أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه زينب بنت نوفل بن خلف بن قوالة بن جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة ، وليس له عقب ، وأسلم يوم فتح مكة ، وشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حنينا ، وأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية وزنها له بلال ، ولم يزل يذكر بخير ، وعقد له أبو بكر الصدّيق مع أمراء الجيوش إلى الشام.
قال محمّد بن عمر : وتوفي أبو بكر والشام على أربعة أمراء : عمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان ، وخالد بن الوليد ، وشرحبيل بن حسنة ، فلمّا ولي عمر عزل خالد بن الوليد ، وولّى أبا عبيدة بن الجرّاح ، وعزل شرحبيل بن حسنة وتفرّق جنده في الأجناد ، وولي يزيد بن أبي سفيان دمشق ، فلم يزل واليا حتى مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل الحافظ عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال : ويزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة ، أمّه من بني غنم بن مالك بن كنانة ، مات في طاعون عمواس ، سنة ثمان عشرة ، له حديث.
أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) :
يزيد بن أبي سفيان بن حرب القرشي ، له صحبة ، كان أمير الأجناد بالشام في زمن [أبي بكر وزمن](٢) عمر ، ثم توفي بعد أبي عبيدة في زمن عمر ، فنعاه عمر لأبي سفيان ، قال : يرحمهالله ، فمن أمّرت بعده؟ قال : معاوية. قاله عبد الله (٣) بن محمّد ، عن عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن الزهري.
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ـ مناولة (٤) ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣١٧.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، واستدرك عن التاريخ الكبير.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : عبيد الله ، والتصويب عن «ز» ، وم ، والتاريخ الكبير.
(٤) سقطت اللفظة من م و «ز».
ح قال : وأنا الحسين ، أنا ابن الفأفاء (١) ، قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :
يزيد بن أبي سفيان ، وأبو سفيان صخر بن حرب بن أميّة القرشي ، كان أمير الأجناد بالشام زمن عمر بن الخطّاب ، له صحبة ، ومات بالشام بعد أبي عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ، فنعاه عمر إلى أبي سفيان.
فيما رواه عبد الرزّاق عن معمر ، عن الزهري ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف قال عبد الرّحمن بن إبراهيم : توفي بالشام.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قال : سمعت ابن سميع يقول في تسمية أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ممن حفظ عنه الحديث من قريش ، ثم من بني عبد شمس : يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.
قال أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم : مات بالشام ، أمّره أبو بكر على جماعة الناس.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأ أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو جعفر محمّد بن (٣) عثمان قال : يزيد بن أبي سفيان أبو خالد.
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، أنا أبو الفضل السعدي ، أنا أبو عبد الله بن بطة قال : قرئ على أبي القاسم البغوي قال : يزيد بن أبي سفيان بن حرب ، سكن الشام ، ومات بها في خلافة عمر بن الخطّاب.
__________________
(١) في «ز» : «العامى».
(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمّد بن أبي عثمان.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي (١) ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ أبو أحمد قال : يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي أبي سفيان صخر بن حرب ، وأم يزيد هند بنت حبيب بن نوفل بن غنم بن فهر بن كنانة بن خزيمة ، له صحبة من النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان أمير الأجناد بالشام ، مات بعد أبي عبيدة بن الجرّاح ، فنعاه عمر إلى أبي سفيان ، وقال : رحمهالله ، مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة ، ويقال : لم يعقب ، وكان يقال له يزيد الخير.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع المصقلي ، أنا أبو عبد الله [العبدي](٢) قال : يزيد بن أبي سفيان بن حرب (٣) القرشي الأموي ، له صحبة ، وكان أمير الأجناد بالشام ، زمن أبي بكر وعمر ، ثم توفي بعد أبي عبيدة بن الجرّاح ، فنعاه عمر إلى أبي سفيان ، يكنى أبا خالد ، أمه أم الحكم ، واسمها زينب بنت نوفل بن خلف من بني حلاس ، ثم من بني كنانة ، وتوفي سنة تسع (٤) عشرة بدمشق ، روى عنه أبو عبد الله الأشعري.
أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : قال : أنا أبو نعيم قال : يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس ، بعثه أبو بكر الصدّيق إلى الشام ، فخرج مشيعا له ماشيا ، وأقرّه عمر ، توفي بالشام سنة ثمان عشرة ، أحد أمراء الأجناد ، يكنى أبا خالد ، أمّه أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف من بني حلاس ، ثم من بني كنانة ، حديثه عند أبي عبد الله الأشعري.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني المدائني أبو الحسن ، عن عبد الرّحمن بن معاوية ، عن إسماعيل بن أمية قال : أفاض رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن يمينه أبو سفيان بن حرب ، وعن يساره الحارث بن هشام ، وبين يديه يزيد ومعاوية ابنا أبي سفيان على فرسين.
قال : وحدّثني عمي مصعب بن عبد الله : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم استعمل يزيد بن أبي سفيان على بني فراس لخئولته فيهم ، فقدم بمال فلقيه أبوه أبو سفيان بن حرب وطلبه منه ،
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : «أنا علي».
(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.
