أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
أتغضب أن يقال أبوك عفّ |
|
وترضى أن يقال أبوك زاني |
فأشهد أن رحمك من زياد |
|
كرحم الفيل من ولد الأتان |
وأشهد أنها ولدت زيادا |
|
وصخر من سمية غير دان |
قال : لا ، والذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا. قال : أفلم تقل :
وأشهد أن أمك لم تباشر |
|
أبا سفيان واضعة القناع |
في أشعار كثيرة هجوت بها بني زياد ، اذهب ، فقد عفوت عنك ، وعن جرمك ، فانظر أيّ أرض شئت ، فانزل ، فنزل الموصل ، ثم ارتاح إلى البصرة ، فقدمها ، فنزل على عبيد الله فأمنه ، ولم يزل عبيد الله واليا على البصرة حتى مات معاوية بدمشق سنة ستين ، وهو ابن ثمان وسبعين [سنة](١) وقد قيل ابن خمس وسبعين ، وقد قيل : إنّ الذي أطلقه يزيد بن معاوية.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب : قال (٢) محمّد بن خلف في روايته عن أحمد بن الهيثم ، عن المدائني ، وعن العمري عن لقيط بن بكير.
أن ابن مفرّغ لما طال حبسه وبلاؤه ركب طلحة الطلحات إلى الحجاز ولقي قريشا ـ وكان ابن مفرع حليفا لبني أمية ـ فقال لهم طلحة : يا معشر قريش ، إنّ أخاكم وحليفكم ابن مفرّغ قد ابتلي بهذه (٣) الأعبد من بني زياد ، وهو عديدكم ، وحليفكم ، ورجل منكم ، وو الله ما أحبّ أن يجري الله عافيته على يدي دونكم ، ولا أفوز بالمكرمة (٤) في أمره ، وتخلوا (٥) منها ، فانهضوا بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية ، فإنّ أهل اليمن قد تحركوا بالشام ، فركب خالد بن عبد الله بن أسيد ، وأميّة بن عبد الله أخوه ، وعمر بن عبيد الله بن معمر ، ووجوه خزاعة وكنانة ، وخرجوا إلى يزيد ، فبينا هم يسيرون ذات ليلة إذ سمعوا راكبا يتغنّى في سواد الليل بقول ابن مفرّغ (٦) :
إن تركي ندى سعيد بن عثما |
|
ن بن عفان ناصري وعديدي |
__________________
(١) زيادة عن «ز».
(٢) الخبر في الأغاني ١٨ / ٢٧٢.
(٣) بالأصل : «من هذه» والمثبت عن «ز» ، وم والأغاني.
(٤) الأصل وم و «ز» : «بالمكروه» والمثبت عن الأغاني.
(٥) الأصل وم و «ز» : «وتخلون» والمثبت عن الأغاني.
(٦) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٣ والثلاثة الأول في الشعر والشعراء ص ٢١٠.
واتباعي أخا الضراعة واللؤ |
|
م لنقض وفوت شأو بعيد |
قلت والليل مطبق بعراه (١) : |
|
ليتني مت قبل ترك سعيد |
ليتني متّ قبل تركي أخا النج |
|
دة والحزم والفعال السديد (٢) |
عبشمي أبوه عبد مناف |
|
فاز منها بتاجها المعقود |
ثم جود لو قيل : فيه مزيد؟ |
|
قلت للسائلين : ما من مزيد |
قل لقومي لدى الأباطح من آ |
|
ل لؤي بن غالب ذي الجدود |
سامني بعدكم دعي زياد |
|
خطة الغادر اللئيم الزهيد |
كان ما كان في الأراكة واجت |
|
بّ ببرد سنام عيسى وجيدي (٣) |
أوغل العبد في العقوبة والشت |
|
م وأودى بطارفي وتليدي |
فارحلوا في حليفكم وأخيكم |
|
نحو غوث المستصرخين يزيد |
فاطلبوا النصف من دعيّ زياد |
|
وسلوني بما ادّعيت شهودي |
والأراكة : جارية ، ويرد : غلام كانا له فباعهما (٤) ابن زياد في ديون لحقته ، قال : فدعا القوم بالراكب ، فقالوا له : ما هذا الذي سمعناه منك تغني به؟ قال : هذا قول رجل ، والله ، إنّ أمره لعجب ، رجل ضائع بين قريش واليمن ، وهو رجل الناس. قالوا : ومن هو؟ قال : ابن مفرّغ ، قالوا : ما رحلنا إلّا فيه ، وانتسبوا له ، فضحك ، وقال : أفلا أسمعكم من قوله أيضا شيئا آخر؟ قالوا : بلى والله ، فأنشدهم قوله (٥) :
لعمري لو كان الأسير ابن معمر |
|
وصاحبه أو شكله (٦) ابن أسيد |
ولو أنهم نالوا أمية أرقلت (٧) |
|
براكبها الوجناء (٨) نحو يزيد |
فأبلغت عذرا في لؤي بن غالب |
|
وأتلفت فيهم طارفي وتليدي |
فإن لم يغيرها الإمام بحقها |
|
عذلت إلى شمّ شوامخ صيد |
__________________
(١) في «ز» : بغزاة.
(٢) في م و «ز» : الشديد.
(٣) الأصل وم و «ز» : «عيشي وجودي» والمثبت عن الأغاني.
(٤) بالأصل وم : «فباعهما عليه ابن زياد» والمثبت عن «ز».
(٥) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٤.
(٦) في «ز» : «سكله» وفوقها ضبة ، وفي م : وصاحبه ومشكله.
(٧) تحرفت بالأصل إلى : «ان قلت» والمثبت عن «ز» ، وم ، وأر قلت : أسرعت ، والإرقال : ضرب من الخبب.
(٨) الوجناء : الناقة الشديدة.
