تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ح وأخبرنا خيثمة قال : وحدّثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (١) ، نا عبيد الله بن موسى ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن الشعبي عن علي قال : رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر وعمر مقبلين ، فقال : «هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأولين والآخرين إلّا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي» [١٢٧٠٣].

قال لي أبو سعد بن السمعاني : سألت نصر بن القاسم المقدسي عن مولده؟ فما عرفه ، غير أنه قال : كان لي من زلزلة الرملة سنتان ، وولدت ببيت المقدس.

وذكر أبو غالب همام (٢) بن الفضل بن جعفر بن علي بن المذهب (٣) : أن زلزلة الرملة كانت سنة ستين وأربعمائة ، توفي أبو [الفتح](٤) نصر بن القاسم ليلة الاثنين السابع أو الثامن عشر من شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، ودفن يوم الاثنين بعد الظهر في مقبرة الباب ، وحضرت دفنه والصلاة عليه.

٧٨٦٩ ـ نصر بن قتيبة أبو الفتح العتبي (٥)

روى عن داود بن رشيد ، ومحمّد بن كثير المصيصي ، وأبي عبيدة بن الفضيل بن عياض.

روى عنه : جعفر العديسي (٦) ، وابن شعيب (٧).

أخبرنا أبو محمّد بن (٨) حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد قال : سمعت نصر بن قتيبة يقول : حدّثنا داود بن رشيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن صدقة بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال» [١٢٧٠٤].

__________________

(١) بالأصل : غزوة ، وفي م : «عروة» كلاهما تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٢) بالأصل : تمام ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : المهذب.

(٤) سقطت من الأصل وم ، وفي «ز» : القاسم.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : القتبي.

(٦) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، ولعله تصحيف : عدبّس ، فهو جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام أبو عبد الله الدمشقي ، ابن بنت عدبس ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٧٠.

(٧) هو محمد بن هارون بن شعيب ، أبو علي ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٢٨.

(٨) كتب فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

٤١

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، نا عبد العزيز الكتاني ـ لفظا ـ وأبو علي الحسن بن عقيل بن قريش ، قالا : أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري قال : سمعت أبا الفتح نصر بن قتيبة العتبي يقول : حدّثنا محمّد بن كثير المصّيصي سنة ست عشرة ومائتين ، نا الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى على جنازة فكبّر عليها أربعا ، ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا [١٢٧٠٥].

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة اثنتين وثلاثمائة فيها مات أبو الفتح نصر بن قتيبة.

٧٨٧٠ ـ نصر بن اللّيث بن سعد أبو منصور البغدادي الورّاق (١)

رحل وسمع سليمان بن عبد الرّحمن [بدمشق ، ويزيد بن عبد الله بن موهب بالرملة. روى عنه : محمد بن مخلد ، وعبيد الله بن عبد الرحمن](٢) السكري ، وعلي بن إسحاق المادرائي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا ـ وأبو الحسن بن سعيد (٣) ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي (٥) ـ بالبصرة ـ نا علي بن إسحاق المادرائي (٦) ، نا أبو منصور نصر بن اللّيث ، نا يزيد بن موهب ، نا عيسى بن طارق ، ذكره عن عيسى بن يونس ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن خفاف بن عوانة ، عن عثمان بن عفّان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإيمان يمان ، ورجاء الإيمان في قحطان ، والقسوة والجفاء فيما ولد عدنان ، حمير رأس العرب ونابها ، والأزد كاهلها وجمجمتها ، ومذحج هامتها وغلصمتها ، وهمدان غاربها وذروتها ، اللهمّ أعزّ الأنصار الذين أقام الله بهم الدين ،

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٩١.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل هنا ، واستدرك للإيضاح عن م ، و «ز» ، وقد جاءت الأسماء متداخلة مع سند الخبر التالي.

(٣) بالأصل وم : سعد ، والمثبت عن «ز».

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٩١.

(٥) سقطت اللفظة من تاريخ بغداد.

(٦) بالأصل وم و «ز» ، وتاريخ بغداد : المادراني ، والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى مادرايا قال السمعاني وظني أنها من أعمال البصرة ، وفي معجم البلدان : قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح.

٤٢

والأنصار [هم](١) الذين آووني ، ونصروني ، وآزروني ، وحموني ، وهم أصحابي في الدنيا ، وهم شيعتي في الآخرة ، وأوّل من يدخل بحبوحة الجنّة من أمّتي».

قال : وأخبرني محمّد بن طلحة الكناني (٢) ، حدّثنا محمّد بن العباس ، أنا محمّد بن مخلد ، نا نصر بن اللّيث بن سعد الورّاق أبو منصور ، نا سليمان بن عبد الرّحمن (٣).

قال الخطيب (٤) : نصر بن اللّيث بن سعد أبو منصور الورّاق ، حدّث عن يزيد بن موهب الرملي ، وسليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي ، روى عنه محمّد بن مخلد ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، وعلي بن إسحاق المادرائي (٥).

قال الخطيب : أنا محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : ومات أبو منصور نصر بن اللّيث يوم الأربعاء لثمان عشرة خلت من شعبان سنة سبعين ـ يعني : ومائتين.

٧٨٧١ ـ نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن منصور

أبو الفضل بن أبي نصر الطّوسي العطّار

محدّث مشهور في بلده.

