تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : وفي ولاية مروان مات أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ مولى ابن عيّاش.

[قال ابن عساكر :](٢) وقد تقدم عن خليفة في الطبقات أنه مات سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا زيد بن بشر ، عن ابن وهب ، حدّثني ابن زيد.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني [الحسن](٤) بن عبد العزيز ، نا الحارث بن مسكين ، أنا [ابن](٥) وهب ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن سليمان [بن سليمان](٦) العمري (٧) قال : رأيت أبا جعفر القارئ على الكعبة ، فقلت : إنه أبو ـ وفي حديث ابن طاوس أبا ـ جعفر؟ قال : نعم أقرىء إخواني مني السلام ، وأخبرهم أن الله جعلني مع ـ وفي حديث ابن طاوس : من ـ الشهداء ، الأحياء المرزوقين ، وأقرىء أبا حازم السّلام ، وقل له : يقول لك أبو جعفر : الكيس الكيس ، فإنّ الله وملائكته يتراءون [مجلسك](٨) بالعشيات (٩).

[قال ابن عساكر :](١٠) وقال غيرهما : سليمان بن أبي سليمان (١١).

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٠٥.

(٢) زيادة منا.

(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٧٦.

(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن «ز» ، وم.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ : العصري.

(٨) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٩) رواه الجزري في غاية النهاية ٢ / ٣٨٤ والذهبي في معرفة القراء الكبار ١ / ٧٥.

(١٠) زيادة منا.

(١١) ورد في غاية النهاية : سليمان بن أبي سليمان العمري.

٣٦١

٨٣٣٦ ـ يزيد بن أبي كبشة ، واسم أبي كبشة حيويل بن يسار بن حييّ

ابن قرط بن سنبل (١) بن المقلّد بن معدي كرب بن عريق بن السكسك

ابن أشرس بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث السّكسكي (٢)

من أهل بيت لهيا (٣) ، وكان عقبه بها.

روى عن رجل من الصحابة ، وأبيه أبي كبشة ، ومروان بن الحكم.

روى عنه : معاوية بن قرة ، وعلي بن الأقمر ، ومسرّة بن معبد ، وإبراهيم السّكسكي ، وإبراهيم بن ميمون ، والحكم بن عتينة ، ومحمّد بن قيس المرهبي ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية.

وكان عريف السكاسك ، وولي [الشرطة لعبد الملك بن مروان ثم ولي الصوائف ، ثم ولي](٤) العراقين للوليد (٥) بن عبد الملك ، ثم خراج السند في أيام سليمان ، وكان له قدر في (٦) الشام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأ تمام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ، وعقيل بن عبيد الله.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، قالوا : أنا أبو بكر أحمد بن القاسم.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب.

ح وأخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس قال : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالا : أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، قالا : أنا أبو زرعة ، نا سوار بن عمارة الربعي أبو عمارة ، نا مسرّة بن معبد اللخمي قال :

__________________

(١) في م : سبيل ، وفي «ز» ، بدون إعجام ، وفي تهذيب الكمال : سبيل.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٦٨ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٣ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٥٤ والجرح والتعديل ٩ / ٢٨٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٤٣.

(٣) أي بيت الآلهة وهي قرية مشهورة من غوطة دمشق.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك على هامش نسختي «ز» ، وم.

(٥) بالأصل : الوليد.

(٦) في م : «في أهل الشام» وفي «ز» : عند أهل الشام.

٣٦٢

صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر ، ثم انصرف إلينا بعد سلامه ، فقال : إني صليت وراء مروان بن الحكم فسجد بنا مثل هاتين السجدتين ، ثم انصرف إلينا بعد سلامه ، فأعلمنا أنه صلّى وراء عثمان بن عفّان فسجد مثل هاتين السجدتين ، ثم قال لنا عثمان : إنّي كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه رجل فسلّم عليه ، ثم قال : يا نبي الله إنّي صلّيت ، فلم أدر أشفعت أم وترت ثلاثا يقولها ، فأجابه نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يتلاعب بكم الشيطان في صلاتكم ، من صلّى فلم يدر أشفع أم وتر فليسجد سجدتين ، فإنهما تمام صلاته» (١) [١٣٢٩٤].

قال ابن أبي العقب : سمعت أبا زرعة يقول هذا الحديث في ابن [أبي الحكم](٢).

