تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببعض جسدي فقال : «كن كأنك غريب في الدنيا أو عابر سبيل ، واعدد نفسك من أهل القبور» [١٢٩٤٨].

قال مجاهد : قال لي عبد الله بن عمر : يا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح ، خذ من صحتك قبل سقمك ، ومن حياتك قبل موتك ، فإنك يا عبد الله ما تدري ما اسمك غدا.

٧٩٩٩ ـ الوليد بن حمّاد بن جابر أبو العبّاس الرّمليّ الزيّات (١)

سمع بدمشق وغيرها سليمان بن عبد الرّحمن ، وهشام بن عمّار ، وعبد الله بن الفضل ابن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري ، ومحمّد بن أبي السري ، ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب ، ويزيد بن خالد بن مرشل ، وإبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله (٢) بن الجلندي (٣).

روى عنه سليمان الطبراني ، وعبد الله بن عدي الجرجاني ، والفضل بن مهاجر أبو العبّاس المقدسي ، وأبو علي بن شعيب الأنصاري ، وأبو بكر عبد الله بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، وأبو الحارث عبد الله بن أحمد بن وديع الطبراني ـ قاضي طبرية ـ وأبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصّمد بن المهتدي بالله ، وإبراهيم بن أحمد القرميسيني (٤) ، وأبو محمّد بن زبر ، وأبو بشر الدولابي ، وهو أكبر من روى عنه ، وأبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي ، وإبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميمذي (٥) ، وأبو بكر أحمد بن سعيد بن قرضم الإخميمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، حدّثنا أبو محمّد الجوهري ـ إملاء ـ أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الصّمد الهاشمي ، حدّثنا الوليد بن حمّاد بن جابر الرّمليّ ، حدّثنا عبد الرّحمن الحلبي ، حدّثنا عمرو بن الأزهر ، عن جرير بن حازم ، قال : قال الحسن : قال أنس بن مالك :

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٧٨ رقم ٣٧.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الله.

(٣) فوقها ضبة في «ز».

(٤) الأصل وم و «ز» : القرميسني ، تصحيف ، وهذه النسبة إلى قرميسين وهي بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور (الأنساب : القرميسيني) ٤ / ٤٧٩.

(٥) تقرأ بالأصل وم : الميندي ، وفي «ز» : «الميمدي» والتصويب عن الأنساب وذكره السمعاني فيمن نسب إلى ميمذ ، ولم يحددها السمعاني. وميمذ ، قال ياقوت إنها مدينة بأذربيجان أو أران.

١٢١

كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لي : «يا أنس ، خذ الإداوة (١) فاستعذب لنا من ماء العقيق» قال : فأخذت الإداوة ثم استعذبت له الماء فلحقته عند مسجد بني سالم ومعه علي ، فسمعته يقول لعلي : «يا علي ، ما من أهل بيت كانوا في حضرة (٢) إلّا ستتبعهم بعد ذلك عبرة (٣) ، يا علي ، كلّ نعيم يزول إلّا نعيم أهل الجنّة ، وكلّ همّ قد انقطع إلّا همّ أهل النار ، يا علي ، عليك بالصدق وإن ضرّك في العاجل كان فرجا لك في الآجل».

قال : إذ نظر إلى أبي بكر وعمر يأتيان من قبل قباء ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سابقان ، سابقان بالخير ، حبهما إيمان ، وبغضهما نفاق ، أحبهما يا علي» قال : نعم يا رسول الله إنّي أحبهما ، وقد والله ازددت لهما حبا ، قال : «أجل ، فأحبهما ، فإن حبهما إيمان ، وبغضهما نفاق» [١٢٩٤٩].

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن المعلى ، والوليد بن حمّاد الرّمليّ ، قالا : حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهمّ توفني إليك فقيرا ولا تتوفني غنيا ، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة ، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة» [١٢٩٥٠].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله ابن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، حدّثني أبي الفضل ، عن أبيه عاصم ، عن أبيه عمر ، عن أبيه قتادة بن النّعمان قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنزل الله جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة فقال : إنّ الله يقرئك السلام يا محمّد ويقول لك : إنّي أوحيت إلى الدنيا أن تمرّري ، وتكدّري ، وتضيّقي (٤) ، وتشدّدي على أوليائي كي يحبوا لقائي ، فإنّي خلقتها سجنا لأوليائي وجنّة لأعدائي» [١٢٩٥١].

__________________

(١) الإداوة : إناء صغير يتخذ للماء من جلد ، والإداوة : المطهرة.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : «حصرة» وهو أشبه ، والحصرة بمعنى الضيق كما في الصحاح (عن هامش المختصر).

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : عبرة ، وفي المختصر : عزة.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : تضيعي.

١٢٢

قال البيهقي : لم نكتبه بهذا الإسناد ، وفيهم مجاهيل ، والله أعلم.

