارب زيد وعمرو اذا أشركت بين الآخر ، والاول في الجار لانه ليس في العربيّة شىء يعمل في حرف فيمتنع أن يشرك بينه وبين مثله ، وإن شئت نصبته على المعني وتضمر له ناصبا فتقول هذا ضارب زيد وعمرا ، كأنه قال ويضرب عمرا أو ضارب عمرا ، ومما جاء على المعنى قول جرير : [بسيط]

(١) جئنى بمثل بنى بدر لقومهم

أو مثل اسرة منظور بن سيّار

وقال كعب بن جعيل التغلبيّ : [طويل]

(٢) أعنّى بخوّار العنان تخاله

إذا راح يردى بالمدجّج أحردا

وأبيض مصقول السّطام مهنّدا

وذا حلق من نسج داود مسردا

فحمله على المعنى كأنه قال وأعطني أبيض مصقول السطام ، أو قال هات مثل اسرة منظور بن سيّار والنصب في الاول أقوى وأحسن لأنك أدخلت الجرّ على الحرف الناصب

__________________

(١٣٧) قد مر شرحه وتفسيره في ص ٦٣ ، رقم ٧٨.

(١٣٨) الشاهد في حمل ابيض على معنى أعني بخوار العنان لان معناه اعطني وناولني كأنه قال ناولني خوار العنان وأبيض مصقول السطام وجعل سيبويه هذا تقوية لنصب المعطوف في قولك هذا ضارب زيد وعمرا لأن المعني يضرب زيدا وعمرا ، وأراد بخوار العنان فرسا منقادا متأنيا لين العنان عند الجذب والتصريف ، والخوّار الضعيف اللين والرديان أن يضرب بيديه عند السير ضربا لمرحه ويقال لما تكسر به الحجارة مرداة من هذا ، والمدجج اللابس للسلاح وهو بالكسر والفتح ، والكسر أفصح وشبه الفرس بالاحرد لانه يميل بيديه عن القصد لمرحه وأصل الحرد داء يصيب البعير في يديه من العقال وأراد بالابيض سيفا صقيلا ، والسطام جوانبه ولا يعرف لها واحد ، والمهند الهندى ولا فعل له ولكنه لفظ موضوع لمعنى النسب ومثله غريب ، وأراد بالحق حلق الدرع ونسبها الى داود عليه‌السلام لانه أول من عمل الدروع ، والمسرد المتتابع النظم والمعروف في اللغة سردت الدرع فهي مسرودة ، ويجوز على هذا اسردتها فهي مسردة وهو قليل.

١٠٦

ولم تجىء هيهنا الا بما أصله الجرّ ولم تدخله على ناصب ولا رافع وهو على ذلك عربىّ جيد والجرّ أجود ، قال رجل من قيس عيلان : [وافر]

(١) بينا نحن نطلبه أتانا

معلّق وفضة وزنا دراعي

وزعم عيسى أنهم ينشدون هذا البيت : [بسيط]

(٢) هل أنت باعث دينار لحاجتنا

أو عبد رب أخاعون بن مخراق

فاذا أخبر أنّ الفعل قد وقع وانقطع فهو بغير تنوين البتة لأنه انما اجرى مجري الفعل المضارع له كما أشبهه الفعل المضارع في الاعراب ، فكلّ واحد منهما داخل على صاحبه فلما أراد سوى ذلك المعنى جرى مجرى الاسماء التي من غير ذلك الفعل لأنه انما شبّه بما ضارعه من الفعل كما شبّه به في الاعراب ، وذلك قولك هذا ضارب عبد الله وأخيه ، وجه الكلام وحدّه الجرّ لانه ليس موضعا للتنوين ، وكذلك قولك هذا ضارب زيد فيها وأخيه وهذا قاتل عمرو أمس وعبد الله وهذا ضارب عبد الله ضربا شديدا وعمرو ، ولو قلت هذا ضارب عبد الله وزيدا جاز على اضمار فعل أي وضرب زيدا وانما جاز هذا الاضمار لان معنى الحديث في قولك هذا ضارب زيد هذا ضرب زيدا وان كان لا يعمل عمله فحمل على المعنى كما قال عزوجل (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ) لما كان المعنى في الحديث على قولهم لهم فيها حمله على شيء لا ينقض الاول في المعنى ، وقد قرأه الحسن ، ومثله قول الشاعر (وهو مزاحم العقيلي) : [بسيط]

(٣) يهدي الخميس نجادا في مطالعها

إمّا المصاع وإمّا ضربة رغب

__________________

(١٣٩) الشاهد فيه نصب زناد حملا على موضع الوفضة لأن المعنى يعلق وفضة وزناد راع ، والوفضة الكنانة.

(١٤٠) الشاهد فيه نصب عبد رب حملا على موضع دينار لأن المعنى هل أنت باعث دينارا أو عبد رب ويحتمل دينار هنا على وجهين أحدهما أن يكون أراد أحد الدنانير أو يكون أراد رجلا يقال له دينار لأنه من اسمائهم.

