تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٨٠٧٢ ـ وهب بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة

ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر ، ويقال :

وهب بن عبد الله بن أبي سرح (١)

له صحبة ، شهد بدرا ، ومؤتة ، واستشهد بها.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (٢) : وولد أبو سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك : سعدا ، وأمّه من الأشعريين ، فولد سعد : عبد الله بن سعد ، وأوس (٣) بن سعد الأكبر ، وأوس (٤) الأصغر ، [و](٥) وهبا ، وإياسا ، وأبا هند ، وأمّهم مهانة بنت جابر ، من الأشعريين ، ومن بني أبي سرح : وهب بن عبد الله بن أبي سرح ، قتل يوم مؤتة.

[قال ابن عساكر :](٦) كذا قال الزبير ، ولم يذكر لأبي سرح ولد ، اسمه عبد الله ، والأشبه أن المقتول يوم مؤتة : وهب بن سعد بن أبي سرح ، كما قال ابن إسحاق ، والله أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٧) : في الطبقة الأولى من بني عامر بن لؤي : وهب بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وهو أخو عبد الله بن سعد ، وأمهما مهانة بنت جابر من الأشعريين ، قالوا : وآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين وهب بن سعد ، وسويد بن عمرو ، وقتلا جميعا يوم مؤتة شهيدين ، وشهد وهب بن سعد بدرا في رواية موسى بن عقبة ، وأبي معشر ، ومحمّد بن عمر ، ولم يذكره محمّد بن إسحاق في كتابه ، فيمن شهد بدرا. وشهد وهب بن سعد أحدا ، والخندق ، والحديبية ، وخيبر ، وقتل يوم مؤتة

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٨٣ والإصابة ٣ / ٦٤١ والاستيعاب ٣ / ٦٢٦ (هامش الإصابة) وطبقات ابن سعد ٣ / ٤٠٧.

(٢) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٣٣.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : أويس.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : أويسا الأصغر.

(٥) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن نسب قريش.

(٦) زيادة منا.

(٧) راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨.

٣٦١

شهيدا ، في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ، وكان يوم قتل ابن أربعين سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أخبرنا شجاع بن علي ، أخبرنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : وهب بن سعد بن أبي سرح من بني مالك ، استشهد يوم مؤتة ، ولا يعلم له رواية.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : وهب بن سعد بن أبي سرح من بني مالك ، استشهد يوم مؤتة ، لم يسند شيئا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد [قال (١) : أخبرنا محمّد بن عمر قال : حدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : لما هاجر وهب بن سعد](٢) من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر بن الحسين ـ قراءة ـ قالا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أخبرنا علي بن يعقوب ابن إبراهيم ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن بشر ، حدّثنا محمّد بن عائذ ، أخبرني الوليد عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني عامر : وهب بن سعد بن أبي سرح.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أخبرنا محمّد بن شجاع ، أخبرنا محمّد بن عمر قال في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن حسل : وهب بن سعد بن أبي سرح (٣).

حدّثني به محمّد بن عبد الله ، عن الزهري ، وحدّثنيه ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، وحدّثنيه عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال في تسمية من شهد بدرا من بني عامر : وهب بن عامر بن أبي سرح.

قال : وحدّثنا يعقوب قال : وقال حسّان بن عبد الله ، عن ابن لهيعة ، عن الأسود ، عن

__________________

(١) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٤٠٧.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن ابن سعد للإيضاح.

(٣) مغازي الواقدي ١ / ١٥٦.

٣٦٢

عروة قال : وقتل يوم مؤتة من المسلمين من قريش من بني عامر بن لؤي ، ثم من بني مالك بن حسل : وهب بن سعد بن أبي سرح.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن عبدان ـ قراءة ـ قالا : أخبرنا علي بن محمّد ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أخبرنا أبو عبد الملك البسري ، حدّثنا محمّد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقتل من المسلمين يوم مؤتة من قريش من بني عامر بن لؤي ، ثم من بني مالك بن حسل : وهب بن سعد بن أبي سرح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثني أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أخبرنا القاسم بن عبد الله ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمّه موسى بن عقبة قال : وقتل يومئذ ـ يعني : يوم مؤتة ـ من المسلمين من بني عامر بن لؤي : وهب بن سعد بن أبي سرح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا أبو الحسين رضوان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس ابن بكير ، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة من بني مالك بن حسل : وهب بن سعد بن أبي سرح (١).

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أخبرنا شجاع بن علي ، أخبرنا أبو عبد الله بن مندة ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالا : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس بن بكير ، عن محمّد بن (٢) إسحاق قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة ومن بني مالك : وهب بن سعد بن أبي سرح القرشي.

قال ابن مندة : لا يعرف له رواية.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا أبو عمر الخزّاز ، أخبرنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أخبرنا محمّد بن شجاع ، أخبرنا محمّد بن عمر قال (٣) : في ذكر من

__________________

(١) سيرة ابن هشام ٤ / ٣٠.

(٢) بالأصل : محمّد بن شجاع إسحاق.

(٣) مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٩.