(٣) قوله : «بن حرب» سقطتا من «ز».
(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، وم : سبع عشرة.
فأبى أن يعطيه إياه ، فقال له : [فأعلم](١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّي طلبته منك ، فلمّا دفع المال إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعلمه أن أباه طلبه منه فقال له : «فعد به على أبيك».
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن يزيد ، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف قال : لما عزل أبو بكر خالدا ـ يعني : بن سعيد بن العاص ـ ولّى يزيد بن أبي سفيان جنده ، ودفع لواءه إلى يزيد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن فهم ، نا ابن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سفيان ، عن عبد [المجيد](٢) بن سهيل ، عن عوف بن الحارث ، عن ابن عمر قال : لما عقد أبو بكر الأمراء على الشام كنت في جيش خالد بن سعيد بن العاص ، فصلّى بنا الصبح بذي المروة ، وهو على الجيوش كلّها ، فو الله إنّا لعنده إذ أتاه آت فقال : قدم يزيد بن أبي سفيان ، فقال خالد بن سعيد : هذا عمل عمر بن الخطّاب ، كلّم أبا بكر في عزلي ، وولّى يزيد بن أبي سفيان ، فقال ابن عمر : فأردت أن أتكلم ثم عزم لي على الصمت ، قال : فتحولنا إلى يزيد بن أبي سفيان ، وصار خالد كرجل منهم ، وقال محمّد بن عمر : وهذا أثبت عندنا مما روي في عزل خالد ، وهو بالمدينة.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل ، عن أبيه قال : لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان دعاه ، فقال له : يا يزيد ، إنك شاب ، تذكر بخير ، قد رئي (٣) منك ، وذلك شيء خلوت به في نفسك ، وقد أردت أن أبلوك وأستخرجك من أهلك ، فانظر كيف أنت وكيف ولايتك ، وأخبرك : فإن أحسنت زدتك ، وإن أسأت عزلتك ، وقد ولّيتك عمل خالد بن سعيد ، ثم أوصاه بما يعمل به في وجهه ، وقال له : أوصيك بأبي عبيدة بن الجرّاح خيرا ، فقد عرفت مكانه من الإسلام ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لكلّ أمة أمين ، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح» ، فاعرف له فضله وسابقته ، وانظر معاذ بن جبل ، فقد عرفت مشاهده مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يأتي أمام العلماء يوم القيامة
__________________
(١) استدركت على هامش الأصل.
(٢) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز» ، وم.
(٣) في «ز» : رؤى.
برتوة» (١) [١٣٢٥٩] فلا تقطع أمرا دونهما ، فإنّهما لن يألواك (٢) خيرا ، فقال يزيد : يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أوصهما بي كما أوصيتني بهما ، فأنا إليهما أحوج منهما إليّ ، قال أبو بكر : لن أدع أن أوصيهما (٣) بك ، فقال يزيد : يرحمك الله ، وجزاك عن الإسلام خيرا.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد (٤) الحكم بن صهيب ، عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال :
لما بعث أبو بكر أمراءه إلى الشام : يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ، ويزيد بن أبي سفيان على الناس ، وكان يصلّي بهم في معسكرهم بالحرف (٥) ، وقال : إن اجتمعتم في كيد ويزيد على الناس ، وإن تفرقتم فمن كانت الوقعة مما يلي معسكره فهو على أصحابه.
قال : وأنا الفضل بن دكين ، نا ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيّع يزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنا محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء (٦) ، أنا عبد الله بن الحسين بن عبدان ، أنا طلحة بن أسد بن المختار ، أنا محمّد بن الحسين الأبكري (٧) ، نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرّز ، نا إسحاق بن وهب العلّاف ، نا الوليد بن الفضل العنزي ، نا القاسم بن أبي الوليد التيمي ، عن عمرو بن واقد القرشي ، عن موسى بن يسار ، عن مكحول ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن يزيد بن أبي سفيان قال : شيّعني أبو بكر حين بعثني إلى الشام ، فقال [يا](٨) يزيد إنك رجل تحب قرابتك ، وإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من ولّى ذا قرابة محاباة وهو يجد خيرا منه ، لم يجد رائحة الجنّة» [١٣٢٦٠].
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا الحسن بن علي.
__________________
(١) يعني برمية سهم ، وقيل : مدى البصر ، وقيل : يميل ، (راجع النهاية لابن الأثير).
(٢) الأصل وم : «يألونك» والمثبت عن «ز».
(٣) الأصل وم : «وأوصهما» والمثبت عن م.
(٤) كتبت فوق الكلام في «ز».
(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : بالحرب ، وفي م : بالخزف.
(٦) سقطت اللفظة من «ز».
(٧) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» ، وم : «الأحرى».
(٨) سقطت من الأصل وم ، واستدركت للإيضاح عن «ز».
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب.
