تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

في ستين دينارا في العطاء ، فأقبلت أنا وابن عمي سليمان بن محمّد بن عبد الله إلى عسكر الوليد ، فقرّبني المؤمّل وأدناني وقال : أدخلك على أمير المؤمنين ، وأكلّمه حتى يفرض لك في مائة دينار.

قال المثنّى : فخرج الوليد من اللؤلؤة فنزل المليكة (١) الليلة ، فأتاه رسول عمرو بن قيس من حمص يخبره أن عمروا (٢) قد وجه إليه خمس مائة فارس ، عليهم عبد الرّحمن بن أبي الجنوب البهراني (٣) ، فدعا الوليد الضحّاك بن أيمن من بني عوف من كلب ، وأمره أن يأتي ابن أبي الجنوب ـ وهو بالغوير ـ فيستخلفه ، ثم بات الوليد بالمليكة (٤) ، فلما أصبح أمر الناس بالرحيل ، وخرج على برذون كميت ، عليه قباء خزّ وعمامة من خزّ ، محتزما بريطة رقيقة قد طواها ، وعلى كتفيه ريطة صفراء فوق السيف ، فلقيه بنو سليم بن كيسان في ستة عشر فارسا ، ثم سار قليلا فتلقاه بنو النعمان بن بشير في فوارس ، ثم أتاه الوليد ابن أخي الأبرش في بني عامر من كلب ، فحمله الوليد وكساه ، وسار الوليد على الطريق ثم عدل في تلعة يقال لها : المشبهة ، فلقيه ابن أبي الجنوب في أهل حمص ، ثم أتى البخراء فضجّ أهل العسكر وقالوا : ليس معنا علف لدوابنا ، فأمر رجلا فنادى : إنّ أمير المؤمنين قد اشترى زروع القرية ، فقالوا : ما نصنع بالقصيل؟ (٥) تضعف عليه دوابنا ، وإنّما أرادوا الدراهم.

قال المثنّى : أتيت الوليد فدخلت من مؤخر الفسطاط فدعا بالغداء ، فلما وضع بين يده أتاه رسول أم كلثوم (٦) ابنة عبد الله بن يزيد بن عبد الملك ، يقال له : عمرو بن عمرو بن مرة (٧) ، فأخبره أن عبد العزيز بن الحجّاج قد نزل اللؤلؤة ، فلم يلتفت إليه ، فأتاه خالد بن عثمان المخراش ، وكان على شرطه ، برجل (٨) من بني حارثة بن جناب ، فقال له : إني كنت بدمشق مع عبد العزيز وقد أتيتك بالخبر وهذه ألف وخمسمائة قد أخذتها ، وحل هميانا من وسطه ، وأراه قد نزل اللؤلؤة ، وهو غاد منها إليك ، فلم يجبه ، والتفت إلى رجل إلى جنبه ، فكلّمه بكلام (٩) لم أسمعه ، فسألت بعض من كان بيني وبينه عمّا قال ، فقال : سأله عن النهر الذي حفر بالأردن : كم بقي منه؟ وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة ، فأتى الملكية (١٠) فحازها ،

__________________

(١) الأصل وم : «فقل الليلة» والمثبت عن الطبري.

(٢) الأصل وم : عمر.

(٣) في م : الهتراني.

(٤) الأصل وم : بالليلة ، والمثبت عن الطبري.

(٥) القصيل : ما اقتصل من الزرع أخضر.

(٦) بالأصل وم : مكتوم ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : عمرو بن مرة.

(٨) الأصل وم : رجل ، والمثبت عن الطبري.

(٩) الأصل وم : كلام ، والمثبت عن الطبري.

(١٠) الأصل وم : الليلة ، والمثبت عن الطبري.

٣٤١

ووجّه منصور بن جمهور فأخذ شرقي القرى ، وهو تلّ مشرف في أرض ملساء على طريق نهيا إلى البخراء ، وكان العبّاس بن الوليد يتهيأ في نحو من خمسين ومائة من مواليه وولده ، فبعث العبّاس رجلا من بني ناجية يقال له حسين (١) إلى الوليد يخيّره بين أن يأتيه فيكون معه [أو يسير إلى يزيد بن الوليد ، فاتهم الوليد العباس ، فأرسل إليه يأمره أن يأتيه فيكون معه](٢) فلقي منصور بن جمهور الرسول ، فسأله عن الأمر ، فأخبره ، فقال له منصور بن جمهور : قل له : والله لئن رحلت من موضعك قبل طلوع الفجر لأقتلنك ومن معك ، فإذا أصبح فليأخذ حيث أحبّ ، فأقام العبّاس يتهيأ فلما كان في السحر (٣) سمعنا تكبير أصحاب عبد العزيز قد أقبلوا إلى البخراء فخرج خالد بن عثمان المخراش فعبأ الناس ، فلم يكن بينهم قتال حتى طلعت الشمس ، وكان مع أصحاب يزيد بن الوليد كتاب معلق في رمح : إنّا ندعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأن يصير الأمر شورى ، فاقتتلوا ، فقتل عثمان الخشبي ، وقتل من أصحاب الوليد زهاء ستين رجلا ، وأقبل منصور على طريق نهيا ، فأتى عسكر الوليد من خلفهم ، فأقبل إلى الوليد وهو في فسطاطه ، ليس بينه وبين منصور أحد ، فلمّا رأيته خرجت أنا وعاصم بن ميسرة المعافري خليفة للمخراش فانكشف عبد العزيز ، ونكص أصحاب منصور إلى عبد العزيز بن هبيرة (٤) المعافري ، وكان الأبرش على فرس له ، فجعل يصيح بابن أخيه : يا بن اللخناء ، قدّم رأيتك ، فقال له : لا أجد متقدما ، إنها بنو عامر ، وأقبل العبّاس بن الوليد ، فمنعه أصحاب عبد العزيز ، وشدّ مولى لسليمان بن عبد الله بن دحية يقال له التركي على الحارث ابن العبّاس بن الوليد ، فطعنه طعنة أذراه عن فرسه ، فعدله العبّاس بن الوليد إلى عبد العزيز ، فأسقط (٥) في أيدي أصحاب الوليد ، وانكسروا (٦) ، فبعث الوليد بن يزيد الوليد بن خالد إلى عبد العزيز بأنه يعطيه خمسين ألف دينار ، ويجعل له ولاية حمص ما بقي ، ويؤمنه على كلّ حدث ، على أنه ينصرف ويكفّ ، فأبى ، ولم يجبه ، فقال له الوليد : ارجع إليه فعاوده ، فأتاه الوليد ، فلم يجبه إلى شيء ، فانصرف الوليد حتى إذا كان غير بعيد عطف دابّته ، فدنا من عبد العزيز فقال له : أتجعل لي خمسين (٧) ألف دينار وللأبرش مثلها ، وأن أكون كأخص رجل من

