تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه أنا أبو الحسن اللنباني نا ابن أبي الدنيا ، نا ابن سعد ، قال (١) : في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة من الفقهاء بعد أصحاب علي ، وعبد الله (٢) : أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.

قرأت على أبي غالب بن البنّاء ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا ابن سعد ، قال (٣) : في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة : أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي ، روى عن جده ، وعن أبي هريرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قال : نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، إجازة ، أنا أبو عبد الله (٤) جعفر بن محمّد الكندي ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري : فيمن يكنى بأبي زرعة ، أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، روى عنه من الأجلّة إبراهيم النخعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (٥) : أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عمر ، قال : أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي ، وكان لجرير ابن يقال له عمرو ، وبه كان يكنى ، هلك في إمارة عثمان ، فولد عمرو (٦) ابنا سمّاه جريرا (٧) باسم أبيه ، وغلب عليه أبو زرعة ، رأى (٨) عليا ، وكان انقطاعه إلى أبي هريرة ، وسمع عن جده أحاديث وكان بين ذلك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس (٩) ، قال : سمعت يحيى يقول : أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، عمرو بن عمرو.

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٢) بالأصل : «وعبد» والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٢٩٧.

(٤) بالأصل : «عبد» ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٧٠.

(٥) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٢ عن الواقدي في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٣٥.

(٦) كذا بالأصل ، وفي الكنى والأسماء : فولد لعمرو ابن.

(٧) الأصل : جرير ، خطأ.

(٨) بالأصل : «وأبى» خطأ ، والمثبت عن الكنى والأسماء.

(٩) تحرفت بالأصل إلى : «عياش» وهو عباس بن محمد الدوري.

٢٤١

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، نا أبي ، قال : وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ، اسمه عمرو بن عمرو بن جرير.

أخبرنا أبو البركات ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء ، أنبأ أبو بكر ، أنا أبو أمية الكلابي ، نا أبي ، قال : قال يحيى : أبو زرعة بن عمرو بن جرير : عمرو بن عمرو.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال (١) : أبو زرعة عمرو بن عمرو بن جرير بن عبد الله.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ، واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد ، زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري ، قال (٢) : هرم أبو زرعة [بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي سمع](٣) ثابت بن قيس سمع أبا موسى ، قاله قيس بن حفص ، سمع عبد الواحد ، سمع الحسن بن عبيد الله ، سمع هرما (٤).

[قال ابن عساكر :](٥) فرق علي بن المديني بين ابن عمرو بن جرير وبين هرم أبي زرعة صاحب ثابت بن قيس (٦).

أخبرنا أبو السعود المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي بالله.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى ، أنا أبي.

قالا : أنا عبد الله بن أحمد المقرئ ، أنا محمّد بن مهدي العطار ، قال : قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدثكم الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عياش : أبو زرعة بن عمرو بن جرير يكنى أبا زرعة ، فزاد .... (٧) ولم يذكر له اسما.

__________________

(١) عن النسائي رواه المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٣٤.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٤٣.

(٣) الزيادة بين معكوفتين عن التاريخ الكبير.

(٤) الأصل : هرم.

(٥) زيادة منا.

(٦) قول ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٣٥.

(٧) بياض بالأصل.

٢٤٢

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلما يقول : أبو زرعة هرم بن جرير بن عبد الله البجلي ، سمع جريرا ، وأبا هريرة ، روى عنه أبو حيان التيمي ، وعمارة ، والحسن بن عبيد الله.

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال فنسبه إلى جده.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري ، قال : هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله (٢) ، أبو زرعة البجلي الكوفي ، حدّث عن أبي هريرة ، وجدّه جرير بن عبد الله ، روى عنه أبو حيان التيمي ، وعلي بن مدرك ، وعمارة بن القعقاع في الإيمان ، والعين ، والتهجد ، والمغازي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أمّا هرم بفتح الهاء وكسر الراء : هرم بن عمرو بن جرير ، هو أبو زرعة ، يروي عن جده وأبي هريرة ، وأبي موسى ، روى عنه عمارة بن القعقاع.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا حمد ، إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) :

عبد الرّحمن بن عمرو بن جرير ، أبو زرعة ، كوفي ، روى عن أبي هريرة ، وجرير بن عبد الله ، روى عنه عمارة بن عمير ، وإبراهيم النخعي ، وعمارة بن القعقاع ، والحسن بن عبيد الله ، وأبو فروة ، [وجرير](٥) ويحيى ابنا (٦) أيوب البجلي ، وسلم (٧) بن عبد الرّحمن ،

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) بالأصل : عبد.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣١٦.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٢ / ٢٦٥.

(٥) مكانها بالأصل بياض.

(٦) عن الجرح والتعديل : «ابنا» وبالأصل : «بن».

(٧) بالأصل : «وسالم» والمثبت عن الجرح والتعديل.

٢٤٣

وعبد الله بن يزيد ، ويزيد بن زاذي (١) ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو زرعة هرم ، ويقال : عبد الرّحمن بن عمرو بن جرير ، ويقال ابن عمرو بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ، سمع أبا هريرة ، وجده أبا عمرو جرير بن عبد الله ، روى عنه أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي ، وعمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ، وعن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : سئل يحيى بن معين ، عن حديث مغيرة ، عن الحارث ، عن أبي زرعة ، قال : بعث عمر جيشا ، ثم قال عمر : لغدوة أو روحة. فقال : مرسل.

