تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[قال ابن عساكر :](١) كذا فرّق بينهما ، وعندي أنهما رجل واحد (٢).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، قال : قال لنا أبو عبد الله الحافظ : يحيى بن زكريا [بن يحيى](٣) النّيسابوري أبو زكريا الأعرج الحافظ ، سمع قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن إبراهيم ، ويحيى بن موسى البلخي ، وعلي بن حجر السعدي ، وأقرانهم ، روى عنه أبو حامد بن الشرقي ، ومكي بن عبدان ، وأبو العبّاس بن عقدة ، والشيوخ ، ورحل على كبر السن إلى مصر ، والحجاز ، والشام ، فكان يكتب ويكتب عنه.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول : سمعت أبا حامد بن الشّرقي يقول : ليس في مشايخنا أحسن حديثا من أبي بكر الإسماعيلي ، وذاك أنه كتب مع أبي زكريا الأعرج.

٨١٣٧ ـ يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله ، واسمه عبد الحجر

ابن عبد المدان ، واسمه عمرو بن الدّيّان ، واسمه يزيد بن قطن بن زياد

ابن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو

ابن علة بن جلد بن مالك ، وهو مذحج الحارثي الكوفي (٤)

شاعر ، يتهم في دينه (٥).

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وقد أوردت ذكر وفادته في ترجمة مطيع بن إياس.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٦) ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٧) : يحيى بن زياد الحارثي ، وهو يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله ـ وكان يقال له : عبد الحجر ـ بن عبد المدان بن الدّيّان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) من قوله : فاضلا ... إلى هنا استدرك على هامش م.

(٣) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦ والأغاني (الفهارس) ومعجم الشعراء للمرزباني ص ٤٩٧.

(٥) رمي بالزندقة كما في معجم الشعراء.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦ ـ ١٠٧ رقم ٧٤٤٧.

٢٢١

يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكانت عمّته ريطة بنت عبيد الله زوجة محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، فولدت له السفّاح ، فيحيى بن زياد ابن خال أبي العبّاس السفّاح ، وهو من أهل الكوفة ، وكان شاعرا أديبا ، ماجنا ، نسب إلى الزندقة ، وكان صديق مطيع بن إياس ، وحمّاد عجرد ، وواله بن الحباب ، وغيرهم من ظرفاء الكوفيين ، وله في السفّاح مدائح ، وفي المهدي أيضا ، وقدم بغداد ، فأقام بها مدة ثم خرج عنها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافي بن زكريا (١) ، نا عمر بن الحسن بن [علي بن](٢) مالك الشيباني ، نا محمّد بن يزيد قال : كتب يحيى بن زياد إلى بعض أهله يعزيه : أما بعد ، فإن المصيبة واحدة إن صبرت ، ومصائب إن [لم تصبر ، وقد مضى لك سلف يحسن عليهم البكاء ، وبقي خلف في مثلهم العزاء ، فلا البكاء يرد الماضي ، وبالعزاء يطيب عيش الباقي](٣) ونحن عما قليل بهم لاحقون ، فآثر الصبر فإنه أرد الأمرين عليك ، وأرجعهما بالنفع لك.

قال المعافي : ولمن تقدّمنا من التعازي ما يستحسنه الألباء لبلاغته وفصاحته ، وجودة معناه وقربه (٤) وجزالته ، وتعزية يحيى بن زياد هذه من أحسن ما روي في هذا الباب وأبلغه.

أخبرنا أبو المظفّر عبد الملك بن أبي القاسم القشيري ، أنا أبي قال : وقيل ليحيى بن زياد الحارثي وكان له غلام سوء : لم تمسك هذا الغلام؟ قال : لأتعلم عليه الحلم.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البغوي ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الأعرابي النحوي المعروف بابن الوشّاء ، قال : قال يحيى بن زياد الحارثي يمدح قوما بفضل الحلم :

تخالهم للحلم صمّا عن الخنا

وخرسا عن الفحشاء عند التفاخر

ومرضى إذا لاقوا حياء وعفّة

عند المنايا كالليوث الخوادر

__________________

(١) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٨٦ ـ ٨٧.

(٢) في الجليس الصالح : «عمر بن الحسن بن علي بن مالك» والزيادة عن م ، واستدركت اللفظتان على هامش «ز».

(٣) ما بين معكوفتين مكانه مطموس وغير مقروء لسوء التصوير ، والزيادة عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجليس الصالح : وقوته.

