تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، أنا الثقفي ـ يعني : السراج ـ قال : سمعت المهنّى بن يحيى قال : سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال : رأيته ، ولم يحمده.

أخبرنا (١) أبو (٢) الحسن علي بن المسلّم السلمي ، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة [نا] أحمد بن صالح قال : وجدنا عند يحيى بن صالح ثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره (٣).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك (٤) ، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٥) ، نا عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال : رأيته في جنازة أبي المغيرة ، فجعل أبي يضعفه (٦) ، قال أبي : أخبرني إنسان من أصحاب الحديث قال : قال يحيى بن صالح : لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث ـ يعني : هذه التي في الرؤية (٧) ـ قال أبي : كأنه نزع إلى رأي جهم.

قال : ونا العقيلي (٨) ، حدّثني عبد الله بن علي ، نا إسحاق بن منصور ، نا يحيى بن صالح وكان مرجئا خبيثا ، داعي دعوة ليس بأهل أن يروى عنه.

قال العقيلي (٩) : يحيى بن صالح الوحاظي حمصي ، جهمي (١٠).

وسئل محمّد بن عوف عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال : كان يرى رأي أبي حنيفة وأصحابه ، وخرج من مكة ، وزامل محمّد بن الحسن إلى الكوفة ، فقال له إسماعيل بن عيّاش : لو زاملت كذا كان خيرا لك من أن تزامله.

__________________

(١) الخبر التالي سقط بتمامه من م.

(٢) من هنا ... إلى قوله : صالح ، مكانه بياض في «ز».

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٥٥.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : أنا محمد بن المظفر بن المبارك.

(٥) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٤٠٨.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الضعفاء الكبير : يصفه.

(٧) في الضعفاء الكبير : الرواية.

(٨) الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي ٤ / ٤٠٩.

(٩) الضعفاء الكبير ٤ / ٤٠٨.

(١٠) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والضعفاء الكبير.

٢٨١

وقال أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي : كان حيوة بن شريح ينهاني أن أكتب عن يحيى بن صالح الوحاظي ، وقال : هو كذا وكذا (١).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر ، وأبو الميمون فرّقهما ، قالا : أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (٢) ، نا يزيد بن عبد ربّه قال : سمعت وكيعا ـ وفي حديث أبي الميمون : وكيع بن الجرّاح ـ يقول ليحيى بن صالح ـ زاد أبو الميمون : الوحاظي ـ وقالا : ـ يا أبا زكريا اجتنب ، وقال أبو الميمون : احذر الرأي ، فأنّي سمعت أبا حنيفة يقول : البول ، ـ وقال أبو الميمون : للبول (٣) ـ في المسجد أحسن من بعض قياسهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب قال : كتب إليّ (٤) عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي أخبرهم.

وأنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ـ لفظا ـ.

وقرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز ، أنا ابن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال : سمعت أبا اليمان يقول : قدم الحسن بن موسى الأشيب علينا قاضيا بحمص ، فقال لي : دلّني على رجل ثقة موسر أستعين به في بعض أمري ، فقلت : لا أعرف أحدا أوثق من يحيى بن صالح (٥).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله المقرئ.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل أحمد بن عبد الله بن عمر ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا ابن مصفّى قال : مات يحيى بن صالح سنة ثنتين وعشرين ومائتين (٦).

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، نا أبو الحسين بن

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣.

(٢) الخبر رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٥٠٧.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.

(٤) من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٥) الخبر في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٤.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٤.

٢٨٢

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : سنة ثنتين وعشرين ومائتين](١) فيها مات أبو صالح يحيى بن صالح الوحاظي ، ومولده سنة وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : ومات يحيى بن صالح سنة اثنتين وعشرين ومائتين ، وهكذا قال عمرو بن دحيم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة اثنتين وعشرين ـ مات يحيى بن صالح الوحاظي ، وهو ابن خمس وثمانين سنة (٢).

٨١٥٤ ـ يحيى بن صفوان

من جند بني العبّاس الذين حاصروا دمشق مع عبد الله بن علي ، وكان مع العبّاس بن يزيد على باب الفراديس ، له ذكر.

٨١٥٥ ـ يحيى بن طالب أبو زكريا الأنطاكي ، ويقال : الطّرسوسي الأكّاف

نزيل دمشق.

وسمع بدمشق وغيرها هشام بن عمّار ، ومحمّد بن مصفّى ، وعبيد بن هشام الحبلي ، ونوح بن حبيب ، وهشام بن خالد ، وأبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي ، وعبّاس بن الوليد الخلّال ، والحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني ، ومحمّد بن محمّد بن إدريس الشافعي.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي الخراز ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد الأصبهاني ، وأبو عمر أحمد بن محمّد الطّرسوسي الجلي ، وأبو الفضل العبّاس بن أحمد الخواتيمي ـ قاضي طرسوس ـ ومحمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميمذي ، وأبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني ، وأبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد ، نا يحيى بن طالب الأنطاكي

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وتداخل الخبران : فاختل السياق ، والزيادة عن «ز» ، وم.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٤.

