تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (١) : فولد عبد الملك : يزيد بن عبد الملك ، ومروان بن عبد الملك ، كان عبد الملك قد أخذ على سليمان حين بايع له بولاية العهد ، ليبايعن لأحد ابني عاتكة ، فأما يزيد فبايع له سليمان بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز ، فولى الخلافة بعد عمر ، وفي ذلك يقول الأحوص (٢) في ولاية عمر بن عبد العزيز :

لو لا يزيد وتأميلي خلافته

لقلت ذا من زمان الناس إدبار

وحدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن خاله يوسف بن الماجشون أن الأحوص قال في ذلك حين ولي يزيد بن عبد الملك :

الآن استقر الملك في مستقره

وعاد لعرف حاله المتنكر (٣)

وعاد رءوس المسلمين رءوسهم

وردّ لهم ما أصبح الناس غيروا

وأم يزيد ومروان عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله ، نا أبو زرعة قال : ومن بني أمية ممن يحدّث يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو القاسم بن جنيقا ، أنا أبو علي إسماعيل بن علي الخطبي قال : يزيد بن عبد الملك بن مروان ، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، وكنيته أبو خالد ، وكانت ولايته بعهد من سليمان إليه بعد عمر ، واستخلف يزيد بن عبد الملك يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال (٤) :

أبو خالد يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي ، بويع بالخلافة بعد

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٦١ و ١٦٢.

(٢) يعني الأحوص بن محمّد بن عبد الله. وقيل : الأحوص لقب ، راجع أخباره في الأغاني ٤ / ٢٢٤.

(٣) البيت في نسب قريش ص ١٦٣.

(٤) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٤ / ٢٥٧ رقم ١٩٣٦.

٣٠١

عمر بن عبد العزيز ، فكانت خلافته أربع سنين وشهرين ، ويقال : أربع سنين ونصفا (١) ، وأمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

وذكر أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي أن يزيد بن عبد الملك ولد سنة ست وستين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) ، حدّثني الوليد بن هشام ، عن أبيه عن جده ، وعبد الله بن المغيرة عن أبيه وغيرهم : أن يزيد بن عبد الملك أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، ولد يزيد بدمشق سنة إحدى أو اثنتين وسبعين.

ذكر سعيد بن كثير بن عفير (٣) : أنه كان رجلا جسيما ، أبيض ، مدوّر الوجه ، لم يشب ، أفقم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى ، قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنبأ محمّد بن مخلد بن حفص العطّار ، قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن (٤) عيّاش في تسمية الفقم (٥) : يزيد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثني عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو القاسم [عبد الرحمن](٦) بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنبأ جدّ أبي أبو القاسم علي بن يعقوب ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري ، نا موسى بن أيوب ، نا الوليد ، عن ابن جابر قال : بينا نحن عند مكحول إذ أقبل يزيد بن عبد الملك ، فهممنا أن نوسّع له ، فقال مكحول : دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس ، يتعلّم التواضع (٧).

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : ونصف ، والمثبت عن الأسامي والكنى.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٣١.

(٣) تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٧٩ وسير الأعلام ٥ / ١٥٠.

(٤) في «ز» : أبو عياش.

(٥) الفقم بالتحريك تقدم الثنايا العليا فلا تقع على السفلى.

(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٧) سير أعلام النبلاء ٥ / ١٥٠ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢١) ص ٢٧٩.

٣٠٢

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا ابن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا أبو ضمرة (١) ، عن محمّد بن موسى بن عبد الله بن بشّار (٢) قال :

إنّي لجالس في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد حجّ في ذلك العام يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفة ، فجلس مع المقبري ، ومع ابن أبي العتاب (٣) ، إذ جاء أبو عبد الله القرّاظ ، فوقف عليه ، فقال : أنت يزيد بن عبد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فقال : أمجنون هذا؟ أمصاب؟ فذكروا له فضله وصلاحه ، قالوا : هذا أبو عبد الله القرّاظ صاحب أبي هريرة حتى رقّ له ولان ، قال : نعم ، أنا يزيد بن عبد الملك ، فقال له أبو عبد الله : ما أجملك ، إنّك لتشبه أباك إن ولّيت من أمر الناس شيئا ، فاستوص بأهل المدينة خيرا ، فأشهد على أبي هريرة لحدّثني عن حبّه وحبّي صاحب هذا البيت ، وأشار إلى بيت (٤) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج إلى ناحية من المدينة ، يقال لها بيوت السّقيا ، وخرجت معه ، فاستقبل القبلة ، ورفع يديه حتى إنّي لأرى بياض ما تحت منكبيه ، فقال : «إنّ إبراهيم نبيك وخليلك دعاك لأهل مكّة ، وأنا نبيّك ورسولك أدعوك لأهل المدينة ، اللهمّ بارك لهم في مدّهم وصاعهم ، وقليلهم وكثيرهم ، ضعفي ما باركت لأهل مكّة ، اللهمّ ارزقهم من هاهنا وهاهنا ، وأشار إلى نواحي الأرض كلها ، اللهمّ من أرادهم بسوء فأذبه كما يذوب الملح في الماء» ، ثم التفت إلى الشيخين فقال : ما تقولان؟ فقالا : حديث معروف مروي (٥) ، وقد سمعنا أيضا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أخافهم فقد أخاف ما بين هذين» وأشار كلّ واحد منهم إلى قلبه [١٣٢٨٤].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو الحسن الحمّامي ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٧٩.

