تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أتغضب أن يقال أبوك عفّ

وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنها ولدت زيادا

وصخر من سمية غير دان

قال : لا ، والذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا. قال : أفلم تقل :

وأشهد أن أمك لم تباشر

أبا سفيان واضعة القناع

في أشعار كثيرة هجوت بها بني زياد ، اذهب ، فقد عفوت عنك ، وعن جرمك ، فانظر أيّ أرض شئت ، فانزل ، فنزل الموصل ، ثم ارتاح إلى البصرة ، فقدمها ، فنزل على عبيد الله فأمنه ، ولم يزل عبيد الله واليا على البصرة حتى مات معاوية بدمشق سنة ستين ، وهو ابن ثمان وسبعين [سنة](١) وقد قيل ابن خمس وسبعين ، وقد قيل : إنّ الذي أطلقه يزيد بن معاوية.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب : قال (٢) محمّد بن خلف في روايته عن أحمد بن الهيثم ، عن المدائني ، وعن العمري عن لقيط بن بكير.

أن ابن مفرّغ لما طال حبسه وبلاؤه ركب طلحة الطلحات إلى الحجاز ولقي قريشا ـ وكان ابن مفرع حليفا لبني أمية ـ فقال لهم طلحة : يا معشر قريش ، إنّ أخاكم وحليفكم ابن مفرّغ قد ابتلي بهذه (٣) الأعبد من بني زياد ، وهو عديدكم ، وحليفكم ، ورجل منكم ، وو الله ما أحبّ أن يجري الله عافيته على يدي دونكم ، ولا أفوز بالمكرمة (٤) في أمره ، وتخلوا (٥) منها ، فانهضوا بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية ، فإنّ أهل اليمن قد تحركوا بالشام ، فركب خالد بن عبد الله بن أسيد ، وأميّة بن عبد الله أخوه ، وعمر بن عبيد الله بن معمر ، ووجوه خزاعة وكنانة ، وخرجوا إلى يزيد ، فبينا هم يسيرون ذات ليلة إذ سمعوا راكبا يتغنّى في سواد الليل بقول ابن مفرّغ (٦) :

إن تركي ندى سعيد بن عثما

ن بن عفان ناصري وعديدي

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) الخبر في الأغاني ١٨ / ٢٧٢.

(٣) بالأصل : «من هذه» والمثبت عن «ز» ، وم والأغاني.

(٤) الأصل وم و «ز» : «بالمكروه» والمثبت عن الأغاني.

(٥) الأصل وم و «ز» : «وتخلون» والمثبت عن الأغاني.

(٦) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٣ والثلاثة الأول في الشعر والشعراء ص ٢١٠.

١٨١

واتباعي أخا الضراعة واللؤ

م لنقض وفوت شأو بعيد

قلت والليل مطبق بعراه (١) :

ليتني مت قبل ترك سعيد

ليتني متّ قبل تركي أخا النج

دة والحزم والفعال السديد (٢)

عبشمي أبوه عبد مناف

فاز منها بتاجها المعقود

ثم جود لو قيل : فيه مزيد؟

قلت للسائلين : ما من مزيد

قل لقومي لدى الأباطح من آ

ل لؤي بن غالب ذي الجدود

سامني بعدكم دعي زياد

خطة الغادر اللئيم الزهيد

كان ما كان في الأراكة واجت

بّ ببرد سنام عيسى وجيدي (٣)

أوغل العبد في العقوبة والشت

م وأودى بطارفي وتليدي

فارحلوا في حليفكم وأخيكم

نحو غوث المستصرخين يزيد

فاطلبوا النصف من دعيّ زياد

وسلوني بما ادّعيت شهودي

والأراكة : جارية ، ويرد : غلام كانا له فباعهما (٤) ابن زياد في ديون لحقته ، قال : فدعا القوم بالراكب ، فقالوا له : ما هذا الذي سمعناه منك تغني به؟ قال : هذا قول رجل ، والله ، إنّ أمره لعجب ، رجل ضائع بين قريش واليمن ، وهو رجل الناس. قالوا : ومن هو؟ قال : ابن مفرّغ ، قالوا : ما رحلنا إلّا فيه ، وانتسبوا له ، فضحك ، وقال : أفلا أسمعكم من قوله أيضا شيئا آخر؟ قالوا : بلى والله ، فأنشدهم قوله (٥) :

لعمري لو كان الأسير ابن معمر

وصاحبه أو شكله (٦) ابن أسيد

ولو أنهم نالوا أمية أرقلت (٧)

براكبها الوجناء (٨) نحو يزيد

فأبلغت عذرا في لؤي بن غالب

وأتلفت فيهم طارفي وتليدي

فإن لم يغيرها الإمام بحقها

عذلت إلى شمّ شوامخ صيد

__________________

(١) في «ز» : بغزاة.

(٢) في م و «ز» : الشديد.

(٣) الأصل وم و «ز» : «عيشي وجودي» والمثبت عن الأغاني.

(٤) بالأصل وم : «فباعهما عليه ابن زياد» والمثبت عن «ز».

(٥) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٤.

(٦) في «ز» : «سكله» وفوقها ضبة ، وفي م : وصاحبه ومشكله.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : «ان قلت» والمثبت عن «ز» ، وم ، وأر قلت : أسرعت ، والإرقال : ضرب من الخبب.

(٨) الوجناء : الناقة الشديدة.