فناديت فيهم دعوة يمنية |
|
كما كان آبائي دعوا وجدودي |
ودافعت حتى أبلغ الجهد عنهم |
|
دفاع امرئ في الخير غير زهيد |
فإن لم تكونوا عند ظني بنصركم |
|
فليس لها غير الأغرّ سعيد |
بنفسي وأهلي ذاك حيّا وميتا |
|
نضار وعود المرء أكرم عود |
فكم من مقام في قريش كفيته |
|
ويوم يشيب الكاعبات شديد |
وخصم تحاماه لؤي بن غالب |
|
شببت له ناري فهاب وقودي |
وخير كثير قد أفأت عليكم |
|
وأنتم رقود أو شبيه رقود |
قال : فاسترجع القوم لقوله ، وقالوا : والله لا نغسل رءوسنا في العرب إن لم تستقلها بفكه ، فأغذّ القوم السير حتى قدموا الشام.
وبعث ابن مفرّغ رجلا من بني الحارث بن كعب فقام على سور حمص فنادى بأعلى صوته الحصين بن نمير ـ وكان والي حمص ـ بهذه الأبيات ، وكان عظيم الجبهة (١) :
أبلغ لديك بني قحطان قاطبة |
|
عضت بأير (٢) أبيها سادة اليمن |
أمسى دعي زياد فقع قرقرة (٣) |
|
يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن |
والحميري طريح وسط مزبلة |
|
هذا لعمركم غبن من الغبن |
والأجبه (٤) ابن نمير فوق مفرشه |
|
يرنو إلى أحور العينين ذي غنن (٥) |
قوموا فقولوا : أمير المؤمنين لنا |
|
حق عليك ومنّ ليس كالمنن |
فاكفف دعي زياد عن أكارمنا |
|
ما ذا يريد على الأحقاد والإحن |
فاجتمعت اليمانية إلى حصين وعيّروه بما قاله ابن مفرّغ ، فقال الحصين : ليس لي رأي دون يزيد بن أسيد ، ومخرمة بن شرحبيل ، فأرسل إليهما فاجتمعوا في منزل الحصين ، فقال لهما الحصين (٦) : اسمعا ما أهدى إليّ شاعركم ، وقاله لكم في أخيكم ـ يعني نفسه ـ وأنشدهم ، فقال يزيد بن أسد ، فإني قد جئتكم والله بأعظم من هذا ، في قوله فيما صنع به :
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٥ والأول والثاني في الشعر والشعراء ص ٢١٣.
(٢) بالأصل وم و «ز» : «بابن» والمثبت عن الأغاني والشعر والشعراء.
(٣) في «ز» : «قرة» وفوقها ضبة.
(٤) الأجبه : العظيم الجبهة.
(٥) الغنن : جمع غنة ، الصوت من اللهاة والأنف.
(٦) سقطت من «ز».
وما كنت حجاما ولكن أحلّني |
|
بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل |
فقال الحصين : والله لقد أساء إلينا أمير المؤمنين في صاحبنا مرتين ، إحداهما أنه هرب إليه فلم يجزه ، والأخرى أنه أمر بعذابه (١) غير مراقب لنا فيه وقال يزيد بن أسد : إني لأظن أن طاعتنا سوف تفسد ، ويمحوها ما صنع بابن مفرغ ، ولقد تطلّع من نفسي شيء ، للموت أحب إليّ منه. وقال مخرمة بن شرحبيل : أيها الرجلان ـ اعقلا فإنه لا معاوية لكما ، واعرفا أن صاحبكما لا تقدح فيه الغلظة ، فاقصدا التضرع فركب القوم إلى دمشق وقدموا على يزيد بن معاوية ، وقد سبقهم الرجل ، فنادى بذلك الشعر يوم الجمعة على درج [مسجد](٢) دمشق ، فثارت اليمانية وتكلموا ، ومشى بعضهم إلى بعض ، وقدم وفد القرشيين في أمره مع طلحة الطلحات ، فسبقوا (٣) القرشيين ، ودخلوا على يزيد ، فتكلم الحصين بن نمير وذكر بلاءه وبلاء قومه وطاعتهم وقال : يا أمير المؤمنين ، إن الذي أتاه ابن زياد إلى صاحبنا لا قرار عليه ، قد سامنا عبيد الله وعباد خطة خسف ، وقلّدانا قلادة عار ، فأنصف كريمنا (٤) من صاحبه ، فو الله لئن قدرنا لنعفونّ ، وإن ظلمنا لننتصرن (٥).
وقال يزيد بن أسد : يا أمير المؤمنين ، إنا لو رضينا بمثلة ابن زياد بصاحبنا ، وعظيم ما انتهك منه ، لم يرض الله بذلك ، ولئن تقرّبنا إليك بما يسخط الله لباعدننا الله منك ويمانيتك (٦) قد نفرت لصاحبها نفرة طار غرابها ، وما أدري متى تقع ، وكل نائرة (٧) نقدح في الملك ، وإن صغرت لم يؤمن أن تكبر ، وإطفاؤها خير من إضرامها ولا سيما إذا كانت في أنف لا يجدع ، ويد لا تقطع ، فأنصفا من ابني (٨) زياد.
وقال مخرمة بن شرحبيل وكأن مثالها عظيم الطاعة في أهل اليمن : إنه لا يد تحجزك عن هواك دون الله ، ولو مثّلت بأخينا وتوليت ذلك منه بنفسك لم يقم فيه قائم ، ولم يعاتبك فيه معاتب ، ولكن ابني زياد استخفا بما يثقل عليك من حقنا ، وتهاونا بما تكرمه منا ، وأنت
__________________
(١) في «ز» : أنه أمن بعد أبيه.
(٢) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن الأغاني.
(٣) في «ز» : فشيعوا.
(٤) بالأصل : «فاتصف كرهنا» والمثبت عن «ز» ، وم ، والأغاني.
(٥) الأصل : «لننتفرن» وفي «ز» : «لننعرف» وفوقها ضبة.
