تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

__________________

ابن عبد الله القيسي ومحمّد بن عبد الله بن موسى الأندلسي وحماد بن قاسم بن إبراهيم وطالب بن فرج بن ثابت وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسن بن علي الشافعي وسمعه إلا الصفحة الأولى مسرور بن سعد بن علي الواسطي وذلك في يوم الجمعة تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت ولله الحمد والمنة ه.

سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام مصنفه أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي رضي‌الله‌عنه وقدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ بهاء الدين القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ والشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي وأبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي وأحمد بن ناصر بن طحان الطريفي ويوسف بن أبي الفرج بن مهذب وعبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد وأبو الحسين عبيد الله بن علي بن خلدون وعبد الرّحمن بن طالب بن سميع وأبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث وأبو عبد الله محمّد بن سيدهم بن هبة الله الأنصاري ومحمّد بن ميمون بن مالك الأندلسي وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وزكريا بن عثمان بن جالو الموقاني وعبد الخالق بن عبد الله بن محمّد ابن عدي اللبودي وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي وأبو الثناء محمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي والوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني وعلامة ونعمة ابنا خليل بن حمدان وسمع النصف الأول منه فحسب عين الدولة بن جلدك بن عبد الله وأحمد بن مكارم بن أبي عبد الله وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله ابن محمّد القرشي وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسن بن أبيه الطائي والفقيه أبو الفرج بن نعيم بن يوسف بن محمّد المعافري البوني وسمع النصف الأخير منه فحسب مؤمن بن عبد الله بن أبي طالب وأبو عبد الله وأبو منصور ابنا أحمد بن محمّد وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي والفقيه أبو عبد الله محمّد بن علي بن الفرج بن محمّد المحامي وأبو علي حسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري ونصر الله بن محمّد بن عبد الملك وعمر بن أحمد بن محمّد المفسّر وسمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري المالقي وذلك في نوبتين آخرهما يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وخمسمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وسلامه وصح وثبت ه.

سمع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رضي‌الله‌عنهما ولده أبو القاسم علي وفقه الله والشيوخ الأمين أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وولداه أبو الحسن محمّد وأبو الحسين إسماعيل وفتاه فرج بن عبيد والقاضي بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان وتقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الملك بن عبد المحسن الأنصاري يعرف بابن الأنماطي ونصر الله بن صاعد بن علي بن أحمد الرافعي وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي وعبد العزيز بن عبد الملك بن علي الشيباني وخلف بن محمّد بن ممدود التوزري وعلي بن محمّد بن إبراهيم الرياحي الأنصاري وسمع من ترجمة يزيد بن الأسود الجرشي إلى آخر هذا الجزء عبد الشاهد بن أبي بكر بن أحمد وسمع الجميع كاتب السماع الخضر ابن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي في ذي الحجة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وسلامه ه.

١٦١

أخبرنا (١) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

٨٢٦٢ ـ يزيد بن الحكم بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله

ابن همّام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط (٢) بن جشم بن قسي ،

وهو ثقيف بن منبّه الثّقفيّ البصري (٣)

وأمّه بكرة بنت الزبرقان بن بدر.

حدّث عن عمّه عثمان بن أبي العاص.

روى عنه : معاوية بن قرة ، وأبو شيبة عبد الرّحمن بن إسحاق القرشي.

ووفد على سليمان بن عبد الملك ، وكان شاعرا مجيدا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنبأ أبو يعلى الموصلي ، ثنا قاسم بن أبي شيبة ، نا حفص ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن يزيد بن الحكم ، عن عثمان بن أبي العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد استجنّ جنّة كثيفة ، وفي حديث الفقيه : حصينة ، من سلف له ثلاثة أولاد في الإسلام» [١٣٢١٧].

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثناه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إبراهيم بن يوسف أبو جعفر ، ثنا عمران بن عبد الرحيم ، نا عمر بن حفص بن عتاب ، نا أبي ، عن (٤) عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن يزيد بن الحكم ، عن عثمان بن أبي العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد استجنّ جنّة كثيفة من النار ، من سلف بين يديه ثلاثا من ولده في الإسلام» [١٣٢١٨].

__________________

(١) كتب قبلها في «ز» : الجزء السابع والعشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماه الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه‌الله. سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن وأجازه من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : حطية.

(٣) ترجمته في الأغاني ١٢ / ٢٨٦ (ط. دار الكتب) ، الجرح والتعديل ٩ / ٢٥٧ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٠٢) ص ٢٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٩ وخزانة الأدب ١ / ١١٣ وأمالي القالي ١ / ٦٨ والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٧٣.

(٤) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

١٦٢

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا فروة بن أبي المعزّ ، أنبأ القاسم بن مالك المربي ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن يزيد بن الحكم بن أبي العاص ، عن عثمان بن أبي العاص قال : كان (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا اشتدت الريح الشمال قال : «اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ ما أرسلت» [١٣٢١٩].

