تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

إن التزاور فيما بيننا خطر

والأرض من وطأة البرذون تنخسف

إذا اجتمعنا على يوم الشتاء فلي

همّ بما أنا لاق حين أنصرف

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا عبد الله الخازن ـ وهو محمّد بن أحمد بن موسى القمي ابن أخي علي بن موسى يقول : سمعت عمي ينشد في الشيب :

الشيب كره وكره أن يفارقني

أحبب بشيء على البغضاء مودود

يفنى الشباب وقد يبقى له عوض

والشيب يذهب مفقود بمفقود

قال أبو عبد الله : ومن أحسن ما أنشدوني في الشيب قول الوليد بن عبيد الطّائي :

إن المشيب رداء الحلم والأدب

كما الشباب رداء اللهو واللعب

تعجبت إن رأت شيبي فقلت لها

لا تعجبي من يطل عمر به يشب

شيب الرجال لهم زين ومكرمة

وشيبكن لكن العيب فاكتئبي

فينا لكن وإن شئت بدا أرب

وليس فيكن بعد الشيب من أرب

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن هارون الضّبّي ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضّبّي أن البحتري أنشده لنفسه (١) :

يا صديقي والأمر منك عجيب

أين ذاك التأهيل والترحيب

نضبت بيننا البشاشة والودّ

وغارا كما يغور القليب

أنت خلّ الأديب (٢) حقا وهل

يعرف حقّ الأديب إلّا الأديب

فتجمل لنا قليلا كما كنت

فإنّ الرحيل عنك قريب

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني الأزهري ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر الأديب ، حدّثنا الصولي ، حدّثني أحمد بن سعيد الطائي قال : مرض البحتري فوصف له الطبيب مزورة (٣) فقال له بعض إخوانه : عندي أحذق خلق الله بها فمضى

__________________

(١) الأبيات في ديوانه ٢ / ١٣ قالها لرجل من أهل رأس العين كان صديقا له فجفاه وتغير عليه.

(٢) الأصل : الأيب. والمثبت عن «ز» ، وم ، والديوان.

(٣) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، والذي في المختصر : «مرقدة» وكتب محققه بالهامش : المرقد : دواء يرقد شاربه.

٢٠١

ليوجه بها فلم يفعل ، فكتب إليه البحتري (١) :

وجدت وعدك زورا في مزورة (٢)

ذكرت مبتدئا أحكام طاهيها

فلا شفا الله من يرجو الشفاء بها

ولا علت كفّ ملق كفّه فيها

فاحبس رسولك عنّي أن يجيء بها

فقد حبست رسولي عن تقاضيها

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أنشدنا أبو القاسم الحسن ابن محمّد بن حبيب المفسّر ، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن عبد الله الطاوسي ـ بهراة ـ للبحتري :

وإذا أتى للمرء من أعوامه

خمسون وهو عن الصّبا لم يجنح

عكفت عليه المخزيات وقلن قد

أضحكتنا وسررتنا (٣) لا تبرح

وإذا رأى إبليس صورة وجهه

حيّا وقال فديت من لم يفلح

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أخبرنا أبو علي محمّد بن وشاح ، أخبرنا عبد الصّمد ابن أحمد ، أنشدنا أبو بكر أحمد بن حازم الربعي ، أنشدنا أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد ، أنشدنا شاعر دهره ، ونسيج وحده وهو البحتري :

اقلني يا محمّد يا بن يحيى مقالا

لم أكن فيه مدوقا

جعلتك فيه ذا بأس وجود

وتلك علامة بك لن تليقا

فلست بصابر أبدا عدوا

ولست بنافع أبدا صدوقا

أنبأنا أبو السعود بن المجلي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن المكتفي ، حدّثنا جحظة ، حدّثني أبو (٤) هفان قال :

كنا في دعوة سعد بن ... (٥) أنا والبحتري فلمّا انصرفنا أردفني البحتري خلفه ليبلغني إلى منزلي ، فلمّا قاربت منزلي قلت : لا بد مما أعنت به ، فقلت : يا أبا عبادة من الذي يقول :

تلبس للحرب أثوابها

وقال أنا الفارس البحتري

فلما رأى الخيل قد أقبلت

أصيب على سرجه قد خري (٦)

__________________

(١) لم أعثر على الأبيات في ديوانه.

(٢) في المختصر : مرقدة.

(٣) الأصل وم : وسرتنا ، والمثبت عن «ز».

(٤) بالأصل : أبي ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز».

(٦) بعدها بياض عدة أسطر في «ز» ، وكتب على هامشها : بياض بالأصل ، والكلام متصل بالأصل وم.

٢٠٢

أنبأنا أبو الفرج الصوري وغيره ، عن أبي بكر الخطيب ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن المظفّر بن السرّاج ، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن موسى بن عمران المرزباني ، حدّثني علي ابن هارون ، حدّثني عمي يحيى بن علي ، أخبرنا أبي أن البحتري أنشد المتوكل وأبا العنبس الصيمري حاضر قصيدته التي أولها (١) :

عن أبي ثغر تبتسم (٢).