(٦) بالأصل وم و «ز» : «وما بينك» تصحيف ، والمثبت عن الأغاني.
(٧) بدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة.
(٨) الأصل و «ز» وم : ابن ، والمثبت عن الأغاني.
بيننا وبين الله ، ونحن بينك وبين الناس ، فأنصفنا من صاحبيك ولينفعنا بلاؤنا عندك.
فقال يزيد : إن صاحبكم أتى عظيما : نفى زيادا عن أبي سفيان ، ونفى عبادا وعبيد الله عن زياد وقلدهم طوق الحمامة ، وما شجعه على ذلك إلّا نسبه فيكم ، وحلفه في قريش ، فأما إذا بلغ الأمر ما أرى ، وأشفى بكم على ما أشفى ، فهو بكم ، وعليّ رضاكم.
قال : وانتهى القرشيون إلى الحاجب ، فاستأذن لهم ، وقال لليمانيين : قد أتتكم (١) برى (٢) الذهب من أهل العراق. فدخلوا فسلموا والغضب يثير في وجوههم ، فظن يزيد الظنون ، وقال لهم : ما لكم؟ انفتق فتق أم حدث حدث فيكم؟ قالوا : لا ، فسكن.
فقال طلحة الطلحات : يا أمير المؤمنين ، ما كفى العرب ما لقيت من زياد حتى استعملت عليها ولده ، يستثيرون لك أحقادها ، ويبغضونك إليها ، إن عبيد الله وأخاه أتيا إلى ابن مفرغ ما قد بلغك ، فأنصفنا منهما إنصافا تعلم العرب به أن لنا منك خلفا من أبيك ، فو الله لقد خبأ لك فعلهما خبئا عند أهل اليمن لا نحمده لك ، ولا تحمده لك.
وتكلم خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد (٣) فقال :
يا أمير المؤمنين إن زيادا ربّي في شر حجر ، ونشأ في أخبث نشوء ، فأثبتم نصابه في قريش ، وحملتموه على رقاب الناس ، فوثب ابناه على أخينا وحليفنا وحليفك ، ففعلا به الأفاعيل التي بلغتك وقد غضبت له قريش الحجاز ويمن الشام ممن لا أحب لك والله غضبه فأنصفنا من ابني زياد.
وتكلم أخوه أمية بنحو مما تكلم به أخوه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، والله لا أخط رحلي ، ولا أخلع ثياب سفري أو تنصفنا من ابني زياد ، أو تعلم العرب أنك قد قطعت أرحامنا ووصلت ابني زياد بقطيعتنا ، وحكمت بغير الحق لهم علينا.
وقال ابن معمر : يا أمير المؤمنين إن ابن مفرغ طالما ناضل عن عرضك وعرض أبيك وأعراض قومك ، ورمى عن جمرة أهلك وقد أتى بنو زياد فيه ما لو كان معاوية حيّ لم يرض به ، وهذا رجل له شرف في قومه ، وقد نفروا له نفرة لها ما بعدها فأعتبهم وأنصف الرجل ولا تؤثر مرضاة ابني زياد على مرضاة الله جل وعلا.
__________________
(١) في «ز» : «مدا؟؟؟ كم» وفوقها ضبة.
(٢) في «ز» : «بربى» وفوقها ضبة.
(٣) الأصل وم و «ز» : أسد.
فقال لهم يزيد : مرحبا لكم وأهلا ، والله لو أصابه ابني بما ذكرتم لأنصفته منه ، ولو رحلتم في جميع ما تحيط به العراق لوهبته لكم وما عندي إلّا إنصاف المظلوم ، ولكن صاحبكم أسرف على القوم. وكتب يزيد ببناء داره ، ورد ماله وتخلية سبيله ، وأن لا أمرة لأحد من بني زياد عليه ، وقال : لو لا أن في القود بعد ما جرى منه فسادا في الملك لأقدته من عباد.
وسرّح يزيد رجلا من حمير يقال له خمخام ، وكتب معه إلى عباد [بن زياد :] نفسك نفسك أن تسقط من ابن مفرغ شعرة فأقيدك والله به ، ولا سلطان لك ولا لأحذ غيري عليه. فجاء خمخام حتى انتزعه جهارا من الحبس بمحضر من الناس ، وأخرجه. قالوا : فلما دخل على يزيد قال له : يا أمير المؤمنين ، اختر مني خصلة من ثلاث خصال ، في كلها لي فرج ، إما أن تقيدني من ابن زياد ، وإما أن تخلّي بيني وبينه ، وإما أن تقدمني فتضرب عنقي.
فقال له يزيد : قبح الله ما اخترته وخيّرتنيه ، أما القود من ابن زياد ، فما كنت لأقيدك من عامل كان عليك ، ظلمته ، وشتمت عرضه وعرضي معه ، وأما التخلية بيني وبينه ، فلا ، ولأيم الله ، ما كنت لأخلي بينك وبين أهلي ، تقطع أعراضهم : وأما ضرب عنقك فما كنت لأضرب عنق مسلم من غير أن يستحق ، ولكني أفعل ما هو خير لك ، مما اخترت لنفسك ، أعطيك ديتك ، فإنهم كانوا عرّضوك للقتل واكفف عن ولد زياد ، فلا يبلغني أنك ذكرتهم ، وانزل أيّ البلاد شئت ، وأمر له بعشرة آلاف درهم. فخرج حتى أتى الموصل ، فأقام بها ما شاء الله ؛ وذكر الحديث.
[أخبرنا (١) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري الزاز (٢) ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (٣) بن راشد الختّلي ، وأنا أسمع ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد بن شعيب الجمحي ، نا أبو عبد الله محمّد بن سلّام بن عبيد الله بن زياد بن عبيد الله (٤) الجمحي قال (٥) : في الطبقة السابعة من الشعراء
__________________
(١) الخبر التالي سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» بين معكوفتين ، وهو مضطرب في م.
