أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
أبو البركات الأنماطي وغيره ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الجوهري ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن (١) المرزبان ، حدّثني محمّد بن معاذ ، عن إسحاق ابن إبراهيم ، حدّثني رجل من قريش عن من حدّثه قال :
كنت حاجّا ومعي رجل من الغابة لا أعرفه ، ولم أره قبل ذلك ، ومعه هوادج وأثقال ، ومعه صبية وعبيد (٢) ومتاع ، فنزلنا منزلا ، فإذا فرش ممهدة ، وبسط قد بسطت ، فخرج من أعظمها هودجا امرأة زنجية فجلست على تلك الفرش [ثم جاء زنجي فجلس إلى جنبها](٣) فبقيت متعجبا ، فبينا أنا أنظر إليهما إذ مر بنا مارّ وهو يقود إبلا معه ، فجعل يغني ويقول :
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب |
|
وقل إن تملّينا فما ملّك القلب |
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ـ في كتابه ـ وأخبرني أبو المعمّر المبارك ابن أحمد عنه ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن ابن العلّاف ، قالا : أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد ابن جعفر قال : ويروى عن عثمان بن الضّحّاك الحزامي (٤) قال :
خرجت أريد الحج ، فنزلت بخيمة بالأبواء (٥) فإذا امرأة جالسة على باب الخيمة ، فأعجبني حسنها ، فتمثلت قول نصيب :
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب |
|
وقل إن تملّينا فما ملّك القلب |
قالت : يا هذا ، أتعرف قائل هذا الشعر؟ قلت : نعم ، ذاك نصيب ، قالت : فتعرف زينبه؟ قلت : لا ، قالت : فأنا زينبه ، قلت : حيّاك الله ، قالت : أما إنّ اليوم موعده من عند أمير المؤمنين ، خرج إليه عاما أول فوعدني هذا اليوم ، لعلك لا تبرح حتى تراه ، قال : فبينا أنا كذلك إذا أنا براكب قالت : ترى ذلك الراكب إنّي لأحسبه إيّاه ، وأقبل ، فإذا هو نصيب ، فنزل قريبا من الخيمة ، ثم أقبل ، فسلّم ثم جلس قريبا منها تسائله أن ينشد ما أحدث ، فأنشدها فقلت في نفسي : محبان طال التنائي بينهما ، لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة ،
__________________
(١) بالأصل : أنا ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٢) أقحم بعدها بالأصل : وأثقال ، حذفناها لأنها مكررة.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز» للإيضاح.
(٤) بالأصل و «ز» : الخزامي ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٥) الأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة ، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. (راجع معجم البلدان).
فقمت إلى بعيري لأشدّ عليه فقال : على رسلك ، إنّي معك ، فجلست حتى نهض معي ، فتسايرنا ثم التفت إليّ فقال : أقلت في نفسك محبّان التقيا بعد طول التنائي ، فلا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة؟ قلت : نعم ، قد كان ذلك ، قال : وربّ هذه البنية ، ما جلست منها مجلسا أقرب من هذا.
أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها ، قالت : أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ، أنا أبو طالب أحمد بن علي السواق (١) ، وحدّثنا محمّد بن أحمد ابن فارس ، نا عبد الله بن إبراهيم الزينبي ، نا محمّد بن خلف الهولي (٢) ، نا عبد الله بن عمر ، وأحمد بن حرب ، قالا : حدّثنا عثمان ـ هو ابن أبي بكر ـ حدّثني محمّد بن المؤمّل بن طالوت المرادي ، حدّثني أبي ، عن الضّحّاك بن (٣) عثمان الحزامي (٤) قال : خرجت في آخر الحج فنزلت بخيمة بالأبواء على امرأة ، فأعجبني ما رأيت من حسنها ، فتمثّلت قول نصيب :
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب |
|
وقل إن تملّينا فما ملّك القلب |
وقل في تجنّيها لك الذنب إنّما |
|
عتابك إن عاتبت فما له عتب |
خليليّ من كعب ألمّا هديتما |
|
بزينب لا يفقدكما أبدا كعب |
وقولا لها ما في البعاد لذي الهوى |
|
بعاد (٥) وما فيه لصدع الهوى شعب |
فمن شاء رام الصرم أو قال ظالما |
|
لصاحبه ذنب ، وليس له ذنب |
قال : فلما سمعتني أتمثل بالأبيات قالت : يا فتى ، أتعرف قائل هذا الشعر؟ قلت : نعم ، ذاك نصيب ، قالت (٦) : نعم ، هو ذلك ، فتعرف زينبه؟ قلت : لا ، قالت : أنا والله زينبه ، قلت : فحيّاك الله ، قالت : أما إن اليوم موعده من عند أمير المؤمنين ، خرج إليه عام أول ، ووعدني هذا اليوم ، ولعلك لا تبرح حين تراه ، قال : فما برحت حتى أنّي براكب يزول (٧) مع السراب ، فقالت : ترى حيث ذاك الراكب؟ إنّي لأحسبه إيّاه ، قال : فأقبل الراكب يؤمنا حتى
__________________
(١) الأصل : «السرا» وفي م : «السراق» والمثبت عن «ز».
(٢) من هنا .. إلى طالوت سقط من «ز».
(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : عن.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : الحراني وفي م : «الحرا؟؟؟ ى» والمثبت عن «ز».
(٥) البعاد بالضم ، عن سيبويه ، لغته في البعيد ؛ والبعاد بالكسر : المباعدة يقال : باعده مباعدة وبعاد : باعد الله ما بينهما (تاج العروس : بعد).
(٦) بالأصل : قلت ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٧) بالأصل وم و «ز» : يؤول ، والمثبت عن المختصر.
