تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الناس شعرا (١) ، وأصبحهم (٢) وجها ، فأمره عمر أن يطمّ شعره ، ففعل ، فخرجت جبهته فازداد حسنا ، فأمره عمر أن يعتمّ (٣) [ففعل](٤) ، فازداد حسنا ، فقال عمر : لا والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها ، فأمر له بما يصلحه ويسيّره إلى البصرة.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، نا محمّد بن عبد الله الحاسب (٦) ، نا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، نا محمّد بن عبد الكريم ، نا الهيثم بن عدي ، أنا مجالد ، وابن عياش عن الشعبي قال : بينما عمر يعسّ بالمدينة إذ مرّ بامرأة في بيت وهي تقول :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج؟

وكان رجلا جميلا ، فقال عمر : أما وأنا حي فلا ، فلما أصبح بعث إلى نصر بن الحجّاج فقال : اخرج من المدينة ، فلحق بالبصرة ، فنزل على مجاشع بن مسعود ، وكان خليفة أبي موسى ، وكانت لمجاشع امرأة جميلة شابة ، فبينما الشيخ جالس وعنده نصر بن الحجّاج إذ كتب في الأرض : أنا والله أحبك (٧) فقالت هي : ـ وهي في ناحية البيت : ـ وأنا والله ، فقال الشيخ : ما قال لك؟ فقالت : قال لي : ما أصفى لقحتكم (٨) هذه ، فقال الشيخ : ما أصفى لقحتكم هذه ، وأنا والله! ما هذه لهذه ، أعزم عليك لما أخبرتني ، قالت : أما إذا عزمت فإنه قال : ما أحسن شوار بيتكم فقال : ما أحسن شوار بيتكم ، وأنا والله! ما هذه لهذه ، ثم حانت منه التفاتة فإذا هو بالكتاب ، ثم قال : عليّ بغلام من المكتب ، فقال اقرأ ، فقال : أنا والله أحبك (٩) ، فقلت أنت وأنا والله ، هذه لهذه : اعتدّي ، تزوجها يا ابن أخي إن أردت ، وكانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئا ، فأتى أبا موسى فأخبره. فقال : اقسم بالله ما أخرجك أمير المؤمنين من خير ، اخرج عنا. فأتى فارس وعليها عثمان (١٠) بن أبي العاص الثقفي ، فنزل

__________________

(١) الأصل وم و «ز» : شعره ، والمثبت عن ابن سعد.

(٢) بالأصل وم : وأصبحه ، والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.

(٣) الأصل وم : يقيم ، والمثبت عن ابن سعد ، و «ز».

(٤) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن ابن سعد.

(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٤ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ في ترجمة عامر الشعبي.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الحلية : الكاتب ، وبهامشها عن نسخة : الحاسب.

(٧) بالأصل وم : «أحفظ» والمثبت عن «ز» ، وحلية الأولياء.

(٨) بالأصل : نفحتكم ، والمثبت عن م و «ز» ، وحلية الأولياء.

(٩) الأصل وم : أحفظ ، والمثبت عن «ز» ، وحلية الأولياء.

(١٠) أقحم بعدها بالأصل : «بن عفان» والمثبت عن «ز» ، وم وحلية الأولياء.

٢١

على دهقانة فأعجبها ، فأرسلت إليه ، فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاص فبعث إليه ، فقال : ما أخرجك أمير المؤمنين وأبو موسى من خير ، أخرج عنا ، فقال : والله لئن فعلتم هذا لألحقنّ بالشرك ، فكتب عثمان إلى أبي موسى ، وكتب أبو موسى إلى عمر ، فكتب عمر أن جزّوا شعره ، وشمّروا قميصه ، وألزموه المسجد.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد ابن أبي نصر ، أنا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي ، نا أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الحلبي الطرسوسي ، نا محمّد بن عمير بن مسعود ، نا قاسم هو ابن (١) جعفر بن سراج (٢) ، نا محمّد بن سعيد القرشي ، نا محمّد بن عثمان بن جهيم بن أبي جهيمة عن أبيه عن جده وكان على ساقه غنائم (٣) خيبر مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : بينما عمر بن الخطّاب ذات ليلة يعسّ بالمدينة إذ سمع صوت امرأة في بيت وهي تقول :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج؟

إلى فتى ما جد الأعراق معتبل (٤)

سهل المحيا كريم غير ملجاج

تمسه (٥) أعراق صدق حين تنسبه

فراج غمّ من المكروب فرّاج

قال : فقال عمر : ألا أرى معي (٦) في مصر رجلا تهتف به الهواتف في خدورها ، عليّ بنصر بن الحجّاج فأتي به ، فإذا أحسن الناس وجها ، وأحسن الناس شعرا أو عينا ، فأمر بشعره فجزّ ، فبدت له وجنتان كأنهما شقيّ تمر ، وأمره فاعتمّ فافتتن النساء (٧) ، فقال عمر : لا تساكني ببلدة أنا بها ، فسيّره إلى البصرة ، وذكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ـ في كتابه ـ وأخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا الترقفي ، نا محمّد بن كثير المصّيصي ، مخلد بن الحسين ، عن هشام بن حسّان ،

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) في م و «ز» : ابن جعفر السراج.

(٣) الأصل وم : «ع؟؟؟ م» والمثبت عن «ز».

(٤) الأصل : مقبل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : تمته ، وفي «ز» : تنميه.

(٦) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : معنا.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الناس.