وسئل يحيى بن معين عن حديث جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ من عباد الله لأناس ما هم ناسا» ، فكتب يحيى بيده على أبي زرعة مرسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقال ، أنا أبو الحسن بن الحمامي ، أنبأ إبراهيم بن أحمد ، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : وعمرو بن جرير أبو أبي زرعة يقول ولده : مات في الجاهلية ، وليس يروي عنه شيء ، وروى ابن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب حديثا اختلف فيه بهز وعفان ، فقال بهز : عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن عمرو بن جرير ، قال : كتب عند عمر وقال عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن جرير قال : كتب عنه عمر ، فما قال ولده دليل على الصواب في قول عفّان.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي قال : سألت يحيى بن معين قلت : فأبو زرعة بن عمرو بن جرير؟ فقال : ثقة (٢).

__________________

(١) بالأصل : زياد ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٢) تهذيب الكمال ٢١ / ٢٣٥.

٢٤٤

قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم أبي محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ، قال (١) : أبو زرعة كوفي صدوق ثقة (٢).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنبأ عيسى بن عمر بن العباس ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام ، أنبأ محمّد بن حميد ، ثنا جرير (٣) ، عن عمارة بن القعقاع ، قال : قال إبراهيم : إذا حدّثتني فحدّثني عن أبي زرعة ، فإنّه حدّثني بحديث سألته بعد ذلك بسنة فما أخرم منه حرفا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسن ، قالا : أنا الصريفيني ، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني (٤) ، ثنا أبو القاسم البغوي ، ثنا أبو خيثمة ، نا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، قال : قال لي إبراهيم : حدّثني عن أبي زرعة ، فإنّي سألته عن حديث بعد سنين (٥) فما أخرم منه حرفا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنى ، نا مسدد ، نا يحيى ، عن سفيان ، حدّثني أبو (٦) غياث النخعي ـ قال مسدّد : هذا جد حفص بن غياث ـ قال : رأيت أبا زرعة بايع رجلا فخيّره بعد ما وقع البيع ثلاث مرار (٧) ، فسمعت أبا زرعة يقول : سمعنا أبا هريرة يقول : هذا البيع عن تراض.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو سعد ، أخبر [نا أبو عمرو بن حمدان ، نا](٨)

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : «أبو زرعة عن حرسه».

(٢) تهذيب الكمال ٢١ / ٢٣٥.

(٣) من طريق جرير بن عبد الحميد ، رواه المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٣٥.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : الكناني.

(٥) كذا بالأصل ، وفي تهذيب الكمال : سنتين.

(٦) بالأصل : «أبي» والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.

(٧) في مختصري : ابن منظور وأبي شامة : ثلاث مرات.

(٨) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن أسانيد مماثلة.

٢٤٥

الحاكم أبو أحمد ، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي ، نا ..... (١) ، نا لوين (٢) يعني محمّد بن سليمان بن حبيب المصيصي ، نا محمّد بن جابر ، عن طلق بن معاوية النخعي ، عن أبي زرعة قال : بايعت رجلا .... (٣) ثم قال : خيّرني فخيّره الرجل.

٨٥٢٢ ـ أبو زرعة اللخمي

من وجوه عسكر مسلمة بن عبد الملك الذي توجه به من دمشق لحصار القسطنطينية ، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، عن الوليد ، قال : فحدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر :

أن مسلمة أرسل البطّال وأبا زرعة اللّخمي وسمّى ابن جابر آخر إلى ليون يعني المتملك على الروم : أين ما (٤) كنت عاهدت الله عليه من النصيحة لنا وإدخالنا إياها؟ فأذن لهم فدخلوا عليه فعرفهم. فقال : لئن (٥) ظن مسلمة أنّي أبيع ملك الروم بالوفاء له ، لبئس ما ظنّ وقد رأيت أن أفي له بما يستقيم ، أصنع له طعاما ، وحمّاما ، فيدخل [هو](٦) ومن أحب من أصحابه الحمام ، ويصيب الطعام ، ثم ينصرف [راشدا](٧).

فقال : إن هذا لغير كائن ، وإنا لنقول : إنّ الله قد أحاط بكم ، ولسنا نبرح دون صغار الجزية ، أو يدخلناها الله عنوة ، فقال : إنّ دون ذلك لصغارا وقتالا شديدا ، وكم عسى أن تصبروا؟ فقالوا : نصبر ولا بد لطعامك الذي عددت (٨) فيه أن يعفن ، فقال : أوما ترى كيف دبرته؟ لم أدخله بيتا ولا هرّيا مخافة عليه ، فأما (٩) هذه السنة فنطحن ما طحنا ، ونأكل ما

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل وبدون إعجام.

(٢) غير مقروءة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وهو لقبه ، تراجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٢١.

(٣) بياض بالأصل بمقدار كلمة.

(٤) تقرأ بالأصل : «أينما» والمثبت عن أبي شامة.