(١٤١) الشاهد فيه حمل الضربة على معنى إما المصاع لأن المعنى إما أمره المصاع وإما ـ

١٠٧

فحمله على شيء لو كان عليه الاول لم ينقض المعنى ، ومثله قول كعب بن زهير : [طويل]

(١) فلم يجدا إلا مناخ مطيّة

تجافى بها زور نبيل وكلكل

ومفحصها عنها الحصى بجرانها

ومثنى نواج لم يخنهنّ مفصل

وسمر ظماء واترتهنّ بعد ما

مضت هجعة من آخر الليل ذبّل

كأنه قال وثم سمر ظماء ، وقال : [كامل]

(٢) بادت وغيّرّ آيهنّ مع البلى

إلّا رواكد جمرهنّ هباء

ومشجّج أمّا سواه قذاله

فبدا وغيّر ساره المعزاء

__________________

ـ ضربة رغب ، وأما نصب المصاع فعلى المصدر والعامل فيه فعله الذي جعل بدلا من اللفظ به وهو يماصع والمصاع القتال والنجاد جمع نجد ، وهو الطريق في الجبل والنجد أيضا ما ارتفع من الارض ، ونصب النجاد بيهدي على اسقاط حرف الجر والتقدير يهدي الخميس الى النجاد وفي النجاد ، والرغب الواسعة وهو مصدر وصف به.

(١٤٢) الشاهد في الابيات رفع السمر الظماء حملا على المعنى لانه لما قال فلم يجدا الا مناخ مطية ومفحصها عنها الحصى علم أن بالمنزل الذي وصف هذه الاشياء فكأنه قال فيه كذا وكذا وسمر ظماء* وصف منزلا رحل عنه فطرقه ذئبان يعتسانه فلم يجدا به الا موضع اناخة مطيته وموضع فحصها الحصى عند البروك بجرانها وهو باطن عنقها ومواضع قوائمها وهي المثنى لانها تقع بالارض مثنية والنواجي السريعة يعني قوائمها ، ووصفها بتجافي الزور لنتوئه وضمرها فاذا بركت تجافي بطنها عن الارض ، والزور ما بين ذراعيها من صدرها ، والنبيل المشرف الواسع ، والكلكل الصدور أراد بالسمر الظماء بعرها ، ووصفها بهذا لعدمها المرعى الرطب وقلة ورودها للماء لأنها في فلاة ، ومعنى واترتهن تابعت بينهن عند انبعاثها وذلك من فعلها معروف ، والهجعة النومة في الليل خاصة وأراد بها نومة المسافر في آخر الليل ، والذبل من وصف السمر الظماء ورفعها الذي اضطره الى القطع والحمل على المعنى وكان الوجه النصب لو أمكنه.

(١٤٣) الشاهد فيهما حمل مشجج على المعنى لأنه لما قال إلا رواكد فاستثناهن من آي الديار علم أنها مقيمة بها ثابتة فكأنه قال بها رواكد ومشجج ، وأراد بالرواكد الاثافي وركودها ثبوتها وسكونها ، ووصف الجمر بالهباء لقدمه وانسحاقه والهباء الغبار وما يبدو عن شعاع ـ

١٠٨

لانّ قوله إلا رواكد هي في معنى الحديث أي بها رواكد فحمله على شيء لو كان عليه الأول لم ينقض الحديث ، والجرّ في هذا أقوى يعني هذا ضارب زيد وعمرو وقد فعل لانه اسم وان كان قد جرى مجرى الفعل بعينه والنصب في الفعل أقوى ، اذا قلت هذا ضارب زيد فيها وعمرا وكلّما طال الكلام كان أقوى وذلك أنّك لا تفصل بين الجار وبين ما يعمل فيه فكذلك صار هذا اقوى فمن ذلك قوله عزوجل (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً)، وكذلك إن جئت باسم الفاعل الذي تعدّى فعله الى مفعولين وذلك قولك هذا معطي زيد درهما وعمرو اذا لم تجره على الدرهم والنصب على ما نصبت عليه ما قبله ، وتقول هذا معطى زيد وعبد الله ، والنصب اذا ذكرت الدرهم أقوى لأنك قد فصلت بينهما ، وان لم ترد بالاسم الذي يتعدى فعله الى مفعولين أن يكون الفعل قد وقع أجريته مجرى الفعل الذي يتعدى الى مفعول في التنوين وترك التنوين وأنت تريد معناه وفي النصب والجر وجميع أحواله فاذا نوّنت فقلت هذا معط زيدا درهما لم تبال أيّهما قدّمت لانه يعمل عمل الفعل وان لم تنون لم يجز هذا معطى درهما زيد لأنك لا تفصل بين الجار والمجرور لأنه داخل في الاسم فاذا نونت انفصل كانفصاله في الفعل ، ولا يجوز

__________________

ـ الشمس اذا دخلت من كوة ، وأراد بالمشجج وتدامن أوتاد الخباء وتشجيجه ضرب رأسه ليثبت ومنه الشجة في الرأس وسواء قذاله وسطه ويروى سواد قذاله وسواد كل شيء شخصه ، وأراد بالقذال أعلاه وهو من الدابة معقد العذار بين الاذنين ، وقوله غير ساره أراد سائره فحذف عين الفعل لاعتلاله ونظيره هار بمعنى هائر وشاك بمعنى شائك والمعزاء أرض صلبة ذات حصي وكانوا يتحرون النزول في الصلابة ليكونوا بمعزل عن السبيل ولتثبت أوتادها الابنية ومعنى بادت تغيرت وبليت واضمر الفاعل في غير لدلالة بادت عليه والمعنى وغير بيودها آيهن فالآي جمع آية وهي علامات الديار والبلي تقادم العهد* ومما أنشده الأخفش في الباب.