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (٢) ، أخبرني حبيب بن بكير (٣) المهلبي ، نا عبد الله بن شبيب الحزامي قال :

دعا الحجّاج بن يوسف بيزيد بن الحكم الثقفي ، فولّاه كور فارس ، ودفع إليه عهده بها ، فلمّا دخل إليه ليودعه قال له الحجّاج : أنشدني بعض شعرك ، وإنّما أراد أن ينشده مديحا له ، فأنشده قصيدة يفخر فيها ويقول فيها :

وأبي الذي سلب ابن كسرى راية

بيضاء تخفق كالعقاب الطائر

فلمّا سمع الحجاج فخره غضب ، ونهض ، فخرج يزيد من غير أن يودّعه ، فقال لحاجبه : ارتجع منه العهد ، فإذا ردّه فقل : أيهما خير لك ، ما ورثك أبوك أم هذا؟ فردّ على الحاجب العهد ، وقال : قل له :

ورثت جدي مجده ونواله

وورثت جدك أعنزا با [الطائف](٤)

وخرج مغاضبا ، فلحق بسليمان بن عبد الملك ، ومدحه بقصيدته التي أوّلها :

أمسى بأسماء هذا القلب معمودا (٥)

إذا أقول صحا يعتاده عيدا

يقول فيها :

سميت باسم امرئ أشبهت شيمته

فضلا وعدلا سليمان بن داودا

أحمد به في الورى الماضين من ملك

وأنت أصبحت في الباقين محمودا

__________________

(١) في «ز» : قال ، تحريف.

(٢) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ١٢ / ٢٨٧.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : حبيب بن نصر المهلبي.

(٤) مكانها بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن الأغاني وم ، وفي «ز» «وورثت جدك» ثم بياض ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٥) في «ز» : معمورا.

١٦٣

لا يبرأ الناس من أن يحمدوا ملكا

أولاهم في الأمور الحلم والجودا

قال سليمان : كم كان أجرى لك لعمالة فارس؟ قال : عشرين ألفا ، قال : فهي لك ما دمت حيّا.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد ، وأبو نصر محمّد بن الحسن ـ إذنا (١) ـ قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد (٣) دهمان بن عبد الله بن همّام بن أبان بن يسار بن مالك بن خطيط بن جشم بن ثقيف ، وأخوه (٤) الحكم بن أبي العاص الثّقفيّ ، وقد ذكرنا قصته في قصة أخيه عثمان ، ولم ينته إلينا أنه كان في وفد ثقيف ، وأولاده أشراف أيضا ، منهم : يزيد بن [الحكم بن](٥) أبي العاص الشاعر.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (٦) :

يزيد بن الحكم الثّقفيّ ، روى عن عثمان بن أبي العاص ، روى عنه معاوية بن قرّة ، وعبد الرّحمن بن إسحاق أبو شيبة القرشي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٧) : قال أبو عبيدة : ولّاه الحجّاج ـ يعني : محمّد بن القاسم الثّقفيّ ـ وهو ابن سبع عشرة سنة ، وفي ذلك يقول يزيد بن الحكم :

إن الشجاعة والسماحة والندى

لمحمّد بن القاسم بن محمّد

قاد الجيوش لسبع عشرة حجة

يا قرب ذلك سؤددا من مولد

[أخبرنا (٨) أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر

__________________

(١) زيد في «ز» : وحدثنا عمي أنا أبو علي أيضا.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٠.

(٣) كتبت فوق الكلام في «ز».

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٤١.

(٥) الزيادة ، سقطت من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٥٧.

(٧) الخبر والشعر في تاريخ خليفة ص ٣٠٤.

(٨) الخبر التالي سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.

١٦٤

المخلص ، أنا أبو بكر بن سيف (١) ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم التيمي ، نا سيف بن عمر التميمي قال : وقال في اصطخر الآخرة يزيد بن الحكم بن أبي العاص :

أنا ابن عظم العرمص كليهما

تمشي إلى العيا الفروع الشوارع

أنا محمّد (٢) .................

 ...........................

لنا (٣) الحسب العتود الذي لا تناله

عيون القذي والحامدان ...

أبي سلب الجبان بالسيف تاجه

فخرّ وأطراف الرماح الشوارع

يعني أن أباه الحكم قتل شهرك أمير العراق

 ............................... (٤)

فجاهد في نصر لخير شريعة

إذا ذكرت يوم الحساب ....

نحونا لرجع المشركين بوقفة

بها ذو مال الجزية المتتابع

تركنا من القتلى مثارا يعودها

مثور بدا ماءها الطباع الجوامع

تركنا سباع الأرض والطير منهم

شباعا وما فيها إلى الحول جائع]

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني ، أنبأ أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز ـ ببغداد ـ سنة أربع وستين وأربع مائة ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الحوزي ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : وقال يزيد بن الحكم الثّقفيّ (٥) :

شريت الصبا والجهل بالحلم والتقى

وراجعت عقلي والحليم المراجع

أبى الشيب والإسلام أن أتبع الهوى

وفي الشيب والإسلام للمرء وازع

وإني امرؤ لا أزعم البخل قوة

ولكنني للمال بالحمد بائع

وأعلم أن الجود مجد لأهله

وأن الذي لا يتقي الذم راضع

وقال يزيد بن الحكم الثّقفيّ (٦) :

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : خلف.

(٢) من قوله يحيى .. إلى هنا مكانه بياض في «ز».

(٣) من هنا إلى آخر الخبر بياض في م.

(٤) بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٥) البيتان الأول والثاني في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٠٢) ص ٢٧٧ والأول والثاني في سير الأعلام ٤ / ٤١٩.

(٦) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٢٩٤.