(٢) في م : البزار.
(٣) في «ز» : سالم ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٤) قوله : «بن عبيد الله» سقط من م.
(٥) طبقات الشعراء للجمحي ص ١٩٣ ـ ١٩٤.
الإسلاميين : يزيد بن ربيعة بن مفرغ بن مصعب الحميري : حدثني يونس (١) بن حبيب أن يزيد بن ربيعة بن مفرغ كان رجلا من يحصب ، وكان عديدا لبني (٢) أسيد بن أبي العيص بن أمية ، من أهل البصرة ، شريرا هجّاء للناس ، فصحب عباد بن زياد وعباد يومئذ على سجستان عاملا لعبيد الله بن زياد ، وعبيد الله يومئذ على البصرة ، دون الكوفة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، فهجا ابن مفرغ عبّادا ، فبلغه ذلك ، وكان على ابن المفرغ دين ، فأتى عبّاد الديان فاستعدوا عليه ، فبيع ماله في دينه ، فقضى الديان ، وكان فيما بيع علام له يقال [له](٣) برد ، وجارية يقال لها أراكة ، فقال ابن مفرغ (٤) :
أصرمت حبلك من أمامه (٥) |
|
من بعد أيام برامه |
لهفي على الرأي الذي |
|
كانت عواقبه ندامه |
تركي سعيدا ذا الندى |
|
والبيت ترفعه الدعامه |
وتبعت عبد بني علا |
|
ج تلك أشراط القيامة |
جاءت به حبشية |
|
سكاء (٦) يحسبها نعامة |
من نسوة سود الوجو |
|
ه ترى عليهم الدمامة (٧) |
وشريت بردا ليتني |
|
من بعد برد كنت هامه |
هامة (٨) تدعو صدى |
|
بين المشقّر واليمامة |
العبد يقرع بالعصا |
|
والحر تكفيه الملامة |
الريح يبقى شجوها |
|
والبرق يلمع (٩) في الغمامه |
ورمقتها فوجدتها |
|
كالضلع ليس لها استقامه |
ثم أقبل يزيد بن مفرغ حتى قدم البصرة ، وكان عبيد الله وافدا على معاوية ، فعرف ابن
__________________
(١) في «ز» : «موسى» خطأ ، والمثبت عن م ، وطبقات الشعراء.
(٢) في م : «عد ... أسيد».
(٣) زيادة عن م.
(٤) الأبيات في طبقات الشعراء ص ١٩٣ والأغاني ١٨ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٤٦.
(٥) في م : أضرمت حملك من لهامه.
(٦) السكاء : الصغيرة الأذنين. والسكك : صغر الأذن ولزوقها بالرأس وقلة إشرافها ، وفي طبقات الشعراء : شكاء.
(٧) في «ز» : ترى عنيزة والدمامة» والمثبت عن م ، وطبقات الشعراء.
(٨) في طبقات الشعراء : «يا هامة» وفي الأغاني : «أو بومة».
(٩) الأغاني : الريح تبكي ... والبرق يضحك.
مفرغ الذي أثر في بني زياد فأتى الأحنف بن قيس التميمي فقال له : أجرني من بني زياد ، قال : إني لا أجير عليهم ، ولكني ألفيك شعراء بني تميم أن تهجوك ، فقال : أما هذا فلا أريد أن تكفينيه ، فأتى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، فقال : أجرني ، فوعده ، وأتى عمر بن عبيد الله (١) بن معمر فوعده ، وأتى طلحة الطلحات فوعده ، وأتى المنذر بن الجارود العبدي فأجاره ، وبلغ عبيد الله الذي كان من هجاء ابن مفرغ عبّادا وهو عند معاوية فقال له ابن مفرغ : قد هجانا فأذن لي في قتله.
فقال معاوية : أما قتله فلا ، ولكن ما دون القتل ، فلما قدم عبيد الله (٢) البصرة لم يكن له همّ إلّا ابن مفرغ ، فسأل عنه ، فقيل له : أجاره ابن الجارود ، وهو في داره ، فأرسل إلى المنذر ، فأتاه ، فلما دخل عليه أرسل عبيد الله الشرط إلى دار المنذر ، فأخذوا ابن مفرغ ، وأتوا به عبيد الله بن زياد ، فلم يشعر به المنذر حتى رآه واقفا عليه وعلى عبيد الله ، فقام المنذر إلى عبيد الله ، فكلمه فيه ، فقال : إني أجرته ، فقال له عبيد الله : يا منذر ليمدحن أباك وليهجون أبي ، وليمدحنك وليهجوني ، لم أرض بذلك ، لا والله ، فخرج المنذر من الدار وحبس ابن المفرغ ، وأسلم إلى الحجامين وهو حيث يقول (٣) :
وما كنت حجاما ولكن أحلني |
|
بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل |
وقال يهجو الذين أجاروه ثم أخفروه :
غدرت جذيمة غدرة مذكورة |
|
طوق الحمامة تعرفون بها ضحى |
سائل بني الجارود أين نزيلهم |
|
أعدى مع العادين يوما أو ثوى |
لا يبعد الجار الذي أسلمتم |
|
زين المجالس والفتى كل الفتى |
لعن الثلاثة منذر وابراسعا (٤) |
|
وطليحة الداعي جهارا للردى |
وأمية الكذاب قال مقالة |
|
كانت منى منه وما يغني المنى |
وقال أيضا :
تركت قريشا لم أجاور فيهم |
|
وجاورت عبد القيس أهل المشقر |
__________________
(١) في «ز» ، وم : «عبد الله» والتصويب عن طبقات الشعراء.
(٢) في «ز» ، وم : عبد الله.
(٣) البيت في طبقات الشعراء ص ١٩٤ والأغاني ١٨ / ٢٦٥.
(٤) كذا رسمها في «ز».