أخبرناه أبو محمّد بن حمزة ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن هشام بن سوار العنسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي كامل ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بدمشق ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، نا سوار بن عمارة أبو عمارة الربعي بالرملة سنة أربع عشرة ومائتين ورأيته يملي على يحيى بن معين ، نا مسرّة (٣) بن معبد اللخمي قال :

صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر ، ثم انصرف إلينا بعد صلاته ، فقال : إنّي صلّيت وراء ـ يعني : أبي عبد الملك مروان ـ فسجد بنا هاتين السجدتين ثم انصرف إلينا ، فأعلمنا أنه صلّى وراء أمير المؤمنين ـ يعني : عثمان ـ فسجد (٤) مثل هاتين السجدتين ، ثم قال لنا إنّي كنت عند نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أتاه رجل ، فسلّم عليه ثم قال : يا نبي الله إنّي صليت فلم أدر أشفعت أم وترت ، ثم صليت فلم أدر أشفعت أم وترت ثلاثا يقولها ، فأجابه نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : «ب علات بكم الشيطان في صلاتكم؟ من صلّى فلم يدر أشفع أم وتر فليسجد سجدتين ، فإنهما تمام صلاته» [١٣٢٩٥].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا محمّد بن عصمة أبو عبيد الله الرملي ، ثنا سوار بن عمارة ، حدّثنا مسرّة بن معبد قال :

صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر ، ثم انصرف إلينا بعد سلامه فقال : إنّي صلّيت وراء

__________________

(١) زيد في «ز» : زاد أبو زرعة ثم صلّيت (ثم بياض ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل).

(٢) الأصل : ابن المال ، والزيادة المثبتة عن م ، ومكان الجملة بياض في «ز».

(٣) الأصل و «ز» : «ميسرة» والمثبت عن م.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فصلى.

٣٦٣

مروان بن الحكم فسجد بنا مثل هاتين السجدتين ، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنه صلّى وراء عثمان بن عفّان فسجد مثل هاتين السجدتين ثم قال : إنّي كنت عند نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه رجل فسلّم عليه ثم قال : يا نبي الله إني صلّيت فلم أدر أشفعت أو وترت ، فأجابه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن تلعّب الشيطان بكم في صلاتكم ، من صلّى فلم يدر أشفع أم وتر فليسجد سجدتين فإنهما من تمام صلاته» [١٣٢٩٦].

رواه يحيى بن معين عن سوار.

أخبرناه أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو الحسن الحربي ، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، نا يحيى بن معين ، نا سوّار أبو عمارة شيخ كان بالرملة ، حدّثني مسرّة بن معبد اللخمي قال :

صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر ثم انصرف إلينا بعد سلامه ، فقال : إنّي صلّيت وراء مروان بن الحكم فسجد بنا مثل هاتين السجدتين ، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنه صلّى وراء عثمان بن عفّان فسجد مثل هاتين السجدتين ، فقال : إنّي كنت عند نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه رجل فسلّم عليه فقال : يا نبي الله إنّي صلّيت فلم أدر أشفعت أو وترت ، فأجابه نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «إن تلعّب بكم الشيطان في صلاتكم فلم تدر أشفعا أو وترا فليسجد سجدتين ، فإنهما تمام صلاته» [١٣٢٩٧].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : ويزيد بن أبي كبشة من نحيب (١).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) :

يزيد بن أبي كبشة عن أبيه ، وكان عريف السكاسك ، روى عنه معاوية بن قرة (٣) ،

__________________

(١) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في «ز» ، وم.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥.

(٣) في التاريخ الكبير : روى عنه قرة.

٣٦٤

وعلي بن الأقمر ، [ومسرة بن معبد](١) وإبراهيم السّكسكي ، وقال أبو المغيرة : نا صفوان ، نا خالد بن الوليد السّكسكي ، سمعت رجلا من أهل دمشق يحدّث ابن أبي كبشة بالهند وزعم أنه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجهاد ، وقال ابن السائب : هو السّكسكي ، وقال (٢) محمّد بن عبد العزيز : نا سوار بن عمارة الرّملي ، سمع مسرّة بن معبد ، سمع يزيد بن أبي كبشة ، سمع مروان بن الحكم ، سمع عثمان ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من صلّى فلم يدر أشفع أو وتر فليسجد سجدتين ، فإنهما من تمام الصلاة» [١٣٢٩٨].

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ـ مناولة ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يزيد بن أبي كبشة ، وكان عريف السكاسك ، شامي ، روى عن أبيه ، ومروان بن الحكم ، روى عنه معاوية بن قرّة ، وعلي بن الأقمر ، ومسرّة بن معبد ، وإبراهيم بن ميمون ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الصّوفي ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية ممن ولي السرايا : يزيد بن أبي كبشة السّكسكي.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ـ قراءة ـ عن أبي الحسين الصيرفي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنبأ عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة : يزيد بن أبي كبشة السكوني (٤) ، كان يلي الصوائف ، دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، قالوا : أنا أبو الحسن الداودي ، أنا

__________________

(١) الزيادة عن التاريخ الكبير ، والاسم مستدرك فيه عن إحدى نسخه.

(٢) من قوله : «وقال أبو المغيرة» ... إلى هنا ليس في التاريخ الكبير.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٨٦.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» : السكوني.

٣٦٥

عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنا إبراهيم بن خزيم ، نا عبد بن حميد ، أنبأ يزيد بن هارون ، أنا العوّام بن حوشب ، حدّثني إبراهيم أبو إسماعيل السّكسكي ، قال :

سمعت أبا بردة بن أبي موسى وهو يقول ليزيد بن أبي كبشة واصطحبا في سفر فكان ابن أبي كبشة يصوم في السفر ، فقال أبو بردة : سمعت أبا موسى مرارا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الرجل المسلم إذا مرض أو سافر كتب له من الأجر ما كان يعمل مقيما صحيحا» [١٣٢٩٩].