٣٦٣

استشهد بمؤتة من بني عامر بن لؤي ، ثم من بني مالك بن حسل : وهب بن سعد بن أبي سرح.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن عبد العزيز الصوفي ، أخبرني مكي بن محمّد ، أخبرنا أبو (١) سليمان بن زبر قال : واستشهد يوم مؤتة وهب بن سعد.

٨٠٧٣ ـ وهب بن سلمان (٢) بن أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو القاسم السّلمي

المعروف بابن الزلف (٣) الفقيه الشافعي

سمع أبا الحسن علي بن الحسن الموازيني ، وأخاه أبا الفضل ، وأبوي الحسن الفقيهين ، وأبا الفتح نصر الله بن محمّد ، وأبا محمّد بن الأكفاني ، وإسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، وجماعة سواهم.

وقرأ القرآن بروايات على أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النسائي ، وأقرأ جماعة ، وتفقّه على الفقيه أبي الحسن بن المسلّم ، وأعاد الدرس عنه بالمدرسة الأمينية ، وتميّز ، وكان مواظبا على قراءة القرآن ، مديما على الاعتكاف في شهر رمضان ، وقبلت القضاة شهادته.

سمعت منه جزءين من حديثه ، وأدركه أجله وهو في حدّ الكهولة ـ رحمه‌الله ـ.

أخبرنا أبو القاسم وهب بن سلمان (٤) الفقيه ـ ببرزة (٥) ، في مقام إبراهيم ـ أخبرنا أبو الحسن بن الحسين الموازنيان ـ قراء عليهما ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ قالوا : أبو عبد الله محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني ، حدّثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذّن ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله الحمصي ـ بحمص ـ حدّثنا محمّد بن مصفّى ، حدّثنا محمّد بن أبي فديك ، حدّثنا عيسى ابن أبي عيسى الحناطي ، عن أبي الزناد ، عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، وإنّ الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، والصلاة نور المؤمن ، والصوم جنّة من النار» [١٣٠١٧].

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) الأصل : سليمان ، والمثبت عن م ، والمختصر.

(٣) بالأصل : الزيف ، وفي م : الرتف ، والمثبت عن المختصر.

(٤) الأصل : سليمان ، والمثبت عن م.

(٥) برزة : قرية من غوطة دمشق (معجم البلدان).

٣٦٤

ولد أبو القاسم سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، وتوفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة بعد صلاة الظهر ، ودفن بعد الظهر من يوم الثلاثاء بمقبرة باب الصغير.

٨٠٧٤ ـ وهب بن صدقة أبو الحسن النّاظر

ذكر لي بعض أصحابنا أنه وجد بخط بعضهم : أنشدني أبو الحسن وهب بن صدقة النّاظر بدمشق لنفسه يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة :

كدرت عني رضاك عني

بكثرة السخط والتجني

وأخذتموني بغير جرم

ما كان مني سوى التظنّي

وكل ما ساءني فمنكم

وكل ما سرّكم فمني

قال : وأنشدني الشيخ أبو الحسن وهب بن صدقة النّاظر بدمشق في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة لنفسه :

أطعتك يا دنياي سبعين حجة

وخمسا فلم أظفر لديك بطائل

أمتّ أحبّائي وفرّقت أسرتي

وطالبتني فيهم طلاب الطوائل

قال : وأنشدني لنفسه :

لا ترع من حوادث الأيام

إنّ فيها مصالحا للأنام

تذكر الموت بالذنوب

فإن تاب محت عنه سائر الآثام

٨٠٧٥ ـ وهب بن فرج أبو مفرج بن مفلح أبو القاسم الناسخ الحنبلي

سمع أبا القاسم عبد المنعم بن الغمر الكلابي المعروف بالمدير (١) ، وأبا تراب حيدرة ابن أحمد بن الحسن الأنصاري.

وكان حافظا للقرآن مداوما على حضور السبع.

سمع منه بعض أصحابنا ، ولم أسمع منه شيئا ، وساءت حالته في آخر عمره ، فكان يبيت في الجامع ، ومات في صفر سنة اثنتين وستين وخمسمائة.

__________________

(١) تقرأ في م : المديد.

٣٦٥

٨٠٧٦ ـ وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (١)

أبو عبد الله الأبناوي (٢) الذّماري (٣) الصنعاني اليماني (٤)

لقي عبد الله بن عبّاس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وجابر بن عبد الله ، وأبا هريرة ، وعبد الله بن الزبير ، وأنس بن مالك ، والنعمان بن بشير ، وأبا سعيد الخدري.

وروى عن ابن عبّاس ، وجابر ، والنعمان بن بشير ، وأخيه همّام.

روى عنه : عمرو بن دينار ، والمغيرة بن حكيم ، وسماك بن الفضل ، والمنذر بن النعمان ، وعبد الصّمد بن معقل ، وعبد الكريم بن حوران.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد (٥) ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرزّاق ، عن المنذر بن النعمان الأفطس قال : سمعت وهبا يحدّث عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله ، وهم خير من بيني وبينهم» ، قال لي معمر : اذهب فاسأله عن هذا الحديث [١٣٠١٨].