٨٠٠٠ ـ الوليد بن حنيفة أبو حزانة (١) التميميّ (٢) من بني ربيعة

ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم

شاعر معروف من بادية البصرة ، ثم سكن البصرة واكتتب في بعث سجستان فصار إليها ، وكان بها مدة ثم رجع إلى البصرة ، وخرج مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث حين خرج على عبد الملك ، ويقال : إنه قتل معه في بعض وقائعه ، وكان قد وفد على يزيد بن معاوية في حياة أبيه.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد القرشي (٣) ، حدّثني عمي ، حدّثنا الكراني ـ يعني ـ عبد الله بن محمّد ، حدّثني العمري ، عن لقيط قال : قيل لأبي حزانة : لو أتيت يزيد بن معاوية لفرض لك ، وشرّفك ، وألحقك بعلية قومك ، فلست دونهم ، وكان أبو حزانة يومئذ غلاما حدثا ، وكان معاوية حيّا ويزيد يومئذ أمير (٤) ، فلما كثر قومه عليه في ذلك وفي قولهم : إنك تشرف بمصيرك إليه قال :

يشرّفني سيفي وقلب مجانب

لكل لئيم باخل ومعلّج (٥)

وكرّي على الأبطال طرفا كأنه

ظليم وضربي فوق رأس المدجّج

وقولي إذا ما النفس جاشت وأجهشت

مخافة يوم شرّه متأجّج

عليك غمار (٦) الموت يا نفس إنني

جرئ على درء (٧) الشجاع المهجهج (٨)

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : حزانة ، بالنون ، وفي الأغاني : حزابة ، بالباء.

(٢) ترجمته وأخباره في الأغاني ٢٢ / ٢٦٠ وذكره الزبيدي في تاج العروس في مادة حزب : أبو حزابة ، بالباء ، وبالضم ، الوليد بن نهيك أحد بني ربيعة بن حنظلة ، ونقل عن البلاذري ، هو الوليد بن حنيفة بن سفيان بن مجاشع ابن ربيعة بن وهب بن عبدة بن ربيعة بن حنظلة. وذكر الزبيدي في تاج العروس في مادة حزن : أبو حزانة اليمني ، شاعر كان مع ابن الأشعث ، واسمه الوليد بن حنيفة. وله ذكر في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٦٤ وسماه : أبا حزابة ، بالباء.

(٣) الخبر والشعر في الأغاني ٢٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : أميرا.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : «ومعلهج» والمعلهج هو الأحمق اللئيم.

(٦) الأصل وم : عبار ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٧) الأصل وم و «ز» : دار ، والمثبت عن الأغاني.

(٨) المهجهج : الداهية.

١٢٣

فلما أكثر (١) قومه عليه ، وعنّفوه في تأخره أتى يزيد بن معاوية ، فأقام ببابه شهرا فلم يصل إليه ، فرجع وقال : والله لا يراني ما حملت عيني الماء إلّا أسيرا أو قتيلا وأنشأ يقول :

فو الله لا آتي يزيد ولو حوت

أنامله ما بين شرق إلى غرب

لأن يزيدا غيّر الله ما به

جموح إلى السوأى مصرّ على الذنب

فقل لبني حرب تقوا الله وحده

ولا تسعدوه في البطالة واللعب

ولا تأمنوا التغيير إن دام فعله

ولم ينهه عن ذاك شيخ بني حرب

أيشربها صرفا إذا الليل جنّه

معتقة كالمسك تختال في القلب

ويلحى عليها شاربيها وقلبه

يهيم بها إن غاب يوما عن الشرب

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ، قال :

وأما حزانة بالنون ، فهو أبو حزانة الشاعر التميميّ ، قال ابن الكلبي : اسمه الوليد بن حنيفة من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، كان مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث ، وذكر له حديثا فيه قبح.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) : وأما حزانة بضم الحاء وبعد الألف نون فهو أبو حزانة الشاعر التميميّ ، قال ابن الكلبي : اسمه الوليد بن حنيفة من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، كان مع ابن الأشعث.

أخبرنا أبو الحسين (٣) بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار ، قال : وعبد الحميد بن عبد الله يعني ابن عامر هو الذي قتل ناشرة المجاشعي (٤) فقال أبو حزانة (٥) :

لعمري لقد هدت قريش عروشها (٦)

بأبيض فيّاض (٧) العشيّات أزهرا

قال : ومن ولد عبد الله بن عامر ترفل وهو عبيد الله بن عبد الكريم بن عبد الله بن (٨)

__________________

(١) الأصل وم : كثر ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٥٩.

(٣) في م : الحسن.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : اليربوعي.

(٥) البيت في الأغاني ٢٢ / ٢٥٩ من عدة أبيات.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» ، والأغاني : عروشنا.

(٧) الأغاني : نفاح.

(٨) قوله : «بن عبد الله» لم تكرر في «ز».

١٢٤

عبد الله بن عامر ، وله يقول أبو حزانة ـ قال زبير : أنشدنيه علي بن المغيرة : ـ

أيذهب هذا الدهر لم يسق ترفلا

وأشياعه الكأس التي صحوا جهما

ورواه بعض الناس لثابت قطنة ، يعني جهم بن زحر الجعفي.

قال : وحدّثنا الزبير ، قال (١) : قال : عبد الله بن خالد ـ يعني ـ ابن أسيد بن أبي العاص استعمله زياد على فارس ووهب له بنت المكعبر (٢) فولدت له الحارث ، واستخلفه زياد حين مات على عمله ، فأقرّه معاوية ، وهو صلى على زياد ، ولعبد الله بن خالد يقول أبو حزانة :

إنّي وإن كنت كبيرا نازحا

تطوّح الدار بي المطاوحا

ألقى من الغرام برحا بارحا

لمادح إنّي كفاني مادحا

من لم يجد في زنده قوادحا

إنّ لعبد الله وجها واضحا

ونسبا في الأكرمين صالحا

قرأت في كتاب أبي الفرج الأصبهاني (٣) ، أخبرني عمي ، حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس ، حدّثني عمي أبو (٤) فراس ، عن الهيثم بن عدي قال :

كان عبد الله بن خلف أبو طلحة الطلحات مع عائشة يوم الجمل ، وقتل معها يومئذ ، وعلى بني (٥) خلف نزلت عائشة بالبصرة في القصر المعروف بقصر بني خلف (٦) ، وكان هوى طلحة الطلحات أمويا ، وكانت بنو أمية مكرمين له ، فأنشد أبو حزانة ذات يوم طلحة :

يا طلح يأبى مجدك الإخلافا

والنحل لا يعترف اعترافا

__________________

(١) الخبر والشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٨٨.