٢٢

عن محمّد بن سيرين قال : كان عمر بن الخطّاب يعسّ فسمع امرأة وهي تقول :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج؟

قال : أما ما كان عمر حيّا فلا ، فلمّا أصبح بعث إلى نصر بن حجّاج ، فإذا رجل جميل ، فقال : اخرج فلا تساكني ، فقال : لم ، ما ذنبي؟ قال : اخرج ، والله لا تساكني بالمدينة ، فخرج حتى أتى البصرة ، فكان يدخل على مجاشع بن مسعود السلمي ، وكانت له امرأة جميلة ، يقال لها الخضيراء ، فأعجب بها نصر ، وكان يقعد هو وأبو مجاشع يتحدثان وخضيراء معهما ، فكتب لها نصر في الأرض كتابا ، فقالت : وأنا ، فعلم أنه جواب كلام وكانت تكتب ، وكان مجاشع لا يكتب ، فدعا بإناء فكفأه عليه ودعا كاتبا فقرأه ، فإذا هو : إنّي لأحبك حبا لو كان فوقك لأظلّك ، ولو كان تحتك لأقلّك ، وبلغ نصر ما صنع مجاشع ، فاستحيا ، فلزم بيته ، وضني حتى صار كالفرخ ، فقال مجاشع لامرأته : اذهبي إليه فأسنديه إلى صدرك ، وأطعميه الطعام بيدك ، فأبت ، فعزم عليها ، فأسندته إلى صدرها ، وأطعمته الطعام بيدها ، فلمّا تحامل خرج من البصرة.

قال : وحدّثنا الخرائطي ، نا إبراهيم بن الجنيد ، نا محمّد بن سعيد القرشي البصري ، نا محمّد بن الجهم بن عثمان بن أبي الجهيم (١) عن أبيه ، عن جدّه ، وكان على ساقة غنائم خيبر حين افتتحها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : بينما عمر يطوف في سكة من سكك المدينة إذ سمع امرأة وهي تهتف في خدرها :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج

إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل

سهل المحيا كريم غير ملجاج

تمته أعراق صدق حين تنسبه

أخي حفاظ عن المكروه فراج

قال عمر : أرى معي في المصر رجلا تهتف به الهواتف في خدورها ، عليّ بنصر بن حجّاج ، فأتي به ، فإذا هو من أحسن الناس وجها وعينا ، وشعرة ، فأمر بشعره فجزّ ، فخرجت له جبهة كأنها شقة قمر ، فأمره أن يعتمّ ، فاعتمّ فافتتن النساء بعينيه ، فقال عمر : والله لا تساكني بلادا أنا بها ، قال : يا أمير المؤمنين ، ولم؟ قال : هو ما أقول لك ، فسيّره إلى البصرة ، وخشيت المرأة التي سمع منها عمر أن يبدر من عمر إليها شيء ، فدسّت إليه أبياتا :

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : جهم ، راجع ترجمته في أسد الغابة ٥ / ٦٠ وقيل : هو أبو جهيمة ، وذكر أنه كان على سياقة غنم خيبر.

٢٣

قل للإمام الذي تخشى بوادره

ما لي وللخمر أو نصر بن حجّاج

إني عنيت أبا حفص ، بغيرهما

شرب الحليب وطرف فاتر ساج

إنّ الهوى زمّة [التقوى](١) فحبسته

حتى أقرّ بإلجام وإسراج

لا تجعل الظنّ حقا أو تيقّنه

إنّ السبيل سبيل الخائف الراجي

قال : فبكى عمر ، وقال : الحمد لله الذي حبس التقوى الهوى ، قال : وأتى على نصر حين واشتدّ على أمّه غيبة ابنها عنها ، فتعرّضت [لعمر](٢) بين الأذان والإقامة ، فقعدت له على الطريق ، فلما خرج يريد صلاة العصر قالت : يا أمير المؤمنين لأجاثينّك بين يدي الله ثم لأخاصمنّك ، أيبيت ابني عبد الله وعاصم إلى جنبك ، وبيني وبين ابني الفيافي والمفاوز والجبال ، فقال لها : يا أم نصر ، إنّ عبد الله وعاصما لم تهتف بهما العواتق في خدورهن ، قال : وانصرفت ، ومضى عمر إلى الصلاة ، قال : فأبرد عمر بريدا إلى البصرة ، قال : فمكث بالبصرة أياما ثم نادى مناديه : من أراد أن يكتب إلى المدينة فليكتب ، فإنّ بريد المسلمين خارج ، قال : فكتب الناس وكتب نصر بن حجّاج : سلام عليك ، أمّا بعد يا أمير المؤمنين (٣) :

لعمري لئن سيرتني وحرمتني

فما نلت من عرضي عليك حرام (٤)

أإن (٥) غنّت الذّلفاء يوما بمنية

وبعض أماني (٦) النساء غرام

ظننت [بي](٧) الأمر الذي ليس بعده

بقاء فما لي في النديّ (٨) كلام

ويمنعني مما يقول تكرّمي (٩)

وآباء صدق سالفون كرام

ويمنعها مما تمنّت صلاتها

وحال لها في قومها وصيام

فهاتان (١٠) حالان فهل أنت راجعي

فقد جبّ منا غارب وسنام

فقال عمر:أما ولي إمارة فلا ، وأقطعه مالا بالبصرة ودارا ، قال أبو بكر:رحمة الله على

__________________

(١) سقطت من الأصل وم واستدركت عن «ز».

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٣) الأبيات في عيون الأخبار ٤ / ٢٤.