قالا : أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا يزيد بن عبد ربه ، نا بقية بن الوليد ، حدّثني شيخ من قريش عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال أبو بكر حيث بعثني إلى الشام : يا يزيد ، إنّ لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة ، وذلك أكبر ما أخاف عليك ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمّر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ، ومن أعطى أحدا حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئا بغير حقّه فعليه لعنة الله ـ أو قال : تبرأت منه ذمة الله عزوجل» [١٣٢٦١].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، نا أبو الحسن بن رزقويه (٢) ـ إملاء ـ نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأنماطي ، نا عبد الله بن الحسن بن أحمد الحرّاني ، حدّثني جدي أحمد بن أبي شعيب ، نا موسى بن أعين ، عن بكر بن خنيس (٣) ، عن أبي عبد الرّحمن ، عن رجاء بن حيوة (٤) ، عن جناد بن أبي أمية ، عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال لي أبو بكر الصدّيق حين بعثني إلى الشام : يا يزيد ، إنّ لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمرة ، وذلك أكثر (٥) ما أخاف عليك ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من ولي من أمر المسلمين شيئا فآثر عليهم أحدا محاباة له فعليه لعنة [الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ومن أعطى رجلا من مال أخيه شيئا محاباة له فعليه لعنة الله](٦) ـ أو قال : برئت منه ذمة الله ، وإنّ الله دعا الناس إلى أن يؤمنوا بالله فيكونوا في حمى الله ، فمن انتهك في حمى الله شيئا فعليه لعنة الله ـ أو قال : برئت منه ذمّة الله ـ» [١٣٢٦٢].
رواه ابن صاعد عن إسحاق بن وهب العلّاف ، عن الوليد بن الفضل العنزي ، عن الوليد بن أبي القاسم التيمي ، عن عمرو بن واقد القرشي ، عن موسى بن يسار ، عن مكحول ، عن جنادة نحوه.
__________________
(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٢٤ رقم ٢١ طبعة دار الفكر.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : زرقويه ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٣) إعجامها ناقص بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٤) في «ز» : حيوية.
(٥) في «ز» : أكبر.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو نصر ، ثنا كوثر بن حكيم ، عن نافع ، عن ابن عمر.
أن أبا بكر بن أبي قحافة بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام ، فمشى معهم نحوا من ميلين ، فقيل له : يا خليفة رسول الله ، لو انصرفت ، فقال : لا ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمهما الله على النار» [١٣٢٦٣] ، ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة ، فقام في الجيش ، فقال : أوصيكم بتقوى الله ، لا تعصوا ولا تغلّوا ، ولا تجبنوا ، ولا تهدموا بيعة ولا تفرقوا نخلا ، ولا تحرقوا زرعا ، ولا تحشروا (١) بهيمة ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تقتلوا شيخا كبيرا ، ولا صبيا صغيرا ، وستجدون (٢) أقواما قد حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له ، وستجدون أقواما قد اتّخذت الشياطين أوساط رءوسهم أفحاصا فاضربوا أعناقهم ، وستردون بلدا تغدو وتروح عليكم فيه ألوان الطعام ، فلا يأتيكم لون إلّا ذكرتم اسم الله عليه ، ولا يرفع لون إلّا حمدتم الله عليه».
أخبرنا أبو الحسن بن أبي (٣) الفضل الفقيه ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، وأبو نصر بن طلاب ، قالا : أنا أبو بكر بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد المصري ، أنا يونس ، أنا ابن وهب ، أن مالكا حدّثه.
ح وأخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد ، أنبأ إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، ثنا أبو مصعب الزهري ، أنبأ مالك ، عن يحيى بن سعيد.
أن أبا بكر الصدّيق بعث جيوشا إلى الشام ، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان ، وكان أمير ربع من تلك الأرباع ، فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر ـ زاد ابن وهب : الصدّيق ، وقالا : ـ إمّا أن تركب ، وإمّا أن أنزل ، قال له أبو بكر : ما أنت بنازل وما أنا براكب ، إنّي أحتسب خطاي هذه في سبيل الله ، ثم قال : إنّك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله ، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له ، وستجد قوما فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر ، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف ، وإنّي موصيك بعشر : لا تقتلن امرأة ، ولا صبيا ، ولا كبيرا
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «تحشروا».
(٢) بالأصل وم : وستجدوا» خطأ ، والتصويب عن «ز».
(٣) سقطت من «ز».
هرما ، ولا تقطعنّ شجرا مثمرا ، ولا تخربن عامرا ، ولا تعقرنّ شاة ولا بعيرا إلّا لمأكله ، ولا تحرقنّ نخلا ، ولا تعرقنه ، ولا تغلل ، ولا تجبن.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا الحسين (١) بن الحسن السكري ، نا محمّد بن الحارث ، عن المدائني.