١٨٢

فناديت فيهم دعوة يمنية

كما كان آبائي دعوا وجدودي

ودافعت حتى أبلغ الجهد عنهم

دفاع امرئ في الخير غير زهيد

فإن لم تكونوا عند ظني بنصركم

فليس لها غير الأغرّ سعيد

بنفسي وأهلي ذاك حيّا وميتا

نضار وعود المرء أكرم عود

فكم من مقام في قريش كفيته

ويوم يشيب الكاعبات شديد

وخصم تحاماه لؤي بن غالب

شببت له ناري فهاب وقودي

وخير كثير قد أفأت عليكم

وأنتم رقود أو شبيه رقود

قال : فاسترجع القوم لقوله ، وقالوا : والله لا نغسل رءوسنا في العرب إن لم تستقلها بفكه ، فأغذّ القوم السير حتى قدموا الشام.

وبعث ابن مفرّغ رجلا من بني الحارث بن كعب فقام على سور حمص فنادى بأعلى صوته الحصين بن نمير ـ وكان والي حمص ـ بهذه الأبيات ، وكان عظيم الجبهة (١) :

أبلغ لديك بني قحطان قاطبة

عضت بأير (٢) أبيها سادة اليمن

أمسى دعي زياد فقع قرقرة (٣)

يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن

والحميري طريح وسط مزبلة

هذا لعمركم غبن من الغبن

والأجبه (٤) ابن نمير فوق مفرشه

يرنو إلى أحور العينين ذي غنن (٥)

قوموا فقولوا : أمير المؤمنين لنا

حق عليك ومنّ ليس كالمنن

فاكفف دعي زياد عن أكارمنا

ما ذا يريد على الأحقاد والإحن

فاجتمعت اليمانية إلى حصين وعيّروه بما قاله ابن مفرّغ ، فقال الحصين : ليس لي رأي دون يزيد بن أسيد ، ومخرمة بن شرحبيل ، فأرسل إليهما فاجتمعوا في منزل الحصين ، فقال لهما الحصين (٦) : اسمعا ما أهدى إليّ شاعركم ، وقاله لكم في أخيكم ـ يعني نفسه ـ وأنشدهم ، فقال يزيد بن أسد ، فإني قد جئتكم والله بأعظم من هذا ، في قوله فيما صنع به :

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٥ والأول والثاني في الشعر والشعراء ص ٢١٣.

(٢) بالأصل وم و «ز» : «بابن» والمثبت عن الأغاني والشعر والشعراء.

(٣) في «ز» : «قرة» وفوقها ضبة.

(٤) الأجبه : العظيم الجبهة.

(٥) الغنن : جمع غنة ، الصوت من اللهاة والأنف.

(٦) سقطت من «ز».

١٨٣

وما كنت حجاما ولكن أحلّني

بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل

فقال الحصين : والله لقد أساء إلينا أمير المؤمنين في صاحبنا مرتين ، إحداهما أنه هرب إليه فلم يجزه ، والأخرى أنه أمر بعذابه (١) غير مراقب لنا فيه وقال يزيد بن أسد : إني لأظن أن طاعتنا سوف تفسد ، ويمحوها ما صنع بابن مفرغ ، ولقد تطلّع من نفسي شيء ، للموت أحب إليّ منه. وقال مخرمة بن شرحبيل : أيها الرجلان ـ اعقلا فإنه لا معاوية لكما ، واعرفا أن صاحبكما لا تقدح فيه الغلظة ، فاقصدا التضرع فركب القوم إلى دمشق وقدموا على يزيد بن معاوية ، وقد سبقهم الرجل ، فنادى بذلك الشعر يوم الجمعة على درج [مسجد](٢) دمشق ، فثارت اليمانية وتكلموا ، ومشى بعضهم إلى بعض ، وقدم وفد القرشيين في أمره مع طلحة الطلحات ، فسبقوا (٣) القرشيين ، ودخلوا على يزيد ، فتكلم الحصين بن نمير وذكر بلاءه وبلاء قومه وطاعتهم وقال : يا أمير المؤمنين ، إن الذي أتاه ابن زياد إلى صاحبنا لا قرار عليه ، قد سامنا عبيد الله وعباد خطة خسف ، وقلّدانا قلادة عار ، فأنصف كريمنا (٤) من صاحبه ، فو الله لئن قدرنا لنعفونّ ، وإن ظلمنا لننتصرن (٥).

وقال يزيد بن أسد : يا أمير المؤمنين ، إنا لو رضينا بمثلة ابن زياد بصاحبنا ، وعظيم ما انتهك منه ، لم يرض الله بذلك ، ولئن تقرّبنا إليك بما يسخط الله لباعدننا الله منك ويمانيتك (٦) قد نفرت لصاحبها نفرة طار غرابها ، وما أدري متى تقع ، وكل نائرة (٧) نقدح في الملك ، وإن صغرت لم يؤمن أن تكبر ، وإطفاؤها خير من إضرامها ولا سيما إذا كانت في أنف لا يجدع ، ويد لا تقطع ، فأنصفا من ابني (٨) زياد.

وقال مخرمة بن شرحبيل وكأن مثالها عظيم الطاعة في أهل اليمن : إنه لا يد تحجزك عن هواك دون الله ، ولو مثّلت بأخينا وتوليت ذلك منه بنفسك لم يقم فيه قائم ، ولم يعاتبك فيه معاتب ، ولكن ابني زياد استخفا بما يثقل عليك من حقنا ، وتهاونا بما تكرمه منا ، وأنت

__________________

(١) في «ز» : أنه أمن بعد أبيه.

(٢) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن الأغاني.

(٣) في «ز» : فشيعوا.

(٤) بالأصل : «فاتصف كرهنا» والمثبت عن «ز» ، وم ، والأغاني.

(٥) الأصل : «لننتفرن» وفي «ز» : «لننعرف» وفوقها ضبة.

(٦) بالأصل وم و «ز» : «وما بينك» تصحيف ، والمثبت عن الأغاني.

(٧) بدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٨) الأصل و «ز» وم : ابن ، والمثبت عن الأغاني.