(٥) تقرأ بالأصل : «ابن» والمثبت عن أبي شامة.

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.

(٧) مكانها بياض بالأصل ، والمثب عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.

(٨) بالأصل : «غدرت» والمثبت عن أبي شامة.

(٩) الأصل : «ما» والمثبت عن أبي شامة.

٢٤٦

أكلنا ، ويفسد منه ما فسد ، وإذا كان قابل أمرت به فطحن [من] آخره ، أكلنا منه ما أكلنا ، ويفسد منه ما فسد ؛ فإذا كان العام الثالث أمرنا فخبز خبز القرابين ، فأكلناه حتى نأتي على آخره ، فهذا إلى ثلاث سنين ، ما قد كان أمر يحول بينكم وبين ما تريدون ، ودعا بغدائه ، فغداهم من كل الألوان ، وآتاهم من كل الطرائف ، ثم أقبل عليهم ثم قال : نحن فيما تقولون من الحصار والأزل (١) نأكل مما ترون ، فادعوا بما شئتم ، وتشهّوا علينا. فقال البطّال : أمر يسير عليك ، خفيف مئونته تدعو لنا به ، قال : ما هو؟ قال : كفا من تراب من خلف الخندق ، فقطّب وغضب ، وأمر بهم فخرجوا (٢) ، وأتوا مسلمة بمقالته.

٨٥٢٣ ـ أبو زرعة السيباني (٣)

اسمه يحيى بن أبي عمرو زرعة تقدم ذكره في حرف الياء.

٨٥٢٤ ـ أبو زرعة الدمشقي

اسمه عبد الرّحمن بن عمرو ، تقدم ذكره في حرف العين.

٨٥٢٥ ـ أبو زرعة الرازي

اسمه عبد الله بن عبد الكريم ، تقدم ذكره في حرف العين.

٨٥٢٦ ـ أبو زرعة [الدمشقي](٤) الصوفي

صحب القاسم بن عثمان الجوعي.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم ، قال : قال أنا أبو عبد الرّحمن السلمي : أبو زرعة الدمشقي صحب قاسم الجوعي ، [وهو](٥) من فتيان مشايخ الشام ، ويرجع إلى علم ودراية.

[قال ابن عساكر :](٦) فرّق السّلمي بينه وبين الجنبي (٧) وهما عندي واحد ، والله أعلم.

__________________

(١) الأزل : الحبس والضيق.

(٢) في مختصر أبي شامة : فأخرجوا.

(٣) بالأصل : الشيباني.

(٤) زيادة عن مختصر ابن منظور. واستدركت على هامش مختصر أبي شامة.

(٥) زيادة عن مختصر أبي شامة.

(٦) زيادة منا.

(٧) بدون إعجام بالأصل ومختصر أبي شامة ، راجع ما سيأتي.

٢٤٧

٨٥٢٧ ـ أبو زرعة الجنبي (١)

صحب أبا عبيد محمّد بن حسان البسري (٢) ، والقاسم بن عثمان الجوعي.

روى عنه أبو بكر بن معمر الطبراني.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي ، أنا عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي في كتابه مراتب الصوفية ، قال : أبو زرعة الجنبي من تلامذة أبي عبيد البسري.

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل بن أحمد الإسفرايني قالت : أنبأ أبي وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد ، قال : خبرنا أبو القاسم الحسن بن بكر بن محمّد العكاوي ، حدّثني المرعشي رحمه‌الله ، رفع إلى أبي زرعة قال : قال أبو زرعة يوما لأبي عبيد محمّد بن حسان البسري : يا أستاذ أنا أحبك شديد المحبة ، فقال له أبو عبيد : مثل أيش تحبني؟ فقال : لو أمر بك إلى النار وأمر بي إلى الجنة لافتديتك بنفسي. فقال له أبو عبيد : أنا أحبك أشدّ من هذا ، فقال أبو زرعة : أيش أشد من هذا؟ فقال أبو عبيد : أنا أعرف بالله منك.

سمعت أبا المظفر ابن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن عبد الله الصوفي يقول : سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول : سمعت الدّقّي يقول : سمعت أبا بكر بن معمر يقول : سمعت أبا زرعة الجنبي يقول : مكرت بي امرأة فقالت : ألا تدخل الدار فتعود مريضا؟ فدخلت ، فأغلقت الباب ، ولم أر أحدا فعلمت ما فعلت ، فقلت : اللهمّ سوّدها فاسودت ، فتحيرت ، وفتحت الباب ، فخرجت وقلت : اللهمّ ردّها إلى حالها ، فردّها إلى ما كانت.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي ، وأبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة (٣) ، قالا : أنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ، قراءة عليه ، أنا أبو القاسم بن شكر يعني الأزجي.

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل.

(٢) أخباره في الرسالة القشيرية ص ٣٩٥.

(٣) تقرأ بالأصل : «روكه» قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤ / ب.