(٤) عجزه في عيون الأخبار : وما نلت ذنبا إن ذا لحرام.

(٥) بالأصل وم : «إن» والمثبت عن «ز» ، وعيون الأخبار.

(٦) الأصل وم : امان ، والمثبت عن «ز» ، وعيون الأخبار.

(٧) سقطت من الأصل وم ، واستدركت لتقويم الوزن من «ز» ، وعيون الأخبار.

(٨) بالأصل وم : «الندا» وفي «ز» : النداء ، والمثبت عن عيون الأخبار.

(٩) الأصل وم : تكرمني ، والمثبت عن «ز».

(١٠) البيت ممحو بالأصل وألفاظه غير مقروءة ، استدركناه عن «ز» ، وم.

٢٤

عمر ، ما كان أنظره بنور الله في ذات الله ، وأفرسه ، كان ـ والله ـ كما قال الشاعر :

بصير بأعقاب الأمور (١) برأيه

كأنّ له في اليوم عينا على غد

وكما قال الآخر :

تريده الإمام إن شاء عفت

شدّة حوم بتصاريفها

وفي مثله :

كأنها في حال إسعافها

تسمعه صحة تخويفها

وفي مثله :

ترى عزمات الرأي حتى كأنما

تلاحظه في كلّ أمر عواقبه

وذلك أن نصر بن حجّاج لما نفاه عمر إلى البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود السّلمي ، وكان به معجبا ، وكانت لمشاجع امرأة يقول لها الخضيراء ، وكانت من أجمل النساء ، وكان لا يصبر عنها ، وهو يومئذ أمير على البصرة ، وكان لشغفه بها يجمعها في مجلسه ، فجاءت من مشاجع التفاتة ونصر بن حجّاج يخطّ في الأرض خطوطا ، فقالت الخضيراء : وأنا ، فعلم مجاشع أنه جواب كلام ، وكان مجاشع لا يقرأ ، وكانت الخضيراء تقرأ ، وانصرف نصر إلى منزله ، ودعا مشاجع كاتبا فقرأه فإذا هو : إنّي لأحبك حبّا لو كان فوقك لأظلّك ، ولو كان تحتك لأقلّك ، وبلغ نصرا ما كان [من](٢) فعل مجاشع بن مسعود ، فاستحيا لذلك ، واشتد وجده ، وظهر دنفه ، وعظمت بليته ، وجلت رزيته ، والتحف عليه الأطباء ، وامتنع من الغذاء حتى شارف الفناء.

كذلك حدّثناه العباس بن عبد الله الترقفي ، نا محمّد بن كثير المصّيصي ، عن مخلد بن الحسين (٣) ، عن هشام بن حسان ، عن محمّد بن سيرين ، عن عمر بن الخطّاب وما كان من قصة نصر بن حجّاج وأنا ذاكر الحديث بطوله ، وذكر ما آلت إليه حال نصر بن حجّاج في موضعه إن شاء الله تعالى ، ألا ترى إلى فراسة عمر ما أوضحها ، وإلى ظنّه ما أصدقه ، وإلى قبيح ما ارتكبه نصر ما أفظعه.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد ، قالا :

__________________

(١) الأصل وم : الأمر ، والمثبت عن «ز».

(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : مجالد بن الحسين ، وفي «ز» هنا : مخلد. وهو ما أثبتناه ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٤٩٠ طبعة دار الفكر.

٢٥

أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير ، نا أبو العباس بن مسروق ، حدّثني ابن سرّاج يعني عليا ، حدّثني فهد ابن سليمان النحاس ، نا محمّد بن كثير ، حدّثنا مخلد (١) ، عن هشام ، عن ابن سيرين قال :

مرض مجاشع فعاده نصر بن حجّاج ، فكتب في الأرض ، وأشرفت عليه امرأة مجاشع : أحبك حبا لو كان فوقك لأظلّك ، ولو كان تحتك لأقلّك ، فقالت برأسها : وأنا ، فكان مجاشع لا يقرأ ولا يكتب ، فأكبّ عليه قدحا ، ودخل عليه بعض من يقرأ ، فقرأه له فبلغ ذلك نصرا ، ومرض مجاشع ، فعاده نصر بن حجّاج فكتب في الأرض (٢) ، فقال مجاشع لامرأته : عزمت عليك لتذهبين فتطعمينه بيدك ، وتضميه إلى صدرك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري قال : سمعت الأصمعي يقول لصاحبه نصر بن حجّاج بن علاط السلمي امرأة مجاشع بن مسعود هي شميلة بنت جنادة بن أبي أزهر (٣) ، حليف بني مخزوم.

أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن (٤) جعفر الخرائطي (٥) ، أنا صالح بن أحمد بن حنبل ، نا أبي ، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث ، نا داود بن أبي الفرات ، نا عبد الله بن بريدة قال :

بينما عمر يطوف بالمدينة ذات ليلة إذا بنسوة يتحدّثن ، وإذا هنّ يقلن : أي أهل المدينة أصبح؟ فقالت امرأة منهن : أبو ذئب ، فلمّا أصبح سأل عنه ، فإذا هو من بني سليم ، فأرسل

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى مجالد ، والمثبت عن «ز».

(٢) قوله : «مجاشع ، فعاد نصر بن حجاج فكتب في الأرض» كذا بالأصل وم ، وسقط من «ز» ، ويفهم من عبارتها أن الذي مرض هو نصر ، وقد تقدم في روايته سابقة مرضه ، وإشرافه على الهلاك.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أزيهر. وفي تاج العروس (شمل) : شميلة بنت أبي أزيهر الدوسي زوج مجاشع بن مسعود السلمي أمير البصرة ثم خلف عليها عبد الله بن عباس وكانت جميلة. وفي الأغاني (١٩ / ١٤٣ بولاق) شميلة بنت جنادة ابن بنت أبي أزهر الزهرانية.