(٢) الأصل وم و «ز» : يسار ، والمثبت عن تاريخ الإسلام.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» والمختصر ، وفي تاريخ الإسلام : ابن أبي الغياث.

(٤) في تاريخ الإسلام : وأشار إلى الحجرة».

(٥) رواه مسلم في كتاب الحج ، باب فضل المدينة ، رقم ١٣٦٨.

٣٠٣

الحسين بن بشران ، أنبأ عمر بن الحسن ، قالا : نا ابن أبي الدنيا ، نا عبّاس بن هشام ، عن أبيه قال : بويع ليزيد بن عبد الملك سنة إحدى ومائة في رجب لمّا توفي عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير : قال الليث بن سعد : استخلف يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من رجب يوم الجمعة سنة إحدى ومائة ، قال الليث : وفيها ـ يعني : سنة خمس ومائة ـ توفي يزيد أمير المؤمنين ليلة الجمعة لأربع ليال بقين من شعبان ، واستخلف هشام أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو العبّاس بن قتيبة ، ثنا حرملة ، أنبأ ابن وهب (١) ، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال : لما توفي عمر بن عبد العزيز وولي يزيد بن عبد الملك قال : سيروا بسيرة عمر ، قال (٢) : فأتى بأربعين شيخا ، فشهدوا له ما على الخلفاء حساب ولا عذاب (٣).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر الوكيل ، أنبأ أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي ، أنا أبو الحسن الضبّي ، نا أبو جعفر ، عن علي بن عمروس ، عن ابن عيّاش المنتوف (٤) قال :

كان يزيد بن عبد الملك مطعونا عليه في دينه ، فسمع المؤذّن يؤذّن ، فقال : إن كنت كاذبا فلا مت إلّا مسلما ، وإن كنت صادقا فلا مت إلّا موحدا ، ويلك إنّما شهادتك على شهادة معلمك وسماعك ، ثم قال لجارية له : غنني بشعري ، هو ديني واعتقادي ، قال : فغنّت :

تذكرني الحساب ولست أدري

أحقا ما تقول في الحساب

فقل لله يمنعني طعامي

وقل لله يمنعني شرابي

فلمّا غنّت قال : أحسنت ، هذا ديني.

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٨٠ وسير الأعلام ٥ / ١٥٠ ـ ١٥١.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ثم أتي.

(٣) كذا ، وهذا لا يصح.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : «المنيوي».

٣٠٤

في إسنادها غير واحد من المجهولين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبي ، أنبأ علي بن الحسن بن شقيق (١) قال : أخبرنا.

وأخبرنا خالي أبو المعالي القاضي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، قال : نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد الشاهد ـ إملاء من لفظه ـ أنبأ أحمد بن الحسين الرّازي ، ثنا أحمد بن محمّد بن أبي (٢) موسى ، نا ابن سهم ، نا عبد الله بن المبارك ، قال : ـ وفي حديث ابن أبي الدنيا : أنبأ ـ عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك : احذر أن تدركك ـ وفي حديث ابن أبي موسى : أما بعد فإيّاك أن تدركك ـ الصرعة عند الغرة (٣) ، فلا تقال العثرة (٤) ولا تمكّن من الرجعة ، ولا يحمدك من خلّفت بما تركت ، ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت ، والسّلام.

أخبرنا بها عالية أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال : حدّثنا ـ وأبو غالب أحمد بن الحسن ، قال : أخبرنا ـ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل ، وأبو عمر بن حيّوية ، قالا : نا يحيى (٥) بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٦) ، أنبأ عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن عبد الملك : إيّاك أن تدركك الصرعة ، فذكر مثله ، وقال : بما اشتغلت به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنبأ أبو الحسن اللنباني (٧) ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو غسّان مالك بن سعد القيسي (٨) ، نا روح بن عبادة ، نا الحجّاج بن حسّان التيمي ، نا سليم بن بشير (٩) : أن

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : سفيان.

(٢) ليست في «ز».

(٣) الغرة بالكسر : الغفلة والاغترار.

(٤) العثرة : السقطة والزلة.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمّد بن يحيى بن صاعد.

(٦) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ٦ رقم ١٦.

(٧) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني.

(٨) بدون إعجام بالأصل ، والقاف لم تعجم في م ، والمثبت عن «ز».

(٩) في «ز» : ، وم : بشر.