أناس أجاروني فكان جوارهم |
|
أعاصير من فسو العراق المبذر](١) |
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الحربي ، أنا أبو الحسن علي بن عمرو الحريري (٢) ، أنا محمّد بن أحمد بن يوسف الحريري (٣) ، أنا أحمد بن الحارث الخراز (٤) ، أنا أبو الحسن المدائني عن أبي أميّة بن يعلى عن إسماعيل بن حكيم ، وابن يونس العدوي عن رجل شهد فتح القلعة وغيرها.
أن أبا موسى وجّه ناب بن ذي الجرة سنة عشرين وهو محاصر رامهرمز أواخر سنة تسع عشرة في مائتي (٥) راكب ، فأتى قلعة دستمول وهي قلعة ذي الزناق ، وفيها خزائن وسلاح ، فطرقهم ليلا ، وقد شربوا يومهم لعيد كان لهم ، فأمنوا ولم يخافوا ، فدبّ في أربعين رجلا إلى باب الحصن وعليه حرس ، لم يغلقوا الباب لغلبة السكر عليهم ، فقتلوهم ، ودخلوا القلعة ، فوصلوا إلى ذي الزناق ، وقد بدربهم وهم على دهش ، فقاتلوهم فعانق ناب ذا الزناق ، فعضّه ذو الزناق فقطع إصبعه ، فلم يفارقه ناب وصرعه فقتله ، وأعطى الآخر بأيديهم فقتلهم ، وحوى ما في القلعة ، فقال ابن مفرّغ يزيد بن ربيعة يمدح ناب بن ذي الجرة الحميري :
وذو الزناق أتاه في فوارسه |
|
في عصبة قد شروا لله أطياب |
أمامهم ماجد كالسيد يقدمهم |
|
حامي الحقيقة ماض غير مرتاب |
حتى توسّط جمعا بعد ما برزوا (٦) |
|
وقد تواصوا بحراس وحجّاب |
فعانق الكبش منهم حازم بطل |
|
وغودر القوم صرعى بين أبواب |
فكم نماه من الصيد الذين هم |
|
عن الأيام وغايات لمنتاب |
وكم عطايا له ليست مكدرة لا |
|
بل تفيض كفيض المربد الرابي |
قال : وإنّما قيل له : ذو الزناق ، أنه كان إذا ظفر برجل ممن يحاربه ، أو ممن يخافه ، أو ممن قد جنى جناية زنقة ، وكان من فرسانهم وشجعانهم ، وكان اسم ناب عبد الجليل ، ولقبه ناب ، فقدم على أبي بكر فسمّاه عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، قال : حدّثنا ـ وأبو النجم بدر بن عبد الله ،
__________________
(١) من قوله : أخفروه إلى هنا مكانه بياض في م.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجريري.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجريري.
(٤) الأصل : الخزار ، وفي «ز» : الخزاز ، وفي م : «الحران».
(٥) بالأصل وم : مائتين ، والمثبت عن «ز».
(٦) الأصل وم : «برروا» والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : نذروا.
أنبأ ـ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي ، نا أبو علي زاهر بن أحمد بن أبي بكر السرخسي بها ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، قال : سمعت عبد الله بن المعتز يقول يشكو الزمان ثم قال : إنا والله كما قال ابن مفرّغ اليحصبي :
طرب الفؤاد وعاد في أحزاني |
|
وذكرت غفلة باطلي وزماني |
عالجت أياما أشبن ذوائبي |
|
ورميت دهرا غارما ورماني |
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : وأما مشقّر فهو فيما قاله يزيد بن محمّد بن مفرّغ الحميري لغلامه برد حين باعه :
وشريت بردا ليتني |
|
من بعد برد كنت هامه |
هامة تدعو الصدى |
|
بين المشقّر واليمامه |
وفيها يقول :
العبد يقرع بالعصا |
|
والحر تكفيه السلامه |
كذا قال : يزيد بن محمّد بن مفرغ ، وهو خطأ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أنبأ زكريا بن يحيى ، أنشدنا الأصمعي لابن مفرّغ :
شريت بردا ليتني |
|
من قبل برد كنت هامة |
هامة تدعو صدى |
|
بين المشقر واليمامة |
العبد يقرع بالعصا |
|
والحر تكفيه الملامة |
وكان برد غلاما له ندم على شرائه.
[قال ابن عساكر :](١) كذا قال ، وإنما بيع عليه ، وندم على بيعه ، وشريت بمعنى بعت.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطابي ، أخبرني أبو محمّد القرافي (٢) ، نا عبد الله بن شبيب ، نا زكريا المنقري (٣) ، عن الأصمعي قال : باع ابن مفرّغ غلامه بردا فندم ، فقال :
وشريت بردا ليتني |
|
من بعد برد كنت هامه |
_________________
(١) زيادة منا.
(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، وم : «الكرابى».
(٣) في «ز» : المنغري.
هامة تدعو الصدى |
|
بين المشقر واليمامه |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، نا محمّد بن الحكم ، عن عوانة قال :
ولي سعيد بن عثمان بن عفّان فسأل ابن مفرّغ الحميري أن يصحبه ، فأبى ، وصحب عبادا بن زياد إلى سجستان فلقي منه شرا فقال :
يا لهف للأمر الذي |
|
كانت عواقبه ندامه |
تركت سعيدا ذا الندى |
|
والبيت ترفعه الدعامه |
وتبعت عبد بني علا |
|
ج (٢) تلك أشراط القيامه |
جاءت به حبشية |
|
سكاء تحسبها نعامه |
من نسوة شوه الوجو |
|
ه ترى عليهن الدمامه |
وشريت بردا ليتني |
|
من بعد برد كنت هامه |
هامة تدعو الصدى |
|
بين المشقر واليمامة |
العبد يقرع بالعصا |
|
والحر تكفيه الملامة |
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنبأ سهل بن بشر ، أنا علي بن بقاء الورّاق ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم المبارك بن سالم ، أنبأ الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرع ، نا رفيع بن سلمة دماذ أبو عبيدة قال :
لما قتل عبيد الله بن زياد ، وقد كان يزيد بن ربيعة بن مفرغ يسهب في هجو القوم ، فعاتبه الناس على ذلك ، وقالوا له : قد قتل الرجل ، فإن أمسكت عن ذكره كان هو الأحسن بك ، فقال لهم : أعتب إن شاء الله ، فلمّا أصبح في غد ذلك اليوم ، دخل المسجد وتقوض إليه الناس فأنشأ يقول (٣) :
إن الذي عاش ختّارا بذمته |
|
ومات عبدا قتيل (٤) الله بالزاب (٥) |
__________________
(١) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «اللبناني» وبدون إعجام في م.
