تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أبناؤنا (١) أبناءهم ، فقال : «ثكلتك أمك يا زياد بن لبيد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة ، أوليس هؤلاء اليهود والنصارى عندهم التوراة والإنجيل فما ذا أغنى عنهم ، إن الله ليس يذهب بالعلم يرفعه (٢) ولكن يذهب بجملته لا ، قل (٣) : ما قبض الله عالما من هذه الأمة إلّا كان ثغرة في الإسلام لا تسد بمثله إلى يوم القيامة» [١٣٢٤٩].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر (٤) ، أنبأ أبو إسحاق البرمكي ، أنا أبو الحسين (٥) عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي (٦) ، ثنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي (٧) ، ثنا إسحاق بن راهوية ، نا بقية بن الوليد ، حدّثني بحير (٨) بن سعد عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، عن أبي شجرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعائشة ودخل عليها : «أطعمينا» فقالت : ما عندنا طعام ، فقال : «أطعمينا» فقالت : والله ما عندنا طعام ـ ثلاثا ـ فقال أبو بكر يعتذر عنها : والله إن المرأة المؤمنة لا تحلف على أن ليس عندها طعام وهو عندها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان ، فإن النار خلقت للسفهاء ، وإن النساء أسفه السفهاء إلّا صاحبة القسط (٩) والسراج».

قال لي بقية : وهي التي تقوم على رأس زوجها توضئه [١٣٢٥٠].

قال : وحدّثني محمّد بن مصفّى ، نا بقية ، نا بحير بإسناده مثله ، ولم يذكر كلام بقية.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع المصقلي (١٠) ، أنبأ ابن منده ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن عيسى بن حبان ، نا نصر بن حمّاد ، نا يعقوب بن إبراهيم ، نا خالد بن العلاء ، عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة قال :

خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جنازة ، وخرج الناس ، فقال الناس خيرا وأثنوا خيرا ، فجاء جبريل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ هذا الرجل ليس كما ذكروا ، ولكنكم شهداء الله في

__________________

(١) شطبت اللفظة من الأصل بخطين فوقها ، وهي مثبتة في «ز» ، وم.

(٢) الأصل وم : يرفع.

(٣) في «ز» : «لاول» مكان : لا ، قل.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : عمير.

(٥) كذا بالأصل وم ، وز : الحسن.

(٦) في م : الزبيدي.

(٧) في «ز» : الفيريابي.

(٨) كذا بالأصل ، وفي م : «يحيى» وفي «ز» : «محمّد».

(٩) القسط : الكوز.

(١٠) في «ز» : المعقلي.

٢٢١

الأرض وأمناؤه على خلقه ، فقد قبل الله قولكم فيه ، وغفر له ما لا تعلمون (١).

قال ابن مندة : غريب لم يكتبه إلّا من هذا الوجه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات (٢) ، وأبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفّر ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس ، أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد (٣) ، نا الحسن بن مكرم بن حسّان ، نا محمّد بن عمر الواقدي ، نا أسامة بن زيد ، عن أبان بن صالح ، عن مجاهد ، عن أبي شجرة ، وهو يزيد بن شجرة ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجنّة مائة درجة ، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلى الجنّة ، فإذا [سألتم](٤) الله الجنّة فسلوه الفردوس» [١٣٢٥١].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي ، نا داود بن سليمان ، نا أبو بدر عبّاد بن الوليد الغبري ، نا الواقدي ، عن أسامة بن زيد الليثي ، عن أبي صالح ، عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة ، عن أبي عبيدة بن الجراح قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في (٥) الجنّة مائة درجة كل درجة كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلى الجنّة ، ووسطها ، وفوقه (٦) عرش الرّحمن ، ومنها تنفجر أنهار الجنّة ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس» [١٣٢٥٢].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا ابن عائذ قال : قال الوليد بن مسلم : سعيد بن عبد العزيز حدّثنا عن عطية بن قيس قال :

خرج بعث من دمشق عليهم سبرة بن فاتك الأسدي ، وبعث من الأردن عليهم رجل من الرها ، فالتقى البعثان بالقلمون (٧) ، فقال الرهاوي لسبرة بن فاتك : لو كان علينا وال واحد

__________________

(١) الإصابة ٣ / ٦٥٨.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : «ثوبان» والتصويب عن «ز» ، وم. قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٣ / أ.

(٣) في «ز» : بن النجاد.

(٤) بالأصل : «سألهم» ثم شطبت ، واستدرك على هامشه : «سألتم» وبعدها صح.

(٥) سقطت من «ز».

(٦) في م : «غرفة».

(٧) القلمون بفتح أوله وثانيه ، راجع معجم البلدان ٤ / ٣٩١.

٢٢٢

كان أجمع لأمرنا ، فأجابه إلى ذلك سبرة ، فقال الرهاوي : إما أن تؤمرني وإما أن أؤمرك ، قال سبرة : فأنت الأمير ، فقال الرهاوي : أفيكم خالد بن الوليد؟ قالوا : نعم ، قال : فإنّي قد أمّرته علينا وعليكم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، وأحمد بن محمّد بن زياد قالا : نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال :

خطبنا يزيد بن شجرة الرهاوي ، وكان معاوية استعمله على الجيوش ، فخطبنا وقال : يا أيها الناس ، اذكروا نعمة الله عليكم ، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم ، إنكم قد أصبحتم عليكم وأمسيتم من بين أحمر وأخضر ، ثم ذكر الحديث (١).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه ، أنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) : ويزيد بن شجرة من الرّهاء بن منبه بن حرب بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد (٣).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، ومحمّد بن عبد الله بن يوسف العمّاني ، قالا : نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : يزيد بن شجرة من أهل الشام ، روى عنه مجاهد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن (٤) قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٥) ؛ ومن الرّهاء بن منبه بن حرب بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد : يزيد بن شجرة ، من ساكني الكوفة ، استشهد ببلاد الروم وهو أمير على جيش سنة ثمان وخمسين.