٢٢٢

لهم ذلّ إنصاف ولين تواضع

به لهم ذلّت رقاب المعاشر

كأنّ بهم وصما يخافون عيبه

وما وصمهم إلّا اتقاء المعاذر

أخبرنا أبو منصور بن زريق (١) ، وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر بن الخطيب ، قال : قرأت على الجوهري ، عن محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني علي بن هارون عن عمّه أبي أحمد ، عن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبيه عن محمّد بن الفضل السكوني قال : قدم يحيى بن زياد بغداد ، فلم يحمد زمانه فيها فقال :

لقد جاورت بغداذا

فما أحببت بغداذا

ولا أحببت كرخايا (٢)

ولا أحببت كلواذا (٣)

ولا وافقني فيها

أخي ذاك ولا هذا

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد الله الكاتب ، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن خشيش ، أنشدنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي ، أنشدنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب عن سلمة ، عن الفراء لإياس بن مطيع في يحيى بن زياد :

قد قلت للموت حين ساوره

والموت مقدامة على البهم

لو قد تبيّنت ما صنعت به

قرعت سنا عليه من ندم

فاذهب بمن شئت إذ ذهبت به

ما بعد يحيى للرزء من ألم

[قال ابن عساكر :](٤) المعروف مطيع بن إياس.

كما أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا ـ وأبو منصور بن زريق (٥) ، أنا ـ الخطيب (٦) ، أنا التنوخي ، نا أبو عبيد الله (٧) المرزباني ، أنشدنا علي بن سليمان الأخفش ، عن ثعلب قال : قال مطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي :

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) كرخايا بالفتح ثم السكون وخاء معجمة : نهر كان ببغداد يأخذ من نهر عيسى (معجم البلدان).

(٣) كلواذى : طسّوج قرب مدينة السّلام بغداد ، وناحية الجانب الشرقي من بغداد (معجم البلدان).

(٤) زيادة منا.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٦) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٧.

(٧) الأصل وم و «ز» : عبد الله ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

٢٢٣

أنظر إلى الموت حين بادهه

والموت مقدامة على البهم

لو قد تدبرت ما سعيت به

قرعت سنا عليه من ندم

اذهب بمن شئت إذ ذهبت به

ما بعد يحيى للرزء من ألم

قال : وأنشدنا ثعلب لمطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي :

قد راح يحيى ولو تطاوعني

الأقدار لم نبتكر ولم نرح

يا خير من يجمل البكاء به

اليوم ومن كان أمس للمدح

قد ظفر الحسن (١) بالسرور وقد

أديل مكروهه من الفرح

٨١٣٨ ـ يحيى بن زياد أبي الخصيب

تقدم ذكره.

٨١٣٩ ـ يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم العلوي (٢)

كان مع أبيه حين أقدمه هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (٣) : وولد زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب : يحيى بن زيد ، قتل بخراسان ، وكان صار إليها حين قتل أبوه زيد بن علي بالكوفة ، فقال :

لكل قتيل معشر يطلبونه

وليس لزيد بالعراقين طالب

قال الزبير : قال عمي : قاله أو تمثّله ، قال الضحاك : قاله ، وأمه ريطة بنت أبي هاشم ، واسمه عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، وأمها ريطة بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، وأمّها ابنة المطلب بن أبي وداعة ، وأمّها حبيبة بنت نبيه بن الحجاج السهمي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» ، وتاريخ بغداد : الحزن.

(٢) ترجمته في جمهرة ابن حزم (الفهارس) ، معجم البلدان (جوزجان) ، ونسب قريش ص ٦٦.

(٣) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص ٦٦.

٢٢٤

سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (١) :

فولد زيد بن علي : يحيى بن زيد المقتول بخراسان ، قتله سالم (٢) بن أحوز ، بعثه إليه نصر بن سيّار ، وأمّه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، قال الصوري : كان رائطة فضرب على الألف.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم الآدمي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدينوري ، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ـ إجازة ـ أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، أنا أبي ، نا أحمد بن محمّد بن نصر الترمذي ، حدّثني محمّد بن عبد الوهّاب الأزهري ، حدّثني حامد (٣) بن محمّد ، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد ، عن أبيه ، حدّثني سعد (٤) بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال :

خرج بنا إلى هشام بن عبد الملك ، وكان أيوب بن سلمة المخزومي أحد من كتب فيه ، قال : فقدم بمن قدم الرّصافة قبلنا ، قال : فقدمنا الرّصافة ، فوجدنا هشاما قد استحلف أيوب ما لخالد القسري عنده مال ولا خبر مال ، فخرج إلينا سالم فقال : إن أمير المؤمنين قد أمر أن يخرج بكم إلى العراق إلى يوسف بن عمر قال سعد : فقلت : ولم لا يفعل بنا ما يفعل بصاحبنا أيوب بن سلمة؟ فنحن نرى أمير المؤمنين ونحلف له ، فقال سالم : لا ، إنّ يوسف بن عمر قد تضمن لأمير المؤمنين أن يستخرج له أموال القسري ، ويخاف أمير المؤمنين إن دخل عليه في ذلك فيقول دخلت عليّ في ما ضمنت لك ، فتفسد عليه ما ضمن له ، فلا بد لكم من الذهاب إليه ، قال : فقال له زيد بن علي : والله يا سالم ما أحبّ أجد الحياة إلّا ذلّ ، قال : وخرج بي وبزيد حتى انتهينا إلى يوسف بن عمر بالكوفة ، فأدخلنا عليه ، فأحسن في أمرنا وجوزنا ، فخرجنا حتى نزلنا القادسية ، قال : فو الله إنّي وزيد لقاعدان بفناء البيت الذي نحن فيه نزول ، إذ رابني منه الإنسان بعد الإنسان ، فيقوم إليه ويخلو به ، فقال لي ابنه يحيى بن زيد : يا عمّ ، اعلم أن أبي يريد أن يفارقك هاهنا ، فلو كلمته ، ولا أحبّ أن يعلم أنّي أعلمتك ، قال : فجئت زيدا ، فقلت له : قد تعلم رأي قومك فيك ومحبتهم لك ،