فز ججتها بمزجة

زج القلوص أبي مزاده

الشاهد فيه الفصل بين الزج وأبي مزادة بالقلوص ومفعوله والتقدير زج أبي مزادة القلوص ومثل هذا لا يجوز في شعر ولا في غيره ، وانما يجوز في الشعر بالظرف خاصة لأنه موجود وان لم يذكر فاقحم لذلك.

١٠٩

إلا في قوله هذا معطى درهم زيدا كما قال تعالى (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)

[باب جرى مجرى الفاعل الذي يتعدى فعله الى مفعولين في اللفظ لا في المعنى]

وذلك قولك :

* يا سارق الليلة أهل الدار* [رجز]

وتقول على هذا الحد سرقت الليلة إهل الدار فتجرى الليلة على الفعل في سعة الكلام كما قال صيد عليه يومان ، وولد له ستون عاما فاللفظ يجري على قوله هذا معطى زيد درهما والمعنى انما هو في الليلة وصيد عليه في اليومين غير أنهم أوقعوا الفعل عليه لسعة الكلام ، وكذلك لو قلت هذا مخرج اليوم الدرهم وصائد اليوم الوحش ، ومثل ما أجرى مجرى هذا في سعة الكلام والاستخفاف قوله عزوجل (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فالليل والنهار لا يمكران ولكن المكر فيهما ، فان نوّنت فقلت يا سارقا الليلة أهل الدار كان حدّ الكلام أن يكون أهل الدار على سارق منصوبا وتكون الليلة ظرفا لأن هذا موضع انفصال وإن شئت أجريته على الفعل على سعة الكلام ولا يجوز يا سارق الليلة أهل الدار إلا في شعر كراهية أن يفصلوا بين الجار والمجرور فاذا كان منوّنا فهو بمنزلة الفعل الناصب تكون الاسماء فيه منفصلة ، قال الشماخ : [رجز]

(١) ربّ ابن عمّ لسليمي مشمعل

طبّاخ ساعات الكرى زاد الكسل

هذا على ، يا سارق الليلة أهل الدار ، وقال الاخطل : [طويل]

__________________

(١٤٤) الشاهد فيه اضافة طباخ الى الساعات ونصب الزاد على التعدى والتقدير طباخ ساعات الكرى على تشبيه الساعات بالمفعول به لا على الظرف ، ولا تجوز الاضافه اليها وهي مقدرة على أصلها من الظرف لان الظرف يقدر فيه حرف الوعاء وهو في والاضافة الى الحرف غير جائزة وانما يضاف الى الاسم ، ولما أضاف الطباخ الى الساعات على هذا التأويل اتساعا ومجازا عداه الى الزاد لانه المفعول به في الحقيقة ، والمشمعل الجاد في أمره المشمر* يقول اذا كسل أصحابه عن طبخ الزاد عند تعريسهم وغلبة الكرى عليهم كفاهم ذلك وشمر في خدمتهم والعرب تفتخر بهذا ونحوه ، ويجوز إضافة طباخ الى الزاد والفصل بالظرف ضرورة والاول أجود.

١١٠

(١) وكرّار خلف المجحرين جواده

اذا لم يحام دون انثى حليلها

فان قلت كرّار وطباخ صار بمنزلة طبخت وكررت تجريها مجرى السارق حين نونت على سعة الكلام ، وقال رجل من بني عامر : [طويل]

(٢) ويوم شهدناه سليما وعامرا

قليل سوى الطّعن النّهال نوافله

وكما قال «ثماني حجج حججتهن بيت الله».

ومما جاء في الشعر قد فصل بينه وبين المجرور قول عمرو بن قميئة : [سريع]

(٣) لمّا رأت ساتيد ما استعبرت

لله درّ اليوم من لامها

وقال أبو حيّة النّميريّ : [وافر]

__________________

(١٤٥) الشاهد فيه اضافة كرار الى خلف ونصب الجواد به والقول فيه كالقول في البيت الذي قبله الا أن الاضافة الى خلف أضعف لقلة تمكنها في الاسماء ، ويجوز فيه من الفصل ما جاز في الاول والاول أجود* وصف رجلا بالشجاعة والاقدام فيقول اذا فر الرجال عن أزواجهم منهزمين وأسلموهن للعدو كر جواده خلف المجحرين وهم الملجؤن المغشيون فقاتل في أدبارهم.

(١٤٦) الشاهد فيه نصب ضمير اليوم بالفعل تشبيها بالمفعول به اتساعا ومجازا والمعني ، شهدنا فيه وسليم وعامر قبيلتان من قيس عيلان والنوافل هنا الغنائم* يقول بوم لم يغنم فيه الا النفوس لما أوليناهم من كثرة الطعن والنهال المرتوية بالدم وأصل النهل أول الشرب والعلل الشرب بعد الشرب والطعن هنا جمع طعنة.