وفيها يقول :

يا جعفر بن المعتصم

يا منعم ابن المنتقم (٣)

وكان إذا أنشد تبختر في إنشاده ، وحرّك يديه (٤) وأشار برأسه إعجابا بما يأتي به ، وقال : أحسنت والله ما لكم لا تحسنون وتتعجبون مما تسمعون ، وكان ذلك ربما غاظ المتوكل منه ، ففعل مثل ذلك وهو ينشد هذه القصيدة ، فلما فرغ منها رد البيت الأول وكذلك كان يفعل في قصائده ، فلما ردّد (٥) قوله :

عن أي ثغر تبتسم

وبأي طرف تحتكم

غمز المتوكل أبا العنبس أن يولع (٦) به فقال للبحتري :

في أي سلح ترتكم

وبأي كف تلتقم

أدخلت رأسك في الحرم

فولّى البحتري لما سمع ذلك مغضبا ، فجعل أبو (٧) العنبس يصيح من خلفه :

وعلمت أنك تنهزم.

فضحك المتوكل وأمر لأبي العنبس بالصلة التي أعدّت للبحتري.

__________________

(١) قصيدة يمدح بها المتوكل ١ / ١٥.

(٢) وتمامه في ديوانه :

عن أي ثغر تبتسم

وبأي طرف تحتكم

(٣) روايته في الديوان :

للمرتضى ابن المجتبي

والمنعم ابن المنتقم

(٤) قوله : «وحرك يديه» سقط من «ز».

(٥) بالأصل وم و «ز» : رد.

(٦) يولع به : أي يستخف.

(٧) الأصل : أبا ، وفي «ز» : ابن ، والمثبت عن م.

٢٠٣

وقال أحمد بن ... (١) فجاءني البحتري فقال : يا أبا خالد ، أنت عشير وابن عمّ وصديق ، وقد رأيت ما جرى عليّ ، أرأيت لي أن أخرج إلى منبج بغير إذن؟ فقد ضاع العلم وهلك. فقلت : لا تفعل من هذا شيئا ، والملوك تمزح بما هو أعظم من هذا ، ومضيت معه إلى الفتح ، فشكا إليه ذلك ، فقال له نحوا من قولي ، وعوّضه فسكن إلى ذلك.

قرأت (٢) على أبي (٣) منصور بن خيرون ، عن أبي محمّد الجوهري ، [ح وأخبرنا] أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ـ نا الخطيب (٤) ، أنا الجوهري](٥) ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أنشدنا عبد الرّحمن بن وليدويه قال : أنشدني أبي يهجو البحتري :

قل لمن جاءنا بنسبة زور

يدّعي أنه لبحترطيّ

يتبازى كأنه عربي

فإذا ما امتحنت ليس بشي

قد تعدّى وجاء أمرا فريا

[كيف](٦) ينساغ ذا له يا أخي؟

إن يجوز الذي ادعيت فإنّي

قائل في غد أبي من لؤي

أخبرنا أبو منصور ، أخبرنا ـ وأبو الحسن ، حدّثنا ـ الخطيب (٧) ، أخبرنا التنوخي ، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني أن الصولي أخبره قال : روي عن أبي الغوث أن أباه مات في أول سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

بعث إليّ أبو المغيث منقذ بن أبي سلامة مرشد بن علي بن المهذب في التواريخ مما ذكر أنه نقله من خط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب قال : سنة ثلاث وثمانين ومائتين فيها توفي أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري ، وعمره ثلاث وثمانون سنة ، أسكت منها ثلاث سنين.

أخبرنا أبو منصور ، أخبرنا ـ وأبو الحسن ، حدّثنا ـ الخطيب (٨) ، أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل قال : سنة خمس وثمانين فيها مات أبو عبادة البحتري الشاعر بالشام ، وبلغ ثمانين سنة ، قيل : مولده سنة ست ومائتين.

__________________

(١) كذا فراغ بالأصل ، والكلام متصل في «ز» ، وم.

(٢) بالأصل وم : أخبرنا ، والمثبت عن «ز».

(٣) الأصل وم : أبو ، والمثبت عن «ز».

(٤) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٣ / ٤٨٠.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح وتقويم السند عن «ز».

(٦) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٨٠.

(٨) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٨٠ ـ ٤٨١.

٢٠٤

أخبرنا أبو منصور المقرئ ، أخبرنا الخطيب (١) ، أنا التنوخي ، أخبرنا المرزباني أن محمّد ابن يحيى أخبره قال : مات البحتري بمنبج ، وقيل بحلب في أول سنة خمس وثمانين ومائتين.

٨٠٢٦ ـ الوليد بن عبيد

أحد الصالحين ، كان بينه وبين ذي النّون المصريّ مكاتبة.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، حدّثنا الحسين بن علي بن محمّد.

وكتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن الأزجي ، وكتب إليّ أبو الحسن علي بن الحسن السلمي يخبرني عن عبد العزيز بن بندار الشيرازي ، قالوا : أخبرنا عبد الله (٢) بن جهضم ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأنصاري ، حدّثنا محمّد بن الحسن الجوهري قال :

كنت عند أبي الفيض ذي النّون بن إبراهيم بالحيرة ، وقد كتب إلى الوليد بن عبيد الدمشقي كتابا ، فقرأته : بسم الله الرّحمن الرحيم ، قرأت كتابك ، وفهمت ما سألتني فيه عن تعريف حالي ، وما عسى أن أخبرك به من حالي؟ وأنا بين خصال موجعات ، بكائي منهن أربعة : حب عيني النظر ، ولساني الفضول ، وقلبي الرئاسة ، وإجابتي لإبليس عدوّ الله فيما يكره الله مني ، وأمرضني مثلها عين لا تبكي الذنوب المثبتة (٣) ، وقلب لا يخشع عند الموعظة ، وعقل رهن فهمه إلى محبة الدنيا ، ومعرفة كلما قلّبتها وجدني الله عزوجل أجهل ، وضناي من مثلها ، عدمت خير زاد وهو التقوى ، وعدمت خير خصال الإيمان ، وهو الحياء ، وبعت أيامي بمحبة الدنيا ، وتضييعي قلبا لا أقتني مثله أبدا.