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٣٢٥ في ترجمة زيد بن علي.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» : «سالم» وفي ابن سعد : سلم.

(٣) لفظتا «حامد بن» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٤) تحرفت في م إلى : سعيد.

٢٢٥

وعلى ودهم لو زيد في عمرك أعمارهم لسيرتك بهم وحسن رأيك ، ومحبتك لهم ، وقد رأيت أمرا أنكرته ، وهم أهل الكوفة ، خدعوا أباك ، وقعدوا به وخذلوه ، فأنشدك الله والرحم أن تفجع (١) قومك بك ، قال : وهو صامت لا يتكلم ، حتى إذا فرغت من كلامي قال : يا أبا إسحاق ، خرج بنا أسيرين عن غير ذنب ولا جرم ولا خيانة (٢) ، فشق بنا الحجاز ثم أرض الشام ، ثم أرض الجزيرة إلى العراق إلى تيس من ثقيف يلعب بنا ، وأنشد زيد بن علي يقول :

بكرت تخوّفني الحتوف كأنني

أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل

فأجبتها إن المنية منهل

لا بد أن أسقى بكأس المنهل

إنّ المنية لو تمثّل مثّلت

مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل

فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي

أنّي امرؤ سأموت إن لم أقتل

أستودعك الله أبا إسحاق ، أعطي الله عهدا إن أدخلت يدي في طاعة لهؤلاء ما عشت ، فافترقنا وتغيب.

وبلغ هشام بن عبد الملك تغيّبه ، فقال سالم : يا أمير المؤمنين ، قد والله كان قال لي حيث أعلمته أنه لا بدّ له من الشخوص إلى يوسف بن عمر : ما أحب الحياة أحد إلّا ذلّ فقال هشام : ويحك ، كيف لم تخبرني؟ والله لو أخبرتني لحقنت دمه ، ولوصلت رحمه.

قرأت (٣) على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الباقي (٤) بن عبد الكريم بن عمر ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، حدّثني أحمد بن كثير ، حدّثني أبو نعيم ، أخبرني عمر بن نجيح صاحب لنا عن محمّد بن علي السّلمي قال :

خطب زيد بن علي إلينا على ابنه (٥) ، فكنت أنا الذي أرد عليه ، فكان في بعض ما تكلم أن قال : أما بعد ، فإني يحيى بن زيد في الجهة العليا من قومه والعينين الناظرتين (٦) ، وهو

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : أن لا تفجع قومك بك.

(٢) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي «ز» ، والمختصر : جناية.

(٣) كتب فوقها في «ز» «س» بحرف صغير.

(٤) كذا بالأصل «بن عبد الباقي» وليست في م و «ز».

(٥) الأصل : «أبيه» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الناظرين.

٢٢٦

يتقلب في رحمة الله ، وفي عز قريش ، وقد أتاكم الله بسعادة فاقبلوها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن العلوي الحسني ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران ـ وهو ابن الجندي ـ نا زيد بن محمّد العامري ، نا علي بن كعب ، نا حسن بن الحسين العرني ، عن عمرو بن (١) ثابت ، عن ابن أبي ليلى ، قال : كان زيد بن علي يقول ليحيى ابنه :

أبنيّ إما تقعدن فلا تكن

دنس الفعال مبيّض الأثواب

واحذر مصاحبة اللئيم فإنما

شين الكريم فسولة (٢) الأصحاب

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ قال : سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يحكي عن أبي عبد الله بن أبي ذهل أنه حكى : أن يحيى بن زيد العلوي حمل إلى بخارى مقيدا ، ونعي إليه والده ، فدخل عليه بعض الشعراء ، وأنشده قصيدة ، فقال : دع ما تقول ، واسمع مني ما أقول ، فأنشأ يقول :

إن يكن نالك الزمان ببلوى

عظمت شدة عليك وجلّت

وتلتها قوارع داهيات

سئمت دونها النفوس وملّت

فاصطبر وانتظر بلوغ مداها

فالرزايا إذا توات تولّت

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أن الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أبي حريصة أخبرهم إذنا ، أنا علي بن موسى بن الحسين ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد العبدي ، أنا أبي ، نا الخضر بن أبان قال : سمعت الهيثم بن عدي وذكر (٣) يحيى بن زيد بن علي بن الحسين ومقتله فقال : أمّا أبوه فمن قد علمتم ، وأمّا أمّه فإنها رائطة ابنة عبد الله بن محمّد بن علي ، ولم يخلف يحيى عقبا ، وتولى قتله سالم (٤) بن أحوز المازني بالجوزجان (٥) بقرية أرغومة ، وكان نصر بن سيار وهو عامل خراسان بعث سالم بن أحوز إلى يحيى ، فقتله

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) في «ز» : «بسوأة الأصحاب» وفي م فكالأصل. والفسو له : النذالة وضعف المروءة.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وهو يذكر.