٣٠٥

عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن عبد الملك حين حضره الموت :

سلام عليك ، أما بعد ، فإنّي لا أراني إلّا لما (١) بي ، ولا أرى الأمر إلّا سيفضي إليك ، فالله الله في أمّة محمّد ، فتدع الدنيا لمن لا يحمدك وتفضي إلى من لا يعذرك ، والسّلام.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع المفسّر ، أنا أبو عبد الله الحسين بن سليمان البغدادي النحوي ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن ، عن إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد الله قال : كتب يزيد بن عبد الملك إلى هشام أخيه :

أمّا بعد ، فإنه بلغ أمير المؤمنين أنك استبطأت حياته ، وتمنّيت وفاته ، ونحلت قولا للخلافة ، وذلك فيك ، فاعلمن أنه وليس ذلك الذي عهد إلينا عبد الملك ، وأمرنا به ووصّانا ، أمرنا بالتواصل والتزاور (٢) ، والاجتماع ، إنّ الفرقة شين.

قال : فكتب إليه جوابا لكتابه :

أمّا بعد ، فإنّ هذا الزمان القذر (٣) والعيش الكدر ، نشأت فيه ناشئة ، ابتغوا الرزق من كل ناحية ، ووضعوا له الأبواب ، وارتقوا إليه بالأسباب ، والله ما حدثت نفسي بهذا في سرّ ولا علانية ، بل جعل الله يومي قبل يومك ، وولدي قبل ولدك ، فلا خير في العيش بعدك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن محمّد البغدادي ، نا محمّد بن سلام قال (٤) :

اشتكى يزيد بن عبد الملك شكاة شديدة ، وبلغه أن هشاما سرّ بذلك ، فكتب إلى هشام يعاتبه : وكتب في آخره :

تمنى رجال أن أموت وإن أمت

فتلك سبيل لست (٥) فيها بأوحد

__________________

(١) في تاريخ الإسلام : ملمّا.

(٢) بدون إعجام بالأصل وغير واضحة القراءة ، وفي م : التوازر. وفي «ز» : والتآزر ، والمثبت عن المختصر.

(٣) في المختصر : الغدر.

(٤) الخبر والأبيات في البداية والنهاية ٩ / ٢٣٢ وانظر كتاب يزيد إلى هشام ورد هشام عليه في مروج الذهب ٣ / ٢٤٦ والعقد الفريد ٢ / ٢٨٢.

(٥) في الأصل : ليست.

٣٠٦

وقد علموا لو ينفع العلم عندهم

متى مت ما الباغي عليّ بمخلد

منيته تجري لوقت وحتفه

يصادفه يوما على غير موعد

فقل (١) للذي يبغي (٢) خلاف الذي مضى

تهيّأ لأخرى مثلها وكأن قد

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد عن أبي عمر بن حيوية قال : قرئ على أبي عبد الله الطوسي (٣) ، ثنا الزبير بن أبي بكر قال (٤) : قال هارون بن موسى ـ يعني : الفروي ـ قال : وحدّثني عبد الله بن عمرو الفهري ، عن عمّه الحارث بن محمّد ، عن عيسى بن عبد الأعلى قال : كانت بالمدينة جارية لآل أبي رمّانة أو لآل أبي تفاحة ، يقال لها سلّامة (٥) ، قال (٦) : فكتب فيها يزيد بن عبد الملك ، تشترى له. قال : فاشتريت بعشرين ألف دينار ، فقال أهلها : ليس نخرجها حتى تصلح من شأنها ، فقالت الرسل : لا حاجة لكم بذلك ، معنا ما يصلحها ، قال : فخرج بها حتى أتي بها سقاية سليمان ، قال : فأنزلها رسله فقالت : لا والله لا أخرج حتى يأتيني قوم كانوا يدخلون عليّ ، فأسلّم عليهم ، قال : فامتلأ رحبة ذلك الموضع ، قال : ثم خرجت ، فوقفت بين الناس ، وهي تقول (٧) :

فارقوني وقد علمت يقينا

ما لمن ذاق ميتة من إياب

إن أهل الحصاب (٨) قد تركوني

موزعا مولعا بأهل الحصاب

سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو

سى إلى النخل من صفيّ السباب (٩)

أهل بيت تتابعوا (١٠) للمنايا

ما على الدهر بعدهم من عتاب

__________________

(١) الأصل : فقلت ، والمثبت عن «ز» ، وم والبداية والنهاية.

(٢) تقرأ بالأصل : يبقى ، وفي البداية والنهاية : يبقى ، والمثبت عن «ز».

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الفارسي.

(٤) الخبر رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٥) هي سلّامة القسّ ، وهي من مولدات المدينة ، انظر أخبارها في الأغاني ٨ / ٣٣٤.

(٦) الخبر والأبيات في الأغاني ٨ / ٣٤٣.

(٧) الأبيات بدون نسبة في الأغاني ٨ / ٣٤٣ ، وهي في الأغاني ٩ / ١٧٤ قال : والشعر لكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي ، وقيل : بل هو لكثير عزة.