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ خليفة : حبيش.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٣) الأصل وم : السجن ، والمثبت عن الطبري.

(٤) تقرأ بالأصل وم : ميسرة ، والمثبت عن الطبري.

(٥) الأصل وم : فسقط ، والمثبت عن الطبري.

(٦) الأصل وم : فانكسر ، والمثبت عن الطبري.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ الطبري : خمسة آلاف دينار.

٣٤٢

قومي منزلة ، وآتيك ، فأدخل معك فيما دخلت؟ فقال له عبد العزيز : على أن تحمل الساعة على أصحاب الوليد ، ففعل ، وكان على ميمنة الوليد معاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن خالد ، فقال لعبد العزيز : أتجعل لي عشرين ألف دينار وولاية الأردن والشركة في الأمر على أن أصير معك؟ قال : على أن تحمل من ساعتك على أصحاب الوليد ، ففعل ، فانهزم أصحاب الوليد ، وقام الوليد ، فدخل البخراء ، وأقبل عبد العزيز ، فوقف على الباب وعليه سلسلة ، فجعل الرجل بعد الرجل يدخل من تحت السلسلة ، وأتى عبد العزيز عبد السّلام بن بكير بن شمّاخ اللخمي ، فقال : إنه يقول : أخرج على حكمك ، قال : فليخرج ، فلما ولّى قيل له : وما تصنع بخروجه؟ دعه يكفيكه الناس ، فدعا عبد السّلام فقال : لا حاجة لي فيما أعرض عليّ ، فنظرت إلى شاب طويل على فرس ، فدنا من حائط القصر ، فعلاه ، ثم صار إلى داخل القصر ، قال : فدخلت القصر فإذا الوليد قائم في قميص قصب وسراويل وشي ، ومعه سيف في غمد ، والناس يشتمونه ، فأقبل إليه بشر بن سنان ـ والصواب : سيار (١) ـ مولى كنانة بن عمير وهو الذي دخل من الحائط ، فمضى الوليد يريد الباب ـ أظنه أراد أن يأتي عبد العزيز ـ وعبد السّلام عن يمينه ، ورسول عمرو بن قيس عن يساره فضربه ـ يعني : بشرا ـ على رأسه وتعاوره الناس بأسيافهم ، فقتل ، فطرح عبد السّلام نفسه عليه ، وأقبل يحتز رأسه ، وكان يزيد بن الوليد قد جعل في رأس الوليد مائة ألف ، وأقبل أبو الأسود (٢) مولى خالد بن عبد الله القسري ، فسلخ من جلدة الوليد قدر الكف ، فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد الله ، وكان محبوسا في عسكر الوليد ، وانتهب الناس عسكر الوليد ، وخزائنه ، وأتي بريد العليمي أبو البطريق بن يزيد وكانت ابنته عند الحكم بن الوليد ، فقال : امنع لي متاع ابنتي ، فما وصل إلى أحد شيئا ، وزعم أنه له.

قال (٣) أحمد : قال علي : قال عمرو (٤) بن مروان : لما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى ، فبعث بها إلى يزيد ، فسبقت الرأس قدم بها ليلة الجمعة ، وأتي برأسه من الغد ، فنصبه للناس بعد الصلاة ، وكان أهل دمشق قد أرجفوا بعبد العزيز ، فلمّا أتاهم رأس الوليد سكنوا وكفّوا ، قال : وأمر يزيد بنصب الرأس ، فقال يزيد بن فروة (٥) مولى بني مروان : إنّما ينصب رأس

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، والذي في الطبري : بشر بن شيبان.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : أبو الأسد.

(٣) من هنا في تاريخ الطبري ٧ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.

(٤) بالأصل وم : «عمر» تصحيف ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

(٥) كذا بالأصل وم «قرة» ، وفي الطبري : يزيد بن فروة ، وهو ما أثبت.

٣٤٣

الخارجي ، وهو ابن عمّك وخليفة ، ولا آمن إن نصبته أن يرق له قلوب الناس ، ويغضب له أهل بيته ، قال : والله لأنصبنّه ، فنصبه على رمح. ثم قال : انطلق فطف به في دمشق ، وأدخله دار أبيه ، ففعل ، وصاح الناس وأهل الدار ، ثم ردّه إلى يزيد ، فقال له : انطلق إلى منزلك ، فمكث عنده قريبا من شهر ، ثم قال : ادفعه إلى أخيه سليمان ، وكان سليمان أخو الوليد ممن سعى على أخيه ، فغسل ابن فروة الرأس ووضعه في سفط ، وأتى سليمان ، فنظر إليه سليمان فقال : بعدا (١) [له ،](٢) أشهد إنه كان شروبا للخمر ، ماجنا ، فاسقا ، ولقد أرادني على نفسي الفاسق ، فخرج ابن فروة فتلقته مولاة للوليد ، فقال لها : ويحك ما أشدّ ما شتمه ، زعم أنه أراده على نفسه ، قالت : كذب والله الخبيث ، ما فعل ، ولئن كان أراده على نفسه لقد فعل ، وما كان ليقدر على الامتناع منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، أخبرنا نصر بن إبراهيم ، وعبد الله بن عبد الرزّاق.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد ، أخبرنا نصر بن إبراهيم.