(١٤٧) الشاهد فيه اضافة الدرالى من مع جواز الفصل بالظرف ضرورة اذ لم يمكنه الدراليه ونصب من به لانه ليس باسم فاعل ولا اسم فعل فيعمل عمل الفعل* وصف امرأة نظرت الى ساتيد ما وهو جبل بعينه بعيد من ديارها فذكرت به بلادها فاستعبرت شوقا اليها ثم قال لله در اليوم من لامها على استعبارها وشوقها انكارا على لائمها لانها استعبرت بحق فلا ينبغي أن تلام ، ويقال ان هذا الجبل لم يمر عليه يوم من الدهر لم ينسفك فيه دم ، ولذلك سمي ساتيد ما والله أعلم.

١١١

(١) كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ يقارب أو يزيل

وهذا لا يكون فيه إلّا هذا لأنه ليس في معنى فعل ولا اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل ، وممّا جاء مفصولا بينه وبين المجرور قول الاعشى : [كامل]

(٢) ولا نقاتل بالعصيّ

ولا نرامى بالحجارة

إلّا علالة أو بدا

هة قارح نهد الجزارة

وقال ذو الرمّة : [بسيط]

(٣) كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا

أواخر الميس أصوات الفراريج

فهذا قبيح ويجوز في الشعر على هذا مررت بخير وأفضل من ثمّ

__________________

(١٤٨) الشاهد فيه اضافة الكف الى اليهودي مع الفصل بالظرف والقول فيه كالقول في الذي قبله ، وعلته كعلته* وصف رسوم الدار فشبهها بالكتاب في دقتها والاستدلال بها ، وخص اليهود لأنه أهل كتاب ، وجعل كتابته بعضها متقارب وبعضها مفترق متباين لاقتضاء آثار الديار تلك الصفة والحال ، ومعنى يزيل يفرق ما بينهما ويباعد يقال زال الشيء يزيل وأزلته وزلته اذا ميزت بعضه من بعض وفرقته وزيلته فتزيل.

(١٤٩) الشاهد فيه اضافة العلالة الى القارح مع الفصل بالبداهة ضرورة وسوغ ذلك انهما يقتضيان الاضافة الى لقارح اقتضاء واحدا فأنزلتا منزلة اسم واحد مضاف الى القارح كما قالوا يا تيم تيم عدي وقد مر تفسيره ، وتقدير هذا قبل الفصل إلا علالة قارح أو بداهته فلما اضطر الى الاختصار والتقديم حذف الضمير وقدم البداهة وضمها الى العلالة فأثبت القارح وأضيفت به فاتصلت اليه ، وقد كانت العلالة مضافة الى القارح قبل تقديم البداهة فبقيت على اضافتها وهذا تقدير سيبويه وقد خولف فيه والصحيح اعماله* وصف انه وقومه أصحاب حرب يقاتلون على الخيل لا أصحاب ابل يرعونها فيقاتل بعضهم بالعصي والحجارة ، والعلالة آخر جريها والبداهة أوله ، والنهد الغليظ والجزارة القوائم والرأس ويستحب غلظهما مع قلة لحمهما ، وانما سميت جزارة لأنها كانت من الجزور اجرة الجازر فبقي عليها الاسم.

(١٥٠) الشاهد فيه اضافة الاصوات الى أواخر الميس مع فصله بالمجرور ضرورة والتقدير كأن أصوات أواخر الميس من شدة سير الابل بنا واضطراب رحالها عليها أصوات الفراريج والميس شجر يعمل منه الرحال ويقال هو النشم والايغال شدة السير.

١١٢

وقالت درنا بنت عبعبة من بني قيس بن ثعلبة : [طويل]

(١) هما أخوا في الحرب من لا أخاله

اذا خاف يوما نبوة فدعاهما

وقال الفرزدق : [منسرح]

(٢) يا من رأى عارضا أسرّ به

بين ذراعى وجبهة الأسد

وأما قوله عزوجل (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) فانما جاء لأنه ليس لما معنى سوى ما كان قبل أن تجيء به إلا التوكيد فمن ثمّ جاز ذلك اذ لم ترد به أكثر من هذا وكانا حرفين أحدهما في الآخر عامل ، ولو كان اسما أو ظرفا أو فعلا لم يجز ، وأما قوله : «أدخل فوه الحجر» فهذا جرى على سعة الكلام والجيّد ادخل فاه الحجر كما قال أدخلت في رأسي القلنسوة والجيّد أدخلت في القلنسوة رأسي ، وليس مثل الليلة واليوم لأنهما ظرفان فهو مخالف له في هذا موافق له في السعة ، قال الشاعر : [طويل]

(٣) ترى الثور فيها مدخل الظّلّ رأسه

وسائره باد الى الشمس أجمع

فوجه الكلام فيه هذا كراهية الانفصال ، واذا لم يكن في الجرّ فحدّ الكلام أن يكون الناصب مبدوءا به.