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) في تسمية ولاة عبد الملك الشرط : يزيد بن أبي كبشة السّكسكي (٢).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، قال : أنبأ أبي أبو يعلى.

ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي ، عن ابن عيّاش قال في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران : يزيد بن أبي كبشة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٩.

(٢) ورد هنا في خبر ليس فيه أي ذكر ليزيد بن أبي كبشة ، وفيه : وأخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنبأ أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد قال : أخبرني أبي علي بن محمّد حدثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي قال : ونسخت من كتاب عبد الله بن جعفر العامري بخطه قال : ذكروا أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان خطباء العرب فسألهم عن المروءة ، فقال له المغيرة بن شعبة : الدماثة والزمانة ، فقال معاوية : وكيف ذاك؟ قال : الدماثة في الأخلاق شبه أخلاقك ، والزمانة حين يشبهك في الحلم. فقال معاوية : بخ بخ وليست هناك. فقال صعصعة بن صوحان : الصبر والصمت. فقال معاوية : وكيف ذاك؟ قال : أن تصبر على ما غاظك وأن تصمت إلى حين ينبغي لك الكلام. فقال معاوية بخ بخ وليست هناك. فقال أبو الأسود الدؤلي : سخاء النفس وحسن الخلق وليست هناك ، فقال عمرو بن العاص : المال والوالي. قال : وكيف ذاك؟ قال : لا يصلح المال إلّا بوال ولا وال إلّا بمال. قال : بخ بخ وليست هناك. فقال يزيد بن معاوية : أنا أخبرك ، فأعرض عنه ، ثم أعاد الثانية ، فأعرض عنه ، ثم أعاد الثالثة ، فقال : وكيف ذاك؟ قال : الحلم ، إذ ذكرت ، وإذا أعطيت شكرت ، وإذا ابتليت صبرت ، وإذا عصيت غفرت ، وإذا أحسنت استبشرت وإذا ساءت استغفرت وإذا وعدت أنجزت. فقال معاوية : بأبي أنت وأمي ، أنت مني وأنا منك.

٣٦٦

العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي (١) ، نا سلمة بن بلال ، عن مجالد قال :

أول من جمع له المصران البصرة والكوفة : زياد ، وابنه عبيد الله بن زياد ، ومصعب بن الزبير ، وبشر بن مروان ، والحجّاج بن يوسف ، ويزيد بن أبي كبشة السّكسكي ، ويزيد بن المهلب ، ومسلمة بن عبد الملك ، وعمر بن هبيرة الفزاري ، وخالد بن عبد الله القسري ، ويوسف بن عمر الثقفي ، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عمر بن هبيرة ، ولم يجمع لأحد غيرهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي بن أحمد ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا ابن خيّاط قال (٢) : كتب سليمان بن عبد الملك إلى صالح بن عبد الرّحمن أن يأخذ آل أبي عقيل ويحاسبهم ، فولّى صالح حبيب بن المهلّب حرب الهند ، ويزيد بن أبي كبشة الخراج ، فأقام بها يزيد بن أبي كبشة أقل من شهر ثم مات.

٨٣٣٧ ـ يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد بن عبد الله بن يزيد بن ذكوان

أبو القاسم ، مولى بني هاشم (٣)

روى عن أبي الجماهر التنوخي ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وآدم بن أبي إياس ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ويسرة بن صفوان ، وأبي كلثم سلامة بن بشر بن بديل ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وأبي (٤) العبّاس سلام بن سليمان ، وعمرو بن هاشم ، وسليمان بن حرب ، وأبي الحارث العبّاس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح ، وعبيد بن جناد ، ومحمّد بن بكّار بن بلال ، وحمّاد بن مالك الحرستاني (٥) ، ومحمّد بن المبارك الصوري ، وجنادة بن محمّد المري (٦) ، وأبي مسهر ، وأبي الخطاب يحيى بن عمرو بن

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٦٨.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣١٨.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧١ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٥ والجرح والتعديل ٩ / ٢٨٨ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ١٥١.

(٤) بالأصل وم : أبو.

(٥) من قوله : حرب ... إلى هنا سقط من م.

(٦) تقرأ بالأصل : «المزني» تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٣٦٧

عمارة ، وهشام بن عمّار ، ومحمّد بن مثنّى ، والحميدي ، ومطرف بن عبد الله ، وعمرو بن حفص ، ومحمّد بن عبد الله بن عمّار ، وهشام بن إسماعيل العطّار ، وأبي اليمان الحكم بن نافع ، ومحمّد بن خالد السّكسكي ، وعبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل ، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم ، وعمران بن وهب الرملي ، وهشام بن خالد ، وأحمد بن أبي الحواري ، والقاسم بن عثمان ، وعباس (١) بن عثمان ، ومحمود بن خالد.