(٤) في «ز» : بن أبي جعفر.

(٥) زيد بعدها في «ز» : وأبو الحسين ابن العلاف ، قالا : أنا أبو القاسم ابن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمد بن جعفر الخرائطي.

٢٦

إليه ، فإذا هو من أجمل الناس ، فلمّا نظر إليه قال : أنت والله ذقتهن ـ مرتين أو ثلاثا ـ والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها ، فقال له : إن كنت لا بدّ مسيّرني ، فسيّرني حيث سيرت ابن عمي ، فأمر له بما يصلحه ، ثم سيّره إلى البصرة.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد ، أنا أبو سليمان حمد ابن محمّد الخطابي ، قال : قال نصر بن حجّاج وقد حلقه عمر بن الخطّاب وصلع رأسا لم يصلعه ربه يرف رفيقا بعد أسود حائل.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال : قال عمي مصعب بن عبد الله عن أبيه ، وعن الضّحّاك بن عثمان قال محمّد بن الضّحّاك عن أبيه قال : قال نصر بن حجّاج :

إليك أمير المؤمنين رحلتها

لأمر أشاب الرأس مني وأنصبا

تقطع بيد الأرض نرجو قضية

الامام ويجدوها الشريح المثقبا

فأقسم لو لا أن تكون قضية

لإرواء أمر وحر سنانا وثعلبا

فمات امرؤ وقد أذهب السيف حزنه

وما خير عيش المرء خزيان مغضبا

معاوي إلّا تعطنا الحقّ تنتصر

بأسيافنا والشرّ لم يك مريبا

معاوي مهلا أعطنا الحق منهم

وهل يجدن مهد عن الحق مذهبا

فما عادلتنا من بعد قبيلة إذا

نحن أوقدنا من البيض كوكبا

قالا : وقال الضّحّاك بن عثمان : وزعم بعض الناس أن معاوية خيّر عبد الله (١) بن رباح (٢) ، فاختار ولاء عبد الرّحمن.

قال : وحدّثنا الزّبير قال : قال عبد الله بن مصعب والضّحّاك : فقال نصر يعاتبه :

أبا خالد ما لي ثرى ومنصب

سني وأعراق تهزك صاعدا

أبا خالد لا تجعلن بناتنا

إماء لمخزوم وكن مواجدا

أبا (٣) خالد أوصتك أمك حية

وأوصى أبي عوّاده والعوائدا

أبا خالد خذ مثل مالي وراثة

وخذني أخا عند الهزاهز شاهدا

__________________

(١) بالأصل وم : عبيد الله ، والمثبت عن «ز» ، وقد مرّ : عبد الله.

(٢) تقدم أنه عبد الله بن حجاج في العقد الفريد ٦ / ١٣٣.

(٣) سقط البيت التالي من «ز».

٢٧

أبا خالد لا نحن نار ولا هم جنان

ترى فيها العيون رواكدا

أبا خالد لا ترهبن ابن خالد فما

كان حجاج ليرهب خالدا

أبا خالد لا تجعلنا وراثة

تورثها بعد المغيرة عائدا

فما من بني الحجّاج مستبدل به

من الناس ممن يأكل اللحم والدا

أبا خالد لا ألفينك كالذي

هراق لريعان السراب المزاودا

قال : وحدّثنا الزّبير ، حدّثني محمّد بن يحيى ، عن أخيه عبد الله بن يحيى قال : قال نصر بن حجّاج لعبد الله بن رباح (١) :

أقول أخي فيما أقول وإنه

ليعلم قلبي أنه لرباح

قفا حبشي وجهه والتفاتة

وساقا ظليم روحت لا اح (٢)

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب ، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي (٣) ، نا أبو روق أحمد بن محمّد ابن بكر الهزاني (٤) ، نا أبو حاتم السجستاني ، قال : قال هشام : نا ابن بكّار بن نافع اللؤلؤي قال : قال نصر بن حجّاج بن علاط لمعاوية بن أبي سفيان :

إذا متّ مات الجود وانقطع الندى

من الناس إلّا من قليل مصرد

وجفّت أكفّ السائلين وأمسكوا

من الدين والدنيا ... (٥) مخدد

فلمّا سمع معاوية هذا الشعر جعل يبكي ويقول : يا بنت قرظة ، اسمعي إلى مرثيتي ، وأنا حيّ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني قال : وأما معرّض (٦) : فمعرّض بن الحجّاج بن علاط ، أمّه أم شيبة بنت أبي طلحة ، هو الذي قتل يوم الجمل ، قال فيه أخوه نصر بن حجّاج بن علاط :

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» هنا : عبيد الله بن أبي رباح.

(٢) كذا بالأصل وم «ز» ، وكتب على هامش «ز» : كذا بالأصل.

(٣) في «ز» : الحوفي.

(٤) بالأصل : «الهدابي» وفي م : «الهذا؟؟؟ ى» وفي «ز» : «المقرانى» والصواب ما أثبت : الهزاني بكسر الهاء وتشديد الزاي ، كما في الأنساب.

(٥) الكلام متصل بالأصل وم ، وفراغ في «ز» ، وكتب على هامشها : كذا بالأصل.