١٨٤

بيننا وبين الله ، ونحن بينك وبين الناس ، فأنصفنا من صاحبيك ولينفعنا بلاؤنا عندك.

فقال يزيد : إن صاحبكم أتى عظيما : نفى زيادا عن أبي سفيان ، ونفى عبادا وعبيد الله عن زياد وقلدهم طوق الحمامة ، وما شجعه على ذلك إلّا نسبه فيكم ، وحلفه في قريش ، فأما إذا بلغ الأمر ما أرى ، وأشفى بكم على ما أشفى ، فهو بكم ، وعليّ رضاكم.

قال : وانتهى القرشيون إلى الحاجب ، فاستأذن لهم ، وقال لليمانيين : قد أتتكم (١) برى (٢) الذهب من أهل العراق. فدخلوا فسلموا والغضب يثير في وجوههم ، فظن يزيد الظنون ، وقال لهم : ما لكم؟ انفتق فتق أم حدث حدث فيكم؟ قالوا : لا ، فسكن.

فقال طلحة الطلحات : يا أمير المؤمنين ، ما كفى العرب ما لقيت من زياد حتى استعملت عليها ولده ، يستثيرون لك أحقادها ، ويبغضونك إليها ، إن عبيد الله وأخاه أتيا إلى ابن مفرغ ما قد بلغك ، فأنصفنا منهما إنصافا تعلم العرب به أن لنا منك خلفا من أبيك ، فو الله لقد خبأ لك فعلهما خبئا عند أهل اليمن لا نحمده لك ، ولا تحمده لك.

وتكلم خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد (٣) فقال :

يا أمير المؤمنين إن زيادا ربّي في شر حجر ، ونشأ في أخبث نشوء ، فأثبتم نصابه في قريش ، وحملتموه على رقاب الناس ، فوثب ابناه على أخينا وحليفنا وحليفك ، ففعلا به الأفاعيل التي بلغتك وقد غضبت له قريش الحجاز ويمن الشام ممن لا أحب لك والله غضبه فأنصفنا من ابني زياد.

وتكلم أخوه أمية بنحو مما تكلم به أخوه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، والله لا أخط رحلي ، ولا أخلع ثياب سفري أو تنصفنا من ابني زياد ، أو تعلم العرب أنك قد قطعت أرحامنا ووصلت ابني زياد بقطيعتنا ، وحكمت بغير الحق لهم علينا.

وقال ابن معمر : يا أمير المؤمنين إن ابن مفرغ طالما ناضل عن عرضك وعرض أبيك وأعراض قومك ، ورمى عن جمرة أهلك وقد أتى بنو زياد فيه ما لو كان معاوية حيّ لم يرض به ، وهذا رجل له شرف في قومه ، وقد نفروا له نفرة لها ما بعدها فأعتبهم وأنصف الرجل ولا تؤثر مرضاة ابني زياد على مرضاة الله جل وعلا.

__________________

(١) في «ز» : «مدا؟؟؟ كم» وفوقها ضبة.

(٢) في «ز» : «بربى» وفوقها ضبة.

(٣) الأصل وم و «ز» : أسد.

١٨٥

فقال لهم يزيد : مرحبا لكم وأهلا ، والله لو أصابه ابني بما ذكرتم لأنصفته منه ، ولو رحلتم في جميع ما تحيط به العراق لوهبته لكم وما عندي إلّا إنصاف المظلوم ، ولكن صاحبكم أسرف على القوم. وكتب يزيد ببناء داره ، ورد ماله وتخلية سبيله ، وأن لا أمرة لأحد من بني زياد عليه ، وقال : لو لا أن في القود بعد ما جرى منه فسادا في الملك لأقدته من عباد.

وسرّح يزيد رجلا من حمير يقال له خمخام ، وكتب معه إلى عباد [بن زياد :] نفسك نفسك أن تسقط من ابن مفرغ شعرة فأقيدك والله به ، ولا سلطان لك ولا لأحذ غيري عليه. فجاء خمخام حتى انتزعه جهارا من الحبس بمحضر من الناس ، وأخرجه. قالوا : فلما دخل على يزيد قال له : يا أمير المؤمنين ، اختر مني خصلة من ثلاث خصال ، في كلها لي فرج ، إما أن تقيدني من ابن زياد ، وإما أن تخلّي بيني وبينه ، وإما أن تقدمني فتضرب عنقي.

فقال له يزيد : قبح الله ما اخترته وخيّرتنيه ، أما القود من ابن زياد ، فما كنت لأقيدك من عامل كان عليك ، ظلمته ، وشتمت عرضه وعرضي معه ، وأما التخلية بيني وبينه ، فلا ، ولأيم الله ، ما كنت لأخلي بينك وبين أهلي ، تقطع أعراضهم : وأما ضرب عنقك فما كنت لأضرب عنق مسلم من غير أن يستحق ، ولكني أفعل ما هو خير لك ، مما اخترت لنفسك ، أعطيك ديتك ، فإنهم كانوا عرّضوك للقتل واكفف عن ولد زياد ، فلا يبلغني أنك ذكرتهم ، وانزل أيّ البلاد شئت ، وأمر له بعشرة آلاف درهم. فخرج حتى أتى الموصل ، فأقام بها ما شاء الله ؛ وذكر الحديث.

[أخبرنا (١) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري الزاز (٢) ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (٣) بن راشد الختّلي ، وأنا أسمع ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد بن شعيب الجمحي ، نا أبو عبد الله محمّد بن سلّام بن عبيد الله بن زياد بن عبيد الله (٤) الجمحي قال (٥) : في الطبقة السابعة من الشعراء

__________________

(١) الخبر التالي سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» بين معكوفتين ، وهو مضطرب في م.

(٢) في م : البزار.