__________________

(١) الإصابة ٣ / ٦٥٨.

(٢) الخبر في طبقات خليفة بن خياط ص ١٣٧ رقم ٥٠٠.

(٣) راجع جمهرة ابن حزم ص ٤١٢ وتاج العروس «أدد» طبعة دار الفكر.

(٤) كذا بالأصل وم ، وز : أحمد بن المبارك.

(٥) راجع طبقات خليفة بن خياط ص ١٣٧ رقم ٥٠٠.

٢٢٣

[قال ابن عساكر :](١) يزيد بن شجرة الرّهاوي هذا من ساكني الشام ، وكان ينزل الأردن ، وهو صاحب مكة ، كان معاوية وجهه إليها ، قتلته الروم في البحر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري (٢) ، أنا ابن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٣) : في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يزيد بن شجرة الرّهاوي ، قتل هو وأصحابه في البحر سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو العلاء ، أنا البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : قال الواقدي : يزيد بن شجرة ، كان يكنى أبا شجرة ، وقد حدّث عن أبي عبيدة بن الجرّاح ، قال الغلابي : فكان يزيد بن أبي زياد يرفع حديث يزيد بن شجرة ، وقال : يزيد بن شجرة له صحبة.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا ثابت ، أنا الواسطي ، أنا أبو بكر [أنا](٤) الأحوص بن المفضل ، نا أبي (٥) قال : وقد اختلف في يزيد بن شجرة ، فسمعت الواقدي قال : كان يكنى أبا شجرة ، ومنهم من يقول : كانت له صحبة ، وقتل يزيد بن شجرة بالروم وقد وجهه معاوية بن أبي سفيان ليحج بالناس ، ووجه علي بن أبي طالب في تلك السنة ابن عبّاس ، وأمّره على الحجّ ، فتنازعا الأمر ، ثم اصطلحا على شيبة بن عثمان ، فحجّ بالناس.

أخبرنا أبو الغنائم ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) : يزيد بن شجرة الرّهاوي ، له صحبة ، قاله يزيد بن أبي زياد عن مجاهد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) زيد بعدها في «ز» : وحدثنا عمي أبو طالب (بياض ، وكتب على الهامش : مقصوص بالأصل).

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٤٦.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٥) قوله : «نا أبي» سقط من «ز».

(٦) في التاريخ الكبير للبخاري لم أعثر على ترجمة له.

٢٢٤

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) قال (٢) : يزيد بن شجرة الرّهاوي ، شامي ، يقال له صحبة ، روى عنه مجاهد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة : يزيد بن شجرة الرّهاوي.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنبأ أبو الحسين الصيرفي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة : يزيد بن شجرة الرّهاوي ، قال عبد الرّحمن (٣) : أردني ، كبير ، ومنزله الأردن.

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الحطاب (٤) ، أنا أبو الفضل السعدي ، أنبأ عبيد الله بن محمّد العكبري قال : قرئ على أبي القاسم البغوي قال في كتاب أسماء الصحابة : يزيد بن شجرة الرّهاوي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو شجرة يزيد بن شجرة ، عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجرّاح الفهري ، يروي عن أبي الحجّاج مجاهد بن جبر القرشي المكّي عنه ، وحديثه ليس من مخرج صحيح.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : يزيد بن شجرة الرّهاوي قال بعضهم : له صحبة ، ولا يثبت ، روى عنه مجاهد بن جبر من حديث الثوري ، وشعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، وقال يزيد بن أبي زياد عن مجاهد : حدثت عن يزيد بن شجرة (٥).

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : خالد.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧٠.

(٣) قوله : «قال عبد الرحمن».

(٤) تحرفت في «ز» إلى : الخطاب ، بالخاء المعجمة.

(٥) كتب بعدها في «ز» :

٢٢٥

__________________

آخر الجزء السابع والعشرين بعد الخمسمائة يتلوه أخبرنا أبو محمّد بن حمزة قراءة عن أبي زكريا البخاري ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه أخي حسين وابني محمّد وكتب العالم ...... مقصوص بالأصل ...