٢٤٨

وكتب إلي أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي ، نا علي بن عبد الله بمكة ، قال : سمعت أبا بكر الدّقّي (١) يقول : سمعت أبا بكر بن معمر يقول : قال لي أبو زرعة الجنبي :

مكرت بي امرأة فقالت لي : يا أبا زرعة ادخل فشد معي هذا الشيء ، فلما دخلت أغلقت عليّ الباب ، فلمّا علمت قصدها قلت : اللهمّ اجعلها سوداء ، فإذا هي سوداء ، فحارت في نفسها ، ففتحت الباب وخرجت ، فلمّا صرت برّا قلت : اللهمّ ردّها إلى حالتها التي كانت ، فرجعت إلى حالها الأوّل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قراءة عليه ، أنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد ، إجازة ، أنا علي بن محمّد الحنائي ، نا عبدان بن عمر المنبجي ، وصدقة بن المظفر الأنصاري ، وسيدة بنت عبد الله.

ح وقرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد الرازي ، قال : أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبد الله بن مرحوم الطرسوسية الماحدية قراءة عليها قالوا : ثنا أبو بكر محمّد بن داود الدينوري الدّقّي ، قال : سمعت أبا بكر بن معمر يقول : قال لي أبو زرعة : مكرت بي امرأة ، فقالت لي : يا أبا زرعة ادخل فشل (٢) معي هذا الزنبيل ، فلمّا دخلت غلقت الباب عليّ ، فلمّا علمت قصدها قلت : اللهمّ اجعلها سوداء ، فإذا هي سوداء ، فحارت في نفسها ففتحت الباب وخرجت فلما صرت خارج الباب قلت : اللهمّ ردّها إلى حالها ، فرجعت.

٨٥٢٨ ـ أبو زرعة الحاجب

اسمه عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الله ، تقدم ذكره في حرف العين.

٨٥٢٩ ـ أبو الزّعيزعة

كاتب مروان ، اسمه سالم ، تقدم ذكره في حرف السين.

٨٥٣٠ ـ [أبو (٣) زكّار الزاهد]

من أهل حوران.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الرقي.

(٢) شلت بالجرة شولا : رفعتها.

(٣) سقطت ترجمته من الأصل ، استدركت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة ، واللفظ لابن منظور.

٢٤٩

ذكره أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في كتاب «أخبار الأولياء» وذكر أنّه كان من أفاضل القوم ، وأحسنهم إشارة ، وله حالة مع الله جليلة ، رفيعة ، ظاهرة البركات.

قال أحمد الهلالي : قال لي ولد [أبي] زكار :

أقام أبي خمس عشرة سنة لازما البيت ، وكنا إذا قلنا له : قد فرغنا من الزرع ، أو من الحصاد ، أو من الدرس ، أو نريد سفرا يقول : يا بني ، لا تخبروني بشيء من أموركم ، فتشغلوا قلبي.

وحدّث أبو بكر الهلالي ، عن بعض شيوخه قال :

كان أبو زكار بدمشق ، فوافاه قوم من أهل قريته ، فشكوا إليه شدة العطش في نفوسهم ، وبهائمهم ، فدعا لهم عند العصر ، وعادوا إلى قريتهم ، فقيل لهم : في ساعة الدعاء ـ على ما حدّثوهم ـ ثارت سحابة ، فمطروا مطرا عظيما ، امتلأت منه الجباب والأودية.

قال الهلالي : قال لي ولد أبي زكار :

لما حضرت أبي الوفاة قال لنا : إذا أنا مت فلا تعترضوا على الخراساني في أمري ، فلما توفي أقبل رجل خراساني ، فقرع الباب بعكاز معه ، ودخل وتولى جميع أمره ، وبات عندنا تلك الليلة ، فأحضرنا له الطعام ، وفيه خلاط ، فأكل منه ، ثم قدمنا له دجاجة ، فقال : لا آكل إلّا من لون واحد ، فلم يضع يده في غير الخلاط ، حتى فرغ من طعامه ، فودعته بكرة ، فقال لي : كيف حالك؟ فقلت له : إنني فقير ، فقال : أيش تقول في البيضاء ، وبراق ، والمرجانية ، وهذه ثلاث ضياع نفيسة إن قيل لك خذها ودع شهادة أن لا إله إلّا الله كنت تفعل؟ فقلت : سبحان الله ، فقال : أما يستحي من له خير من البيضاء ، وبراق ، والمرجانية أن يشكو الفقر؟ وودعني ، ومضى].

٨٥٣١ ـ أبو الزناد

اسمه عبد الله بن ذكوان ، تقدم ذكره في حرف العين.

٨٥٣٢ ـ أبو الزهراء (١) القشيري (٢)

ممن أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح دمشق ، وولي صلح أهل البثنية وحوران ، من قبل يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر.

__________________

(١) بالأصل : الزهر ، والمثبت عن الإصابة ، وفي مختصر أبي شامة : أبو الزهر.

(٢) ترجمته في الإصابة ٤ / ٨١.