رحل وسمع خيثمة بن سليمان ، وأحمد بن سليمان بن زبّان (٦) الكندي ، ومحمّد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل ، وأحمد بن يوسف المنبجي ، ومحمّد بن محمّد الكرخي (٧) ، والحسن بن حبيب الحصائري ، وسليمان بن أبي سلمة الفقيه بالرقة ، وعمر بن الحسن الأشناني ، وسليمان بن أحمد بن أبي صلاية الملطي ، وأبا العباس بن عقدة ، وخلف بن محمّد بن إسماعيل الخيام ، وعبد الله بن محمّد الشرقي ، وأبا حامد بن بلال ، وأبا بكر محمّد ابن الحسين القطّان ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، ومحمّد بن محمّد (٨) بن مخلد ، والحسين بن يحيى بن عيّاش ، وأبا سعيد بن الأعرابي ، وعمر بن الربيع بن سليمان ، ومحمّد ابن وردان العامري ، ومحمّد بن سعيد الحرّاني الحافظ ، وعمر بن علي الجوهري المروزي ، وأحمد بن بهزاد بن مهران وجماعة سواهم.

__________________

(١) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الكتاني ، والمثبت : الكناني ، عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز».

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٩١.

(٥) الأصل وم و «ز» ، وتاريخ بغداد : المادراني.

(٦) الأصل وم و «ز» : زيان ، تصحيف.

(٧) الأصل وم : الكوكى ، والمثبت عن «ز».

(٨) قوله : «بن محمد» ليس في «ز» ، وم.

٤٣

روى عنه : الحاكم أبو عبد الله ، وأبو سعد الجنزرودي (١) ، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن محمّد بن الحسن الجرجاني الأصبهاني ، وأبو عبد الرّحمن السلمي ، وأبو عبد الله محمّد ابن علي الخبّازي (٢) المقرئ ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي (٣) الحافظان ، وأبو سعد سعيد بن محمّد الشعيبي ، وأبو نصر أحمد بن الحسن بن محمّد بن علي ابن الشاه المروزي ، وأبو مسلم غالب بن علي الرّازي الحافظ.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أخبرنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب العطّار الطّوسي ، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي ، نا محمّد بن حفص المكي ، نا أبو حاتم الرّازي ، نا سلام بن سليمان ، نا أبو عمرو بن العلاء ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة» [١٢٧٠٦].

قال : وأخبرنا أبو الفضل نصر بن محمّد الطّوسي العطّار ، أنا سلميان بن أبي صلاية ، نا رضوان بن مخيمر ، نا ذو النون ، نا سالم الخوّاص ، نا جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن جدّه ، عن أبيه عن علي قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مناديه فنادى : «من ضيق طريقا فلا جهاد له» [١٢٧٠٧].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي (٤) ، أنا الشيخ أبو الفضل نصر بن أبي نصر بن أبي نصر العطّار الطّوسي ، وهو نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن منصور ، أنا أبو داود سليمان بن يزيد بن سليمان ـ بقزوين ـ نا أبو الضّحّاك (٥) بن الصلت ، نا عبد الكريم بن روح بن عنبسة البصري ، مولى عثمان بن عفّان ، نا عيسى بن ميمون ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج وهو معصوب الرأس من وجع ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «يا أيها الناس ما هذا الكتاب الذي تكتبون ، أكتاب مع كتاب الله ، يوشك أن

__________________

(١) في م : الخيررودي.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل وم و «ز» راجع ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٤.

(٣) في «ز» العبدوني ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣٣٣.

(٤) في م : الخيررودي.

(٥) بعدها في م و «ز» فراغ بمقدار كلمتين ، وكتب على هامش «ز» : بياض بالأصل.

٤٤

يغضب الله لكتابه فلا يدع في رقّ ولا في يد أحد منه شيئا إلّا أذهبه» فقالوا : يا رسول الله ، فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ؟ قال : «من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلّا الله» [١٢٧٠٨].

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني نصر بن محمّد ، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (١) ـ بدمشق ـ فذكر عنه حكاية.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي (٢) ، أنا أبو العباس أحمد بن عبد الغفّار بن أحمد بن أشتة ، نا أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني ، قال : سمعت نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنشدني أبو بكر الشبكي رحمه‌الله :

عيدي مقيم وعيد الناس منصرف

والقلب مني عن اللّذات منحرف

ولي قريبان ما لي منهما خلف

طول الحنين عين دمعها يكف

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب العدل ، أبو الفضل بن أبي نصر الصوفي الطّوسي العطّار (٣) ، وهو أحد أركان الحديث بخراسان ، وبالجبال ، والعراق ، والحجاز ، ومصر ، والشام ، والجزيرة ، أول رحلته كانت إلى مرو ، ثم نيسابور ، ثم خرج إلى العراق سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وانصرف إلى خراسان سنة تسع وثلاثين ، وقد جمع من الحديث ما لم يجمعه كثير أحد ، وصنّف وجمع وحدّث سنين ومات بالطابران (٤) يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من المحرم سنة ثلاث وثمانين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، ولم يخلف يوم مات بهذه الديار أحسن حديثا منه هذا في الحديث ، فأمّا في علوم الصوفية وأخبارهم ولقاء شيوخهم وكثرة مجالستهم فإنه يوم توفي لم يخلف بخراسان مثله في التقدّم.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : عبد الله ، والمثبت عن «ز» ، وم ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٣.

(٢) رسمها بالأصل وم : «؟؟؟» والمثبت عن «ز» ، قارون مع المشيخة ٢٣٤ / ب.

(٣) بالأصل أقحم بعدها : الطوسي ، حذفناها ، فهي مكررة ، والمثبت يوافق رواية «ز» ، وم.

(٤) الطابران إحدى قصبتي طوس. (راجع معجم البلدان).

٤٥

٧٨٧٢ ـ نصر بن محمّد بن إبراهيم أبو (١) الفتوح الأذربيجاني المراغي (٢) الصوفي

قدم دمشق زائرا لبيت المقدس.

وحكى عن أبي حامد الغزالي ، وغيره.

حكى عنه أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور.