روى عنه : أبو حاتم الرازي (٢) ، وأبو داود في سننه ، وأبو زرعة النصري ، وأبو عبد الرّحمن النسائي ، وأبو الحسن (٣) بن حذلم ، وجعفر بن محمّد بن جعفر بن بنت عديس ، وأبو الميمون بن راشد ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن عرفجة القرشي ، وأبو علي [الحسن](٤) بن حبيب الحصائري ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأحمد بن المعلّى ، وأبو عبد الله الحسين بن يحيى بن جزلان ، وصاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد النحّاس ، ومكحول البيروتي ، ومحمّد بن عبد الله بن محمّد الطائي الحمصي ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن حشيش المصري ، ومحمّد بن محمّد بن أبي حذيفة ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي ، وأحمد بن محمّد بن ساكن الزنجاني ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وبكر بن أحمد البزّاز (٥) ، ومحمّد بن يوسف الهروي ، وأبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النيسابوري ، وأبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني ، وأبو العبّاس الأصم ، وأبو القاسم علي بن الحسين بن محمّد بن السفر ، وأبو يعقوب الأذرعي ، وأبو عوانة الإسفرايني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، أنبأ أبو القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الحسن بن جوصا ثنا يزيد بن محمّد ، ثنا سلامة بن بشر ، نا يزيد بن السمط ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من نبيّ ولا وال إلّا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن

__________________

(١) في «ز» : عياش.

(٢) بالأصل : «أبو خلف الداري» وفي م : «خلق الفزاري» والمثبت عن «ز» ، وفيها : والرازي.

(٣) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن تهذيب الكمال.

(٥) الأصل وم : البزار ، والمثبت عن «ز».

٣٦٨

المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، فمن وقي شرها فقد وقي ، وهو من التي تغلب عليه منهما» [١٣٣٠٠].

قال أبو الحسن بن جوصا : وتابعه برد بن سنان ، وقال يحيى بن سعيد وموسى بن عقبة ، وابن أبي عتيق ، وشعيب ، ويونس ـ يعني : عن الزهري ـ عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد ، أوقفه شعيب ، ورفعوه.

رواه الوليد وبقية ، وعمارة بن بشر (١) ، وسويد بن عبد العزيز ، وابن سماعة ، والوليد بن مزيد ، وعقبة بن علقمة ، وهقل ، وبشر بن بكر ، وعمرو (٢) بن أبي سلمة ، عن الأوزاعي مثل رواية ابن السمط.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد ، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق عنه ، قال : أنبأ أبو بكر الحيري ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدّمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا بقية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا ينظرن أحد منكم إلى فرج زوجته ولا فرج جاريته إذا جامعها ، فإن ذلك يورث العمى» [١٣٣٠١].

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ترّبوا الكتاب وسجّوه من أسفله ، فإنه أنجح للحاجة» [١٣٣٠٢].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو (٣) القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد دمشقي.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ـ مناولة ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (٤) :

يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، أبو القاسم الدّمشقي ، يروي عن هشام بن إسماعيل العطّار ، وأبي مسهر ، وسلامة بن بشر ، وأبي الجماهر. كتبنا عنه ، وروى عنه أبي ، وهو صدوق ، ثقة.

__________________

(١) في م : بشير.

(٢) في م : عمر.

(٣) قوله : «أبو القاسم» ليس في «ز».

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٨٨.

٣٦٩

أخبرنا أبو الفضل السلامي ـ قراءة ـ عن أبي طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر قال : أبو القاسم يزيد بن عبد الصّمد الدّمشقي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال : أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدّمشقي ، سمع أبا بكر عبد الله بن يزيد ، ومنبّه بن عثمان ، روى عنه أبو الحسن أحمد بن عمير ، وأبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الرحبي ، كنّاه لنا أبو عمران الجويني.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمّي أبو القاسم ، عن أبيه أبي (١) عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدّمشقي ، مولى بني هاشم ، يكنى أبا القاسم ، قدم مصر ، وكتب عنه ، ورجع إلى دمشق ، وتوفي بها سنة سبع وسبعين ومائتين ، وكان ثقة.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا عن محمّد بن أحمد بن شاكر ، قال : أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الله الخولاني ، قال : أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم ، فقال : يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، دمشقي ، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) : يزيد بن عبد الصّمد ، وعبد الرّحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقيّان ، كان أحمد بن عمير منهما يسأل حديثهم وبخاصة حديث دمشق.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري وغيره ، عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : وسألته ـ يعني : الدارقطني ـ عن يزيد بن عبد الصّمد؟ فقال : ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا عبد الدائم بن الحسن ، عن عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، قال :

__________________

(١) بالأصل وم : «أبو» خطأ ، والتصويب عن «ز».

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٣.