٢٥٠

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنبأ أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ، عن خالد وعبادة ، قالا (١) : وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر ، وأبا الزهراء القشيري إلى البثنية وحوران ، فصالحوهما على صلح دمشق ، ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت رجله بدمشق يوم دمشق ، فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا (٢) ، وعددوه وععروه (٣) ، فأجابهم نابغة بني جعدة :

فإن بكر قدم بالشام .... (٤)

فإن بالشام أقداما وأوصالا

وإن بكر حاجب ممن فخرت به

فلم يكن حاجب عمّا ولا خالا

 .... (٥) ثم فخر عليهم وقال :

تلك المكارم لا قعبان من لبن

شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

قال : ونا سيف ، قال (٦) : وقال أبو الزهراء (٧) القشيري في ذلك ، يعني في حدّ عمر من شرب الخمر بالشام :

ألم تر أن الدهر يعثر بالفتى

وليس على صرف المنون (٨) بقادر

صبرت ولم أجزع وقد مات إخوتي

ولست عن الصهباء يوما بصابر

رماها أمير المؤمنين بحتفها

فخلّانها يبكون حول المعاصر

وقال أبو مفزر (٩) في ذلك .... (١٠) :

__________________

(١) رواه الطبري في تاريخه ٢ / ٣٥٩ حوادث سنة ١٣ (طبعة بيروت).

(٢) بدون إعجام بالأصل وفوقها ضبة ، والمثبت عن الإصابة.

(٣) كذا رسمها بالأصل.

(٤) غير مقروءة.

(٥) كلمة غير مقروءة.

(٦) الخبر والأبيات في تاريخ الطبري ٢ / ٥٠٨.

(٧) بالأصل : الزهر ، والمثبت عن الطبري ، ومختصر أبي شامة.

(٨) في مختصر أبي شامة : الزمان.

(٩) أبو مفزر التميمي له إدراك ، جمع شعره نوري القيسي ضمن كتاب «شعراء إسلاميون» وليست الأبيات فيه ، ترجمته في الإصابة ٤ / ١٩١.

(١٠) ثلاث كلمات غير مقروءة.

٢٥١

لعمري لأهل السراوغ (١) و ... (٢)

وأعدل في تلك الأمور الكبائر

صبرنا وكان الصبر منا سجية

ليالي ظفرنا بالقرى والمعاصر

ولم يسبق (٣) فيما هنالك حيلة

كما سفهت بالشام خل العشائر

٨٥٣٣ ـ أبو زياد مولى آل دراج الجمحي (٤)

روى عن أبي بكر الصدّيق.

روى عنه خالد بن معدان.

أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن العلّاف ، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا معاذ بن المثنى ، نا مسدّد بن مسرهد ، نا يحيى هو ابن سعيد ، نا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي زياد مولى آل دراج ، قال : ما رأيت فنسيت فإنّي لم أنس أن أبا بكر الصدّيق كان إذا قام إلى الصلاة قام هكذا (٥) ، وأخذ بكفه اليمنى على ذراعه اليسرى لازقا بالكوع. (٦)

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، قال : ربيعة بن دراج من بني جمح من أهل دمشق ، داره بها ، حدّثني بذلك دحيم ممن رأى أبا بكر ، وذكر محمود بن سميع أن ابن (٧) دراج فلسطيني.

٨٥٣٤ ـ أبو زياد أو أبو ثابت ، أو ثابت

روى عن أبي الدرداء ، أو عن رجل عن أبي الدرداء.

__________________

(١) الأصل : «السرواغ» ولعل ما أثبت الصواب ، فالسراوغ ، موضع ، عن معجم البلدان.

(٢) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٣) البيتان الثاني والثالث في الإصابة ٤ / ١٩١.

(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن الإصابة.

(٥) ترجمته في الإصابة ٤ / ٨١ وميزان الاعتدال ٤ / ٥٢٦.

(٦) في مختصر ابن منظور : «هدلا» يعني مسبل اليدين.

(٧) الأصل : «أبي» والمثبت عن مختصري ابن منصور وأبي شامة.

٢٥٢

روى عنه الأعمش.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا وكيع ، نا سفيان ، عن الأعمش ، عن ثابت ، أو عن أبي ثابت أن رجلا دخل مسجد دمشق فقال : اللهم آنس وحشتي ، وارحم غربتي ، وارزقني جليسا صالحا ، فسمعه أبو الدرداء فقال : إن (٢) كنت صادقا فلأنا (٣) أسعد بما قلت منك ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ (٤)) ، قال : الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك (٥) ، فذلك الهم والحزن (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) ، قال : يحاسب حسابا يسيرا (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) ، قال : الذين يدخلون الجنّة بغير حساب» [١٣٣٨٥].

قال عبد الله (٦) : قال أبي : قال الأشجعي يعني عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي زياد : دخلت مسجد دمشق.

٨٥٣٥ ـ أبو زياد (٧)

حدّث عن أبي سلّام ممطور الحبشي.

روى عنه محمّد بن أبي الزّعيزعة (٨).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٩) ، أنا عمر بن سنان ، نا عباس بن الوليد الخلال ، نا محمّد بن عيسى ـ يعني أبي القاسم بن سميع ـ نا محمّد بن أبي الزعيزعة ، عن أبي زياد الدمشقي ، عن أبي سلام ، عن أبي الدرداء أنه كان يحدث أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تعلّموا القرآن ، فوالذي نفسي بيده إنّ الشيطان ليخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة» [١٣٣٨٦].

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١٠ / ٤٢١ رقم ٢٧٥٧٥ طبعة دار الفكر.

(٢) في المسند : لئن.

(٣) في المسند : لأنا.

(٤) سورة فاطر ، الآية : ٣٢.