قالا : أخبرنا أبو الحسن بن عوف ، أخبرنا أبو علي بن منير ، أخبرنا أبو بكر بن خريم ، حدّثنا هشام بن عمران ، حدّثنا الهيثم بن عمران العبسي قال : ولي الوليد بن يزيد خمسة عشر شهرا (٣) ، ثم قتل بالبخراء.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى الفراء ، أخبرنا أبو يعلى.

قالا : أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : وهلك الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهو ابن خمس وأربعين سنة (٤) ، وولي سنة ونصف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، حدّثنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أخبرنا أبو

__________________

(١) الأصل : بعد ، والمثبت عن م ، والطبري.

(٢) زيادة للإيضاح عن م ، والطبري.

(٣) تاريخ الإسلام (١٢١ ـ ١٤٠) ص ٢٩٤.

(٤) تاريخ الإسلام ص ٢٩٤.

٣٤٤

الحسين بن بشران ، أخبرنا عمر بن الحسن ، قالا : أخبرنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني العجلي عن ـ وفي رواية عمر : حدّثني أبو عبد الله العجلي ـ حدّثنا ـ عمر بن محمّد ، عن أبي معشر قال : بلغ الوليد خمسا وأربعين سنة ، وكانت خلافته ثمانية عشر شهرا ، والذي قتل الوليد بن يزيد عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك ، وكان الوليد يكنّى أبا العبّاس ، وأمّه أمّ الحجّاج بنت محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيلة ، واسم أبي عقيل عمرو بن مسعود بن عامر بن معتب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : قال أبي : وولي من بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة ونصفا ، وهلك وهو ابن خمس وأربعين سنة.

وقال عمي أبو بكر : وولي الوليد نحوا من سنتين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أخبرنا أبو الحسن السيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (١) ، حدّثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جدّه ، وعبد الله بن المغيرة ، عن أبيه ، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا : قتل الوليد بالبخراء ـ من تدمر على أميال ـ يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة ، وهو ابن خمس وثلاثين سنة إلى ست وثلاثين (٢).

وقال حاتم بن مسلم : ابن خمس وأربعين وأشهر ، وكانت ولايته سنة وشهرين واثنين وعشرين يوما.

قال خليفة (٣) : وأمّه أمّ الحجّاج بنت محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عمر بن الحسن الأشناني ، أخبرنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا سليمان بن الأشعث ، حدّثنا سليمان البهراني قال : البخراء شرقي حمص في البرية (٤).

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٦٣ (ت. العمري).

(٢) نقل الذهبي في تاريخ الإسلام (١٢١ ـ ١٤٠) ص ٢٩٤ عن خليفة بن خياط أنه عاش ستا وثلاثين سنة.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٥٧.

(٤) راجع معجم البلدان ١ / ٣٥٦.

٣٤٥

وقال : وحدّثنا سليمان بن الأشعث ، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد ، حدّثني أبي ، أخبرني الأوزاعي قال : كان قتل الوليد بن يزيد في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب عن (١) العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي قال : كان قتل الوليد بن يزيد في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة.

قال يعقوب : وقد اختلف الناس في قتل الوليد بن يزيد ، [قتله] ابن عمه يزيد بن الوليد الذي يقال له الناقص ، سار إليه من دمشق في التدرية (٢) ، فقتلوه بالبخراء ، وقتل أهل مصر أميرهم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أخبرنا عمر بن عبيد الله ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو بن السمّاك ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا عاصم بن علي ، حدّثنا أبو معشر قال : وقد حدّثنا ، حدّثني أبو عبد الله.

ح وأخبرني أبو المظفّر بن القشيري ، أخبرنا [(٣) أبو بكر البيهقي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ] ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن المؤمل ، حدّثنا الفضل بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، حدّثنا إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر قال : ثم بويع الوليد بن يزيد في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين ومائة ، وقيل لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة ، فكانت خلافته سنة ـ زاد ابن القشيري (٤) : وأشهرا ـ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا الحمامي ، أخبرنا علي ابن أحمد الفراء.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، أخبرنا ابن بشران ، أخبرنا عمر بن الحسن ، قالا : حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا عبّاس ـ وفي رواية عمر : أخبرنا العبّاس ـ بن هشام ، عن أبيه قال : ثم بويع الوليد بن يزيد سنة خمس وعشرين ومائة ، وأتته

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : بن.

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) ما بين الرقمين مكرر بالأصل وم.

(٤) من قوله : بقيتا ... إلى هنا سقط من م.

٣٤٦

الخلافة يوم السبت ، وقتل الوليد بن يزيد بالبخراء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة ، فكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو الحسن ابن لؤلؤ (١) ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، حدّثنا أبو حفص الفلّاس قال : ثم ملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة وشهرين واثنتين (٢) وعشرين ليلة ، ثم قتله ابن عمّه يزيد بن الوليد بن عبد الملك يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسن الصيرفي ، أخبرنا أبو القاسم بن جنيقا ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : قال : ابن أبي السّري فيما أخبرني محمّد بن موسى البربري عنه : استخلف الوليد بن يزيد يوم السبت في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة ، وقتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ، وهو ابن خمس وأربعين سنة ، ويقال : ابن إحدى وأربعين ، فكانت خلافته سنة وشهرين واثنتين وعشرين يوما ، وكان أبيض مشربا حمرة ، ربعة ، جميلا ، قد وخطه الشيب.