٨٠٢٧ ـ الوليد بن عتبة بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ،

صخر بن حرب بن أميّة الأموي

كان يسكن الصفوانية (٤) من إقليم حرلان (٥).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٨٠.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : علي بن عبد الله بن جهضم.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : المبيتة.

(٤) الصفوانية خارج باب توماء ، من إقليم حرلان ، وحرف اسمها فيقال لها اليوم : الصوفانية (غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص ١٠٤).

(٥) حرلان بفتح الحاء ، ناحية بالغوطة فيها عدة قرى ، وهي مما يلي الصفوانية ، شرقي باب توما (غوطة دمشق ص ١٦٨).

٢٠٥

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أميّة.

٨٠٢٨ ـ الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس الأموي

ابن أخي معاوية بن أبي سفيان (١)

ولى المدينة لعمّه معاوية ، ولابن عمّه يزيد ، وكان جوادا حكيما ، وكان بدمشق حين بايع الضحّاك بن قيس لابن الزبير ، فأنكر ذلك ، فحبسه الضحّاك.

حكى عن أبيه وعمّه.

حكى عنه مولى أبيه سعد المعروف بسعد القصر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج عنه أخبرنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل الضرّاب ـ بمصر ـ حدّثنا عبد العزيز بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد قال : حدّثنا أبو حاتم عن العتبي عن أبيه قال : قال سعد القصر عن الوليد بن عتبة قال :

أسرّ إليّ معاوية حديثا ، فأتيت أبي فقلت : يا أبت ، إنّ أمير المؤمنين أسرّ إليّ أمرا ، ولا أراه يطوى (٢) عليه ما بسطه عليه ، أفلا أخبرك به ، قال : لا ، إنه من كتم سره كان الخيار إليه ، ومن أفشاه كان الخيار عليه ، فلا تكوننّ مملوكا بعد أن كنت مالكا ، فقلت : يا أبت ، وإن هذا ليدخل بين الرجل وأبيه؟ قال لي : لا ، ولكن أكره أن يذلّل لسانك بأحاديث السرّ ، قال : فدخلت على معاوية ، فأخبرته بما جرى بيني وبين أبي ، فقال لي : ويحك يا وليد ، أعتقك أخي من رقّ الخطأ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (٣) : ولد عتبة بن أبي سفيان : الوليد بن عتبة ، وأمّه بنت عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل.

أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس ـ إذنا ـ أخبرنا محمّد بن علي الحربي ، أخبرنا محمّد ابن عبد الله الدقّاق ، وأحمد بن محمّد العلّاف.

__________________

(١) نسب قريش للمصعب ص ١٣٢ و ١٣٣ والعقد الثمين ٧ / ٣٩١ وجمهرة ابن حزم ص ١١١ والجرح والتعديل ٩ / ١٢ وشذرات الذهب ١ / ٧٢ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٤.

(٢) الأصل : يطرأ ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٣٢.

٢٠٦

ح قال : وأخبرنا علي بن أحمد الملطي ، أخبرنا العلّاف ، قالا : حدّثنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن ، حدّثني عبيد الله بن محمّد الخطيبي قال : قال عمرو بن العاص :

لله درّ بني أمية ، ما أجمع قلوبهم وأوسع حلومهم ، لشهدت معاوية يوما دخل عليه الوليد بن عتبة وهو غلام حدث ، فقلت : يا أمير المؤمنين لأفرّنّ (١) ابن أخيك عن عقله ، قال : إذن والله تجده بعيد الغور ، ساكن الفور ، ربيط الجأش ، فدنا فسلّم ثم سكت مليا ، فقلت : لقد أطلت سجن لسانك ، قال : إنه غير مأمون الضرر إذا أطلق ، قال : قلت : ما سنّك؟ قال : هيهات يا أبا عبد الله جللنا عن هذه المحنة ، قال : فضحك إلي أبو عبد الرّحمن معاوية ثم قال : كلا يا عمرو ، إنّ العود لمن لحائه ، وإن الولد من آبائه ، وهو والله نبتة أصل لا تخلف ، وسليل فحل لا تعرف.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أخبرنا محمّد ابن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب [نا](٢) ابن بكير ، قال : قال الليث سنة ست وخمسين حجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة ، ثم عزل مروان بن الحكم ، واستعمل الوليد ابن عتبة ، وهي سنة سبع وخمسين ، وحجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة ، وقال : سنة ثمان وخمسين فيها نزع مروان عن أهل المدينة وأمّر الوليد بن عتبة ، وحجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة ، وفي هذه السنة ـ يعني ـ سنة ستين استعمل يزيد عمرو بن سعيد [على المدينة ونزع الوليد بن عتبة عن أهل المدينة ، وحج بالناس عمرو بن سعيد](٣) ثم عزل عمروا واستعمل الوليد بن عتبة ، وحجّ الوليد بن عتبة سنة إحدى وستين ، وسنة اثنتين ثم عزل واستعمل عثمان ابن محمّد على المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «لأفرق» وأفرّنّ من أفرّ يعني جعله يفرّ.