١٦٥

وإني لأرعى المرء لو يستطيعني (١)

أصاب دمي يوما بغير قتيل

وأعرض عما ساءه وكأنما

يقاد إلي ما ساءني بدليل

مجاملة مني وإحسان (٢) صحبة

بلا حسن منه ولا بجميل

ولو شئت لو لا الحلم جدّعت أنفه

بإيعاب (٣) جدع بادىء وعليل

أصالة حلم من حلوم أصيلة

ولا حلم إلّا حلم كل أصيل

حفاظا على أحلام قوم رزئتهم

رزان يزينون النديّ كهول

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٤) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال :

وقال يزيد بن الحكم يرثي ابنه وأنشد ابن عائشة بعضها وسائرها عن غيره :

أبا خالد والدهر لا بد إنّه

على كل حال ريبه سيريب

عدو امرئ تأميل ما ليس نائلا

ودنيا غرور للنفوس كذوب

لعمري وقد وهنت مني على العدى

ويوصم عود النبع وهو صليب

وكنت كأني منك في رأس زهوة

لها طابقات دونها ولهوب

وكانت قناتي لا تلين وأصبحت

أنانيب منها قد وهت وكعوب

كأني ولو كنت امرأ في عشيرتي

لفقدك يا خير الشباب غريب

ولو عشت لي لم أختشع من مصيبة

تكون إذا كانت سواك تصيب

وكنت أرى أني إذا غبت ميت

ولو كنت يوما يا بني تغيب

لقد نظرت عيني إليك بمصرع

وأنت قتيل للمنون سليب

ولسنا بأحيا منك إلّا إلى مدى

ملاؤه عيش بعدهن قريب

بقيات آجال إليها انتهاؤنا (٥)

بقينا عليها نفتدي ونئوب

مواقيت لا تدني بغيضا لبغضه

لموت ولا يحيي الحبيب حبيب

تفرق ما بين الحبيب وحبه

مضاجع قد حطت لهن جنوب

__________________

(١) الأغاني : ومولى كذئب السوء لو يستطيعني.

(٢) الأغاني : وإكرام غيره.

(٣) أوعبه إيعابا : استوعبه.

(٤) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : انتهاؤها.

١٦٦

أبا خالد لا العيش بعدك طيب

وكيف وقد أفردت منك يطيب

وكيف يطيب عيش من كنت سيفه

وقد سويت رمسا عليب قليب

نرى حولك الأعداء من كل جانب

ودونك من ترب الضريح كثيب

ومن لا يبيت الليل إلّا وعنده

عجوز لها حتى الصباح نحيب

جرى دمعها حتى بمجرى دموعها

من الوجه من مجرى الدموع يذوب

إذا انفدت دمعا جرى بعد دمعها

دم من مآقي المقلتين صبيب

تعزى على ابن لأنثى ولم تكن

لتسلو ابنها حتى يزول عسيب

وكيف تعزى فاقد خان عهدها

أعزّ كمصباح الظلام نجيب

جرىء على الجلاء لها غير هائب

ولكن لما هاب الكرام هيوب

يسير لمن يبغى بعرف يساره

ألد على باغي الشغوب شغوب

ثقيل على أعدائه يتقونه (١)

بصير بأدواء الرجال طبيب

فتيّ السن كهل العلم لا متوغر

ولا حنق عند العتاب غضوب

ولا نزق جهلا ولا واهن القوى

ولا حجر جعد اليدين جدوب (٢)

أخو القوم لا باغ عليهم بفضله

ولا مزمهر في الوجوه قطوب

فلا جاره لاح والضيف لائم

ولا خدنه في الصالحين يغيب

إذا ذكر الناس الجميل من امرئ

أو الخير أو قال الصواب خطيب

وإن كرم الأخلاق وحلم ذي الحجى

تذكر أو لدّ الخصام أريب

وإن قام مذكي الحرب أو مطفئ لها

لتطفأ حرب أو تشب حروب

ذكرتك فاسترجعت والصدر كاضم

على غصة منها الفؤاد يذوب

إرادة موعود قضى الله أنه

على الصبر إياه الصبور يثيب

يقول رجالك (٣) شبت من غير كبرة

وأهون مما قد رزئت يشيب

أرى الحزن تبلية الليالي وطولها

وحزني جديد ما حييت قشيب

يوافي بحزني كل يوم وليلة

طلوع لشمس أشرقت وغروب

ألا ليتنا نرجو إيابك غائبا

وما كل من نرجو الإياب يئوب

__________________

(١) في «ز» : بثقوبه.

(٢) في «ز» : جديب ، وفي م : حديب.

(٣) في «ز» : رجال.

١٦٧

ويا ليت إن الناس من عنبس به

دعتهم بأرواح النفوس شعوب

فكانوا هم الحاسبين من عنبس به

حسا الموت لا يبقى (١) لهن غريب

٨٢٦٣ ـ يزيد بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي (٢)

كان أبوه أمير العراقين لهشام بن عبد الملك ، ثم عزله ، فلما ولي الوليد بن يزيد أخذ خالد بن عبد الله وسلّمه إلى يوسف بن عمر الثقفي أمير العراق ، فعذبه حتى مات في يده ، وحبس الوليد بن يزيد بن خالد في عسكره ، فلما قتل الوليد تخلّص من الحبس ، فكان مع يزيد بن الوليد ، فلما مات ودخل مروان بن الحكم دمشق ، واستوسق له الأمر اختفى ، فلما وثب أهل دمشق بزامل بن عمرو عامل مروان عليهم ولّوا عليهم يزيد بن خالد ، فوجه إليهم مروان من حمص أبا الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر ، وعمرو بن الوضاح فهزموهم ، ولجأ يزيد وأبو علاقة إلى رجل من لخم من أهل قرية المزة ، فدل عليهما زاملا (٣) فأرسل إليهما فقتلا.