(٨) الحصاب : موضع رمي الجمار بمنى (كما في معجم البلدان) وقال أبو الفرج في الأغاني ٩ / ١٧٥ : فمن روى هذا الشعر لكثير عزة يرويه : إن أهل الخضاب قد تركوني ، ويزعم أن كثيرا قاله في خضاب خضبته عزة به.

(٩) صفي السباب : موضع بمكة.

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ، والأغاني : تتابعوا.

٣٠٧

قال : فما زالت تبكي ويبكون حتى رحلت ثم أرسلت إليهم بثلاثة (١) آلاف درهم [ثلاثة آلاف درهم](٢).

قال : ونا الزبير (٣) ، نا هارون بن موسى ، حدّثني موسى بن جعفر بن أبي كثير ، وعبد الملك بن الماجشون قال :

لما مات عمر بن عبد العزيز قال يزيد : والله ما عمر بأجوج إلى الله مني ، قال : فأقام أربعين ليلة يسير بسيرة عمر ، فقالت حبابة (٤) لخصيّ له كان صاحب أمره : ويحك! قرّبني منه حيث يسمع كلامي ، ولك عليّ عشرة آلاف درهم ، فلمّا مر يزيد بها قالت :

بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني

ومن شاء آسى (٥) في البكاء وأسعدا

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا

فقد منع المحزون أن يتجلدا (٦)

وذكر الأبيات.

قال أبو موسى : وهذا الشعر للأحوص ، فلمّا سمعها قال : ويحك ، قل لصاحب الشّرط يصلي بالناس ، وقال يوما : والله إنّي لأشتهي أن أخلو بها ولا أرى أحدا غيرها ، فأمر ببستان له وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحد ، قال : فبينما هو معها أسرّ الناس بها ، إذ حذفها بحبة رمّان أو بعنبة وهي تضحك ، فوقعت في فيها ، فشرقت فماتت ، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت أو كادت أن تجيف ، ثم خرج بها فدفنها ، فأقام أياما ، ثم خرج عليه الغم ثانيا حتى وقف على قبرها فقال (٧) :

فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبى

فباليأس أسلو عنك لا بالتجلد

وكل خليل راءني (٨) فهو قائل :

من أجلك هذا هامة اليوم أو غد

__________________

(١) الأصل : ثلاثة ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) الزيادة سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٣) الخبر من طريق الزبير بن بكار رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٤) حبابة مولدة من مولدات المدينة ، لرجل من أهلها يعرف بابن رمانة وقيل : ابن مينا ، وقيل : اسمها العالية. انظر أخبارها في الأغاني ١٥ / ١٢٢.

(٥) في «ز» : أشأم.

(٦) من أبيات في الأغاني ١٥ / ١٢٩ منسوبة للأحوص ، وتاريخ الإسلام (١٠١ : ١٢٠) ص ٢٨١.

(٧) البيتان في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٨١ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٥١ والأخبار الموفقيات ص ٤١٩ والأغاني ١٣ / ١٦٥ ونسبهما بهامش المختصر لكثير عزّة. والبداية والنهاية ٩ / ٢٦٠.

(٨) في سير الأعلام وتاريخ الإسلام : زارني.

٣٠٨

ثم رجع فما خرج من مزله حتى خرج بنعشه.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأ أبي أبو يعلى.

قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال : وهلك يزيد بن عبد الملك وهو ابن أربعين سنة ، وو لي أربع سنين إلّا ثلاثة أشهر.

أخبرنا (١) أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي ، وعلي بن زيد السليمان ، قالا : أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ زاد الفرضي : وعبد الله بن عبد الرزّاق ـ [قالا](٢) أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنبأ أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا الهيثم بن عمران قال : ولي يزيد بن عبد الملك أربع سنين ونصف ، ومات بالسواد ، سواد الأردن ، وكان وجعه طرف من السل (٣).

أخبرنا أبو غالب الحريري ، أنا أبو الحسين الصيرفي ، أنا أبو القاسم الدقّاق ، أنبأ أبو علي الخطبي ، نا محمّد بن موسى البربري (٤) ، عن ابن أبي السّري قال : هلك يزيد بن عبد الملك وهو ابن أربعين سنة ، وقال الواقدي فيما حكى حارث عن ابن سعد عنه : مات وله (٥) ثلاث وثلاثون سنة ، وصلّى عليه مسلمة بن هشام ، قال : وكان طويلا جسيما ، أبيض ، مدوّر الوجه ، لم يشب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : قال أبي : وولي من بعده يزيد بن عبد الملك أربع سنين إلّا ثلاثة أشهر ، وهلك وهو ابن أربعين سنة.

وقال عمي أبو بكر : وولي يزيد بن عبد الملك أربع سنين ، ولم يذكر أبو بكر ابن كم مات؟

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ،

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح س» بحرف صغير.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٨١.