(٢) بنو علاج : بطن من ثقيف.
(٣) الأبيات الثلاثة الأولى ، والبيت الأخير في (معجم البلدان الزاب ٣ / ١٢٤).
(٤) فوقها ضبة في «ز».
(٥) الزاب : المراد هنا الزاب الأسفل ، وعليه قتل عبيد الله بن زياد ، راجع معجم البلدان (٣ / ١٢٤.
العبد بالعبد لا أصل ولا طرف |
|
ألوت به ذات أظفار وأنياب |
أقول لما أتاني ثم مصرعه |
|
لابن الخبيثة وابن الكودن (١) الكلبي (٢) |
ما شق جيب ولا ناحتك نائحة |
|
ولا بكتك جياد عند أسلاب |
هلا جموع نزار إذ لقيتهم |
|
كنت امرأ من نزار غير مرتاب |
لا من نزار ولا من جذم ذي يمن (٣) |
|
جلمودة ألقيت من بين ألهاب |
إن المنايا إذا حاولن طاغية |
|
هتكن (٤) منه ستورا بعد أبواب |
لا تقبل الأرض موتاهم إذا دفنوا |
|
وكيف تقبل رجسا بين أثواب |
ثم عاهد الله في مجلسه على يهجوهم إلى أن يموت.
بلغني أن ابن مفرغ مات في الطاعون في ولاية مصعب بن الزبير العراق.
٨٢٧٤ ـ يزيد بن زفر الأحمري
روى عن أبيه ، عن مكحول حفر نهر يزيد.
روى عنه : ابنه عبد الله تقدمت روايته.
٨٢٧٥ ـ يزيد بن زياد ، ويقال : ابن أبي زياد القرشي (٥)
من أهل دمشق.
روى عن : الزهري ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وسليمان بن داود الخولاني.
روى عنه : وكيع ، ومحمّد بن ربيعة ، ومروان بن معاوية الفزاري ، ويحيى بن صالح الوحاظي.
وفرق الخطيب بين الذي [روى](٦) عن الزهري وبين الذي روى عن سليمان بن حبيب ، وروى عنه يحيى بن صالح ، وعندي أنهما واحد.
__________________
(١) في «ز» : المؤذن. والكودن : البرذون الهجين.
(٢) في معجم البلدان : النابي.
(٣) على هامش «ز» : «وذي يزن» ، وكتب بعدها صح.
(٤) في معجم البلدان : ولجن من دون أستار وأبواب.
(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣١٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٧ وميزان الاعتدال ٤ / ٤٢٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٦٥ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٩ التاريخ الكبير ٨ / ٣٣٤ الكامل لابن عدي ٧ / ٢٥٩.
(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين (١) بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، قالا : أنا أبو يعلي ، نا يحيى بن أيوب ، نا مروان بن معاوية ، نا يزيد (٢) الشّامي ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة ، لقي الله يوم يلقاه مكتوب على جبهته : آيس من رحمة الله» [١٣٢٢٣].
أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج ، نا يحيى بن أيوب ، نا مروان بن معاوية ، أنا يزيد (٣) الشّامي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوبا على جبهته : آيسا من رحمة الله» [١٣٢٢٤].
وأخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي (٤) ، نا أحمد بن محمّد الأسدي ، نا أبو محمّد محمود بن خداش الطالقاني ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، نا يزيد بن زياد الشّامي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لزوال الدنيا وما فيها أهون على الله من قتل المسلم بغير حقّ» [١٣٢٢٥].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد [محمّد](٥) بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن سعيد البغدادي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن يزيد الشّامي ، عن الزهري ، عن عروة قال : قالت عائشة : قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ، ولا مجلود حدّا ، ولا ذي غمر (٦) على
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : سعيد الشامي.
(٣) راجع الحاشية السابقة.
(٤) تقرأ بالأصل وم : الحرمي ، والمثبت عن «ز».
(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.
(٦) الغمر : الحقد.
أخيه ، ولا مجرّب عليه شهادة زور ، ولا التابع (١) مع أهل البيت (٢) لهم ، ولا الظنين (٣) في ولاء ، ولا قرابة» [١٣٢٢٦].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا حامد بن [محمّد بن](٤) شعيب ، نا داود بن رشيد ، نا محمّد بن ربيعة ، نا يزيد بن زياد الدمشقي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن وجدتم لمسلم مخرجا فخلوا سبيله ، فإن الإمام إن يخطئ في العفو ، خير من أن يخطئ في العقوبة» [١٣٢٢٧].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) : يزيد بن أبي زياد الدّمشقي ، أو ابن زياد ، عن الزهري ، منكر الحديث.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٦) ، نا الجنيدي ، نا البخاري قال : يزيد بن زياد ، أو ابن زياد ، عن الزهري ، سمع منه وكيع ، منكر الحديث.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين المعروف بابن هريسة ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني قال : قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم المامطيري ، حدّثكم أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال : يزيد بن زياد عن الزهري منكر الحديث.
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنبأ حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
__________________
(١) الأصل : «البائع» ومثلها في م ، وبدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة ، والمثبت عن المختصر.
