تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس قال (١) : سمعت يحيى يقول : ميمون بن سياه ويزيد بن أبان الرّقاشي ، وزياد النميري كلهم ضعفاء (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم الإسماعيلي ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا ابن عدي (٣) ، نا أحمد بن علي ، نا عبد الله بن أحمد الدورقي ، نا يحيى بن معين قال : يزيد بن أبان الرّقاشي في حديثه ضعف.

قال : وأنا ابن عدي (٤) ، نا ابن حمّاد ، نا معاوية ، عن يحيى قال : يزيد بن أبان الرّقاشي ضعيف.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : سئل يحيى بن معين عن يزيد الرّقاشي (٥) قال : لا شيء ، وسئل يحيى بن معين مرة أخرى عن يزيد الرّقاشي قال : فضل القاصّ حاله وهو رجل صالح ، ولكن حديثه ليس بشيء (٦) ، وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول : يزيد الرّقاشي ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) : سألت أبي عن يزيد الرّقاشي ، قال : كان واعظا ، بكّاء ، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر ، صاحب عبادة ، وفي حديثه ضعف (٨).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٥.

(٢) في الأصل وم : «ضعفي» وفي «ز» : ضعيف.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ٢٥٧.

(٤) المصدر السابق.

(٥) من قوله : الرقاشي ... إلى هنا سقط من «ز» ، وم.

(٦) أقحم بعدها بالأصل : «يزيد الرقاشي» والمثبت يوافق عبارة «ز» ، وم.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٥٢.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : صنعة.

٨١

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، عن حميد ، عن ميمون بن سياه ، وهو ليّن الحديث ، وكذلك يزيد الرّقاشي ، وزياد النميري.

قال يعقوب في موضع آخر (٢) : وميمون بن سياه ، ويزيد بن أبان الرّقاشي ، وزياد النميري بعضهم قريب من بعض ، وفيهم ضعف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن قال : يزيد بن أبان الرّقاشي متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٣) : قال النسائي : يزيد بن أبان الرّقاشي بصري ، متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر في ما قرأته عليه ، قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق (٤) وأنا أسمع ، قيل له : لست تحتج بيزيد الرقاشي.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٥) : وليزيد الرّقاشي أحاديث صالحة عن أنس وعن غيره ، وأرجو أنه لا بأس به لرواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري ، أنا القاضيان أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي ، وأبو تمام علي بن محمّد في كتابيهما ، عن أبي الحسن الدارقطني.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله ، أنا أبو بكر [أحمد بن](٦) محمّد بن غالب قال : هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين : يزيد بن أبان الرّقاشي ـ زاد ابن بطريق : ضعيف (٧) عن أنس ـ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ١٢٧.

(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٦٦٢.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٨.

(٤) في «ز» : بن أبي إسحاق.

(٥) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ٢٥٨ ونقلا عن ابن عدي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٦.

(٦) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٧) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

٨٢

محمّد ، نا أبو بكر المالكي ، نا إبراهيم بن سهلويه ، نا الحسن بن علي الخلّال ، عن المعتمر بن سليمان قال : قال يزيد الرّقاشي إذا نمت ثم استيقظت فلا نامت عيناي وعلى الماء البارد السّلام بالنهار (١).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي ، نا سعيد بن عامر ، نا سلام بن أبي مطيع ، عن يزيد الرّقاشي ، قال : أمّا أن أقوم الليل فلا أستطيع ذلك ، فإذا نمت من الليل فاستيقظت فنمت الثانية فلا أنام الله عيني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا أبي ، نا أحمد بن محمّد بن أبان ، نا عبد الله بن محمّد بن عبيد ، نا محمّد بن الحسين ، نا سورة بن قدامة ، نا حيان بن الأسود ، عن عبد الخالق بن موسى اللقيطي قال : جوّع يزيد نفسه لله ستين عاما ، حتى ذبل جسمه ، ونهك بدنه وتغيّر لونه ، وكان يقول : غلبني بطني ، فما أقدر له على حيلة.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، نا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا قال : حدّثت عن المثنّى بن معاذ (٣) ، نا الهيثم بن عبيد الصّيد (٤) قال : حجّ أبي بيزيد الرّقاشي فعادله إلى مكة ، فقال أبي : ربّما ركبت أنا وهو في المحمل من أول الليل ، إذا صلينا العتمة فيمر بالجبل فيقول : يا جبل تصير هباء منثورا ، وتصير كذا ، وتصير كذا ، ويبقى على يزيد الحساب ، قال : ثم يبكي ، فما أفقد بكاءه حتى يطلع الفجر.

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر ، أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن عبيد الله بن محمّد الكسائي ، نا أبو بكر محمّد بن بكران الطرسوسي الشيخ الصالح ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن سلامة الرملي ، نا علي بن جعفر بن مسافر ، نا جعفر بن أحمد بن الوليد ، نا الدورقي ، نا محمّد بن كثير (٥) ، عن أبي رجاء قال : قال يزيد الرّقاشي : رأيت في

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٦.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٣ / ٥٠.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٦.

(٤) بالأصل وم و «ز» : عبد الصّمد ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٥) من طريق محمّد بن كثير الصنعاني رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٦.

٨٣

نومي كأني قرأت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة ، فلمّا فرغت قال لي ، أو قيل له : هذه القراءة ، فأين البكاء؟ قال : وكان يزيد من البكّائين.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.

ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح ، قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا الدوري ، نا سعيد بن عامر (١) ، نا سلام بن أبي مطيع قال : قال يزيد الرّقاشي لجلسائه : يا إخوتاه ، تعالوا حتى نبكي على الماء البارد ، قال : وقد كان عطّش نفسه قبل ذلك أربعين عاما ، لا يفطر فيها إلّا خمسة أيام ، كان يرويها عن أنس بن مالك.