(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، لتقويم السند.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

٢٠٧

ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر بن سوار ، قالا : أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري ، قالا : أخبرنا محمّد بن زيد الأنصاري ، أخبرنا أبو جعفر الشيباني ، حدّثنا أبو بشر هارون بن حاتم ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال : ثم حجّ بالناس [سنة ست وخمسين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ثم حج بالناس](١) أيضا الوليد سنة سبع وخمسين ، ثم حجّ بالناس أيضا الوليد بن عتبة سنة ثمان وخمسين ، وحجّ بالناس الوليد بن عتبة بن أبي سفيان سنة إحدى وستين ، وحجّ بالناس الوليد بن عتبة سنة اثنتين وستين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي ، أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي ، أخبرنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٢) : وأقام الحجّ سنة ست وخمسين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

قال (٣) : وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وخمسين عزل معاوية مروان عن المدينة في ذي القعدة ، وولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، فلم يزل عليها حتى مات معاوية ، فاستقضى الوليد العامري ـ يعني ـ ابن ربيعة (٤) ، وأقام (٥) الحجّ يعني سنة ثمان وخمسين الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان ، وأقام الحجّ يعني سنة تسع وخمسين الوليد بن عتبة فأقرّه يزيد ثم عزله ، وولّى عمرو بن سعيد بن العاص أشهرا ثم عزله وولّى الوليد بن عتبة نحوا (٦) من سنتين ، ثم عزله سنة ثنتين وستين وولى عثمان بن محمّد بن أبي سفيان ، وأقام الحجّ ـ يعني ـ سنة إحدى وستين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (٧).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد (٨) بن عبد الله بن الخضر ، أخبرنا أحمد بن علي بن محمّد الكاتب ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو عمرو محمّد بن مروان القرشي السعيدي ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي القيسي ، حدّثني أبو الخطاب ، حدّثني الهيثم بن الربيع ، حدّثني عمرو بن عثمان قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٤.

(٣) تاريخ خليفة ص ٢٢٤ ـ ٢٢٥.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ خليفة : ابن زمعة.

(٥) تاريخ خليفة ص ٢٢٩ و ٢٣٦.

(٦) بالأصل وم : «نحو» والمثبت عن «ز».

(٧) تاريخ خليفة ص ٢٢٩ و ٢٣٦.

(٨) في م و «ز» : أحمد.

٢٠٨

ذكر ابن عبّاس معاوية فقال : لله تلاد بن هند ما أكرم حسبه ، وأكرم مقدرته ، والله ما شتمنا على منبر قط ، ولا بالأرض ظنا منه بأحسابنا وحسبه ثم بعث إلينا ابن أخيه الوليد بن عتبة غلاما ابن عشرين سنة ، فما ترك في السجن غارما إلّا أدّى عنه ، ولا عانيا إلّا فكّه ، ثم كتب إلينا أمير المؤمنين معاوية أن أرسل إلى الحسين (١) بن علي مع شرطي حتى يتلقينه (٢) فبينا أنا عنده ، وقد أرسل إليه فأقرأه كتاب معاوية فقال : أنت ترسل بي إليه يا بن أكّالة الأكباد ، فقال : يا أبا عبد الله ، إنه لا بدّ لنا من ذلك من السمع والطاعة ، فوثب الحسين فأخذ عمامته فاجتذبها (٣) إليه وجعل الوليد يطلقها عنه كورا كورا ويقول : ما أردنا أن يبلغ كلّ هذا منك يا أبا عبد الله ، فقمت إلى الحسين ، فلم أزل به حتى أخرجته ، فالتفت إلى الوليد فقال : جزاك الله خيرا ، ما هجنا بأبي عبد الله إلّا أسدا ، ثم قال ابن عبّاس :

مغاض عن العوراء لا ينطقونها

وأهل وراثات الحلوم الأوائل

وجدنا (٤) بني حرب وكانوا أعزّة

ذرى في الذرى وكاهلا في الكواهل

فبلغ ذلك معاوية ، فقال : يا أهل الشام ، ما كنتم صانعين لو شهدتموه؟ قالوا : لو شهدناه لقتلناه ، فقال معاوية : إن [ثم](٥) لدما مصونا عند بني عبد مناف ، الوليد أعلم بأدب أهله.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أخبرنا أبو الحسن السيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة : فحدّثني وهب بن جرير ، حدّثني جويرية بن أسماء قال : سمعت أشياخنا من أهل المدينة ما لا أحصي يتحدّثون أن معاوية لما هلك ولي المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان رجلا رفيقا سريا كريما.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير ، حدّثنا محمّد بن حسن ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد الليثي : أن محمّد بن الحارث التيمي أخبره.

__________________

(١) الأصل وم : الحسن ، والمثبت عن «ز» ، والمختصر.

(٢) بدون إعجام بالأصل وم ، وفوقها ضبة بالأصل ، أعجمت عن «ز» ، وفي المختصر : نبلسه.

(٣) الأصل وم : «ما حرها» والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : فاجترها.

(٤) الأصل وم : «وجدنا في بني» والمثبت عن «ز» ، والمختصر.

(٥) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن «ز».

٢٠٩

أنه كان بين الحسين بن علي وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كلام ، والوليد يومئذ أمير المدينة في زمن معاوية بن أبي سفيان في مال كان بينهما بذي المروة (١) ، فقال الحسين ابن علي : استطال عليّ الوليد بن عتبة في حقي بسلطانه ، فقلت : أقسم بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومنّ في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم لأدعون بحلف الفضول.