(٢) الأصل وم و «ز» : المعكبر ، والمثبت عن نسب قريش.

(٣) الخبر والشعر في الأغاني ٢٢ / ٢٦٣.

(٤) بالأصل : أبي ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والأغاني.

(٥) بالأصل وم : «وعلي بن خلف» وفي «ز» : «وعلى ابن خلف» والمثبت عن الأغاني.

(٦) راجع معجم البلدان ٤ / ٣٥٦.

١٢٥

إن لنا أحمرة عجافا

يأكلن كلّ ليلة إكافا

فأمر له طلحة بإبل ودراهم ، وقال : هذه مكان أحمرتك.

كتب إليّ أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم من بغداد ، أخبرنا أبي أبو المعالي البقّال ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أحمد بن (١) البرمكي الحنبلي ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الرّحمن بن منصور المروزي الكاتب المعروف بابن الحواري ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشار بن الأنباري النحوي ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو عكرمة الضبّي عن العتبي قال :

كانت لأبي حزانة جارية يقال لها بشاشة (٢) وكان بها معجبا فاضطر إلى بيعها ، فاشتراها منه عمر بن عبيد الله بن معمر بمال كثير ، فلمّا دفع المال إليه وقبضها ذهبت لتدخل فتعلق بها أبو حزانة وأنشأ يقول :

تذكّر من بشاشة اليوم حاجة

أبت كمدا من حاجة المتذكّر

ولو لا قعود الدهر بي عنك لم يكن

يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

أبوء بحزن من فراقك موجع

أناجي به قلبا طويل التفكّر

عليك سلام الله لا زيارة بيننا

ولا وصل إلّا أن يشاء ابن معمر

فقال ابن معمر : فقد شئنا هي لك وثمنها ، خذ بيدها.

أخبرنا أبو بكر بن شجاع ، أخبرنا أبو عمرو (٣) العبدي (٤) ، أخبرنا أبو محمّد بن يوة ، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا أبو سفيان الحميري ، قال :

لما مات طلحة بن عبد الله بن خلف ـ طلحة الطلحات ـ وهو على سجستان ولّى عبد الملك بن مروان مكانه رجلا من قريش دميما قصيرا ، وكان طلحة جميلا جسيما أبيض ، فقال

__________________

(١) سقطت «بن» من «ز».

(٢) الأصل و «ز» : بساسة ، والمثبت عن م والمختصر.

(٣) بالأصل وم : عمر ، والمثبت عن «ز» ، وهو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق ، ابن مندة ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٤٠.

(٤) تحرفت في م إلى : المعبدي.

(٥) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، والصواب ما أثبت بتقديم النون.

١٢٦

أبو حزانة التميميّ (١) :

قد علم الجند (٢) غداة استعبروا

والقبر بين الطيبين (٣) يحفر

أن لن يروا مثلك حتى يحشروا (٤)

هيهات هيهات الجناب الأخضر

والنائل الغمر الذي لا ينزر

يا طلح يا ليتك عنا تخبر

أنا أتانا خزز (٥) مؤزّر

شبرين للشابر حين يشبر

أنكره سريرنا والمنبر

وقصرنا والمسجد المطهّر (٦)

وخلف منك يا طلحة أعور

قرأت بخط أبي الحسن (٧) رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أخبرنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال :

مرّ أبو حزانة وهو الوليد بن حنيفة أحد بني تميم بقوم من بني يشكر فشتموه وأذوه وهموا بضربه فبلغ ذلك عوف بن شيخ اليشكري ، وكان شريفا ، فأتاه واعتذر إليه ، وشتم القوم الذين صنعوا ذلك به وحمله وكساه وقال له : هب لي ما كان منهم واعركه بجنبك ، فقال : نعم أفعل وأنشأ أبو حزانة يقول :

لو لا ابن شيخ قامت الحرب بيننا

بني يشكر ما دام للزيت عاصر (٨)

ولكن عوفا عوف بكر بن وائل

جميل الثناء لا يجتويه المجاور

كساني ابن شيخ [بعد](٩) ما ثار ثائرى

وهممت (١٠) فاستدعت إليّ البوادر

وأقبل تيار من الشعر زاجر

فنهنهه عني وإنّي لقادر

وقلت لعوف حرمة وقرابة

ورأي جميل لم تخنه الزّوافر

وما كنت ممن يرتضى الضيم واحدا

وإن أجمعت يوما عليّ المعاشر

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ٢٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢.

(٢) الأغاني : القوم ، وفي «ز» ، وم فكالأصل.

(٣) في الأغاني : الطلحات ، وفي م ، و «ز» ، فكالأصل.

(٤) الأغاني : ينشروا ، وفي «ز» ، وم فكالأصل.

(٥) الأصل وم و «ز» : حزر ، وفي الأغاني : جرز ، وهو الفأر الهجين ، والمثبت عن المختصر ، والخزز : ولد الأرنب.

(٦) الشطر في الأغاني : والمسجد المحتضر المطهر.

(٧) الأصل وم : الحسين ، تحريف ، والمثبت عن «ز».

(٨) الأصل وم : يعصر ، والمثبت عن «ز».

(٩) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وهمهمت.