كتب إليّ أبو سعد السمعاني بخطه ونقلته منه قال : سمعت أبا الفتوح نصر بن محمّد بن إبراهيم المراغي الصوفي ـ إملاء بآمل طبرستان يقول : اجتمع الأئمة : أبو حامد الغزالي ، وإسماعيل الحاكمي ، وإبراهيم الشباكي الجرجاني ، وأبو الحسن البصري ، وجماعة كثيرة من أكابر الغرباء في مهد عيسى عليه‌السلام بالبيت المقدس وأنشد قوّال هذين البيتين :

فديتك لو لا الحب كنت فديتني

ولكن ...................... (٣)

أتيتك لما ضاق صدري من الهوى

ولو كنت تدري كيف شوقي أتيتني

فتواجد أبو الحسن البصري وجدا أثّر في الحاضرين ، ودمعت العيون ، ومزقت الجيوب ، وتوفي محمّد الكازروني بين الجماعة في الوجد.

قال المراغي : وكنت معهم حاضرا وشاهدت ذلك.

٧٨٧٣ ـ نصر بن محمّد بن عبيد الله أبو القاسم البغدادي الكاتب

حدّث بدمشق عن أبي محمّد عبيد الله بن الحسن بن عبد الرّحمن القاضي الصابوني روى عنه : أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي ، عن أبي بكر الطيّان.

وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن مهدي الطرابلسي ـ إجازة ـ قال : أخبرنا أبو [الحسين بن أحمد الغساني الدمشقي بمدينة طرابلس ، أنا أبو القاسم نصر بن محمد بن عبيد الله](٤) البغدادي الكاتب بدمشق ، نا أبو محمّد عبيد الله بن الحسن

__________________

(١) بالأصل وم : «بن» والمثبت عن «ز».

(٢) المراغي : نسبة إلى مراغة ، بلدة من بلاد أذربيجان (الأنساب).

(٣) بالأصل وم الكلام متصل وتداخل البيتان ، واضطربا ، والمثبت عن «ز» وفيها فراغ بعد : ولكن ، وكتب على هامشها : كذا بالأصل.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» وقد جاء فيها : «أبو الحسين بن أحمد الغساني ..» كذا.

٤٦

ابن عبد الرّحمن [القاضي الصابوني ، نا أحمد بن حرب ، نا سفيان ، عن الزهري ، عن حميد ابن عبد الرحمن](١) بن عوف ، ومحمّد بن النعمان بن بشير (٢) أنهما سمعا النعمان يقول : نحلني أبي غلاما فأمرتني أمي أن أذهب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأشهده على ذلك فقال : «أكل ولدك أعطيته؟» قال : لا ، قال : «فاردده» [١٢٧٠٩].

٧٨٧٤ ـ نصر بن محمّد الثعلبي (٣)

قدم دمشق ، ومدح بها خالي أبا المعالي القاضي بقصيدة :

سقى الله من أهوى على النأي والقلا

سحاب إذا ما أخلف المزن هتّان (٤)

إذا ما استمرت الريح صوبه

تهلل مهماز العشية مرنان

فكم أرب فيها قضبت ولذّة حب

وعود الزهر أخضر فينان

ليالي عين الهجر عنا كليلة

وطرف النوى لا عاد يطرف وسنان

وفي الحي بيضاء للعوارض طفلة

إذا ما تثنى قدها خجل البان

تخالف نصفاها : فنصف إذا انثنت

نشيط ، ونصف حين تنهض كسلان

وأغيد يصطاد القلوب بلذة

له طاعة مني وله منه عصيان

وبالشط من حيّ قشير جآذر

من الانس ينكرن الأنيس وغزلان

إذا ما سحبن الرّيط (٥) ضوعن للصبا

نسيم كما ضاع الخزامة والبان

فيا ليت شعري هل يعود زماننا

ونحن وهم بالدوسرية (٦) جيران

هي الدار لا انفكت تجدّد لوعتي

وإن هي أخلتها (٧) دهور وأزمان

وقد أغتدي والليل قد مدّ ثوبه

ونجم الثريا في المعارف وسنان

بحائلة الاتساع (٨) مالت من السرى

كما مال من رشف الزجاجة نشوان

تدوس الحصا أخفافها وهو لؤلؤ

ويرفعها من فوقها وهو مرجان

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز» ، لتقويم السند.

(٢) الأصل وم : بشر ، والمثبت عن «ز».

(٣) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي «ز» : «التغلبي».

(٤) سحاب هتان ، كشداد ، هتنت السماء انصبت ، أو هو من المطر فوق الهطل (تاج العروس : هتن).

(٥) الريط جمع ريطة ، وهي المنديل. أو هي كل ملاءة غير ذات لفقين ، أو كل ثوب لين رقيق.

(٦) الدوسرية : قلعة جعير (تاج العروس : دسر).

(٧) الأصل : اختلتها ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٨) كذا ، في الأصل وم ، و «ز».

٤٧

إلى خير من يستمطر الخير عنده

ويقصد مغناه ركاب وركبان

إلى ربع مولاي الكريم محمّد

جواد نعمته للمكارم أعيان

كريم تقاضاه المعالي شروطها

كما يتقاضى بارد الماء ظمآن

خصم غرقنا في نداه (١) كأننا

بعير إذا في لجّة البحر حيتان

لبيت من القوم الذي عهدتهم (٢)

فأعطوا فما منوا. وقالوا فما مانوا

ومن فضله قد شاع في الخلق ذائع

كما طال فوق السبعة الشهب كيوان

فصغر بهرام وبخل حاتم

وجبن بسطام وغلط لقمان

إذا قلت فيه المدح خفت انتقاده

عليّ كأنّي باقل وهو سحبان

فعش عمر نوح عالي القدر نائلا

من الفضل ما قد نال منه سليمان

٧٨٧٥ ـ نصر بن مسرور بن محمّد أبو الفتح الزهيري العمّاني (٣)

من أهل عمّان (٤) ، مدينة البلقاء.