٢٨٣

ـ بطرسوس ـ نا هشام بن عمّار ، نا سليمان بن موسى الزهري ، نا مطاهر بن أسلم ، حدّثني سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقرأ عشرا من آخر آل عمران كل ليلة [١٣١٣٦].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ ونقلته من خطه ـ نا عبد العزيز الكتّاني قال : قرأت على أبي القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجزري ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الأنصاري القاضي ـ بالجزيرة ـ نا سهل بن داود بن ديرويه الرازي ، وأحمد بن محمّد بن عاصم الرّازي ، وعبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي ، والوليد بن حمّاد أبو العبّاس الرملي ، ويحيى بن طالب الطّرسوسي ـ بدمشق ـ قالوا : أنا هشام بن عمّار الدمشقي ، نا حمّاد بن عبد الرّحمن ، نا خالد بن الزبرقان القرشي ، عن سليمان بن حبيب المحاربي ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديث ذكرته في ترجمة سهل بن داود ، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الميمذي ، فقال : حدّثنا أبو زكريا يحيى بن طالب الطّرسوسي ، نزيل دمشق ، نا هشام بن عمّار ، فذكر حديثا.

٨١٥٦ ـ يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن [سعد بن

تيم بن مرة بن كعب بن](١) لؤي بن غالب القرشي التيمي (٢)

حدّث عن أبيه ، وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي.

روى عنه : ابناه : بلال ، وطلحة ، وعامر الشعبي ، وعبد الملك بن عمير.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي.

ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن منصور السلمي ، أنا أبو بكر بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم. راجع عامود نسب أبيه طلحة بن عبيد الله في تهذيب الكمال ٩ / ٢٥١.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٤٨ ونسب قريش ص ٢٨٣ وطبقات ابن سعد ٥ / .....

٢٨٤

المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، قالا : نا أبو كريب ، نا يونس بن بكير (١) ، أنا طلحة بن يحيى الطلحي ، عن يحيى وعيسى ابني طلحة ، عن أبيهما ، قال : مرّ علي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببعير قد وسم في وجهه فقال ـ زاد المحاربي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالا : ـ «لو أن أهل هذا ـ زاد أبو يعلي : البعير ـ عدلوا ـ قال المحاربي : النار عن ، زاد المحاربي : وجه وقالا : ـ هذه الدابة» فقلت : لأسمنّ في أبعد مكان من وجهها ، قال : فوسمت في عجب (٢) الذنب [١٣١٣٧].

قال الدارقطني : تفرّد به يونس بن بكير ، عن طلحة بن يحيى بن طلحة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا يوسف بن القاسم الميانجي.

وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم [أنا إبراهيم (٣)] بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالوا : أنا أبو يعلى الموصلي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري ، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر.

ح وأخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ ، أنا عمر بن أحمد بن عمر.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أحمد بن محمّد البحيري ـ إملاء ـ نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم.

ح وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا ، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء.

__________________

(١) قوله : «نا يونس بن بكير» مكرر بالأصل.

(٢) عجب الذنب : مؤخره.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

٢٨٥

أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت : نا أبو الطّيّب محمّد بن الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي ، قالوا : أنا أبو القاسم هارون بن إسحاق الهمداني.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن [عبد الله بن](١) مهدي ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قالوا : نا هارون بن إسحاق ـ زاد أبو يعلى : الهمداني (٢) ـ حدّثني ـ وقال بعضهم : حدّثنا ـ محمّد بن عبد الوهّاب زاد أكثرهم : القنّاد (٣) عن مسعر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي عن يحيى بن طلحة عن أمّه سعدى المرّية قالت :

مر عمر بطلحة بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما لي أراك مكتئبا؟ أيسوءك ، وقال البغوي : أساءك ، وقال اللخمي وابن أبي حاتم : أساءتك إمرة (٤) ابن عمّك؟ (٥) قال : لا ، ولكن (٦) ، وقال الميانجي : ولكني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند [موته](٧) إلّا كانت نورا لصحيفته ، وإن جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت» ـ زاد اللخمي وابن أبي حاتم : فقبض ولم أسأله ، قال : وقال ابن المقرئ : فقال : أنا أعلمها ، هي الكلمة التي أراد عليها عمّه ـ زاد ابن أبي حاتم : يعني : لا إله إلّا الله ، ولو أعلم أن شيئا ـ وقال البغوي : ولو علم شيئا ـ أنجى له منها لأمره ـ زاد المحاملي : به ـ [١٣١٣٨].

أخرجه النسائي عن هارون.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا داود بن علية ، عن مطرف ، عن عامر ، عن يحيى بن طلحة ، عن طلحة قال :

مرّ بي عمر بن الخطّاب وأنا كئيب حزين ، فذكر معنى الحديث علي بن مسهر (٨)

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز».

(٢) في «ز» : الهمذاني.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : العباد ، وفي م : «العداد» راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٧.

(٤) تقرأ بالأصل و «ز» : «امرأة» خطأ ، والتصويب عن م.

(٥) زيد بعدها في «ز» وم : وقال معلى : ما لك مكتئبا أساءتك إمرة ابن عمك في «ز» : «امرة».

(٦) بالأصل و «ز» : ولكني ، والمثبت عن م.

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٨) كذا بالأصل وم : «علي بن مسهر» وفي «ز» : «ابن مسعر» ولعل الصواب : «فذكر معني الحديث عن مسعر».

٢٨٦

وزاد ، قال عمر : أنا سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال الكلمة التي راودت عمي عليها فردّها عليّ لا يقولها عبد عند موته إلّا فسح له ووجد لها روحا حين يخرج نفسه» فقال طلحة : صدقت والله [١٣١٣٩].

قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار ، عن عبد العزيز [بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي](١) محمّد بن القاسم بن معروف ، نا علي بن بكر ، نا أبو بكر أحمد بن الخليل التناعمي ـ بالتناعم ـ نا عمر بن عبيدة.