قال : وحدّثني أبي (٦) ، حدّثنا سفيان بن عمرو ، عن ابن منبه ، عن أخيه ، عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تلحفوا في المسألة فو الله لا يسألني أحد شيئا فتخرج له مسألته شيئا فيبارك له فيه».

رواه مسلم عن محمّد بن عبد الله بن نمير ، وابن أبي عمر عن سفيان.

__________________

(١) سيج : بالفتح أو الكسر أو التحريك ، كما في تاج العروس سيج.

(٢) الأبناوي ، كل من ولد باليمن من أبناء الفرس وليس بعربي يسمونهم الأبناء ، قال أبو علي الغساني : الأبناوي منسوب إلى الأبناء (الأنساب ١ / ٧٦ الأبناوي).

(٣) الذماري نسبة إلى ذمار ، وهي قرية باليمن على ستة عشر فرسخا من صنعاء (الأنساب ٣ / ١١).

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٠٧ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٥٢ وطبقات ابن سعد ٥ / ٥٤٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٤ وحلية الأولياء ٤ / ٢٣ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٤ ومعجم الأدباء ١٩ / ٢٥٩ وتذكرة الحفاظ ١ / ٩٥ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١١٠ ص ٤٩٧) والعبر ١ / ١٤٣ وشذرات الذهب ١ / ١٥٠.

(٥) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٧١٣ رقم ٣٠٧٩ طبعة دار الفكر.

(٦) مسند أحمد بن حنبل ٦ / ٢٥ رقم ١٦٨٩٣ طبعة دار الفكر.

٣٦٦

ذكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي أن وهبا ولد سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن ـ بتبريز ـ أخبرنا أبو مسعود محمّد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الفقيه ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد ، حدّثنا أبو غالب البغدادي ، حدّثنا يوسف بن يحيى ، حدّثنا عبد القدّوس بن الحجّاج ، حدّثني شيخ من شيوخ خولان كان نديما ، قال : دخل يزيد بن عبد الملك مسجد دمشق ، فرأى نقشا في حجر ، فقال : ما هذا؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ما نعرفه ، أين أنت عن وهب بن منبّه؟ فإنّه قرأ الكتب ، فبعث إليه ، فأتاه ، فقال : تنظر في هذا الكتاب هل تعرفه؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، هو ابن آدم ، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجوه (١) من أملك ، وإنّما تلقى ندمك ، لو قد زلت بك قدمك ، وأسلمك أهلك ، وذهب عنك الحبيب وودعك القريب ، فلا أنت إلى أهلك عائد ، ولا في عملك زائد ، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة.

وقد روي أن الذي سأله سليمان بن عبد الملك.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ قراءة ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام ابن محمّد ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي (٢) ، حدّثنا أبو زكريا يحيى ابن عبد الرحيم (٣) بن عمارة الهمداني ـ من أهل قرية دقانية (٤) ـ حدّثنا شعيب بن شعيب ـ هو ابن إسحاق القرشي (٥) ـ حدّثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني ، حدّثنا شيخ من مشيخة أهل حمص من أهل الفقه ، قال : دخل سليمان بن عبد الملك مسجد دمشق ، فإذا نقش في حجر فقال لمن معه : ما هذا النقش؟ قالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين ، قال : ابعثوا إلى ناس من النصارى واليهود ، قال : فجاءوه بأناس ، فقالوا : ما نعرف ، فقيل : يا أمير المؤمنين ، ابعث إلى وهب بن منبّه ، فإنه يقرأ الكتاب ، قال : فبعث إليه ، فعرفه ، فإذا هو :

يا بن آدم ، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو من أملك ، وإنما تبقى بندمك لو قد زلّت بك قدمك ، فأسلمك أهلك وحشمك ، وانصرف عنك الحبيب

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل وم ، ورسمها : «وحوه».

(٢) في م : الرامي.

(٣) في معجم البلدان : عبد الرحمن.

(٤) دقانية : من قرى دمشق (معجم البلدان ٢ / ٤٥٨).

(٥) ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ٢٣ / ١٠٨ رقم ٢٧٤٥.

٣٦٧

وودّعك القريب ، فلا أنت إلى أهلك بعائد ، ولا في عملك زائد ، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة.

[قال ابن عساكر :](١) كذا في الكتاب ، والصواب عبد الرّحمن (٢) بن يحيى بن عمارة.

وكذلك وجدته في نسخة بخط الكتاني ، وروي أن سليمان سأله عن ذلك بالمسجد الحرام.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أخبرنا جعفر بن أحمد السرّاج ، أخبرنا أبو علي بن شاذان ، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا أبو عبد الله ، عن زكريا التيمي قال : بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذا أتي بحجر منقور ، فطلب من يقرأه فأتي بوهب بن منبّه فقرأه ، فإذا فيه :

يا بن آدم ، إنك لو رأيت قريب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك ، ولرغبت في الزيادة من عملك ، ولقصرت عن (٣) حرصك وحيلك ، وإنما يلقاك غدا ندمك لو قد زلّت بك قدمك ، وأسلمك أهلك وحشمك ، فبان منك الولد القريب ، ورفضك الوالد والنسيب ، فلا أنت إلى دنياك عائد ، ولا في حسناتك زائد ، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة ، فلا أظنه قال : فبكى سليمان بكاء شديدا.