أناخ قريبا من الخيمة ، فإذا هو النّصيب ، ثم ثنى رجله عن راحلته فنزل ، ثم أقبل فسلّم عليّ وجلس منها ناحية وسلم عليها ، وساءلها وساءلته ، فاخفنا ثم إنها سألته أن ينشدها ما أحدث من الشعر بعدها ، فجعل ينشدها ، فقلت في نفسي : عاشقان أطالا التنائي ، لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة ، فقمت إلى راحلتي أشدّ عليها ، فقال لي : على رسلك ، أنا معك ، فجلست حتى نهض ونهضت معه ، فتسايرنا ساعة ثم التف إليّ فقال : قلت في نفسك : محبان التقيا بعد طول تنائي (١) ، لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة ، فقلت : نعم ، قد كان ذاك ، قال : فلا وربّ هذه البنيّة التي إليها يعمل ما جلست منها مجلسا قط أقرب من مجلسي الذي رأيت ، ولا كان بيننا مكروه قط.
أنبأنا أبو غالب بن البنّا وغيره ، عن أبي إسحاق البرمكي ، نا أبو عمر محمّد بن العباس ابن حيوية ، نا (٢) الحرمي (٣) بن أبي العلاء (٤) ، نا الزبير بن بكّار قال : وحدّثني إبراهيم بن عبد الله (٥) السعدي ، عن جدته جمال بنت عون بن مسلم عن جدها مسلم السعدي قال :
رأيت رجلا أسود معه امرأة بيضاء ، فوقفت أتعجب من شدة سواده وشدة بياضها ، فقلت له : من أنت؟ فقال : أنا الذي أقول :
أيا ليت شعري ما الذي تجدين (٦) لي |
|
غدا غربة النأي المفرق والبعد |
مري أم بكر حين تقترب النوى |
|
بنا تمّ يخلو الكاشحون بها بعدي |
أتصرمني عند الألى هم [لنا](٧) العدا |
|
فتشمتهم بي أم تقيم على العهد |
فقالت : لا ، بل تدوم على العهد ، فسألت عنه فقيل لي : هذا النّصيب ، وسألت عنها فقيل لي : عشيقته أم بكر.
قال : وحدّثني الحرمي (٨) ابن أبي العلاء واسمه أحمد ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال :
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» : تنائي.
(٢) أقحم بعدها بالأصل وم.
(٣) بالأصل وم و «ز» : الجرمي ، وفوقها في «ز» ضبة.
(٤) من طريقه الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣.
(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : إبراهيم بن يزيد السعدي.
(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : تحدثين بي.
(٧) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدرك لتقويم الوزن عن الأغاني.
(٨) بالأصل وم : الجرمي ، والمثبت عن «ز». والخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٦٤.
وحدّثني أبو عثمان أحمد بن محمّد الأسدي ، عن محمّد بن عبد الله ، عن مؤرج (١) قال : أراد ابن أبي عتيق الحج ، فلقي نصيبا ، فقال : هل توصي إلى سعدى بشيء؟ قال : نعم ، ببيتين قال : وما هما؟ قال :
أتصبر على سعدى وأنت صبور |
|
وأنت تحسن الصبر منك جدير |
وكدت ولم أخلق من الطير إن بدى |
|
سنا بارق نحو الحجاز أطير |
قال : فخرج ابن أبي عتيق فوجد سعدى في مجلس لها ، فقال لها : يا سعدى معي إليك رسالة ، قالت (٢) : وما هي؟ هاتها يا ابن الصّدّيق ، فأنشدها البيتين ، فتنفّست نفسا شديدا ، فقال ابن أبي عتيق : أوّه ، أجبته ـ والله ـ بأحسن من بيتيه ، وعتق ما ملك أن لو سمعها لنعق وطار.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عبد الله بن عثمان النحوي (٣) ، عن أنيس بن ربيعة الأسلمي أنه قال (٤) :
غدوت يوما إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة ، وهو محتلّ بالدجلة (٥) ، فألفيت عنده جماعة منا ومن غيرنا ، فأتاه آت ، فقال له ذاك النصيب منذ ثلاث بالفرش (٦) يتلدّد (٧) كأنه واله في أثر قوم ظاعنين ، فنهض ، ونهضنا معه ، حتى نحده على المنحر من صفر (٨) ، فلما عايننا وعرف أبا عبيدة هبط ، وسأله أبو عبيدة عن أمره وخبره ، فأخبره أنه يتبع قوما سائرين ، وأنه وجد آثارهم ومحالهم بالفرش فاستهوله ذلك ، وضحك أبو عبيدة والقوم وقالوا : إنّما تهتز إذا عشق من انتسب عذريا (٩) فأما أنت فما لك ولهذا نسب ، وسأله أبو عبيدة : هل قلت في مقامك شيئا؟ قال : نعم ، فأنشده :
لعمري لئن أمسيت بالفرش مقصدا |
|
ثوباك عبّود (١٠) وعدنة أو صفر |
__________________
(١) بالأصل وم : سرح ، والمثبت عن «ز».
(٢) الأصل : قال : والمثبت عن «ز» ، وم.
(٣) الأغاني : عبد الله بن عمر بن عثمان النحوي.
(٤) الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠.
(٥) في الأغاني : بالرحبة.
(٦) الفرش : واد بين غميس والحمام وملل.
(٧) الأصل وم : يتلذذ ، والمثبت عن «ز» ، وفي الأغاني : متلدد. وتلدد : تلفت يمينا وشمالا وتحير متبلدا.
(٨) صقر : جبل أحمر من جبال ملل قرب المدينة.
(٩) الأصل وم و «ز» : يمانيا ، والمثبت عن الأغاني.
(١٠) بالأصل وم و «ز» : عمود ، والمثبت عن الأغاني. وفي معجم البلدان : عبود : جبل بين السيالة وملل ... وقيل إنه البريد من مكة في طريق بدر.