ح قال : ونا أحمد بن بكر ، نا العبّاس بن الفرج أبو الفضل بإسناديهما ، ولا أخلص حديث أحدهما من الآخر.

أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج بن يوسف : أوفد إليّ وفدا (٢) معك بمائة رجل من وجوه أهل الحجاز ، فوفد يحيى ، أو يعقوب بن طلحة وحده ، فخرج الآذن ، فقال : الحجّاج ، فدخل وخرج الآذن فقال : الوفد ، فدخل ابن طلحة وحده ، فقال عبد الملك : أين الوفد المائة؟ قال : هو يعد لها يا أمير المؤمنين ، قال ابن طلحة : فلمّا رأيت موضعي من عبد الملك قلت : والله لأنصحنّه ، فذكر الحكاية في وقوعه في الحجّاج عند عبد الملك.

[قال ابن عساكر](٣) والمشهور أن صاحب هذه الحكاية هو إبراهيم بن محمّد بن طلحة ، وقد تقدمت في ترجمته.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٤) : في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة : عيسى ، ويحيى ابنا طلحة بن عبيد الله ، أمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة (٥) بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة أو نسبة (٦) بن غيظ بن مرة بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانه مطموس وغير مقروءة بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) الأصل وم : وفد ، خطأ ، والمثبت عن «ز».

(٣) زيادة منا.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٦١ رقم ١١١٠ و ١١١١.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي طبقات خليفة : حارثة.

(٦) الأولى إعجامها مضطرب بالأصل ، والثانية بدون إعجام فيه ، وفي م و «ز» : «شبه أو شيبه» ، والمثبت عن طبقات خليفة.

٢٨٧

عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن أبي بكر قال (١) : في تسمية ولد طلحة : وعيسى بن طلحة ، ويحيى بن طلحة ، وأمّهما سعدى ابنة عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة (٢) ، وأخواهما لأمّهما : المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، وسلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد (٣) بن المغيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو علي بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٤) في تسمية ولد طلحة ، قال : وعيسى ويحيى ، وأمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا ابن سعد قال (٥) : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة : يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، وأمّه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي ، ثم ذكر ولد يحيى بن طلحة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) :

يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي عن أبيه ، روى عنه ابناه : طلحة [وبلال (٧).

__________________

(١) نسب قريش للمصعب ص ٢٨١ و ٢٨٣.

(٢) الأصل : حارث ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وفي نسب قريش : خارجة.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : «بن الوليد» مكررة ، ولم تكرر في نسب قريش.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢١٤ في ترجمة طلحة بن عبيد الله.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٤.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٨٣ رقم ٣٠١٢.

(٧) إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.

٢٨٨

ثم قال البخاري بعد أن ذكر ترجمة أخرى :](١) يحيى بن طلحة ، [روى الشعبي عن طلحة بن يحيى عن](٢) أمّه سعدى المرية ، هو والد إسحاق المديني ، وقال شريك : حدّثنا عبد الملك بن عمير ، عن يحيى بن طلحة : سمعت أبا هريرة أخو موسى وإسحاق (٣).

[قال ابن عساكر :](٤) ولا معنى للفرق بينهما ، هما واحد.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي ، روى عن أبيه طلحة بن عبيد الله ، روى عنه الشعبي ، وابناه طلحة وبلال ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر قالا : نا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٦) : يحيى بن طلحة تابعي ، ثقة ، روى عن أبيه.

٨١٥٧ ـ يحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي (٧)(٨)

روى عن : زيد بن أسلم.

روى عنه : أبو طاهر موسى بن محمّد الأنصاري المقدسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن الربعي الحافظ ، حدّثني أبي ، حدّثني محمّد بن خليد الحلبي ، نا موسى بن محمّد بن طاهر الأنصاري ، نا يحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي ـ من أهل البلقاء ـ عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٣) من قوله : «ثم قال ... إلى هنا» ثم أعثر عليه في التاريخ الكبير.

(٤) زيادة منا.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٦٠.

(٦) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٧٣ رقم ١٨١١.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : البلقائي. وكلاهما يصح نسبة إلى البلقاء. وهي مدينة الشراة بناحية الشام (الأنساب ١ / ٣٩٢ و ٣٩٣) وفي معجم البلدان : البلقاء : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى.

(٨) ترجمته في معجم البلدان ١ / ٤٨٩.

٢٨٩

كان عمر بن الخطّاب كثيرا مما يحدّثنا عن أخبار الجاهلية وأهلها ويقول : الأجل حصن حصين ، وكهف منيع ، ولقد أتت عليّ أحوال مهلكات نجوت منها سالما ، وكنت من أشدّ الناس إقداما على ما يعجز عنه كثير من الناس ، من الدخول على الملوك ، ومباشرة الحرب ، حتى إنّي ونفر من أقراني من قريش دون العشرة أقدمنا على مائة رجل من ذوي البأس في بعض طريق الشام ، وقد أجمعوا للقاء أقران لهم ، فهجمنا عليهم ضحى ، فواقفناهم (١) حتى ذهب النهار وجاء الليل ، فتحاجزنا ، وما ظفروا منا بشيء ، وافترق أصحابي بعد ذلك فرقتين ، فكنت في أقلّهم عددا ، فأقمت أنا ومن صار معي منهم بمكاننا ، وغدا الآخرون عنّا يريدون البحر ، فذهبوا إلى الساعد (٢) ، فما نعلم لأحد منهم خبر ، وانطلقنا نحن إلى الشام ، فقضينا أمرنا فلمّا هممنا بالانصراف طعن رجل من أصحابي فمات ، وسرت أنا وواحد منهم لم يبق معي غيره ، فلم تنتصف الطريق بنا حتى غشينا في ليلة ظلمة سبع ، فاختطفه وبقيت وحدي ، فأتيت مكة ، فأقمت بها أياما ، ثم توجّهت لبعض الأمر ، فبينا أنا أسير تغوّلت (٣) لي الغول ، فقالت لي : أين تعمد يا بن الخطّاب؟ فقلت : وما عليك من ذلك؟ فاستدار وجهها حتى صار من ورائها ، فرفعت السيف فأضرب ما بين كتفيها وعنقها [فأبنته](٤) وانطلقت حتى قضيت حاجتي ، وحدّثت نفسي أن لا آخذ في ذلك الطريق ، فأتيت على المكان الذي وقعت بالغول فيه ، فلم أر لها أثرا.