وروي أن الذي سأله مسلمة بن عبد الملك.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أخبرنا أبو عثمان الصابوني ، أخبرنا أبو العبّاس عبد الصّمد بن عبد الله اليعمري ، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي ، حدّثنا سلمة بن شبيب قال : قال منصور بن عمّار : حدّثني أبي ، حدّثنا زكريا بن إبراهيم ، قال : بينما مسلمة ابن عبد الملك بالمسجد الحرام إذ أتي بحجر أسود مكتوب فيه بالحميرية ، فقال : من هاهنا من يقرأه لنا؟ فأتي بوهب بن منبّه ، فقيل له : يا أبا عبد الله ، اقرأ ما على الحجر ، فإذا عليه مكتوب :

يا بن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك ، لزهدت في طول ما ترجو من أملك ،

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) كذا بالأصل وم ، والذي في معجم البلدان : يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة بن معلى بن زكريا الهمداني الدقاني حدث عن ... وشعيب بن شعيب بن إسحاق بن أسلم بن يحيى.

(٣) في م : على.

٣٦٨

وقصرت عن (١) حرصك وحيلك ، وابتغيت الزيادة في عملك ، وإنّما تلقى الندم ، لو زلّت القدم وأسلمك الأهل والحشم ، وانصرف عنك الحبيب ، وأسلمك القريب ، فلا أنت إلى أهلك عائد ، ولا في عملك زائد ، فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة والندامة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن ، أخبرنا سهل بن بشر ، وأحمد بن محمّد بن سعيد ، قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عيسى ، أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن ، أخبرنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم : وهب بن منبّه أبو عبد (٢).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ بن منصور ، قالا : أخبرنا أحمد بن الحسن ابن أحمد ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أخبرنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا خليفة قال (٣) : في الطبقة الثانية من أهل اليمن : وهب بن منبّه ، يكنى أبا عبد الله ، من الأبناء مات سنة عشر ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال ، حدّثنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح ابن حبيب يقول : وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (٤) ، سمعته من أبي عبد الله.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أخبرنا أبو الحسن بن السقا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عبّاس قال : سمعت يحيى يقول : وهب بن منبّه ، كنيته أبو عبد الله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أخبرنا أبو عمرو بن منده ، أخبرنا أبو محمّد بن يوة ، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، أخبرنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٦) : في الطبقة الثالثة من أهل اليمن : وهب بن منبّه من الأبناء ، ويكنى أبا عبد الله ، مات سنة ست عشرة ومائة بصنعاء.

__________________

(١) في م : من.

(٢) كذا بالأصل وم هنا : أبو عبد.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥١٦ رقم ٢٦٥٢ طبعة دار الفكر.

(٤) بالأصل وم هنا : شيخ.

(٥) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ، ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٣٦٩

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أخبرنا أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا أبو بكر البابسيري ، أخبرنا الأحوص بن المفضّل (١) بن غسّان ، حدّثنا أبي قال : وهب بن منبّه يكنى أبا عبد الله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أخبرنا أبو منصور النهاوندي ، أخبرنا أبو العباس النهاوندي ، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (٢) ، أبو عبد الله الصنعاني ، من أبناء فارس ، ويقال : الذّماري ، ويقال : ذمار على مرحلتين من صنعاء (٣).

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا البخاري قال (٤) : وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (٥) ، أبو عبد الله الصنعاني ، ويقال الذّماري ، [وذمار](٦) من صنعاء [على](٧) مرحلتين.

قال علي عن ابن عبد الصّمد بن معقل : مات سنة أربع عشرة ومائة ، وهو من أبناء فارس ، وهو ابن كامل بن سيج.

وقال أحمد بن حنبل ، عن إبراهيم بن خالد ، قال لي عمر ـ يعني : ابن عبيد الصنعاني ـ قال لي عبد الصّمد بن معقل : توفي في المحرم استقبال سنة أربع عشرة ومائة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (٨) :

وهب بن منبّه الصنعاني الذّماري ، وذمار من صنعاء على مرحلتين ، وهو ابن منبّه بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : الفضل.

(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : شيخ.

(٣) راجع معجم البلدان ، والأنساب.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٦٤.

(٥) الأصل وم : شيخ ، والتصويب عن البخاري.

(٦) زيادة عن التاريخ الكبير.

(٧) زيادة عن التاريخ الكبير.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٤.

٣٧٠

كامل ، أبو عبد الله ، روى عن ابن عبّاس ، وجابر بن عبد الله ، وأخيه (١) همّام بن منبّه ، روى عنه عمرو بن دينار ، والمغيرة بن حكيم ، وعوف الأعرابي ، وسماك بن الفضل ، والمنذر بن النعمان ، وبكّار ، توفي وهو ابن ثمانين سنة ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه عبد الصّمد بن معقل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف ، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون ، أخبرنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الله وهب بن منبّه بن كامل بن سيج الصنعاني ، سمع جابر بن عبد الله ، وابن عبّاس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أخبرنا أبو نصر الوائلي ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله وهب بن منبّه بن كامل ، صنعاني ، ثقة.