(٥) ليست في مسند أحمد.

(٦) مسند أحمد بن حنبل حديث رقم ٢٧٥٧٦.

(٧) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٥٢٦.

(٨) ترجمته في لسان الميزان ٥ / ١٦٥.

(٩) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٠٦ ضمن أخبار محمد بن أبي الزعيزعة.

٢٥٣

٨٥٣٦ ـ أبو زياد

من أهل جبيل من ساحل دمشق.

حكى عن مغيث بن سمّي الأوزاعي.

روى عنه : فرات الجبيلي.

٨٥٣٧ ـ أبو زياد السفياني

حكى عن سفيان الثوري.

حكى عنه حبيب مؤذن مسجد سوق الأحد.

تقدمت حكايته في فصل الجامع ، وفي ترجمة حبيب.

[ذكر من اسمه أبو زيد](١)

٨٥٣٨ ـ أبو زيد الأسدي ، ويقال الأزدي

رجل فصيح ، وفد على سليمان بن عبد الملك ، له ذكر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، نا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن موسى بن حمّاد اليزيدي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن صالح ، نا عمي علي بن صالح ، عن عيسى بن يزيد بن دأب :

أن أبا زيد الأزدي (٢) دخل على سليمان بن عبد الملك وهو قاعد على دكان مبلط بالرخام الأحمر مفروش بالديباج المطبوخ الأخضر في وسط بستان ملتصق قد أثمر ، وبإزاء (٣) كل شقّ من الدكان ميدان ينبت الربيع وعلى رأسه وصفاء ، كل واحدة منهن من صاحبتها أقمر وأزهر ، وقد أشرقت الشمس فنضرت لحسنها الخضرة وتضاعفت الزهرة ، وتغنّت الأطيار ، وتجاوبت ، وهبّت الرياح على الأشجار فتمايلت ، بين أنهار فيه قد شقّقت ، ومياه فيها قد دفّقت فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرفع رأسه وكان مطرقا ، فقال : أبا زيد أيصاب في هذا اليوم حيا؟ فقلت : يا أمير المؤمنين وقد قامت القيامة؟ فقال :

__________________

(١) زيادة عن مختصر أبي شامة.

(٢) الرواية في العقد الفريد ٦ / ٧٤ وما بعدها.

(٣) في مختصر ابن منظور : «ونار».

٢٥٤

نعم على أهل المحبة سرّا والمراسلة خفيا قد أكلوا النعيم. فمشمشوه (١) ، وأيقظوا التفكر فقاربوه ، ورفعوا الحمام الطيب فمازجوه ، ثم أطرق مليا ، ثم رفع رأسه فقال : أبا زيد ما يطيب في يومنا هذا؟ فقال : قهوة حمراء في زجاجة بيضاء ، تناولتها مقدودة هيفاء ، كوماء (٢) ، كحلاء ، أشربها من يدها وأمسح فمي بفمها.

فأطرق عند ذلك مليا تنحاز من عينيه عبرات متواليات [بلا](٣) شهيق ، فلما رأى الوصفاء ذلك تنحوا عنه فقال : أبا زيد حللت بيوم فيه انقضاء أجلك ، وتصرّم عمرك ، لتخبرني ما أثار هذه الصفة من قبلك؟ أو لأضربن عنقك ، فقد أبديت مني مكتوما بوصفك ، وأعليت مني مستورا بنعتك ، فقلت : الأمان يا أمير المؤمنين ، قال : لك ذلك ، فقل ، فقلت : يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات يوم قاعد بباب سعيد بن عبد الملك إذا أنا بجارية قد خرجت من باب القصر تريد رحبة كالغزال الفالت من شبكة الصائد ، وعليها ثوب سكب (٤) إسكندراني ، يرى منه نور بدنها وطيّ عكنها ، ونقش تكتها ، وتدوير سرتها ؛ في رجلها نعل قد أشرق بياض قدمها على حمرة نعلها ، تفرد ذؤابة تضرب الحقو ، وعينان مملوءتان سحرا ، الغالب عليها الفتور ، بينهما أنف أقنى ، كأنه قصبة [درّ](٥) فوقه جناحان (٦) قد قوّسا على محاجر عينيها ، وطرّة كالحمم على متن جبينها وصدغان قد تعقربا ، نونان على صحن خدها ، وقفا كالعناقيد على سلتها ، شغلني عن صفة فمها ذهاب عقلي ، كأنه قمر غلام قد تبرق شاربه ، وهي تلون كلامها وتقول : عباد الله ، ما الدواء لما لا يشتكي؟ والعلاج لما لا يسمى؟ دام الحجاب وأبطأ الكتاب ، والنفس محتبس ، والروح مختلس ، والنفس واهية ، والأذن واعية ، سلم الله على قوم عاشوا تجلّدا وماتوا كمدا.

فقلت : سماوية أم أرضية ، أم جنية أم إنسية؟ فقد انتهى جمال خلقك ، وكمال عقلك وحسن منطقك ، فسترت وجهها بكمها ، وقالت : اعذر أيها القاعد ، فما أشد الوحشة بلا (٧)

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٢) في العقد الفريد : مضمومة لفاء مكحولة دعجاء.

(٣) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور والعقد الفريد.