فبينا أنا أسير إذ سمعت صياحا قد علا ، ولا أرى أحدا ، فما راعني ذلك ولا استوحشت له ، وسرت حتى أتيت مكة ، وكان الناس يكثرون ذكر النعمان بن المنذر ويصفون إكرامه من يأتيه من قريش ، فتوجهت نحوه حتى انتهيت إليه ، فوجدته جالسا في مجلس عظيم ، وقد كثر الناس فيه ، فجلست حيث انتهى بي المجلس ، فبينا أنا كذلك إذ سمعته يدعو بقوس وجعبة ، فأتي بها ، فنكب (٥) السهام بين يديه وجعل يتأمل الناس ، فإذا رجل قد طالهم وعلا عليهم ، رشقه في أذنه بسهم ، فأنشبه فيه ، وكنت رجلا طويلا ، فلمّا رأيته فعل ذلك برجلين خفت أن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» ، والمختصر : فواقعناهم.

(٢) الأصل وم و «ز» : «الساعة» ولا معنى لها هنا ، والمثبت «الساعد» عن المختصر ، وبهامشه : السواعد : مجاري الماء إلى النهر أو إلى البحر.

(٣) تغوّلت لي الغول بمعنى تخيّلت وتلوّنت.

(٤) سقطت من الأصل ، وبدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة ، استدركت اللفظة عن م.

(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فلب» ، وفي م : «فقلب».

٢٩٠

يقع طرفه عليّ ، فيجعلني ثالثا ، فتلطفت حتى خرجت ثم عدت إلى مكة ، فلبثت بها حينا ، ثم بلغني عن ملك من ملوك غسّان ، أنه من أتاه من قريش حباه وشرّفه ، فلم يمنعني ما شاهدته من النعمان أن توجهت حتى انتهيت إلى باب ذلك الملك ، فأمكث أياما لا أصل إليه ولا يؤذن لأحد عليه ، ثم إنه جلس جلوسا عاما ، فدخلت في جملة الناس ، فإذا هو جالس في صدر مجلسه ، وإذا في وسط داره أسطوانة طويلة ، واسعة الرأس ، فجعل يتأملها مليا ، ثم أقبل على جلسائه فقال لهم : أترون أنه لو أخذ رجلا شابا (١) ظاهر الدم ، حسن الجسم ، فذبح على رأسه هذه الاسطوانة ، أكان يسيل دمه حتى يبلغ الأرض؟ فقالوا : ما نرى ذلك إنها لطويلة ، فأمر برجل توسّمه من بين الناس ، وقد نظر إليه على النعت الذي نعته ، فأخذ وأصعد إلى أعلى الاسطوانة ، فذبح ، فسال دمه حتى ثلثيها وانحدر قليلا ، فقال : ما أراه بلغ الأرض ، فلقد كانت به أدمة ، ولعله لو كان أبيض اللون كان دمه أكثر ، ثم تأمّل الناس فلحظني بطرفه ، فظننت أنه سيأمر بي ، ثم أجال طرفه وغفل عني ، فتلطّفت حتى خرجت ، فعدت إلى مكة ، فمكثت بها حينا ثم توجهت في تجارة إلى الشام في رهط من قريش ، فيهم : أبو سفيان بن حرب ، وكان مقصدنا غزة ، فلمّا أتيناها وجدنا أسواقها قد تصرّمت وبقيت بضائعنا ، فقيل لنا : لو أتيتم دمشق لأصبتم بها حاجتكم ، فانطلقنا إليها حتى أتيناها ، فتسوقنا وبعنا واشترينا ما يصلح لبلادنا ، وخرجنا نريد طريق بلادنا ، فلمّا سرنا غير بعيد عرضت لي حاجة ، فحللت إزاري ، فإذا فيه صرة ، ذكرتها حين رأيتها ، فيها شيء من الذهب ، كانت امرأة من نساء قومي دفعته إليّ ، وسألتني أن أبتاع لها به بزا ، أو ما أشبه ذلك ، فقلت لأصحابي : أنظروني بمكانكم إلى أن أنصرف إليكم ، فقد عرضت حاجة لا بدّ من العودة فيها إلى دمشق ، فأخبرتهم بأمر المرأة ، فقالوا : نحن نقيم عليك ، فلا تحبسنا ، فرجعت حتى أدخلها مساء ، فأتيت فندقا بها فنزلته لأبيت فيه ، وأصبح على حاجتي ، فإنّي لنائم أتاني رجل حسن الصورة مكتهل ، فحرّكني برجله ، ففتحت عيني ، فقال لي : من أين أنت؟ فقلت : أنا رجل غريب دخلت في حاجة ، فقال : انطلق معي إلى منزلي ، قال : فنهضت معه إلى منزله ، فأحسن ضيافتي ، وبتّ عنده خير مبيت.