١٢٧

لقد كنت يا عوف ابن شيخ لمن

نعى حكاكا وليثا شرّه متبادر

سأترك بكرا كلها (١) لابن خيرها

فعالا لشيخ إذ نجز الدوائر

حمى عرضه شيخ يجود يمينه

كذلك حامت أولوه الأكابر

بني يشكر إنّي وهبت طوائلي

لكم إنّكم قوم كرام معاور

وإنّ لعوف عند قومي أياديا

سأشكرها إنّ المهذب شاكر

وإن دمي يا قوم لا شكر عنده

وعرضي على شكري ليشكر وافر

فلما بلغ هذا الشعر عوفا بعث إليه بجارية وفرس وغلام وأربعة آلاف درهم ، وقال : إن مثل أبي حزانة فليتخذ المعروف ، ولقد استقلناه فأقالنا ، وحبوناه فشكرنا ، وألفيناه وفيا كريما.

وذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا الحسن بن الحسين الأزدي ، حدّثنا العباس بن محمّد ، عن عمرو بن الحارث بن الوليد بن عمير بن أبي سعد مولى بني جمح ، حدّثني محمّد بن سلام ، قال :

قال أبو حزانة وهو من بني ربيعة بن حنظلة ليزيد بن المهلّب : كيف أصبحت ، أصلح الله الأمير؟ قال : قال : كما تحب يا أبا حزانة ، قال : لو كنت كذاك كنت قائما مثلي ، وكنت أنا قاعدا في مقعدك ، وكان قميص ابني المرقوع على ابنك ، والتومتان (٢) اللتان في أذن ابنك على ابني ، قال يزيد : فالحمد لله الذي جعلك كذا ، وجعلني كذا ، فقال : إلّا أنني في ضيق أنتظر سعة ، وأنت في سعة تنتظر ضيقا.

قرأت في كتاب بعض أهل العلم حدّثني أبو عبد الله اليزيدي ، حدّثني أحمد بن الجراب الحرار قال : قال أبو الحسن المدائني :

كان أبو حزانة بسجستان فقدم عليه ابن عمّ له أعرابي ، فدعا بغدائه ، فقام الأعرابي للخلاء ، فصعد سطحا فرأى كوة في وسط السطح ، فظنّ أنها مخرج ، فجلس فقضى حاجته على مائدة القوم ، فأمر بها أبو حزانة فرفعت ، ونزل الأعرابي فقال : أين غداؤكم؟ قال (٣) له أبو حزانة : أفسده علينا عشاؤك.

__________________

(١) الأصل وم : كهلا ، والمثبت عن «ز».

(٢) التومتان مثنى تومة ، والتومة : اللؤلؤة.

(٣) الأصل وم : وقال ، والمثبت عن «ز».

١٢٨

٨٠٠١ ـ الوليد بن خالد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

والد عبد الملك بن الوليد بن خالد ، له ذكر.

٨٠٠٢ ـ الوليد بن خالد بن الوليد الكلبي

ابن أخي سعيد الأبرش ، من فرسان كلب ، كان مع الوليد بن يزيد ، له ذكر.

٨٠٠٣ ـ الوليد بن خليد

حكى عن هشام بن (١) عبد الملك.

حكى عنه أبو خلدة خالد بن دينار (٢).

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ أبي الحسن بن الحسين بن عبد العزيز الكتّاني ، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني ، أخبرنا أبو سليمان بن زبر ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا محمّد بن جرير الطبري (٣) ، حدّثني أحمد بن ثابت ، حدّثنا علي بن محمّد ، عن عمير بن يزيد ، عن أبي خلدة (٤) ، حدّثني الوليد بن خليد قال : رآني هشام بن عبد الملك وأنا على برذون طخاري (٥) فقال : يا وليد بن خليد ، ما هذا البرذون؟ قلت : حملني عليه الجنيد فحسدني وقال : لقد كثرت الطّخارية ، لقد مات عبد الملك ، فما وجد في دوابّه برذونا طخاريا غير واحد ، فتنافسه بنو عبد الملك أيهم يأخذه [وما منهم أحد إلّا يرى أنه إن لم يأخذه](٦) لم يرث عبد الملك شيئا.

كذا فيه وقبله أحاديث عن أحمد بن زهير عن علي بن محمّد.

٨٠٠٤ ـ الوليد بن رباح الذماري هو رباح (٧) بن الوليد

روى عنه : يحيى بن حسّان فقلب اسمه ، تقدم ذكره في حرف الراء (٨).

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : عن ، والمثبت عن «ز».

(٢) هو خالد بن دينار التميمي السعدي ، أبو خلدة البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٣٤٥ طبعة دار الفكر.

(٣) رواه الطبري في تاريخه ٧ / ٢٠٥ في حوادث سنة ١٢٥.

(٤) تحرفت في تاريخ الطبري إلى : «أبي خالد» وفي «ز» : أبي خالدة.

(٥) برذون طخاري : عتيق فاره.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، ومكانه فيها : «وإنه» والزيادة استدركت عن تاريخ الطبري.

(٧) تحرفت في «ز» إلى : رياح.

(٨) راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ١٨ / ٣٣ رقم ٢١٣٤.

١٢٩

٨٠٠٥ ـ الوليد بن روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي (١)

بلغني أنه كان عالما بالنسب ، وكان أثيرا عند عمر بن عبد العزيز ، وكان ممن قام في بيعة يزيد بن الوليد الناقص ، حتى تمت له ذكر في ترجمة عبد الرّحمن بن مصاد.

٨٠٠٦ ـ الوليد بن روح أبو العبّاس

روى عن : عون بن حكيم.

روى عنه : أحمد بن أبي الحواري ، تقدمت له حكاية في ترجمة عون.

٨٠٠٧ ـ الوليد بن سريع المخزوميّ الكوفيّ (٢)

مولى عمرو بن حريث.