أخبرنا أبو الفضل أيضا ـ قراءة ـ عن أبي طاهر الخطيب ، أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أخبرنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال : أبو عبد الله وهب بن منبّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أخبرنا نصر بن إبراهيم ، أخبرنا سليم بن أيوب ، أخبرنا طاهر بن محمّد ، أخبرنا علي بن إبراهيم ، حدّثنا يزيد بن محمّد ، قال : سمعت محمّد ابن أحمد المقدمي يقول : وهب بن منبّه بن كامل ، أبو عبد الله.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح المحاملي ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال :

وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (٢) ، كذا ذكره الدارقطني بالكسر ، ثم حكاه عقيبه عن عثمان بن أحمد الدقّاق ، عن حنبل بن إسحاق ، عن أحمد ، عن عوف ، عن سيج بالفتح ، وهب يروي عن جابر بن عبد الله ، وابن عبّاس ، روى عنه عمرو بن دينار ، وعقيل بن معقل ، وإدريس ابن ابنة وهب ، وغيرهم ، وهم أربعة أخوة : همّام ، ووهب ، ومعقل ، وغيلان بنو منبّه.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : وأخوه ، والمثبت عن م ، والجرح والتعديل.

(٢) الأصل وم : شيخ.

٣٧١

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أخبرنا أبو بكر الصفّار ، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه ، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الله وهب بن منبّه بن كامل بن سيج الصنعاني ، ويقال : الذّماري ، من أبناء فارس ، والذّمار قرية من قرى صنعاء على مرحلتين منها ، سمع جابر بن عبد الله ، والنعمان ابن بشير ، روى عنه عمرو بن دينار ، وعقيل بن معقل بن منبّه ، هو أخو معقل ، وهمّام ، وغيلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو الفضل المقدسي ، أخبرنا محمّد بن طاهر ، أخبرنا مسعود بن ناصر ، أخبرنا عبد الملك بن الحسن ، أخبرنا أبو نصر البخاري قال :

وهب بن منبّه بن كامل بن سيج أبو عبد الله الصنعاني ويقال : الذّماري ، وهي من صنعاء على مرحلتين ، وهو الأبناوي من أبناء فارس ، سمع عدة من الصحابة ، وحدّث عن أخيه همام ، يروي عنه عمرو بن دينار في العلم.

قال ابن أخيه عن عبد الصّمد بن معقل بن منبّه : توفي في المحرم سنة أربع عشرة ومائة.

قال البخاري ، حدّثنا علي بن عبد الله قال : سمعت عبد الصّمد بن معقل ، وقال أبو عيسى مثله ، وقال كاتب الواقدي : مات بصنعاء سنة عشر ومائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن علي بن هبة الله بن جعفر قال (١) : أما سيج (٢) أوله سين مهملة مكسورة ـ وقيل مفتوحة ـ ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها ، ثم جيم ، فهو وهب بن منبّه بن كامل بن سيج [وذكر أحمد بن حنبل عن غوث بن جابر بن غيلان بن منبه أنه وهب بن منبه بن كامل بن سيج](٣) ، وهو الأسوار ، كذا ذكره بالفتح.

قال (٤) : وأما كبار بكسر الكاف وفتح الباء المعجمة بواحدة وآخره راء ، فهو : وهب بن منبّه بن كامل بن سيج بن ذي كبار من أبناء فارس.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٥ / ٩٩.

(٢) الأصل وم : شيخ ، تحريف ، والتصويب عن الاكمال.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن الاكمال.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٣٩.

٣٧٢

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيان ، قالا : أنا موسى ابن عمران ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عطاء ، حدّثني أحمد بن محمّد بن الأزهر ، قال : سمعت مسلمة بن همام بن مسلمة بن همام بن منبّه يذكر عن آبائه أن همّاما ، ووهبا وعبد الله ، ومعقل (١) ، ومسلمة بنو منبّه ، أصلهم من خراسان ، من بلدة هراة ، ومنبّه من أهل هراة ، خرج فوقع إلى فارس أيام كسرى ، وكسرى أخرجه من هراة ، ثم إنه أسلم على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحسن إسلامه ، فمسكن ولده وتوالدهم باليمن ، فكان وهب بن منبّه يختلف إلى هراة ويتفقد أمر هراة (٢).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي أبو محمّد ، وأبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف ، وأبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قالوا : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا غوث (٣) بن جابر بن غيلان بن منبّه : [قال :](٤) كانوا (٥) أخوة أربعة : أكبرهم وهب ، ومعقل ، وهمّام ، وغيلان ، وكان أصغرهم ، وهو جدّ غوث.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر بن المؤمل ، أخبرنا الفضل بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، قال غوث.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا عمر بن عبيد الله ، أخبرنا علي بن محمّد بن بشران ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، حدّثني غوث بن جابر بن غيلان بن منبّه قال : كانوا أخوة أربعة أكبرهم وهب ، ومعقل ، أبو عقيل ، وهمّام ، وغيلان ـ زاد حنبل : وكان ، وقالا : ـ أصغرهم وهو جدّ غوث ، وهو وهب بن منبّه بن كامل بن سيج ـ زاد حنبل : وهو الأسوار ، وقالا : ـ قال غوث : ومات وهب سنة أربع عشرة ، قال غوث : ومات همّام آخرهم قبل موت أبي جعفر بقليل ، مات وهب ، ثم معقل ، ثم غيلان ، ثم همّام.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، والوجه : معقلا.