السنة محدّث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله ابن أخيه أبو منصور عبد الرحمن ابن محمّد بن الحسن والشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن خلف بن كرما الصالحي والأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكناني والشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد وزين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين ابن أبي المضاء بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان والقاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي ذكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد ابن يحيى القرشي وأبو ذكري يحيى بن علي بن مؤمل ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد واسماعيل بن حماد الدمشقي يوسف بن محلى بن إبراهيم وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وبركات ساس قرحا وزين قريون وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وأبو الحسين بن علي بن خلدون وحسن بن محمّد بن محسن الخياط والمهذب أبو عبد الله محمّد بن سيدهم الأنصاري ومحسن بن سراج بن محسن الشاغوري وأبو عبد الله بن الفضل بن الفتح الأنصاري وحسن بن مالان بن حسن الفراء وأبو الحسين بن نعمة الله بن عبد الله الفراس ويوسف بن سليمان بن عبد الله المصري وصديق بن إلياس بن سلامة وأبو القاسم بن سيد بن الحسين وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن الحسين بن علي الشافعي وسمعه غير الورقتين الأوليين أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان وإبراهيم بن مهدي بن علي الشاغوري وسمع نصفه الأول عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان وإبراهيم بن غازي بن سلمان الشاغوري وفارس بن أبي طالب بن نجا وعلي بن نجيم بن أحمد التميمي وعمر بن خضر بن تركيك وعين الدولة بن الكمش بن كمشتكين ورمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني وأبو محمّد بن أبي نصر بن عبد الله البغدادي وسمع نصفه الآخر إسماعيل بن علي بن شجاع ومسرور بن سعد بن علي الواسطي ورافع بن محمّد بن رافع الخزرجي وشعبان بن أبي بكر بن بشتكين وأبو الفضل بن قاسم بن حماد وذلك في يومي الاثنين والخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وخمسمائة بجامع دمشق وصح والحمد لله وحده ه.

سمعنا جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة شيخ الإسلام أبي القاسم بن الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله مصنفه من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ والشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي وأبو العباس أحمد بن نصر بن طعان الطريني ويوسف ابن أبي الفرج بن مهذب وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي وأبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث وأبو عبد الله محمّد بن ميمون بن مالك الأنصاري ومحمّد بن سيدهم بن هبة الله الأنصاري وأبو الحسين هبة الله بن علي بن خلدون وعبد الرّحمن بن طالب بن سبع وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكناني وزكريا بن عثمان بن خالد الموفاني وأبو الثناء محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني ومحمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي وسمع الجزء كله سوى قائمة من آخره عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد وأبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي وأبو بكر ابن عبد الرّحمن بن علي ومؤمن بن عبد الله بن أبي طالب وعبد الخالق بن عبد الله بن مجد اللبودي وأبو

٢٢٦

أخبرنا (١) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (٢) رحمه‌الله قال :

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ قراءة ـ عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

__________________

ـ عبد الله وأبو منصور ابنا أحمد بن محمّد وعلامة بن خليفة بن حمدان وأخوه نعمة وآخرون بقراءة أسمائهم مثبتة في الفرع وسمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري الطريفي وذلك في نوب آخرها يوم الأحد سادس عشر ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين وخمسمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وسلامه.

بلغ من أول الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجل العالم الإمام الأوحد الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة زين الأئمة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده الله ولده بالأصل علي عمره الله والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وابناه أبو الحسن محمّد وأبو الحسين إسماعيل وفتاهم فرج الحبشي والقاضي الأجل العالم الإمام بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله ابن سليمان التنوخي وع ...... بقراءة الفقيه الأجل الأمين شمس الدين أبو القاسم الخضر ابن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي وسمع كل واحد منهما ما قرأه الآخر وسمع الجزء بالقراءتين الشيخ أبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي وأبو سعد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري وأبو الفضل حامد بن علي ابن أحمد الرحبي وأبو الحسن يعلى بن محمّد بن سيدهم الأنصاري الرياحي وأبو محمّد عبد السّلام بن أبي بكر ابن أحمد الشافعي وعبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني وإسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي وهذا خطه وسمع بعضه من سمه له في العقد الذي سمعه في نسخة الفرع في مجلسين آخرهما ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلامه ه.

قرأت هذا الجزء كله على شيخنا الشيخ الإمام الفقيه العالم العامل فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه فيه من عمه مؤلفه والملحق بإجازته منه فسمعه ابن أخيه أبو علي عبد اللّطيف بن الحسن بن محمّد بن الحسن والإمام محب الدين أبو محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي والفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن طاهر الإربلي وأبو بكر محمّد بن محمّد ابن أبي بكر البلخي وأخوه سليمان ومحمّد ويحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري البصري وأبو المعالي عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن صابر السلمي وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن وعبد الواحد بن عبد السيّد بن بركات الصقلي المقدسي وأبو بكر محمّد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي وذلك بجامع دمشق عشية يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلامه ه.

(١) كتب قبلها في «ز» :

الجزء الثامن والعشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الإمام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه‌الله.

سماع ولده الحافظ القاسم بن علي وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.

(٢) تحرفت في م إلى : الحسين.

٢٢٧

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي ، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أنبأ سهل بن بشر ، أنبأ رشأ بن نظيف ، قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال : فأمّا الرّهاوي بالفتح منسوبون إلى قبيلة يزيد بن شجرة الرّهاوي ، يعدّ في الصحابة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : قال : أنا أبو نعيم الحافظ : يزيد بن شجرة ، يعدّ في أهل الشام ، وقيل : الرّهاوي ، حديثه عند مجاهد.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال : وهذا وهم ، يعني ما قاله عبد الغني بن سعيد ، والقبيلة التي ينسب إليها بالضم ، وهو رها بن منبه بن حرب بن علة (١) بن جلد بن مالك بن أدد بن يزيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ، واسمه : عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه‌السلام ، وقال ابن الكلبي في جمهرة (٢) النسب : وولد حرب بن علّة : منبها ، ويزيد ، فولد منبه : رهاء بطن ، فولد رهاء : سليما ، وعبد الله ، فولد سليم : ثوبان وعرما ، وجشما ، وصعبا ، وجذيمة ، ثم ذكر سبأ ، ثم قال : فولد عبد الله بن رهاء : طابخة ، وواهبا ، وسهيما ، وحردا ، وكنانة ، فمن بني سهم : يزيد بن شجرة ، كان شريفا ، هؤلاء بنو منبه بن حرب بن علة ، وهم رهاء.