ذكر أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي فيما نقلته من خطه : قال : وقد روى إسحاق بن إبراهيم الموصلي من حين قتل يزيد ضد ما رواه أبو الحسن المدائني قال إسحاق بن إبراهيم :

كان إسحاق بن مسلم العقيلي يقول : لقد رأيت من مروان بن محمّد فعلا ما رأيت لعربي ولا عجمي أخنى منه ، ولا أرذل :

بينما نحن يوما على مائدته ، إذ دخل عليه الآذن فقال : قد جيء بيزيد بن خالد بن عبد الله القسري ، فقال : ليدخل ، فأدخل أربعة ممسكون بعضديه ، فاستدناه ، فأدني ، ثم استدناه فأدني ، حتى صارت ركبتاه على ركبتيه ، فرفع يده من الطعام ، فأخذ منديل المائدة فلف طرفه على إصبعه ثم أدخلها في عين يزيد بن خالد ، فو الله إن زال يكبسها حتى استخرج حدقته ، فضرب بها وجهه ، ثم أدار يده إلى حدقته الأخرى ، ففعل بها مثل ذلك ، وما سمعت ليزيد كلمة ، غير أني رأيته حين نحّي يمسح وجهه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا

__________________

(١) في «ز» : يبكي.

(٢) جمهرة ابن حزم ص ٣٨٨ ، تاريخ خليفة بن خياط (الفهارس) تاريخ الطبري (الفهارس).

(٣) في «ز» : زامل.

١٦٨

أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : وفيها ـ يعني : سنة سبع وعشرين ومائة ـ قتل يزيد بن خالد بن عبد الله القسري بالغوطة ، قتله رجل من بني تميم ، يقال له صعصعة.

[قال ابن عساكر :](٢) [الصواب : من بني نمير](٣).

٨٢٦٤ ـ يزيد بن خالد بن الوليد الكلبي

ابن أخي الأبرش سعيد بن الوليد ، كان على ميسرة الوليد بن يزيد حين قتل ، له ذكر.

٨٢٦٥ ـ يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب

ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف (٤)

أحد وجوه بني حرب الممدحين ، أمّه أم ولد.

كان يسكن بدمشق ، وخرج عنها إلى حمص ، وتوجه منها إلى دمشق في العسكر الذي جاء للطلب بدم الوليد بن يزيد ، فأخذ أسيرا ، وسجن في الخضراء ، وبايع مروان بن محمّد بدمشق سنة سبع وعشرين ومائة ، له ذكر ، وكان يتهم بالزندقة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال في تسمية ولد خالد بن يزيد ، قال (٥) : ويزيد بن خالد بن يزيد ، حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله قال : له يقول موسى شهوات (٦) ، مولى بني سهم بن عمرو بن هصيص ـ قال أبو عبد الله : والثبت عندي مولى بني تميم (٧) ـ

ثم نادي إذا أتيت دمشقا (٨)

يا يزيد بن خالد بن يزيد

__________________

(١) رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص ٣٧٤.

(٢) الزيادة منا.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم والذي في تاريخ خليفة بن خياط المطبوع بين يدي : من بني تميم.

(٤) ترجمته في نسب قريش ص ١٣٠ وجمهرة ابن حزم ص ١١٢.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٣٠.

(٦) البيتان في الأغاني ٣ / ٣٥٨ ونسب قريش ص ١٣٠.

(٧) موسى شهوات ، هو موسى بن يسار مولى قريش ، ويختلف في ولائه فيقال : إنه مولى بني سهم ، ويقال : مولى بني تيم بن مرة ، ويقال : مولى بني عدي بن كعب ، وشهوات لقب غلب عليه.

(٨) في الأغاني : قم فصوّت إذا أتيت دمشقا.

١٦٩

يا يزيد بن خالد إن تجبني

يلقني طائري بسعد (١) السعود

٨٢٦٦ ـ يزيد بن خالد أبو منبوت (٢)

أظنّه حمصيا.

رأى أبا العميطر بدمشق.

حكى عنه أحمد بن المعلّى.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلّى ، نا يزيد بن خالد أبو منبوت ، قال : رأيت أبا العميطر إذا خرج من الخضراء وهو راكب يمشي بين يديه خمس مائة رجل على رءوسهم القلانس الشاميات ، وفي أيديهم المقارع (٣).

قال : ونا أحمد بن المعلّى قال : سمعت عمرو بن عثمان يقول : كان محمّد بن المصفّى ، ومحمّد بن سلّام أبو ثور العطار ، ويزيد بن خالد ممن خرج من حمص إلى أبي العميطر ، فكانوا يمشون بين يديه وعلى رءوسهم القلانس الطوال.

٨٢٦٧ ـ يزيد بن خالد أبو بشر

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه عمر بن عبد الواحد.

٨٢٦٨ ـ يزيد بن دحية بن خليفة الكلبي المزّي (٤)

له ذكر.