فلما أخذت مضجعي قام يصلّي الليل كلّه حتى أدركه الصبح ، ثم أقبل عليّ فقال : لا تخرج إلى السوق حتّى أخرج معك ، فتقضي حاجتك ، قال : وكان من يخرج إلى الأسواق

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» والمختصر : رجل شاب.

٢٩١

يحرز متاعه مخافة أن يختطف. قال : وأدرك الرجال النوم لسهره ليله كله ، فكرهت أن أوقظه ، وخفت أن احتبس أنا عن أصحابي إن أنا انتظرته حتى يستيقظ ، فبادرت ، فأتيت السوق ، فإذا أكثر أهلها لم يأتوا ، فوقفت أترقب ، وأنا في ذلك أتأمل الناس فإذا ببطريق من بطارقة الروم قد أقبل ومعه جماعة من الأعوان ، فرآني على تلك الحال ، فعلم أنّي غريب ، فقال لأعوانه : خذوا هذا ، فنعم خادم الكنيسة هو ، فأخذوني فانطلقوا بي إلى كنيسة لهم فيها بناء قد استهدم ، ودفعوا إليّ مرا (١) فقالوا : اهدم ، فظللت يومي كله أعمل في ذلك حتى أمسيت ، فخلوني ، فرجعت إلى الفندق الذي كنت فيه ، أوّل الليلة الماضية ، وأنا بحالة سيئة ، فبينا أنا جالس فيه أتاني الرجل الذي كان أضافني فقال : أين كنت؟ وما كان من أمرك؟ فأخبرته ، فقال : ألم أوصك (٢) لا تخرج إلى السوق إلّا معي؟ فقلت : إنّك بتّ تصلي ، فأصبحت تعبانا وأعجلني الأمر وورائي أصحابي ينتظروني ، وكرهت أن أعجلك من منامي. فقال : انطلق الآن معي ، قال : فصار بي إلى منزله ، فأحسن ضيافتي وأوصاني أن لا أصنع كما صنعت ولا أخرج إلّا معه ، وأخذ في صلاته كما فعل في الليلة الماضية ، حتى إذا بان الصبح ونام ، خالفته فخرجت إلى السوق ، فإذا البطريق قد غشيني فقال لأصحابه : هذا صاحبنا بالأمس ، فخذوه ، فأخذوني حتى أوقفوني على موضع الهدم وأعطوني المرّ ، فما زلت أهدم حتى انتصف النهار واشتدّ الحر ، وخلا الموضع ، فجلست أستريح في ظل بعض تلك الحيطان ، فما شعرت إلّا وقد هجم عليّ البطريق فعلاني بسوط معه حتى أوجعني ، وقال : أتركت العمل وجلست؟ قال عمر : فأبلغ مني فعله ، ونظرت عن يميني وعن شمالي فإذا ليس أحد غيري [وغيره](٣) فاجتذبته جذبة فسقط عن دابته إلى الأرض ، ثم ضربت هامته بالمرّ حتى فلقتها وهو في ذلك يصيح ويستغيث ، فلم يسمعه أحد ، فطرحت عليه من ذلك الهدم ، وخرجت من المدينة هاربا لا ألتفت ورائي حذرا من الطلب أن يدركني ، وقصدت غير الطريق الذي فيه أصحابي.

فلما أبعدت من المدينة لحقني رجل من الروم يسير في بعض أمره ، فكلّمني بلغته ، فلم أعرفها واستراب بي ، وألحّ [في](٤) مخاطبتي بما لا أعلمه وأنا أخاطبه بما لا يعلمه هو ، ثم

__________________

(١) المرّ : المسحاة.

(٢) بالأصل وم : أوصيك ، خطأ ، والمثبت عن «ز».

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٤) استدركت على هامش الأصل.

٢٩٢

أومأ بيده إلى سيفه ليسلّه ، فبادرته فغلبته عليه وصرعته عن بغلة كان عليها ، وضربته حتى قتلته ، وبدرت البغلة فذهبت ، وأخذت حتى وصلت إلى دير فيه جماعة من النصارى فدخلته ، فلما رأوني طافوا بي وسألوني عن حالي ، فاكنيت (١) عنها وقلت : بما يعرف ديركم هذا؟ قالوا : بدير العدس ، وانطلقوا إلى أسقف لهم فعرفوه خبري ، فأتاني ، فلمّا تأملني قال : إنّي أرى وجه خائف ، فقلت : وما ترى من خوفي؟ فقال : كن كيف شئت ، فقد أمّن الله خوفك ، ولا مكروه عليك إذ قد وصلت إلينا ، وأنزلني في بيته ، وأحسن ضيافتي ، ثم سألني من أنا؟ وممن أنا؟ فأخبرته ، وهو يتأملني ، ويعيد مسألتي وبتّ عنده ، فلمّا أصبحت قال لي : ما تشاء؟ المقام أم الرحيل؟ فقلت : بل الرحيل ، فإذا هو قد جاءني بحمارة له ، قمراء ذات لحم وشحم ، فأوكفها ، وحملها خرجين فيهما طعام وطرف وتحف ، وقال لي : اركبها وانطلق ، فإنك لن تأتي على أحد من النصارى فيراك عليها إلّا أحسن ضيافتك ، وحفظك ، وأكرمك ، وجوزك ، ثم أخذ بيدي فخلا بي من وراء الدير فقال لي : يا عمر ، قد وجب حقي عليك ، فقلت : أجل ، فقال : وأنت رجل من قوم كرام ولي إليك حاجة ، فاقضها ، فقلت : اذكرها وإنّي لأعجب أن يكون لمثلك إلى مثلي حاجة ، وأنا رجل غريب على الحال الذي ترى ، فقال : إنّي رجل عندي علم من الكتاب وقد تفرّست فيك ، ولن تنقضي الأيام حتى يتغير ما عليه الناس ، وينتقلون إلى حالة أخرى ، وتلي أنت هذه البلاد ، وينفذ أمرك ، وحكمك فيها وفي أهلها ، وأخرج من كمّه دواة وصحيفة ، فقال : حاجتي أن تكتب لي كتابا يكون في يدي بإسقاط الجزية عن هذا الدير ، ومن يسكنه ، فقلت : ما كنت أراك تهزأ بي ، فقال : وما كنت أراك تسيء بي الظن ، والذي أنزل الإنجيل على عيسى بن مريم إنّ الأمر لحقّ كما قلت لك ، فاكتب لي بما سألتك قال : فكتبت له بما سأل ، وانطلقت ، فما أتيت على قوم من النصارى إلّا ضيّفوني وجوزوني وأرشدوني الطريق ، وشيّعني بعضهم إلى بعض حين رأوني على حمارة الأسقف ، حتى انتهيت إلى تبوك (٢) ، فإذا أصحابي نزول على ركبي ، فلما رأوني نهضوا إليّ وسرّوا بورودي عليهم ، وقالوا : يا بن الخطاب حبستنا بالمكان الذي خلّفتنا فيه ثلاثا ، ثم لما يئسنا منك سرنا وبنا منك همّ شديد ، فما كان من شأنك؟ فأخبرتهم خبري غير الذي قاله لي الأسقف ، فإنّي لم أذكره لهم لضعف (٣) كان في نفسي. وقال لهم أبو سفيان حين رآني راكبا