٣٧٠

كنت عند الربيع في منزله إذ جاءه يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد مسلّما عليه ، فأقعده الربيع معه على السرير ، ثم أقبل عليه ، فألقى عليه مسئلة من كلام الشافعي ، فأجابه يزيد بن عبد الصّمد بجواب غير مذهب الشافعي ، فرأيت الربيع من إعجابه بأبي عبد الله الشافعي ومذهبه أن قال ليزيد بن محمّد : يا أبا القاسم ، ينبغي لك أن تنظر في الفقه (١) ، أو قال له : تفقه تفقه ، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكّي بن محمّد ، أنا أبو سليمان قال : سمعت أبا العبّاس بن ملّاس يقول : فيها ـ يعني : سنة ست وسبعين ومائتين ـ توفي يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد (٢).

وذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه ، أنبأ محمّد بن إبراهيم بن مروان قال : قال عمرو بن دحيم : مات يزيد بدمشق ليلة الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من شوال سنة ست وسبعين ومائتين ، وكان مولده سنة ثمان وتسعين ومائة (٣). هذا هو الصواب.

وقد أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد قال : قال أبو بكر بن فطيس : مات يزيد بن عبد الصّمد سنة خمس أو ست وتسعين ومائتين.

[قال ابن عساكر :](٤) وهذا وهم ، والصواب : وسبعين (٥).

٨٣٣٨ ـ يزيد بن محمّد بن القاسم الهمداني (٦)

ممن شهد ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام سنة خمس عشرة ومائة.

تقدم ذكره في قصة نهر يزيد.

٨٣٣٩ ـ يزيد بن مالك

قرأ على فضالة بن عبيد القرآن العظيم.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٥١ ـ ١٥٢ مختصرا.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٣.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٣.

(٤) زيادة منا.

(٥) نقل المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٣ قول ابن فطيس وفيه : سنة ست وسبعين ومائتين.

(٦) في «ز» : الهمذاني.

٣٧١

وحكى عن عبد الله بن عامر اليحصبي (١).

قرأ عليه سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي القاسم بن الفرات ، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني ، حدّثني سليمان بن أحمد ، نا يزيد بن عبد الصّمد ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن يزيد بن مالك ، وكان يزيد ممن قرأ على فضالة بن عبيد أيضا ، قال : كنّا جلوسا عند عبد الله بن عامر في جماعة من حفّاظ القرآن ، فذكر المغيرة بن أبي شهاب المخزومي مل؟؟؟ (٢) منه ، أو قال : بعض منه ، فقال عبد الله بن عامر عند ذلك : أنا قرأت على المغيرة ، وكان ممن قرأ على عثمان بن عفّان رضي‌الله‌عنه.

٨٣٤٠ ـ يزيد بن مرثد (٣) أبو عثمان الهمداني المدعي حيّ من همدان (٤)

من أهل صنعاء دمشق (٥).

أدرك عبادة بن الصامت ، وشداد بن أوس ، وواثلة بن الأسقع.

وروى عن عبد الرّحمن بن عوف ، ومعاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء ، وأبي ذرّ ، وأبي رهم أحزاب بن أسيد السّماعي ، وأبي صالح الخولاني.

روى عنه : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وخالد بن معدان ، والوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأحمد بن الحسن القاضي ، قالا : أنبأ أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، نا بقية ، نا الوضين ، عن يزيد بن مرثد ، أدرك ثلاثة من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبادة بن الصامت ، وشدّاد بن أوس ، وواثلة بن الأسقع ، قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا تجشّأ أحدكم أو عطس فلا يرفعن بهما الصوت ، فإنّ الشيطان يحبّ أن يرفع بهما الصوت» [١٣٣٠٣].

__________________

(١) هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم ، أبو عمران ، ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٨٢ رقم ٣٣.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، بدون إعجام.

(٣) مرثد : بفتح الميم والمثلثة وسكون الراء ، كما في تقريب التهذيب.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٤ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٦ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٥٧ والجرح والتعديل ٩ / ٢٨٨ تاريخ أبي زرعة (الفهارس).

(٥) تقدم التعريف بها ، راجع معجم البلدان.

٣٧٢

أخبرنا أبو العزّ السلمي ، أنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب الماوردي ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي ، نا محمّد بن خالد بن يزيد الراسبي ، نا عمرو ـ يعني : الصيرفي ـ نا عبد الله بن بكر السهمي ، عن الوضين بن عطاء ، عن يزيد بن مرثد ، عن أبي الدّرداء ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مشى عن راحلته عقبة (١) فكأنما أعتق نسمة ، ومن سافر منكم فليرجع إلى أهله بهدية ، ولو بالحجارة في مخلاته» [١٣٣٠٤].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان ـ يعني : ابن سعيد الدارمي ـ نا عبيد الله بن يزيد الدّمشقي ، نا صدقة بن عبد الله ، عن الوضين بن عطاء ، عن يزيد بن مرثد ، عن أبي الدّرداء أن رجلا أتى رسول الله فقال : يا رسول الله ، ما عصم هذا الأمر وعراه ، ووثائقه؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعقد [بيمينه](٢) «أخلصوا عبادة ربّكم ، وأقيموا خمسكم ، وأدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم ، وصوموا شهركم ، وحجّوا بيتكم ، تدخلوا جنّة ربكم» ويحرك يده [١٣٣٠٥].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله الحسن بن أبي الحسن (٣) أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي الخطيب ، قال : أخبرنا جدي القاضي أبو عبد الله الخطيب ـ رحمه‌الله ـ قال : أخبرني أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن بن السمسار المعدّل ـ قراءة عليه في دارنا بدمشق ونحن نسمع ـ قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي ـ قراءة عليه بفائدة أبي عبد الله محمّد بن إسحاق بن مندة العبدي الأصبهاني الحافظ ، قال : حدّثنا أبو أيوب سليمان بن أيوب بن حذلم ، قال : حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن قال : حدّثنا يحيى بن حمزة ، قال : حدّثنا الوضين بن عطاء ، عن زيد (٤) بن مرثد ، عن أبي ذرّ قال : سمعت