٨٢٦٩ ـ يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي الصّنعاني (٥)(٦)

روى عن أبي أسماء الرّحبي ، وأبي الأشعث الصّنعاني ، وربيعة بن يزيد ، وسليمان بن

__________________

(١) في الأغاني ونسب قريش : بنجم السعود.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : مثبوت.

(٣) المقارع واحدتها مقرعة ، وهي خشبة تضرب بها البغال والحمير ، والمقرعة : السوط ، (تاج العروس : قرع) ط.

دار الفكر.

(٤) غير واضحة بالأصل ورسمها : «المتري» وفي «ز» : «المري» والمثبت عن م.

(٥) ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٢٦١ وميزان الاعتدال ٤ / ٤٢٢ ولسان الميزان ٦ / ٢٨٦ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٣٢ والكامل لابن عدي ٧ / ٢٥٩.

(٦) الصنعاني : نسبة إلى صنعاء دمشق ، وهي قرية على باب دمشق دون المزة وهي مقابل مسجد خاتون (معجم البلدان) والرحبي : نسبة إلى رحبة دمشق ، وهي قرية من قراها (معجم البلدان ٣ / ٣٣).

١٧٠

موسى ، وغزية بن أبي غزية الأنصاري ، وبلال بن سعد.

روى عنه : بقية بن الوليد ، والوليد بن مسلم ، وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ومحمّد بن المبارك الصوري ، وأبو توبة الربيع بن نافع ، ومجاشع بن يوسف الأسدي.

أخبرنا أبو الفضل (١) محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنبأ أبو الحسن عبد الرّحمن [بن](٢) محمّد بن المظفّر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنا عيسى بن عمر ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، أنا مروان بن محمّد ، نا يزيد بن ربيعة الصّنعاني ، نا ربيعة بن يزيد قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول.

ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عرفجة القرشي ، ثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، نا يحيى بن صالح ، نا يزيد بن ربيعة ، عن ربيعة بن يزيد ، عن واثلة بن الأسقع قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من طلب علما ـ وفي حديث مروان : من طلب العلم ـ فأدركه كان له كفلان من الأجر ، ومن لم يدركه كان له كفل من الأجر» [١٣٢٢٠].

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي ، نا الحسن بن علي الكسائي الهمذاني ، نا عبد الصّمد بن سليمان البلخي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا يزيد بن ربيعة ـ من أهل دمشق ـ حدّثني ربيعة بن يزيد ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من الأجر ، ومن طلب علما لم يدركه كتب له كفل من الأجر» [١٣٢٢١].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنبأ أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، ثنا أبي ، نا يحيى بن صالح الحمصي ، نا يزيد بن ربيعة الرّحبي ـ من أهل دمشق ـ حدّثني ربيعة بالحديث الأول.

__________________

(١) في «ز» : المفضل.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.

١٧١

ورواه مجاشع بن يوسف الأسدي ، عن يزيد بن ربيعة ، عن واثلة ، وقصر به.

أخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على أبي القاسم السلمي ، [أنا أبو بكر بن المقرئ](١) أنبأ أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا الهذيل (٢) بن إبراهيم الجمّاني (٣) ، حدّثني مجاشع بن يوسف الأسدي ، حدّثني يزيد بن ربيعة الدّمشقي ، عن واثلة بن الأسقع الليثي قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من طلب علما فأدركه ، أعطاه الله كفلين من الأجر ، ومن طلب علما فلم يدركه أعطاه الله كفلا من الأجر» ، ففسّره قال : من طلب علما فأدركه أعطاه الله أجره ما علم وأجر ما عمل ، ومن طلب علما فلم يدركه أعطاه الله أجر ما علم. وسقط عنه أجر ما لم يعمل [١٣٢٢٢].

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (٤).

ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن محمّد ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب ، نا البخاري قال :

يزيد بن ربيعة أبو كامل الدّمشقي الصّنعاني ـ صنعاء دمشق ـ وقال ابن سهل : الرّحبي ، من صنعاء دمشق (٥) ، عن أبي أسماء ، حديثه مناكير.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، ثنا ابن عدي (٦) ، ثنا الجنيدي ، نا البخاري قال : يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي الصّنعاني ـ صنعاء دمشق ـ عن أبي الأشعث ، حديثه مناكير.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

(٢) في م : الهزيل.

(٣) الجماني بالجيم المضمومة وتشديد الميم المفتوحة في آخرها نون بعد الألف ، هذه النسبة إلى الجمة. قال السمعاني : وكان الهذيل طويل الجمة ، يعني الشعر الذي في مقدم الرأس (الأنساب : الجماني ٣ / ٨٤ ـ ٨٥).

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٣٢.

(٥) الذي في التاريخ الكبير : الرحبي الدمشقي الصنعاني ، صنعاء دمشق.

(٦) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٩.