وكذلك ذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في كتاب النّسب (٣) ، وهكذا ذكره محمّد بن يزيد المبرد ، وهكذا ذكره شباب ، ولست أعرف بين أهل النسب خلافا أنه رهاء بضم الراء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى يقول : يزيد بن شجرة له صحبة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) ضبطت بضم العين وفتح اللام وتخفيفها : علة عن الاكمال ٦ / ٢٦٩.

(٢) في «ز» : ترجمة.

(٣) راجع كتاب النسب لأبي عبيد ص ٣١٩.

٢٢٨

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سمعت أبا زرعة يقول : روى محمّد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى منصور عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة قوله : لا يذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهذا أصح (٢) ، وأخطأ ابن فضيل فيما ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديثه.

أخبرنا (٣) أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : ويقال فيها ـ يعني : سنة ثمان وخمسين ـ يعني قتل يزيد بن شجرة في البحر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : وفيها ـ يعني : سنة تسع وثلاثين ـ بعث معاوية بن أبي سفيان يزيد بن شجرة الرّهاوي ليقيم الحجّ ، فنازعه قثم بن العبّاس ، فسفر بينهما أبو سعيد الخدري وغيره ، فاصطلحا على أن يقيم الحجّ شيبة بن عثمان ، ويصلّي بالناس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ محمّد بن هبة الله ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير : قال الليث : وفي سنة خمسين غزوة ابن قحذم ، وفضالة بن عبيد ، وابن شجرة ، والحصين بن نمير ، حرمه (٥) الأولى ، وفي سنة سبع وخمسين غزوة ابن شجرة ، ويأخذ ابن عوف قرطيشا (٦).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧٠ ـ ٢٧١.

(٢) بالأصل : واضح ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والجرح والتعديل.

(٣) سقط الخبر التالي من «ز» ، وهو موجود في م.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٩٨.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم و «ز».

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، ولم أجدها.

٢٢٩

أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأ أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ ، ثنا الوليد ، حدّثني ـ يعني : ابن علاف ـ عن يزيد بن عبيدة قال : وفي سنة سبع وخمسين شتى يزيد بن شجرة أرض الروم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله محمّد بن إسحاق ، نا محمّد بن يعقوب ، وأحمد بن محمّد بن زياد ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال :

خطبنا يزيد بن شجرة الرّهاوي ، وكان معاوية استعمله على الجيوش ، فخطبنا ، وقال : يا أيها الناس ، اذكروا نعمة الله عليكم ، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم ، إنكم قد أصبحتم عليكم ، وأمسيتم من بين أحمر وأخضر ، ثم ذكر الحديث (١).

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (٢) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمّد بن أبي حامد المقرئ ، وأبو صادق العطّار ، قالوا : ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن مرزوق البصري ـ بمصر ـ نا سعيد بن عامر.

أخبرنا شعبة قال : كتب إلي منصور وقرأته عليه عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة قال : كان يزيد بن شجرة رجلا من رهاء ، وكان معاوية يستعمله على الجيوش ، فخطبنا يوما ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم ، لو ترون ما أرى من بين أحمر وأصفر ومن كل لون ، وفي الرحال ما فيها ، إنه إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنّة وأبواب النار ، فإذا التقى الصفّان فتحت أبواب السماء وأبواب الجنّة وأبواب النار ، وزيّن الحور العين ، فيطلعن ، فإذا أقبل أحدكم بوجهه إلى القتال قلن : اللهم ثبّته ، اللهمّ انصره ، وإذا أدبر احتجبن عنه وقلن : اللهمّ اغفر له ، فأنهكوا وجوه القوم ، فداء لكم أبي وأمي ، فإنّ أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط الله بها عنه خطاياه كما يحط الغصن من ورق الشجر ، وتبتدره (٣) اثنتان من حور العين ، وتمسحان التراب عن وجهه وتقولان : فدانا لك ، ويقول : فدانا لكما ، فيكسى مائة حلة ، لو وضعت بين إصبعي هاتين لوسعتاهما ، ليست من نسيج بني آدم ، ولكنها من ثياب الجنّة ،

__________________

(١) تقدم الخبر بسنده قريبا.

(٢) قوله : «أنا أبو بكر أحمد بن الحسين» مكرر بالأصل.

(٣) الأصل : «وسدرة» وفوقها ضبة ، وفي م : «بندره» والمثبت عن «ز».

٢٣٠

إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وبسماتكم ونجواكم وخلالكم (١) ومجالسكم ، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا فلان ، هذا نورك ، يا فلان لا نور لك ، وإنّ لجهنم جنابا من ساحل كساحل البحر فيه هوامّ ، حيات كالبخاتي ، وعقارب كالبغال الدك (٢) ، أو كالدك البغال ، فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل : اخرجوا إلى الساحل ، فيأخذهم تلك الهوامّ ، شفاههم وجنوبهم ، وما شاء الله من ذلك فيكشطها ، فيرجعون ، فيبادرون إلى معظم النار ، ويسلّط عليهم الجرب ، حتى إن أحدهم ليحكّ جلده حتى يبدو العظم ، فيقال : يا فلان ، هل يؤذيك هذا؟ فيقول : نعم ، فيقال له : ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين.