يفرع صبا أو تيمم مصعدا |
|
لربع قديم العهد [ينتكف](١) الأثر |
دعا أهله بالشام برق فأوجفوا |
|
ولم ير متبوعا أضرّ من النظر |
ليستبدلن قلبا وعينا سواهما |
|
وإلّا أتى قصدا [حشاشتك القدر](٢) |
خليلي فيما عشتما أو رأيتما (٣) |
|
هل اشتاق مضرور إلى من به أضر |
نعم ربما كان الشقاء متيحا |
|
يغطي على سمع ابن آدم والبصر |
قال : فانصرف به أبو عبيدة إلى منزله ، فأطعمه وكساه ، وحمله ، فانصرف وهو يقول :
أصاب دواء حسنك الطبيب |
|
وخاض لك ، السلوّ [ابن](٤) الربيب |
وأبصر من رقاك منفثات |
|
وداؤك كان أعرف بالطبيب |
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، أنا أبو القاسم بن البسري (٥) ـ قراءة عليه وأنا أسمع قيل له : أخبركم أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي يعرف بابن النجار الكوفي فيما أذنت له في روايته ، أخبرنا أبو روق الهزّاني ، وأبو أحمد الجلودي ، قالا : أخبرنا الرياشي عن محمّد بن سلّام الجمحي : قال (٦) قيل لنصيب هرم شعرك فقال : لا ، ولكن هرم عطاؤكم ، وكم مدحت ابن حنطب فأعطاني بدورا وعبيدا وثيابا يعني قوله :
أغر إذا الرواق انجاب عنه |
|
بدا مثل الهلال على مثال |
تراءاه العيون كما تراءت |
|
عشية فطرها وضح الهلال |
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، أنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن إسحاق المكّي المعروف بحرمي بن [أبي](٧) العلاء ، أنا الزبير بن بكّار ، حدّثني عمي ، حدّثني أيوب بن عباية ، حدّثني رجل من بني نوفل بن عبد مناف قال :
لما أصاب النّصيب من المال ما أصاب وكانت عنده أم محجن وكانت سوداء اشتاق إلى البياض ، فتزوج امرأة سرية بيضاء ، فغضبت أم محجن وغارت عليه ، فقال لها : يا أم محجن ،
__________________
(١) بياض بالأصل وم و «ز» ، واستدركت اللفظة عن الأغاني.
(٢) بياض بالأصل وم و «ز» ، واستدركت اللفظتان عن الأغاني.
(٣) الأصل وم و «ز» : «ورأيتما» والمثبت «أو رأيتما» عن الأغاني.
(٤) سقطت من الأصل وم ، ومكانها بياض في «ز» ، والمستدرك عن الأغاني.
(٥) الأصل وم : البصري ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».
(٦) الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٦٦.
(٧) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.
ما مثلي يغار عليه ، إنّي شيخ كبير ، وما مثلك يغار وأنك لعجوز كبيرة ، وما أحد أكرم عليّ منك ، ولا أوجب حقا ، فجوّزي هذا الأمر ولا تكدّريه عليّ ، فرضيت وقرّت ، ثم قال لها بعد ذلك : هل لك أن أجمع إليك زوجتي الجديدة. فهو أصلح لذات البين وألمّ لشعث (١) وأبعد لشماتة؟ فقالت : نعم ، افعل ، فأعطاها دينارا وقال لها : إنّي أكره أن ترى به خصاصة ، أن يفضل عليك ، فاعملي لها إذا أصبحت عندك غداء بهذا الدينار ، ثم أتى زوجته الجديدة ، فقال : إنّي قد أردت أن أجمعك إلى أم محجن غداف وهي مكرمتك ، وأكره أن تفضل عليك أم محجن فخذي هذا الدينار فأهدي لها به إذا أصبحت عندها غدا لئلا ترى بك خصاصة ، ولا تذكري الدينار إليها ، ثم أتى صاحبا له يستصحبه فقال : إنّي أريد أن أجمع بين زوجتي الجديدة إلى أم محجن غدا فائتني مسلّما وإنّي سأستجلسك [للغداء ، فإذا تقدمت فسلني عن أحبهما إليّ ، فإني سأنفر وأعظم ذلك وآبى أن أخبرك](٢) فإذا أبيت ذلك فاحلف عليّ ، فلمّا كان الغد زارت زوجته الجديدة أم محجن ومرّ به صديقه فاستجلسه ، فلما تغديا أقبل الرجل عليه فقال : يا أبا محجن ، أحبّ أن تخبرني عن أحبّ زوجتيك إليك ، فقال : سبحان الله ، أتسألني عن هذا وهما (٣) تسمعان؟ ما سأل عن مثل هذا أحد ، [قال :](٤) فإنّي أقسم عليك لتخبرني ، فو الله لا أعذرك ولا أقبل إلّا ذاك ، قال : أما إذا فعلت ، فأحبهما إليّ صاحبة الدينار ، والله لا أزيدك على هذا شيئا ، فأعرضت كلّ واحدة منهما تضحك ونفسها مسرورة ، وهي تظن أنه عناها بذلك القول.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون بن راشد ، نا وزير (٥) بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثني منجوف بن حبر قال :
مررت بدار الزبير فإذا مولى لهم يكنى أبا ريحانة ، وكان يخضب بالحناء والكتم ، فسلمت عليه وجلست إليه ، فمرّت به جارية وعلى ظهرها قربة ، فقام إليها الشيخ وقال (٦)
__________________
(١) في «ز» : وألمّ للشعث وأبعد للشماتة.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لإيضاح المعنى عن «ز».
(٣) الأصل : وهم يسمعان ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٤) سقطت من الأصل وم ، واستدركت على هامش «ز».
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وزيرة بن محمد.