أنبأنا أبو علي المقرئ ، أنا أبو نعيم (٢) ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبي ، نا أبو بكر بن عبيد ، نا علي بن حرب ، نا أبو داود الحفري (٣) ، عن محمّد بن السمّاك ، عن أشعث بن سوار قال :

دخلت على يزيد الرّقاشي في يوم شديد الحرّ ، فقال : يا أشعث ، تعال حتى نبكي على الماء البارد يوم الظمأ ، ثم قال : وا لهفاه سبقني العابدون وقطع بي ، قال : وقد كان صام ثلاثين أو أربعين سنة (٤).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو منصور طاهر بن العبّاس بن منصور بن عمّار المروزي المقيم بمكة ، أنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي ، أنا أبو الحسن علي بن المبارك المسروري.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا السيّد أبو البركات هبة الله بن محمّد بن الحسين الحسني ـ إملاء ـ نا الشيخ أبو منصور طاهر بن العبّاس بمكة أنا الحسين بن علي بن محمّد التميمي ، أنا أبو الحسن علي بن المبارك المروزي ، نا السّري بن عاصم (٥) ، نا محمّد بن

__________________

(١) من هذا الطريق في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٣ / ٥٠.

(٣) ومن طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٧.

(٤) في حلية الأولياء : «صام ثنتين وأربعين سنة». وفي «ز» : ثلاثا وأربعين سنة.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٧ وحلية الأولياء ٣ / ٥٤.

٨٤

صبيح بن السمّاك ، نا الهيثم بن جمّاز (١) قال :

دخلت على يزيد الرّقاشي وهو يبكي في يوم حار ، وقد عطّش نفسه أربعين سنة ، فقال لي : أدخل نبك ـ وفي حديث للبيهقي : تعال نبكي ـ على الماء البارد في اليوم الحار ، حدّثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كلّ من ورد القيامة عطشان» [١٣١٩٣].

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي.

ح وأخبرنا أبو المعالي ثعلب (٢) بن جعفر ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنائي ، قالا : أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال الحنائي ، نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن الجصاص الدّعّاء ، نا السّري بن عاصم ، نا محمّد بن السمّاك المذكّر ، نا الهيثم بن جمّاز (٣) قال :

دخلت على يزيد الرّقاشي في يوم شديد حرّه ، وهو يبكي ، فقال لي : ادخل يا هيثم ، ادخل ، تعال نبكي على الماء البارد في اليوم الحار ، حدّثني أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كلّ من ورد القيامة عطشان» (٤) [١٣١٩٤].

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا محمّد بن عمران الأخنسي (٥) ، حدّثني جابر بن نوح ، نا الأعمش.

أن يزيد الرّقاشي كان ينوح على نفسه وهو يقول : يا يزيد ، إذا متّ من يتصدّق عنك؟ يا يزيد إذا متّ من يصوم عنك؟ ثم يقول : وا يزيداه ، إنّما سمي نوح لأنه ناح على نفسه ، ويزيد لا ينوح على نفسه؟!

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا

__________________

(١) في «ز» : «جمار» وفي م : «حمار» والصواب ما أثبت ، وفي تهذيب الكمال : «جماز». وهو الهيثم بن جماز البصري. ترجمته في الجرح والتعديل ٤ / ٢ / ٨١ وفي حلية الأولياء : الهيثم بن حماد.

(٢) تحرفت في «ز» إلى : «تغلب» قارن مع مشيخة ابن عساكر ٣٧ / أ.

(٣) انظر ما مرّ قريبا.

(٤) زيد بعدها في حلية الأولياء : إلّا من أظله الله في ظل عرشه ذلك اليوم.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٧.

٨٥

محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، نا أبو معاوية الضرير ، نا أبو إسحاق الخميسي قال : كان يزيد الرّقاشي يبكي حتى تسقط أشفار عينيه (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني محمّد بن عبد الله الرّقاشي قال (٢) : سمعت معتمرا يقول : قال يزيد الرّقاشي : أتروني أتهنّأ بالحياة أيام الدنيا ، وأنا أعلم أن الموت مصيري؟ قال : وقد كان بكى حتى تساقطت أشفاره.

قرأت على أبي الحسين بن كامل ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين (٣) بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين (٤) ، حدّثني زهدم بن الحارث ، نا عبد الله بن رجاء ، عن هشام بن حسّان قال : بكى يزيد الرّقاشي أربعين عاما حتى تساقطت أشفاره (٥) ، وأظلمت عيناه ، وتغيّرت مجاري دموعه.

قال : وحدّثني محمّد بن الحسين ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا إسماعيل بن ذكوان قال : كان يزيد الرّقاشي إن دخل بيته بكى ، وإن شهد جنازة بكى ، وإن جلس إليه إخوانه بكى وأبكاهم ، فقال له ابنه يوما : كم تبكي يا أبة؟ والله لو كانت النار خلقت لك ما زدت على هذا البكاء؟ فقال : ثكلتك أمك يا بني ، وهل خلقت النار إلّا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجنّ ، أما تقرأ يا بني : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ)(٦) ، أما تقرأ يا بني : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ)(٧) فجعل يقرأ عليه حتى انتهى (يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ)(٨) فجعل يجول في الدار ، ويصرخ ، ويبكي حتى غشي عليه ، فقالت (٩) أمّه : يا بني ، ما أردت بهذا (١٠) من أبيك؟ قال : أي والله إنّما أردت أن أهوّن عليه ، لم أرد أن أزيده حتى يقتل نفسه (١١).

__________________

(١) حلية الأولياء ٣ / ٥١.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٧.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال من طريق محمّد بن الحسين البرجلاني ٢٠ / ٢٧٧.