(٤) كذا بالأصل و «ز» : وم والطبري ٧ / ٢٣٠ سلم.

(٥) الجوزجان : اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان ، وهي بين مرو الروذ وبلخ .. وبها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه (معجم البلدان).

٢٢٧

بعد حرب شديد (١) ، وزحوف ومواقف ، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض ، وانكبّوا عليه ، فاحتزوا رأسه ، فأنفذه سالم إلى نصر ، فأنفذه نصر إلى هشام بن عبد الملك ، فوصل إليه وهو بالرّصافة ، وصلبت جثته بجوزجان ، فلم يزل مصلوبا حتى ظهر أبو مسلم فأمر بجسده فأنزل ووري بعد أن تولى هو الصلاة عليه ، وكتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها ، وبكى عليه الرجال والنساء والصبيان ، وأمر أهل مرو ففعلوا مثل ذلك وكثيرا من كور خراسان ، وما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب ومن له حال ونبأ إلّا سمّي يحيى.

قال : وقال أبو مسلم لمرار بن أنس : يا مرار ، إنه لم يبق من قتلة يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلّا سورة بن محمّد الكندي ، وهو شجى في لهاتي ، وكان سورة من فرسان الكرماني ، قال : فمضى إليه مرار (٢) فقتله ، فقال له أبو مسلم : يا مرار اليوم ساغ لي الشراب ، ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية ، فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد ومن سار في ذلك البعث لقتاله ، فمن كان حيا قتله ، ومن كان ميتا خلفه في أهله وفي عشيرته بما يسوؤه ، فهذا حديث الخضر بن أبان.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، عن أبي الفتح الزاهد ، عن أبي خازم (٣) محمّد بن الحسين بن محمّد ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن مروان الرملي ، نا الوليد بن طلحة ، نا ضمرة بن ربيعة قال : قتل يحيى بن زيد بخراسان في ولاية الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير : قال الليث.

ح وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا سهل بن بشر ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن جعفر النّخالي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الحضرمي ، أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، نا يحيى بن بكير المخزومي ، نا الليث بن سعد قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «شديد» بتذكير الحرب ، وقد قيلت. راجع اللسان : حرب.

(٢) بالأصل : مرارا.

(٣) الأصل ، و «ز» ، وم : حازم.

٢٢٨

وفيها ـ يعني : سنة خمس وعشرين ومائة ـ قتل يحيى بن زيد الهاشمي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا أبو الزنباع ، نا يحيى بن بكير ، حدّثني الليث قال : وفي سنة خمس وعشرين قتل يحيى بن زيد الهاشمي.

وذكر محمّد بن أحمد بن القوّاس أن سالم (١) بن أحوز قتله بالجوزجان سنة ست وعشرين ، وصلب بدنه.

٨١٤٠ ـ يحيى بن زيد بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم أبو الحسين الحسيني الزيدي

قاضي دمشق في أيام الملقب بالمستنصر بعد مستخص الدولة (٢) ، ثم عزل وأعيد مستخص الدولة.

روى عن أبي محمّد بن أبي نصر ، وأبي عبد الله بن أبي كامل.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وعلي بن طاهر النحوي ، وأبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء ، وأبو طاهر بن الحنائي (٣) ، وأبو الحسن الموازيني.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج عنه ، نا القاضي الشريف معتمد الدولة ، ونسيبها (٤) أبو الحسين يحيى بن زيد الحسيني الزيدي في شعبان سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر ، نا الحسن بن حبيب الحضائري ، نا أبو عبد الله هارون بن شريك الأخفش ، نا أبو العبّاس سلام بن سليمان المدائني ، نا أبو (٥)

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» : سالم ، وفي م : سلم.

(٢) هو أبو الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسيني قاضي دمشق وخطيبها راجع ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٩١.

(٣) في «ز» : الحياني.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وبدون إعجام في م و «ز».

(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».

٢٢٩

عمرو بن العلاء ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الواقعة (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ)(١) بفتح الشين من «شرب».

ذكر أبو الغنائم النسّابة : أنه كان ذا خير ، وعصبية ، وكرم ، وجلالة وقدر ، ونعمة حسنة.

أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد [أنا أحمد](٢) بن علي بن ثابت قال : يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسين الزيدي الدمشقي ، تولى القضاء بها ، وبحلب ، وحدّث عن الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي ، كتبت عنه.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا عبد العزيز بن أحمد قال : توفي الشريف القاضي معتمد الدولة ونسيبها (٣) ذو الجلالتين (٤) أبو الحسين يحيى بن زيد الحسيني الزيدي يوم الأربعاء التاسع من ذي الحجّة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، وهو يومئذ الناظر في أموال العساكر بدمشق ، وكان حدّث عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي ، وعبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر بشيء يسير ، وجد له فيه بلاغ.

٨١٤١ ـ يحيى بن سعدون بن تمام بن محمّد

أبو بكر الأزدي الأندلسيّ القرطبي المقرئ النحوي (٥)

قرأ القرآن بالأندلس على أبي الحسن عون الله بن عبد الرّحمن بن عون الله ، وأبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصار (٦) ، وأبي جعفر أحمد بن عبد الحقّ الخزرجي ، وبمصر وبروايات (٧) وببغداد على أبي بكر بن المزرفي (٨) ، وأبي عبد الله البارع ، وأبي

__________________

(١) سورة الواقعة ، الآية : ٥٥.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

(٣) بدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجلالين.

(٥) ترجمته في وفيات الأعيان ٦ / ١٧١ وإنباه الرواة ٤ / ٣٧ ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٥ رقم ٤٨٢ وغاية النهاية ٢ / ٣٧٢ وصلة الصلة ١٧٧ وبغية الوعاة ٢ / ٣٣٤ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٦ ونفح الطيب ٢ / ٥٣٨ وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٥ ومعجم الأدباء ٢٠ / ١٤ ومعجم البلدان ٤ / ٣٢٤.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي معرفة القراء الكبار وسير الأعلام : النخاس.

(٧) غير مقروءة بالأصل وم ، والمثبت عن «ز».

(٨) الأصل وم و «ز» : المرزقي.

٢٣٠

محمّد ابن بنت الشيخ أبي منصور ، وجمع السبعة وغيرها ، وسمع الحديث بقرطبة على أبي محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عتّاب ، وبمصر : من أبي صادق مرشد بن يحيى ، وأبي عبد الله بن الحطاب وغيرهما ، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي بكر محمّد بن عبد الباقي ، وجماعة سواهم.

وقدم دمشق فسكنها مرة ، وأقرأ بها القرآن والنحو ، وانتفع به جماعة لملازمته ، وحسن خلقه وتواضعه ، ثم خرج عنها حين توجه الكافر اللمدى (١) إليها ، وسكن الموصل ، ثم مضى إلى أصبهان وعاد إلى الموصل وهو الآن بها ، سمعت منه شيئا يسيرا ، وهو ثقة ، ثبت.

حدّثنا أبو بكر القرطبي بدمشق ، أنا أبو عبد الله بن الحطاب (٢) ـ وأجازه لي ـ أبو عبد الله ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ـ بمصر ـ أنا أبو الحسن (٣) علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي ـ بانتقاء أبي الحسن الدارقطني وقراءته ـ نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد بن العوّام ـ بواسط ـ نا عفّان بن مسلم ، نا عبد الواحد بن زياد ، نا عبد الرّحمن بن إسحاق قال : سمعت النعمان بن سعد قال : سمعت عليا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ بارك لأمّتي في بكورها» [١٣١٢٤].

قال (٤) : وأنا أبو عبد الله ، أنا محمّد بن أبي عدي السّمرقندي ، ومحمّد بن أبي سعد القزويني بمصر ، قالا : أنا علي بن محمّد بن إسحاق الإصطخري ، نا محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ، نا محمّد بن جعفر ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن صالح بن يحيى العدوي ، حدّثني أبي ، عن عبد الله بن المبارك أنه كان يقول : أثر الحبر في ثوب صاحب الحديث أحسن من الخلوق في ثوب العروس.

سئل أبو بكر عن مولده فقال : في شهر ربيع [الأول](٥) سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وتوفي يوم الجمعة يوم عيد الفطر ، سنة سبع وستين (٦) وخمسمائة (٧).

__________________

(١) كذا رسمها في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٢) تحرفت في «ز» وم إلى : الخطاب.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : الحسين.

(٤) يعني أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبي.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.

(٦) من قوله : وتوفي ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٧) كتب بعدها بالأصل : «أظن أن المولد والوفاة إلحاق القاسم» وهذه الجملة ليست في «ز» ، وم ، وأظنها من عمل بعض النساخ ، معقبا.

٢٣١

٨١٤٢ ـ يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية

ابن عبد شمس أبو أيّوب ، ويقال : أبو الحارث الأموي (١)

سمع أباه ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعائشة أم المؤمنين.

روى عنه : الزهري ، والربيع بن سبرة بن معبد ، وأشرس بن عبيد بن صهيب مولى سعيد بن العاص ، وابنه.

وهو أخو عمرو الأشدق ، وعنبسة ، وكان مع أخيه عمرو حين قتله عبد الملك ، فسيّره إلى المدينة ، ثم قدم على عبد الملك دمشق مستأمنا ، وحضر عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الحسن المعدّل ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا سلامة بن روح ، قال : قال عقيل : حدّثني ابن شهاب ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره.

أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مضطجع على فراش ، لابس مرط (٢) عائشة ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى أبو بكر حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر بن الخطاب وهو على تلك الحال ، فقضى حاجته ثم انصرف ، قال عثمان : ثم استأذنت ، فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجمع عليه ثيابه ثم قضيت إليه حاجتي ، ثم انصرفت ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ما لك لم تفزع (٣) لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ قال : «إن عثمان رجل حيي ، وإنّي خفت أن لو أذنت له وأنا على حالي تلك لا يبلغ إليّ في حاجة» [١٣١٢٥].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، نا أبي عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان وعائشة حدّثاه.

أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة ،

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٨٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٨.

(٢) المرط : كساء من صوف ، أو من خزّ.

(٣) كذا بالأصل : «تفزع ... فزعت» وفي م : بدون إعجام ، وفي «ز» : تفزع ... فرغت».

٢٣٢

فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ثم انصرف ، قال عثمان : ثم استأذنت عليه (١) ، فجلس وقال لعائشة : «اجمعي عليك ثيابك» قال : فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت ، قال : فقالت عائشة : يا رسول الله ، لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان ، قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له وأنا على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته» [١٣١٢٦].

قال : ونا محمّد بن يحيى ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان وعائشة أخبراه أن أبا بكر استأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نحوه.

قال : وأنا محمّد بن يحيى ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن يحيى بن سعيد بن العاص ، عن عائشة نحو حديثهما ، وزاد : قال عبد الرزّاق : قال الزهري : وليس كما يقول الكذّابون : ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة».

تابعهم يونس بن يزيد عن ابن شهاب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا (٢) : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (٣) : في تسمية ولد سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص قال : ويحيى بن سعيد وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم (٤) بن جعفي (٥) بن سعد العشيرة ، وكان عبد الملك قتل أخاه عمرو بن سعيد ، سيّره هو وبني سعيد ، وسيّر منهم عبد الله بن يزيد أبا خالد بن عبد الله بن يزيد القسري (٦) ، وكان على شرطة عمرو بن سعيد ، فلحق يحيى وعبد الله بن يزيد بعبد الله بن الزبير ، فلم يزالا معه

__________________

(١) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٢) الأصل ، و «ز» ، وم : قالا.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٧٨ ـ ١٧٩.

(٤) كذا بالأصل و «ز» : «خريم» والمثبت عن م ونسب قريش.

(٥) تحرفت بالأصل وم إلى : جعفر ، والمثبت عن «ز» ، ونسب قريش.

(٦) الأصل وم : القشيري ، والمثبت عن «ز» ، ونسب قريش.

٢٣٣

حتى قتل عبد الله بن الزبير ، فخرجا في الأمان ، وكان في وجه يحيى ردّة فقال له عبد الملك : يا قبيح بم تنظر إلى الله إذا لقيته ، وقد غدرت بي بعد ما عفوت عنك؟ قال : أنظر إليه بالوجه الذي خلقه ، وأنت دفعتني إلى عدوك هدية وأخرجتني وأخفتني ، وولده بالكوفة وواسط.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : يحيى بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : في الطبقة الثانية من أهل المدينة : يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد بن سعد قال (٣) : فولد سعيد بن العاص : يحيى بن سعيد ، وأيّوب درج ، وأمهما العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج.

قال : وأنا ابن حيوية ـ إجازة ـ أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٤) في الطبقة الثانية (٥) من أهل المدينة : يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، وكان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار والكوفي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) : يحيى بن سعيد بن العاص

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٣٠ في ترجمة سعيد بن العاص ، وعن ابن سعد في تهذيب الكمال ٢٠ / ٨٩.

(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٣٨.

(٥) تحرفت بالأصل إلى الثالثة ، والتصويب عن م ، و «ز» ، وابن سعد.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٧٥.

٢٣٤

الأموي القرشي ، سمع معاوية ، روى عنه أشرس بن عبيد ، كنيته أبو الحارث (١).

[قال ابن عساكر :](٢) كذا كنّاه.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي روى عن معاوية ، روى عنه أشرس بن عبيد بن صهيب ، والزهري ، وابنه ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو أيّوب يحيى بن سعيد بن العاص ، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : يحيى بن سعيد بن العاص ، أبو أيّوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الأنباري ، أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو أيّوب يحيى بن سعيد بن العاص.

وبلغني (٤) أن عبد الملك بن مروان كان يفضّله ويقول : ما رأيت ابن زوملة (٥) أفضل من يحيى بن سعيد ، وأم يحيى مرادية ، قال : والقرشي إذا كانت أمه عربية ولم تكن من قريش قيل إن زوملة ، وإن كانت أمه أم ولد لم يكن ابن زوملة.