روى عن مولاه عمرو بن حريث ، وعبد الله بن أبي أوفى.

روى عنه : إسماعيل بن أبي خالد ، وخلف بن خليفة ، ومسعر بن كدام ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، وعبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي ، ويزيد بن مردانبة ، وعبد الله بن الوليد المزني ، وأبو جناب يحيى بن أبي حية ، والمنذر بن زياد.

ووفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، حدّثنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ومحمّد بن سليمان الواسطي ، قالا : حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا مسعر ، عن الوليد بن سريع (٣) ، عن عمرو بن حريث قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ : «والليل إذا يغشى» (٤)(٥).

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أخبرنا أبو سعد

__________________

(١) جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٩٠.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤١٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ٨٦ والتاريخ الكبير ٨ / ١٤٤ والجرح والتعديل ٩ / ٦.

(٣) سريع بفتح المهملة ، كما في تقريب التهذيب.

(٤) سورة الليل ، الآية الأولى.

(٥) بعدها بالأصل : «عسعس» وفي «ز» : إذا عسعس يعني الآية ١٧ من سورة التكوير وسقطت منها : «يغشى» وسيرد في الحديث التالي أنه قرأ سورة التكوير.

١٣٠

الجنزرودي ، أخبرنا أبو عمرو (١) بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا محرز بن عون ، حدّثنا خلف بن خليفة ، عن الوليد بن سريع مولى آل عمرو بن حريث ، قال :

صليت خلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الفجر ، فسمعته يقرأ : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (٢).

قال : وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا.

رواه مسلم عن محرز.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن الكوفي ، حدّثنا أبو جناب الكلبي ، عن الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث قال :

بعثني الجرّاح بن عبد الله وكان خليفة يزيد بن المهلب على العراق ، فبعثني إلى سليمان ابن عبد الملك ، وكان سليمان بن عبد الملك يسأل عن الأخبار والأمطار ، وكنت لا أرتق (٣) بين كلمتين وكانت الرسل إذ ذاك إنّما يريدها الإبل ، وكان الطريق على السماوة ـ سماوة كلب (٤) ـ فمررت على أعرابي مشتمل بكسائه فقلت له : يا هذا هل لك في درهمين؟ قال : وكيف لي بهما؟ قال : فناولته إياهما ، فقلت : أعن غير معرفة جزاك الله خيرا ، قال : قلت : كيف أقول إذا سئلت عن المطر؟ قال : أي مطر؟ قلت : مطرنا هذا ، قال : يقول : أصابنا أحسن مطر ، عقد منه الثرى ، واستأصل العود ، وفاضت منه الغدر على أني لم أر في ذلك واديا دارئا قال : قلت : أملها علي ، فكتبتها فجعلتها بيني وبين واسطة الرجل ، فكنت إذا نزلت قمت فقلت : كيف أمرك وكيف الأسفار ، وكيف الناس ، وكيف المطر ، ثم أجيب نفسي. فلما أتيت باب سليمان أذن لي وكان يؤذن لرسول صاحب العراق قبل الناس ، فلما دخلت فاستبطأت أن يسألني عن المطر حتى سألني ، فقلت الكلام ، فقال : أعد ، فأعدت ، فقال : والله إنّه ليخيل إلى أمير المؤمنين أنك لست بأبي عذر هذا الكلام ، قال : قلت أجل والله يا

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : عمر ، والمثبت عن «ز».

(٢) سورة التكوير ، الآيتان ١٥ و ١٦.

(٣) أرتق من الرتق ، وهو ضد الفتق ، وارتتق : التأم.

(٤) السماوة : سميت بالسماوة لأنها أرض مستوية لا حجر بها ، والسماوة ماءة بالبادية ، وبادية السماوة : التي هي بين الكوفة والشام قفرى ، وقال السكري : السماوة ماءة لكلب (معجم البلدان).

١٣١

أمير المؤمنين ، ما أنا بأبي عذرة ولكني كنت لا أرتق بين كلمتين وبلغني أن أمير المؤمنين يسأل عن الأخبار والأمطار ، وحدثته حديث الكلبي ، فقال : قاتله الله ، لقد وقعت على ابن بجدتها (١) وفضلني في الجائزة والكسوة على الرسل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أخبرنا أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا أبو بكر البابسيري ، أخبرنا الأحوص بن المفضل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا يحيى ابن معين ، قال : الوليد بن سريع ، ويزيد بن مردانبة موليان لعمرو بن حريث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا البخاري قال (٢) : الوليد بن سريع يعد في الكوفيين (٣) ، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ، والمسعودي (٤) ، ومسعر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أخبرنا أبو منصور النهاوندي ، أخبرنا أبو [العباس النهاوندي ، أنا أبو](٥) القاسم بن الأشقر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، قال : كان الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث ، ولم يكن بالكوفة مولى في ألفين من العطاء غيره ـ يعني ـ سريعا.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن منده ، أخبرنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم ، قال (٦) :

__________________

(١) يقال أنا ابن بجدتها : يقال للعالم بالشيء المتقن له المميز له ، وكذلك يقال للدليل الهادي الخرّيت (تاج العروس : بجد).

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٤٤.

(٣) قوله : «يعد في الكوفيين» مكانها في التاريخ الكبير : الكوفي.

(٤) قوله : «والمسعودي ، ومسعر» ليس في التاريخ الكبير.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك لتقويم السند عن «ز».

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٦.