(٤) في «ز» : اليزيدي.

(٥) قوله : «وله ثلاث» مكرر بالأصل.

٣٠٩

نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : ومات ـ يعني : يزيد ـ بإربد من بلاد بلقاء يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة ، وصلّى عليه أخوه هشام بن عبد الملك ، وهو ابن أربع أو ثلاث وثلاثين.

قال خليفة : وكانت ولايته أربع سنين وشهرا ، فقال جرير (٢) :

سربلت سربال ملك غير مغتصب

قبل الثلاثين إن الملك مؤتشب (٣)

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي (٤) ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال : قال أبي سعد بن إبراهيم : واستخلف يزيد بن عبد الملك يوم توفي عمر ـ يعني : لست بقين من رجب ـ سنة إحدى ومائة ، ثم توفي يزيد لأربع (٥) بقين من شعبان سنة خمس ومائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن (٦) علي بن أحمد بن عمر ، نا علي بن أحمد.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن ، قالا : ابن أبي الدنيا ، نا أبو عبد الله العجلي ، نا عمرو بن محمّد ، عن أبي معشر قال : توفي في شعبان لأربع بقين منه سنة خمس ومائة ، قال : وكانت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر ، ومات وهو ابن أربعين سنة ، وقال غير أبي عبد الله (٧) : ومات وهو ابن ثمان وثلاثين سنة وأشهر ، بناحية الجولان ، من أرض دمشق ، فحمل على رقاب (٨) الرجال حتى دفن بباب ـ وقال الأشناني : بين باب ـ الجابية وباب الصغير ، وكان طويلا ، جسيما ، مدوّر الوجه ، لم يشب ، وأمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ويكنّى أبا خالد ، وقالوا : بل دفن في الموضع الذي توفي فيه ، واللفظ لحديث الأكفاني.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب ، نا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أنا

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٣١.

(٢) ديوان جرير ص ٦٤.

(٣) المؤتشب : المختلط غير الصريح النسب.

(٤) في «ز» : المنيحي.

(٥) سقطت اللفظة من «ز» ، واستدرك على هامشها : «لخمس» وبعدها صح.

(٦) في «ز» : الخضر.

(٧) في «ز» : عبيد الله.

(٨) في «ز» : أعناق.

٣١٠

أحمد بن إبراهيم ، نا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال : قرئ على محمّد بن بكّار وأنا أسمع عن أبي معشر قال : توفي يزيد بن عبد الملك في شعبان سنة خمس ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عاصم بن علي ، نا أبو معشر قال : ونا حمد (١) ، حدّثني أبو عبد الله.

ح وأخبرني أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن المؤمّل ، نا الفضل بن محمّد ، نا أحمد بن حنبل ، نا إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر (٢) قال : واستخلف يزيد بن عبد الملك ـ يعني : سنة إحدى ومائة ـ وتوفي لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس ومائة ، فكانت خلافته أربع سنين وشهرا (٣).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر ، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد الله بالكوفة.

ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر أحمد بن علي ، قالا : أنا [الحسين بن علي ، قالا : أنا](٤) محمّد بن زيد بن علي ، أنبأ محمّد بن محمّد بن عقبة ، نا هارون بن حاتم ، نا أبو بكر بن عيّاش قال :

ثم بايع الناس يزيد بن عبد الملك ـ يعني : سنة إحدى ومائة ـ ثم توفي يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس ومائة ، فكانت خلافة يزيد بن عبد الملك أربع سنين وشهرا (٥).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا هشام بن خالد السلامي ، قال : سمعت أبا مسهر يقول : مات يزيد بن عبد الملك بإربد من أرض الأردن ، سنة خمس ومائة.

__________________

(١) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل ، وفي م : مكي.

(٢) قوله : «أبي معشر» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص.

(٣) الأصل وم : وشهر ، والمثبت عن «ز».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٥) بالأصل وم : «وشهر» خطأ ، والتصويب عن «ز».

٣١١

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، نا أبو مسهر قال : فأقام يزيد بن عبد الملك بعده أربع سنين ، قال : فأصيب في رجب سنة خمس ومائة.

قال : حدّثني هشام بن عمّار عن الهيثم عن جده : أنه مات بالسواد بالأردن ، وكان وجعه طرفا (٢) من السل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار قال : قال أبو حفص الفلّاس ، قال : ثم ملك يزيد بن عاتكة أربع سنين وشهرا ، ثم مات يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة ، وبايع لهشام بن عبد الملك ، ولابنه الوليد بن يزيد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أنبأ نعمة الله بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : أنا أبو عمر الضرير قال : ثم بويع ليزيد بن عبد الملك بن مروان وكانت ولايته أربع سنين وشهرا ، ويوما ، وتوفي لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس ومائة.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد الفقيه.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا طراد بن محمّد ، وأبو محمّد التميمي ، قالا : أنا أبو بكر بن وصيف ، قالا : أنا أبو بكر الشافعي ، نا عمر بن حفص ، نا محمّد بن يزيد قال : ثم استخلف يزيد بن عبد الملك بن مروان حين (٣) توفي عمر ، وتوفي يزيد سنة خمس ومائة في شعبان يوم الجمعة لخمس بقين منه ، فكانت ولايته أربع سنين ، وشهرا ، وتوفي وله

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ١٩٥.