(٢) رواه الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٥٤٥ ـ ٥٤٦ من طريق أحمد بن محمّد بن الأزهر والمزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٩.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٨.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) بالأصل وم : قالوا ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٣٧٣

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أخبرنا أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا أبو بكر البابسيري ، أخبرنا الأحوص بن المفضّل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أحمد ابن حنبل قال : قال عبد الرزّاق ، وكان وهب بن منبّه ، والمغيرة بن حكيم ، وخلّاد بن عبد الرّحمن بن الأبناء.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، حدّثنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمّد البراز الحربي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن منصور الحاسب ، حدّثنا محمّد بن بكّار ، حدّثنا حسان بن إبراهيم.

ح قال : وأخبرنا أبو الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله ابن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب ، حدّثني محمّد بن عقبة السدوسي ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم الكرماني ، حدّثنا يحيى بن زبّان (١) ، عن عبد الله بن راشد مولى سعيد ـ وفي حديث الحسن عن عبد الله بن راشد عن مولى لسعيد بن عبد الملك قال : سمعت خالد ابن معدان الحمصي يقول : سمعت عبادة بن الصامت يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، أخبرنا أبو يعلى ، حدّثنا محمّد بن بكّار ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم ، عن يحيى بن زبّان (٢) ، عن عبد الله بن راشد ، عن خالد بن معدان ، عن عبادة بن الصّامت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في أمّتي رجلان أحدهما يقال له وهب ، يهب الله له الحكمة ، والآخر ـ وفي حديث الخطيب : وآخر ـ يقال له غيلان ، هو أضرّ ـ وقال الخطيب : هو شرّ ـ على أمّتي من إبليس» (٣) [١٣٠١٩].

قال الخطيب : واللفظ لحديث محمّد بن عقبة.

أخبرنا عاليا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضّرّاب ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا علي بن المديني ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم ، حدّثنا يحيى بن زبّان (٤) ، أخبرنا عبد الله بن راشد ، عن

__________________

(١) الأصل وم : ريان ، تصحيف ، والتصويب عن الاكمال ٤ / ١١٩.

(٢) الأصل وم وتهذيب الكمال : الريان.

(٣) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٩ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٦.

(٤) الأصل وم : زيان.

٣٧٤

مولى لسعيد بن عبد الملك ، قال : سمعت خالد بن معدان يحدّث عن عبادة بن الصامت قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سيكون في أمّتي رجلان أحدهما يقال له وهب ، يؤتيه الله الحكمة ، والآخر يقال له غيلان ، هو أشدّ على أمّتي من إبليس» (١) [١٣٠٢٠].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (٢) : وسألت يحيى بن معين عن يحيى بن زبّان فقال : لا أعرفه ، قلت : يروي عن عبد الله بن راشد من هو؟ قال (٣) : لا أعرفه.

وقد روي من وجه آخر.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو القاسم بن حبيب المفسر (٤) ، أخبرنا محمّد بن صالح بن هانئ ، حدّثنا عبدان (٥) ، حدّثنا هشام بن عمّار قال : وأخبرنا أبو سعد (٦) الماليني ، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا الهيثم بن خارجة ، قالا : حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن مروان بن سالم القرقساني ، حدّثنا الأحوص بن حكيم ، عن خالد بن معدان ، عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في أمّتي رجل يقال له وهب ، يهب الله له الحكمة ، ورجل يقال له غيلان ، هو أضرّ على أمّتي من إبليس» [١٣٠٢١].

قال البيهقي : تفرّد به مروان بن سالم ، وكان ضعيفا في الحديث (٧).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي ، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي ، حدّثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن مروان بن سالم ، حدّثنا الأحوص بن حكيم ، عن خالد بن معدان ، عن عبادة بن الصامت

__________________

(١) من هذه الطريق والإسناد في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٩ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤٩٨ ـ ٤٩٩.

(٢) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٩ وسير الأعلام ٤ / ٥٤٦ وتاريخ الإسلام ص ٤٩٩.

(٣) الأصل وم : قلت ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٤) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٥) في م : عبدان المروزي.

(٦) الأصل وم : سعيد ، تحريف ، وهو أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣٠١.

(٧) الحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة ٦ / ٤٩٦.

٣٧٥

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في أمّتي رجل يقال له وهب ، يهب الله له الحكمة» [١٣٠٢٢].