أن أبا بكر الصدّيق أوصى يزيد بن أبي سفيان حين وجهه إلى الشام ، فقال : يا يزيد سر على بركة الله ، فإذا دخلت بلاد العدو فكن بعيدا من الحملة (٢) ، فإنّي لا آمن عليك الجولة ، واستظهر في الزاد ، وسر بالأدلاء ، ولا تقاتل بمجروح ، فإنّ بعضه ليس معه (٣) ، واحترس من البيات فإنّ في العرب غرة (٤) ، وأقلل من الكلام ، فإنّما لك ما وعي عنك ، فإذا أتاك كتابي فأنفذه ، فإنّما أعلم على حسب إنفاذه ، وإذا قدمت وفود العجم فأنزلهم معظم عسكرك ، وأسبغ عليهم النفقة ، وامنع الناس من محادثتهم ، ليخرجوا [جاهلين](٥) ولا تلجنّ (٦) في عقوبة ، ولا تسرعنّ إليها ، وأنت تكتفي (٧) بغيرها ، واقبل من الناس علانيتهم ، وكلهم إلى الله في سرائرهم ، ولا تجسس (٨) عسكرك فتفضحه ، ولا تهملنّه فتفسده ، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين (٩) ، نا المعافى بن زكريا (١٠) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن أبي عبيدة قال : قال أبو بكر بن يزيد بن أبي سفيان وقد بعثه إلى الشام :
ابدأ بالصلاة إذا حلّ لك وقتها ، ولا تشاغل عنها بغيرها ، فإنّ الإمام تقتدي به رعيته ، وتعمل بعمله في نفسه ، وإذا وعظت فأوجز ، ولا تكثر الكلام فإنّ كثرة الكلام تنسي بعضه
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.
(٢) الحملة : الكرة في الحرب.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : منه.
(٤) بالأصل : «عسره» وفي م : «عشرة» والمثبت عن «ز».
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.
(٦) بالأصل و «ز» : «تلحن» وفي م : «تلي» والمثبت عن المختصر.
(٧) الأصل وم : «تلتقي» والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : «مكتف».
(٨) الأصل : «تحسسن» والمثبت عن «ز» ، وم.
(٩) الأصل و «ز» : «الحسن» والمثبت عن م.
(١٠) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٣٥.
بعضا ، وإنّما يغني منه ما وعي عنك ، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ، ولا تدّخرن عن المشير شيئا ، فتكون إنما تؤتى من نفسك ، ولا تلجنّ في عقوبة فإنّ أدناها وجيع ، ولا تسرعنّ إليها وأنت مكتف (١) بغيرها ، ولا تكشف الناس عن أسرارهم ، واستغن بعلانيتهم ولا تجسس في عسكرك فتفضحه ، ولا تغفله فتفسده ، ولا تقاتلنّ بمجروح فإن بعضه ليس معه ، واستسل الناس بالدنيا فإنّ ذا النية تكفيك نيته ، ومن أعطيته شيئا بشيء فف له به ، ولا تتخذنّ جشما تضع عنهم ما تحمله على غيرهم ، فإن ذلك يضغن الناس عليك ، ويستحلون به معصيتك.
قال القاضي : رضي الله عن أبي بكر ، فقد أبلغ في وصيته ، وبالغ في نصيحته ، ومن حفظ عنه ما علمه ، واحتذى ما أشار به ورسمه ، كان سالكا محجة الرشاد في المعيشة ، والمعاد ، ونسأل الله التوفيق للسداد ، وحسن الاستعداد.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن (٢) العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل ، ثنا أحمد بن مروان ، نا إسماعيل بن يونس ، نا الرياشي ، عن العتبي قال :
استعمل أبو بكر الصدّيق يزيد بن أبي سفيان على ربع من أرباع الشام ، فلمّا صعد المنبر ارتج عليه ، فقال : يا أهل الشام ، عسى الله أن يجعل بعد عسر يسرا ، وبعد عيّ بيانا ، واعلموا أنكم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل ، ثم نزل.
فبلغ ذلك عمرو بن العاص فاستحسنه.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، ثنا ابن أبي خيثمة ، نا موسى بن إسماعيل ، نا إبراهيم بن سعد قال :
كان يزيد بن أبي سفيان على ربع ، وشرحبيل بن حسنة على ربع ، وأبو عبيدة بن الجرّاح على ربع ، وعمرو بن العاص على ربع ـ يعني : يوم اليرموك ـ ولم يكن يومئذ عليهم أمير.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرّازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا
__________________
(١) الأصل : «تلتقي» وفي م : «ملتقى» وفي «ز» : «تكتفي» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) الأصل وم : «الحسن» والمثبت عن «ز».
محمّد بن هارون ، نا محمّد بن بشّار ، نا عبد الوهّاب ، نا عوف (١) ، ثنا مهاجر أبو مخلد ، حدّثني أبو العالية ، حدّثني أبو مسلم قال :
غزا يزيد بن أبي سفيان بالناس ، فغنموا ، فوقعت جارية نفيسة في سهم رجل ، فاغتصبها يزيد ، فأتى الرجل أبا ذرّ ، فاستعان (٢) به عليه ، فقال له : ردّ على الرجل جاريته ، فتلكّأ عليه ثلاثا ، فقال : إنّي فعلت ذاك ، لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أول من يبدّل سنّتي رجل من بني أمية ، يقال له يزيد» (٣) ، فقال له يزيد بن أبي سفيان ، نشدتك بالله أنا منهم؟ قال : لا ، قال : فردّ على الرجل جاريته [١٣٢٦٤].