(٦) ضبطت عن الاكمال ٧ / ٢١١ بضم الميم وفتح العين وكسر الراء وتشديدها.

٢٨

لقد فزعت نفسي لذكر معرّض

وعينيّ جاءت بالدموع شئونها

وذكر غير الدارقطني أن معرّضا أخو الحجّاج بن علاط ، وأنّ الشعر للحجّاج ، وقد تقدم (١).

٧٨٥٥ ـ نصر بن الحجّاج القرشي

روى عن الأوزاعي.

روى عنه : ابنه عمرو بن نصر.

تقدم له حديث في ترجمة محمّد بن نصر بن عمرو عن (٢) أبيه ، وحديث في ترجمة ابنه (٣).

أخبرنا أبو محمّد السلمي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي ، نا أبو بكر محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج القرشي ، حدّثني أبي ، عن أبيه نصر بن الحجّاج ، حدّثني الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يبعث أهل الجنّة في صورة آدم عليه‌السلام ميلاد ثلاثة وثلاثين مردا ، جردا مكحّلين» [١٢٦٩٤].

٧٨٥٦ ـ نصر بن الحسن بن زكريا ، ويقال : ابن الحسن بن القاسم

أبو القاسم الجزري (٤)

سكن دمشق ، وسمع بها : أبا محمّد بن أبي نصر ، وعبد الواحد بن أحمد بن مشماش.

روى عنه : أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن بن سعدويه الحافظ.

أنا (٥) ناصر بن الحسن بن القاسم البالسي أبو القاسم الجزري (٦) بدمشق في أيام

__________________

(١) ورد البيت من ضمن عدة أبيات في ترجمة الحجاج بن علاط في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ١٢ / ١١١ رقم ١٢١٤ وفيه : جادت بدل جاءت.

(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : بن.

(٣) تحرفت في م ، و «ز» إلى : أبيه. راجع ترجمة عمرو بن نصر بن الحجاج في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ٤٦ / ٤٣٦ رقم ٥٤١١.

(٤) بالأصل وم : الحرزني ، وفي «ز» : الخزري.

(٥) كذا ورد السند بالأصل وم و «ز» ، وثمة سقط في الكلام.

(٦) الأصل وم : الحرزني ، وفي «ز» : الخزري.

٢٩

اليزيد (١) ، أنا عبد الرّحمن بن أبي نصر العفيف ، أنا إبراهيم بن محمّد العطّار ، حدّثنا يحيى ابن جعفر ، أنا أبو المنذر ، نا داود بن قيس ، عن زيد بن أسلم ، عن حمران ، عن عثمان أنه توضّأ فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ مرة مرة.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا قال ، وهو نصر بن الحسن.

أخبرنا بالحديث عاليا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ وعلي بن محمّد بن أبي العلاء ، وغنائم بن أحمد الخيّاط ، وعلي بن الخضر بن عبدان ، وأبو نصر بن طلّاب ، قالوا : أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي نصر ، فذكر بإسناده مثله.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عمر ، أنا نصر بن الحسن بن زكريا البالسي أبو القاسم الجوهري (٣) ـ قراءة عليه بدمشق في باب البريد ـ أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ابن معروف ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت ، نا عمران بن بكّار ، نا علي بن عيّاش ، نا حفص ، حدّثني علقمة ، عن محارب قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فقدّم إلينا خبزا وخلا ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «نعم الإدام الخل» [١٢٦٩٥].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالا : وحدّثنا ابن أبي نصر ، أنا إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت ، فذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال : وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وستين وأربعمائة ، توفي أبو الفتح نصر بن الحسن (٤) بن إبراهيم البالسي الجوهري ، حدّث عن أبي محمّد عبد الواحد بن مشماش بجزء وجد بلاغة فيه.

٧٨٥٧ ـ نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث

أبو الليث ، وأبو الفتح الشاشي التّنكتي (٥) التاجر (٦)

سمع بنيسابور : أبا الفتح ناصر بن الحسين العمري الفقيه ، وأبا الحسين عبد الغافر بن

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وفي م و «ز») البريد ، وسيرد في الخبر التالي : «في باب البريد» وهو أشبه.

(٢) زيادة منا.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» هنا : الجوهري.

(٤) تحرفت في «ز» هنا إلى : الحسين.

(٥) التنكتي : بضم التاء وسكون النون وفتح الكاف نسبة إلى تنكت ، وهي مدينة من مدن الشاش وراء جيحون وسيحون (انظر الأنساب واللباب) وفي معجم البلدان بضم الكاف.

(٦) ترجمته في معجم البلدان ٢ / ٥٠ والأنساب (التنكتي) واللباب ١ / ٢٢٤ وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٩٠ وجذوة

٣٠

محمّد الفارسي ، وأبا حفص بن مسرور ، وأبا بكر أحمد بن منصور بن خلف ، وأبا العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري بالأندلس ، وبمصر : أبا القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن مسكين ، وأبا القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن الكحال ، وأبا الحسن علي بن محمّد بن بقاء الورّاق ، والشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون (١) بن حمزة الحسيني.

وقدم دمشق غير مرة مجتازا إلى المغرب ، وحدّث بصحيح مسلم في الأندلس.