قال الخطبي : وبلغني عن الواقدي قال : قتل الوليد وهو ابن ست وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أخبرنا نعمة الله بن محمّد المرندي (٣) ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أخبرنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير قال : ثم ولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك فكانت ولايته سنة وشهرين واثنين وعشرين يوما ، وقتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا ثابت.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أخبرنا محمّد ابن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : وبويع الوليد بن يزيد (٤) ، وتوفي الوليد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة.

__________________

(١) بالأصل : لؤلؤة ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٢) بالأصل وم : واثنين.

(٣) الأصل وم : المزيدي.

(٤) كذا بالأصل وم.

٣٤٧

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أخبرنا مكي بن محمّد ، أخبرنا أبو سليمان الربعي قال : وفيها ـ يعني : سنة ست وعشرين ـ قتل الوليد بن يزيد بالبخراء يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة ، وهو ابن ست وثلاثين سنة ، وبويع يزيد بن الوليد ابن عبد الملك.

وذكر محمّد بن أحمد بن القوّاس (١) : أن الوليد حمل إلى دمشق ، فدفن بها ليلا.

وقال (٢) : أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي يقال : إنه حمل إلى دمشق سرا ، ودفن بها خارج باب الفراديس.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد ، أخبرنا إبراهيم بن عمر الفقيه.

ح وحدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد ، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار ، أخبرنا علي ابن عمر بن الحسن ، وإبراهيم بن عمر ، قالا : أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، حدّثني أبو حاتم ، عن الأصمعي ، حدّثني أبو عمر اليربوعي ، عن سيّار بن سلامة أنه قال لما قتل الوليد : إنكم لترسّون خبرا (٣) إن كان حقا لا يبقى أهل بيت من وبر إلّا دخل عليهم منه مكروه ، قال ابن قتيبة : يقال : بلغني رسّ من خبر ، وذرء من خير (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله (٥) ، حدّثنا سفيان قال : لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل يكون بالشام وأصله كوفي ، سديد عقله ، قال لخلف ابن حوشب لما وقعت الفتنة : اصنع طعاما واجمع بقية من بقي ، فجمعهم ، فقال سليمان الأعمش : أنا لكم النذير ، كفّ رجل يده وملك لسانه ، وعالج قلبه.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد بن

__________________

(١) تحرفت في م إلى : الفراس.

(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : ويقال.

(٣) الأصل وم : «حميرا» تحريف ، انظر ما يلي.

(٤) يقال : أتانا رس من خبر ، ورسيس من خبر ، وهو الخبر الذي لم يصح وبلغني رس من خبر أي طرف منه ، أو شيء منه ، أو أوله.

وذرء ضبطه ابن الأثير بفتح فسكون ، وقيل : بالضم ، يقال : بلغني ذرء من خبر أي شيء منه وطرف منه. والذرء : الشيء اليسير من القول. راجع تاج العروس : ذرأ ـ ورسس.

(٥) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (١٢١ ـ ١٤٠) ص ٢٩٤.

٣٤٨

جعفر ، أخبرنا محمّد بن جرير الطبري ، قال : قال خلف بن خليفة لما قتل الوليد بن يزيد (١) :

لقد سلبت كلب وأسباب مذحج (٢)

صدى كان يزقو ليله غير راقد

تركنا أمير المؤمنين بخالد

مكبّا على خيشومه غير ساجد

فإن تقطعوا منا مناط قلادة

قطعنا به منكم مناط قلائد

وإن تشغلونا عن ندانا فإنّنا

شغلنا الوليد عن غناء الولائد

وإن سافر القسري سفرة هالك

فإنّ أبا العبّاس ليس بشاهد

فقال حسّان بن جعدة الجعفري : يكذّب خلف بن خليفة في قوله هذا (٣) :

إنّ امرأ يدّعي قتل الوليد سوى

أعمامه لمليء النفس بالكذب

ما كان إلّا امرأ حانت منيته

سارت إليه بنو مروان بالعرب

٨٠٦٥ ـ الوليد بن يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص (٤)

له ذكر ، قتله مروان بن محمّد بن [مروان بن](٥) الحكم.

٨٠٦٦ ـ الوليد بن يزيد الخزاعي

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه : أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي الدّمشقي.

قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار بن الخضر ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام بن محمّد ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم (٦) ، حدّثنا يزيد ابن محمّد بن عبد الصّمد ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا يزيد بن يحيى ، حدّثنا الوليد بن يزيد الخزاعي عن عمر بن عبد العزيز قال : حدّثوا أهل العراق ولا تحدّثوا عنهم ، وعلّموهم ولا تعلّموا منهم.

__________________

(١) الأبيات في تاريخ الطبري ٧ / ٢٦٠ ـ ٢٦١.

(٢) صدره في الطبري : لقد سكّنت كلب وأسباق مذحج.

(٣) البيتان في تاريخ الطبري ٧ / ٢٦١.

(٤) جمهرة أنساب العرب ص ٩٠.

(٥) زيادة للإيضاح ، سقطت من الأصل وم ، راجع جمهرة ابن حزم ص ١٠٧.

(٦) من هنا ... إلى قوله : يحيى ، استدركت على هامش م.

٣٤٩

٨٠٦٧ ـ الوليد

من أهل المدينة.

غزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية ، وحكى شيئا رآه في تلك الغزوة.

روى عنه ابنه جعفر بن الوليد ، والد محرز بن جعفر ، شيخ الواقدي.