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد ، أنا جدي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس الحيري ـ إملاء ـ أنا أبو الحسين عبد الصّمد بن علي بن مكرم البزاز ـ ببغداد ، نا أحمد بن محمّد بن نصر ، ثنا سري بن يحيى ، نا سعيد بن عبد الكريم بن سليط أنه سمع عوف بن أبي جميلة يحدّث عن المهاجر أنه حدّث أبو العالية قال : لما كان زمن يزيد بن أبي سفيان بالشام غزا الناس فغنموا ، وكانت في غنائمهم جارية نفيسة ، فصارت لرجل في قسمه ، فأرسل إليه يزيد ، فانتزعها ، وأبو ذرّ يومئذ بالشام ، فاستعان الرجل بأبي ذرّ ، فانطلق معه ، فقال : ردّ على الرجل جاريته ، فتلكّأ يزيد ، فقال : أما والله لئن فعلت لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ أول من يبدّل سنّتي رجل من بني أمية» ، ثم ولّى ، فلحقه فقال : أذكرك الله ، أهو أنا؟ قال : اللهمّ لا ، فردّ على الرّجل جاريته [١٣٢٦٥].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : رأى عمر بن الخطّاب يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه ، فرأى جلدة رقيقة ، فرفع عليه الدرّة وقال : أجلدة كافر؟.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز ـ إملاء ـ أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد ، ثنا محمّد بن عمرو بن البختري ، ثنا أحمد (٤) بن الخليل ، نا علي بن
__________________
(١) يعني عوف الأعرابي ، وقد رواه الذهبي في سير الأعلام ١ / ٣٢٩ من طريقه.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فاستغاث.
(٣) قوله : «يقال له يزيد» سقط من «ز».
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمّد.
إسحاق الخراساني ، نا عبد الله بن المبارك ، نا إسماعيل بن عيّاش ، حدّثني يحيى الطويل ، عن نافع قال : سمعت ابن عمر يحدّث سعيد بن جبير قال :
بلغ عمر بن الخطّاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوانا من الطعام ، فقال عمر لمولى له يقال له يرفأ : إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني ، فلمّا حضر عشاؤه أعلمته (١) ، فأتاه عمر ، فسلّم ، واستأذن ، فأذن ، وقرب عشاؤه ، فجاءوه (٢) بثريد (٣) بلحم ، فأكل معه عمر ، ثم قدم شواء ، فبسط يزيد يده وكفّ عمر يده ، ثم قال : تالله يا يزيد بن أبي سفيان ، أطعام بعد طعام؟ والذي نفس عمر بيده لئن خالفتم سننهم ليخالفن بكم عن طريقهم.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : عزل ـ يعني : عمر ـ خالد بن الوليد حين ولي ، وولّى أبا عبيدة بن الجرّاح ، فولّى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها ، ومات أبو عبيدة ، واستخلف يزيد بن أبي سفيان معاذا ، فمات معاذ ، واستخلف يزيد بن أبي سفيان فمات يزيد ، واستخلف أخاه معاوية ، فأقرّه عمر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الكتاني (٥) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٦) : ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمّر عمر مكانه معاوية ، ثم نعاه عمر لأبي سفيان ، ثم قال : يا أبا سفيان ، احتسب يزيد ، فقال أبو سفيان : يرحمهالله ، فمن أمّرت بعده مكانه؟ فقال : معاوية ، قال : وصلتك رحم.
أخبرنا أبو محمّد السلمي ، نا الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا ابن الطبري.
قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا الأصبغ بن الفرج ، أخبرني ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال : توفي يزيد بن أبي سفيان ، فأمّر عمر معاوية بن أبي سفيان مكانه ، ثم نعاه لأبي سفيان فقال : يا أبا سفيان ، احتسب يزيد بن أبي سفيان ، فقال أبو سفيان : يرحمهالله ، ومن أمّرت مكانه؟ قال : معاوية ، قال : وصلت الرحم.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أعلمه.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فجاءوا.
(٣) في «ز» : «يزيد» وفي م : بيزيد.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٥٥.
(٥) قوله : «أنا أبو محمّد الكتاني» مكرر بالأصل.
(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢١٨.
أخبرنا أبو الحسن بن (١) قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا الحسن بن عليك ، نا مسعود بن بشر ، نا الأصمعي ، عن مالك بن أنس قال : جاء نعي يزيد بن أبي سفيان وامرأة أبي سفيان تسوط برمة لها فيها حريرة ، فقالت : من ولى أمير المؤمنين مكانه؟ قالوا : معاوية ، فقالت : وصلته رحم.
قال (٢) الأصمعي : وقد ذكر مثل هذا عن أبي سفيان أنه سأل فأخبر ، فقال : وصلته رحم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا ابن حيوية ، أنا أحمد ، نا ابن فهم ، نا ابن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني معمر ، عن الزهري قال : توفي يزيد بن أبي سفيان بدمشق ، فكتب إلى عمر بن الخطّاب بنعيه ، فجاء عمر بن الخطّاب إلى أبي سفيان ، فإذا هند بنت عتبة امرأته (٣) تهيئ أهبه لها في المنية فقال : أين أبو سفيان؟ فقالت هند : ها هو ذا ، وكان ناحية من البيت ، فقال : احتسبا واصبرا ، فقالا : من يا أمير المؤمنين؟ قال : يزيد بن أبي سفيان ، فقالا : من استعملت على عمله؟ قال : معاوية بن أبي سفيان ، قالا : وصلتك رحم ، وإنّا لله وإنا إليه راجعون.