(٤) السكب : ضرب من الثياب رقيق.

(٥) زيادة عن مختصر ابن منظور.

(٦) كذا ، وفي المختصر والعقد الفريد : «حاجبان» وهو أشبه.

(٧) بالأصل : «ولا» والمثبت عن المختصر والعقد الفريد.

٢٥٥

مساعد والمقاساة لخصم معاند ، غلب القضاء ، وقل العزاء وبرح الخفاء ، والله شاهد على ما ترى ورقيب على ما يخفى ، ثم ولّت مدبره ، فو الله يا أمير المؤمنين ما أستحلي طيبا إلّا غصصت به ، ولا أرى حسنا إلّا سمج في عيني لتشكيها.

فقال سليمان : كاد الجهل أن يستفزّني والصبا أن يعاودني لسحر ما رأيت وحسن ما سمعت ، أبا زيد ، أتدري من تلك؟ هي الزلفاء باعها أمير المؤمنين بألف ألف درهم وهي عاشقة لمن باعها ، وأمير المؤمنين عاشق لها ، والله لا مات من يموت إلّا بحسرتها ، ولا يفارق الدنيا إلّا بغصتها ، قم (١) أبا زيد واكتم المفاوضة يا غلام ، نعله ، وأمر بإخراجه.

٨٥٣٩ ـ أبو زيد الدمشقي

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد وهو ابن الحسين البرجلاني ، نا هشام بن عبيد الله الرازي ، نا أبو زيد الدمشقي ، قال :

لما ثقل عمر بن عبد العزيز دعي له طبيب ، فلمّا نظر إليه قال : أرى الرجل قد سقي السم ، ولا آمن عليه الموت ، فرفع عمر بصره فقال : ولا تأمن الموت أيضا على من لم يسق السم ، قال الطبيب : هل حسست بذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، قد عرفت حين وقع في بطني قال : فتعالج يا أمير المؤمنين ، فإنّي أخاف أن تذهب نفسك ، قال : ربي خير مذهوب إليه ، والله لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي إلى أذني فتناولته ؛ اللهمّ خر لعمر في لقائك ، قال : فلم يلبث إلّا أياما حتى مات ، رحمه‌الله.

٨٥٤٠ ـ أبو زيد

شيخ كان بمكة.

حكى عن عمر بن عبد العزيز ، ووفد عليه.

روى عنه عبد الله بن رجاء الغداني.

__________________

(١) بالأصل : «وأبا» والمثبت عن ابن منظور.

٢٥٦

ذكر أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب البكاء قال : حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني عبد الله بن رجاء الغداني ، حدّثني أبو زيد شيخ بمكة قال : رأينا عمر بن عبد العزيز يبكي على المنبر ، ما يستطيع أن يتكلم من شدة البكاء.

٨٥٤١ ـ أبو زيد الأعمى

وفد على هشام بن عبد الملك.

حكى عنه عبيد الله القعنبي.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو محمّد بن طاوس ، وأبو القاسم بن تميم ، قالوا : أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد ، أنا أبو المعمر المسدد بن علي ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم معلم ابن عدنان الحلبي ، ثنا المنقري ، ثنا العتبي ، عن أبيه قال : قال أبو زيد الأعمى :

وفدت إلى هشام بن عبد الملك فشهدت وفاته ، فسمعت ابن عبد الأعلى يتمثّل بهذه الأبيات :

وما سالم عما قليل بسالم

ولو كثرت أحراسه وكتائبه

ومن يك ذا باب سديد وحاجب

فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه

ويصبح بعد الحجب للناس مفردا

رهينة باب لم تنفس جوانبه

وما كان إلّا الدفن حتى تفرقت

إلى غيره أدراسه ومواكبه

وأصبح مسرورا به كل كاسح

وأسلمه أحبابه وجنائبه

فنفسك أكسبها السعادة جاهدا

فكل امرئ رهين بما هو كاسبه

رويت هذه الأبيات عن محمّد بن زياد بن الأعرابي قال : قال زياد الأعجم بدل أبي زيد الأعمى ، فالله أعلم.

٨٥٤٢ ـ أبو زيد الغساني الدمشقي

حدّث عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.

روى عنه مظفر بن مرجا.

٢٥٧

حرف السين

٨٥٤٣ ـ أبو ساسان الرقاشي

وهو لقب ، واسمه حضين (١) بن المنذر ، وكنيته أبو محمّد ، تقدم ذكره في حرف الحاء.

٨٥٤٤ ـ أبو الساكن

من أهل دمشق ، له ذكر.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا ، وغيره ، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي ، نا أبو الحسين محمّد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون المعروف بابن أخي ميمي ، نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص ، نا أبو العباس أحمد بن مسروق الطوسي ، حدّثني أبو الحسن بن سراج ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد الدمشقي ، نا أبو مسهر ، نا هشام بن يحيى بن يحيى ، قال :

كان في مسجد دمشق رجل في عقله شيء ، يقال له : أبو الساكن ، فمرّ على يحيى بن يحيى ، فقال له : أنت ذو ميسرة ، فمر لي بدرهمين ، قال : كيف أصبحت؟ قال : بخير ، قال : فلم تريد الدرهمين؟ قال : ثم أعاد عليه القول ، فأعاد عليه مثل ما قال المرة الأولى ، فقال له أبو الساكن : ويلي على عقلك ، من أجل درهميك أقول لك إنّي بشر.