(٦) كذا بالأصل ، والجملة مضطربة ، فثمة سقط في الكلام ، والعبارة في «ز» مضطربة أيضا وفيها : فقام إليها الشيخ وقا ...؟؟؟ ى جمعه عسر بأبيات نصيب. وفي المختصر : «فقام إليها الشيخ وقال : غسنني بأبيات نصيب» فيرتفع الاضطراب ويسلم المعنى.
نصيب فقالت : أما والقربة على ظهري فلا ، قال : فأخذ القربة من على ظهرها ووضعها على ظهره ثم رفعت عقيرتها وهي تقول :
فؤادي أسير لا يفك ومهجتي (١) |
|
تقضّى (٢) وأحزاني عليك تطول |
ولي مقلة قرحى لطول اشتياقها |
|
إليك ، وأجفان عليك همول |
فديتك ، أعدائي كثير لشقوتي |
|
عليك وأشياعي لديك قليل |
وكنت إذا ما جئت جئت لعلّة |
|
فأفنيت علّاتي فكيف أقول |
قال : فطرب الشيخ ، فوقع إلى الأرض ، وانشقّت القربة فقالت : يا أبا ريحانة ، ما هذا جزائي منك ، فقال لها : ما دخل الضرر إلّا عليّ ثم دخل السوق ، فنزع قميصه فباعه واشترى لها قربة ، ثم ملأها فلقيه زيد بن الحسن العلوي ، فقال : أبا ريحانة ، أحسبك ممن قال الله عزوجل : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ)(٣) قال : يا سيدي أرجو أن أكون ممن قال الله عزوجل : (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(٤).
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي أنشدني بعض أصحابنا أنشدنا ابن دريد ، أنشدنا أبو حاتم أنشدتني أم الهيثم لنصيب :
فهل يمنعني في أن ذكرتها |
|
وعللت أصحابي بها ليلة النّفر |
وطربت ما بي من نعاس ومن كرى |
|
وما بالمطايا من كلال ومن فتر (٥) |
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، أنا أبو المظفّر بن الحسن السبط فيما أجاز لنا (٦) ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الله المعدل السكري ، أنشدنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد ، أنشدنا السياري عن الفاسي لنصيب :
وما زال بالكتمان حتى كأنني |
|
برجع جواب السائلي عنك أعجم |
__________________
(١) بالأصل وم : فؤادي أسير ومنحتي لا يفك.
(٢) بالأصل : بعضا وأحزاني علي تطول ، والمثبت عن «ز».
(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٦.
(٤) سورة الزمر ، الآيتان : ١٦ ـ ١٧.
(٥) الأصل وم : فقر ، والمثبت عن «ز».
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أجاز لنا سعد.
لا سلم من قول الوشاة وتسلمي |
|
هديت وهل حي على الناس يسلم |
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، وأخبرنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، أنشدني ثعلب لنصيب :
كما اشتهت خلقت حتى إذا كملت |
|
كما تمنّت (١) فلا طول ولا قصر |
جرى بها اللحم حتى عمّ أكعبها (٢) |
|
ملء الثياب فلا هبج ولا فقر (٣) |
ما زدت زادتك حسنا في تأملها |
|
وزادك الطرف حتى يرجع البصر |
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن أيوب النيسابوري ، نا العتبي ، عن أبيه قال : رأيت في النوم نصيبا واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول :
جزى الله عني المؤنس ولا جزى |
|
من الناس خيرا من أراد رداهما |
هما أخواي الصيحان تبايعا |
|
بهلك فهدّا بالفراق أخاهما |
ذكر من اسمه نضر
٧٨٨٢ ـ النّضر بن سعيد الأنصاري
شاعر كان بالشام عند قتل الوليد.
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسين بن الميداني ، أنا أبو سليمان الربعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد ابن جرير (٤) قال : [قال](٥) نضر (٦) بن سعيد الأنصاري :
__________________
(١) بالأصل : «اشتهيت ... تمنيت» والمثبت عن م و «ز».
(٢) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وم ، والمثبت عن «ز».
(٣) الفقر جمع فقرة وفقرة وهي ما انتضد من عظام الصلب من لدن الكامل إلى العجب.
(٤) الشعر في تاريخ الطبري ٧ / ٢٦١ ضمن أحداث سنة ١٢٦.
(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م و «ز».
(٦) تحرفت في م وتاريخ الطبري إلى : نصر.
أبلغ يزيد (١) بني كرز مغلغلة |
|
أن قد شفيت بغيب كل موتور (٢) |
قطعت أوصال قنّور على حنق |
|
بصارم من سيوف الهند مأثور |
أمست حلائل قنّور مجدّعة |
|
لصرع العبد قنّور بن قنّور |
ظلّت (٣) كلاب دمشق وهي تنهشه |
|
كأنّ أعضاءه أعضاء خنزير |
غادرن منه بقايا عند مصرعه |
|
أنقاض شلو عن الأطناب مجرور (٤) |
حكّمت سيفك إذ لم ترض حكمهم |
|
والسيف يحكم حكما غير تعذير |
لا ترض منهم إذا ما كنت متّئرا |
|
إلّا بكلّ عظيم الملك مشهور |
أشعرت ملك نزار ثم رعتهم |
|
بالخيل تركض بالشّمّ المغاوير |
ما كان في آل قنّور ولا ولدوا |
|
عدلا لبدر سماء ساطع النور |
وهذا الشعر قاله عند قتل الوليد بن يزيد وأصحابه ، يحمد فيه يزيد بن خالد بن عبد الله ابن يزيد القسري (٥) لقيامه في قتله ، لأن أباه خالدا (٦) قتل بأمر الوليد بيد عامله يوسف بن عمر.
٧٨٨٣ ـ النّضر بن شميل أبو عبد الله الحموي
كان في صحابة هشام بن عبد الملك ، وكان عارفا بمناقب العرب ومثالبها ، وله في ذلك مناظرة مع خالد بن سلمة المخزومي ، كان فيها حاضر الجواب عالما بالصواب.