قال الزهري : إنّما ولّاه عمل يزيد ، ولم تفرد له الشام حتى كان عثمان ، فأفرد له الشام المنية : موضع يدبغ فيه.
أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدولابي ، نا الوليد بن حمّاد ، نا الحسين بن زياد ، عن أبي إسماعيل محمّد بن عبد الله البصري قال : جزع عمر على يزيد بن أبي سفيان جزعا شديدا ، وكتب إلى معاوية بولايته على الشام.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العبّاس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثني عبد الله بن محمّد ، حدّثنا عبد الرزّاق ، أخبرني معمر ، عن الزهري قال :
__________________
(١) في «ز» : بن أبي قبيس.
(٢) من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز».
(٣) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
كان يزيد بن أبي سفيان أمير الأجناد بالشام ، ثم توفي بعد أبي عبيدة ، فنعاه عمر إلى أبي سفيان ، فقال : رحمهالله ، فمن أمرت بعده؟ قال : معاوية ، وهو ابن حرب القرشي.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، أنا محمّد بن عبيد الله (١) بن أبي عمرو ، أنا محمّد بن إبراهيم القرشي (٢) ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي قال (٣) : يزيد بن أبي سفيان يكنى أبا خالد ، مات في عمواس سنة ثمان عشرة.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد ، نا أبو الزنباع روح بن الفرج ، نا يحيى بن بكير قال : توفي يزيد بن أبي سفيان بالشام سنة ثمان عشرة ، وكان استخلف معاوية ، فأقرّه عمر.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : وفيها ـ يعني : سنة ثمان عشرة ـ طاعون عمواس ، مات بالشام فيه يزيد بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا ابن سعد قال في الطبقة الثالثة : يزيد بن أبي سفيان بن حرب ، مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : وفيها ـ يعني : سنة ثمان عشرة ـ مات يزيد بن أبي سفيان.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان قال : ويزيد بن أبي سفيان ـ يعني : مات ـ سنة ثمان عشرة ، عام طاعون عمواس.
__________________
(١) في م : عبد الله.
(٢) في م : أنا محمّد بن أبي مريم ، أنا محمّد بن الحكم القرشي.
(٣) من أول الخبر ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٣٨.
(٥) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش بن قيراط ، عن رشأ بن نظيف ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، وعبد الله ، قالا : أنا ابن رشيق ، أنا الدولابي ، أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان أبي حسّان ، أخبرني الوليد بن (١) مسلم قال : مات يزيد بن أبي سفيان في سنة تسع عشرة بعد أن افتتح معاوية قيسارية (٢)(٣).
٨٢٩٣ ـ يزيد بن صهيب أبو عثمان الفقير الكوفي (٤)
حدّث عبد الله بن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله.
روى عنه : الحكم بن عتيبة (٥) ، وسيّار أبو الحكم ، وقيس بن سليم العنبري ، وأبو عاصم محمّد بن أبي (٦) أيوب الثقفي ، وأبو قطبة سويد بن نجيح ، وأبو سعد سعيد بن المرزبان البقال ، وموسى بن أبي كثير أبو الصبّاح ، ومسعر بن كدام ، وعبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي ، وجعفر بن برقان ، والعوّام بن حوشب ، وعبد الكريم بن مالك الجزري.
ووفد على عمر بن عبد العزيز ، وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة دثار النهدي.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الزنجاني ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، حدّثني المسعودي ، عن يزيد بن صهيب الفقير قال : سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر أقصرهما؟ فقال جابر : لا ، إن ركعتين في السفر ليستا بقصر ، إنّما القصر ركعة عند القتال ، قال : ثم أنشأ يحدّث : أنه كان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند القتال ، إذ حضرت الصّلاة ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصفّ طائفة خلفه ، وقامت طائفة وجوهها قبل وجوه العدو ، فصلّى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ، [ثم إن الذين
__________________
(١) بالأصل : الوليد عبد الرحمن بن مسلم.
(٢) قيسارية : بالفتح ثم سكون وسين مهملة ، بعد الألف راء ثم ياء مشددة بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين ، قريبة من طبرية.
(٣) الإصابة ٣ / ٦٥٧ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٣١٩.
(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٣٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢١٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٧٢ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٤٢ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٢٧ وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٠٥.
(٥) بدون إعجام بالأصل ، وفي م : «عيشة» والمثبت عن «ز».
(٦) سقطت من «ز».
صلوا خلفه انطلقوا فقاموا مقام أولئك ، فجاء أولئك فصلّوا خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصلى بهم ركعة ، وسجد بهم سجدتين](١) ثم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جلس ، فسلّم ، وسلم الذين خلفه ، وسلّموا أولئك ، فكانت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ركعتين ، والقوم ركعة ركعة. [١٣٢٦٦]
ثم قرأ يزيد : (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) (٢).
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي ، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، نا حمدان بن علي الورّاق ، وأبو أمية ، قالا : نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا أبو عاصم محمّد بن أبي أيوب الثقفي.