١٣٢

الوليد بن سريع الكوفي ، روى عنه مسعر ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والمسعودي ، ويزيد بن مردانبة ، وعبد الله بن الوليد المزني ، والنعمان بن ثابت ، وخلف بن خليفة ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، وأبو القاسم بن البسري ، قالوا : أخبرنا أبو الحسن (١) أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم ، حدّثنا أبو بكر [محمّد](٢) بن القاسم الأنباري ، حدّثنا ابن المرزبان ، حدّثنا أبو محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد ، حدّثنا الهيثم بن عدي ، قال : ابن الأنباري : وحدّثني أبي ، حدّثني أبو عكرمة الضبّي والألفاظ في الروايتين مختلطة ، قال :

اختصم الوليد بن سريع وأخته كلثم بنت سريع مولى عمرو بن حريث إلى عبد الملك ابن عمير ، وكان عبد الملك على قضاء الكوفة ، فتوجه القضاء على الوليد فحكم عليه عبد الملك فقال هذيل (٣) :

أتاه وليد بالشهود يقودهم

على ما ادّعى من صامت المال والخول

يسوق إليه كلثما وكلامها

شفاء من الداء المخامر والخبل

فأدلى وليد عند ذاك بحجة

وكان وليد ذا كراء وذا جدل

وكان لها دل وعين كحيلة

فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل

فأفتنت القبطي (٤) حتى قضى لها

بغير قضاء الله في الحشر والطول (٥)

إذا ذات دل كلمته لحاجة

فهمّ بأن يقضي تنحنح أو سعل

ومرّ بعينيه ولاك لسانه

ورا (٦) كل شيء ما خلا شخصها جلل

فلو أن من في القصر يعلم علمه

لما استعمل القبطي فينا على عمل

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والمثبت عن «ز» ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٨٦.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) هو هذيل العجلي.

(٤) يعني عبد الملك بن عمير ، وقيل له القبطي لأنه كان له فرس سباق يقال له القبطي ، فنسب عبد الملك إليه. راجع الأنساب (القبطي) ٤ / ٤٤٤. وانظر ما سيرد بهذا الشأن قريبا.

(٥) الطول : يعني بها سورا في القرآن الكريم ، وهي سبع سور ، أولها البقرة ، وتتوالى بعدها الأخريات ، واختلف في السورة السابعة فقيل هي : براءة ، وقيل السابعة هي سورة يونس ، وأصحاب هذا القول اعتبروا : الأنفال وبراءة سورة واحدة.

(٦) أصلها : ورأى ، فخففها للضرورة.

١٣٣

له حين يقضي للنساء تخاوص

وكان وما منه التخاوص والحول

قال : فقال عبد الملك بن عمير : ما له قاتله الله ، والله إن التنحنح ليأخذني وأنا في الخلاء فأرده.

وقال ابن المرزبان في روايته : إنّما قال لعبد الملك القبطيّ (١) [لأن بعض أمهاته كانت قبطية فنسب إليها ، وقال أبي في روايته : إنما قال لعبد الملك القبطي](٢) لأنه كان له فرس يدعى القبطي ، فغلب عليه ، ووقف رجل لعبد الملك القبطي وهو لا يعرفه فقال له : إن كنت تريد عبد الملك بن عمير اللخمي ، فهو أنا ، وإن كنت تريد القبطي فها هو ذا واقفا على آريه ، يعني الفرس.

٨٠٠٨ ـ الوليد بن سريع المحاربيّ

روى عن : سليمان بن حبيب.

روى عنه : الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام بن محمّد ، أخبرنا أبو علي محمّد بن هارون ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ، حدّثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة ، عن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي أنه أصابه من الوليد بن سريع المحاربيّ يرده إلى سليمان بن حبيب المحاربيّ عن محمّد بن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العجماء جرحها جبار (٣) ، والمعدن جبار ، والبئر جبار ، وفي الركاز (٤) الخمس» [١٢٩٥٢].

وإن ناقة لآل البراء بن عازب أفسدت على قوم في حوائطهم فتقاضوا إلى رسول الله

__________________

(١) بالأصل : للقبيطي ، والمثبت عن «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٣) جاء في تاج العروس (جبر) : وقولهم : ذهب دمه جبارا ، الجبار بالضم الهدر في الديات ، والساقط من الأرض ، والباطل ، وفي الحديث : وذكره وقال الأزهري ومعناه : أن تنفلت البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إنسانا أو شيئا ، فجرحها هدر ، وكذلك البئر العادية يسقط فيها إنسان فيهلك فدمه هدر ، والمعدن إذا انهار على حافره فقتله فدمه هدر.

(٤) الركاز ، جمع ، واحدته ركيزة ، قال الشافعي : الركاز دفين أهل الجاهلية أي الكنز الجاهلي. وقيل : الركاز : المعادن كلها. راجع ما جاء في تاج العروس (ركز).

١٣٤

صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أهل الحوائط حفظ حوائطهم بالنهار ، وعلى أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل ، وذكر حديثا فيه طول.

كذا قال ، وحديث العجماء يرويه الزهري عن سعيد ، عن أبي هريرة ، وحديث ناقة البراء يرويه عن حرام بن محيصة أن ناقة لآل البراء ، فأما هذا الإسناد فليس يجيء به هذا الحديث من وجه صحيح.

٨٠٠٩ ـ الوليد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

٨٠١٠ ـ الوليد بن سعيد المقرئ أبو شيبة

من أهل الراهب (١) ، رأى (٢) عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الرّحمن بن عامر اليحصبي أخا عبد الله بن عامر.

حكى عنه ابنه شيبة بن الوليد ، وأبو زرعة النصري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة (٣) ، حدّثني أبو شيبة الوليد بن سعيد قال : كنت أرى ابن جابر في المسجد يجلس على وسادة أرمنية. وفي نسخة عتيقة الوليد بن سعيد الدمشقي.