ذكر من اسمه وهب

٨٠٦٨ ـ وهب بن الأسود ، ويقال : ابن مسعود الثقفي (١)

والأول أصحّ.

سمع عمر بن الخطّاب.

روى عنه : عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.

وفد على مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال : قرئ على أبي (٢) بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثنا عبد الله بن نصر ، حدّثنا محمّد بن محمّد أبو الحسن العطّار ، حدّثنا أحمد بن شبويه ، حدّثني سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله ، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه عن عبد الملك بن مروان [عن مروان](٣) بن الحكم دخل عليه رجل يقال له وهب ، فقال : يا وهب ، ما المروءة؟ فقال : العفاف في الدين ، والصنيعة في المال ، قال : ادع لي عبد الملك ، فدعوه ، فسأله ليسمع.

قال : وأخبرنا أبو عمر قال : قرئ على محمّد ، حدّثنا أحمد بن الحارث المدائني ، قال : قال مروان بن الحكم لوهب بن الأسود : ما المروءة فيكم؟ قال : برّ الوالدين ، وإصلاح المال ، قال : فدعا عبد الملك ابنه وقال : اسمع ما يقول وهب ، فلما ولي عبد الملك فرأى عنزا جربا ، فقال : لمن هذه العنز؟ قيل : لأمير المؤمنين ، فوقف عليها ثم دعا بقطران ، فقيل له تكفى ، قال : فما أغنى عني قول وهب إذا شيئا.

__________________

(١) ترجمته في التاريخ الكبير ٨ / ١٦٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٤.

(٢) في م : أبو.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، والزيادة منا لاقتضاء السياق.

٣٥٠

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن يوسف ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، أخبرنا ابن أبي الدنيا ، أخبرني عمر ابن بكير عن شيخ من طيّئ أن مروان بن الحكم قال لوهب بن الأسود الثقفي : يا وهب ، ما المروءة فيكم؟ قال : العفاف ، وإصلاح المال ، فقال مروان : عليّ بعبد الملك ، وعبد العزيز ، فلما أتيا قال : اسمعا ما يقول عمّكما ، قال : فما السؤدد فيكم؟ قال : الحلم والنائل قال : أي بني اسمعوا.

وبلغني من وجه آخر أنه دخل على مروان وهو خليفة ، فذكر الحكاية ، وذكر فيها العفاف وبرّ الوالدين ، وإصلاح المال ، قال : فلمّا توفي مروان واستخلف عبد الملك ركب يوما حتى انتهى إلى عين الأسد حول المدينة ـ مدينة دمشق ـ فمرّ بغنم له ، فإذا شاة جرباء ، فنزل فحسر عن ذراعيه ودعا بزيت وقطران ، وأخذ الشاة فقال له الراعي : تكفى يا أمير المؤمنين ، فقال له : ويحك ، فأين قول وهب بن مسعود لأمير المؤمنين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا البخاري قال (١) : وهب بن الأسود ، لقي عمر ، روى عنه ابن أبي مليكة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، [قالا : أخبرنا ابن منده ، أخبرنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي](٢).

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

وهب بن الأسود ، روى عن عمر ، روى عنه ابن أبي مليكة ، سمعت أبي يقول ذلك.

٨٠٦٩ ـ وهب بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحقّ ، ويقال : وهب

ابن عبد الملك بن أكيدر الكندي ، ويقال : الكلبي

من أهل دومة الجندل.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٨ / ١٦٣.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، والسند معروف.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٤.

٣٥١

روى عنه : ابنه يحيى بن وهب.

تقدم حديثه في ترجمة ابن ابنه (١) عمرو بن يحيى (٢).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أخبرنا شجاع بن علي ، أخبرنا عبد الله بن مندة ، أخبرنا محمّد بن عمر بن حفص ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان ، أخبرنا سعد بن الصلت ، عن إبراهيم بن محمّد الأسلمي ، عن يحيى بن وهب الكلبي ، عن أبيه ، عن جده قال : كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأكيدر كتابا فيه أمان لهم من الظلم ، ولم يكن معه خاتم ، فختمه لهم بظفره (٣).

قال ابن مندة : أبو وهب الكلبي قال : شهدت بعض المواسم والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو (٤).

رواه محمّد بن عمر الواقدي عن إسحاق بن حباب ، عن يحيى بن وهب الكلبي ، عن أبيه ، عن جده.

٨٠٧٠ ـ وهب بن جابر الهمداني الخيواني (٥) الكوفي (٦)

قدم دمشق وأعمالها إلى بيت المقدس.

وسمع بها : عبد الله بن عمرو بن العاص.

روى عنه : أبو إسحاق السبيعي الهمداني.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السّبط ، وأبو القاسم بن الحصين ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو بكر بن مالك ، حدّثنا أبو شعيب الحرّاني (٧) ـ يعني : عبد الله بن عمرو ـ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ينبغي للمسلم أن يضيع من يقوت». [١٣٠١٣]

__________________

(١) الأصل وم : أبيه.

(٢) ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ٤٦ / ٤٥٧ رقم ٥٤٢٠.

(٣) رواه ابن حجر في الإصابة ٤ / ٢١٨ في ترجمة أبي وهب الكلبي ، وابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٣٣٠.

(٤) أسد الغابة ٥ / ٣٣٠.

(٥) بدون إعجام بالأصل وم ، أعجمت عن ميزان الاعتدال ، وهذه النسبة ـ ضبطت عن الأنساب ـ إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم بن خيوان بن نوف بن أوسلة وهو همدان.

(٦) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٥٠ والتاريخ الكبير ٨ / ١٦٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٣.

(٧) كذا بالأصل وم ، وثمة سقط في السند.