قال : فقال عبد الله بن الزبير عند الوليد حين قال الحسين ما قال : وأنا أحلف بالله لأن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومنّ معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا ، فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك ، فبلغت عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد الله (٢) التيمي فقال مثل ذلك ، فلمّا بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقّه حتى رضي.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، أخبرنا محمّد بن علي الحربي ، ومحمّد بن عبد الله الدقاق وأحمد بن محمّد العلّاف قال : وأخبرنا علي بن أحمد الملطي ، أخبرنا العلّاف ، قالا : حدّثنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا محمّد ابن الحكم ، عن عوانة قال :

تنازع الحسين بن علي والوليد بن عتبة بن أبي سفيان في أرض ، والوليد يومئذ أمير على المدينة ، فبينا حسين ينازعه إذ تناول عمامة الوليد عن رأسه ، فجذبها فقال مروان بن الحكم وكان حاضرا : إنا لله ، ما رأيت كاليوم جرأة (٣) رجل على أميره ، قال الوليد : ليس ذاك بك ، ولكنك حسدتني على حلمي عنه ، فقال حسين عليه‌السلام : الأرض لك ، اشهدوا أنها له.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر المعدّل ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار ، قال :

وكان الوليد بن عتبة رجل بني عتبة ، ولاه معاوية المدينة ، وكان حليما ، كريما ، وتوفي معاوية فقدم عليه رسول يزيد يأمره أن يأخذ البيعة على الحسين بن علي ، وعلى عبد الله بن الزبير ، فأرسل إليهما ليلا حين قدم عليه الرسول ولم يظهر عند الناس موت معاوية ، فقالا : تصبح ، وتجتمع الناس فنكون [منهم ، فقال له مروان : إن خرجا من عندك لم ترهما. فنازعه

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : بذي المروة ، وفي المختصر : بذي المر. وذو المروة : قرية بوادي القرى ، وقيل : بين خشب ووادي القرى. (راجع معجم البلدان).

(٢) في «ز» : عبد الله.

(٣) الأصل وم و «ز» : حرة ، كذا ، والمثبت عن المختصر.

٢١٠

ابن الزبير الكلام ، وتغالظا حتى قام كل واحد](١) منهما إلى صاحبه فتناصيا (٢) ، وقام (٣) الوليد ليحجز بينهما حتى خلص كل واحد منهما من صاحبه ، فأخذ عبد الله بن الزبير بيد الحسين وقال : انطلق بنا ، فقاما ، وجعل ابن الزبير يتمثل قول الشاعر :

لا تحسبني يا مسافر شحمة

تعجّلها من جانب القدر جائع

فأقبل مروان على الوليد يلومه ، ويقول : لا تراهما أبدا ، فقال له الوليد : إنّي قد أعلم ما تريد ، ما كنت لأسفك دماءها ، ولا لأقطع أرحامهما (٤).

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه ، أخبرنا إبراهيم بن علي ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو خليفة ، حدّثنا محمّد بن سلّام ، حدّثنا عبيدة بن المنذر قال : قال أبي.

لما أتي برأس الحسين بن علي إلى عمرو بن سعيد بن العاص وضع بين يديه ، فقال للوليد بن عتبة بن أبي سفيان : قم فتكلم ، فقام ، فقال : إنّ هذا ـ عفا الله عنا وعنه ـ خيرنا (٥) بين أن يقتلنا ظالما أو نقتله معذورين في قتله ، فصرنا إلى التي كرهنا مضطرين إليها غير مختارين لها ، وبالله لوددنا أنّا اشترينا له العافية منه ، ولو أمكن ذلك بأغلى الثمن ، وإن عجل قوم بملامنا ليصيرنّ إلى عذر منا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أخبرنا علي ابن محمّد ، عن خالد بن يزيد بن بشر ، عن أبيه وعبد الله بن نجاد الطالحي عن العيزار بن أنس الطائحي ، ومسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد وغيرهم قالوا : لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية أرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على البيعة له ، فأبى وهلك تلك الليالي (٦).

وذكر غيره أن الوليد بن عتبة قدّم للصلاة على معاوية بن يزيد ، فأصابه الطاعون في

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٢) يعني أخذ كل واحد منهما بناصية الآخر ، والناصية : منبت الشعر في مقدم الرأس.

(٣) بالأصل وم : وقال ، والمثبت عن «ز».

(٤) الأصل وم : «لا سقط دماها ، ولا لأقطع أرحامها» صوبنا الجملة عن «ز».

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : حرّنا.

(٦) سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٤.

٢١١

صلاته عليه ، فلم يرفع إلّا وهو ميت (١).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، قالا : أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : وأراد أهل الشام الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على الخلافة ، فطعن فمات ـ يعني ـ معاوية بن يزيد بن معاوية.

٨٠٢٩ ـ الوليد بن عتبة (٢) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أبو عتبة الأعور

وأمّه أم خالد بنت عبد الله بن قيس الصابي الكلابي.

ذكره أبو المظفّر الأبيوردي النسّابة ، وقد تقدّم ذكره إياه في ترجمة أخيه سليمان بن عتبة الأعور.

٨٠٣٠ ـ الوليد بن عتبة (٣)

روى عن معاوية بن صالح.

روى عنه : محمّد بن عبد العزيز الرملي.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا البخاري قال (٤) : الوليد بن عتبة الدّمشقي عن معاوية بن صالح ، معروف الحديث ، روى عنه محمّد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أخبرنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٤.

(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : عبيد.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ٩٢ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٤١ والتاريخ الكبير ٨ / ١٥٠ والجرح والتعديل ٩ / ١٢ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٠١ وغاية النهاية ٢ / ٣٦٠.

(٤) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ١٥٠ ـ ١٥١.

٢١٢

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (١) :

الوليد بن عتبة الدّمشقي (٢) ، روى عنه معاوية بن صالح (٣) ، روى عنه محمّد بن عبد العزيز الرّملي ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسمعت أبي يقول : هو مجهول.