٧٨٨٤ ـ النّضر بن عربي أبو روح الباهلي مولاهم الحرّاني (٧)
روى عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة الليثي (٨) ، ومكحول ، وميمون بن مهران ، ومجاهد ، والقاسم بن محمّد ، وسالم بن عبد الله ، وعكرمة.
__________________
(١) يريد يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، يقال له الناقص ، وهو الذي قتل الوليد بن يزيد راجع تاريخ الطبري ٧ / ٢٣١.
(٢) في الطبري : أني شفيق بغيب غير موتور.
(٣) الأصل : ظالت ، وفي م : طلت ، والمثبت عن م والطبري.
(٤) بالأصل : «محذور» وفي م و «ز» : «محرور» والمثبت عن الطبري.
(٥) غير واضحة بالأصل ، والقاف تقرأ تاء ، والمثبت عن م ، وفي «ز» : القشيري.
(٦) انظر في مقتله تفاصيل ذكرها الطبري في تاريخه ٧ / ٢٥٤ وما بعدها.
(٧) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٢٦١ وتهذيب الكمال ١٩ / ٩٠ وتهذيب التهذيب ٥ / ٦٢٥ والتاريخ الكبير ٨ / ٨٩ والجرح والتعديل ٨ / ٤٧٥ وسير أعلام النبلاء ٧ / ٤٠٣.
(٨) كذا بالأصل وم و «ز» أنه روى عن أبي الطفيل ، وفي تهذيب الكمال وسير الأعلام : «رأى أبا الطفيل ..» ولم يذكر أنه روى عنه.
روى عنه : عمرو بن خالد ، وعبد الله بن محمّد بن نفيل ، وأبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّانيون ، وأبو ثوبة جرول بن جنفل النميري ، وأبو بشر مغيرة بن سقلاب ، وعبد الله ابن معيد الحرّاني ، وعثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ومحمّد ابن عبد الله بن علاثة.
ووفد على عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا أحمد بن هارون البرديجي ، نا محمّد بن يحيى بن كثير ، نا عبد الله بن معيد (٢) الحرّاني ، نا النّضر بن عربي (٣) ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : طرح في قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم قطيفة له بيضاء بعلبكية (٤).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا عبد الله بن جعفر البغدادي ، نا محمّد بن عمرو بن خالد ، نا أبي ، نا النّضر بن عربي قال : كنت بمكة ، فرأيت الناس مجتمعين على رجل ، فقلت : من هذا؟ فقالوا : هذا صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هذا عامر بن واثلة ، وعليه إزار ورداء ، فمسست جلده ، فكان ألين شيء.
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن أبي (٥) جعفر ، وعلي بن أبي علي ، قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الشيباني ، حدّثني أحمد ابن جعفر بن مشكان أبو عمر الفقيه ـ بالمصّيصة ـ حدّثنا عبد الله بن الحسين بن جابر الإمام ـ بالمصيصة ـ نا عبد الغفّار بن داود الحرّاني ، نا النّضر بن عربي (٦) قال : رأيت أبا الطّفيل عامر ابن واثلة ، وسمعته قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ومسست جلده ، قال : فكان ألين من كل شيء مسسته قط [١٢٧١١]. (٧)
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل وم و «ز» ، ونميل إلى قراءتها «معية» والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه ٤ / ١٢٩٧ ، وفيه : عبد الله بن معيد الحراني ، عن النضر بن عربي في مسند أبي عوانة ، شيخ. وفي سير الأعلام ٧ / ٤٠٥ معيد : بالضم ، بوزن عبيد ، هكذا وجدته ، قاله الذهبي.
(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥.
(٣) في م و «ز» معية ، وفي الكامل لابن عدي : معبد.
(٤) الأصل وم و «ز» هنا عدي ، تصحيف.
(٥) من طريق آخر روي في سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٠٥.
(٦) من هنا ... إلى قوله : مشكان ، سقط من «ز».
(٧) الأصل وم : عدي ، والمثبت عن «ز».
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح المؤذن ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد ، نا يحيى ، نا أبو صالح الحرّاني ـ يعني ـ عبد الغفّار بن داود ، نا النّضر بن عربي (١) قال : رأيت أبا الطفيل عامر بن واثلة قال : وأحسبه قال : ومسست جلده فكان ألين شيء.
قال : وحدّثنا النّضر بن عربي قال : رأيت سالم بن عبد الله كثّ اللحية ، ورأيت القاسم ابن محمّد.
أخبرنا أبو محمّد [بن](٢) طاوس ، أنا محمّد بن علي بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو موسى هارون بن سفيان ، نا عبد الله بن نفيل ، نا النّضر بن عدي ـ وفي نسخة أخرى : ابن عربي ـ وهو الصواب ، قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وكان لا يكاد يبكي إنّما هو منقبض أبدا ، كأن عليه حزن الخلق.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العز ثابت بن منصور ، قالا : أخبرنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد ابن المبارك : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أخبرنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٣) : النّضر ابن عربي العامري ، ويقال : مولى حاتم بن النعمان الباهلي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : في تسمية أهل الجزيرة النّضر بن عربي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمر بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا.
ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا ابن عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، قالا : حدّثنا محمّد بن سعد قال (٤) : النّضر بن عربي العامري ، توفي في خلافة المهدي ـ زاد ابن الفهم : وكان ضعيف الحديث ـ.
__________________
(١) الأصل : عدي : والمثبت عن م ، و «ز».
(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».
(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨٨ رقم ٣٠٨٦.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٣.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالوا : أخبرنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا البخاري قال : النّضر بن عربي أبو عمر ، وكنّاه أبو عبيد بن يعيش ، وقال أبو صالح الحرّاني ، كنيته أبو روح.