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : «ما انبت» وفي المختصر : فكنيت.

(٢) تبوك : بالفتح ثم الضم ، موضع بين وادي القرى والشام (معجم البلدان).

(٣) بالأصل وم و «ز» : لضعفه.

٢٩٣

تلك الحمارة : أما ترون هذا الفتى وإقبال أمره ، إنّه مذ نشأ لو عمد إلى حجر لانفلق له عن رزق ، قال : وكان الأسقف قد أوصاني إذا أنا وصلت إلى أصحابي ، واستغنيت عن الحمارة جعلت رسنها في أحد جانبي الخرج ، وأشدّ الخرجين عليها شدا متقنا ، وأدعها بمكانها حيث كانت ، ففعلت بها ذلك ، فقال لي أبو سفيان : ما هذا؟ فقلت : ما ترى ، فقال : تدع حمارة مثل هذه معرضة للصوص والسباع ، فقلت : بهذا أمرني صاحبها ، وهو أعلم بشأنها مني.

قال : فسمّي ذلك الموضع والركن الذي فيه : ركن الأتان ، وسرنا حتى أتينا (١) مكة ودار في نفسي ما سمعته من كلام الأسقف ، فأسررت ذلك إلى حاضنة لي ذات فهم وعلم ، فقالت لي : يا بن الخطّاب ، فإنّي لم أزل أتوسم فيك الخير وأنت صغير ، وذاك أني رأيتك يومئذ في ما يرى النائم وأنت تطول حتى لم أستطع النظر إلى وجهك لطولك ، ثم مددت يدك اليمنى فنلت بها السماء فقلت في منامي : ما بال ابني؟ فقال لي قائل : إنه سينال خير الدنيا والآخرة ، قال : ونحن في جاهلية لا نعرف معنى هذا الكلام ، وكان بمكة رجل من أهل الكتاب يخفي أمره ويكتم شأنه ، إلّا أن أكابر قريش يعرفونه ويكرمونه ، وربما شاوروه في الأمر يحدث لهم ، فطرقته نصف النهار ، ودخلت عليه ، فقلت له : اغلق الباب ، فإنّ لي بك خلوة ، ففعل ، ثم قلت : إنّي أذكر لك حديثين ومسرهما إليك فلا تخبر بهما أحدا ، فقال : نعم ، فقصصت عليه ما قال الأسقف بدير العدس ، وبما أخبرتني به حاضنتي من الرويا ، فلمّا فرغت أقبل عليّ فقال : يا بن الخطاب ، أمّا ما ذكره الأسقف فهو اليوم أعلم من بقي على وجه الأرض من النصارى ، وما أخبرك إلّا بالحقّ ، وأمّا الرؤيا ، فإنه سيحدث بمكة عن قريب أمر يتغير به جميع ما ترى ، وقد أظلّ فإذا رأيت أوائله يا بن الخطاب فائتني ، فإن فيه مصداق ما أخبرك به الأسقف ، فقلت : وما هو؟ فقال : لن يخفى عليك ، فأول أمر تراه يحدث فهو هو. قال : فانصرفت من عنده ، وأنا أتوقع ما قال ، فمات بعد أيام ، وظهر من ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيء تحدث به قوم من قريش ، وجعلوا يتذاكرونه بينهم على سبيل الهزء (٢) ، فقلت في نفسي : لئن كان هذا حقا لهو [الرجل](٣) الذي أخبرني به الرجل الكتابي ، ولم يزل ذلك يقوى حتى أظهر الله الإسلام.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : دخلنا.

(٢) قسم من اللفظة ممحو بالأصل ، وهي غير مقروءة فيه ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) زيادة عن المختصر.