٨٠٣١ ـ الوليد بن عتبة أبو العبّاس الأشجعي (٤)

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أيوب بن تميم.

وروى عن الوليد بن مسلم ، والمؤمّل بن إسماعيل ، وبقيّة بن الوليد ، ومروان بن معاوية ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وأبي حيوة (٥) شريح بن يزيد بن الحضرمي ، وسويد بن عبد العزيز ، ومروان بن محمّد ، وضمرة بن ربيعة ، وسعيد بن منصور ، ومحمّد [بن يوسف](٦) الفريابي ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، وعمر بن عبد الواحد ، وأبي مسهر ، والقاسم بن جميل ، والحارث بن مسكين ، وأبي صالح كاتب الليث ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وأبي مسهر (٧) الغسّاني.

قرأ عليه أحمد بن نصر بن شاكر ، وروى عنه أحمد بن أبي الحواري ، وهو من أقرانه ، وأبو زرعة الدمشقي ، والرّازي ، وأبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدرفس ، ومحمّد بن الفيض ، وعثمان بن خرّزاد ، وأحمد بن نصر بن شاكر ، وعلي بن الحسين (٨) بن الجنيد ، وحجّاج بن حمزة الخشّابي الرّازي ، وأحمد بن سيّار (٩) المروزي ، وأحمد بن المعلّى ، وأحمد بن أنس بن مالك ، وجماهر بن محمّد الزملكاني ، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة ، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان الرقّي ، ومحمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض ،

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢ ـ ١٣.

(٢) في الجرح والتعديل : «كوفي».

(٣) في الجرح والتعديل : روى عن النضر الخزاز.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٣١ وتهذيب التهذيب ٦ / ٩١ والجرح والتعديل ٩ / ١٢ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٤١.

(٥) الأصل : حيوية ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن ابن سعد.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وقد مرّ قريبا ولعله مكرر ، وجاء في تهذيب الكمال : وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني.

(٨) كذا بالأصل وم ، وتحرفت في «ز» إلى : الحسن.

(٩) تحرفت بالأصل وم إلى : يسار ، والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.

٢١٣

وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي ، والفيض بن محمّد الأنطاكي ، وجعفر الفريابي ، ومحمّد ابن عون الوحيدي ، ويعقوب بن سفيان ، ومحمّد بن يعقوب بن حبيب.

وكانت داره بدمشق في زقاق الأسديين عند باب الجابية بقرب مسجد بني (١) عطية ، و [فيه](٢) كان يروي الحديث.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أخبرنا أبو طاهر بن محمود ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، حدّثنا صفوان بن صالح ، والوليد بن عتبة ، قالا : حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن يزيد بن يوسف الصنعاني ، عن يزيد بن يزيد [بن جابر عن مكحول عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله [تعالى :](وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما)(٣) قال : «ذهب وفضة» [١٢٩٦٣].

قال : وأنا ابن المقرئ ، نا الحسين بن عبد الله بن يزيد الأزرق](٤) الرقي (٥) القطّان ، حدّثنا الوليد بن عتبة ، حدّثنا الوليد بن مسلم بإسناده مثله.

أخرجه الترمذي عن الحسن بن علي الخلّال ، عن صفوان.

أخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا ابن المقرئ [نا](٦) جماهر بن أحمد ، حدّثنا الوليد بن عتبة ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الميّت يعذّب ببكاء الحيّ عليه» [١٢٩٦٤].

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي عبد الله ، أخبرنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (٧) :

الوليد بن عتبة الدّمشقي ، أبو العبّاس ، روى عن بقية ، والوليد بن مسلم ، وأبي (٨)

__________________

(١) في «ز» وم وتهذيب الكمال : ابن عطية.

(٢) زيادة عن «ز» ، وم.

(٣) سورة الكهف ، الآية : ٨٢.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، والذي بالأصل بعد كلمة «يزيد» «الآن» ثم فراغ ، والكلام متصل في م.

(٥) لم يظهر بالأصل من اللفظة سوى «قي».

(٦) زيادة عن «ز» ، وم.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢.

(٨) بالأصل وم : «وأبو» والمثبت عن «ز».

٢١٤

حيوة (١) ، وسويد بن عبد العزيز ، ومروان بن محمّد ، روى عنه حجّاج بن حمزة الخشابي ، وأبو زرعة ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه علي بن الحسين بن الجنيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أخبرنا أبو عبد الله الكندي ، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد وابن شعيب وغيرهم : الوليد بن عتبة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أخبرنا أبو بكر الصفّار ، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه ، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو العبّاس الوليد بن عتبة الدّمشقي ، سمع أبا محمّد سويد بن عبد العزيز السلمي ، وضمرة بن ربيعة القرشي ، روى عنه أحمد بن سيّار (٢) المروزي ، كنّاه وسمّاه لنا عمر بن أحمد بن علي الجوهري ، حدّثنا أحمد بن سيّار.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ إذنا ـ حدّثنا عبد العزيز الكتّاني ، أخبرنا أبو محمّد ابن أبي نصر ، أخبرنا الحسن بن حبيب قال : سمعت أبا زرعة بن عمرو (٣) يقول : كان القرّاء بدمشق الذين يحكمون القراءة الشامية العثمانية ويضبطونها : هشام بن عمّار ، والوليد بن عتبة ، وعبد الله بن ذكوان (٤).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا علي بن الحسن الربعي ـ إجازة ـ أخبرنا أحمد بن عتبة ، [نا محمّد بن يوسف الهروي ، نا محمّد بن عوف الطائي ، حدّثني الوليد بن عتبة](٥) وأثنى عليه خيرا ، وزعم أنه أوثق من صفوان بن صالح.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر الطبري.