٨٠١١ ـ الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أبو العبّاس القرشيّ مولاهم (٤)

روى عن : مكحول ، وبسر (٥) بن عبيد الله ، والقاسم بن (٦) عبد الرّحمن ، وربيعة بن يزيد ، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم ، وأبي قنان طلحة بن أبي قنان ، وأبي الأشعث الصنعاني ، وواثلة بن الخطاب ، وأخيه عبد العزيز ، وسعيد بن عبد العزيز ، وربيعة بن يزيد

__________________

(١) الراهب : محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك (غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص ١٧٠).

(٢) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «أي» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٨١.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤١٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ٨٧ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٩ والتاريخ الكبير ٨ / ١٤٥ والجرح والتعديل ٩ / ٦.

(٥) الأصل وم و «ز» : بشر ، تحريف ، والتصويب عن تهذيب الكمال.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «أبي» وكلاهما صحيح ، فهو ابن عبد الرحمن ، ويكنى أبا عبد الرحمن.

١٣٥

القصير ، وعلي بن يزيد ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، وعبد الله بن إياس بن أبي زكريا ، ورجاء ابن حيوة ، وعمر بن عبد العزيز ، وحيان أبي (١) النضر ، وفراس الشعباني.

روى عنه : ابنه عبد العزيز ، ومحمّد بن شعيب ، والوليد بن مسلم ، وصدقة بن خالد ، وعمرو بن بشر بن السرح ، وعبد الله بن يزيد بن راشد القرشيّ ، وهو كنّاه ، وأبو المغيرة ، وعمرو بن واقد ، ومحمّد بن حمير ، وعون بن حكيم ، ويحيى بن حمزة ، وأيوب بن أبي عائشة ، ويحيى بن أبي المطاع.

حدّثنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون ـ لفظا ـ وأبو طاهر يحيى بن محمّد ابن أحمد ، وأبو محمّد علي بن عبد القاهر بن الخضر ، وأبو خازم (٢) محمّد بن محمّد بن الحسين ، وأبو بكر محمّد بن المزرفي ، وأبو الفرج هبة الله بن محمّد بن علي بن الحسن ، ومحمّد بن علي المكبر ، ومحمّد بن سعد بن الفرج ، وأبو عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي الفتح الطرائفي ، واسمه أيضا الحسين ، وبشارة بنت محمّد بن الدباس ، وابنتها مهيار بنت ياسر الرومي ، وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين ـ قراءة ـ قالوا : أخبرنا جعفر بن المسلمة ، أخبرنا أبو الفضل الزهري ، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي (٣) ، حدّثنا محمّد بن مصفّى الحمصي ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الوليد بن سليمان ، عن علي بن زيد (٤) ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا إلّا من [أحياه](٥) الله [بالعلم»](٦) [١٢٩٥٣].

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو الفضل الرازي ، أخبرنا جعفر بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن هارون ، حدّثنا علي بن سهل ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، حدّثنا علي بن يزيد ، عن القاسم بن عبد الرّحمن أنه حدّثه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكره إلّا أنه قال : إلّا من أحياه الله بالعلم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم حدّثنا أبو مسعود المعدل عنه ، أخبرنا أبو نعيم

__________________

(١) الأصل وم : بن ، والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.

(٢) الأصل وم و «ز» : حازم ، بالحاء المهملة ، تصحيف.

(٣) الأصل وم : البريابي ، والمثبت عن «ز».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يزيد.

(٥) مكانها بياض بالأصل ، وكتب على الهامش : بياض بأصله ، والمثبت عن «ز» ، وبياض أيضا في م.

(٦) سقطت من الأصل ، وكتب مكانها : الله الله ، واستدركت اللفظة عن «ز» ، وم.

١٣٦

الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن عبد الوهّاب ، حدّثنا أبو المغيرة ، حدّثنا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، حدّثني ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، عن النعمان بن بشير ، عن عائشة قالت : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وانتجى (١) عثمان فقال : «إن الله مقمّصك بعدي قميصا ، فإن أرادك (٢) المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني» [١٢٩٥٤].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة ، حدّثنا إبراهيم بن دحيم ، حدّثنا أبي وهشام ومحمود قالوا : أخبرنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الوليد بن سليمان قال : سمعت أبا الأشعث الصنعاني قال : سمعت عبد الله بن عمرو (٣) يرويه ـ قال هشام : وحده يرويه ـ قال : من قرض بيت شعر بعد العشاء لم يقبل له صلاة حتى يصبح.

قال : وحدّثنا عبد العزيز ـ إملاء ـ أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني ، أخبرنا دعلج ابن أحمد ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم البوشنجي ، حدّثنا عبد الله بن يزيد أبو بكر الدمشقي ، حدّثنا أبو العبّاس الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، عن مكحول ، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار قال : قال هشام بن عمّار ، والوليد بن سليمان بن أبي السّائب مولى لقريش ، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وأبو الغنائم ، واللفظ له ، قالوا : أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا البخاري قال (٤) : الوليد بن سليمان بن أبي السّائب الدمشقي القرشيّ ، روى عنه ابنه عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ شفاها ـ قالا : أخبرنا أبو القاسم بن منده ، أخبرنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.

__________________

(١) قوله : وانتجى ، يعني خصه بالمناجاة.

(٢) أقحم بعدها بالأصل وم لفظة الجلالة.

(٣) بالأصل وم : عمرة ، والمثبت عن «ز».

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٤٥.