روى عنه : غيث بن علي ، وسمع منه بصور ، وأبو الحسن طاهر بن مفوّر (٢) بن عبد الله بن مفوّز المعافري (٣) ، وسمع منه ببلنسية (٤) ، وحدّثنا عنه أبو القاسم بن السّمرقندي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الفتح أبو الليث نصر بن الحسن بن أبي القاسم الشاشي البوبكى (٥) نزيل سمرقند بقراءتي عليه من أصله ، قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المعري (٦) النيسابوري ـ قراءة عليه وأنت تسمع ، أنا أبو محمّد (٧) الحسن بن علي بن محمّد الدمشقي ، نا أبو عبد الله محمّد (٨) بن عبد الملك الدينوري ، نا محمّد بن إبراهيم ، [أبو عبد الله العبدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بمصر ، حدثنا مسلم بن إبراهيم](٩) عن شعبة ، عن أبي الزّبير ، عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا علّة ولا مطر [١٢٦٩٦].

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل ، عن أبي عبد الله الحميدي

__________________

المقتبس ص ٣٥٦ وبغية الملتمس ص ٤٧٦ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٢٠٠ وتحرف فيه إلى الشكتي ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٩ وتحرف فيه إلى : السكشي.

(١) بالأصل وم : «أحمد بن القاسم عبد الرحمن بن المظفر ميمون بن حمزة» والمثبت عن «ز».

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : مفاوز ، في الموضعين ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٨٨.

(٣) الأصل وم و «ز» : المغافري.

(٤) بلنسية : السين مهملة مكسورة وياء خفيفة : كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير ، شرقي قرطبة (معجم البلدان).

(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «ال؟؟؟ و؟؟؟ كى» وفي «ز» : «البرتكي» ولعله تصحيف «التنكتي» أو «التركي».

(٦) الأصل ، وم ، و «ز» : المغربي.

(٧) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٨) الأصل وم : بن محمد ، والمثبت عن «ز».

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم ولتقويم السند.

٣١

قال (١) : نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث الشاشي التنكتي (٢) ، أبو الفتح ، نزيل سمرقند ، دخل الأندلس ، وحدّث بها بكتاب مسلم بن الحجّاج في الصحيح ، وسمع أيضا هنالك من أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ، وجماعة من المشايخ ، ولقيناه ببغداد وسمعنا منه ، وكان رجلا جميل الطريقة ، مقبول اللقاء ، ثقة ، فاضلا ، وذكر أن مولده سنة ست وأربعمائة.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل يخبرني في تذييله تاريخ نيسابور قال (٣) : نصر بن الحسن بن أبي القاسم التنكتي أبو الفتح ، وأبو الليث شيخ معروف ، مستور ، ورع ، بهي المنظر ، حسن الزي والشارة ، سمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية ، وسمع صحيح مسلم من الشيخ عبد الغافر ، وخرج إلى بلاد المغرب والشام ، وطاف في الدنيا ، وروى الحديث ثم عاد إلى نيسابور ، وكان معه أوقار من أجزاء الحديث التي جمعها ، توفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وكان مولده سنة ست وأربعمائة.

٧٨٥٨ ـ نصر بن الحسين بن سليمة (٤) أبو القاسم الطبري

قدم دمشق طالب علم ، وسمع بها : أبا محمّد بن أبي نصر ، وحدّث بها عن أبي القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن جعفر السقطي.

روى عنه : أبو سعد الرازي السمّان ، وعلي الحنّائي ، وعبد العزيز الكتاني ، وأدركه أجله بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم نصر بن الحسين ابن سليمة الطبري ـ قدم علينا طالب علم ـ نا عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن (٥) جعفر السقطي ، نا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي ، نا علي بن حرب ،

__________________

(١) رواه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الأزدي الحميدي في كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص ٣٥٦.

(٢) الأصل : «السكى» وفي م : «السك؟؟؟ ى» والمثبت عن «ز» ، وجذوة المقتبس.

(٣) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص ٤٦٦ رقم ١٥٩٠.

(٤) بالأصل وم : سلمة ، والمثبت عن «ز» : سليمة.

(٥) الأصل وم : أبو ، والمثبت عن «ز».

٣٢

نا [أبو](١) داود الحفري (٢) ، نا سفيان ، عن أيوب ، عن معاذة ، عن عائشة قالت : ما أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم امرأة تقضي الصلاة وهي حائض [١٢٦٩٧].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال : توفي صديقنا وصاحبنا أبو القاسم نصر بن الحسين بن سليمة الطبري ـ من أهل طبرستان ـ يوم الأربعاء الرابع وعشرين من جمادى الأولى سنة ست عشرة وأربعمائة ، حدّث بشيء يسير ، وقدم علينا دمشق ، يكتب الحديث ، كتب عنه شيئا عظيما واستورق.

٧٨٥٩ ـ نصر بن الحسين أبو الفتح المروزي الفقيه المقرئ الواعظ

حدّث بدمشق سنة ثمانين وأربعمائة عن أبي بكر محمّد بن إسماعيل بن بنّون (٣) التفليسي التاجر نزيل نيسابور ، وأبي عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل (٤) الهروي.

سمع منه أبو الفضل عبد الكريم بن عبد القادر بن إسماعيل ، وأبو القاسم ، وأبو محمّد ابنا صابر ، وأبو إسحاق بن يونس.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا الشيخ أبو الفتح نصر بن الحسين سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل بن محمّد الفضيلي ، نا عبد الرّحمن بن أبي شريح ، أنا عبد الله بن محمّد المنيعي.

ح وأخبرناه عاليا أبو الحسن [علي](٥) بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : أخبرنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا عبد الله ابن محمّد ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن محمّد بن المنكدر قال : سمعت جابر يقول : استأذنت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من هذا؟» فقلت : أنا ، فقال : «أنا أنا» كأنه كرهه [١٢٦٩٨].