(٥) من أول الخبر إلى هنا مكرر بالأصل.

(٦) سورة الرحمن ، الآية : ٣١.

(٧) سورة الرحمن ، الآية : ٣٥.

(٨) سورة الرحمن ، الآية : ٤٤.

(٩) بالأصل : فقال. خطأ ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(١٠) بالأصل وم و «ز» : بدا.

(١١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨.

٨٦

قال : ونا محمّد ، نا مجالد بن عبيد الله الباهلي ، حدّثني عبد النور بن يزيد (١) بن أبان قال : كان أبي يبكي ويقول لأصحابه : ابكوا اليوم قبل الداهية الكبرى ، ابكوا اليوم قبل أن تبكوا غدا ، ابكوا اليوم قبل أن لا يغني البكاء ، ابكوا على التفريط أيام الدنيا ، قال : ثم جعل يبكي حتى يرفع (٢) صريعا من مجلسه (٣).

أخبرنا أبو بكر المؤدّب ، أنا أبو عمرو العبدي ، أنا ابن يوه ، أنا اللنباني (٤) ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا خالد بن يزيد القرني (٥) ، نا فضالة الشحامي قال : سمعت يزيد الرّقاشي يقول في كلامه : آمن أهل الجنّة من الموت فطاب لهم العيش ، وأمنوا من الأسقام فهنيئا لهم في جوار الله طول المقام ، قال : ثم يبكي حتى تبتلّ لحيته بالدموع (٦).

قال : وحدّثني محمّد ، نا أبو عمر (٧) الضرير (٨) ، نا صالح المرّي ، قال : سمعت (٩) يزيد الرّقاشي يقرأ هذه الآية على أصحابه ويبكي (كَلَّا)(١٠)(إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ، وَقِيلَ مَنْ راقٍ ، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ)(١١) قال : تقول الملائكة بعضهم لبعض : من أي باب يرتقى بعمله ، فيرتقى فيه بروحه ، ويقول أهله : هذا والله حين فراقه ، فيبكي إليهم ويبكون إليه ، ولا يستطيع أن يحير إليهم جوابا ، قال : ثم بكى يزيد بكاء شديدا ، وكان يزيد قد بكى حتى تناثرت أشفار عينيه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سسّويه (١٢) ، [قال](١٣) أنا أبو سعيد (١٤) الصيرفي ، أنا محمّد بن عبد الله الصفّار ، نا عبد الله بن محمّد بن عبيد ، نا محمّد بن الحسين ، نا إسحاق بن منصور قال (١٥) : سمعت محمّد بن صبيح يقول : كان يزيد الرّقاشي يقول في كلامه : أيها المتفرّد (١٦) في حفرته ، المتخلي في القبر بوحدته ، المستأنس في بطن الأرض بأعماله ، ليت شعري ، بأيّ أعمالك

__________________

(١) لفظتا «بن يزيد» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٢) الأصل : «رفع» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٨.

(٤) الأصل وم و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.

(٥) رسمها بالأصل : «القرى» وفي م : «العربى» وفي «ز» : «الغربى» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٦ و ٨) تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٨.

(٧) في «ز» : عمرو.

(٩) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(١٠) في «ز» وم : حتى.

(١١) سورة القيامة ، الآيات ٢٦ ـ ٢٨.

(١٢) بدون إعجام في م ، وفي «ز» : شسويه.

(١٣) زيادة عن م ، وفي «ز» : قالا.

(١٤) في «ز» : سعد.

(١٥) من طريق إسحاق بن منصور السلولي رواه.

(١٦) بالأصل و «ز» ، وم : المنفرد ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٨٧

استبشرت ، وبأيّ إخوانك اغتبطت ، قال : ثم يبكي حتى تبل عمامته ويقول : استبشر (١) والله بأعماله الصالحة ، واغتبط والله بإخوانه المتعاونين على طاعة الله.

قرأت على أبي الحسين محمّد بن كامل ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني أبو معمر التنوري (٢) ، حدّثني ربيع أبو محمّد قال : كان يزيد الرّقاشي يبكي حتى يسقط ، ثم يستفيق ثم يسقط ، فيحمل مغشيا عليه إلى أهله ، وكان يقول في كلامه : إخوتي ، ابكوا قبل يوم البكاء ، ونوحوا قبل يوم النياحة ، وتوبوا قبل انقطاع التوبة ، إنّما سمّي نوحا لأنه كان (٣) نواحا ، فنوحوا يا معشر الكهول والشبان على أنفسكم ، وكان يتكلم والدموع جارية على لحيته وخدّيه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ الخطيب (٤) ، أنا القاضي أبو سعد أحمد بن علي بن القاسم بن العبّاس بن الفضل بن شاذان الرازي ـ بها ـ نا أبي ، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، نا محمّد بن يحيى بن عمر الواسطي ، نا محمّد بن الحسين البرجلاني (٥) ، نا موسى بن هلال ، نا صالح بن عمران البكري قال : سمعت يزيد الرّقاشي يقول : بلغني أنّ الميت إذا وضع في قبره احتوشته أعماله ، ثم أنطقها الله ، فقالت : أيها العبد المتفرد في حفرته ، انقطع عنك الأخلّاء والأهلون ، ولا أنيس لك اليوم غيرنا ، قال : ثم يبكي يزيد ويقول : فطوبى لمن كان أنيسه صالحا ، والويل لمن كان أنيسه عليه وبالا.

أخبرنا بها عالية أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا محمّد بن موسى بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفّار ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، فذكرها مثلها.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الهمداني ، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المهرواني ـ ببغداد ـ أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، نا الحسين بن صفوان البردعي.

__________________

(١) بالأصل : «استبشرت» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٩.