(٢) الأصل وم : «طرف» خطأ ، والتصويب عن «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.

(٣) في «ز» : بعد أن توفي عمر.

٣١٢

أربعون سنة ، وأمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، وتوفي باد؟؟؟ ة (١) من حوران من أرض دمشق ، وصلّى عليه الوليد ـ يعني : ابن يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، ثنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : واستخلف يزيد بن عبد الملك ـ يعني : في رجب سنة إحدى ومائة ـ ثم توفي يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس ومائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة خمس ومائة ـ توفي يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من شعبان ، واستخلف هشام بن عبد الملك ، مات يزيد بالبلقاء من أرض دمشق ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، وكانت خلافته أربع سنين وشهرين.

٨٣١٤ ـ يزيد بن عبيد الله بن يزيد بن عباد بن زياد المعروف بابن أبي سفيان

كان يسكن قرية جرود (٢) فوق القطيعة من إقليم معلولا ، وكانت لجدّه عباد بن زياد ، له ذكر.

وذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز فيمن سمّي بدمشق من بني أميّة ، وذكر ابنته الصدوق ابنة يزيد امرأة عاتق.

٨٣١٥ ـ يزيد بن عبيدة (٣) بن أبي المهاجر السّكوني (٤)

من أهل دمشق.

روى عن : أبيه عبيدة ، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم ، وأبي الأشعث الصنعاني ، وأبو النضر حيّان ، ويزيد بن أبي يزيد مولى بسر (٥) بن أرطأة (٦).

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «بادنة» وفوقها ضبة ، وفي م : «بادنة» وفوقها ضبة أيضا.

(٢) جرود بالفتح ، من أعمال غوطة دمشق (معجم البلدان).

(٣) عبيدة بفتح العين ، كما في تقريب التهذيب.

(٤) ترجمته في التاريخ الكبير ٨ / ٣٤٨ والجرح والتعديل ٩ / ٢٧٩ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٣٥٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٠ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٠٨.

(٥) الأصل و «ز» : بشر ، وفي م : بشير ، تصحيف.

(٦) في الأصل وم : بن أبي أرطاة.

٣١٣

روى عنه : ابنه عبد الرّحمن ، ويحيى بن حمزة ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، ومحمّد بن مهاجر ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، وإبراهيم بن أبي شيبان العبسي (١) ، وعثمان بن حصن (٢) بن عبيدة بن علّاق ، ومدرك بن أبي سعد ، وعيسى (٣) بن موسى القرشي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو نصر الزينبي.

ح وأخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل (٤) ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو نصر الزينبي (٥).

ح وأخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد (٦) ابن زريق ، أنا أبو نصر الزينبي.

قالوا : أنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، نا الحكم بن موسى ، نا يحيى بن حمزة ، عن يزيد بن عبيدة ، حدّثني أبو عبيد الله (٧) عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«الرؤيا ثلاثة : منها من الشيطان ليحزن ابن آدم ، ومنها ما يهمّ به الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوّة» ، قال : فقلت له : أسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : أنا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج ، نا علي بن يعقوب الهمداني (٨) ، نا أبو عبد الملك ـ يعني : أحمد بن إبراهيم ـ نا مدرك بن أبي سعد ، نا يزيد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «العبسي» وفي تهذيب الكمال : «العنسي».

(٢) تحرفت في «ز» إلى : خضر.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وموسى بن عيسى القرشي.

(٤) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٩ / أ.

(٥) من قوله ح ... إلى هنا سقط من م.

(٦) في م : الواحدي وزريق.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «عبد الله». وهو أبو عبيد الله مسلم بن مشكم.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الهمذاني.

٣١٤

عبيدة (١) أنه كان يدعو : اللهمّ أحدث لنا خيرا ، وأدمنا عليه ، وقدّم لنا خيرا ، وأوردنا عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد الفراء ، أنا عبد الله بن الحسين (٢) بن عبيد الله بن عبدان ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا أبو الجهم ، نا هشام بن عمّار ، نا محمّد بن شعيب قال : سمعت يزيد بن عبيدة يقول : من أراد أن يعرف كيف وصف الجبّار نفسه فليقرأ ست آيات من أول الحديد ، إلى قوله : (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٣).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) : يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر الشّامي ، سمع أبا عبيد الله مسلم ، وعوف بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الرؤيا ثلاثة ، فذكر الحديث.