__________________

(١) العقبة : النوبة.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٣) في «ز» : بن الحسن.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفوقها في «ز» : ضبة ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

٣٧٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ، ومن أساء بما بقي أخذ بما مضى وما بقي» [١٣٣٠٦].

هذا حديث غريب ، لم نكتبه إلّا من هذا الوجه ، وقوله : زيد بن مرثد خطأ ، وإنما هو يزيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني الشامي ، عن معاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء ، [وأبي ذر](٢) سمع منه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وخالد بن معدان (٣).

وقال حيوة : نا بقية عن جرير ، عن خالد بن معدان ، نا يزيد أبو عثمان الهمداني أن أبا الدّرداء كان يقول : ذروة الإيمان أربع : الصبر للحكم ، والرضا بالقدر ، والإخلاص والتوكّل ، والاستسلام للموت.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا فيه ، والمحفوظ : للربّ.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ـ مناولة ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني ، روى عن معاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء مرسلين ، روى عنه خالد بن معدان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، والوضين بن عطاء ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : يزيد بن مرثد الصنعاني يكنى أبا عثمان.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

(٢) الزيادة عن التاريخ الكبير.

(٣) إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.

(٤) زيادة منا.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٨٨.

٣٧٤

قال : وأنا ابن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) : واسم أبي عثمان الصّنعاني يزيد بن مرثد ، صاحب الوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة : يزيد بن مرثد المدعي أبو عثمان من همدان ، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكّي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عثمان يزيد بن مرثد الهمداني الشامي ، عن معاذ ، وأبي الدّرداء ، روى عنه خالد بن معدان ، وابن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو عثمان يزيد بن مرثد.

أخبرنا أبو الفضل أيضا ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر قال : أبو عثمان يزيد بن مرثد ، يحدّث عن أبي الدّرداء ، يروي عنه خالد بن معدان.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا ابن منجويه ، أنا أبو أحمد قال : أبو عثمان يزيد بن مرثد الهمداني ، الشامي ، عن معاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء ، روى عنه خالد بن معدان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

قال لي أبو القاسم هبة الله بن عبد الله قال : أنا أبو بكر الخطيب : يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني (٢) الشامي ، يحدّث عن أبي ذرّ ، ومعاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء ، روى عنه خالد بن معدان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر وغيرهما.

وقال لي (٣) أبو القاسم : قال أنا الخطيب : يزيد بن مرثد الهمداني ، الشامي ، كنّاه

__________________

(١) رواه أبو زرعة في تاريخه ١ / ٣٩١.

(٢) في «ز» : الهمذاني.

(٣) في «ز» : أنا.

٣٧٥

خالد بن معدان أبا غفار ، وقال مسلم بن الحجّاج : كنيته أبو عثمان ، حدّث عن معاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء ، روى عنه الوضين بن عطاء ، وابن جابر.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما مرثد براء وثاء معجمة بثلاث ، يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني الشامي ، عن أبي ذرّ ، ومعاذ ، وأبي الدّرداء ، روى عنه خالد بن معدان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر وغيرهما.

وقال في موضع آخر (٢) : أما غفار بغين معجمة وفاء وآخره راء ، أبو غفار يزيد بن مرثد الهمداني الشامي ، قاله خالد بن معدان ، وقال مسلم بن الحجّاج : هو أبو عثمان ، روى عن معاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء ، روى عنه الوضين بن عطاء ، وخالد بن معدان ، وابن جابر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، ثنا أحمد بن سلمان (٣) بن الحسن النجّاد ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا حيوة بن شريح ، نا بقية ، حدّثني يحيى بن سعد ، عن خالد بن معدان ، نا يزيد بن مرثد أبو غفار الهمداني أن أبا الدّرداء كان يقول : لو لا ثلاث صلح الناس : شح مطاع ، وهوى متّبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وقال : ذروة الأمر أربع خلال : الصبر للحكم ، والرضا بالقدر ، والإخلاص للتوكل والاستسلام للربّ.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا كنّاه ، والصحيح أنه أبو عثمان كما تقدّم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح وأخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين ، أنا نجيب بن عمّار بن أحمد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البرتي ، حدّثنا الهيثم بن خارجة المروزي ، نا الوليد بن مسلم (٥) ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال :

كان مرثد بن عبد الله رجلا كثير البكاء ، فقال له رجل : إنك (٦) لتكثر البكاء ، فقال له :

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٧٧ و ١٧٨.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٢٣ و ٢٢٤.