(٣) في «ز» : سالم ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٤) قوله : «بن عبيد الله» سقط من م.

(٥) طبقات الشعراء للجمحي ص ١٩٣ ـ ١٩٤.

١٨٦

الإسلاميين : يزيد بن ربيعة بن مفرغ بن مصعب الحميري : حدثني يونس (١) بن حبيب أن يزيد بن ربيعة بن مفرغ كان رجلا من يحصب ، وكان عديدا لبني (٢) أسيد بن أبي العيص بن أمية ، من أهل البصرة ، شريرا هجّاء للناس ، فصحب عباد بن زياد وعباد يومئذ على سجستان عاملا لعبيد الله بن زياد ، وعبيد الله يومئذ على البصرة ، دون الكوفة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، فهجا ابن مفرغ عبّادا ، فبلغه ذلك ، وكان على ابن المفرغ دين ، فأتى عبّاد الديان فاستعدوا عليه ، فبيع ماله في دينه ، فقضى الديان ، وكان فيما بيع علام له يقال [له](٣) برد ، وجارية يقال لها أراكة ، فقال ابن مفرغ (٤) :

أصرمت حبلك من أمامه (٥)

من بعد أيام برامه

لهفي على الرأي الذي

كانت عواقبه ندامه

تركي سعيدا ذا الندى

والبيت ترفعه الدعامه

وتبعت عبد بني علا

ج تلك أشراط القيامة

جاءت به حبشية

سكاء (٦) يحسبها نعامة

من نسوة سود الوجو

ه ترى عليهم الدمامة (٧)

وشريت بردا ليتني

من بعد برد كنت هامه

هامة (٨) تدعو صدى

بين المشقّر واليمامة

العبد يقرع بالعصا

والحر تكفيه الملامة

الريح يبقى شجوها

والبرق يلمع (٩) في الغمامه

ورمقتها فوجدتها

كالضلع ليس لها استقامه

ثم أقبل يزيد بن مفرغ حتى قدم البصرة ، وكان عبيد الله وافدا على معاوية ، فعرف ابن

__________________

(١) في «ز» : «موسى» خطأ ، والمثبت عن م ، وطبقات الشعراء.

(٢) في م : «عد ... أسيد».

(٣) زيادة عن م.

(٤) الأبيات في طبقات الشعراء ص ١٩٣ والأغاني ١٨ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٤٦.

(٥) في م : أضرمت حملك من لهامه.

(٦) السكاء : الصغيرة الأذنين. والسكك : صغر الأذن ولزوقها بالرأس وقلة إشرافها ، وفي طبقات الشعراء : شكاء.

(٧) في «ز» : ترى عنيزة والدمامة» والمثبت عن م ، وطبقات الشعراء.

(٨) في طبقات الشعراء : «يا هامة» وفي الأغاني : «أو بومة».

(٩) الأغاني : الريح تبكي ... والبرق يضحك.

١٨٧

مفرغ الذي أثر في بني زياد فأتى الأحنف بن قيس التميمي فقال له : أجرني من بني زياد ، قال : إني لا أجير عليهم ، ولكني ألفيك شعراء بني تميم أن تهجوك ، فقال : أما هذا فلا أريد أن تكفينيه ، فأتى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، فقال : أجرني ، فوعده ، وأتى عمر بن عبيد الله (١) بن معمر فوعده ، وأتى طلحة الطلحات فوعده ، وأتى المنذر بن الجارود العبدي فأجاره ، وبلغ عبيد الله الذي كان من هجاء ابن مفرغ عبّادا وهو عند معاوية فقال له ابن مفرغ : قد هجانا فأذن لي في قتله.

فقال معاوية : أما قتله فلا ، ولكن ما دون القتل ، فلما قدم عبيد الله (٢) البصرة لم يكن له همّ إلّا ابن مفرغ ، فسأل عنه ، فقيل له : أجاره ابن الجارود ، وهو في داره ، فأرسل إلى المنذر ، فأتاه ، فلما دخل عليه أرسل عبيد الله الشرط إلى دار المنذر ، فأخذوا ابن مفرغ ، وأتوا به عبيد الله بن زياد ، فلم يشعر به المنذر حتى رآه واقفا عليه وعلى عبيد الله ، فقام المنذر إلى عبيد الله ، فكلمه فيه ، فقال : إني أجرته ، فقال له عبيد الله : يا منذر ليمدحن أباك وليهجون أبي ، وليمدحنك وليهجوني ، لم أرض بذلك ، لا والله ، فخرج المنذر من الدار وحبس ابن المفرغ ، وأسلم إلى الحجامين وهو حيث يقول (٣) :

وما كنت حجاما ولكن أحلني

بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل

وقال يهجو الذين أجاروه ثم أخفروه :

غدرت جذيمة غدرة مذكورة

طوق الحمامة تعرفون بها ضحى

سائل بني الجارود أين نزيلهم

أعدى مع العادين يوما أو ثوى

لا يبعد الجار الذي أسلمتم

زين المجالس والفتى كل الفتى

لعن الثلاثة منذر وابراسعا (٤)

وطليحة الداعي جهارا للردى

وأمية الكذاب قال مقالة

كانت منى منه وما يغني المنى

وقال أيضا :

تركت قريشا لم أجاور فيهم

وجاورت عبد القيس أهل المشقر

__________________

(١) في «ز» ، وم : «عبد الله» والتصويب عن طبقات الشعراء.

(٢) في «ز» ، وم : عبد الله.

(٣) البيت في طبقات الشعراء ص ١٩٤ والأغاني ١٨ / ٢٦٥.

(٤) كذا رسمها في «ز».