(٣) بالأصل : «كان ينوح نواحا» والمثبت عن «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٤٢٠ في ترجمة محمّد بن يحيى بن عمر الواسطي.

(٥) هذه النسبة إلى محلة البرجلانية.

٨٨

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد ، ومحمّد بن شجاع ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا ابن يوه ، أنا اللنباني (١) ، قالا : نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين قال : سمعت أبا محمّد علي بن الحسن قال (٢) : قيل لابن يزيد الرّقاشي : كان أبوك يتمثّل من الشعر شيئا؟ قال : كان يتمثّل :

إنا لنفرح بالأيام نقطعها

وكلّ يوم مضى يدني من الأجل

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا جعفر السرّاج ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا الوليد بن صالح ، عن الحارث بن عبيد بن الطّفيل بن عامر التميمي (٣) قال : سمعت يزيد الرّقاشي يقول في كلامه : إلى متى تقول غدا أفعل كذا ، وبعد غد أفعل كذا ، وإذا أفطرت فعلت كذا ، وإذا قدمت من سفري فعلت كذا ، أغفلت سفرك البعيد ، ونسيت ملك الموت ، أما علمت أن دون غد ليلة تخترم فيها أنفس كثيرة ، أما علمت أن ملك الموت [غير](٤) منتظر بك أملك الطويل ، أما علمت أن الموت غاية كلّ حيّ ، قال : ثم يبكي حتى يبل عمامته ، ثم يقول : أما رأيته صريعا بين أحبابه لا يقدر على ردّ جوابهم (٥) ، بعد أن كان جدلا خصما (٦) سمحا كريما عليهم ، أيها المغتر بشبابه ، أيها المغتر بطول عمره ، قال : ثم يبكي حتى يبل عمامته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز ، نا أبي ، عن أبي معاوية (٧) ، عن أبي إسحاق الخميسي قال :

كان يزيد الرّقاشي يقول : ويحك يا يزيد ، من يصوم عنك؟ من يصلّي عنك بعد الموت؟ ومن ذا يترضّى لك ربك من بعد الموت؟ ثم يقول : يا معشر الناس ، ألاع تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم من الموت موعده ، والقبر بيته ، والثرى فراشه ، والدود أنيسه ، وهو مع ذا ينتظر الفزع الأكبر؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه.

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) الخبر والشعر في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٩.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٤٩ طبعة دار الفكر.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : حوائجهم.

(٦) الأصل : خصيما ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) من هذا الطريق روي الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٥١.

٨٩

قال : ونا محمّد بن عبد العزيز ، نا أبي ، عن أبي معاوية ، عن أبي إسحاق الخميسي قال : دخلت على يزيد الرّقاشي وقت الظهيرة في بيته وهو يتمرغ على الرّمل مثل الجرادة ، وهو يقول : ويحك يا يزيد ، من يصوم عنك؟ من يصلّي عنك؟ من يترضى لك ربك من بعدك؟ ثم التفت إليّ فقال : يا معشر الناس ، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم من الموت موعده ، والقبر بيته ، والثرى فراشه ، والدود أنيسه ، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ، ثم لا يعرف منقلبه إلى الجنّة أو إلى النار ، ثم يبكي حتى يسقط أشفار عينيه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا عمّار بن عثمان ، نا حصين بن القاسم الوزان [نا دهثم (١) العجلي قال : لقيت يزيد الرقاشي فقلت له : كيف أصبحت ـ رحمك الله ـ؟ قال :](٢) كيف يصبح من تعتد عليه أنفاسه؟ ويحصى لانقضاء أجله؟ لا يدري على خير يقدم أم على شرّ ، قال : ثم ذرفت عيناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، أنا زكريّا المنقري ، نا الأصمعي (٣) ، نا عبد الله بن عمر النميري قال : شهدت يزيد الرّقاشي وتمنى قوم عنده أماني ، فقال يزيد : أتمنى كما تمنيتم ، قالوا : تمنّه ، قال يزيد : ليتنا لم نخلق ، وليتنا إذ خلقنا لم نمت ، وليتنا إذا متنا لم نحاسب وليتنا إن حوسبنا لا نعذّب ، وليتنا إن عذّبنا لا نخلّد.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفّار ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم (٤) ، نا أبو عبد الله المروزي ، نا سلمة أبو صالح ، حدّثني كنانة بن جبلة السلمي قال : قال يزيد الرقاشي : انظروا إلى هذه القبور سطورا بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في مزارهم ، وبعدوا في لقائهم ، سكنوا فأوحشوا ، وعمروا فأخربوا ، فمن سامع يساكن موحش ، وعامر مخرّب غير أهل القبور؟.

__________________

(١) في م : «دهم» بالإهمال ، وفي «ز» : دهيم. والمثبت عن المختصر.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٣) من طريق الأصمعي رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٩.

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٩ من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي.