(٣) في «ز» : سليمان ، خطأ.

(٤) زيادة منا.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٥.

(٦) في تهذيب الكمال : ما لي أرى عينيك لا تجف؟.

٣٧٦

وما مسألتك عن ذلك؟ قال : لعلّ الله أن ينفعني ، قال : ويحك ، إن ربّي تواعدني أن يحبسني في جهنم ولو كان يواعدني أن يحبسني في حمام لقد كان ينبغي أن لا يجف لي دمعة ، قال : فأنت في خلواتك كذلك؟ قال : وما مسألتك عن ذلك؟ قال : لعلّ الله أن ينفعني فقال : أي والله إنّي في خلواتي كذلك حتى أنّي ربما أردت أهلي فأذكر قاتلي فيمنعني عن ذلك ، وربّما أردت الطعام ، فأذكر قاتلي ويمنعني عن ذلك فيبكي أهلي (١) وتقول يا ويلها ما ذا بليت به من بين نساء العالمين بك ، وتبكي صبياننا من أجلنا لا يدرون ما شأننا.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضل بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا منصور بن محمّد بن منصور ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت ليزيد بن يزيد ، أو قال : يزيد بن مرثد ـ الشكّ مني ـ : ما لعينك لا تجف؟ قال : لو أن الله وعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان بالحريّ أن لا تجف دموعي ، قال : قلت له : أهكذا أنت في الخلوات؟ قال : وما مسألتك عن هذا؟ قال : قلت : كلمة لعل الله أن ينفعني بها ، قال : إنّي لأهمّ بأهلي فأذكر منه ، فأبكي ، وتبكي أهلي لبكائي ، وأنه ليقرّب إليّ الطعام ، فأذكر منه ما يعلم ، فأبكي ، وتبكي أهلي لبكائي ، ويبكي (٢) الصبيان لبكائنا ، وتقول أهله : يا ويحها لما خصت به من بين نساء المسلمين.

[قال ابن عساكر :](٣) كذا قالا ، والصواب : يزيد بن مرثد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا دعلج بن أحمد ، نا إبراهيم بن أبي طالب ، نا هدية بن عبد الوهّاب (٤) ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت ليزيد بن مرثد : ما لي أرى عينيك لا تجف؟ قال : وما مسألتك؟ قال : قلت : لعل الله ينفع به ، قال : إنّ الله يوعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ، والله لو يوعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريا أن لا يجف لي دمع ، فقلت : هكذا في خلواتك؟ قال : والله إنه لتوضع القصعة بين أيدينا فتعرض لي (٥) فأبكي

__________________

(١) من قوله : أهلي ... إلى هنا سقط من م.

(٢) الأصل وم : ويبكون ، والمثبت عن «ز».

(٣) زيادة منا.

(٤) هو أبو صالح هدية بن عبد الوهاب المروزي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٢٨.

(٥) بالأصل : لها ، والمثبت عن «ز».

٣٧٧

ويبكي أهلي وتبكي صبياننا ، لا يدرون ما أبكانا ، والله إني لأسكن إلى أهلي فتعرض لي فيحول بيني وبين ما أريد ، فيقول أهلي : يا ويحها ، ما خصت به معك من طول الحزن ما تقر لي معك عين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين.

ح وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين محمّد بن نفير (١) ، نا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، نا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت ليزيد بن مرثد : ما لي أرى عينيك لا تجف؟ قال : وما سؤالك عن هذا؟ قلت : عسى الله أن ينفعني به ، قال : يا أخي ، لو لم يتواعدني الله إن أنا عصيته إلّا أن يحبسني (٣) في حمّام لكان حريا أن لا تجف لي عين ، فكيف وقد توعدني بنار جهنم ، قال : قلت : على كلّ حال يكون هكذا؟ قال : وما سؤالك عن هذا؟ قلت : عسى الله أن ينفع به ، قال : إنّي ربما دنوت من أهلي كما يأتي الرجل أهله ، فيخطر على قلبي فيحول بيني وبين ما أريد ، وربما وضع الطعام فيخطر على قلبي ، فأبكي ، فتبكي أهلي لبكائي ، وصبياننا ببكائنا ، لا يدرون ما الذي أبكاني ، وحتى ربما أضجرت امرأتي تقول : يا ويحها ، ما ذا خصت به من بين نساء العالمين بطول الحزن معك في الحياة الدنيا.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا الوليد بن مسلم ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت ليزيد بن مرثد : ما لي أرى عينيك لا تجف؟ قال : وما مسألتك عن ذلك؟ قال : عسى الله أن ينفع به ، قال : يا أخي ، إنّ الله يواعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ، ولو تواعدني أن لا يسجنني إلّا في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين.