__________________

(١) الأصل : وحيوية ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) تحرفت بالأصل إلى : يسار ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) الأصل وم : عمر ، والمثبت عن «ز».

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٢ والذهبي في معرفة القراء الكبار ١ / ٢٠١ كلاهما من طريق أبي زرعة الدمشقي.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

٢١٥

قالا : أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا أبو عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثني الوليد ابن عتبة الدّمشقي ، وكان ممن تهمه نفسه ، فذكر حكاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أخبرنا أبو محمّد التميمي ، أخبرنا أبو محمّد العدل ، أخبرنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة قال (١) : قلت له ـ يعني ـ لعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم : فأيّ الثلاثة أحبّ إليك من أصحاب الوليد بن مسلم؟ وليد بن عتبة ، أو صفوان بن صالح ، أو العبّاس المكتب ، قال : وليد أكيسهم وأقدمهم طلبا ، وقد كان يحضر صغيرا.

قال : وحدّثنا أبو زرعة ، قال (٢) : وحدّثني غير واحد منهم : محرز بن محمّد ، ومحمود ابن خالد أنهما سمعا الوليد بن مسلم يقول للوليد بن عتبة : اقرأ يا أبا العبّاس ، فكان يقرأ القرآن في مجلسه.

قال أبو زرعة (٣) : ومات الوليد بن عتبة في جمادى الأولى سنة أربعين ومائتين ، وولد سنة ست [وسبعين ومائة ، ومات وهو ابن أربع وستين سنة](٤).

وهكذا قال عمرو بن دحيم في مولده.

ويقال : مات بصور في شهر ربيع الآخر سنة أربعين (٥).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب قال : توفي الوليد بن عتبة سنة أربعين ومائتين ، ومولده سنة ست وسبعين ومائة (٦).

٨٠٣٢ ـ الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة السّعدي

من أهل دمشق ، ولي إمرة مكة لابن عمّه عبد الملك بن محمّد بن عطيّة ، وولي الموسم ، وولي المدينة واليمن في خلافة مروان بن محمّد.

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧.

(٢) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٨٧ وتهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٣.

(٣) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٨٧ وتهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٣.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وتاريخ أبي زرعة. وفي «ز» : «سنة ست وأربعين» بدلا من «سنة ست وسبعين ومائة».

(٥) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٣.

(٦) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٣ نقلا عن يعقوب بن سفيان.

٢١٦

حكى شيئا من غزو البحر.

روى عنه : عبد الله بن عامر شيخ الواقدي.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أخبرنا أحمد بن عبيد بن (١) الفضل ـ إجازة ـ أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، أخبرنا علي بن محمّد قال : استعمل الوليد بن عروة السّعدي ـ سعد بني بكر ـ يعني ـ على المدينة ، فاستقضى محمّد بن عمران التيمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر ، أخبرنا أبو الحسين الجواليقي.

ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر بن سوار ، قالا : أخبرنا الحسين بن علي (٢) الطناجيري ، قالا : أخبرنا محمّد بن يزيد (٣) بن علي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن عقبة ، حدّثنا هارون بن حاتم ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، قال : ثم حجّ بالناس الوليد بن عروة بن عطيّة السّعدي سنة إحدى وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أخبرنا أبو الحسن السيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٤) : وجّه مروان ـ يعني : ابن محمّد ـ عبد الملك (٥) بن محمّد ابن عطيّة بن سعد بن بكر ، فقتل أبا حمزة ـ يعني ـ الشاري بالمدينة ، وضم إليه مكة ، وخرج عبد الملك إلى اليمن ، واستخلف الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة ، ثم ولاها مروان يوسف بن عروة.

قال (٦) : وأقام الحجّ ـ يعني ـ سنة إحدى وثلاثين ومائة : الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة من بني سعد بن بكر.

قال خليفة (٧) : ولاها مروان ـ يعني ـ اليمن يوسف بن عروة مع ولاية مكّة والمدينة ، فبعث إلى اليمن أخاه الوليد بن عروة ، فلم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العبّاس.

__________________

(١) قوله : «عبيد بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.

(٢) الأصل وم : «بن أبي علي» والمثبت عن «ز» ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦١٨.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : زيد.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٠٦ ـ ٤٠٧.

(٥) بالأصل وم : «عبد الملك بن عبد الملك» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ خليفة.

(٦) تاريخ خليفة ص ٣٩٨.

(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٠٧.

٢١٧

٨٠٣٣ ـ الوليد بن عقبة بن أبي معيط ـ واسمه : أبان ـ بن أبي عمرو بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو وهب القرشي الأموي (١)

له صحبة ، وهو أخو عثمان بن عفّان لأمه ، أمّهما أروى بنت كريز بن (٢) حبيب بن عبد شمس.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه : أبو موسى عبد الله الهمداني ، والشعبي.

وخرج في زمن أبي بكر إلى الشام مجاهدا ، واستعمله عثمان بن عفّان على الكوفة ، ثم سكن الجزيرة بعد قتل عثمان ، ولم يشهد شيئا من الحروب التي جرت بين علي ومعاوية ، وكان سخيّا شاعرا.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ، حدّثنا ـ وأبو الحسن محمّد بن محمّد بن الفرّاء ، أخبرنا ـ أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الله الأصبهاني ـ بها ـ حدّثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (٣).