وبلغني أن عبد الملك قال له : إنك أشبه الناس بإبليس ، قال : ولم تنكر أن يشبه سيد الإنس سيّد الجنّ؟! (٦)

__________________

(١) قوله : «كنيته : أبو الحارث» سقط من التاريخ الكبير.

(٢) زيادة منا.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٩.

(٤) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٩٠ عن ابن عساكر.

(٥) ابن زوملة يعني ابن الأمة راجع تاج العروس. طبعة دار الفكر.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ٩٠.

٢٣٥

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدّثني محمّد بن الوزير ، نا يحيى بن حسّان ، عن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، عن أبيه قال : قال يحيى بن سعيد بن العاص لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين ولّ فلانا ، قال : إنا لا نلعب يا أبا أيوب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سألت يحيى عن حديث رواه هشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سليمان بن يسار أن يحيى بن سعيد بن العاص طلق امرأته ، من يحيى بن سعيد هذا؟ فقال : لا أدري.

٨١٤٣ ـ يحيى بن سعيد بن عبد الله أبو سالم البهراني الحموي

شيخ من أهل الفضل والأدب.

قدم دمشق مرّات وحجّ منها ، وعاد إليها ، وسألته عن مولده فقال في سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وأنشدني لنفسه وكتب لي بخطّه :

ما بعد جلّق في البسيطة دار

تجري خلال قصورها الأنهار

دار تلذّ بها النفوس وتجتني

من حسنها ثمر المنى الأبصار

زادت بها الدنيا جمالا بارعا

وزهت بحسن صفاتها الأمصار

وحوت محاسن كلّ حسن مبدع

فيه عقول أولي العقول تحار

أحسن بربوتها إذا ما أسفرت

شمس الربيع وغنت الأطيار

وافترّ ثغر الزهر من أكمامه

وترنّحت تيها به الأسحار

وتأزّرت أكمامها بخمائل

باتت تحبّر وشيها الأمطار

فإذا جرى فيها النسيم

تقطرت من طيب صائك (١) عرفها الأقطار

سقيا لجلّق من مغان لم تزل

من أفقها تتبلّج الأقمار

ما كان أقصر مدة فيها انقضت

وكذاك أعمار السرور قصار

وهي طويلة.

وأنشدني لنفسه من قصيدة :

__________________

(١) صائك : من صاك به الطيب يصوك ويصيك : لصق.

٢٣٦

قد أزف البين (١) الذي تحذر

وأصبحت صحف النوى تنشر (٢)

ساروا يؤمون (٣) الغضى منزلا

وفي الحشا جمر الغضا تسعر

ما ودعوا بل أودعوا مهجتي

سرّ هوى دمعي له مظهر

يا حادي الأظعان قف ساعة

فقد شجاني الطلل المقفر

لعلّني أقضي ذمام الهوى

فذمة الأحباب ما تخفر (٤)

كم أنّة أصدرت عن لوعة

تبدي إلى الواشين ما أستر

وعبرة تتبعها دمعة

وزفرة عن كمد تصدر

كتمتها قبل حلول النوى

فلم تكن سرى بها تشعر

ومن غرامي بها إنني لا أسمع

اللوم ولا أبصر

فليت لا يقضي فراق جرى

بين المحبين ولا تقدر

وليت (٥) إن جدت بهم رحلة

كان فؤادي بعدهم يصبر

سقى ليالينا بجزع الحمى

وعيشنا فيه حيّا (٦) مبكر

ترى بعيد الدهر أيامنا

فيه ونقضي بعض (٧) ما نؤثر

كم لذة في ضمنه قد مضت

موتي (٨) الهوى من ذكرها لينشر

تخالنا من فرط أشواقنا

يعتادنا مسّ إذا تذكر

مع كلّ أحوى معوز شكله

ماء الحياء من وجهه يقطر

قد كتب الحسن على خدّه

يا أيها الناس قفوا فانظروا

٨١٤٤ ـ يحيى بن سعيد بن عبد الملك بن

مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : العين.

(٢) ضبطت اللفظة عن «ز».

(٣) رسمها بالأصل وم : «أمرى» وفوقها ضبة في «ز».

(٤) في م : تحقر.

(٥) تحرفت في م إلى : «وكتب» ، وكتبت على سطر منفرد.

(٦) في «ز» : حمى.

(٧) في «ز» : فوق.

(٨) في م : وفي.

٢٣٧

٨١٤٥ ـ يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أميّة بن

عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو الأموي السعيدي المكّي

حدّث عن الزهري ، وابن جريج.

روى عنه : ابنه عمرو بن يحيى ، وحامد بن عمر البكراوي.

وقدم على [بعض](١) خلفاء بني أميّة.

وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة أبيه.

ولم يذكره البخاري في تاريخه (٢) ، وذكره ابن أبي حاتم فقال ما :

أخبرنا أبو الحسين (٣) الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد (٤) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، أبو عمرو المكّي ، وهم عدة أخوة : إسحاق بن سعيد ، وخالد بن سعيد ، ويحيى بن سعيد.