١٨٨

أناس أجاروني فكان جوارهم

أعاصير من فسو العراق المبذر](١)

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الحربي ، أنا أبو الحسن علي بن عمرو الحريري (٢) ، أنا محمّد بن أحمد بن يوسف الحريري (٣) ، أنا أحمد بن الحارث الخراز (٤) ، أنا أبو الحسن المدائني عن أبي أميّة بن يعلى عن إسماعيل بن حكيم ، وابن يونس العدوي عن رجل شهد فتح القلعة وغيرها.

أن أبا موسى وجّه ناب بن ذي الجرة سنة عشرين وهو محاصر رامهرمز أواخر سنة تسع عشرة في مائتي (٥) راكب ، فأتى قلعة دستمول وهي قلعة ذي الزناق ، وفيها خزائن وسلاح ، فطرقهم ليلا ، وقد شربوا يومهم لعيد كان لهم ، فأمنوا ولم يخافوا ، فدبّ في أربعين رجلا إلى باب الحصن وعليه حرس ، لم يغلقوا الباب لغلبة السكر عليهم ، فقتلوهم ، ودخلوا القلعة ، فوصلوا إلى ذي الزناق ، وقد بدربهم وهم على دهش ، فقاتلوهم فعانق ناب ذا الزناق ، فعضّه ذو الزناق فقطع إصبعه ، فلم يفارقه ناب وصرعه فقتله ، وأعطى الآخر بأيديهم فقتلهم ، وحوى ما في القلعة ، فقال ابن مفرّغ يزيد بن ربيعة يمدح ناب بن ذي الجرة الحميري :

وذو الزناق أتاه في فوارسه

في عصبة قد شروا لله أطياب

أمامهم ماجد كالسيد يقدمهم

حامي الحقيقة ماض غير مرتاب

حتى توسّط جمعا بعد ما برزوا (٦)

وقد تواصوا بحراس وحجّاب

فعانق الكبش منهم حازم بطل

وغودر القوم صرعى بين أبواب

فكم نماه من الصيد الذين هم

عن الأيام وغايات لمنتاب

وكم عطايا له ليست مكدرة لا

بل تفيض كفيض المربد الرابي

قال : وإنّما قيل له : ذو الزناق ، أنه كان إذا ظفر برجل ممن يحاربه ، أو ممن يخافه ، أو ممن قد جنى جناية زنقة ، وكان من فرسانهم وشجعانهم ، وكان اسم ناب عبد الجليل ، ولقبه ناب ، فقدم على أبي بكر فسمّاه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، قال : حدّثنا ـ وأبو النجم بدر بن عبد الله ،

__________________

(١) من قوله : أخفروه إلى هنا مكانه بياض في م.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجريري.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجريري.

(٤) الأصل : الخزار ، وفي «ز» : الخزاز ، وفي م : «الحران».

(٥) بالأصل وم : مائتين ، والمثبت عن «ز».

(٦) الأصل وم : «برروا» والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : نذروا.

١٨٩

أنبأ ـ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي ، نا أبو علي زاهر بن أحمد بن أبي بكر السرخسي بها ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، قال : سمعت عبد الله بن المعتز يقول يشكو الزمان ثم قال : إنا والله كما قال ابن مفرّغ اليحصبي :

طرب الفؤاد وعاد في أحزاني

وذكرت غفلة باطلي وزماني

عالجت أياما أشبن ذوائبي

ورميت دهرا غارما ورماني

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : وأما مشقّر فهو فيما قاله يزيد بن محمّد بن مفرّغ الحميري لغلامه برد حين باعه :

وشريت بردا ليتني

من بعد برد كنت هامه

هامة تدعو الصدى

بين المشقّر واليمامه

وفيها يقول :

العبد يقرع بالعصا

والحر تكفيه السلامه

كذا قال : يزيد بن محمّد بن مفرغ ، وهو خطأ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أنبأ زكريا بن يحيى ، أنشدنا الأصمعي لابن مفرّغ :

شريت بردا ليتني

من قبل برد كنت هامة

هامة تدعو صدى

بين المشقر واليمامة

العبد يقرع بالعصا

والحر تكفيه الملامة

وكان برد غلاما له ندم على شرائه.

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال ، وإنما بيع عليه ، وندم على بيعه ، وشريت بمعنى بعت.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطابي ، أخبرني أبو محمّد القرافي (٢) ، نا عبد الله بن شبيب ، نا زكريا المنقري (٣) ، عن الأصمعي قال : باع ابن مفرّغ غلامه بردا فندم ، فقال :

وشريت بردا ليتني

من بعد برد كنت هامه

_________________

(١) زيادة منا.

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، وم : «الكرابى».

(٣) في «ز» : المنغري.

١٩٠

هامة تدعو الصدى

بين المشقر واليمامه

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، نا محمّد بن الحكم ، عن عوانة قال :

ولي سعيد بن عثمان بن عفّان فسأل ابن مفرّغ الحميري أن يصحبه ، فأبى ، وصحب عبادا بن زياد إلى سجستان فلقي منه شرا فقال :

يا لهف للأمر الذي

كانت عواقبه ندامه

تركت سعيدا ذا الندى

والبيت ترفعه الدعامه

وتبعت عبد بني علا

ج (٢) تلك أشراط القيامه

جاءت به حبشية

سكاء تحسبها نعامه

من نسوة شوه الوجو

ه ترى عليهن الدمامه

وشريت بردا ليتني

من بعد برد كنت هامه

هامة تدعو الصدى

بين المشقر واليمامة

العبد يقرع بالعصا

والحر تكفيه الملامة

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنبأ سهل بن بشر ، أنا علي بن بقاء الورّاق ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم المبارك بن سالم ، أنبأ الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرع ، نا رفيع بن سلمة دماذ أبو عبيدة قال :

لما قتل عبيد الله بن زياد ، وقد كان يزيد بن ربيعة بن مفرغ يسهب في هجو القوم ، فعاتبه الناس على ذلك ، وقالوا له : قد قتل الرجل ، فإن أمسكت عن ذكره كان هو الأحسن بك ، فقال لهم : أعتب إن شاء الله ، فلمّا أصبح في غد ذلك اليوم ، دخل المسجد وتقوض إليه الناس فأنشأ يقول (٣) :

إن الذي عاش ختّارا بذمته

ومات عبدا قتيل (٤) الله بالزاب (٥)

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «اللبناني» وبدون إعجام في م.