ورواه محمّد بن أسد الخشني ، والحكم بن موسى عن الوليد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أخبرنا أبو الحسن (١) العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد ، أخبرنا أبو جعفر العقيلي (٢) ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : مروان بن سالم ليس بثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أخبرنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : قد روى إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل ، عن أبيه عن وهب بن منبّه عن جابر قال يحيى : وقد رأيت أنا إبراهيم بن عقيل ، كان إبراهيم بن عقيل هذا يأتي هشام بن يوسف ولم به بأس ، ولكنه ينبغي أن يكون صحيفة وقعت إليهم لم يلق وهب بن منبّه جابرا ، قلت : فلقي وهب بن منبّه النعمان بن بشير؟ فقال : يروي عنه في حديث أنه لقيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وأبو نصر محمّد بن الحسن ، وأبو الحسن العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أخبرنا ثابت بن بندار ، أخبرنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أخبرنا الوليد بن بكر ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : وهب بن منبّه يماني ، تابعي ، ثقة ، وكان على قضاء صنعاء (٣).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أخبرنا ابن مندة ، أخبرنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (٤) : سئل أبو زرعة عن وهب بن منبّه ، فقال : يماني ، ثقة.

__________________

(١) في م : الحسين.

(٢) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٢٠٥ رقم ١٧٨٧.

(٣) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٨ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٥.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٤.

٣٧٦

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن هامان ، أخبرنا الحسن بن رشيق العسكري ، حدّثنا أبو القاسم الحسن ابن أم عبد الله العسقلاني ، حدّثني أبو محمّد عبيد بن محمّد الشكوري (١) ، حدّثنا محمّد بن الجسّاس ، حدّثنا عبد الرزّاق ، أخبرني أبي ، عن وهب ابن منبّه قال : يقولون إنّ عبد الله بن سلام كان أعلم أهل زمانه ، وإن كعبا أعلم أهل زمانه ، أفرأيت من جمع علمهما (٢) أهو أعلم أم هما؟

قال : وحدّثني عبيد (٣) ، حدّثني محمّد بن كثير بن عبيد بن كثير بن خسر حسرة ، حدّثني أبي كثير بن عبيد أنه سار مع وهب حتى باتوا في دار بصعدة (٤) عند رجل من أهل صعدة ، فأنزلوا مصابيحهم ، وخرجت ابنة الرجل ، فرأت عنده مصباحا ، فاطّلع إليه صاحب المنزل نظر إليه صافّا (٥) قدميه في ضياء كأنه بياض الشمس ، فقال الرجل [رأيتك الليلة في هيئة ما رأيت فيها أحدا ، قال : وما الذي رأيت؟ قال : رأيتك في ضياء أشد من الشمس](٦) قال : أكتم ما رأيت.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا ، وأبو طالب بن يوسف ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٧) ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي ، حدّثنا مسلم بن خالد ، حدّثني المثنّى بن الصباح ، قال : رأيت (٨) وهب (٩) بن منبّه أربعين سنة لم يسبّ شيئا فيه الروح ، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا.

قال : وقال وهب : لقد قرأت ثلاثين كتابا نزل على ثلاثين نبيا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، حدّثني أبي أبو البركات ، أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الزهري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن غريب البزاز ، قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٩ وسير الأعلام ٤ / ٥٤٦ وتاريخ الإسلام ص ٤٩٨.

(٢) الأصل وم : عليهما ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٣) يعني عبيد بن محمّد الكشوري ، والخبر في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٠ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٦ ـ ٥٤٧.

(٤) صعدة مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخا (معجم البلدان).

(٥) الأصل : صاف ، وفي م : ضاق ، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.

(٧) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٥٤٣ وعنه في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٠ وسير الأعلام ٤ / ٥٤٧.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي ابن سعد : لبث.

(٩) الأصل وم : ابن وهب.

٣٧٧

محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أبي زياد القطواني ، حدّثنا سيّار بن حاتم ، حدّثنا جعفر بن سليمان عن (١) عبد الصّمد بن معقل بن منبّه قال : صحبت عمي وهب بن منبّه أشهرا يصلّي الغداة بوضوء العشاء (٢).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، حدّثنا أبو محمّد الصّوفي ـ إملاء ـ أخبرنا محمّد بن محمّد بن [محمّد بن](٣) إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدّثنا سالم الخوّاص ، حدّثنا مسلم بن خالد قال : لبث وهب بن منبّه أربعين سنة لا يرقد على فراش ، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العتمة والصبح وضوءا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو محمّد السكري ، أخبرنا إسماعيل الصفّار ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عبد الرزّاق (٤) ، عن أبيه قال : رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال : الحمد لله ، الحمد لله ، الدائم ، السرمد ، حمدا لا يحصيه العدد ، ولا يقطعه الأبد ، كما ينبغي لك أن تحمد ، وكما أنت له أهل ، كما هو لك علينا حقّ.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الصلت الحقاني ، حدّثنا عبد المنعم بن إدريس (٥) ، حدّثنا أبي قال : كان وهب بن منبّه يحفظ كلامه كل يوم ، فإن سلم أفطر وإلّا طوى.