سكن ببيت المقدس ، وسمع بها : أبا الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو الفتح نصر بن إبراهيم.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا نصر بن مسرور العمّاني ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد الطرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي ، نا أبو أمية ـ هو محمّد بن إبراهيم الطرسوسي (٥) ـ نا عمرو ابن حكام ، نا شعبة ، عن الأعمش عن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما من أيام العمل فيها أفضل من هذه الأيام» يعني أيام العشر ، عشر ذي الحجة (٦) ، فقيل له : ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : «ولا الجهاد في سبيل الله ، إلّا من خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء» [١٢٧١٠].

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م : ثداه ، وفي «ز» : يديه.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عهدتم.

(٣) ترجمته في معجم البلدان (عمان) ٤ / ١٥٢ وفيه : الزهري بدل : الزهيري. والأنساب (المعاني) وفيه أيضا : الزهري.

(٤) عمان : بالفتح ثم التشديد : بلد في طرف الشام ، وكانت قصبة أرض البلقاء (معجم البلدان).

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٩١.

(٦) بالأصل وم : ذي القعدة ، والمثبت عن «ز».

٤٨

قال الخطيب : نصر بن مسرور (١) بن محمّد أبو الفتح الزهيري العمّاني ، حدّث عن أبي الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، كتبت عنه ببيت المقدس.

٧٨٧٦ ـ نصر بن منصور بن بسّام

قدم دمشق ، وكان المعتصم بها ، وكان الفضل بن مروان وزير المعتصم يتخوفه أن يلي وزارة المعتصم.

قرأت في كتاب أبي محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني ابن المتوكل القنطري قال : دخل أبو تمام إلى نصر بن منصور فأنشده مديحا له ، فلما بلغ قوله (٢) :

أسائل نصر لا تسله فإنه

أحنّ (٣) إلى الإرفاد منك إلى الرّفد

قال له نصر : أنا والله أغار على مدحك أن تضعه في غير موضعه ، ولئن بقيت لأحظرن ذلك إلّا على أهلي ، وأمر له بجائزة سنية ، وكسوة ، قال : فمات نصر بعد ذلك في شوال سنة سبع وعشرين ومائتين.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (٤) ، أخبرني الكوكبي ، حدّثني ابن عبدوس (٥) قال : سأل دعبل نصر بن منصور بن بسّام حاجة فلم يقضها فقال يهجو بني بسام (٦).

حواجب كالجبال (٧) سود

إلى عثانين (٨) كالمخالي

وأوجة جهمة غلاظ

عطل من الحسن والجمال

وكان لنصر ابن اسمه محمّد ، مات يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين.

__________________

(١) بالأصل وم : مسروق ، والمثبت عن «ز».

(٢) ديوان أبي تمام ط بيروت ص ١٠٩ من قصيدة يمدح بها أبا العباس نصر بن منصور بن بسام مطلعها :

أأطلال هند ساء مذ اعتضت من هند

أقايضت حور العين بالعور والربد

(٣) بالأصل وم : أحق ، والمثبت عن «ز» ، والديوان.

(٤) الخبر والشعر في الأغاني.

(٥) بالأصل وم و «ز» : «أبو عروس» والمثبت من الأغاني.

(٦) البيتان معهما ثالث في ديوان دعبل الخزاعي (جمع الدجيلي) ط. دار الكتاب العربي بيروت ص ٢٧١.

(٧) في الديوان والأغاني : كالحبال ، وهو أشبه.

(٨) عثانين جمع عثنون ، هو ما فضل من اللحية بعد العارضين ، أو هو ما نبت على الذقن وتحته سفلا.

٤٩

٧٨٧٧ ـ نصر بن منصور بن أبي الفتح الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة

أبو المظفّر المعري

قدم دمشق ، وروى بها شيئا من شعر جده أبي الفتح بن أبي حصينة (١).

ذكر أبو المفضل بن هلال أنه سمع منه قصيدة جده التي أولها :

أتجزع كلما خفّ القطين

وشطت بالخليط (٢) نوى شطون

ورثى جده بقصيدة كتب بها إلى خالي أبي المعالي قرأتها بخطه وهي :

إن لم تكن تسعى إليك القدم

يا أيها القاضي الرفيع الهمم

ومن دعا للدين مجدا سما

وذا لتاج للحكام بين الأمم

ومن غدت راحته في الورى

كالركن إجلالا له يستلم

لما رأى عبدك من ضعفه

فلا تلم عبدا كثير الألم

فمنطقى عن قدمي نائب

في ذا المسلم الصعب لما ألم

زعزع أركان العلا مذ أتى

وخرّ منه المشمخرّ الأشم

قالوا : قضى قاضي الورى نحبه

فودت الأسماع تحيي الصمم

ولا تكن سامعة يعني من

ثوى النداء لما ثوى والكرم

فأصبح الدين كثير الأسى

قد ناله همّ عليه وغم

لو أنصف الموت لأحيا

لنا يحيى ولكنّا نراه ظلم

إذا ركي الدين أردى وإذ

نحل على ذي الأيادي اخترم

من كان بالحق يرى حاكما

إذا رأى من الورى قد حكم

ويستفاد العلم من عنده إذ

في جميع العلم كان العلم

يعلم ما يخفى على غيره

فهو لأهل العلم جمعا أمم

كان نوافي من علا

وعنده يحتقر المحتشم

سقى الحياة قبرا له قد حوى

ولا ونت تروي ثراه الدمم

فقد ثوى الحلم به والحجا

ومن به كانت ترد النقم

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : أبو المظفر المعري ، قدم دمشق ، وروى بها شيئا.

(٢) الأصل : الخيط ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٥٠

يرحمه‌الله ويحيي لنا

سليلة الأوحد باري النسم

أبا المعالي تاج حكامنا

الصادق القول الوفيّ الذمم

من لا يفي (١) الخير يسدي ومن

تراه نجم المشتري قد زحم

بشكره أضحى برّي ناطقا

دام له توفيقه كلّ فم

فربع مجد الدين للملتجي

إليه لا فقر يوما حرم

٧٨٧٨ ـ نصر بن نصر بن سوري أبو الفتوح البانياسي (٢) البزار

حدّث ببانياس عن أبي أحمد عبد الله بن بكر بن محمّد الطبراني.

روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان.

٧٨٧٩ ـ نصر بن أبي نصر أبو (٣) منصور الأندادي الطّوسي الصوفي المقرئ

والد أبى طاهر بن الطّوسي.

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر ، وأبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة التنيسي ، وأبا نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي ، وعبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، وأبا الفرج عبيد الله بن محمّد النحوي ببيت المقدس ، وأبا شجاع فاتك بن عبد الله المزاحمي بصور.

وسكن صور ، وحدّث بها ، فسمع منه : ابنه أبو طاهر الذي كان مقيما بدار حمد بدمشق ، وأبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي الصوفي.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، سألت أبا طاهر إسماعيل بن أبي منصور عن وفاة أبيه أبي منصور فقال : آخر نهار يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة عن ثلاث وستين سنة بثغر صور ، وكان يقرئ [له](٤) حلقة في الجامع ، أقام بصور ستّا (٥) وثلاثين سنة إلى أن مات ، هذا قوله.

__________________

(١) الأصل : «لامى» وفي م : «الامى» وفوقها ضبة ، والمثبت عن «ز».

(٢) في م : البانياسمي.

(٣) الأصل : «بن» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٥) بالأصل وم و «ز» : ستة.

٥١

٧٨٨٠ ـ نصر الشّيباني

شاعر ، قدم دمشق ، ذكر لي شيئا من شعره أبو عبد الله بن الملحي.

ثنا أبو عبد الله محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي في ذكر من اجتمع به ممن وصل إلى دمشق من أهل الأدب ، قال رجل شيخ شيباني اسمه نصر ، يشعر بالطبع ما ينال به النفع ، وهو القائل :

هبت معادية ريح الصبا فصبا

صب (١) يكابد من أشجانه وصبا

وافت بريا حبيب النفس واحتملت

ما حمّل العاشقون الرسل والكتبا

وأنذرت بوفاء العهد وانصرفت

عني ولم يعلم الواشون والرّقبا

يا أنجم الليل أقري من أحبهم

مني السلام وكوني بيننا كتبا

وخبريهم بأني بعد بينهم

ما بتّ إلّا قريح القلب مكتئبا

قد ادعوا شوقهم مثلي فقلت لهم

شوق بشوق وتسهيد الجفون ربا

وآخرها (٢) :

والرسم للعبد عشر من مواهبكم

ولو رجاها من الياقوت ما عربا

٧٨٨١ ـ نصيب بت رباح أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان (٣)

اشتراه من بني كنانة وأعتقه ، ويقال : كان مولى الخزاعة ، ويقال : بل كان أبوه (٤) من العرب ، وكانت أمه نوبية ، فجاء أسود ، فباعه عمه ، ووفد على عبد الملك وسليمان ، وعمر ، ويزيد ، وهشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عبد الوهاب بن علي بن الوهاب ، أنا علي ابن عبد العزيز قال : قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد ، نا الفضل بن الحباب ، نا محمد بن سلام الجمحي قال (٥) :

في الطبقة الثامنة (٦) من شعراء الإسلام : عبد الله بن قيس ، والأحوص ، وجميل بن

__________________

(١) بالأصل : سشب ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) قوله : وآخرها ، سقط من م.

(٣) ترجمته وأخباره في الأغاني ١ / ٣٢٤ والشعر والشعراء ص ٢٤٢ ومعجم الأدباء ١٩ / ٢٢٨ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٦ وطبقات فحول الشعراء ص ١٨٦.

(٤) بالأصل : أبيه ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) طبقات فحول الشعراء ص ١٨٦.

(٦) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، وقد ورد في طبقات فحول الشعراء في الطبقة السادسة.

٥٢

معمر ، ونصيب مولى عبد العزيز بن مروان الحكم بن أبي العاص.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، أنا الغنائم محمد بن علي بن الحسين ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد ، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر ، نا أحمد بن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر ، عن محمد بن معن قال : قال الأصبغ بن عبد العزيز : خرجت أيام [سليمان بن](١) وردان إلى .... تتحدث عنده ، فذكرنا نصيبا ومقدمه ، فقلنا : هل لكم أن نذهب فنتحدث عنده فمضينا فتحدثنا فقلنا له : يا أبا محجن أي بيت قالت العرب أنسب؟ قال : قول امرئ القيس : (٢)

أفاطم مهلا بعد هذا التدلل

إن كنت أزمعت صرمي فأجملي

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله مناولة وإذنا. قرأ عليّ إسناده ، أنا محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٣) نا محمد بن الحسن بن دريد ، نا العكلي عن ابن الكلبي ، عن عوانة ، عن رجل من قريش من ساكني الكوفة قال : قدم نصيب الكوفة فوجهني أبي إليه ، وكان له صديقا ، فقال : أبلغه عني السلام وقل له : يقول لك : إن أردت أن تهدي إليّ شيئا من شعرك (٤) فعلت ، فأتيته في يوم جمعة وهو يصلي ، فأمهلت حتى قضى صلاته ، ثم أقرأته السلام ، وأديت إليه الرسالة ، فردّ وأحسن ، ثم قال : قد علم أبوك إني لم أنشد الشعر في يوم الجمعة ، ولكن تعود ويكون ما تحب ، فلما ذهبت لأنصرف دعاني فقال لي : أتروي الشعر؟ قلت : نعم ، قال : فأنشدني لجميل ، فأنشدته (٥) :

إني لأحفظ سركم ويسرني

لو تعلمين بصالح أن تذكري

ويكون يوما لا أرى لك مرسلا

أو نلتقي فيه عليّ كأشهر

يا ليتني ألقى المنية بغتة

إن كان يوم لقائكم لم يقدر

يقضي الديون وليس ينجز عاجلا

هذا الغريم لنا وليس بمعسر

فقال : لله درّه ، والله ما قال أحد إلّا دون قوله ، ولقد ترك لنا مثالا لا يحتذى (٦) عليه ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز».