قاله هشام بن عمّار عن يحيى بن حمزة ، سمع يزيد ، وسمع أبا الأشعث الصنعاني.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو القاسم ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (٥) : يزيد بن عبيدة السّكوني ، وهو ابن عبيدة بن أبي المهاجر الشّامي ، روى عن أبي الأشعث الصنعاني ، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم ، روى عنه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، ويحيى بن حمزة ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره : يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأ أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

__________________

(١) ضبطت في «ز» بالقلم بضمة فوق العين.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

(٣) سورة الحديد ، الآية : ٦.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٤٨.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧٩.

٣١٥

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة : يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأ الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : أما عبيدة العين مفتوحة ، والياء مكسورة ، عبيدة بن أبي المهاجر ، وابنه يزيد بن عبيدة السّكوني ، وروى ابنه يزيد بن عبيدة عن أبي الأشعث الصنعاني ، ومسلم بن مشكم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : عبيدة بن أبي المهاجر عداده في أهل الشام ، وابنه يزيد بن عبيدة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو زكريا البخاري (١) ، ثنا عبد الغني بن سعيد ، قال : عبيدة بفتح العين ، [عبيدة](٢) بن أبي المهاجر ، عن معاوية ، والد يزيد بن عبيدة.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب قال : يزيد بن عبيدة الشّامي ، حدّث عن أبي الأشعث الصّنعاني ، ويزيد مولى بسر (٣) بن أرطأة ، روى عنه إبراهيم بن أبي شيبان ، ومحمّد بن شعيب بن شابور.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٤) : أما عبيدة بفتح العين وكسر الباء : يزيد بن عبيدة الشّامي ، يروي عن أبي الأشعث الصنعاني ، ويزيد مولى بسر بن أرطأة ، روى عنه إبراهيم بن أبي شيبان ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، ثم قال : ويزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر ، روى عن أبيه.

[قال ابن عساكر :](٥) فرّق بينهما ، وهما واحد.

قرأت في كتاب أبي بكر أحمد بن بكير بن الفرج بن عبد الله ، عن أبي القاسم

__________________

(١) من قوله : وحدثنا ... إلى هنا سقط من «ز».

(٢) استدركت عن «ز» ، وم.

(٣) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : بشر.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٥٣.

(٥) الزيادة منا للإيضاح.

٣١٦

علي بن يعقوب بن أبي العقب ، نا أبو الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي ، نا أبو سعيد عثمان بن سعيد السجستاني قال : قلت ليحيى بن معين ، فيزيد بن عبيدة الدّمشقي من هو؟ قال : ما كان به بأس ، صدوق ، قال أبو الحسن : أراه قال ابن عبيدة ، ولم أجد هذا في روايتنا عن الطرائفي.

٨٣١٦ ـ يزيد بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم خالد بنت عبد الله بن قيس الصابئ.

له ذكر ، ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد الأبيوردي.

٨٣١٧ ـ يزيد بن عثمان أبو سفيان العاملي

روى عن عدي بن زيد المعروف بابن الرقاع شيئا من شعره.

٨٣١٨ ـ يزيد بن عثمان بن محمّد بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أميّة بن عبد شمس

خال عثمان بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك من وجوه بني أميّة ، حبس مع عثمان ، والحكم ابني الوليد ، فلمّا هزم مروان جيش إبراهيم بن الوليد بعين الجر دخل على من كان في السجن قوم من أصحاب يزيد بن الوليد فقتلوهم ، وقتلوا يزيد (١) بن عثمان هذا في جملتهم.

٨٣١٩ ـ يزيد بن عثمان القرشي

كان يسكن مرج الدحداح.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق ، وقراها من الأمويين.

٨٣٢٠ ـ يزيد بن عثمان بن سعيد بن عبد الرّحمن

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (٢)

ذكره أبو الحسن الأزدي ، وذكر امرأته أم معاوية ابنة سعيد بن أبي سفيان بن حرب بن

__________________

(١) قوله : «يزيد بن» سقط من «ز». وفي م : وقتلوا هذا من جملتهم.

(٢) ترجمته في معجم البلدان (الصفوانية).

٣١٧

خالد بن يزيد بن معاوية ، وذكر أنه كان يسكن الصفوانية (١) من إقليم حرلان (٢).

٨٣٢١ ـ يزيد بن عطاء ، ويقال : ابن أبي عطاء السّكسكي (٣)

روى عن معاذ بن سعد السّكسكي ، وكعب الأحبار.

روى عنه : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني ، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (٤) ، نا أبو العبّاس بن ملّاس ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، حدّثني يحيى بن صالح ، نا سعيد بن يزيد بن ذي عصوان العنسي ، عن أبي عطاء يزيد بن أبي عطاء السّكسكي ، عن معاذ بن سعد السّكسكي ، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصّامت يقول :

إن رجلا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، ما مدّة أمّتك من الرخاء أو الرجاء؟ فلم يردّ عليه شيئا ، حتى سأله ثلاث مرّات ، كلّ ذلك لا يجيبه ، فانصرف الرجل ، ثم إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أين السائل؟» فردّ عليه ، فقال : «لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي ، مدة أمّتي من الرخاء أو الرجاء مائة سنة» ـ قالها مرتين ـ قال الرجل : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ قال : «نعم ، الخسف والرجف وإرسال الشياطين الملجمة على الناس» [١٣٢٨٥].