١٣٧

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (١) :

الوليد بن سليمان بن أبي السّائب الدمشقي الشامي ، روى عن مكحول ، والقاسم بن عبد الرّحمن ، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، والوليد بن مسلم ، وابنه عبد العزيز بن الوليد ، سمعت أبي يقول ذلك. وسألته عنه فقال : هو من ثقات مشيخة دمشق.

قال أبو محمّد : روى عن ربيعة بن يزيد ، روى عنه صدقة بن خالد ، وعمرو (٢) بن [بشر ابن](٣) السرح.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أخبرنا أبو القاسم بن عتاب ، أخبرنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أخبرنا أبو الحسن الربعي ، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي ، أخبرنا أحمد بن عمير قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : الوليد بن سليمان بن أبي السّائب القرشيّ ، مولى هبار ، نسبه يحيى ابن حمزة وقال ابن عتّاب : من هبار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله [البلخي قالا : أنا أبو الحسين (٤) بن الطيوري وثابت بن بندار قالا : أنا أبو عبد الله](٥) الحسين بن جعفر ، وأبو نصر محمّد بن الحسن ، قالا : أخبرنا الوليد بن بكر ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : الوليد بن سليمان بن أبي السّائب دمشقي ، ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر أحمد بن علي ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال : قال لنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي الحافظ : الوليد بن سليمان بن أبي السّائب من أهل الغوطة ، يكنى بأبي عبد الرّحمن ، كان ينزل في غوطة دمشق ، وهو عندهم من الثقات.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أخبرنا أبو الحسين (٦) بن الآبنوسي ، أخبرنا عيسى بن

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٦.

(٢) الأصل : عمر ، تحريف ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والجرح والتعديل.

(٣) الزيادة للإيضاح عن الجرح والتعديل.

(٤) في «ز» : الحسن.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز» ، لتقويم السند.

(٦) الأصل وم و «ز» : الحسن.

١٣٨

علي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغوي ، قال : بلغني أن الوليد بن سليمان ليّن الحديث (١) ، والله أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم الحنائي ، حدّثنا عبد الوهّاب.

ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون ، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثنا قاسم الجوعي ، حدّثنا ابن أبي السائب ـ يعني ـ عبد العزيز ، عن أبيه قال :

رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله ، أبايعك على أن أدخل الجنّة ، فقال : نعم ، فمد يده فبايعته ، فما رأيت بنانا قط أشد بياضا ولا ألين من كف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

وفي حديث ابن البنّا : حدّثنا أبو السّائب : وهو وهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة (٣) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد ابن شعيب ، أخبرني الوليد بن أبي السّائب قال : رأيت مكحولا ونافعا وعطاء تقرأ عليهم الأحاديث.

أخبرنا أبو علي بن الحسن بن أحمد المقرئ ، وحدّثني أبو مسعود المعدّل عنه ، أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي (٤) ، حدّثنا محمّد بن عائذ السلمي قال : رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أتاه الأوزاعي [مسلّما عليه في منزل عون بن حكيم فلما رآه الوليد نهض إليه ، فرأيت الأوزاعي](٥) يعزم عليه أن لا يفعل إجلالا [له](٦).

[قال ابن عساكر :](٧) كذا قال ، وسقط منه عائذ (٨) ، والوليد بن مسلم.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٩ / ٤١٦ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٩.

(٢) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤١٧.

(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٦٩.

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤١٦ من طريق أبي زرعة.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.

(٦) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن تهذيب الكمال للإيضاح.

(٧) الزيادة منا للإيضاح.

(٨) يعني والد محمّد بن عائذ ، وقد جاء السند تاما في تهذيب الكمال وفيه : عائذ بن محمّد بن عائذ السلمي ، عن أبيه ، عن الوليد يعني ابن مسلم.

١٣٩

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة (١) ، حدّثني عائذ بن محمّد بن عائذ السّلمي ، عن أبيه ، عن الوليد قال : رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أتاه (٢) الأوزاعي مسلما عليه في منزل عون بن حكيم ، فلما رآه الوليد نهض إليه ، فرأيت الأوزاعي يعزم عليه أن لا يفعل إجلالا له.

قال أبو زرعة (٣) : بنو أبي السائب أهل بيت من أهل دمشق ، أهل علم وفضل وخير : عبد العزيز والوليد ابنا سليمان بن أبي السّائب ، وأبوهما ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان الذي [يقال له : عبيد](٤).

[قال : ونا أبو زرعة (٥) في موضع آخر : حدّثني عائذ بن محمّد السلمي يخبر الذي](٦) قال : رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السائب أتى الأوزاعي مسلّما عليه في منزل عون بن حكيم ، قال : فرأيت الأوزاعي مجلّا له معظما.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب ، حدّثنا أبو الحسن بن إسحاق ، حدّثنا قاسم بن عثمان الجوعي (٧) ، ثنا ابن أبي السائب ـ يعني ـ عبد العزيز بن الوليد قال : نهاني أبي أن لا أجلس الخادم معي على المائدة ، وكان إذا قامت في حاجة أمسك يده ولا يأكل حتى تجيء الخادم.

٨٠١٢ ـ الوليد بن سليمان بن عبد الصّمد بن ثابت أبو أحمد الطائيّ الحمصيّ

سمع سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق ، وأبا (٨) بكر بن أبي داود ببغداد.

روى عنه : أبو بكر أحمد بن الحسن بن الطيّان الدمشقي ، وسمع منه بحمص.

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٤٤٦.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، والذي في تاريخ أبي زرعة : أتى الأوزاعي.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤٤٧.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ٢ / ٧١٧.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٧) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤١٧.

(٨) بالأصل وم : وأبي ، خطأ ، والمثبت عن «ز».

١٤٠