(٢) بنو علاج : بطن من ثقيف.

(٣) الأبيات الثلاثة الأولى ، والبيت الأخير في (معجم البلدان الزاب ٣ / ١٢٤).

(٤) فوقها ضبة في «ز».

(٥) الزاب : المراد هنا الزاب الأسفل ، وعليه قتل عبيد الله بن زياد ، راجع معجم البلدان (٣ / ١٢٤.

١٩١

العبد بالعبد لا أصل ولا طرف

ألوت به ذات أظفار وأنياب

أقول لما أتاني ثم مصرعه

لابن الخبيثة وابن الكودن (١) الكلبي (٢)

ما شق جيب ولا ناحتك نائحة

ولا بكتك جياد عند أسلاب

هلا جموع نزار إذ لقيتهم

كنت امرأ من نزار غير مرتاب

لا من نزار ولا من جذم ذي يمن (٣)

جلمودة ألقيت من بين ألهاب

إن المنايا إذا حاولن طاغية

هتكن (٤) منه ستورا بعد أبواب

لا تقبل الأرض موتاهم إذا دفنوا

وكيف تقبل رجسا بين أثواب

ثم عاهد الله في مجلسه على يهجوهم إلى أن يموت.

بلغني أن ابن مفرغ مات في الطاعون في ولاية مصعب بن الزبير العراق.

٨٢٧٤ ـ يزيد بن زفر الأحمري

روى عن أبيه ، عن مكحول حفر نهر يزيد.

روى عنه : ابنه عبد الله تقدمت روايته.

٨٢٧٥ ـ يزيد بن زياد ، ويقال : ابن أبي زياد القرشي (٥)

من أهل دمشق.

روى عن : الزهري ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وسليمان بن داود الخولاني.

روى عنه : وكيع ، ومحمّد بن ربيعة ، ومروان بن معاوية الفزاري ، ويحيى بن صالح الوحاظي.

وفرق الخطيب بين الذي [روى](٦) عن الزهري وبين الذي روى عن سليمان بن حبيب ، وروى عنه يحيى بن صالح ، وعندي أنهما واحد.

__________________

(١) في «ز» : المؤذن. والكودن : البرذون الهجين.

(٢) في معجم البلدان : النابي.

(٣) على هامش «ز» : «وذي يزن» ، وكتب بعدها صح.

(٤) في معجم البلدان : ولجن من دون أستار وأبواب.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣١٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٧ وميزان الاعتدال ٤ / ٤٢٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٦٥ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٩ التاريخ الكبير ٨ / ٣٣٤ الكامل لابن عدي ٧ / ٢٥٩.

(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

١٩٢

أخبرنا أبو عبد الله الحسين (١) بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، قالا : أنا أبو يعلي ، نا يحيى بن أيوب ، نا مروان بن معاوية ، نا يزيد (٢) الشّامي ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة ، لقي الله يوم يلقاه مكتوب على جبهته : آيس من رحمة الله» [١٣٢٢٣].

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج ، نا يحيى بن أيوب ، نا مروان بن معاوية ، أنا يزيد (٣) الشّامي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوبا على جبهته : آيسا من رحمة الله» [١٣٢٢٤].

وأخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي (٤) ، نا أحمد بن محمّد الأسدي ، نا أبو محمّد محمود بن خداش الطالقاني ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، نا يزيد بن زياد الشّامي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لزوال الدنيا وما فيها أهون على الله من قتل المسلم بغير حقّ» [١٣٢٢٥].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد [محمّد](٥) بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن سعيد البغدادي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن يزيد الشّامي ، عن الزهري ، عن عروة قال : قالت عائشة : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ، ولا مجلود حدّا ، ولا ذي غمر (٦) على

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : سعيد الشامي.

(٣) راجع الحاشية السابقة.

(٤) تقرأ بالأصل وم : الحرمي ، والمثبت عن «ز».

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٦) الغمر : الحقد.

١٩٣

أخيه ، ولا مجرّب عليه شهادة زور ، ولا التابع (١) مع أهل البيت (٢) لهم ، ولا الظنين (٣) في ولاء ، ولا قرابة» [١٣٢٢٦].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا حامد بن [محمّد بن](٤) شعيب ، نا داود بن رشيد ، نا محمّد بن ربيعة ، نا يزيد بن زياد الدمشقي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن وجدتم لمسلم مخرجا فخلوا سبيله ، فإن الإمام إن يخطئ في العفو ، خير من أن يخطئ في العقوبة» [١٣٢٢٧].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) : يزيد بن أبي زياد الدّمشقي ، أو ابن زياد ، عن الزهري ، منكر الحديث.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٦) ، نا الجنيدي ، نا البخاري قال : يزيد بن زياد ، أو ابن زياد ، عن الزهري ، سمع منه وكيع ، منكر الحديث.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين المعروف بابن هريسة ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني قال : قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم المامطيري ، حدّثكم أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال : يزيد بن زياد عن الزهري منكر الحديث.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنبأ حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) الأصل : «البائع» ومثلها في م ، وبدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة ، والمثبت عن المختصر.

(٢) الأصل : «البينة» وفي م : «السسد» والمثبت عن «ز».