(٢) الأصل : «البينة» وفي م : «السسد» والمثبت عن «ز».
(٣) الظنين : المتهم.
(٤) الزيادة عن «ز» ، وم.
(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٣٤.
(٦) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٩.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :
يزيد بن أبي زياد الدّمشقي ، روى عن الزهري ، روى عنه وكيع ، ومحمّد بن ربيعة.
وقال في موضع آخر (٢) : زيد بن أبي زياد الشّامي ، روى عن الزهري ، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري ، ووكيع بن الجرّاح ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسمعته يقول : هو منكر الحديث [متروك الحديث](٣).
[قال ابن عساكر :](٤) كذا فرّق ابن أبي حاتم بينهما ، وعندي أنهما واحد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف ، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان قال : سمعت أبي يقول : لما حدّثنا وكيع عن يزيد بن زياد الدّمشقي سألت وكيعا عنه فقال : كان هذا رفيعا في أهل الشام في الفقه والصلاح.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني : يحيى بن معين عن يزيد الشّامي عن الزهري من هو يروي عنه مروان بن معاوية؟ فقال : هو يزيد بن سنان أبو فروة ، ليس بشيء.
[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال يحيى ، ووهم فيه إنّما هو يزيد بن زياد.
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنبأ أبو محمّد (٦) ، نا علي بن الحسين بن الجنيد قال : سمعت ابن نمير يقول : يزيد بن زياد الدّمشقي ، الذي روى عنه وكيع ، ليس بشيء ، قال : وسألت أبي عنه فقال : ضعيف الحديث ، كأنّ حديثه موضوع.
قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني : قلت لأبي حاتم الرّازي : ما تقول في يزيد بن زياد عن الزهري؟ فقال : ذاهب الحديث.
__________________
(١) الجرح والتعديل ٩ / ٢٦٢ رقم ١١٠٩.
(٢) الجرح والتعديل ٩ / ٢٦٥ رقم ١١١٥.
(٣) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(٤) زيادة منا للإيضاح.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
(٦) الجرح والتعديل ٩ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
أخبرنا (١) أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى البزّار (٢) ، قالا : أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنبأ علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : يزيد بن زياد متروك الحديث ، يروي عن الزهري.
أنبأنا أبو محمّد المزكّي ، نا عبد العزيز ، أنا ابن الجبّان (٣) ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، أنا سعيد بن عمرو ـ فيما نسخه من كتاب أبي زرعة [الرازي](٤) بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلّم فيهم من المحدّثين : يزيد بن زياد ، روى عن الزهري.
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله ، أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصّمد ، قالوا : أنا عبد الجبّار بن محمّد ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب ، أنا محمّد بن عيسى الترمذي قال : يزيد بن زياد الدّمشقي ضعيف في الحديث ، ويزيد بن زياد الكوفي أثبت من هذا ، وأقدم.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال : وسئل ـ يعني : أبا بكر بن خزيمة ـ عن يزيد بن زياد الشّامي الذي روى عن الزهري ، روى عنه مروان الفزاري ، فقال : لا أعرفه بعدالة ولا جرح.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٥) : وليزيد غير هذين الحديثين ، يعني حديث الزهري ، عن عروة عن عائشة : «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة» ، وحديث الزهري عن سعيد ، عن أبي هريرة : «من أعان على قتل مسلم» ، وكلّ رواياته (٦) مما لا يتابع عليه مقدار ما يرويه.
٨٢٧٦ ـ يزيد بن زياد القرشي البصري
نزيل صور ، قيل إنه دمشقي.
حدّث عن حميد الطّويل.
__________________
(١) أخّر الخبر التالي في «ز» ، إلى ما بعد الخبرين اللذين يليان.
(٢) في «ز» : البزاز.
(٣) في «ز» : الحفاف ، تصحيف.
(٤) الزيادة عن «ز» ، وم.
(٥) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٦٠.
(٦) الأصل وم و «ز» : «روايته» والمثبت : «رواياته» عن ابن عدي.
روى عنه : هاشم [بن سعيد](١) البعلبكي ، وأبو اليمان ، ويحيى بن صالح الوحاظي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي أيوب (٢) الفودكي (٣) ـ إجازة ـ أنا أبو حسّان محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الفقيه ، [أنا](٤) أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الوراق (٥) ، أنبأ سعيد بن هاشم بن مرثد ، نا محمّد بن هاشم البعلبكي ، أنا أبي ، نا يزيد بن زياد الدّمشقي ، عن حميد الطّويل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ، فإن إحداهما بلغة الأخرى ولا تكونوا كلّا على الناس» [١٣٢٢٨].
رواه أبو العبّاس محمّد بن [الحسين بن يونس ، عن محمّد بن](٦) هاشم البعلبكي ، عن أبيه ، عن يزيد بن زياد البصري ، وكان يسكن صور ، فذكر نحوه ، ولعله بصري ، سكن دمشق وصور جميعا ، ويدل على أنه بصري ، روايته عن حميد ، والله أعلم.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا علي بن المحسن التنوخي ، أنا أبو المفضل محمّد بن عبد الله بن محمّد بن همّام الشيباني ، نا محمّد بن الحسين بن يونس أبو العبّاس القاضي ، نا محمّد بن هاشم البعلبكي ، حدّثني أبي هاشم بن سعيد ، عن يزيد بن زياد البصري ، وكان يسكن صور ، عن حميد الطّويل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ، فإنّ الدنيا بلاغ إلى الآخرة» [١٣٢٢٩].
روى يحيى بن صالح الوحاظي عنه هذا الحديث [وقال : حدثنا يزيد بن زياد القرشي :وروى أبو اليمان هذا الحديث](٧) عن شيخ من أهل البصرة ، ولم يسمه عن حميد الطويل](٨) ، عن شيخ من أهل البصرة.
__________________
(١) سقطت من الأصل ، واستدركت اللفظتان عن «ز» ، وم.