ح وأنبأنا أبو علي الحدّاد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد [نا أحمد](٤) بن يحيى بن خالد بن حيّان ـ زاد عبد الرّحمن : الرقّي ـ ، حدّثنا زهير بن عباد ـ زاد أبو نعيم : الرواسي ـ حدّثنا أبو بكر الداهري ـ زاد عبد الرّحمن (٥) : عبد الله بن حكيم ـ عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن الوليد بن عقبة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أناسا من أهل الجنّة يتطلعون (٦) إلى أناس من أهل النار فيقولون : بم دخلتم النار؟ فو الله ما دخلنا الجنّة إلّا بما تعلّمنا منكم ، فيقولون : إنّا كنا نقول ولا نفعل» ـ زاد عبد الرّحمن : قال سليمان : لم يروه عن ابن أبي خالد إلّا أبو بكر الداهري ، تفرّد به زهير [١٢٩٦٥].

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ٩٢ ونسب قريش ص ١٣٨ والجرح والتعديل ٩ / ٨ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٤ و ٧ / ٤٧٦ والإصابة ٣ / ٦٣٧ والاستيعاب ٣ / ٦٣١ (هامش الإصابة) وأسد الغابة ٥ / ٦٧٥ والأغاني ٥ / ١٢٢.

(٢) في تهذيب الكمال : بنت كريز بن ربيعة بن حبيب.

(٣) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٢ / ١٥٠ رقم ٤٠٥.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لتقويم السند عن «ز».

(٥) أقحم بعدها بالأصل وم : «بن».

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» : «يتطلعون» والذي في المعجم الكبير : ينطلقون.

٢١٨

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، حدّثنا أبو بكر الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أخبرنا أبي أبو يعلى.

قالا : أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أخبرنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش : الوليد بن عقبة بن أبي معيط يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أخبرنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : أخبرنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة قال (١) :

الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، اسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو ، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية ، أمّه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس ، هو أخو عثمان بن عفّان لأمّه ، أتى البصرة والكوفة ، ومات بالرقّة مقيم بأرض الجزيرة ، يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو عبد الله بن الحطّاب ، أخبرنا محمّد بن أحمد السعدي ، أخبرنا أبو عبد الله ابن بطة ، قال : قرئ على أبي القاسم البغوي ، أخبرنا مصعب بن عبد الله قال (٢) :

الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، يكنى أبا وهب ، وكان من رجال قريش وشعرائهم ، خرج الوليد يرتاد منزلا حتى أتى الرقّة فأعجبته ، فنزل على البليخ (٣) وقال : منك المحشر ، فمات بها ، وأخوه عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، قتله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر صبرا.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر المعدّل ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال (٤) :

فولد أبو عمرو بن أمية : أبانا (٥) وهو أبو معيط ، وأمّه آمنة بنت أبان بن كلب (٦) بن ربيعة

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤١ رقم ٥٧.

(٢) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٣٨.

(٣) البليخ : اسم نهر بالرقة ، راجع معجم البلدان.

(٤) نسب قريش ص ١٣٥.

(٥) الأصل : «أياما» وفي «ز» : «ايابا» وفي م : «اياسا» والمثبت عن نسب قريش.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي نسب قريش : كليب.

٢١٩

ابن عامر بن صعصعة ، وولد أبو معيط : عقبة ، قتله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر صبرا ، فولد عقبة بن أبي معيط ، [الوليد](١) وكان من رجال قريش وشعرائهم ، وكان له سخاء ، استعمله عثمان بن عفّان على الكوفة ، فرفعوا عليه أنه شرب الخمر ، فعزله عثمان وجلده الحدّ ، وقال فيه الحطيئة يعذر (٢) :

شهد الحطيئة حين يلقى ربه

أنّ الوليد أحقّ بالعذر

خلعوا عنانك إذ جريت ولو

خلّوا عنانك لم تزل تجري

فزادوا فيها من غير قول الحطيئة (٣) :

نادى (٤) وقد تمّت صلاتهم

أأزيدكم؟ ـ ثملا (٥) ـ وما يدري

ليزيدهم خبرا (٦) ولو فعلوا

لأتت صلاتهم على العشر

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أخبرنا أبو عمرو بن مندة ، أخبرنا أبو محمّد بن يوة ، أخبرنا أبو الحسن اللّنباني (٧) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٨) : في تسمية من نزل الجزيرة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ابن أميّة بن عبد شمس ، وكان خرج من الكوفة معتزلا لعلي ومعاوية ، ونزل الرقّة ، ومات بها ، وولده بها إلى اليوم ، وكان يكنّى أبا وهب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا أبو علي بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٩) قال : في الطبقة الرابعة :

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، واسم أبي معيط أبان ،

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم ، ونسب قريش.

(٢) البيتان في ديوانه ص ١٧٩ (ط. بيروت ـ صادر) ، والأغاني ٥ / ١٢٢ ونسب قريش ص ١٣٨ والاستيعاب ٣ / ٦٣٤.

(٣) البيتان في نسب قريش ص ١٣٨ والأول في الاستيعاب ٣ / ٦٣٤.

(٤) الأصل وم و «ز» : «ناد» والمثبت عن المصدرين السابقين.

(٥) الاستيعاب : سكرا.

(٦) نسب قريش : خمسا.

(٧) الأصل وم و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٨) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٩) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٤ ـ ٢٥ و ٧ / ٤٧٦ وتهذيب الكمال ١٩ / ٤٣٦ نقلا عن ابن سعد.

٢٢٠