(٣) الظنين : المتهم.

(٤) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٣٤.

(٦) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٩.

١٩٤

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

يزيد بن أبي زياد الدّمشقي ، روى عن الزهري ، روى عنه وكيع ، ومحمّد بن ربيعة.

وقال في موضع آخر (٢) : زيد بن أبي زياد الشّامي ، روى عن الزهري ، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري ، ووكيع بن الجرّاح ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسمعته يقول : هو منكر الحديث [متروك الحديث](٣).

[قال ابن عساكر :](٤) كذا فرّق ابن أبي حاتم بينهما ، وعندي أنهما واحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف ، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان قال : سمعت أبي يقول : لما حدّثنا وكيع عن يزيد بن زياد الدّمشقي سألت وكيعا عنه فقال : كان هذا رفيعا في أهل الشام في الفقه والصلاح.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني : يحيى بن معين عن يزيد الشّامي عن الزهري من هو يروي عنه مروان بن معاوية؟ فقال : هو يزيد بن سنان أبو فروة ، ليس بشيء.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال يحيى ، ووهم فيه إنّما هو يزيد بن زياد.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنبأ أبو محمّد (٦) ، نا علي بن الحسين بن الجنيد قال : سمعت ابن نمير يقول : يزيد بن زياد الدّمشقي ، الذي روى عنه وكيع ، ليس بشيء ، قال : وسألت أبي عنه فقال : ضعيف الحديث ، كأنّ حديثه موضوع.

قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني : قلت لأبي حاتم الرّازي : ما تقول في يزيد بن زياد عن الزهري؟ فقال : ذاهب الحديث.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٩ / ٢٦٢ رقم ١١٠٩.

(٢) الجرح والتعديل ٩ / ٢٦٥ رقم ١١١٥.

(٣) الزيادة عن الجرح والتعديل.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) زيادة منا للإيضاح.

(٦) الجرح والتعديل ٩ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.

١٩٥

أخبرنا (١) أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى البزّار (٢) ، قالا : أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنبأ علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : يزيد بن زياد متروك الحديث ، يروي عن الزهري.

أنبأنا أبو محمّد المزكّي ، نا عبد العزيز ، أنا ابن الجبّان (٣) ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، أنا سعيد بن عمرو ـ فيما نسخه من كتاب أبي زرعة [الرازي](٤) بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلّم فيهم من المحدّثين : يزيد بن زياد ، روى عن الزهري.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله ، أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصّمد ، قالوا : أنا عبد الجبّار بن محمّد ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب ، أنا محمّد بن عيسى الترمذي قال : يزيد بن زياد الدّمشقي ضعيف في الحديث ، ويزيد بن زياد الكوفي أثبت من هذا ، وأقدم.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال : وسئل ـ يعني : أبا بكر بن خزيمة ـ عن يزيد بن زياد الشّامي الذي روى عن الزهري ، روى عنه مروان الفزاري ، فقال : لا أعرفه بعدالة ولا جرح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٥) : وليزيد غير هذين الحديثين ، يعني حديث الزهري ، عن عروة عن عائشة : «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة» ، وحديث الزهري عن سعيد ، عن أبي هريرة : «من أعان على قتل مسلم» ، وكلّ رواياته (٦) مما لا يتابع عليه مقدار ما يرويه.

٨٢٧٦ ـ يزيد بن زياد القرشي البصري

نزيل صور ، قيل إنه دمشقي.

حدّث عن حميد الطّويل.

__________________

(١) أخّر الخبر التالي في «ز» ، إلى ما بعد الخبرين اللذين يليان.

(٢) في «ز» : البزاز.

(٣) في «ز» : الحفاف ، تصحيف.

(٤) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٥) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٦٠.

(٦) الأصل وم و «ز» : «روايته» والمثبت : «رواياته» عن ابن عدي.

١٩٦

روى عنه : هاشم [بن سعيد](١) البعلبكي ، وأبو اليمان ، ويحيى بن صالح الوحاظي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي أيوب (٢) الفودكي (٣) ـ إجازة ـ أنا أبو حسّان محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الفقيه ، [أنا](٤) أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الوراق (٥) ، أنبأ سعيد بن هاشم بن مرثد ، نا محمّد بن هاشم البعلبكي ، أنا أبي ، نا يزيد بن زياد الدّمشقي ، عن حميد الطّويل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ، فإن إحداهما بلغة الأخرى ولا تكونوا كلّا على الناس» [١٣٢٢٨].

رواه أبو العبّاس محمّد بن [الحسين بن يونس ، عن محمّد بن](٦) هاشم البعلبكي ، عن أبيه ، عن يزيد بن زياد البصري ، وكان يسكن صور ، فذكر نحوه ، ولعله بصري ، سكن دمشق وصور جميعا ، ويدل على أنه بصري ، روايته عن حميد ، والله أعلم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا علي بن المحسن التنوخي ، أنا أبو المفضل محمّد بن عبد الله بن محمّد بن همّام الشيباني ، نا محمّد بن الحسين بن يونس أبو العبّاس القاضي ، نا محمّد بن هاشم البعلبكي ، حدّثني أبي هاشم بن سعيد ، عن يزيد بن زياد البصري ، وكان يسكن صور ، عن حميد الطّويل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ، فإنّ الدنيا بلاغ إلى الآخرة» [١٣٢٢٩].

روى يحيى بن صالح الوحاظي عنه هذا الحديث [وقال : حدثنا يزيد بن زياد القرشي :وروى أبو اليمان هذا الحديث](٧) عن شيخ من أهل البصرة ، ولم يسمه عن حميد الطويل](٨) ، عن شيخ من أهل البصرة.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت اللفظتان عن «ز» ، وم.