٩٠

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم (١) ، نا عبد الله بن محمّد ـ إملاء ـ نا أحمد بن الحسين ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا أحمد بن نصر بن مالك أبو عبد الله المروزي ، نا سلمة أبو صالح ، حدّثني كنانة بن جبلة الهروي ، قال : قال يزيد الرّقاشي : خذوا الكلمة [الطيبة](٢) ممن قالها وإن لم يعمل بها ، فإن الله يقول : (يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(٣) ، ألا تحمد من تعطيه فانيا فيعطيك باقيا ، درهما يعني بعشرة تبقى إلى سبع مائة ضعف ، أما لله عندك مكافأة مطعمك ومسقيك ، وكافيك ، حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك في ضرّائك ، كأنك نسيت ليلة وجع الأذن ، وليلة وجع العين ، أو خوفا في برّ ، أو خوفا في بحر ، دعوته فاستجاب لك ، إنّما أنت لصّ من لصوص الذنوب ، كلّما عرض لك [عارض](٤) عانقته ، إن سرّك أن تنظر إلى الدنيا بما فيها من ذهبها وفضّتها وزخارفها ، فهلم أخبرك ، تشيّع جنازة فهي الدنيا بما فيها من ذهبها وفضّتها وزخارفها ، ثم احتمل القبر بما فيه ، أما إنّي لست آمرك أن تحمل تربته ، ولكني آمرك أن تحتمل فكرته.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد ـ إملاء ـ نا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، نا أبو بكر محمّد بن جعفر الآدمي القارئ ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي (٥) ، نا الأصمعي قال : قال يزيد الرّقاشي : خمس يقبحن (٦) من خمس : الحرص من القرّاء ، والعجلة من الأمراء ، والفحش من ذوي الشرف ، والبخل من ذوي الأموال ، والفتوّة من ذوي الأسنان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين (٧) ، نا زيد (٨) بن الحباب ، نا حوشب بن عقيل قال : سمعت يزيد الرّقاشي يقول لما حضره الموت : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ، وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٩) ألا إن الأعمال محضرة ، والأجور

__________________

(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٣ / ٥١ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٢٨٠ من طريق كنانة بن جبلة.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم ، والحلية وتهذيب الكمال.

(٣) سورة الزمر ، الآية : ١٨.

(٤) زيادة عن حلية الأولياء.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٨٠.

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، والمختصر ، وفي تهذيب الكمال : «يفتحن» وبدون إعجام في م.

(٧) بالأصل : الحسن ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يزيد.

(٩) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٥.

٩١

مكملة ، ولكلّ ساع ما سعى ، وغاية الدنيا وأهلها إلى الموت ، ثم بكى وقال : يا من القبر مسكنه ، وبين يدي الله موقفه ، والنار غدا مورده ، ما ذا قدمت لنفسك؟ ما ذا أعددت لمصرعك؟ ما أعددت لوقوفك بين يدي ربك؟ (١).

قال (٢) : وحدّثني محمّد (٣) ، حدّثني الصّلت بن حكيم ، نا درست القزّار (٤) ، قال : لما احتضر يزيد الرّقاشي بكى ، فقيل له : ما يبكيك يرحمك الله؟ قال : أبكي والله على ما يفوتني من قيام الليل ، وصيام النهار ، قال : ثم بكى وقال : من يصلّي لك يا يزيد ، ومن يصوم ، ومن يتقرّب لك إلى الله بالأعمال بعدك ، ومن يتوب لك إليه من الذنوب؟ ويحكم يا إخوتاه لا تغتروا (٥) بشبابكم ، فكان قد حلّ بكم ما حلّ بي من عظيم الأمر ، وشدّة كرب الموت ، النجاء النجاء ، الحذر الحذر ، يا إخوتاه المبادرة رحمكم الله (٦).

٨٢٣٦ ـ يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة (٧) بن زعب (٨) بن مالك

ابن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور

أبو معن السّلمي (٩)

والد معن بن يزيد له صحبة ، بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه حديثا.

روى عنه : كثير بن مرة ، وجبير بن نفير.

وشهد فتح فحل وغيرها من فتوح الشام.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي

__________________

(١) رواه من طريق زيد بن الحباب ، المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٢) يعني ابن أبي الدنيا.

(٣) يعني محمّد بن الحسين البرجلاني.

(٤) الأصل : «البرار» وفي م : «العران» والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» : «لا تغترون» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٦) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٨١.

(٧) الأصل وم و «ز» : حرة ، والمثبت عن أسد الغابة ، ونص ابن الأثير على : جره بضم الجيم وبالراء المشددة وآخرها هاء.

(٨) بالأصل : «رغب» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٩) ترجمته في الإصابة ٣ / ٦٥١ وأسد الغابة ٤ / ٦٩٨ والاستيعاب ٣ / ٦٥٦ (على هامش الإصابة) وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٧٤ والجرح والتعديل ٩ / ٢٥١ والمعجم الكبير ٢٢ / ٢٣٩.

٩٢

عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (١) ، نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، نا عبد الله بن يوسف ، نا الهيثم بن حميد ، حدّثني زيد بن واقد ، عن سليمان بن موسى ، عن كثير بن مرة ، عن يزيد بن الأخنس السّلمي ، وكانت له صحبة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تنافس بينكم إلّا في اثنتين : رجل أعطاه الله قرآنا ، فهو يقوم به الليل والنهار ، ويتّبع ما فيه ، فيقول رجل : لو أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به ، ورجل أعطاه الله مالا ، فهو ينفق ويتصدّق ، ويقول رجل مثلك ذلك» [١٣١٩٥].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البارع ، أنا الحسن بن غالب بن علي بن المبارك ، قالا : أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري ، نا جعفر الفريابي ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر ، وأبي اليمان الهوزني ، عن أبي أمامة الباهلي (٢) ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب» ، فقال يزيد بن الأخنس : والله ما أولئك في أمّتك يا رسول الله إلّا كالذباب الأصهب في الذّبان [١٣١٩٦].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا عبد الله بن جعفر البغدادي ، نا هاشم بن يونس العصّار ، نا أبو صالح عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن سليم بن عامر ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله يدخل من أمّتي الجنّة سبعين ألفا بغير حساب» فقال يزيد بن الأخنس السّلمي : وما هذا في أمّتك إلّا كالذّبان (٣) الأزرق في الذّبان.

أنبأنا أبو علي المقرئ ، ثم حدّثني أبو مسعود ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق ، نا عمرو بن عثمان ، نا بقية ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، عن يزيد بن الأخنس.