ح قال : ونا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، نا سعيد بن سليمان ، عن عبد الواحد بن سليم البصري قالا : نا يزيد بن صهيب الفقير قال :
كنت قد شغفني (٣) رأي من رأي الخوارج ، وكنت رجلا شابا ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ، ثم نخرج على الناس ، قال : فمررنا على المدينة ، فإذا جابر بن عبد الله يحدّث القوم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جالس إلى سارية ، وإذا هو قد ذكر الجهنميين ، فقلت له : يا أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ما هذا الذي تحدّثون ، والله يقول (إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ)(٤) ، و (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها)(٥) ، فما هذا الذي تقولون؟ قال : فقال : أي بني ، أتقرأ القرآن؟ قلت : نعم ، قال : فهل سمعتم بمقام محمّد المحمود الذي يبعثه الله فيه؟ قلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمّد المحمود ، الذي يخرج الله به من يخرج من النار ، قال : ثم نعت وضع الصراط ومرّ الناس عليه. قال : فأخاف أن لا أكون حفظت ذاك غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها ، قال : فيخرجون كأنهم عيدان السماسم ، قال : فيدخلون نهرا من أنهار الجنّة ، فيغتسلون ، فيخرجون كأنهم القراطيس البيض.
قال : فرجعنا ، فقلنا : ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرجعنا ، وو الله ما خرج معنا غير رجل واحد.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٠٢.
(٣) الأصل وم و «ز» : شعبني ، والمثبت عن المختصر.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٢.
(٥) سورة الحج ، الآية : ٢٢.
هذا لفظ ابن عاصم ، وقال عبد الواحد بن سليم في آخر حديثه قال جابر : الشفاعة بيّنة في كتاب الله (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا : لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ)(١).
كذا قال : عبد الواحد بن سليم البصري ، وقال غيره : قيس بن سليم العنبري.
رواه مسلم عن حجّاج بن الشاعر ، عن أبي أحمد الزبيري ، عن قيس بن سليم ، وعن حجّاج بن يوسف ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ (٢) ، أنا أبو جعفر أحمد بن عبيد (٣) الحافظ ـ بهمذان (٤) ـ نا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، نا أبو نعيم (٥) ، فذكر بإسناده نحوه ، إلّا أنه قال : شغفني (٦) ، وقال : قلت : يا صاحب رسول الله.
قال : وأنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا محمّد بن صالح بن هانئ ، نا أحمد بن محمّد بن نصر (٧) ، نا أبو نعيم ، فذكر نحوه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يزيد الفقير ، كنيته أبو عثمان.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : وقال يحيى بن معين : يزيد الفقير بن صهيب ، وكان يكنّى أبا عثمان ، كوفي.
أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي ، أنا الحسن بن علي ، أنا علي بن محمّد بن أحمد ، أنا
__________________
(١) سورة المدثر ، الآيات ٤٢ ـ ٤٨.
(٢) من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.
(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : عبد.
(٤) بالأصل : «أخبرنا بها» مكان : «بهمذان نا» وفي م : «هذا» والمثبت عن «ز».
(٥) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص. والبياض فيها أكثر من سطرين.
(٦) الأصل : «سعى» وفي م : «شعفي» والمثبت عن «ز».
(٧) من قوله : «قال ... إلى هنا ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.
محمّد بن الحسين ، نا أبو حفص عمرو بن علي ، قال : يزيد الفقير ، يزيد بن صهيب ، يكنى أبا عثمان.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (١) في الطبقة الثانية من أهل الكوفة : يزيد بن صهيب الفقير ، ويكنى أبا عثمان ، كان من أهل الكوفة ، ثم تحوّل إلى مكة فنزلها ، وسمع من جابر بن عبد الله ، وروى عنه مسعر ، والمسعودي ، والكوفيون.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد [زاد أحمد](٢) ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٣) : يزيد بن صهيب الفقير.
قال أبو نعيم : حدّثنا سويد بن نجيح أبو قطبة عن يزيد الفقير ، عن أبي سعيد ، سمع النبي صلىاللهعليهوسلم [يقول :](٤) «أن قوما (٥) يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» [١٣٢٦٧].
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :
يزيد بن صهيب الفقير ، روى عن أبي سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وابن عمر ، روى عنه سويد بن نجيح ، أبو قطبة ، والحكم بن عتيبة ، وسيّار أبو الحكم ، وأبو سعد البقّال ، ومسعر ، والمسعودي ، وجعفر بن برقان ، وموسى بن أبي كثير ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٣٠٥.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.
(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣.
(٤) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدرك عن التاريخ الكبير.
(٥) في التاريخ الكبير : أقواما.
(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧٢.
حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير عن جابر ، وأبي سعيد ، روى عنه سويد بن نجيح.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير.
أخبرنا أبو الفضل أيضا ـ قراءة ـ عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أبو الفتح ، أنا أبو الفتح ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : يزيد الفقير هو ابن صهيب.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي (١) بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :
أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير ، سمع جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر ، روى عنه أبو محمّد الحكم بن عتيبة ، والعوّام بن حوشب ، حديثه في الكوفيين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : يزيد بن صهيب الفقير ، روى عن جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، روى عنه مسعر بن كدام.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال : يزيد بن صهيب الفقير ، أبو عثمان الكوفي ، حدّث عن جابر بن عبد الله ، روى عنه سيّار أبو الحكم في التيمم والخمس (٢).