حدّثني أبو محمّد بن طاوس ، حدّثني أبي ، أخبرنا عمر بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن غريب قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن محمّد ، حدّثنا عبد الله بن أبي زياد ، حدّثنا سيّار ابن حاتم ، حدّثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت عبد الصّمد بن معقل قال : قال الجعد بن درهم : ما كلّمت عالما قط إلّا غضب وحلّ حبوته غير وهب بن منبّه (٦).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه ، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد ،

__________________

(١) الأصل : «بن» وسقطت اللفظة من م ، والتصويب عن تهذيب الكمال.

(٢) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٠ وسير الأعلام ٤ / ٥٤٧.

(٣) زيادة عن م ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٧٠.

(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٠ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٧.

(٥) من طريقه في سير الأعلام ٤ / ٥٤٧ وتهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٠ وتاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٤٩٨.

(٦) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٠ وسير الأعلام ٤ / ٥٤٧ وتاريخ الإسلام ص ٤٩٨.

٣٧٨

أخبرني محمّد بن عبد العزيز المروزي ـ فيما كتب إلي ـ أن أبا الفضل الحدادي أخبرهم عن محمّد بن يزيد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزّاق ، حدّثنا معمر (١) ، عن سماك ابن الفضل قال :

كنا عند عروة بن الزبير (٢) وإلى جنبه وهب بن منبّه ، فجاء قوم فشكوا عاملهم ، وذكروا منه شيئا [قبيحا](٣) فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه ، فضحك عروة واستلقى على قفاه ، وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب ، وهو يغضب ، فقال وهب : وما لي لا أغضب ، وقد غضب الذي خلق الأحلام ، إنّ الله يقول : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ)(٤) يقول : أغضبونا.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال ، وهو عروة بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، قال : ومما كتبت من كتاب أبي عبد الله ولم أسمعه إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ، حدّثنا عبد الصّمد بن معقل قال : قيل لوهب : إنّك كنت ترى الرؤيا فتحدّثنا فتكون حقا ، قال : أيهات أما منذ وليت القضاء فقد ذهب ذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أخبرنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أخبرنا الوليد ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم (٦) ، حدّثنا عبد الصّمد بن معقل قال : قيل لوهب بن منبّه : يا أبا عبد الله ، كنت ترى الرؤيا فتحدّثنا بها ، فلا نلبث أن نراها كما رأيت ، قال : هيهات ، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي (٧) ، أخبرنا أبو الحسين

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في كتابيه تاريخ الإسلام (٤٩٨) وسير الأعلام ٤ / ٥٤٧ ـ ٥٤٨ والمزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩١.

(٢) في تهذيب الكمال وسير الأعلام : «عروة بن محمّد» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أنه : عروة بن محمّد.

(٣) زيادة عن المصادر الثلاثة السابقة.

(٤) سورة الزخرف ، الآية : ٥٥.

(٥) زيادة منا.

(٦) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩١ وسير الأعلام ٤ / ٥٤٨ وتاريخ الإسلام (ص ٤٩٨).

(٧) بالأصل وم : «الألكاني».

٣٧٩

ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثني سلمة بن شبيب ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ، عن عمر بن كيسان ، حدّثني أبي أن وهب بن منبّه قضى لعروة بن محمّد في ولاية عمر بن عبد العزيز.

قال : وحدّثنا يعقوب (١) ، حدّثني أبو بكر بن عبد الملك ، حدّثنا عبد الرزّاق قال : قلت لمعمر : إنّ أبي أخبرني أن وهبا ولي القضاء في زمن عمر بن عبد العزيز ، قال : فلم يحمد فهمه ، فتبسم ثم قال لي قولا كأنه لا يرفع صوته ، فإن الحسن ولي القضاء في زمن عمر فلم يحمد فهمه.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أحمد (٢) بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم البصري ، حدّثنا وفاء بن سهيل المصري ، حدّثني يحيى بن حسّان ، عن نعيم بن ميسرة النحوي ، عن عنبسة بن غصن قال :

كان وهب بن منبّه على بيت مال اليمن ، قال : فكتب إلى عمر بن عبد العزيز (٣) : إنّي فقدت من بيت مال المسلمين دينارا (٤) ، قال : فكتب إليه : إنّي لا أتّهم دينك ، ولا أمانتك ، ولكني أتّهم تضييعك وتفريطك ، وأنا حجيج المسلمين في أموالهم ، ولا (٥) أحسم عليك أن تحلف ، والسلام.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو الفضل الرّازي ، أخبرنا جعفر بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن هارون ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله البصري ، حدّثنا علي بن عبد الله المديني (٦) ، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرّحمن ـ قاضي صنعاء ـ أخبرني داود بن قيس قال :

كان لي صديق من أهل بيت خولان من حضور (٧) يقال له أبو شمر ذو خولان قال :

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٩.

(٢) الأصل : أبو أحمد ، والمثبت عن م.

(٣) الكتاب في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص ٦٥.

(٤) في سيرة ابن عبد الحكم : دنانير.

(٥) في سيرة ابن عبد الحكم : وإنما لأشحّهم فاحلف لهم ، والسّلام.

(٦) الخبر مطولا رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٩٤ وما بعدها ، من طريق علي بن المديني.

(٧) حضور : بالفتح ثم الضم وسكون الواو ، بلدة باليمن من أعمال زبيد.

٣٨٠