أخبرنا أبوا (٣) الحسن الفقيهان ، قالا : أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا علي بن حرب ، نا محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي ، ثنا يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد قال :

قام يزيد بن شجرة في أصحابه فقال : أيها الناس إنّها قد أصبحت عليكم وأمسيت من بين أخضر وأصفر وأحمر ، وفي البيوت ما فيها ، فإذا لقيتم العدو غدا فقدما قدما ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما تقدم رجل خطوة إلّا اطلع عليه الحور العين ، فإذا تأخر استترن منه ، فإذا استشهد كانت أول نضحة من دمه كفّارة لخطاياه ، وتنزل إليه اثنتان من الحور العين تنفضان عنه التراب ، وتقولان : مرحبا ، فداؤنا لك ، ويقول : مرحبا ، فدائي لكما».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل قالا : ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٤) ، أنبأ زائدة ، عن منصور ، عن مجاهد قال :

كان يزيد بن شجرة مما يذكرنا فيبكي ، وكان يصدق بكاءه بفعله ، وكان يقول : يا أيها الناس ، اذكروا نعمة الله عليكم ، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم ، لو ترون ما أرى من بين أحمر وأصفر وأبيض وأسود ، وفي الرحال ما فيها ، إن الصلاة إذا أقيمت فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنّة ، وأبواب النار ، وإذا التقى الصفان فتحت أبواب السماء ، وأبواب

__________________

(١) الأصل : وحلالكم ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) يقال : فرس دك إذا كان عريض الظهر قصيرا ، قال : وهي البراذين ، تاج العروس : دكك (طبعة دار الفكر).

(٣) الأصل وم و «ز» : أبو.

(٤) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص ٤٣ رقم ١٣٣ في باب ما جاء في الحزن والبكاء.

٢٣١

الجنّة ، وأبواب النار ، وزيّن الحور العين ، فاطّلعن فإذا أقبل الرجل بوجهه قلن : اللهمّ أعنه ، اللهمّ ثبّته ، وإذا أدبر احتجبن منه ، وقلن : اللهمّ اغفر له ، فأنهكوا وجوه القوم ، فدا لكم أبي وأمي ، ولا تخزوا الحور العين ، فإذا قتل كان أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق عن الشجرة ، وتنزل (١) إليه اثنتان فتمسحان عن وجهه التراب ، وقلن : فدانا (٢) لك ، وقال لهما : فدانا (٣) لكما ، ثم كسي مائة حلة ، لو جعلها بين إصبعيه لوسعته (٤) ، ليس من نسيج بني آدم ، ولكن من نبت الجنّة.

رواه الزهري عن يزيد بن شجرة ، فزاد في إسناده رجلا ورفعه.

حدّثناه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو حامد (٥) الأزهري ، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنبأ أبو حامد بن الشّرقي (٦) ، ثنا محمّد بن يحيى ، ثنا سعد (٧) بن عبد الحميد ، أنا عبّاس بن الفضل الأنصاري ، عن القاسم بن عبد الرّحمن الأنصاري ، عن الزهري ، عن يزيد بن شجرة عن جدار (٨) قال :

غزونا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلقينا عدونا ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيّها الناس ، إنكم قد أصبحتم عليكم من الله نعم بين خضراء وصفراء وحمراء ، وفي البيوت (٩) ما فيها ، فإذا لقيتم عدوكم فقدما قدما ، فإنه ليس منكم أحد يحمل في سبيل الله إلّا نزل عليه اثنتان من الحور العين ، فإذا حمل استترتا (١٠) منه ، فإذا استشهد فأول قطرة تقع من دمه يكفر الله عنه بها كلّ خطيئة له ، يجيئان فيجلسان عند رأسه يمسحان عن وجهه التراب تقولان : يا مرحبا ففدانا (١١) لك ، ويقول هو : يا مرحبا ، ففدانا (١٢) لكما.

__________________

(١) الأصل وم و «ز» : نزل ، والمثبت عن الزهد والرقائق.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «فداؤنا» وفي الزهد : «قد أنى».

(٣) كذا بالأصل ، وم ، وفي «ز» : فداؤنا ، وفي الزهد : لقد أنى.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : لوسعتاها.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمّد.

(٦) تحرفت في الأصل إلى : الشرفي ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ١ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧ في ترجمة جدار الأسلمي ، من طريق أبي معاذ الحكمي سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، وهو ما أثبت ، وبالأصل و «ز» : «سعيد» والتصويب عن م وأسد الغابة.

(٨) الأصل : حدار ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وأسد الغابة.

(٩) في أسد الغابة : الرحال.

(١٠) الأصل : «استبدا» وفي «ز» : «اسنندا» وفي م : «اسندا» والمثبت عن أسد الغابة.

(١١) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فداؤنا ... ففداؤنا» وفي م : «فقدانا» .. «فقداتا» وفي أسد الغابة : قدآن ... قدآن.

(١٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فداؤنا ... ففداؤنا» وفي م : «فقدانا» .. «فقداتا» وفي أسد الغابة : قدآن ... قدآن.