٨٥٤٥ ـ أبو سباع (٢)

سمع واثلة بن الأسقع الليثي.

روى عنه يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا أبو النّضر ، نا أبو جعفر ، يعني الرازي ، عن يزيد بن أبي مالك ، أنا أبو سباع قال : اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع ، فلمّا خرجت بها أدركنا

__________________

(١) بالأصل : حصين ، بالصاد المهملة.

(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٥٢٧.

(٣) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٥ / ٤٢١ رقم ١٦٠١٣ طبعة دار الفكر.

٢٥٨

واثلة وهو يجر رداءه ، فقال : يا عبد الله ، اشتريت؟ قلت : نعم ، قال : هل بيّن لك ما فيها؟ قلت : وما فيها؟ إنّها لسمينة ظاهرة الصحة ، قال : فقال : أردت بها سفرا أم أردت بها لحما؟ قلت : بل أردت عليها الحج ، قال : فإن بخفّها نقبا (١) ، قال : فقال صاحبها : أصلحك الله ، ما تريد إلى هذا ، تفسد علي؟ قال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يحلّ لأحد يبيع شيئا إلّا يبيّن ما فيه ، ولا يحلّ لمن يعلم ذلك إلّا يبيّنه» [١٣٣٨٧].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، ثنا الحسن بن مكرم ، نا أبو النضر.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أبو علي الحسن بن مكرم ، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم.

أنا أبو جعفر الرازي ، عن يزيد بن أبي مالك ، أنا أبو سباع قال : اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع ، فلمّا خرجت أدركنا واثلة بن الأسقع ، وهو يجر رداءه ، قال : يا عبد الله اشتريت؟ قلت : نعم ، قال : هل بيّن لك ما فيها؟ قلت : وما فيها؟ إنّها لسمينة ظاهرة الصحة ، فقال : أردت بها لحما أو أردت بها سفرا؟ قال : قلت : بل أردت عليها الحجّ ، قال : فإنّ بخفها نقبا ، قال : فقال صاحبها : أصلحك الله ، ما تريد إلى هذا تفسد علي؟ قال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من باع شيئا فلا يحل له حتى يبيّن ما فيه ، ولا يحلّ لمن يعلم ذلك إلّا أن يبيّنه» ، لفظ زاهر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا البيهقي (٣) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الفقيه ، نا لوين ، نا محمّد بن الفرج الأزرق ، نا أبو النضر هاشم بن القاسم ، نا أبو جعفر الرازي ، عن يزيد بن أبي مالك ، حدّثنا أبو سباع قال :

اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلمّا خرجت بها أدركني واثلة وهو يجر إزاره ، فقال : يا عبد الله اشتريت؟ قلت : نعم ، قال : بيّن لك ما فيها؟ قلت : وما فيها؟ إنها لسمينة

__________________

(١) نقب الخف ينقب : رق ، ونقب : تخرّق.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ١٤٤ ضمن ترجمة عيسى بن أبي عيسى التميمي.

(٣) السنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٣٢٠.

٢٥٩

ظاهرة الصحة ، قال : أردت بها سفرا أو أردت بها لحما؟ قلت : أردت بها الحج ، قال : فإنّ بخفها نقبا ، فقال صاحبها : ما أردت إلى هذا أصلحك الله تفسد علي؟ قال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يحلّ لأحد يبيع شيئا إلّا بيّن ما فيه ، ولا يحلّ لمن علم ذلك إلّا بيّنه» [١٣٣٨٨].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس قال : سمعت يحيى يقول : أبو سباع شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الأنباري ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر قال : أبو سباع شامي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال : أبو سباع عن أبي الأصبغ واثلة بن الأسقع الليثي ، روى عنه يزيد بن أبي مالك ، حديثه في أهل الشام.

٨٥٤٦ ـ أبو سبرة (١) النخعي كوفي (٢)

سمع عمر حين كان بالشام ، وفروة بن مسيك المرادي.

روى عنه الحسن بن مسافر ، والحسن بن الحكم النخعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن ميمون الخياط ، وأبو سعيد الأشج ، قالا : نا أبو أسامة ، عن الحسن بن الحكم النخعي ، نا أبو سبرة النخعي ، عن فروة بن مسيك المرادي قال (٣) :

أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل؟ فأذن لي في قتالهم ، وأمرني ، فلمّا خرجت من عنده سأل عني فقال : «ما فعل الغطيفي» ، فأخبر أني قد سرت ، فأرسل في أثري ، فردني ، فأتيته وهو في نفر من أصحابه ، فقال : «ادع القوم ، فمن أسلم فاقبل منه ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى يحدث إليك» ، قال : وأنزل في «سبأ» ما

__________________

(١) سبرة : بفتح أوله وسكون ثانيه.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٤٦ وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٦٢ وميزان الاعتدال ٤ / ٥٢٨ والجرح والتعديل ٩ / ٣٨٥.

(٣) رواه ابن حجر في الإصابة ٣ / ٢٠٥.

٢٦٠