(٢) من معلقته ، ديوانه ط بيروت ص ٣٧.

(٣) رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٣٨.

(٤) في الجليس الصالح : قولك.

(٥) الأبيات في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٣٨ وديوان جميل ص ١٠٨.

(٦) الجليس الصالح : يحذى عليه.

٥٣

أما أصدقنا في شعره فجميل ، وأما أوصفنا لربّات الحجال فكثيّر ، وأما أكذبنا إذا قال الشعر فعمر ، وأما أنا فأقول ما أعرف.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، نا إبراهيم ابن عبد الله بن محمّد ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا عبد الله (١) بن أبي سعد ، حدّثني الزبير ، أخبرني عمر بن إبراهيم السعدي ، عن يوسف بن يعقوب بن العلاء بن سليمان بن سلمة ، عن عبد الله بن أبي مسروح قال : قال عبد الله بن مروان ـ يعني ـ لنصيب وهو ينشد قصيدته التي يقول فيها (٢) :

ومضمر الكشح يطويها الضجيع به

طيّ الحمالة لا جاف (٣) ولا قصر (٤)

وذو روادف لا يلفى الإزار بها

يلوى ولو كان يسعى (٥) حين يأتزر

قال : من هذه يا نصيب؟ قال : بنية عمّ لي نوبية ، لو رأيتها ما شربت من يدها الماء ، قال : لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك.

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن عطية بن حبيب ، أنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف ، حدّثني علي بن بكر ، أنا ابن الخليل ، أنا ابن عبيدة ، حدّثني أبو بكر العليمي ، حدّثني أيوب بن أبي ساس ، عن عبد الله بن سعيد قال :

دخل نصيب على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر : أنت الذي تبتهر (٦) بالنساء وتقول فيهن؟ قال [يا](٧) أمير المؤمنين قد تركت ذاك ، وكان قد نسك فأتى عليه القوم فقال : أما إذا أثنوا فهات حاجتك ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ لي بنيّات سويداوات أرغب بهن عن السودان ، ويرغب عنهن البيضان ، فإن رأيت أن تفرض لهن فافعل ، قال : وجهشت الشعراء إلى عمر ، فرأوا منه زهادة في الشعر ، فأتوا نصيبا ، فقالوا : أنت مولاه فتكلّمه ، فدخل عليه نصيب فقال :

الحمد لله أما بعد يا عمر

فقد أتاك بنا الأحداث والقدر

__________________

(١) الأصل : عبيد الله ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) البيتان في الأغاني ١ / ٣٥١.

(٣) الأصل وم و «ز» : جافي.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : فقر.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : سبعا.

(٦) الأصل وم و «ز» : تبهر ، وفي القاموس : البهر ، القذف ، والبهتان ، وابتهر : ادّعى كذبا ، وقال : فجرت ، ولم يفجر ، ورماه بما فيه.

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

٥٤

وأنت رأس قريش وابن سيّدها

والرأس يعقل فيه السمع والبصر

فقال عمر : يا نصيب ، إياي وهذا الكلام ، ولما أنا والشعر؟ فخرج نصيب فقال : لم أر لكم عنده خيرا.

أخبرنا أبو نجم هلال بن الحسين (١) بن محمود ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن رزمة ـ قراءة عليه ـ أنا أبو محمّد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي ، نا أبو الفضل الرياشي ، نا أيوب بن عمرو أبو سلمة الغفاري ، نا عروة بن أذينة قال :

سمعت نصيبا يحدّث أبي قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت : قد علمت انقطاعي إلى أبيك وحرمتي به ، وعجبه كان بي قال : قد علمت ذلك يا أبا صخر ، فقلت : أنشدك؟ قال : لسنا في حال إنشاد ، قال : فألححت عليه حتى أنشدته :

أمير المؤمنين فدتك نفسي

ومن تحت التراب لك الفداء

فقد عضّتني الحاجات حتى

تحنّى الصلب واقتشر اللحاء (٢)

فقد (٣) عضّتني الحاجات إلّا

أبى نفسي على الطمع الحياء (٤)

فإن يك حائلا (٥) لوني فإنّي

لعقل غير ذي سقط وعاء

فقال : يا مزاحم (٦) ، ما عندك من بقية غلتنا بالحجاز؟ قال : خمسون درهما ، قال : أعطه إيّاها ، قلت : يا أمير المؤمنين ، قد علفت (٧) راحلتي بأكثر من هذا ، فقال : أعطه ثياب الجمعة ، فأعطاني ثوبين ، أراهما مصريين.

[قال ابن عساكر :](٨) [كذا قال ، والصواب يحيى بن عروة بن أذينة ، قال : سمعت نصيبا ....](٩).

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

(٢) اللحا : قشر الشجر.

(٣) البيت التالي والذي يليه في الأغاني ١ / ٣٥٣.

(٤) روايته في الأغاني :

وما نزلت بي الحاجات إلّا

وفي عرضي من الطمع الحياء

(٥) الأغاني : حالكا.

(٦) مزاحم ، مولى عمر بن عبد العزيز ، تقدمت ترجمته في كتابنا ـ تاريخ مدينة دمشق.

(٧) في «ز» : أعلفت.

(٨) زيادة منا للإيضاح.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل م ، واستدرك عن «ز».