٣٥٢

وسقط من كتاب ابن السبط ذكر عبد الله بن عمرو ، ولا بدّ منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو منصور بن العطّار ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أخبرنا أبو القاسم بن البسري ، وأبو علي بن المسلمة ، وأبو الفضل بن البقّال ، وأبو الوفاء الفوارس (١) ، وعاصم بن الحسن ، وهبة الله بن عبد الرزّاق ، وطراد بن محمّد.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أخبرنا طراد بن محمّد.

قالوا : أخبرنا هلال بن محمّد ، قالا : حدّثنا الحسن بن يحيى بن عيّاش ، حدّثنا إبراهيم ابن محسر ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن أبي إسحاق ، عن وهب بن جابر ، عن عبد الله بن عمرو أنه قال لخازن له : أكلت لأهلنا قوتا ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» [١٣٠١٤].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي ، أخبرنا أبو محمّد يوسف بن يعقوب (٢) بن إسماعيل بن حمّاد بن يزيد القاضي ، حدّثنا حفص بن عمر الحوضي ، حدّثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن وهب بن جابر قال :

كنت في بيت المقدس ، فجاء مولى لعبد الله بن عمرو فقال : إنّي أريد أن أقيم هاهنا شهر رمضان ، فقال له عبد الله : تركت لأهلك ما يقوتهم؟ قال : لا ، قال : فارجع ، فاترك عندهم ما يقوتهم ، إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» [١٣٠١٥].

قال : وحدّثنا يوسف ، حدّثنا محمّد بن كثير ، أخبرنا شعبة ، فذكر بإسناده نحوه ، وقال فيه : «أن يضيع من يعول».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو بكر بن مالك ـ إملاء ـ حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي ـ بالبصرة ـ

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) في م : «يعقوب بن يعقوب بن إسماعيل» خطأ ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٨٥.

٣٥٣

حدّثنا أبو الوليد ، وابن كثير ، قالا : حدّثنا شعبة ، قال : أنبأنا أبو إسحاق ، قال : سمعت وهب ابن جابر رجلا من همدان يقول :

كنت في بيت المقدس ، فجاء مولى لعبد الله بن عمرو فقال له عبد الله : ما جاء بك ، تركت لأهلك نفقه؟ قال : لا ، قال (١) : ارجع إليهم فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» [١٣٠١٦].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد ابن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا البخاري قال (٢) : وهب بن جابر الخيواني (٣) ، سمع عبد الله بن عمرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» ، قاله سفيان عن أبي إسحاق ، يعدّ في الكوفيين.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

وهب بن جابر الخيواني (٥) ، كوفي ، روى عن عبد الله بن عمرو ، روى عنه أبو إسحاق الهمداني ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أخبرنا أبو الحسن العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أخبرنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أخبرنا الوليد بن بكر ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٦) :

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٦٣.

(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : الخيراني ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢٣.

(٥) تحرفت بالأصل وم إلى : الخيراني ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٦) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٦٦ رقم ١٧٨٢.

٣٥٤

وهب بن جابر الخيواني (١) ، كوفي ، تابعي ، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى عن وهب بن جابر فقال : ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : قال علي ابن المديني : وهب بن جابر الخيواني ، مجهول (٢) ، سمع من عبد الله بن عمرو قصة في : «يأجوج ومأجوج» ، و «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» ، لم يرو غير ذين ، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق.

٨٠٧١ ـ وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح

ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب أبو دهبل الجمحي الشاعر (٣)

من أهل مكة.

قدم دمشق.

قرأت على أبي منصور بن خيرون ، عن أبي بكر محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن يحيى ، أخبرنا الزبير بن أبي بكر ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله قال (٤) : خرج أبو دهبل يريد الغزو ـ وكان رجلا جميلا ، صالحا ـ فلما كان بجيرون (٥) جاءته امرأة فأعطته كتابا ، فقالت له : اقرأ هذا ، فقرأه لها ، ثم ذهبت فدخلت قصرا ثم خرجت إليه فقالت : لو بلغت (٦) إلى هذا القصر فقرأت الكتاب على امرأة فيه كان لك أجر إن شاء الله ،

__________________

(١) بالأصل : الحيراني ، وفي م : الخيراني ، تصحيف ، والمثبت عن تاريخ الثقات.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٥٠.

(٣) ترجمته وأخباره في الأغاني ٧ / ١١٤ والمؤتلف والمختلف للآمدي ص ١١٧ والشعر والشعراء ص ٣٨٩ ونسب قريش للمصعب الفهارس).

(٤) الخبر والشعر في الأغاني ٧ / ١٢٢ و ١٢٦.

(٥) جيرون : أحد أبواب دمشق ، وقيل جيرون هي دمشق نفسها ، راجع معجم البلدان : جيرون ٢ / ١٩٩.

(٦) بالأصل وم والمختصر : تبلغت.

٣٥٥

فبلغ معها القصر ، فلمّا دخل فإذا فيه جوار (١) كثير ، فأغلقت عليه باب القصر ، فإذا امرأة جميلة قد أتته ، فدعته إلى نفسها ، فأبى ، فأمرت به فحبس في بيت من القصر ، وأطعم وسقي قليلا قليلا حتى ضعف ، وكاد أن يموت ، ثم دعته إلى نفسها ، فقال : أما حرام فلا يكون ذلك أبدا ، ولكن أتزوجك ، قالت : نعم ، فتزوجها ، وأمرت به فأحسن إليه حتى رجعت إليه نفسه ، فأقام معها زمانا طويلا لم تدعه يخرج من القصر حتى يئس منه أهله وولده وزوج أولاده بناته واقتسموا ميراثه ، وأقامت زوجته تبكي عليه ولم تقاسمهم ماله ولا أخذت من ميراثه شيئا ، وجاءها الخطّاب ، فأمرت (٢) وأقامت على الحزن والبكاء عليه ، قال : فقال أبو دهبل لامرأته يوما : إنّك قد أثمت فيّ وفي ولدي ، فائذني لي أن أخرج إليهم وأرجع إليك ، فأخذت عليه أيمانا أن لا يقيم إلّا سنة حتى يعود إليها ، وأعطته مالا كثيرا ، فخرج من عندها بذلك المال حتى قدم على أهله ، فرأى زوجته وما صارت إليه من الحزن ، ونظر إلى ولده ممن اقتسم ماله وجاوره فقال : ما بيني وبينكم عمل ، أنتم ورثتموني وأنا حي ، فهو حظكم ، والله لا يشرك زوجتي فيما قدمت به أحد ، وقال لزوجته : شأنك بهذا المال ، فهو كله لك ، ولست أجهل ما كان من وفائك ، فأقام معها ، وقال في الشامية :