قال : وأنا الوليد بن مسلم ، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال : قيل ليزيد بن مرثد : هكذا أنت في خلواتك؟ قال : وما مسألتك عن ذلك؟ قلت : عسى الله أن ينفعني به ، قال : والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي ، فيحول بيني وبين ما أريد ، وإنه ليوضع

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «كعب» وقوله : «أنا أبو الحسين محمّد بن نفير» سقط من «ز».

(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٧٨.

(٣) في المعرفة والتاريخ : يجلسني.

٣٧٨

الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله ، حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا لا يدرون ما أبكانا (١) ، فلربما أضجر من ذلك امرأتي ، فتقول : يا ويحها ، ما خصت به معك من طول الحزن في هذه الحياة الدنيا ، ما تقر لي معك عين.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن الحسين [أنا أبو الحسين](٢) بن الطّيّوري ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف ، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان (٣) الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا سويد ـ هو ابن عبد العزيز (٤) ـ قال : رأيت يزيد بن مرثد في السوق وفي يده عرق (٥) ورغيف يأكل ، وكان طلب للقضاء ففعل ذلك حتى تخلص.

[قال ابن عساكر :](٦) سويد لم يدرك يزيد بن مرثد ، وإنما روى هذه القصة عن الوضين بن عطاء عن يزيد.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ إجازة ـ أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ـ في كتابه ـ ثنا أحمد بن هارون ، نا أحمد بن منصور ، نا محمّد بن وهب ، نا سويد بن عبد العزيز ، عن الوضين بن عطاء قال :

أراد الوليد بن عبد الملك أن يولي يزيد بن مرثد القضاء ، فبلغ ذلك يزيد ، فلبس فروة قد قلبها ، فجعل الجلد على ظهره والصوف خارجا ، وأخذ بيده رغيفان وعرق لحم ، وخرج بلا رداء ، ولا قلنسوة ولا نعل ولا خف وجعل يمشي في الأسواق ويأكل الخبز واللحم ، فقيل للوليد : إن يزيد بن مرثد قد اختلط ، وأخبر بما فعل فتركه.

أخبرنا (٧) أبو الحسن علي بن المسلم ، وعلي بن زيد ، قالا : أنا نصر بن إبراهيم ـ زاد ابن المسلم : وعبد الله بن عبد الرزّاق قالا : ـ أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد

__________________

(١) في «ز» : أبكاني.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٣) في «ز» : إسحاق.

(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٥.

(٥) العرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أن تجعل زنبيلا.

(٦) زيادة منا.

(٧) كتب فوقها في «ز» : «ح س» بحرف صغير.

٣٧٩

المزني ، أنا الحسن بن منير بن محمّد ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا أبو فروة حاتم بن شفي الهمداني قال : سمعت ابن مرثد يقول : إذا راح أحدكم إلى الجمعة فبلغ السقليين (١) يوحد الله حتى يخرج منها : الله أحد ، الله الصمد ، فسألته ، فقال : هذه بقعة قل ما يوحّد الله فيها.

٨٣٤١ ـ يزيد بن مروان بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك

ممن كان بدمشق من بني أمية ، وامرأته أم عبد الملك ابنة مروان بن الحارث بن سليمان بن عبد الملك ، ذكرهما جميعا أبو الحسن بن أبي العجائز.

٨٣٤٢ ـ يزيد بن مرة القبطي المصري

ذكر أنه كان بدمشق ، وخرج منها في الجيش الذي توجّه مع مسلمة بن عبد الملك إلى غزو القسطنطينية ، وكان يزيد أميرا على مصر فيما حكى عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني (٢) ، وقد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة أصبغ بن الأشعث الكندي.

٨٣٤٣ ـ يزيد بن أبي مريم بن أبي عطاء

أبو عبد الله ، مولى سهل (٣) بن الحنظليّة الأنصاري (٤)

رأى واثلة بن الأسقع.

وروى عن معاوية مرسلا ، وأبي إدريس الخولاني ، والقاسم بن عبد الرّحمن ، والقاسم بن مخيمرة ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وقزعة بن يحيى ، وعطية بن قيس ، وعباية بن رفاعة بن رافع (٥) ، وأبي عبيد الله مسلم [بن مشكم](٦) ، والوليد بن هشام المعيطي ، ومجاهد ، وعبادة بن أوفى النميري ، وعطاء الخراساني ، ومكحول.

روى عنه : الأوزاعي ، وصدقة بن خالد ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «السقليين» والذي مرّ في الخطط : محلة السفليين ، بالفاء.

(٢) في «ز» : الهمذاني.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : شهر ، والمثبت عن «ز».

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٦ وميزان الاعتدال ٤ / ٤٣٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٦١ والجرح والتعديل ٩ / ٢٩١.

(٥) هو عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري ، أبو رفاعة المدني ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٤٨٩.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.

٣٨٠