__________________

(١٥١) الشاهد فيه اضافة الاخوين الى من مع الفصل بالمجرور وهو كالذي قبله* رثت أخويها فتقول كانا لمن لا أخاله في الحرب ولا ناصرا أخوين ينصرانه اذا غشيه العدو فخاف أن ينبو عن مقاومته وأصل النبوة أن يضرب بالسيف فينبو عن الضربة ولا يمضي فيها.

(١٥٢) الشاهد فيه اضافة الذراعين الى الاسد مع الفصل بالجبهة والقول فيه كالقول في بيت الاعشى قبله وعلته كعلته* وصف عارض سحاب اعترض بين نوء الذراع ونوء الجبهة وهما من انواء الاسد وانواؤه أحمد الانواء وذكر الذراعين والنوء الذراع المقبوضة منهما لاشتراكهما في أعضاء الاسد والتسمية ونظير هذا قوله عزوجل (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) يريد من البحرين الملح والعذب وانما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح منهما.

(١٥٣) الشاهد فيه اضافة مدخل الى الظل ونصب الرأس به على الاتساع والقلب وكان الوجه أن يقول مدخل رأسه الظل لان الرأس هو الداخل في الظل والظل المدخل فيه ولذلك سماه سيبويه الناصب في تفسير البيت فقال الوجه أن يكون الناصب مبدوء به* وصف هاجرة قد ألجأت الثيران الى كنسها فترى الثور مدخلا لرأسه في ظل كناسه لما يجد من شدة الحر وسائره بارز للشمس.

١١٣

[باب صار الفاعل فيه بمنزلة الذي فعل في المعنى وما يعمل فيه]

وذلك قولك هذا الضارب زيدا فصار في معنى هذا الذي ضرب زيدا وعمل عمله لأنّ الالف واللام منعتا الاضافة وصارتا بمنزلة التنوين ، وكذلك هذا الضارب الرّجل وهو وجه الكلام ، وقد قال قوم من العرب ترضى عربيتهم هذا الضارب الرجل شبّهوه بالحسن الوجه وإن كان ليس مثله في المعنى ولا في أحواله إلا أنّه اسم وقد يجرّ كما يجرّ وينصب أيضا كما ينصب ، وسيبيّن ذلك في بابه إن شاء الله ، وقد يشبّهون الشيء بالشيء وليس مثله في جميع أحواله وسترى ذلك في كلامهم كثيرا ، وقال المرّار الاسدى : [وافر]

(١) أنا ابن التارك البكرىّ بشر

عليه الطّير ترقبه وقوعا

سمعناه ممّن يرويه عن العرب وأجرى بشرا على مجرى المجرور لانه جعله بمنزلة ما يكفّ منه التنوين ، ومثل ذلك في الاجراء على ما قبله هو الضارب زيدا والرّجل لا يكون فيه الا النصب لانّه عمل فيهما عمل المنوّن ولا يكون هو الضارب عمرو كما لا يكون هو الحسن وجه ، ومن قال هذا الضارب الرجل قال هو الضارب الرجل وعبد الله. ومن ذلك انشاد بعض العرب قول الاعشى [كامل]

__________________

(١٥٤) الشاهد فيه اضافة التارك الى البكري تشبيها بالحسن الوجه لانه مثله في اضافته الى الالف واللام وجاز ذلك مع تقدير الانفصال وأجرى بشرا على لفظ البكري عطف بيان عليه أو بدلا منه وان لم يكن فيه الالف واللام وجاز ذلك لبعده عن الاسم المضاف ولانه تابع والتابع يجوز فيه ما لا يجوز في المتبوع وقد خولف سيبويه في جر بشر وحمله على لفظ البكري لانك لو وضعته موضعه لم يتسع لك أن تقول أنا ابن التارك بشر كما لا تقول الضارب زيد والصحيح ما أجازه سيبويه لاخذه ذلك عن العرب والعلة التي ذكرنا* وصف أن أباه صرع رجلا من بكر فوقعت عليه الطير وبه رمق فجعلت ترقب موته لتتناول منه والوقوع هيهنا جمع واقع وهو ضد الطائر ويجوز نصبه على الحال من الضمير في ترقبه ولو رفع على الخبر لجاز.

١١٤

(١) الواهب المائة الهجان وعبدها

عوذا تزجّى بينها أطفالها

فاذا ثنّيت أو جمعت فأثبتّ النون قلت هذان الضاربان زيدا وهم الضاربون الرجل لا يكون فيه غير هذا لأن النون ثابتة فمن ذلك قوله عزوجل (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) وقال ابن مقبل (واسمه تميم بن أبي بن مقبل العجلاني) : [بسيط]