أنه لما أسلم أسلم معه جميع أهله إلّا امرأة واحدة أبت أن تسلم ، فأنزل الله على رسوله : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ)(٤) فقيل له : قد أنزل الله آية فرّق بينها وبين زوجها ،

__________________

(١) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير ٢٢ / ٢٣٩ رقم ٦٢٦.

(٢) رواه ابن حجر في الإصابة ٣ / ٦٥١.

(٣) في «ز» : كالذباب.

(٤) سورة الممتحنة ، الآية : ١٠.

٩٣

إلّا أن تسلم ، فضرب لها أجل سنة ، فلما مضت السنة إلّا يوم جلست تنظر الشمس حتى دنت للغروب أسلمت ، وقالت : المستضعفة المستكرهة على دينها ودين آبائها ، فلما دخلت في الإسلام حسن إسلامها وفقهت في الدين ، فكانوا يعجبون منها ويقولون : هذه التي استضعفت واستكرهت؟ فقالت : تعجبون منّي ، عجبت منكم أشدّ من إعجابكم ، ألا سجنتم ، ألا ضربتم في الله؟ والله لو (١) ظهر الإيمان على دب أشعر لخالط الناس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) قال : في الطبقة الثالثة : يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة (٣) بن زغب (٤) بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، وهو أبو معن بن يزيد السّلمي ، الذي روى عنه أبو الجويرية ، قال : بايعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا وأبي وجدّي ، وخاصمت إليه ، فأفلجني ، وعقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليزيد بن الأخنس يوم فتح مكة لواء من الألوية الأربعة التي عقدها لبني سليم ، سكن يزيد الكوفة بعد ذلك هو وولده ، وشهد معن بن يزيد يوم المرج ، مرج راهط.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عبد الله ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر (٥) ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال :

ومن بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة (٦) بن قيس بن عيلان بن مضر : يزيد بن الأخنس ، يقول من ينسبه يزيد بن الأخنس ابن الحباب بن جرو (٧) بن زغب (٨) بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، جاء في بعض الحديث : شهد بدرا (٩) ، وأبوه وابنه ، وليس المشهور عند أهل المغازي ، له حديث.

__________________

(١) الأصل وم : «ان» والمثبت عن «ز».

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢٧٤.

(٣) الأصل وم : حرة ، والمثبت عن ابن سعد ، وفي «ز» : عزه.

(٤) كذا بالأصل وابن سعد ، وفي م و «ز» : «رعب» وتقدم : «زعب».

(٥) بعدها بالأصل فراغ بسيط ، وفيه ضبتان ، والكلام متصل في م و «ز».

(٦) إعجامها ناقص بالأصل وم ، وفي «ز» : «حفصة» خطأ.

(٧) كذا ورد هنا : «جرو» بالأصل وم و «ز» ، وفي الأخيرتين بدون إعجام.

(٨) كذا ورد هنا بالأصل و «ز» : زغب ، وفي م بدون إعجام ، وقد مرّ «زعب» بالعين المهملة ، وهو ما جزم به ابن ماكولا في الاكمال.

(٩) سقطت من «ز».

٩٤

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، نا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : يزيد بن الأخنس السّلمي ، سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو ، وأبوه ، وابنه معن بن يزيد ، له بالشام حديث ، رواه كثير بن مرة ، وفي نسخة غير مسموعة لنا قال أبو زرعة : داره بدمشق.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا (١) الحسن بن سميع يقول : ويزيد بن الأخنس السّلمي أبو معن بن يزيد ، وابنه معن بن يزيد بن الأخنس الخفافي (٢) ، حيّ من بني سليم ، ومعن أبوه ، وجده بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جميعا ، ومعن ويزيد بن الأخنس قتلا براهط.

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الحطّاب (٣) ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا عبيد الله بن محمّد العكبري قال : قرئ على أبي القاسم البغوي في كتاب معجم أسماء الصحابة : قال : يزيد بن الأخنس ثم ساق له الحديث الأول عن أبي بكر بن زنجويه ، عن أبي توبة ، عن الهيثم بن حميد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) : يزيد بن الأخنس السّلمي ، شامي ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه كثير بن مرة (٥).

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) الخفافي : بضم وتخفيف الفاء الأولى ، نسبة إلى خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : الخطاب ، والتصويب عن م.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٥١.

(٥) كتب بعدها في «ز» :

عورض به آخر الجزء الخامس والعشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الكتاني ، أنا مسدد بن علي ه.

٩٥

__________________

بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين فسمعه أخي الحسن وابني محمّد وكتب العالم علي في عاشر ربيع ............................... سمع .................................. القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي أيّده الله والشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو بكر محمّد ابن بركة بن خلف بن كوما الصالحي والأمين شمس الدولة أبو الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكناني وزين الدولة أبو علي الحسن بن الحسن بن الحسين بن أبي المضاء الوزير بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان وأبو ذكرى يحيى بن علي بن مؤمل وأبو المعالي محمّد بن القاضي ذكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد ابن يحيى القرشي ويوسف بن أبي الحسن بن أحمد وإسماعيل بن حماد الدمشقي وأبو الربيع سليمان بن إبراهيم ابن يحيى الصنهاجي وعبد الله بن ياسين بن عبد الله اليمني وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وبركان شاه بن قرحا وزين قريون الديلمي وأبو الحسين بن علي بن خلدون البصري وأبو عبد الله بن الفضل بن الفتح الأنصاري ومكي ابن أبي محمّد بن علي بن أبيه وعين الدولة بن الكمش بن كمشتكين وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين ... ويوسف بن محلى بن إبراهيم ويوسف بن سليمان بن عبد الله الإسكندراني وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وحسن ابن مالادن .... وممدود وصديق ابنا إلياس بن سلامة الكنانيان وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وإبراهيم بن غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي الشاغوريان وعلي بن يوسف بن سليمان الأذني وحسين بن محمّد بن حسن الخياط ورافع بن محمّد بن رافع ... وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو الحسين بن نعمة الله بن عبد الله الفراش وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وسمع نصفه الأول ابن المسمع أبو الفتح الحسن وابن أخيه أبو منصور بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن وعبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان بن علي بن نجيم بن أحمد اليمني وأبو عبد الله بن سيدهم بن هبة الله الأنصاري وأبو محمّد ... ابن أبيه ومسرور بن سعد بن علي الواسطي وفارس بن أبي طالب بن عباد وسمع نصفه الآخر الشيخ الفقيه أبو الثناء ...... ابن غازي بن محمّد ورمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني وأبو القاسم بن محمّد بن ناجية وأبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان ورفاعة بن محمّد بن إبراهيم وأبو القاسم بن شبل بن الحسين وأبو الحسن بن معالي بن هبة الله الموصلي ونصر الله بن رافع بن مبارك وذلك في يومي الاثنين والخميس الثامن عشر من شهر ربيع الأول من سنة خمس وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت ولله الحمد والمنة وصلواته على خير العباد وسلامه ه.

سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم ابن الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي رضي‌الله‌عنه وقدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله والشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي وأبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي ويوسف بن أبي الفرج بن مهذب وعبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد وأبو الحسين هبة الله بن علي بن خلدون وأبو عبد الله محمّد بن سيدهم بن هبة الله بن .... الدمشقي ومحمّد بن ميمون بن مالك الأنصاري وزكريا بن عثمان بن خالد الموفاني وأحمد بن أبي مكارم بن عبد الله وأبو علي حسن بن علي بن عبد

٩٦

__________________

الوارث وعبد الرّحمن بن طالب بن سبع وعين الدولة بن جلدك بن عبد الله وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكناني وعبد الخالق بن عبد الله بن محمّد اللبودي وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي وسمع الجزء سوى خمس قوائم من آخره الشيوخ حمزة بن إبراهيم بن عبد الله وإبراهيم بن منيع بن عبد الله السروجي وعبد الغني بن عبد الكريم بن أحمد المعلم وإبراهيم بن محمّد بن زياد الإشبيلي ومؤمن بن عبد الله ابن أبي طالب وإبراهيم بن عبد الله بن يوسف وعلي بن عبد الوارث بن عبد القوي وأبو العز بن عبد الرّحمن بن عبد الله وأبو عبد الله محمّد بن أبي الفتح بن محمّد وأبو يعلى حمزة بن أبي الفضل بن أبي الفوارس الأنصاري وخليل بن أبي محمّد بن سلطان وعبد العزيز بن محمّد بن الحسن وإبراهيم بن محمّد بن عبد الله وسمع خمس قوائم من آخره فحسب الشيوخ أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسن بن أبيه الصالحي وعلي بن أبي عبد الله بن محمّد القرشي وإسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء وأبو الثناء زيد بن محمود بن أحمد بن دار الأردنبلي والوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني والفقيه أبو الفرج إبراهيم بن يوسف بن محمّد ه.

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الإمام الأوحد العالم الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ جمال الإسلام محدّث الشام ثقة الثقات معتمد الرواة أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ولده أبو القاسم علي عمره الله والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وولداه أبو الحسن مجد وأبو الحسين إسماعيل وفتاهم فرج الحبشي والشيخ الفقيه الأمين أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي بقراءاته والقاضي الإمام العالم الأمين بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي والشيخ أبو علي الحسن بن علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي وأبو محمّد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري وأبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي وأبو الفضل حامد بن علي بن أحمد الرقي وأبو أحمد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني وأبو صابر عبد الملك بن المحسن الأنصاري يعرف بابن الأنماطي وهذا خطه على الوجه وسمع الجزء عدا خمس قوائم من أوله أبو الحسن علي بن عمر بن عثمان الصقلي وأبو الحجّاج يوسف بن أبي الفرج المهذب التنوخي وابنه عبد العزيز وأبو طالب علي بن أبي الفرج الكتاني ومحمّد بن إبراهيم بن هراوة القفصي وسمع النصف الثاني منه أبو الحسن علي بن تميم بن عبد السّلام وصحّ ذلك منهم بدار الحديث بدمشق في سادس عشر ذي الحجّة سنة خمس وتسعين وخمسمائة والحمد لله وحده ه.

سمع من أول هذا الجزء إلى أول ترجمة يخلف وهو نصف الجزء على الشيخ الإمام الفقيه العالم العامل فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه فيه من عمه مؤلفه بقراءة الشيخ الإمام العالم المحدث محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن طاهر الإربلي وابن أخي المسمع وأبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد وأبو القاسم تمام بن يحيى بن الفر عباس الحيري وابناه محمّد ويحيى وأبو بكر محمّد بن محمّد ابن أبي بكر البلخي وأخوه سليمان وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرماحين بدمشق وعبد الواحد بن عبد السيد بن بركات الصقلي المقدسي وأبو المعالي عبد الله بن أبي طالب محمّد بن عبد الله بن صابر السلمي وإسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي وهذا خطه وابنه أبو بكر محمّد رفق الله بهما وذلك بالمسجد الجامع بدمشق في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة والحمد لله وصلواته على سيدنا محمّد وآله وسلامه.

سمع من أول ترجمة يخلف بن عبد الله بن بحر أبو سعيد المغربي وهي في نصف الجزء على الشيخ الإمام

٩٧

أخبرنا (١) أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا مسدد بن علي بن عبد الله الحمصي ، أنا أبي ، نا القاضي أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي ، قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة : يزيد بن الأخنس ، بايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو ، وأبوه ، وابنه ؛ منزله بالشام ، حدّث عنه كثير بن مرّة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : أما جرّة بالجيم ، فهو : يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زعب (٢) بن مالك من بني بهثة بن سليم ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو وابنه معن بن يزيد ، نسبه الطبري.