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أما فقير أوله فاء مفتوحة ، بعدها قاف ، وآخره راء ، فهو يزيد بن صهيب الفقير ، روى عن جابر ، وابن عمر ، روى عنه مسعر بن كدام.
__________________
(١) لفظتا «بن علي» سقطتا من «ز».
(٢) في «ز» : الخمسين.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٥٤.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي الحسن (١) محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي (٢) بن محمّد بن خزفة.
ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا ابن أبي خيثمة ، نا عبد الله بن جعفر الرقي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، عن يزيد بن صهيب الفقير أبي عثمان.
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله مناولة ، قالا (٣) : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا الحسين ، أنا علي.
قالا : أنا أبو محمّد قال (٤) : ذكر أبي [عن](٥) إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال : يزيد بن صهيب ثقة ، قال : وسألت أبي عن يزيد الفقير فقال : صدوق ، وسئل أبو زرعة عن يزيد الفقير؟ فقال : هو يزيد بن صهيب ، كوفي ، ثقة.
وذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن يزيد الفقير فقال : يكتب حديثه.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن محمّد بن علي بن أحمد ، أنا رشأ بن نظيف ، أنبأ محمّد بن إبراهيم (٦) بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف قال : يزيد بن صهيب الفقير ، كوفي ، روى عنه الحكم ، ومسعر ، وسيّار أبو الحكم ، وهو جليل ، صدوق ، عزيز الحديث.
٨٢٩٤ ـ يزيد بن عاصم النميري
شاعر ، فارس ، من وجوه أصحاب محمّد بن صالح بن بيهس القائم بحرب أبي العميطر ، ونصرة المأمون.
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، أنشدني صالح بن البختري ليزيد بن عاصم النميري ، وكان أحد رجال ابن بيهس :
وما أنسى من شيء لشيء فإنني |
|
لأيامنا والخارجي ذكور |
__________________
(١) الأصل : «إياس» ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٢) في «ز» : مكي.
(٣) من قوله : «أنبأنا ... إلى هنا سقط من «ز».
(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧٢.
(٥) استدركت عن هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٦) في «ز» : الحكم.
غداة بين حرب يزجون نحونا |
|
عساكر أمثال الجبال تسير |
وما نحن إلّا هنبس وجبلة |
|
وإنهم فيما ترى لكثير |
ثلاثون (١) ألفا بين رجل وفارس |
|
لهم عارض مستقبل وصبير |
ونحن ترانا ألف ما بين فارس |
|
إلى راجل إن عدّ ذاك بصير |
فلما التقينا للزوال وأرعدت |
|
سما وعلى الدائرات تدور |
صبرنا لهم دون الحريم وصابروا |
|
فكلّ على وقع الحديد صبور |
نطاعنهم طورا ونضرب تارة |
|
بمأثورة هاماتهم ونسور |
شعاراتنا المأمون في كل خارق |
|
وفي كل حال والدماء تفور |
إذا ما شددنا شدة نصبو لها |
|
صدور فتى تشقى بهن نحور |
ونحن إذا شدوا صبرنا فميت |
|
جريح ومطعون اللبان (٢) نحير |
فلما رأونا لا ترد وجوهنا |
|
وقد طال ليلي القوم وهو قصير |
تولوا عباديد الفرار كما نجت |
|
يعاقيب هاجت بينهن صقور |
ونحن على آثارهم فمجندل |
|
سليب ومشدود اليدين أسير |
لنا سائس في الحرب من آل بيهس |
|
يحامي علينا في الأمور أمير |
لعمري ولم أمنن بذاك على امرئ |
|
ولي في العدى يوم اللقاء نكير |
لقد علمت علياء غير بأنني |
|
إذ هاب مقدام الرجال جسور |
وإني غداة المرج لم أك زملا |
|
ولا كان لي في العالمين نظير |
ولي موقف يوم الصوامع ذكره |
|
على الدهر باق ما تبلج نور |
٨٢٩٥ ـ يزيد بن عبد الله بن رزيق (٣) أبو خالد القرشي (٤)
روى عن : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب بن شابور.
روى عنه : أحمد بن المعلّى القاضي ، وسليمان بن أيوب بن حذلم (٥) ، وعبد الله بن
__________________
(١) في «ز» : تكثرن.
(٢) في م : الكبار.
(٣) كذا بالأصل : «رزيق» بتقديم الراء ، ورسمها في «ز» ، وم : «زريق» بتقديم الزاي. وفي تهذيب التهذيب ٦ / ٢١٥ زريق أيضا. ونص في تقريب التهذيب على أنها : زريق بتقديم الزاي مصغرا. ونص في الاكمال ٤ / ٤٧ بقوله : وأما رزيق بتقديم الراء ... ويزيد بن عبد الله بن رزيق الدمشقي.
(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٣٦ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢١٥ والاكمال لابن ماكولا ٤ / ٤٧.
(٥) تحرفت في «ز» إلى : حاتم.