(٢) يا عين بكّى حنيفا رأس حيّهم

الكاسرين القنا في عورة الدّبر

__________________

(١٥٥) الشاهد فيه عطف عبدها على المائة وهو مضاف الى غير الالف واللام فهو عندهم مثل الضارب الرجل وعبد الله ، وقد غلط سيبويه في استشهاده بهذا لان العبد مضاف الى ضمير المائة وضميرها بمنزلتها فكأنه قال الواهب المائة وعبد المائة فهذا جائز باجماع وليس مثل الضارب الرجل وعبد الله لان عبد الله اسم علم كالمفرد لم يضف الى ضمير الاول فيكون بمنزلته ، والحجة لسيبويه انه لم يقصد الى أن يكون البيت شاهدا على نص ما قدمه وانما أراد ان المعطوف على الالف واللام بمنزلته في الجر ومثل ذلك يذكر البيت وان لم تكن فيه الحجة قاطعة في جواز المسئلة التي قدم* يقول يهب المائة من الابل وراعيها وخص الهجان لانها أكرمها والهجان البيض ، والعوذ الحديثات النتاج واحدتها عائذ وهو جمع غريب ونظيره حائل وحول وسميت عائذا لان ولدها يعوذ بها لصغره وبني على فاعل لانه على نية النسب لا على ما يوجب التصريف كما قالوا عيشة راضية والمعني مرضية ومعني تزجى تساق سوقا رفيقا والاطفال تقع على كل صغير من أولاد الحيوان* ومما أنشده الزجاج في الباب عن المبرد للفرزدق في قولهم الضارب الرجل :

ثأرنا بها قتلى وما في دمائها

وفاء وهنّ الشافيات الحوائم

فأضاف الشافيات وفيها الالف واللام الى الحوائم* يقول ثأرنا بقتلانا فجعلنا دماء من قتلنا بهم بواء لهم أي قودا وليس فيها مع ذلك وفاء لدمائنا وان كانت شفاء لغيرنا ووفاء بدمه ، والحوائم التي تحوم حول الماء عطشا ضربها مثلا لطلبة الدم.

(١٥٦) الشاهد فيه اثبات النون مع الالف واللام في الكاسرين وان لم يثبت معها التنوين لقوتها بالحركة وضعفه بالسكون ونصب ما بعدها* يرثي قوما فيقول كانوا سادة حيهم يحلون محل الرأس منهم وكانوا اذا شهدوا الحرب فانكسر جيشهم كروا في أدبار المنهزمين وقاتلوا دونهم وكسروا رماحهم في حفظ عورتهم وحمايتها من عدوهم ، وحنيف قبيلة من قيس وهم بعض أجداد ابن مقبل والقنا الرماح والعورة هيهنا مكامن القوم من أنفسهم وكل ما أتيح فهو عورة والدبر الادبار عند الانهزام.

١١٥

فان كففت النون جررت وصار الاسم داخلا فى الجار وبدلا من النون لان النون لا تعاقب الالف واللام ولم تدخل على الاسم بعد أن ثبتت فيه الالف واللام لانه لا يكون واحدا معروفا ثم يثنّى فالتنوين قبل الالف واللام لان المعرفة بعد النكرة فالنون مكفوفة والمعنى معنى ثبات النون كما كان ذلك في الاسم الذي جرى مجرى الفعل المضارع وذلك قولك هما الضاربا زيد والضاربو عمرو ، وقال الفرزدق : [وافر]

(١) أسيّد ذو خريّطة نهارا

من المتلقّطى قرد القمام

وقال رجل من بني ضبّة : [كامل]

(٢) الفارجي باب الأمير المبهم

وقال رجل من الانصار (وهو قيس بن الحطيم) : [منسرح]

(٣) الحافظو عورة العشيرة لا

يأتيهم من ورائنا نطف

__________________

(١٥٧) الشاهد فيه اضافة المتلقطى الى القرد مع الالف واللام وجاز ذلك لانه جمع يثبت نونه مع الالف واللام ولا تعاقبهما كما تعاقب التنوين فجازت اضافته كما يثبت نونه على ما بينه سيبويه* وصف أنه يدس الى من يحب غلاما أسيدا حقيرا لا يؤبه له متلقطا للقرد وهو ما تراكب من القمام وهو ما كنس واحدته قمامة والمقمة المكنسة ، واسيد تصغير أسود.

وقبل البيت :

سيبلغهن وحي القول عني

ويدخل رأسه تحت القرام

والقرام الستر.

(١٥٨) الشاهد فيه اضافة الفارجي وفيه الالف واللام الى ما بعده وعلته كعلة الذي قبله* وصف قوما أشرافا لا يحجبون عن الامراء ولا تغلق أبوابهم دونهم ، والمبهم المغلق وكل شىء مغلق فهو مبهم والفارج الفاتح ونظير هذا قول الآخر.

من النفر البيض الذين اذا اعتزوا

وهاث الرجال حلقة الباب قعقعوا

(١٥٩) الشاهد فيه حذف النون من الحافظين استخفافا لطول الاسم ونصب ما بعده على نية اثبات النون ولو حفظ على حذف النون للاضافة لجاز* وصف أنهم يحفظون عورة عشيرتهم اذا انهزموا ويحمونها من عدوهم ولا يخذلونهم فيكونوا نطفين في فعلهم والنطف الذنب ويروى وكف وهو العيب.