٥٥

[أخبرنا (١) أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن المأمون ، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشارة قال : ونا أحمد بن محمد الأسدي ، نا عباس بن الفرج الرياشي ، نا أبو سلمة الغفاري ، نا يحيى بن عروة بن أذينة ، قال : سمعت نصيبا يحدث أبي ويقول :

دخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت له : أنت عالم بانقطاعي إلى أبيك وميله كان إليّ ، فقال : إن ذاك لكذلك ، قال : قلت فتأذن لي في الإنشاد ، فقال : ما نحن على حال إنشاد ، فلم أزل أسأله حتى أذن فأنشدته :

أمير المؤمنين فدتك نفسي

ومن فوق التراب لك الفداء

فقد عضتني الحاجات حتى

تحنى الظهر واقتشر اللحاء

وقد أودى بي الإقتار لو لا

غنى نفسي وشيمتي الحياء

فإن يك حائلا لوني (٢) فإني

لعقل غير ذي سقط وعاء

فقال : يا مزاحم : ما عندك من بقية غلتنا بالحجاز؟ قال : خمسون درهما. قال : أعطه إياها ، قلت يا أمير المؤمنين ، قد علفت راحلتي بأكثر من هذا ، فقال : أعطه ثياب الجمعة ، فأعطاني ثوبين أراهما مصريين].

أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطّيّوري ، عن القاسم أبي التنوخي ، وأبي محمّد الجوهري ، وأنبأنا أبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن سوار ، وأبو بكر أحمد بن علي بن جبير ، وأبو البركات الأنماطي ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أخبرنا الجوهري ، قالا : أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا محمّد بن يزيد المهلبي ، عن محمّد بن سلام قال (٣) :

دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك بن مروان فقال له : حدّثني ببعض ما مر عليك ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، علقت جارية حمراء ـ يعني ـ بيضاء ، فمكثت زمانا تمنيني الأباطيل ، فلما ألححت عليها قالت : إليك عني ، فو الله لكأنك من طوارق الليل ، فقلت : وأنت والله كأنك من طوارق النهار ، فقالت : ما أظرفك ، فغضبت من قولها ، فقالت : وهل

__________________

(١) الخبر التالي سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».

(٢) فوقها ضبة في «ز».

(٣) الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤.

٥٦

تدري ما الظرف؟ الظرف العقل ، ثم قالت لي : انصرف حتى أنظر في أمرك ، فأرسلت إليها بعدة (١) الأبيات :

فإن أك حالكا فالمسك أحوى

وما لسواد جلدي من دواء (٢)

ولي كرم عن الفحشاء يأبى (٣)

كبعد الأرض من جوّ السماء

ومثلي في رحالكم قليل

ومثلي لا يردّ عن النساء

فإن ترضي فردّي قول راض

وإن تأبي فنحن على السواء

قال : فلما قرأت الكتاب قالت : المال والعقل يعقبان (٤) على غيرهما ، فزوجتني نفسها.

أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، وأخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه ، وأخبرنا أبو القاسم ابن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن المسلمة ، وابن العلّاف ، قالا : أخبرنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا أبو الفضل الربعي ـ يعني ـ العباس بن الفضل ، قال (٥) :

لما دخل نصيب على عبد العزيز بن مروان قال له : هل عشقت يا نصيب؟ قال : نعم ، قال : من؟ قال : جارية لبني مذحج (٦) عشقتها ، فاستكلف بها الواشون ، فما كنت أقدر على كلامها إلّا بعين أو بنان أو إشارة على طريق أو إيماء وفي ذلك أقول :

جلست (٧) لها كيما تمرّ لعلني

أخالسها التسليم إن لم أسلّم

فلمّا رأتني والوشاة تحدّرت

مدامعها خوفا ولم تتكلم

إذا ما تمجّ الماء تمنيت أن ما

جرى من ثناياها من الماء في فمي

مساكين أهل العشق ما كنت أشتري

جميع حياة العاشقين بدرهم

وذلك أن الناس فازوا من الهوى

بسهم وفي كفيّ تسعة أسهم

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن أبي القاسم التنوخي ، وأبي محمّد الجوهري.

وأنبأنا أبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن سوار ، وأبو بكر أحمد بن علي بن جبير ،

__________________

(١) في «ز» ، وم : بهذه الأبيات.

(٢) الأصل : دوائي : والمثبت عن م ، و «ز».

(٣) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : ناء.

(٤) في الأغاني : المال والشعر يأتيان على غيرهما.

(٥) الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦.

(٦) كذا بالأصل وم «ز» ، وفي الأغاني : مدلج.

(٧) الأغاني : وقفت.

٥٧

وأبو البركات الأنماطي ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالوا : أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، أخبرني جعفر بن علي اليشكري ، أخبرني الرياشي ، أخبرني العتبي قال :

دخل نصيب على عبد العزيز بن مروان فقال له : هل عشقت يا نصيب؟ قال : نعم ، جعلني الله فداك ، من العشق أقلبتني (١) إليك البادية ، قال : ومن؟ قال : جارية لبني مذحج (٢) ، فأحدق بها الواشون ، فكنت لا أقدر على كلامها إلّا بعين أو إشارة ، وأجلس لها على الطريق حتى تمرّ بي ، فأراها ففي ذلك أقول :

جلست لها كيما تمرّ لعلّني

أخالسها التسليم إن لم تسلّم

فلمّا رأتني والوشاة تحدرت

مدامعها خوفا ولم تتكلّم

مساكين أهل العشق ما كنت مشتري (٣)

حياة جميع العاشقين بدرهم

فقال له عبد العزيز : ويحك يا نصيب ، ما فعلت المدلجية؟ قال : اشتريت وأولدت ، قال : فهل في قلبك منها شيء؟ قال : عقابيل أوجاع.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ مناولة وإذنا ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٤) ، أنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي ، نا أحمد بن يحيى ، نا الزبير ، نا محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عبد الله ، عن معاذ صاحب الهروي ، قال :