صاح حيّا الإله حيّا ودورا

عند أصل القناة من جيرون

فبتلك اغتربت بالشام حتى

ظنّ أهلي مرجّمات الظنون

وهي زهراء مثل لؤلؤة الغوّاص

ميزت من جوهر مكنون

قال : وفي هذه القصيدة يقول أبو دهبل :

ثم فارقتها على خير ما

كان قرين مفارق لقرين

وبكت خشية التفرّق والبين

بكاء الحزين نحو الحزين

فاسألي عن تذكّري واكتئابي (٣)

حلّ أم إذا هم عذلوني (٤)

وقد روي هذا الشعر لعبد الرّحمن بن حسّان ، وليس بصحيح ، قال : فلمّا جاء الأجل أراد الخروج إليها ، فجاءه موتها ، فأقام.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا أبو

__________________

(١) بالأصل وم : جواري.

(٢) كذا بالأصل وم ، ولعله : فأبت.

(٣) كذا بالأصل وم والمختصر ، وفي الأغاني : واطمئني.

(٤) بالأصل : عذبوني ، والمثبت عن م والمختصر ، وعجزه في الأغاني : لأناسي إذا هم عذلوني.

٣٥٦

طاهر المخلّص ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (١) : وولد أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح : أسيد بن أحيحة. فولد أسيد : زمعة وأبو دهبل ، وهب (٢) ابن زمعة بن أسيد بن أحيحة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال : أبو دهبل (٣) : وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة ابن جمح ، أحد الشعراء الإسلاميين ، يعرف بكنيته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (٤) : أسيد (٥) بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح (٦) من ولده أبو دهبل الجمحي الشاعر المشهور (٧).

ثم قال : أما دهبل (٨) بالباء المعجمة بواحدة ، فهو أبو دهبل الجمحي ، وهو وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، أحد الشعراء المجيدين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا محمّد ابن أحمد بن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا عبد الله الطوسي ، حدّثنا الزبير بن أبي بكر قال (٩) :

ومن ولده ـ يعني : خالد بن حزام ـ أخا حكيم بن حزام : ـ المغيرة بن عبد الله بن خالد ، وكان شريفا ، وأمّه أمّ ولد ، استعمله عبد الله بن الزبير على ناحية من اليمن ، ووفد عليه أبو دهبل الجمحي فقال له :

يا ناق سيري واشرقي

بدم إذا جئت المغيرة

سيثيبني أخرى سوا

ك وتلك لي منه يسيره

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٩٢ و ٣٩٣.

(٢) بالأصل وم : ووهب ، وسقطت اللفظة من نسب قريش.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : وهبان.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٥٦.

(٥) ضبطت بالفتح عن الاكمال. وانظر ما لا حظه محققه بالهامش.

(٦) كذا ورد اسمه ونسبه في الاكمال ، انظر ما مرّ قريبا عن نسب قريش للمصعب.

(٧) قوله : «أبو دهبل الجمحي الشاعر المشهور» مكانه في الاكمال : جماعة ، يأتي ذكرهم ، وقد ورد فيه اسم أبي دهبل.

ص ٦٤ ـ ٦٥.

(٨) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٤٠.

(٩) الخبر والأبيات في نسب قريش للمصعب ص ٢٣٤.

٣٥٧

إن ابن عبد الله نع

م فتى الندى وابن العشيرة

حلو الحلاوة دهثم (١)

جلد القوى مرّ المريرة

كفاه كفّا ماجد

حرّ سحائبه مطيره

تتحليان ندى إذا

ضنّت به النفس العسيره (٢)

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو جعفر ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدّثنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (٣) :

فولد عبد الرّحمن بن الوليد ـ يعني : ابن عبد شمس ـ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر (٤) ابن مخزوم : الهبرزي عبد الله الأزرق الذي كان أبو دهبل الجمحي يمدحه ، وفيه يقول :

لا يبعد الله عبد الله أذكره

عند النّدى أبدا ما هبّت الريح

أغرّ من ساكني البطحاء ألحقه

بالمجد والسؤدد والبيض المناجيح

منتطق حين يدعى (٥) غير مكتتم

كالسّيد (٦) لم يخفه القيصوم والشّيح

وقال فيه أيضا (٧) :

عقم النساء فلم يلدن شبيهه

إنّ النساء بمثله عقم

متهدم (٨) بنعم مخالف [قول] لا

سيّان منه الوفر والعدم

إن الجدود معادن فنجاره

ذهب وكل جدوده صخم

غضّ (٩) الكلام من الحياء تخاله

ضمنا (١٠) وليس بجسمه سقم

وله يقول (١١) :

__________________

(١) الدهثم : الدمث الخلق.

(٢) ليس البيت في نسب قريش للمصعب الزبيري.

(٣) الخبر والشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٣١.

(٤) بالأصل : عمرو ، تصحيف ، والمثبت عن م ، ونسب قريش ص ٣٢٠.