[قال ابن عساكر :](٥) كذا وقع في هذه الرواية ، وفيها وهم في موضعين أحدهما :

قوله : سعيد بن يزيد ، وإنما هو يزيد بن سعيد ، والثاني قوله : عن ابن أبي عطاء ، والمحفوظ عن يحيى بن صالح عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ، عن يزيد بن عطاء أبي عطاء.

كذلك حكاه البخاري عنه ، وكذلك رواه أبو زرعة الدمشقي ، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي عن يحيى ، وكذلك رواه علي بن حجر عن الوليد بن مسلم ، عن يزيد بن سعيد بن

__________________

(١) الصفوانية : من نواحي دمشق خارج باب توما من إقليم خولان (كذا في معجم البلدان ٣ / ٤١٤).

(٢) حرلان : ناحية بغوطة دمشق فيها عدة قرى ، بها قوم من أشراف بني أمية.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٥٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢١ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٤٧ والجرح والتعديل ٩ / ٢٨٢.

(٤) رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص ٩٨.

(٥) زيادة منا.

٣١٨

ذي عصوان العنسي (١) ، عن أبي (٢) عطاء السّكسكي ، والذي يقول فيه : ابن أبي عطاء مروان بن محمّد الطاطري عن يزيد بن سعيد.

أخبرنا بحديث أبي زرعة : أبو علي الحدّاد في كتابه ، وحدّثنا أبو مسعود المعدّل [عنه](٣) ، أنا أبو نعيم ، نا الطبراني ، ثنا أبو زرعة الدمشقي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، ثنا يزيد بن سعيد ، عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي ، عن معاذ بن سعد السّكسكي ، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصّامت يقول : إنّ رجلا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، ما مدة أمّتك من الرجاء ، فلم يرد عليه شيئا حتى سأله ثلاث مرّات ، كلّ ذلك لا يجيبه ، فانصرف الرجل ، ثم إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أين السّائل؟» فردّ عليه ، فقال : «لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي ، مدة أمّتي من الرخاء مائة سنة» قالها مرّتين أو ثلاثا ، فقال الرجل : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ قال : «نعم ، الخسف ، والإرجاف ، وإرسال الشياطين الملجمة على الناس» [١٣٢٨٦].

وأخبرنا بحديث مروان : خالي أبو المعالي القاضي ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأ أبو نصر بن الجبّان ، أنبأ أبو عمر بن فضالة ، نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم ، ثنا محمود بن خالد ، نا مروان ـ هو ابن محمّد ـ نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ، حدّثني يزيد بن أبي عطاء السّكسكي ، عن معاذ بن سعد السّكسكي ، عن جنادة بن أبي أميّة ، عن عبادة بن الصامت أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما مدّة رخاء أمّتك من بعدك؟ قال : فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : ثم أعاد عليه ، فسكت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم (٤) قال : «مدّة رخاء أمّتي من بعدي مائة سنة ، مدة رخاء أمّتي من بعدي مائة سنة» ، قال : فقال : يا رسول الله ، هل لذلك من علامة أو آية؟ قال : «نعم ، الخسف والقذف ، والمسخ ، وإرسال الشياطين الملجمة على الناس» [١٣٢٨٧].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل أحمد ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب ـ زاد أحمد

__________________

(١) في «ز» : العبسي.

(٢) في «ز» : «ابن أبي عطاء» ثم شطبت «أبي» بخط أفقي.

(٣) سقطت من الأصل هنا ، وكتبت فيه بعد «أنا» وقد أخرناه إلى موقعها ، بما يوافق «ز» ، وم.

(٤) في «ز» : قال : ثم قال.

٣١٩

ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : يزيد بن عطاء أبو عطاء السّكسكي ، عن معاذ بن سعد السّكسكي ، قاله الوليد (٢) ، ويحيى بن صالح ، وقال مروان بن محمّد : بن أبي عطاء.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (٣) : يزيد بن عطاء السّكسكي أبو عطاء ، ويقال : يزيد بن أبي عطاء ، روى عن معاذ السّكسكي ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ـ قراءة ـ عن أبي الحسين الصيرفي ، أنا ابن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأ ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : يزيد بن أبي عطاء السّكسكي ، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأ مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي ، عن معاذ السّكسكي ، قاله يحيى بن صالح ، وقال مروان : يزيد بن أبي عطاء.

قرأت على أبي الفضل بن (٤) ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر قال : أبو عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٥١.

(٢) قوله : «الوليد» ليس في التاريخ الكبير.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٨٢.

(٤) سقطت من «ز».

٣٢٠