أنبأنا أبو أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم ، قال (١) :
النّضر بن عربي أبو عمر ، ويقال : أبو روح ، العامري ، مدني (٢) ، روى عن عمر بن عبد العزيز ، ومجاهد ، وعطاء ، وعكرمة ، ومكحول ، وميمون بن مهران ، ونافع مولى ابن عمر ، وعاصم بن عمر ، وخارجة بن عبد الله ، روى عنه وكيع ، ومحمّد بن ربيعة ، وأبو أسامة ، والحسن بن سوار المروزي ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وعمرو بن خالد ، وابن نفيل ، وعيسى بن مرحوم ، وابنه بسر (٣) بن عبيس ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو روح النّضر بن عربي عن مجاهد ، روى عنه النفيلي ، ويقال أبو عمر.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو روح النّضر بن عربي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا أبو بكر المهندس ، أنا أبو بشر الدولابي قال : أبو روح النّضر بن عربي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا
__________________
(١) الجرح والتعديل ٨ / ٤٧٥.
(٢) الجرح والتعديل : مديني.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : بشر ، وفي الجرح والتعديل : بشر بن عبيس.
أبو أحمد بن عدي ، قال (١) : سمعت أبا عروبة يقول : النّضر بن عربي كان ينزل حرّان.
قال أبو عروبة : وحدّثني محمّد بن معدان قال : هو مولى باهلة.
قال : وحدّثني محمّد بن معدان ، ومحمّد بن يحيى بن كثير ، قالا : سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول : كنيته أبو روح.
قرأت على أبي الحسن الفرضي ، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (٢) ، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود (٣) الحراني قال : النّضر بن عربي كان ينزل حرّان ، نا محمّد بن معدان ، ومحمّد بن يحيى بن كثير ، قالا : أخبرنا أبو جعفر بن نفيل ، قال : كنيته أبو روح ، وحدّثني محمّد بن معدان سمعته يقول : هو مولى باهلة.
أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
أبو عمر (٤) ، ويقال أبو روح ، النّضر بن عربي الباهلي ، مولاهم الجزري ، نزل حرّان ، رأى أبا الطفيل عامر بن واثلة ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسمع أبا الحجاج مجاهد بن جبر ، روى عنه سليم بن مسلم ، وعبد الغفّار بن داود ، كنّاه البخاري.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي الفتح المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال :
النّضر بن عربي أبو عمر ، كنّاه عبيد بن يعيش ، وقال : أبو صالح الحرّاني : كنيته أبو روح ، رأى أبا الطفيل عامر بن واثلة ، وروى عن عكرمة ، وسمع من شريك بن عبد الله القاضي النخعي ، روى عنه بشر بن عبيس بن مرحوم وغيره.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري ، وحدّثنا خالي أبو المعالي
__________________
(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥.
(٢) الأصل وم : الأزدي ، والمثبت عن «ز».
(٣) الأصل وم : مردود ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».
(٤) بالأصل وم ، و «ز» : «أبو عمرو».
محمّد بن يحيى القاضي ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أخبرنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد قال : عربي بالعين والراء والباء النّضر بن عربي رأى أبا الطفيل ، وسمع عكرمة ، روى عنه عمرو (١) بن خالد (٢) ، ومعافى بن سليمان.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) :
أما عربي بفتح العين وبالراء ، وكسر الباء (٤) المعجمة بواحدة : النّضر بن عربي ، رأى أبا الطّفيل ، وروى عن عكرمة وغيره ، روى عنه فليح بن سليمان ، وعمرو بن خالد ، ومعافى بن سليمان.
وقال (٥) في باب النّضر : النّضر بن عربي أبو عمر ، وقيل أبو روح ، رأى أبا الطفيل ، روى عن عكرمة ، وسمع من شريك القاضي ، روى عنه بشر بن عبيس.
ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي قال : سألته ـ يعني ـ أحمد بن حنبل عن النّضر بن عربي فقال : ليس به بأس (٦).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل المكّي ، أنا أبو نصر عبيد الله بن سعد ، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله بن محمّد بن حنبل قال : سألت يحيى ، عن النضر بن عربي قال : ليس به بأس (٧).
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، نا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أحمد بن محمّد ابن إبراهيم بن حميد ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : النّضر بن عربي ما حاله؟ قال : ثقة (٨).
قال أبو سعيد : النّضر بن عربي لا بأس به ، وليس بذاك (٩).
__________________
(١) بالأصل وم : عمر ، والمثبت عن «ز».
(٢) بالأصل : «حا» وفي م : «خا» والمثبت عن «ز».
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٧٦ و ١٧٧.
(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : الراء ، والمثبت عن «ز» ، والاكمال.
(٥) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٦١ و ٢٦٢.
(٦) تهذيب الكمال ١٩ / ٩١.
(٧) سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٠٤ وتهذيب الكمال ١٩ / ٩١.
(٨) سير الأعلام ٧ / ٤٠٤ وتهذيب الكمال ١٩ / ٩١.
(٩) تهذيب الكمال ١٩ / ٩١ وسير أعلام النبلاء ٧ / ٤٠٤.
أخبرنا أبو بكر الشّحّامي ، أنا أبو صالح المؤذن ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس (١) بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : النّضر بن عربي كان حرانيا ، وهو ثقة.
قرأت على أبي الفتح نصر بن محمّد الشافعي ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا إبراهيم بن الجنيد قال : سألته يعني يحيى عن النّضر بن عربي؟ فقال ثقة.
أنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن منصور ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي ـ أظنه عن يحيى بن معين ـ قال : النّضر بن عربي ثقة.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (٢) : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال : النّضر بن عربي ثقة.
قال : وحدّثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن نمير يقول : النّضر بن عربي ثقة صالح.
قال : وسألت أبي عن النّضر بن عربي؟ فقال : لا بأس به أسند حديثا واحدا ، وسئل أبو زرعة عن النّضر بن عربي؟ فقال : حراني ثقة.
ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال : سألته ـ يعني ـ أبا حاتم الرازي عن أبي روح النّضر بن عربي ، فقال : صالح الحديث (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ،
__________________
(١) تحرفت بالأصل وم إلى : عياش ، والمثبت عن «ز».
(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٤٧٥.
(٣) تهذيب الكمال ١٩ / ٩١ وسير أعلام النبلاء ٧ / ٤٠٤.
أنا أبو محمّد بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان قال (١) : والنّضر بن عربي ثقة ، حدّثني عنه أبو صالح الحرّاني ، ويحيى بن أبي صالح (٢).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنا أبو علي ابن عدي قال (٣) : النّضر بن عربي أبو روح العامري جزري ، رأيت له أحاديث مستقيمة عن من يرويه عنه ، وأرجو أنه لا بأس به.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد قال : قال الهيثم : مات النّضر بن عربي مولى بني عامر زمن المهدي.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي العباس الرازي ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا علي بن الحسين الأذني ، أنا أبو عروبة الحرّاني ، حدّثني إسحاق بن زيد ، ومحمّد بن يحيى بن كثير ، ومحمّد بن معدان قالوا : سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول : مات نضر بن عربي سنة ثمان وستين ومائة (٤).
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : سمعت أبا عبد الله البوسنجي قال : سمعت الفضيلي يقول.
ح وقرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أخبرنا أبي ، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي ، نا أبو جعفر بن نفيل قال : مات النّضر بن عربي سنة ثمان وستين.
٧٨٨٥ ـ النّضر بن عبّاد بن عائذ
شاعر من أهل العراق.
وفد على عبد الملك بن مروان.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش
__________________
(١) ليس في كتابه «المعرفة والتاريخ» المطبوع الذي بين يدي.
(٢) الخبر السابق مكرر بالأصل.
(٣) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥ وعن ابن عدي في تهذيب الكمال ١٩ / ٩١ وسير الأعلام ٧ / ٤٠٥.
(٤) سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٠٥ وتهذيب الكمال ١٩ / ٩٢.
المقرئ عنه ، أخبرنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن دريد ، نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال :
كان النّضر بن عبّاد بن عائذ (١) في بعث إلى الأزارقة فأبلى وقاتل قتالا شديدا ، فلما وفد الحجّاج إلى عبد الملك بأهل البلاء أنشد عبد الملك قول النّضر :
ألا ليت حجاج بن يوسف شاهد |
|
بلائي إذا خامر (٢) الكماة ووقفوا |
جعلت جوادي للرماح دريه |
|
سوارح (٣) فيه السمهري المثقف |
وقاتلت حتى هرب السيف عضبه |
|
لقاؤهم مرّ من الموت مرعف |
فأمر عبد الملك بن الحجّاج بإنفاذه إليه فأجزل عطاءه ، وألحقه بالشرف ، ثم قتله الحجّاج بعد ذلك في أصحاب ابن الأشعث.
٧٨٨٦ ـ النّضر بن عبد الرّحمن بن إبراهيم
حدّث عن عمّار بن عمرو الجنبي قاضي مكة.
روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا الفضل بن علي الحنفي ، أنا أبو سعيد النقّاش ـ وهو محمّد بن علي بن عمرو ، أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا نضر بن عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي ، نا عمّار بن عمرو الجنبي قاضي أهل مكة ، نا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ظبيان (٤) عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لا يرحم الناس لا يرحمهالله» [١٢٧١٢].
قال كذا في كتاب الشافعي عن زيد بن وهب ، عن أبي ظبيان ، والصواب : وأبي ظبيان.
٧٨٨٧ ـ النّضر بن عمرو المقرائي (٥) الحميري (٦)
حكى عن الحسن البصري.
__________________
(١) بالأصل وم هنا : عائدة ، والمثبت عن «ز».
(٢) في «ز» : «إذ حام» والمخامرة : المخالطة والمقاربة ، يقال : خامر الشيء إذا قاربه وخالطه. والمخامرة أيضا :
الإقامة ولزوم المكان.
(٣) الأصل : سوارح ، وفي «ز» : شوارع ، وفي م : سوارع.
(٤) هو حصين بن جندب بن عمرو ، أبو ظبيان الجنبي الكوفي راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٣.
(٥) بالأصل : المقراني ، وفي م : «المعرامى» والمثبت عن «ز». وهذه النسبة بضم الميم وقيل بفتحها ، وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة نسبة إلى مقرى (الأنساب).
(٦) ترجمته في تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٤٠ و ٣٥٨ و ٣٧١.
روى عنه : الأوزاعي.
وكان فيمن قام في بيعة يزيد بن الوليد الناقص ، وقد تقدم ذكره في ترجمة رزين بن ماجد (١) ، وكان على الخاتم الصغير ليزيد بن الوليد ، وولي شرطته أيضا.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد ابن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، نا هشام العطّار ، نا الوليد ، نا أبو عمرو ، حدّثني النّضر بن عمرو قال : سألت الحسن : أي الرجلين أفضل : علي أم عثمان؟ فقال : شارك عثمان عليا في سوابقه ، ولم (٢) يشاركه في حدثه ، قلت : علي ومعاوية؟ فقال : هيهات ، لم يشارك معاوية عليا في سوابقه وشاركه في أحداثه.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٣) : ثم ولّى ـ يعني ـ خالد بن عبد الله القسري البصرة النضر بن عمرو المقرائي الحميري من أهل دمشق الصلاة ، ثم عزله في آخر سنة عشر ومائة ، وجمع الصلاة والشرطة والقضاء لبلال بن أبي بردة.