(٢) قوله : «بن أبي أيوب» سقط من «ز».
(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «العورنجى» وفي «ز» : «الفرذجي» ولعل الصواب : «الفرزكي» نسبة إلى فرزك ، راجع الأنساب ٣ / ٣٦٤.
(٤) سقطت من الأصل وم.
(٥) قوله : «أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الورّاق» سقط من «ز».
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح وتقويم السند عن «ز» ، وم.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.
(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.
٨٢٧٧ ـ يزيد بن زياد الكلبي
قدري ، ممن قام مع يزيد بن الوليد ، له ذكر.
٨٢٧٨ ـ يزيد بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر العامليّ
أخو عدي بن زيد بن الرقاع ، شاعر مشهور.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد (١) بن محمّد بن معاذ ، أنبأ أحمد بن محمّد الكاتب البغوي ، أنا أبو الطيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى ابن الأعرابي الوشّاء قال : وقال يزيد بن الرقاع ويروى لصالح بن عبد القدّوس :
متى تزد معروفا إلى غير أهله |
|
رزئت فلم تظفر بأجر ولا حمد |
وكتمانك المعروف أول كفره |
|
وإظهاره من شكره لأخي الرفد |
ذكر أبو الفرج الأصبهاني (٢) عن حرمي بن أبي العلاء ، عن الزبير بن بكّار ، عن المدائني قال : وقال يزيد بن الرقاع العامليّ أخو عدي بن الرقاع وكان شاعر أهل الشام :
نحن قتلنا ابن الحواريّ مصعبا |
|
أخا أسد والمذحجي اليمانيا |
يعني ابن الأشتر :
ومرت عقاب الموت منا بمسلم |
|
فأهوت له ظفرا فأصبح هاويا (٣) |
وقال الزبير : ويروى هذا الشعر للبعيث اليشكري ، ومسلم الذي عناه ، هو مسلم بن عمرو الباهلي.
٨٢٧٩ ـ يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ـ ويقال : عصوان ـ العنسيّ ـ
ويقال : السّكسكيّ ـ الدّاراني (٤)
ذكره أبو علي عبد الجبّار بن مهنى في تاريخ داريا ، وذكر فيه أن ولده كانوا بداريا إلى وقت ذكره ، إلّا أنه قلبه فجعله سعيد بن يزيد بن ذي عصوان ، وساق له حديثا عن يحيى بن
__________________
(١) في «ز» : «محمّد بن أحمد» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٢) الخبر والشعر في الأغاني ١٩ / ١٢٦ في خبر مقتل مصعب بن الزبير.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : ثاويا.
(٤) ترجمته في تاريخ داريا ص ٩٧ وسماه سعيد بن يزيد بن ذي عصوان والتاريخ الكبير ٨ / ٣٣٨ والجرح والتعديل ٩ / ٢٦٧.
صالح عنه وسمّاه في الحديث أيضا سعيد بن يزيد ، ووهم في ذلك ، والصواب ما ذكرنا.
روى عن أبي عطاء يزيد بن عطاء ، ويقال : ابن أبي عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، ومدلج بن المقدام ، ومكحول ، وعتبة بن أبي حكيم الهمداني (١) ، وعبادة بن نسيّ.
روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومروان بن محمّد الطاطري ، وإسماعيل بن عيّاش ، ويحيى بن صالح ، وعبد الرّحمن بن أبي سليمان الكوفي.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو حفص بن شاهين ، حدّثني أبي ، نا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا سعيد بن يزيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كان يوم القيامة بعث إلى كلّ مؤمن بملك معه كافر فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن ، هاك هذا الكافر ، فهذا فداؤك من النار» [١٣٢٣٠].
قال ابن شاهين : تفرّد بهذا الحديث يزيد بن سعيد ، عن عبد الملك ، وهو حديث غريب من هذا الوجه ، ويزيد هذا من أهل الشام ، ثقة.
[قال ابن عساكر :](٢) كذا وقع في الحديث سعيد بن يزيد ، وفي الكلام عليه يزيد بن سعيد ، وقد وقع لي هذا الحديث من حديث يحيى بن صالح أعلى من هذا ، وسمّي فيه يزيد بن سعيد.
أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى كل مؤمن ملكا معه كافر ، فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن ، هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار» [١٣٢٣١].
أخبرنا (٣) أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنبأ المؤمل بن الحسن بن عيسى ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا
__________________
(١) في «ز» : الهمذاني.
(٢) زيادة منا.
(٣) الخبر التالي سقط من م.
يحيى بن صالح الحمصي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة [أعطى الله لكل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار ، فقال له (١) : هذا فداؤك من النار» [١٣٢٣٢].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن ، أنا أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين ، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة نا إبراهيم بن سليمان بن أبي داود البرلسي ، نا يحيى بن صالح ، نا يزيد بن سعيد ابن ذي عصوان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ابن أبي موسى ، عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى كل مؤمن ملكا معه كافر ، فيقول الملك للمؤمن : هاك هذا فداؤك من النار» [١٣٢٣٣].
أخبرنا أبو الحسين ابن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني ، نا الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي ، نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن فياض ، نا محمود بن خالد ، نا مروان ، نا يزيد بن سعيد ابن ذي عصوان ، نا عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إذا كان يوم القيامة](٢) بعث الله إلى كلّ مؤمن ملكا معه كافر : يا مؤمن هذا الكافر فداؤك من النار» [١٣٢٣٤].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، قالا : أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، نا يحيى بن صالح الوحاظي.
ح قال : وأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنا أبو سهل بن زياد القطّان ، نا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كان يوم القيامة ، بعث الله إلى كلّ مؤمن بملك (٣) معه كافر ، فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن ، هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار» [١٣٢٣٥].
__________________
(١) كذا في «ز» ، وفي م : يقال.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ملكا.