٧٨٦٠ ـ نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم الخراساني (٦)

ولي إمارة دمشق من قبل عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون.

__________________

(١) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، وانظر الحاشية التالية.

(٢) الأصل : الجعفري ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز» ، وهو عمر بن سعد أبو داود الكوفي ، راجع ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٤١٥.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت عن «ز» ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١.

(٤) تحرفت بالأصل إلى الفضل ، والمثبت عن «ز» وم ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٩٧.

(٥) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٦) ترجمته في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٧٣ وأمراء دمشق ص ٩١.

٣٣

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال : ولما رجع عبد الله بن طاهر من مصر إلى دمشق عزل صدقة بن عثمان (١) وولّى دمشق نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم ، حدّثني بذلك محمّد ابن أحمد بن غزوان ، عن أحمد بن المعلّى ، عن صالح بن البختري.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود ، أنا جدي أبو محمّد ، أنا أبو علي الأهوازي ، نا عبد الوهّاب بن عبد الله المري (٢) ، أنا محمّد بن سليمان الربعي ، أنا محمّد بن الفيض الغسّاني ، قال : سمعت أبي يقول : صلى بنا عبد الله بن كثير القارئ فقرأ : (وإذ قال إبراهام لأبيه) (٣) فبعث إليه نصر بن حمزة وكان الوالي بدمشق ، فخفقه بالدرة خفقات ونحّاه عن الصلاة ، وهذا الفعل من نصر بن حمزة [جهل ، فإن هذه قراءة عبد الله بن عامر قارئ أهل الشام وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق فيما نقلته من خطه : قال : مات نصر بن حمزة](٤) بن مالك ببغداد في ذي الحجّة سنة أربع وثلاثين ، فدفن في مقابر قريش.

٧٨٦١ ـ نصر بن زكريا أبو عمرو (٥)

وأظنه سكن بخارى.

سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، وأحمد بن [أبي](٦) الحواري ، وبغيرها : قتيبة بن سعيد ، وعمّار بن الحسن النسائي (٧) ، ومحمّد بن عبيد بن حسّاب ، وعبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن أكثم القاضي.

روى عنه ليث بن نصر البخاري ، وأبو حاتم محمّد بن عمر بن شاذويه البخاري ، وخلف بن محمّد ، وعبد الله بن إسحاق البخاري ، وأبو عوانة الإسفرايني ، وخيثمة بن سليمان ، وأبو محمّد الحسن بن حليم المروزي ، وأحمد بن سعيد المعداني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد ،

__________________

(١) هو صدقة بن عثمان المري ، ترجمته في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٧٣ وتقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٢٨ رقم ٢٨٦٢.

(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : المزني.

(٣) سورة الأنعام ، الآية : ٧٤.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٥) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٢٥١.

(٦) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٧) في «ز» : عمار بن الحسين النسابي ، تصحيف ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٤٢٨.

٣٤

أنا أبو عوانة الإسفرايني ، نا نصر بن زكريا البلخي ـ بمكة ـ نا أبو رجاء البغلاني (١) ، نا الليث ، عن ابن أبي جعفر ، عن بكير بن عبد الله ، عن بشر بن سعيد ، عن زينب الثقفية أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا» [١٢٦٩٩].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، نا ليث بن نصر البخاري ، نا أبو عمرو نصر بن زكريا ، نا هشام بن عمّار ، نا حمّاد بن عبد الرّحمن ، نا إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاث من كنّ فيه أو واحدة منهن فليتزوج من الحور العين حيث شاء : رجل ائتمن على أمانة وأدّاها مخافة الله ، ورجل حلّ (٢) عن قاتله ، ورجل قرأ في دبر كل صلاة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) عشر مرّات» [١٢٧٠٠].

٧٨٦٢ ـ نصر بن شاكر بن عمّار أبو رجاء والد أحمد بن أبي رجاء

حدّث عن جرير بن عبد الحميد ، وحفص بن غياث.

روى عنه : أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، وأخبرني الحسن بن علي بن عبد الصّمد اللّبّاد (٣) ، قالا : أخبرنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب (٤) بن محمّد بن الحسين اللهبي ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس ابن الدرفس ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أبو رجاء نصر بن شاكر ، نا جرير ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرّحمن بن الأسود بن يزيد النخعي ، قال : إن تمام التحية المصافحة.

قال : وحدّثنا أبو رجاء ، نا جرير ، عن رقبة بن مصقلة ، عن عبد الله بن عيسى قال : كان يقول : من قرأ القرآن ، وصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم دعا ، فقد التمس الخير في مظانه.

قال أبو رجاء : عبد الله بن عيسى هو ابن أبي ليلى (٥).

__________________

(١) هذه النسبة إلى بغلان ، وهي بلدة من نواحي بلخ ، كما في الأنساب وضبطها السمعاني بفتح الباء وسكون الغين ، ذكره السمعاني واسمه : قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء البغلاني.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : خلّى.

(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبان ، والمثبت عن «ز» ، والاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٥٠.

(٤) من قوله : الميداني .. إلى هنا سقط من «ز».

(٥) هو عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أبو محمد الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٤٠٥.

٣٥

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد ، وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر (١) ، وعلي بن محمّد ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا عمر بن محمّد أبو حفص النسائي ، نا أحمد بن [أبي](٢) الحواري ، نا أبو رجاء نصر بن شاكر ، نا حفص بن غياث قال : لقي (٣) أبو إسحاق السبيعي ـ يعني ـ الفضيل بن عياض فقال : والله إنّي لأحبّك ولو لا الحياء لقبّلتك.