١٧٢

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنبأ أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (١) : يزيد بن ربيعة الرّحبي الدّمشقي ، صنعاني ، أبو كامل ـ صنعاء دمشق ـ روى عن أبي الأشعث الصنعاني ، روى عنه الوليد بن مسلم ، وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأ أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو كامل يزيد بن ربيعة ، عن أبي أسماء الرحبي ، روى عن إسحاق بن يزيد ، ويحيى بن صالح.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو كامل يزيد بن ربيعة الصّنعاني ، ليس بثقة ، دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل أيضا ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو كامل يزيد بن ربيعة الدّمشقي ، عن أبي الأشعث الصنعاني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو كامل يزيد بن ربيعة الصّنعاني ، صنعاء دمشق ، يروي عن أبي أسماء عمرو بن مرثد (٢) الرحبي ، روى عنه أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي ، ليس بالمتين عندهم ، كنّاه وسمّاه لنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم الغازي ، نا البخاري قال : وقال : حديثه مناكير.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو (٣) محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يزيد بن ربيعة.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٦١.

(٢) كذا بالأصل وم ، وتحرفت في «ز» إلى : يزيد ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٢٩.

(٣) سقطت من «ز».

١٧٣

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد ، نا (١) ابن عدي (٢) نا ابن حمّاد ، نا معاوية ـ أراه عن يحيى ـ قال : قال لي أبو مسهر : يزيد بن ربيعة كان قديما ، غير متّهم ، ما ينكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث ، ولكني أخشى عليه سوء الحفظ والوهم.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٣) : قيل لأبي مسهر ، فيزيد بن ربيعة؟ قال : كان شيخا كبيرا.

قال أبو زرعة (٤) : فأخبرني غير أبي مسهر : أنه كان مختلطا ، قال : ورأيت عبد الرّحمن بن إبراهيم وهشاما يبطلان حديثه.

أخبرنا (٥) أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين الصيرفي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : يزيد بن ربيعة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس.

قال : نا محمّد بن عبد الله بن عمّار قال : قال جماعة من أصحاب الحديث ، ابن أبي الحواري وغيره ، قالوا : ليس يعرف بدمشق كذّاب إلّا رجلين ، فإذا تركت هذين الرجلين لم يبق بدمشق أحد : الحكم بن عبد الله الأيلي ، ويزيد بن ربيعة بن يزيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد ، أنبأ القاسم بن عيسى ، ثنا إبراهيم بن يعقوب السعدي.

__________________

(١) قوله : نا ابن عدي» أخر بالأصل إلى ما بعد : «نا ابن حماد» قدمناه بما يوافق «ز» ، والسند معروف ، وقد سقطت العبارة من م.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٩.

(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٧٧.

(٤) تاريخ أبي زرعة ١ / ٣٧٧.

(٥) قدّم الخبر التالي في «ز» إلى ما قبل الأخبار الأربعة السابقة.

١٧٤

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد (١) ، نا ابن حمّاد قال : قال السعدي : أحاديث يزيد بن ربيعة ـ وقال ابن عيسى : يزيد بن ربيعة أحاديثه ـ أباطيل ، أخاف أن تكون موضوعة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم بن يوسف ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، أنا سعيد بن عثمان البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخط يده في أسامي الضعفاء ، ومن تكلّم فيهم من المحدّثين : يزيد بن ربيعة أبو كامل الدّمشقي.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) : سألت أبي عن يزيد بن ربيعة؟ فقال : ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، وفي روايته عن أبي الأشعث عن ثوبان تخليط كثير.

وذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الكناني (٣) : أنه سأل أبا حاتم عن يزيد بن ربيعة أبي كامل الدّمشقي الصّنعاني ـ صنعاء دمشق ـ فقال أبو حاتم : ليس هو بالقوي.

وبلغني عن إسحاق بن سيّار النصيبي أنه قال : يزيد بن ربيعة ضعيف.

أخبرنا (٤) أبو الحسن الفرضي ، وأبو (٥) يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا (٦) أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : يزيد بن ربيعة متروك الحديث ، شامي.

أخبرنا أبو القاسم ، [أنبأ أبو القاسم](٧) أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٨) : ويزيد بن ربيعة هذا أبو مسهر أعلم به لأنه من بلده ، ولا أعرف له شيئا منكرا قد جاوز الحد فأذكره ، وأرجو أنه لا بأس به في الشاميين.

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ٢٥٩.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٦١.

(٣) الأصل و «ز» : الكتاني ، والمثبت عن م.

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح س» بحرف صغير.

(٥) كتب فوقها بحرف صغير : «س».

(٦) من هنا ... إلى قوله : الخلال ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم لتقويم السند.

(٨) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٩.

١٧٥

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق ، أنا القاضيان أبو الغنائم محمّد بن علي وأبو تمام علي بن محمّد ـ في كتابيهما ـ عن الدارقطني ، قال.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو ناصر (١) محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو بكر البرقاني ـ إجازة ـ قال : هذا ما [بلغني عن](٢) الدارقطني من المتروكين : يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي ، من صنعاء دمشق ، زاد ابن بطريق : الدمشقي الصّنعاني ضعيف.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد (٣) بن محمّد البرقاني قال : سألت أبا الحسن (٤) الدارقطني عن يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث؟ قال : دمشقي متروك.

٨٢٧٠ ـ يزيد بن الرّقاع ، هو يزيد بن يزيد بن يزيد (٥)

يأتي بعد إن شاء الله تعالى.

٨٢٧١ ـ يزيد بن روح اللّخمي (٦)

كان أميرا على بعلبك ، ثم ولّاه صالح بن علي دمشق عند قتله الحكم بن ضبعان الجذامي (٧) ، وكان الحكم على طاعة عبد الله بن علي.