(٢) قوله : «بن أبي أيوب» سقط من «ز».

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «العورنجى» وفي «ز» : «الفرذجي» ولعل الصواب : «الفرزكي» نسبة إلى فرزك ، راجع الأنساب ٣ / ٣٦٤.

(٤) سقطت من الأصل وم.

(٥) قوله : «أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الورّاق» سقط من «ز».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح وتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

١٩٧

٨٢٧٧ ـ يزيد بن زياد الكلبي

قدري ، ممن قام مع يزيد بن الوليد ، له ذكر.

٨٢٧٨ ـ يزيد بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر العامليّ

أخو عدي بن زيد بن الرقاع ، شاعر مشهور.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد (١) بن محمّد بن معاذ ، أنبأ أحمد بن محمّد الكاتب البغوي ، أنا أبو الطيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى ابن الأعرابي الوشّاء قال : وقال يزيد بن الرقاع ويروى لصالح بن عبد القدّوس :

متى تزد معروفا إلى غير أهله

رزئت فلم تظفر بأجر ولا حمد

وكتمانك المعروف أول كفره

وإظهاره من شكره لأخي الرفد

ذكر أبو الفرج الأصبهاني (٢) عن حرمي بن أبي العلاء ، عن الزبير بن بكّار ، عن المدائني قال : وقال يزيد بن الرقاع العامليّ أخو عدي بن الرقاع وكان شاعر أهل الشام :

نحن قتلنا ابن الحواريّ مصعبا

أخا أسد والمذحجي اليمانيا

يعني ابن الأشتر :

ومرت عقاب الموت منا بمسلم

فأهوت له ظفرا فأصبح هاويا (٣)

وقال الزبير : ويروى هذا الشعر للبعيث اليشكري ، ومسلم الذي عناه ، هو مسلم بن عمرو الباهلي.

٨٢٧٩ ـ يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ـ ويقال : عصوان ـ العنسيّ ـ

ويقال : السّكسكيّ ـ الدّاراني (٤)

ذكره أبو علي عبد الجبّار بن مهنى في تاريخ داريا ، وذكر فيه أن ولده كانوا بداريا إلى وقت ذكره ، إلّا أنه قلبه فجعله سعيد بن يزيد بن ذي عصوان ، وساق له حديثا عن يحيى بن

__________________

(١) في «ز» : «محمّد بن أحمد» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.

(٢) الخبر والشعر في الأغاني ١٩ / ١٢٦ في خبر مقتل مصعب بن الزبير.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : ثاويا.

(٤) ترجمته في تاريخ داريا ص ٩٧ وسماه سعيد بن يزيد بن ذي عصوان والتاريخ الكبير ٨ / ٣٣٨ والجرح والتعديل ٩ / ٢٦٧.

١٩٨

صالح عنه وسمّاه في الحديث أيضا سعيد بن يزيد ، ووهم في ذلك ، والصواب ما ذكرنا.

روى عن أبي عطاء يزيد بن عطاء ، ويقال : ابن أبي عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، ومدلج بن المقدام ، ومكحول ، وعتبة بن أبي حكيم الهمداني (١) ، وعبادة بن نسيّ.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومروان بن محمّد الطاطري ، وإسماعيل بن عيّاش ، ويحيى بن صالح ، وعبد الرّحمن بن أبي سليمان الكوفي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو حفص بن شاهين ، حدّثني أبي ، نا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا سعيد بن يزيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة بعث إلى كلّ مؤمن بملك معه كافر فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن ، هاك هذا الكافر ، فهذا فداؤك من النار» [١٣٢٣٠].

قال ابن شاهين : تفرّد بهذا الحديث يزيد بن سعيد ، عن عبد الملك ، وهو حديث غريب من هذا الوجه ، ويزيد هذا من أهل الشام ، ثقة.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا وقع في الحديث سعيد بن يزيد ، وفي الكلام عليه يزيد بن سعيد ، وقد وقع لي هذا الحديث من حديث يحيى بن صالح أعلى من هذا ، وسمّي فيه يزيد بن سعيد.

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى كل مؤمن ملكا معه كافر ، فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن ، هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار» [١٣٢٣١].

أخبرنا (٣) أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنبأ المؤمل بن الحسن بن عيسى ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا

__________________

(١) في «ز» : الهمذاني.

(٢) زيادة منا.

(٣) الخبر التالي سقط من م.

١٩٩

يحيى بن صالح الحمصي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة [أعطى الله لكل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار ، فقال له (١) : هذا فداؤك من النار» [١٣٢٣٢].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن ، أنا أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين ، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة نا إبراهيم بن سليمان بن أبي داود البرلسي ، نا يحيى بن صالح ، نا يزيد بن سعيد ابن ذي عصوان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ابن أبي موسى ، عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى كل مؤمن ملكا معه كافر ، فيقول الملك للمؤمن : هاك هذا فداؤك من النار» [١٣٢٣٣].

أخبرنا أبو الحسين ابن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني ، نا الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي ، نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن فياض ، نا محمود بن خالد ، نا مروان ، نا يزيد بن سعيد ابن ذي عصوان ، نا عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إذا كان يوم القيامة](٢) بعث الله إلى كلّ مؤمن ملكا معه كافر : يا مؤمن هذا الكافر فداؤك من النار» [١٣٢٣٤].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، قالا : أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، نا يحيى بن صالح الوحاظي.

ح قال : وأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنا أبو سهل بن زياد القطّان ، نا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة ، بعث الله إلى كلّ مؤمن بملك (٣) معه كافر ، فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن ، هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار» [١٣٢٣٥].

__________________

(١) كذا في «ز» ، وفي م : يقال.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ملكا.

٢٠٠