١١٦

لم يحذف النون للاضافة ولا ليعاقب الاسم النون ولكن حذفوها كما حذفوها من اللذين والذين حين طال الكلام وكان الاسم منتهاه الاسم الآخر ، قال الاخطل (واسمه غياث بن غوث التغلبي) : [كامل]

(١) أبني كليب إنّ عمىّ اللّذا

قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا

لأن معناه معنى الذين فعلوا وهو مع المفعول بمنزلة اسم مفرد لم يعمل في شيء كما أن الذين فعلوا مع صلته بمنزلة اسم ، وقال أشهب بن رميلة : [طويل]

(٢) وإنّ الذّي حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كلّ القوم يا امّ خالد

واذا قلت هم الضاربوك وهما الضارباك ، فالوجه فيه الجر لانك اذا كففت النون من هذه الاسماء في المظهر كان الوجه الجرّ الا في قول من قال الحافظو عورة العشيرة ، ولا يكون في قولهم هم ضاربوك أن تكون الكاف في موضع النصب لأنك لو كففت النون في الاظهار لم يكن الا جرّا ولا يجوز في الاظهار هم ضاربو زيدا ، لأنها ليست في معنى الذي لانها ليست فيها الألف واللام كما كانت في الذي واعلم أنّ حذف النون والتنوين لازم مع علامة المضمر غير المنفصل لانه لا يتكلم به مفردا حتى يكون متصلا بفعل قبله أو باسم فيه ضمير فصار كأنه النون والتنوين في الاسم لأنهما لا يكونان الا زوائد ولا يكونان إلا في أواخر الحروف والمظهر وان كان يعاقب النون والتنوين فانه ليس كعلامة المضمر المتصل لانه اسم ينفصل ويبتدأ وليس كعلامة الاضمار لأنها في اللفظ كالنون والتنوين فهي أقرب

__________________

(١٦٠) الشاهد فيه حذف النون من اللذين تخفيفا لطول الاسم بالصلة* يفخر على جرير وهو من بني كليب بن يربوع بمن اشتهر من قومه من بني تغلب وساد كعمرو بن كلثوم قاتل عمرو ابن هنا الملك ، وعصم بن أبي حنش قاتل شرحبيل بن عمرو بن حجر يوم الكلاب وغيرهم من سادات تغلب.

(١٦١) الشاهد فيه حذف النون من الذين استخفافا كما تقدم والدليل على أنه أراد به الجمع قوله دماؤهم ويجوز أن يكون الذي واحدا يؤدي عن الجمع لابهامه ويكون الضمير محمولا على المعنى فيجمع كما قال الله عزوجل (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) * رثي قوما قتلوا بفلج وهو موضع بعينه كانت فيه وقعة.

١١٧

اليها من المظهر اجتمع فيها هذا والمعاقبة ، وقد جاء في الشعر فزعموا أنه مصنوع [طويل]

(١) هم القائلون الخير والآمرونه

اذا ما خشوا من محدث الامر معظما

وقال : [طويل]

(٢) ولم يرتفق والناس محتضرونه

جميعا وأيدي المعتفين رواهقه

[باب من المصادر جرى مجرى الفعل المضارع في عمله ومعناه]

وذلك قولك عجبت من ضرب زيدا ، فمعناه أنه يضرب زيدا ، وتقول عجبت من ضرب زيدا بكر ، ومن ضرب زيد عمرا اذا كان هو الفاعل ، كأنه قال عجبت من أنه يضرب زيد عمرا ويضرب عمرا زيد ، وانما خالف هذا الاسم الذي جرى مجرى الفعل المضارع في أن فيه فاعلا ومفعولا ، لأنك اذا قلت هذا ضارب فقد جئت بالفاعل وذكرته واذا قلت عجبت من ضرب فانك لم تذكر الفاعل فالمصدر ليس بالفاعل وان كان فيه دليل على الفاعل ، فلذلك احتجت فيه الى فاعل ومفعول ولم تحتج حين قلت هذا ضارب زيدا الى فاعل ظاهر لأن المضمر في ضارب هو الفاعل ، فمما جاء من هذا قوله عزوجل (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ)، وقال : [طويل]

(٣) فلولا رجاء النّصر منك ورهبة

عقابك قد صاروا لنا كالموارد

__________________

(١٦٢) الشاهد فيه الجمع بين النون والضمير في قوله الآمرونه وحكم الضمير أن يعاقب النون والتنوين لانه بمنزلتهما في الضعف والاتصال فهو معاقب لهما اذا كان المظهر مع قوته وانفصاله قد يعاقبهما ، وقد رد على سيبويه حمله على هذا التقدير وجعلت الهاء بيانا لحركة النون على نية الوقف واثباتها في الوصل ضرورة وتشبيها في الحركة بهاء الاضمار ضرورة وكلا الوجهين بعيد.

(١٦٣) الشاهد فيه قوله محتضرونه وعلته كالذي قبله ، يقول غشيه المعتفون وهم السائلون ، واحتضره الناس جميعا للعطاء فجلس لهم جلوس متصرف متبذل غير مرتفق متودع.

(١٦٤) الشاهد فيه تنوين رهبة ونصب ما بعدها بها على معنى وان نرهب عقابك* يقول لو لا رجاؤنا لنصرك لنا عليهم ورهبتنا لعقابك لنا ان انتقمنا بايدينا منهم لوطئناهم وأذللناهم كما توطأ الموارد وهي الطرق الى الماء وخصها لانها أعمر الطرق.