أنبأنا عنه : محمّد بن إسحاق.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي ، حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد ، نا نوح بن عمرو بن حوي السكسكي ، عن النضر بن يحيى الكلبي قال :

كان صالح بن علي بمصر على طاعة أبي جعفر ، فلمّا بلغه أن عبد الله بن علي قد

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م : «منصور» ، وفي «ز» : «ياسر».

(٢) الأصل : «نا صعب» ومكانه بياض في م ، والمستدرك : «بلغني عن» من «ز».

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أبو بكر محمّد بن أحمد البرقاني.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : الحسين.

(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «يزيد بن يزيد» وفي م : «يزيد بن زيد».

(٦) ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٢٦١ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٣٢ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢١٤ وفيه : يزيد بن رياح» وأمراء دمشق ص ٩٨.

(٧) سقطت اللفظة من «ز».

١٧٦

خلع أبا جعفر ، وأنّه قد عزم على حربه ، أقبل [صالح](١) بن علي بمن معه من أهل خراسان منكرا لفعل عبد الله بن علي حتى لقي الحكم بن ضبعان الجذامي ، ومع الحكم خلق كثير من أهل الشام في طاعة عبد الله بن علي ، فهزمهم صالح باللجون (٢) بين فلسطين والأردن ، وقتل منهم ناسا كثيرا ، وأفلت الحكم حتى أخذه بعد يزيد بن روح اللّخمي بأرض بعلبك ، وكان يزيد عاملا لصالح بن علي على (٣) بعلبك ، فضرب عنق الحكم ، وبعث برأسه إلى صالح بن علي ، فبعث به صالح إلى أبي جعفر ، ونقل صالح بن علي يزيد بن روح عند قتله الحكم بن ضبعان (٤) إلى ولاية دمشق.

قال : وأخبرني أبو الفضل العبّاس بن الفضل السقلي ، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد ، حدّثني صفوان بن صالح ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه : أن يزيد بن روح كان أميرا (٥) على دمشق في سنة ثمان وثلاثين ومائة ، سأل نفرا من فقهاء دمشق عن مسألة ، أحدهم يزيد بن أبي مالك الهمداني (٦).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٧) : يزيد بن روح اللّخمي من رهط تميم الداري ، روى عنه محمّد بن إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (٨) : يزيد بن روح اللّخمي من رهط تميم الداري ، روى عن .... (٩) ... روى عنه ابن إسحاق ، وسمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : هو مجهول.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٢) اللجون : بفتح أوله ، وضم ثانيه وتشديده وسكون الواو ، بلد بالأردن ، بينه وبين طبرية عشرون ميلا (معجم البلدان ٥ / ١٣).

(٣) كتبت بالأصل فوق الكلام في الأصل.

(٤) في تحفة ذوي الألباب : صعبان.

(٥) بالأصل وم : «أميرا كان» والمثبت عن «ز».

(٦) في «ز» : الهمذاني.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٣٢.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٦١.

(٩) بياض بالأصل وم و «ز» ، والجرح والتعديل ، وكتب على هامش «ز» : بياض بالأصل.

١٧٧

٨٢٧٢ ـ يزيد بن زحر ، ويقال ابن الحر

تقدم ذكره.

٨٢٧٣ ـ يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ [بن مصعب](١) الحميريّ من آل ذي

فلجان بن زرعة بن يعفر بن السميفع بن يعفر بن باكور بن زيد بن شرحبيل

ابن الأسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاعي الحميريّ الكلاعي البصري (٢)

حليف آل خالد بن أسيد بن أبي العاص ، أقدم على معاوية لما شكاه عبيد الله بن زياد في نفيه زياد من أبي سفيان ، وإنّما لقب جده مفرّغا لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه كله ، فشربه حتى فرغه ، ويقال : هو يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ اليحصبي من حمير ، ويحصب هو ابن مالك بن يزيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم (٣) بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان حليف خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس ، ويقال : إنه مدفوع النسب في حمير ، وأن ربيعة بن مفرّغ كان شعّابا (٤) بتبالة (٥) ويقال بالمدينة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن.

ح قال : وأنا ابن خيرون ، أنا الحسن بن الحسين النعالي ، ثنا جدي إسحاق بن محمّد ، قالا : أنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، نا قعنب بن المحرر قال : وكان السيد الحميريّ يسميه ـ يعني ابن مفرّغ ـ (...) (٦) في أشعاره ، وكان دعيا يدّعي إلى حمير ، وكان ربيعة بن مفرّغ جده مولى لبني هلال.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

(٢) ترجمته وأخباره في الأغاني ١٨ / ٢٥٤ ومعجم الأدباء ٢٠ / ٤٣ وفيات الأعيان ٦ / ٣٤٢ وتاريخ الطبري (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس) وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٢٢ وخزانة الأدب ٢ / ٥١٥ والشعر والشعراء ص ٢٠٩.

(٣) الأصل : خيثم ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) الشعاب : الذي يصلح الصدوع في الإناء ، وفي وفيات الأعيان أن مفرغا كان حدادا.

(٥) تبالة : موضع ببلاد اليمن ، وتبالة : بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن. (راجع معجم البلدان ٢ / ٩).

وفي سير الأعلام : تبالة بالفتح : قرية بالحجاز مما يلي اليمن ٣ / ٥٢٢.

(٦) كلمة غير مقروءة بالأصل ورسمها : «كفتى» وفي م : «كعبى» وتقرأ في «ز» : «يعني».