قال : وحدّثنا خليفة قال (٤) في تسمية كتاب يزيد بن الوليد : الخراج والجند وخاتم الصغير : النّضر بن عمرو من أهل اليمن مع الحرس.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ـ بهراة ـ أنا أبو عاصم الفضيل (٥) بن يحيى الفضيلي ، (٦) أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا أبو بكر محمّد بن عيسى الطرسوسي ، نا حمّاد بن الفياض ، نا أبو عبيدة الناجي ، قال : قال الحسن :
__________________
(١) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ دمشق بتحقيقنا ١٨ / ١٤٤ رقم ٢١٧٩ والذي مرّ في الخبر المتقدم في ترجمة رزين ابن ماجد : النضر بن عمر الجرشي في أهل جرش. والذي في تاريخ الطبري ٧ / ٢٤١ ـ وعنه يأخذ المصنف ـ النضر بن الجرشي.
(٢) من هنا ... إلى : سوابقه ، سقط من «ز».
(٣) رواه خليفة بن خيّاط ص ٣٥٨.
(٤) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، وفوقها في «ز» : ضبة ، والخبر جاء في تاريخ خليفة تحت عنوان : تسمية عمال هشام بن عبد الملك : الشرط.
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٧١.
(٦) الأصل وم : الفضل ، تصحيف ، والمثبت : الفضيل ، عن «ز».
لقد أدركت (١) ممن كان قبلكم كانوا والله ..... (٢) لكتاب الله وسنة نبيهم صلىاللهعليهوسلم إذا جنّهم الليل قيام على أطرافهم يفترشون وجوههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يناجون الذي خلقهم في فكاك رقابهم ، إذا عملوا الحسنة دانوا في سرهم وسألوا الله أن يتقبّلها وإذا عملوا السيئة ..... (٣) ويسألوا الله أن يغفرها لهم من الذنوب ، فو الله ما زالوا كذلك وعلى ذلك ، والله ما سلموا من الذنوب ، ولا نجوا إلّا بالمغفرة ، وأقبل على الأمير النّضر بن عمرو فقال : وأصبحت والله أيها الأمير مخالفا للقوم في الهدي والسيرة ، وإيّاك أن تمنّى الأماني (٤) فترجع فيها فإن أخاك من صدقك ونصح لك في دينك خير ذلك ممن يمنّيك ويغرك.
٧٨٨٨ ـ النّضر بن محمّد بن خالد أبو محمّد الأسدي البغدادي
قدم دمشق وحدّث بها عن يحيى بن معين.
روى عنه : أبو الميمون.
[قال ابن عساكر :](٥) والصواب : مضر (٦) بن محمّد ، والنّضر تصحيف ، وقد تقدم ذكره في ترجمة مضر.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ، أنا النّضر بن محمّد بن خالد أبو محمّد البغدادي الأسدي بدمشق سنة اثنتين وسبعين ومائتين. نا يحيى بن معين ، نا يحيى بن أبي زائدة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بادروا الصبح بالوتر» [١٢٧١٣].
٧٨٨٩ ـ النّضر بن محمّد (٧) بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني (٨)
من أهل البثنية من نواحي دمشق.
__________________
(١) بعدها بياض في م ، بمقدار لفظة.
(٢) الكلام متصل بالأصل ، والمعنى مضطرب ، بياض في م و «ز» ، بمقدار لفظتين.
(٣) بياض بالأصل وم و «ز».
(٤) الأصل وم : الأمان ، والمثبت عن «ز».
(٥) زيادة منا.
(٦) الأصل : نصر ، والمثبت عن م ، و «ز».
(٧) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : محرز.
(٨) ترجمته في معجم البلدان (البثنية) وفيه : بن محرز ، والكامل لابن عدي ٧ / ٢٩ وميزان الاعتدال ٤ / ٢٦٢ ولسان الميزان ٦ / ١٦٤ الجرح والتعديل ٨ / ٤٨٠.
حدّث عن محمّد بن المنكدر ، وأبي الزّعيزعة (١) ، وهشام بن عروة.
روى عنه : الوليد بن سلمة الطبراني ، وأبو بكر عبد الرّحمن بن عبد العزيز ، ويقال : ابن عبد الله الفارسي ، وأبو العبّاس الوليد بن مهلب الأزدي ، وسهيل بن عبد الرّحمن العكّي ، وأحمد بن سليمان.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حيد (٢) ، أنا جدي أبو منصور ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي ، نا المؤمّل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي ، نا عثمان بن سعيد ، نا الربيع بن روح [أبو روح](٣) الحمصي ، نا الوليد بن سلمة الأزدي ، نا النّضر بن عربي (٤) ، عن محمّد بن المنكدر ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس وجلاؤها الاستغفار» [١٢٧١٤].
[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال ، وإنما هو النّضر بن محرز.
وقد أخبرناه أبو القاسم بن [السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن](٦) مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٧) ، نا عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري ، نا عمرو بن عثمان ، نا الوليد بن سلمة ، قال : وحدّثنا أحمد بن موسى بن زنجويه ، نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة ، نا أبي ، نا نضر بن محرز ، عن محمّد بن المنكدر ، عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار» [١٢٧١٥].
قال : وأخبرنا أبو أحمد (٨) ، نا ابن قتيبة ، نا عبد الله بن راشد الكناني ، نا عبد الرّحمن ابن عبد الله الفارسي ، عن النّضر بن محرز ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أي الأعمال أفضل؟ قال : «سرور تدخله على مسلم» [١٢٧١٦].
قال : وأخبرنا أبو أحمد (٩) ، نا صالح بن أبي الجن ، نا هلال بن العلاء ، نا أبو بكر عبد
__________________
(١) تحرفت في معجم البلدان إلى : الزعزيقة.
(٢) في «ز» : «حميد» قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٠ / أ.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
(٥) زيادة منا.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل استدرك عن م ، و «ز».
(٧) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٩.
(٨) الكامل لابن عدي ٧ / ٢٩.
(٩) الكامل لابن عدي ٧ / ٢٩.