١١٨

وقال : [وافر]

(١) أخذت بسجلهم فنفحت فيه

محافظة لهن إخا الذّمام

وقال : [وافر]

(٢) بضرب بالسّيوف رؤوس قوم

أزلنا هامهنّ عن المقيل

وإن شئت حذفت التنوين كما حذفت في الفاعل ويكون المعنى على حاله إلا أنك تجر الذي يلي المصدر فاعلا كان أو مفعولا لأنه اسم قد كففت منه النون كما فعلت ذلك بفاعل ويصير المجرور بدلا من التنوين معاقبا له ، وذلك قولك عجبت من ضربه زيدا ان كان فاعلا ومن ضربه زيد ان كان المضمر مفعولا ، وتقول عجبت من كسوة زيد أبوه وعجبت من كسوة زيد أباه اذا حذفت التنوين ، ومما جاء لا ينوّن قول لبيد : [كامل]

(٣) عهدي بها الحيّ الجميع وفيهم

قبل التفرّق ميسر وندام

__________________

(١٦٥) الشاهد فيه نصب إخا الذمام بمحافظة ، والتقدير لان حافظت إخا الذمام أي راعيته وقارضت به ، والمعني على إخا الذمام فخذف حرف الجر ووصل المصدر لما فيه من معني الفعل وأراد اخاء الذمام فقصر ضرورة والسجل الدلو ملاى ماء فضربت مثلا في العطاء والحط لان العيش بالماء ، ومعني فنفحت أعطيت وأصل النفح الدفع بمرة ومنه نفحة الطيب وهي اندفاع رائحته وانتشارها.

(١٦٦) الشاهد فيه تنوين ضرب ونصب الرؤوس به لأن التقدير بأن ضربنا بالسيوف رؤوس قوم ، وأراد بالمقيل الاعناق لانها مقيل الرؤوس وموضع مستقرها ، وأضاف الهام الى الرؤوس والهام هي الرؤوس اتساعا ومجازا وسوغ ذلك اختلاف اللفظين ، وربما وقع مثل هذا في كلامهم كقولهم مسجد الجامع ودار الآخرة والجامع هو المسجد والآخرة هي الدار.

(١٦٧) الشاهد فيه نصب الحي بعهدى لان معناه عهدت بها الحىّ ، وعهدى مبتدأ وخبره في قوله وفيهم ميسر وندام لأن موضع الجملة موضع نصب على الحال والحال تكون خبرا عن المصدر كقولهم جلوسك متكئا وأكلك مرتفقا والواو مع ما بعدها تقع هذا الموقع فتقول جلوسك وأنت متكىء وأكلك وأنت مرتفق وساغ هذا في المصدر لانه ينوب مناب الفعل والفاعل فكأنك قلت تجلس متكئا وتأكل مرتفقا مع أن المتكىء والمرتفق غير الجلوس والاكل فلا ـ

١١٩

ومنه قولهم سمع اذني زيدا يقول ذاك ، قال رؤبة : [رجز]

(١) ورأى عينيّ الفتى أخاكا

يعطى الحزيل فعليك ذاكا

وتقول عجبت من ضرب زيد وعمرو اذا أشركت بينهما كما فعلت ذلك في الفاعل ، ومن قال هذا ضارب زيد وعمرا قال عجبت له من ضرب زيد وعمرا كأنه أضمر ويضرب عمرا أو وضرب عمرا ، قال رؤبة : [رجز]

(٢) قد كنت داينت بها حسّانا

مخافة الإفلاس والّليّانا

* يحسن بيع الاصل والقيانا*

وتقول عجبت من الضّرب زيدا كما قلت عجبت من الضارب زيدا تكون الالف واللام بمنزلة التنوين ، وقال الشاعر : [متقارب]

(٣) ضعيف النكاية أعداءه

يخال الفرار يراخى الأجل

__________________

ـ يجوز رفعهما على الخبر لان الخبر انما يرتفع اذا كان هو الاول كقولك جلوسك حسن وأكلك شديد* وصف دارا خلت من أهلها فذكر ما كان عهد بها من اجتماع الحى مع سعة الحال ، والجميع المجتمعون والميسر القمار على الجزور ، والندام المنادمة.

(١٦٨) الشاهد فيه نصب الفتي وما بعده بقوله رأى عيني والقول فيه كالقول في الذى قبله ويعطى في موضع الحال النائبة مناب الخبر على ما تقدم.

(١٦٩) الشاهد فيه نصب الليان والقيان على معني الاول والتقدير داينت بها من أجل ان خفت الافلاس والليان ويحسن أن يبيع الاصل والقيان ، ويجوز أن يكون الليان مفعوله على والليان فلما سقط الجار نصب بالفعل ، ويجوز أن يكون نصبه على تقدير ومخافة الليان فحذف المخافة وأقام الليان مقامها في الاعراب كما قال لله عزوجل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) والليان مصدر لويته بالدين لياوليانا اذا مطلته ، وهذا المثال قليل في المصادر لم يسمع الا في هذا وفي قوله شنئته شنآنا فيمن سكن النون ، والقيان جمع قينة وهي الامة مغنية كانت أو غير مغنية والمعني ظاهريين.

(١٧٠) الشاهد في نصب الاعداء بالنكاية لمنع الالف واللام من الاضافة ومعاقبتهما للتنوين الموجب للنصب ومن النحويين من ينكر عمل المصدر وفيه الالف واللام لخروجه ـ

١٢٠