٢٣٢

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزراد (١) ، ثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال : قال : أبي سعد بن إبراهيم : ثم سار معاوية إلى دجلة سنة تسع وثلاثين ، وبعث [علي](٢) عبد الله بن العبّاس على الموسم ، وبعث معاوية يزيد بن شجرة الرّهاوي ... (٣) على الإمرة على الموسم ، فأمّرا شيبة بن عثمان.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال الواقدي : فيها ـ يعني : سنة ثمان (٤) وخمسين ـ قتل (٥) يزيد بن شجرة في البحر في السفن ، وذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد الله ، عن محمّد بن سعد ، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) : وفيها ـ يعني : سنة خمس وخمسين ـ غزا يزيد بن شجرة الرّهاوي ، فقتل ، وقال بعضهم : لم يقتل في هذه الغزاة قتل بعد ذلك ، في سنة ثمان وخمسين (٧) ، ثم قال خليفة (٨) : وفيها ـ يعني : سنة ثمان وخمسين ـ غزا يزيد بن شجرة الرّهاوي فأصيب هو وأصحابه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة ثمان وخمسين مات يزيد بن شجرة الرّهاوي.

٨٢٨٩ ـ يزيد بن شجعة الحميريّ

من أهل دمشق. كان في الجيش الذي أمد به معاوية عثمان بن عفّان مع حبيب بن مسلمة ، له ذكر.

__________________

(١) في «ز» : «الرذاد» خطأ.

(٢) سقطت اللفظة من الأصل وم و «ز».

(٣) كلمة غير مقروءة ، ففي الأصل : «فتيان» وفي م و «ز» : «فسار».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : خمس.

(٥) سقطت اللفظة من «ز».

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٣.

(٧) قوله : «في سنة ثمان وخمسين» ليس في تاريخ خليفة.

(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٥.

٢٣٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي حارثة ، وأبي عثمان قالا :

لما أتى معاوية الخبر أرسل إلى حبيب بن مسلمة الفهري ، فقال : إن عثمان قد حصر ، فأشر عليّ برجل ينفذ لأمري ولا يقصّر ، فقال : ما أعرف ذلك غيري ، فقال : أنت لها ، فأشر عليّ برجل أبعثه (١) على مقدمتك لا يتهم رأيه ولا نصيحته ، وعجّله في سرعان الناس ، قال : أمن جندي أم من غيرهم؟ فقال : من أهل الشام ، فقال : إن أردته من جندي أشرت به عليك ، وإن كان من غيرهم فإنّي أكره أن أغرّك بمن لا علم لي به ، فقال : فهاته من جندك ، قال : يزيد بن شجعة الحميريّ ، فإنه كما تحبّ ، فإنهم لفي ذلك إذ قدم الكتاب بالحصر. فدعاهما ثم قال لهم : النجاء سيرا فأغيثا أمير المؤمنين ، وتعجّل أنت يا يزيد ، وإن قدمت يا حبيب وعثمان حيّ فهو الخليفة ، والأمر أمره ، فانفذ لما يأمرك به ، وإن وجدته قد قتل فلا تدعنّ أحدا أشار إليه ولا أعان (٢) عليه إلّا قتلته (٣) ، وانح أتاك شيء قبل أن يصل فأقم ، حتى أرى من رأيي ، وبعث يزيد بن شجعة ، فأمضاه على المقدمة ، في ألف فارس على البغال ، يقودون الخيل معهم الإبل ، عليها الروايا ، وأتبعهم حبيب بن مسلمة ، وهو على الناس.

٨٢٩٠ ـ يزيد بن شرحبيل بن السّمط الكندي الحمصي

أحد وجوه أهل الشام.

غزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية سنة خمسين ، له ذكر.

٨٢٩١ ـ يزيد بن شريح الحضرميّ الحمصيّ (٤)

سمع أبا حي المؤذن.

وروى عن ثوبان ، وأبي أمامة الباهلي ، وكعب بن ماتع الخير ، وعائشة أم المؤمنين.

روى عنه : حبيب بن صالح ، ومحمّد بن الوليد الزبيدي ، وأبو الزاهرية حدير بن

__________________

(١) في «ز» : أثبته.

(٢) في «ز» : أغار.

(٣) قوله : «إلّا قتلته» مكانه بياض في «ز».

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٢٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢١٢ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٤١ والجرح والتعديل ٩ / ٢٧١ وميزان الاعتدال ٤ / ٤٢٩.

٢٣٤

كريب (١) ، والسفر بن نسير (٢) الأزدي ، وثور بن يزيد الكلاعي ، ويزيد بن أيهم أبو رواحة الحمصيّ ، وقدم دمشق ، وبها سمع من كعب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو (٣) قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا العبّاس بن محمّد الدوري ، نا زيد بن حباب العكلي ، نا معاوية بن صالح ، حدّثني السفر بن نسير (٤) الأزدي ، عن يزيد بن شريح الحضرميّ ، عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أمّ الرجل القوم فلا يختص بدعاء دونهم ، فإن فعل فقد خانهم ، ولا يدخل عينه في بيت قوم بغير إذنهم ، فإن فعل فقد خانهم» [١٣٢٥٣].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي ، وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالا : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة ، نا حرملة.

ح وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنبأ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، أنا عبد الله بن محمّد بن زياد ، ثنا بحر بن نصر.