وقال الدارقطني في موضع آخر : وأما زغب بكسر الزاي ، فهو في ما ذكره أبو جعفر الطبري في الصحابة : يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زغب بن مالك من بني بهثة بن سليم (٣) بن منصور ، هو أبو معن بن يزيد السّلمي ، روى هو وابنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذكره بالغين المعجمة هاهنا ، وذكره أولا بالعين المهملة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله العبدي

__________________

العالم تقي الدين أبي الوحش عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم المقدسي بسماعه من مؤلفه وما فيه من الملحق بإجازته منه بقراءة القاضي الإمام العالم الفاضل المحدث محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الولد النجيب أبو بكر محمّد ووالده الإمام العالم تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري وأبو المعالي عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن صابر السلمي ومحمّد ويحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري وأبو بكر محمّد وأبو الفضل سليمان ابنا محمّد بن أبي بكر البلخي وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرمّاحين وأبو المظفر يوسف بن يعقوب بن عثمان وعمه عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا الله عنه وهذا خطه وذلك في يوم الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة والحمد لله وحده وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله ه.

(١) كتب قبلها في «ز» : الجزء السادس والعشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز ينواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه‌الله آمين.

سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.

بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

وكتب في م قبلها أيضا :

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

(٢) بالأصل و «ز» هنا : زغب ، والمثبت عن م ، وسينبه في آخر الخبر إلى أنها بالعين المهملة.

(٣) من قوله : سليم ... إلى هنا سقط من «ز» ، فتداخل الخبران واضطرب السياق.

٩٨

قال : يزيد بن الأخنس ... (١) السّلمي ، عداده في أهل الشام ، روى عنه .... (٢) أبو أمامة الباهلي : وجبير بن نفير ، وكثير بن مرّة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : قال لنا أبو نعيم : يزيد بن الأخنس السّلمي ، يكنى أبا معن ، وقال محمّد بن سعد : هو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، سكن الكوفة ، وقال غيره : يعدّ في الشاميين ، روى عنه كثير بن مرّة ، وجبير بن نفير ، ذكره في حديث أبي أمامة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : وأما جرّة بضم الجيم فهو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زعب (٤) بن مالك من بني بهثة بن سليم ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو وابنه معن بن يزيد.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، أخبرني أبو الفضل الحافظ عنه ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا أبو صالح ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب : أن معن بن يزيد بن الأخنس من بني سليم كان هو ، وأبوه ، وجده شهدوا بدرا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا نعلم (٥) رجلا وابنه وابن ابنه شهدوا بدرا غيرهم ، ولم يصحح أهل المغازي شهودهم بدرا ، ولم يذكروهم في البدريين ، ولكن لهم صحبة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا الحسين بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : وابن عمّه أبو نصر محمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أبو العبّاس الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، [أنا صالح بن أحمد](٦) حدّثني أبي قال : ثلاثة من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صحبوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هو وأبوه وجدّه ، معن بن يزيد [بن](٧) الأخنس هؤلاء صحبوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثتهم.

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل ، والكلام متصل في م ، و «ز».

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل ، والكلام متصل في م ، و «ز».

(٣) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٣٥.

(٤) بالأصل و «ز» : «زغب» والمثبت عن م ، والإكمال.

(٥) الأصل وم : «يعلم» والمثبت عن «ز».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٧) سقطت من الأصل ، وزيدت عن «ز» ، وم.

٩٩

٨٢٣٧ ـ يزيد بن أرطاة النّخعي

سمع عمر بن الخطّاب ، واستعمله على قومه الذين وجههم إلى الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن المستنير بن يزيد النّخعي ، عن إبراهيم بن يزيد النّخعي ، قال : لما أراد عمر النخع على العراق ، فأبوا ، قال يزيد بن كعب : أنا لها ومن اتبعني ، فاتّبعه تسع مائة مقاتل في سبع مائة أهل بيت ، منهم سبع مائة امرأة فارغة ، وخرج مثلهم وهو النصف الباقي إلى الشام ، عليهم يزيد بن أرطاة النّخعي.

قال : ونا سيف ، عن أبي روق ، عن من أدرك منهم مثله.

٨٢٣٨ ـ يزيد بن إسحاق بن عبّاد بن زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان

له ذكر ، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وأعمالها من بني أمية ، وذكر أنه كان يسكن جرود من إقليم معلولا.

٨٢٣٩ ـ يزيد بن أسد بن كرز (١) بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس

ابن غمغمة (٢) بن جرير بن شقّ بن الكاهن بن صعب بن يشكر

ابن رهم بن أفرك (٣) بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار

أبو الهيثم القسري البجلي (٤) جد خالد بن عبد الله القسري

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا.

وروى عن عمر بن الخطّاب.

روى عنه : ابنه عبد الله بن يزيد ، وهو من أهل دمشق ، وكان مقدمة الجيش الذين أمدّ بهم معاوية عثمان بن عفّان مع حبيب بن مسلمة.

__________________

(١) كرز : بضم الكاف وسكون الراء وبعدها زاي (الإصابة).

(٢) في أسد الغابة : «عمعمة» بالعين المهملة. وبالأصل «غمغة» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) الأصل : أبرك ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٩٩ والإصابة ٣ / ٦٥١ والاستيعاب ٣ / ٦٥٢ (على هامش الإصابة) وطبقات خليفة ص ١٩٦ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٢٨ والتاريخ الكبير ٨ / ٣١٧ والجرح والتعديل ٩ / ٢٥١.

١٠٠