روى عن : إسحاق بن سعيد أبو الوليد ، وروى عن خالد بن سعيد عبد الله بن عمر المشك ، وروى عن يحيى بن سعيد ابنه عمرو بن يحيى السعيدي ، وحامد بن عمر البكراوي ، وروى هو عن الزهري ، وابن جريج ، سمعت أبي يقول ذلك.

٨١٤٦ ـ يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو ، ويقال : ابن

قيس بن قهد (٦) أبو سعيد الأنصاري (٧)

قاضي المدينة.

__________________

(١) استدركت عن هامش الأصل.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وقد وهم المصنف ، فالبخاري ترجمه في التاريخ الكبير ٨ / ٢٧٧ رقم ٢٩٨٧ وقد جاء في الترجمة ما يلي : يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو عمرو ، عن الزهري ، وابن جريج. روى عنه حامد بن عمر البكراوي.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٥٢.

(٦) في م و «ز» : فهد.

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٤١ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٧٥ والجرح والتعديل ٩ / ١٤٧ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٥٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٦٨ وشذرات الذهب ١ / ٢١٢ وتاريخ بغداد ١٤ / ١٠١.

٢٣٨

سمع أنس بن مالك ، والسائب بن يزيد ، وأبا أمامة بن سهل ، وسعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد ، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، وعروة بن الزبير ، وهشام بن عروة ، وأبا سلمة بن عبد الرّحمن ، وسليمان بن يسار ، وأبا صالح ذكوان السمّان ، وعبد الرّحمن بن هرمز الأعرج ، وأبا الحباب سعيد بن يسار ، وبشير بن يسار مولى بني حارثة ، وعباد بن تميم ، وعمرة (١) بنت عبد الرّحمن وجماعة سواهم.

روى عنه : مالك ، وشعبة ، والثوري ، والليث بن سعد ، وجرير بن عبد الحميد ، وعمرو بن الحارث ، وابن أبي ذئب (٢) ، وابن عيينة ، وحميد الطويل ، وحمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الله بن المبارك ، وزهير بن معاوية ، وعبد الجبّار بن عمر المقرئ (٣) ، وهشيم بن بشير ، ويزيد بن هارون ، وعبد الوهّاب الثقفي ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة ، والأوزاعي ، وغيرهم.

وقدم دمشق صحبة أنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد [بن محمد](٤) بن مسرور الزاهد ، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسن بن موسى السمسار ، أنا الإمام (٥) أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا علي بن حجر ، نا عاصم بن سويد ، حدّثني يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك قال :

جاء أسيد بن الحضير الأسلمي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد كان قسم طعاما [فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر](٦) فيهم حاجة ، قال : وجلّ أهل ذلك البيت نسوة. قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا ، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر

__________________

(١) في «ز» : وحمزة بن عبد الرحمن.

(٢) في «ز» : ابن أبي ذؤيب.

(٣) تقرأ بالأصل وم : المصري ، والمثبت عن «ز» ، وفي تهذيب الكمال : الأيلي.

(٤) الزيادة عن م و «ز».

(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٦) ما بين معكوفتين غير مقروء بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٢٣٩

لي أهل ذلك البيت» ، قال : فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر ، شعيرا وتمر ، قال : فقسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الناس ، وقسم في الأنصار فأجزل ، وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل ، فقال أسيد بن الحضير متشكرا : جزاك الله أي نبي الله عنا أطيب الجزاء ـ أو قال : خيرا ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء ـ أو قال : خيرا ـ فإنكم ما علمت أعفّة ، صبر ، وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» [١٣١٢٧].

رواه النسائي عن علي بن حجر.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر (١) ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا : أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (٢) ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه ، أنا أبو إسحاق [إبراهيم](٣) بن عبد الصّمد الهاشمي ، نا أبو مصعب الزهري ، نا مالك ، عن يحيى بن سعيد عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج ، حدّثنا عبد الله بن بحينة (٤) أنه قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر ، فقام من الاثنتين فلم يجلس فيهما ، فلمّا قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلّم بعد ذلك [١٣١٢٨].

أخرجه النسائي في حديث مالك عن محمّد بن سلمة المرادي ، عن عبد الرّحمن بن القاسم عنه ، وأخرجه هو ومسلم من حديث الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن يحيى بن سعيد قال : صحبت أنس بن مالك إلى الشام.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، أنا محمّد بن تمام ، نا مؤمل بن إهاب ، نا النضر بن محمّد ، نا أبو أويس ، حدّثني يحيى بن سعيد قال : صحبت أنس بن مالك إلى الشام (٥) ومعه فرس له

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عمرو.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : النحوي.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : عتبة ، وهو عبد الله بن مالك بن القشب ، وبحينة أمه. راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ٥ / ٣٨١.

(٥) إلى هنا رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١١١ وسير الأعلام ٥ / ٤٧٤.

٢٤٠