ح وأخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن بيان ، قال : أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم ، أنا عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم ، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم ، ثنا بحر بن نصر الخولاني قالا : أنا ابن وهب ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن السفر بن نسير ، عن يزيد بن شريح الحضرميّ ، عن أبي أمامة ـ زاد بحر : الباهلي ـ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :

«لا يأتي أحدكم الصلاة وهو حقن (٥) حتى يتخفّف ، ومن أدخل عينه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر (٦) ، ومن صلّى بقوم فخصّ نفسه بدعوة من دونهم فقد خانهم» [١٣٢٥٤].

انتهى حديث أبي منصور ، وزاد الآخران : قال السفر (٧) : بينا أحدّث بهذا الحديث في

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم إلى : «الحريب» والتصويب عن تهذيب الكمال.

(٢) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم إلى : بشير ، والتصويب عن تهذيب الكمال.

(٣) في «ز» : عمر.

(٤) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : بشير.

(٥) الحقن والحاقن الذي له بول شديد (تاج العروس).

(٦) دمر : دخل بغير إذن.

(٧) في م : الشعر ، خطأ.

٢٣٥

قوم قال رجل من الأعراب : وأنا سمعت من أبي أمامة الباهلي.

رواه غيره عن يزيد ، فقال : عن أبي حيّ عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان (١) النجّاد ـ ببغداد ـ نا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ، أنبأ يزيد بن هارون ، أنا أصبغ بن زيد ، نا منصور ، عن ثور بن يزيد ، عن يزيد بن شريح ، عن أبي حي المؤذّن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يحلّ لرجل أو لامرئ أن يصلّي وهو حاقن حتى يتخفف ولا يحلّ لامرئ مسلم أن يؤم قوما إلّا بإذنهم (٢) ، ولا يخصّ نفسه بدعوة دونهم ، فإن فعل فقد خانهم ، ولا يحلّ لامرئ مسلم أن ينظر في قعر بيت فإن نظر فقد دمر ـ أو قال : فقد دخل ـ» [١٣٢٥٥].

ورواه غيره عن يزيد عن أبي حيّ ، عن ثوبان.

أخبرناه أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا ، أنا أحمد بن سلمان (٣) ، ثنا محمّد بن الهيثم ، نا موسى بن أيوب ، نا بقية قال : قال لي شعبة : كيف حدّثك حبيب بن صالح : اردد على اشفنى فقلت : حدّثني حبيب بن صالح عن يزيد بن شريح ، عن أبي حيّ المؤذن ، عن ثوبان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

تابعه إسماعيل بن عيّاش عن حبيب بن صالح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنبأ أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا سليمان بن عمر بن خالد الرقّي ، نا بقية ، عن يزيد بن أيهم ، عن يزيد بن شريح ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا غضبت عائشة وضع يده على منكبها فقال : «اللهمّ اغفر لها ذنبها ، واذهب غيظ قلبها ، وأعذها من مضلّات الفتن» [١٣٢٥٦].

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنبأ نصر بن إبراهيم ـ إجازة ـ إن لم يكن سماعا ، أنا أبو علي الحسن بن جماعة بن عبد الله ببيت [المقدس](٤) قال : قرأت على الشيخ أبي بكر محمّد بن عقيل بن محمّد الفقيه ، نا أبو العبّاس أحمد بن خلف بن محمّد

__________________

(١) تحرفت في م إلى : سليمان.

(٢) في «ز» : بإذنه.

(٣) تحرفت في م إلى : سليمان.

(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

٢٣٦

السنجي ، حدّثني أبي خلف بن محمّد ، نا محمّد بن الفضل ، نا أبو عبد الله السقطي محمّد بن النعمان بن بشير النيسابوري ، نا سليمان بن شرحبيل ، نا ابن عيّاش ـ وهو إسماعيل ـ عن بحير بن سعد الكلاعي ، عن خالد بن معدان ، عن يزيد بن شريح قال :

خرجت أنا وابن عمّ لي نريد الصّلاة في بيت المقدس ، فنزلنا على كعب الأحبار بدمشق ، فقال لي : أين تريد؟ فقلت : أريد إيلياء ، فقال : لا تقل إيلياء ، ولكن قل : بيت المقدس ، صفوة الله من بلاده ، وخيرته وكنزه ومقامه ـ يعني : فيها صفوة الله من عباده ـ منها تبسط الأرض ، وإليها تطوى ، يطلع الله إليها كل صلاة ، فيذرّ عليها رحمته وحنانه ، ثم يذرّ على سائر البلدان. من خرج من بيته لا يعنيه (١) إلّا الصلاة فيه خرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمّه.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأ أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) :

يزيد بن شريح الحضرميّ [عن أبي أمامة وكعب](٣) ، سمع أبا حيّ المؤذّن ، روى عنه حبيب بن صالح ، والزبيدي [والسفر بن نسير ، وأبو الزاهرية ، ومحمّد بن زياد](٤) ، قال عبد الله عن معاوية ، عن السفر بن نسير (٥) ، عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يأتي أحدكم الصلاة وهو حقن» [١٣٢٥٧].

وعن معاوية عن أبي الزاهرية ، عن يزيد بن شريح عن كعب : إذا أراد الله أن يطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم ، أنبأ حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :

__________________

(١) إعجامها مضطرب في الأصل وتقرأ فيه : «يعبثه» ، وفي م : «بغيته» والمثبت عن «ز».

(٢) التاريخ الكبير ٨ / ٣٤١.

(٣) الزيادة للإيضاح عن التاريخ الكبير.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، واستدرك عن التاريخ الكبير.