٢٩٤

قال أسلم (١) :

فلمّا كان في خلافة عمر توجه إلى الشام أتاه شيخ كبير ، ومعه جماعة من النصارى ، حين نزل عمر الجابية ، فسلّم عليه ، وقال : ما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال : إن كنت صاحبي بدير العدس فإنّي أعرفك ، قال : أنا هو ، فقال عمر : فإنّ عهدي بك وأنت مكتهل ، وقد بلغت الآن هذه الحال ، وقد أتى الله جلّ اسمه بالإسلام ، فما يمنعك من الدخول فيه ، وأنت رجل من أهل الكتاب وقد كنت أخبرتني بشيء ، فرأيت من نبئه ما استدللت به على أنك من علمائهم ، فاعتذر في ذلك بقول لا أحفظه ، ثم أظهر الكتاب الذي كان عمر كتبه له يوم نزل به ، فعرفه عمر وقال : ما تسأل؟ قال : أسأل أن تمضيه لي ، فقد تقدم به أمرك ووعدك ، فقال : إنا يومئذ كنا وإياكم على حال قد علمتها وقد أزالها الله ، وجاءنا بغيرها ، ولا بدّ من أحد أمرين : إما الخراج وإما الضيافة ، فاختار الضيافة ، فألزمهم إياها عمر ، وأسقط عن ديره الخراج على أنّ عليهم ضيافة من نزل هذا الدير من المسلمين إذا كان عابر سبيل ثلاثة أيام ، يطعمونهم ، ما يحلّ لهم من أوسط طعامهم ، وكتب لهم بذلك كتابا وقال عمر : ما أعرف لأحد عندي يدا منذ كنت حتى منّ الله عليّ بالإسلام غير هذا الرجل ـ يعني : ما كان صنعه به أسقف الدير ـ وعرض عليه المكافأة من ماله فلم يقبلها ، وانصرف إلى موضعه وأصحابه راضين بما ألزمهم (٢) عمر من ضيافة المسلمين.

٨١٥٨ ـ يحيى بن عبد الله بن الحارث

أبو بكر القرشي العبدري ، المعروف بابن الزجّاج الكاتب

روى عن : أبي عقيل أنس بن السّلم الخولاني ، وأبي بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال ، وسليمان بن أيوب بن حذلم ، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي ، وأبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي ، وزكريا بن يحيى السجزي (٣) ، وأبي عطية وردان بن صالح بن كثير ، ومحمّد بن يزيد بن عبد الصّمد ، وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي ، وأحمد بن نصر بن شاكر ، وأبي سعيد محمّد بن يحيى حامل كفنه ، وأبي قصيّ

__________________

(١) هو أسلم القرشي العدوي ، أبو خالد ، ويقال : أبو زيد المدني ، مولى عمر بن الخطاب ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ١١١.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : أكرمهم.

(٣) في «ز» : الشجري.

٢٩٥

العذري (١) ، وأبي العبّاس [أحمد](٢) بن مسلمة العذري ، وعبد الرحيم بن عمر المازني.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وعبد الواحد بن بكر الورثاني ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر ، وأبو عبد الله بن مندة ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال ، نا أبو بكر عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي المقرئ ، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب ، عن بسر (٣) بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن نعيم بن همّار (٤) ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الله عزوجل قال : «ابن آدم لا تعجز لي من أربع ركعات من أوّل النهار أكفك آخره» [١٣١٤٠].

قال : وأنا تمام ، أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ابن الزجّاج الشيخ الثقة بحديث ذكره.

٨١٥٩ ـ يحيى بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (٥)

من ساكني قرية قرحتاء (٦).

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية.

٨١٦٠ ـ يحيى بن عبد الله بن الضحّاك بن بابلتّ

أبو سعيد الحرّاني ، المعروف بالبابلتّي (٧)(٨)

مولى بني أمية.

__________________

(١) اسمه إسماعيل بن محمد بن إسحاق ، أبو قصي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٨٥.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٣) في «ز» ، وم : بشر.

(٤) نعيم بن همار الغطفاني الشامي ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ١٤٧.

(٥) معجم البلدان (قرحتاء) ٤ / ٣٢٠.

(٦) قرحتاء : من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٧) البابلتي : بموحدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة (تقريب التهذيب) وفي اللباب : بفتح الباء الأولى وسكون الباء الثانية ينسب إلى بابلت. قال : وظني أنه موضع بالجزيرة. وفي معجم البلدان النسبة إلى بابلت بضم الباء الثانية ، وهي قرية بالجزيرة بين حران والرقة. ونقل في تهذيب الكمال عن محمد بن سعد قال : كان بابلت من أهل طخارستان من الملوك الكبار ، ونقل أيضا عن الحاكم أبي أحمد : بابلت قرية بين حران والرقة.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٣ ومعجم البلدان (بابلت) ، واللباب (البابلتي) والأنساب (البابلتي) والتاريخ الكبير ٨ / ٢٢٨ والجرح والتعديل ٩ / ١٦٤ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٠ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣١٨ وشذرات الذهب ٢ / ٤٥.

٢٩٦

أصله من الريّ ، وهو ابن امرأة الأوزاعي.

سكن حرّان ، وحدّث عن الأوزاعي ، وصفوان بن عمرو ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وإبراهيم بن يزيد ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن زياد ، وإبراهيم بن جريج الرهاوي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، وصدقة بن عبد الله ، وأبي خلّاد أيوب بن نهيك الحلبي ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وأبي جعفر الرّازي.