١٧٨

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي علي بن محمّد ، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي قال : قال أبو الحسن المدائني :

وكان يزيد بن مفرّغ الحميريّ مع عباد بن زياد ، فاستخفاه ، وهجاه ، وفارقه مقبلا إلى البصرة ، وعبيد الله يومئذ وافد (١) على معاوية ، فكتب عباد إلى عبيد الله ببعض ما هجاه به ، ووجّه [به يزيدا](٢) فكان فيما كتب به قصيدته التي يقول فيها (٣) :

إذا أودى معاوية بن حرب

فبشر شعب قعبك بانصداع

شهدت (٤) بأن أمك لم تباشر

أبا سفيان واضعة القناع

ولكن كان أمرا (٥) فيه لبس

على وجل شديد وارتياع

فلما قرأ عبيد الله الشعر دخل على معاوية ، فأنشده إياها ، واستأذنه في قتل ابن مفرّغ ، فأبى عليه أن يقتله ، وقال : أدّبه ، ولا تبلغ به القتل ، وقدم ابن مفرّغ البصرة ، فاستجار بالأحنف بن قيس فقال : إني لا أجير على ابن سميّة ، فإن شئت كفيتك شعر بني تميم ، فقال ذلك ما لا أبالي إلّا أكفاه ، فأتى خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد يودّعه ، ثم أتى عمر بن عبيد الله بن معمر ، ثم أتى المنذر بن الجارود ، فأجاره ، وأدخله داره ، وكانت بحرية ابنة المنذر عند عبيد الله بن زياد ، فلمّا قدم عبيد الله البصرة أخبر بمكان ابن مفرّ ، وأتى المنذر بن الجارود عبيد الله مسلما ، فأرسل عبيد الله الشرط إلى دار المنذر ، وأخذوا ابن مفرّغ ، فلم يشعر المنذر وهو عند عبيد الله إلّا وابن مفرّغ قد أقيم على رأسه ، فقام إلى عبيد الله فقال : أيها الأمير ، إنّي قد أجرته ، فقال : الله يا منذر؟! ليمدحنّك وأباك ويهجوني وأبي؟! ، ثم تجيره عليّ ، وأمر به فسقي دواء ، ثم حمل على حمار على إكاف ، فجعل يطاف به وهو يسلح في ثيابه ، فيمرّ به في الأسواق ، فقال للمنذر (٦) بن الجارود (٧) :

تركت قريشا أن أجاور فيهم

وجاورت عبد القيس أهل المشقّر (٨)

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وافدا.

(٢) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٣) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٦٥ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥٠.

(٤) الأغاني والوفيات : فأشهد.

(٥) الأغاني : أمر.

(٦) في «ز» : المنذر ، تصحيف.

(٧) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ومعجم البلدان (المشقر) ٥ / ١٣٤.

(٨) المشقر : بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وتشديد القاف ، حصن بين نجران والبحرين.

١٧٩

أناس أجارونا فكان جوارهم

أعاصير من فسو (١) العراق المبذر

فأصبح جاري من جذيمة (٢) نائما (٣)

ولا يمنع الجيران غير المنقر (٤)

وقال أيضا (٥) :

أصبحت لا مني قيس فتنصرني

بكر (٦) العراق ولم تغضب لنا مضر

ولم تكلّم قريش في حليفهم

إذ غاب ناصره بالشام واحتضروا

وقال لعبيد الله بن زياد (٧) :

يغسل الماء ما صنعت وشعري (٨)

راسخ منك في العظام البوالي

ثم حمله عبيد الله إلى عبّاد حتى قدم على معاوية ، ويقال إن حمير غدت على معاوية في خمس مائة فارس دارع ، فسألوه أن يهبه لهم ، فقال في طريقه (٩) :

عدس (١٠) ما لعباد عليك إمارة

نجوت ، وهذا تحملين طليق

لعمري لقد نجّاك (١١) من هوّة الردى

إمام وحبل للإمام وثيق

سأشكر ما أوليت من حسن نعمه

ومثلي بشكر المنعمين حقيق

فلما دخل على معاوية ، بكى ، وقال : ركب مني ما لم يركب من مسلم ، على غير حدث ولا جرم. قال : أولست القائل (١٢) :

ألا أبلغ معاوية بن حرب

مغلغلة (١٣) من الرجل اليماني

__________________

(١) فسو : حي من عبد القيس ، وفي الأغاني : «قسو».

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : خزيمة.

(٣) في الأغاني : قائما.

(٤) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، وفي الأغاني : المشمر.

(٥) البيتان في الأغاني ١٨ / ٢٦٦ من عدة أبيات.

(٦) في الأغاني : قيس العراق.

(٧) البيت من قصيدة طويلة في الأغاني ١٨ / ٢٦٧ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥٠ والشعر والشعراء ص ٢١١.

(٨) الأغاني والوفيات : وقولي.

(٩) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧٠ ـ ٢٧١.

(١٠) عدس ، لعله اسم البغلة ، أو هي كلمة زجر للبغلة ، (راجع تاج العروس) طبعة دار الفكر.

(١١) الأغاني : أنجاك.

(١٢) الأبيات في الأغاني ١٨ / ٢٧١ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥٠.

(١٣) المغلغلة عنى بها الرسالة التي تحمل من بلد إلى بلد آخر.

١٨٠