(٥) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : بشير.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٧١.

٢٣٧

يزيد بن شريح الحضرميّ ، سمع أبا حيّ المؤذّن ، روى عن ثوبان ، وأبي أمامة ، وكعب ، روى عنه حبيب بن صالح ، والزبيدي ، وأبو الزاهرية ، والسفر بن نسير (١) ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد ، ثنا أبو عبد الله الكندي ، ثنا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام :

يزيد بن شريح ، روى عن كعب.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية : يزيد بن شريح الحضرميّ الأكبر ، حمصي ، حفظ عن كعب.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد.

وأخبرنا عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب ـ قراءة ـ أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر ، أنا بكر بن أحمد بن حفص ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : يزيد بن شريح التيمي وهو الأكبر ، حدّث عن كعب.

قرأت في كتاب عمرو بن المهاجر بن حبيب في سجل لهم سجله عبد الأعلى بن عدي البهراني القاضي ، شهد فلان بن فلان ، ويزيد بن شريح الكلاعي وكتب في مستهل ذي القعدة سنة إحدى ومائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن علي بن هبة الله بن جعفر قال (٢) : أما شريح بشين معجمة وحاء مهملة ، يزيد بن شريح ، حمصي ، يروي عن أبي حيّ المؤذّن ، عن ثوبان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله (٣) ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا محمّد بن مصفّى ، نا بقية ، نا حبيب بن صالح ـ وهو

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : بشير.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٧٧ و ٢٨٢.

(٣) قوله : «أنا محمّد بن هبة الله» مكرر بالأصل.

٢٣٨

حسن الحديث ـ عن يزيد بن شريح ، وهو من صالحي أهل الشام ، حضرمي ، عن أبي حيّ المؤذّن ، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، قال : قلت : يعني للدارقطني : يزيد بن شريح عن أبي أمامة؟ قال : حمصي ، يعتبر به (١).

٨٢٩٢ ـ يزيد بن صخر أبي (٢) سفيان بن حرب بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو خالد الأموي (٣)

له صحبة.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا واحدا ، وعن أبي بكر الصدّيق.

روى عنه : أبو عبد الله الأشعري ، وجنادة بن أبي أمية الأزدي.

وشهد حصار دمشق ، ووليها بعد الفتح ، وشهد وقعة اليرموك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، نا أبو الدحداح ، ثنا أبو عامر موسى بن عامر ، نا الوليد بن مسلم ، نا شيبة بن الأحنف الأوزاعي ، نا أبو سلام الأسود ، نا أبو صالح الأشعري ، عن أبي عبد الله الأشعري قال :

صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأصحابه ، ثم جلس في عصابة منهم ، فجاء رجل ، فقام يصلي لا يركع ، وينقر في سجوده ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينظر إليه ، فقال : «ترون هذا لو مات على هذا مات على غير ملة محمّد ، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ، مثل الذي يصلي ولا يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلّا تمرة أو تمرتين ، فما ذا تغنيان عنه ، وأسبغوا الوضوء ، وويل للأعقاب من النار ، أتمّوا الركوع والسجود» [١٣٢٥٨].

قال أبو صالح : فقلت لأبي عبد الله الأشعري : من حدّثك بهذا الحديث؟ قال : أمراء الأجناد : عمرو بن العاص ، وخالد بن الوليد ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، كلّ هؤلاء سمعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٢٩.

(٢) في م : بن ، تصحيف.

(٣) ترجمته في نسب قريش ص ١٢٥ والتاريخ الكبير ٨ / ٣١٧ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٣١٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٩ والإصابة ٣ / ٦٥٦ وأسد الغابة ٤ / ٧١٥ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٨ وطبقات خليفة ص ٣٩ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٥ والجرح والتعديل ٩ / ٢٧١.

٢٣٩

رواه غيره عن الوليد ، فلم يذكر فيه يزيد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، ثنا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب (١) ابن عبد الله قال : يزيد بن أبي سفيان ، ولّاه أبو بكر الصدّيق ربع أجناد الشام ، مات في زمن عمر بن الخطّاب ، واستخلف على عمله معاوية أخاه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن أنا محمّد بن أحمد ، أنا عمر بن أحمد ، ثنا خليفة قال (٢) : أبو سفيان : وابناه يزيد ومعاوية ابنا أبي سفيان ، مات يزيد في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ، وأمّه هند بنت حبيب بن نوفل بن غنم بن فهر بن كنانة بن خزيمة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (٣) :

ويزيد بن أبي سفيان ولّاه أبو بكر الصدّيق ربع أجناد الشام ، ومات في زمن عمر بن الخطّاب ، واستخلف على عمله أخاه معاوية ، وأمّه زينب بنت نوفل بن خلف بن قوالة (٤) بن حذيفة بن طريف بن علقمة ـ وعلقمة الذي يقال له : جذل الطعان ـ بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة ، وأخواه لأمّه : عمرو (٥) بن أمية ، وكثنة بنت أمية بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس ، وكانت كثنة بنت أمية عند معاوية بن أبي سفيان ، ومن قبل ما استعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يزيد بن أبي سفيان على صدقة أخواله بني فراس بن غنم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو علي بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٦) في الطبقة الرابعة :

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : سمعت ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٩.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٢٥ ـ ١٢٦.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي نسب قريش : فوالة.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي نسب قريش : عمر.

(٦) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦.

٢٤٠