(٥) الأصل وم : «ارعا» والمثبت عن نسب قريش.

(٦) السيد بكسر السين ، الذئب.

(٧) الأبيات في الأغاني ٧ / ١٣٤ ونسب قريش ص ٣٣١.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : متقدم ، وفي الأغاني : فتهلهل.

(٩) في الأغاني : نزر.

(١٠) الضمن : المريض ، وفي نسب قريش للمصعب : ضنيا.

(١١) الأبيات في الأغاني ٧ / ١٢٩.

٣٥٨

اعلم بأنّي لمن عاديت مضطغن

ضبّا (١) وإنّي عليك اليوم محسود

وأنّ شكرك عندي لا انقضاء له

ما دام بالجذع (٢) من لبنان جلمود

إن تغد من منقلي (٣) نجران مرتحلا

بين (٤) من اليمن المعروف والجود

قال الزبير : حدّثني حمزة بن عتبة الهاشمي قال : قال أبو دهبل : قلت :

وإن شكرك عندي لا انقضاء له

ثم أرتج على النصف الآخر ، فأقمت حولين ... (٥) ، ثم سمعت غريبا في المسجد الحرام يذكر لبنان ، فقلت له : أي شيء لبنان؟ قال : جبل بالشام ، ففتح علي فقلت :

وإنّ شكرك عندي لا انقضاء له

ما دام بالجذع من لبنان جلمود

قال الزبير : وهلك عبد الله بن الأزرق بتهامة ، فرثاه أبو دهبل فقال (٦) :

لقد عال هذا القبر من بطن عليب (٧)

فتى كان من أهل الندى والتكرّم

فتى كان فيما ناب يوما هو الفتى

ونعم الفتى للطارق المتيمم (٨)

قال الزبير : وأخبرني علي بن صالح ، عن عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن عروة ابن الزبير : قال أبو دهبل الجمحي (٩) :

قومي بنو جمح يوما إذا انحدرت (١٠)

شهباء تبصر في حافاتها الزّغفا (١١)

أهل الخلافة والموفون عقدوا

والشاهد والروع لا عزلا ولا كشفا

يأبى لي الله والحيان من جمح

داع حبيبا وداع للندى خلفا

قال الزبير : مظعون ومعمر ابنا حبيب بن وهب ، وخلف بن وهب ، يعني ابن حذافة بن جمح.

__________________

(١) الضب : الحقد.

(٢) الأغاني : بالهضب.

(٣) المنقل : الطريق في الجبل.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الأغاني : يرحل.

(٥) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.

(٦) البيتان في نسب قريش للمصعب ص ٣٣١ والأغاني ٧ / ١٤٥ ومعجم البلدان (عليب).

(٧) بالأصل وم : غليت ، تحريف ، والتصويب عن معجم البلدان. قال ياقوت : وعليب بضم العين المهملة وسكون اللام وفتح الياء : موضع بتهامة.

(٨) الأصل وم : المتيم ، والمثبت عن المصادر.

(٩) الأول والثاني في الأغاني ٧ / ١١٥.

(١٠) الأصل وم : انجردت ، والمثبت عن الأغاني.

(١١) الشهباء : الكتيبة العظيمة ، كثيرة السلاح. والزغف : الدروع.

٣٥٩

قال : وحدّثنا الزبير ، حدّثني عمي مصعب (١) بن عبد الله ، أخبرني إبراهيم بن أبي عبد الله قال : خرج أبو دهبل يريد مصر ، ثم رجع من الطريق ، وقال في زوجته أم دهبل (٢) :

أسلمي أم دهبل بعد هجر

ونقص (٣) من الزمان وعصر

واذكري كرّي المطيّ إليكم

بعد ما قد توجهت نحو مصر

لا تخالي أنّي نسيتك لما

كان بيش (٤) ومن به خلف ظهري

إن تكوني أنت المقدم قبلي

وأطع يثو عنك قبرك قبري

قال عمي : فأخبرني إبراهيم بن أبي عبد الله قال : فرأيت قبريهما بتهامة ، بعليب (٥) في موضع واحد ، وأبو دهبل الذي يقول (٦) :

يا عمرو حمّ فراقكم عمرا

وعزمت منا النأي والهجرا

يا عمرو شيخك وهو ذو كرم

يحمي الذمار ويكرم الصهرا

والله ما أحببت حبكم

لا ثيّبا خلت ولا بكرا

إن كان هذا السحر منك فلا

ترعي عليّ وجددي سحرا

إن لا رضى إن رضيت به

وأرى لحسن حديثكم شكرا

وترى لها دلّا إذا نطقت

تركت بنات فؤاده صعرا

كتساقط الرطب الجنيّ من

الأفنان لا بثرا ولا نزرا

ومقالة فيكم عركت بها

جنبي أريد بها لك العذرا

ومريد سركم عدلت به

فيما يحاول معدلا وعرا

قالت يقيم لنا لنجزيه

يوما فخيّم عندها شهرا

ما إن أقيم لحاجة عرضت

إلّا لأبلي فيكم عذرا

__________________

(١) بالأصل : «مصعب عمي» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.

(٢) الأبيات في الأغاني ٧ / ١٤٥.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الأغاني : ونقضّ.

(٤) بيش : بكسر أوله ، قال ياقوت ، بعد أن ذكر شعر أبي دهبل ، هذا الشعر يدل على أن بيشا موضع بين مكة ومصر ، أو تكون صاحبته المذكورة كانت باليمن ، وفيه أن بيش : من بلاد اليمن قرب دهلك.

(٥) الأصل وم : بقلب ، والتصويب عن الأغاني ، وقد مرّ التعريف به.

(٦) الأبيات في الأغاني ٧ / ١١٩.

٣٦٠