دخلت مسجد الكوفة ، فرأيت رجلا لم أر قط أنقى ثيابا منه ، ولا أشدّ سوادا فقلت له : من أنت؟ قال : أنا نصيب ، فقلت : أخبرني عنك وعن أصحابك ، قال : جميل إمامنا ، وعمر أوصفنا لربّات الحجال ، وكثيّر أبكانا على الأطلال ، والدمن ، وقد قلت ما سمعت ، قلت : فإن الناس يزعمون أنك لا تحسن أن تهجو ، قال : فأقروا لي أنّي أحسن المدح؟ قلت : نعم ، قال : أفترى أني لا أحسن أن أجعل مكان عافاك الله أخزاك الله؟ قلت : بلى ، قال : ولكني رأيت الناس رجلين : رجلا لم أسأله فلا ينبغي أن أهجوه فأظلمه ، ورجلا سألته فمنعني فكانت نفسي أحق بالهجاء إذ سوّلت لي أن أطلب منه. (٥)

__________________

(١) الأصل : أقبلتني ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» هنا : مدلج.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : مشتري.

(٤) رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح ٣ / ١٤٣ ـ ١٤٤.

(٥) ومن طريق محمد بن الحسن بن دريد رواه الأصفهاني في الأغاني ١ / ٣٥٥.

٥٨

رواه أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري عن أبي العباس ثعلب ، عن الزبير ، حدّثني أبو عثمان أحمد بن محمّد الأسدي ، عن محمّد بن عبد الله فذكر نحوه ، والله أعلم بالصواب (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري ، قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنا أبو الفضل بن الحباب ، نا محمّد بن سلّام قال (٢) :

وأما نصيب مولى عبد العزيز بن مروان فحدّثني أبو الغرّاف قال : مرّ جرير بنصيب وهو ينشد ، فقال له : اذهب ، فأنت أشعر أهل جلدتك ، وكان نصيب أسود ، قال : وجلدتك يا أبا حزرة ، ومن قوله :

حريب أصاب المال (٣) [من](٤) بعد ثروة

لديه فأضحى وهو أسود (٥) معدم

فإن تك ليلى العامرية أصبحت

على النأي منّي غير ذنبي تنقم

فما ذاك من ذنب أكون اجتنيته

إليها فتجزيني به حيث أعلم

ولكن إنسانا إذا ملّ صاحبا

وحاول صرما لم يزل يتجرّم

سأثني على ليلى ولست بزائد

على أنني مثن بما كنت أعلم

ومن قوله أيضا (٦) :

وكيف يقودني كلف بسعدي

وهذا الشيب أصبح قد علاني

وودّعني الشباب وكنت أسعى

إلى داعي الشباب إذا دعاني

فإن يفن الشباب فكلّ شيء

من الدنيا فلا يغررك فاني

ولو أنّي بقيت لمسي ليل

وصبح نهاره يتداولان

صحيحا لا ألاقي الموت حتى

أدبّ على القناة لا باياني (٧)

وقال أيضا :

__________________

(١) كتب بعدها في «ز» : آخر الجزء الرابع بعد السبعمائة.

(٢) الخبر والشعر في طبقات فحول الشعراء ص ١٩١.

(٣) بالأصل : الماء ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وطبقات فحول الشعراء.

(٤) سقطت من الأصل وم ، و «ز» ، واستدركت عن طبقات فحول الشعراء.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «أسو» وفي «ز» : «أسوأ» وفي طبقات فحول الشعراء : أسوان.

(٦) الشعر في طبقات فحول الشعراء ص ١٩١.

(٧) الأصل وم و «ز» : «؟؟؟ ل؟؟؟ ا؟؟؟ ى» والمثبت عن طبقات فحول الشعراء.

٥٩

أيقظان أم هبّ الفؤاد لطائفه

ألم فحيّا الركب والعين نائمه

سرى من بلاد الغور حتى اهتدى

لنا ونحن قريب من عمود سرادمة

بنجد وما كانت بعهدي رحيلة

ولا ذات فكر في سرى الليل فاطمه

فو الله ما عن عادة لك في السرى

سريت ولا إن كنت بالأرض عالمه

ولكنما مثلت ليلى لدى الهوى

فبت صديقا ثم فارقت سالمه

فيا لك داود ويا لك ليلة

تجلت وكانت بودة العيش ناعمة

فلو دمت لم أملك ولكن تركتني

بذاتي وما الدنيا لدي بدائمه

وذكرتني أيامنا بسويقة

وليلتنا إذا النوى متلائمه

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي [بن علي](١) الدجاجي ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل (٢) المعدّل ، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر ، نا أحمد بن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر ، عن محمّد بن معن ، أخبرني أبو الربيح قال :

مرّ بنا جرير ونحن نضربه فاجتمعنا إليه ، فسمعته يقول : لأن أكون سبقت الأسود إلى هذا البيت أحبه إليّ بكذا لشيء سمّاه ، يريد قول نصيب :

بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب

وقل إن تملّينا (٣) فما ملّك القلب

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز ، أنا أحمد بن محمّد بن إسحاق المكّي ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله السعدي ، عن جدته جمال بنت عون عن جدها قالت : قلت لنصيب : أنشدني يا أبا محجن من شعرك ، قال : أيّه تريد؟ قلت : ما شئت ، فقال : لا أنشدتك شيئا حتى تقترح ما تريد قال : فقلت ذلك :

بزينب ألمم قبل أن يظعن الركب

وقل : إن تملّينا فما ملّك القلب

فتبسم وقال : هذا شعر قلته وأنا غلام ، وأنشدني القصيدة.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن أبي القاسم التنوخي ، وأبي محمّد الجوهري ، وأخبرنا

__________________

(١) الزيادة عن م و «ز».

(٢) سقطت من «ز».

(٣) الأصل : «وقبل أن تملنا» والمثبت عن م ، و «ز».

٦٠