روى عنه : إسماعيل بن عبد الله سمّويه ، وأبو أمية الطرسوسي ، وإسماعيل بن يعقوب بن صبيح الحرّاني ، وأبو داود سليمان بن سيف الحرّاني ، ومحمّد بن يحيى بن كثير ، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد ، وفهد بن سليمان المصري ، وحفص بن عمر الرقّي المعروف بسنجه ، وإسحاق بن سيّار النصيبي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو القاسم بن الحصين ، وأبو علي بن السّبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا أبو شعب الحرّاني عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب (١) ، نا يحيى بن عبد الله ، نا الأوزاعي ، نا يحيى بن أبي كثير ، عن [أبي سلمة](٢) ، عن عائشة قالت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقبّل وهو صائم [١٣١٤١].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الخرقي ، نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحرّاني ، حدّثني يحيى بن عبد الله البابلتي ، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، سمعت أبا كثير يقول :

سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يساوم الرجل على سوم أخيه حتى يشتري أو يترك ، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك ، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ، فإنّ المسلمة أخت المسلمة» [١٣١٤٢].

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السوّاق ، نا عيسى بن حامد الرّخجي (٣) ، قال : قال لنا الهيثم بن خلف الدوري : كان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحرّاني ، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي.

__________________

(١) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦.

(٢) الزيادة استدركت عن هامش الأصل.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم ، وفي «ز» : «الرحجي» والصواب ما أثبت راجع ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ١٧٩.

٢٩٧

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد السامكاني ، قالا : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ (١) ، نا سلامة بن محمود العسقلاني ، نا فهد بن سليمان قال : سمعت يحيى بن عبد الله البابلتي يقول : لقيت الأوزاعي سنة ست وستين ومائة.

[قال ابن عساكر :](٢) لا أخال هذا التاريخ محفوظا ، فإن الأوزاعي مات سنة سبع وخمسين ومائة ، فإن كان محفوظا من قول البابلتي فيدل على أنه لم يلق الأوزاعي ، ولم يسمع منه ، ويشهد لقول يحيى بن معين بالصحة أنه لم يسمع من الأوزاعي شيئا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري (٣) ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٤) : في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء والمحدّثين : يحيى بن عبد الله بن الضحّاك بن بابلت (٥) الحرّاني ، ويكنى أبا سعيد ، وكان بابلت من أهل طخارستان (٦) من الملوك الكبار ، روى عن أبي بكر بن أبي مريم ، وصفوان بن عمرو.

أنبأنا أبو القاسم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٧) :

يحيى بن عبد الله بن الضحّاك أبو سعيد الحرّاني البابلتي ، سمع صفوان بن عمرو ، وقال أحمد بن حنبل : أما السماع فلا يدفع.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٢.

(٢) زيادة منا ، وهذا التعقيب نقله عن ابن عساكر المزي في تهذيب الكمال.

(٣) زيد بعدها في «ز» : وحدثنا عمي رحمه‌الله ، أنا ابن يوسف ، أنا ابن محمد قراءة.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٧.

(٥) في ابن سعد : ابن بابلت.

(٦) طخارستان : ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد ، وهي من نواحي خراسان (معجم البلدان ٤ / ٢٣).

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٨٨.

٢٩٨

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني البابلتي ، أبو سعيد ، من بابلت ، وهو رازي ، قدم حرّان ، قيل له : من أين أنت؟ قال : من الريّ ، من موضع يقال له بابلت ، فقيل له : بابلتي ، فغلب عليه ، روى عن الأوزاعي ، وصفوان بن عمرو ، وأبي بكر بن أبي مريم ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : حدّثنا عنه إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني المعروف بسمّويه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني ، سمع أبا بكر بن أبي مريم ، والأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني البابلتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك البابلتي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني ، يعرف بالبابلتي ، وهي قرية بين حرّان والرقّة ، سمع الأوزاعي ، وابن أبي مريم ، روى عنه سلمة بن شبيب ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، كنّاه لنا أبو عروبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) : سمعت الحسين (٣) بن أبي

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٦٤.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٠.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «الحسني» والمثبت عن «ز» ، وم ، وابن عدي.

٢٩٩

معشر يقول : يحيى بن عبد الله بن الضحّاك البابلتي ، كنيته أبو سعيد ، حرّاني ، وكان ينزل حرّان ، وولاؤهم لبني أمية.

قال : وأنا أبو أحمد قال (١) : سمعت أحمد بن علي المطيري يقول : أظنه حكاه عن عبد الله بن أحمد الدورقي ، قال : قدم يحيى بن معين حرّان ، فطمع البابلتي أن يجيئه ، فوجه إليه بصرّة فيها مائة دينار ، وطعام طيّب ، فردّ الصرّة وقبل الطعام ، فقيل ليحيى يوم رحل (٢) : ما تقول في البابلتي؟ قال : والله إنّ صلته حسنة وطعامه طيّب ، إلّا أنه لم يسمع والله من الأوزاعي شيئا.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد (٣) قال : سمعت أبي يقول : سمعت النفيلي يحمل عليه وقال : كتبت عنه؟ فقلت : لا أوهمته أنّي لم أكتب عنه من أجل ضعفه ، وإنما قدمت حرّان ، وقد كان توفي.

قال (٤) : وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني ، فقال : لا أحدّث عنه ، ولم يقرأ علينا حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا ابن عدي قال (٥) : وليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة ، وفي تلك الأحاديث أحاديث يتفرّد بها عن الأوزاعي ، ويروي عن غير الأوزاعي من المشهورين والمجهولين ، وأثر الضعف على حديثه بيّن.

قرأت على أبي الحسن الفقيه الفرضي ، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود بن حماد قال :

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٠.

(٢) في الكامل لابن عدي : دخل.

(٣) يعني ابن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٩ / ١٦٤.

(٤) القائل أبو محمد بن أبي حاتم.

(٥) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٠.

٣٠٠