٧٨٦٣ ـ نصر بن العبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

دخل بلاد الأندلس ثم رجع إلى الشام (٤) ، له ذكر.

٧٨٦٤ ـ نصر بن عبد الله أبو محمّد الطبراني

حدّث عن أبي القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الدّلم (٥).

روى عنه : علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي ، أخبرنا أبو محمّد نصر بن عبد الله الشامي الطبراني ، نا صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد القرشي ، نا عثمان بن محمّد الذهبي ، نا زكريا بن يحيى الناقد ، نا خالد بن خداش ، نا حمّاد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبد الله بن محمّد بن علي ، عن أبيه ـ زاد في حديث الحنائي : يعني عن جده وقالا ـ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه نهى عن متعة النساء [١٢٧٠١].

كذا في أصل هذه الرواية ، والحديث محفوظ من حديث يحيى بن مالك ، وفيه ذكر عليّ بإسناده.

٧٨٦٥ ـ نصر بن علي بن المقلّد بن نصر بن المنقذ بن [محمد بن منقد بن](٦) نصر

ابن هاشم (٧) أبو المرهف الكناني

ملك حصن شيزر بعد أبيه مدة طويلة ، ولما قدم مالك شاه الشام سلم إليه اللاذقية

__________________

(١) من هنا .. إلى قوله : الخرائطي سقط من «ز».

(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٣) بالأصل : ألقى ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) جمهرة أنساب العرب ص ٨٩.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الديلم ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٦٦.

(٦) الزيادة عن «ز».

(٧) في م : هشام.

٣٦

وأفامية (١) وكفر طاب ، وقدم دمشق من أطرابلس (٢) لأخذ أبيه حصن الدولة بن منزو إلى أبي الحسن بن عمّار لمّا تزوجها ذكر لي الأمير أبو المغيث منقذ بن مرشد بن منقذ أنه كان جوادا كريما ، شجاعا ، صواما قواما وكان بارّا بأبيه ، حسن الفعل معه.

حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أبي سلامة مرشد بن علي قال : مات جدي الأمير أبو الحسن ، وتولى الأمر بعده عمي عز الدولة أبو المرهف نصر ، وهو الذي ربّى إخوته ، وكان نصر من زهّاد المسلمين ، وأهل القرآن ، وكان له شعر في الزهد ، وكان برّا بوالده ، فعمل فيه والده :

جزى الله نصرا خير ما جزيت به

رجال قضوا فرض العلا وتنفلوا

هو الولد البرّ اللطيف فإن رمى

به حادث فهو الحمام المعجل

سألقاك يوم الحشر أبيض واضحا

وأشكر عند الله ما كنت تفعل

وهي عدة أبيات ، زادني فيها أبو المغيث عن أبيه لجده :

إلى الله أشكو من فراقك لوعة

ثبتت في الأحشاء يوم تزلزل

تفديك يا نصر رجال محلهم

من المجد والإحسان أن يتقوّلوا

وحدّثنا أبو عبد الله قال : ولما مرض عزّ الدولة ... (٣) ما كان له من شعر ، فمن ذلك ما كان [والدي يحفظه حين أتته أمشاط من مصر آبنوس وعاج ، فأنشده :](٤)

كنت أستعمل البياض من الأمشاط

عجبا بلمتي وشبابي

فاتّخذت السواد في حالة الشيب

سلوا عن الصبا بالتصابي

أنشدني أبو المظفّر أسامة بن مرشد بن علي الكناني وكتبه لي بخطه ، أنشدني والدي أبو سلامة مرشد بن علي ، أنشدني أخي أبو المظفّر نصر لنفسه :

كنت أستعمل البياض من الأمشاط

عجبا بلمتي وشبابي

فاتّخذت السواد في حالة الشيب

سلوا عن الصبا بالتصابي

__________________

(١) أفامية : مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص ، ويسميها بعضهم فامية (معجم البلدان).

(٢) في «ز» : الطرابلسي.

(٣) غير مقروءة بالأصل ، وتقرأ في م و «ز» : غسل.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».

٣٧

أنشدني أبو المغيث منقذ بن مرشد ، أنشدني أبو سلامة ، أنشدت (١) أخي أبا المرهف قول الشاعر :

كنت أستعمل السواد من الأمشاط

والشّعر في سواد الدياجي

أتلقّى مثلا بمثل فلما

صار عاجا سرّحته بالعاج

فلما كان من غد أنشدني لنفسه :

كنت أستعمل البياض من الأمشاط

عجبا بلمتي وشبابي

فاتّخذت السواد في حالة الصبا

سلوا عن الصّبا بالتصابي

حدّثنا أبو عبد الله بن منده ، قال : لم يكن الغدر يعرفه أهل الشام ، فوفد أبو مسلم بن سليمان على والي حلب ظنا منه أن الناس كانوا كما يعهد فقبضه وحبسه وضيق عليه ، وقال : تسلم إليّ المعرّة ، فقال : أنا واحد من ثناة (٢) المعرة ، فقطع عليه خمسة آلاف دينار ، ولم يكن يعرف في الشام غير ذهب مصر ، فكتب إلى عميّ عزّ الدولة أبياتا وكان فقيرا لكثرة صلته الناس :

أيا نصر يا ابن الأكرمين ومن

ملك البلاد ... (٣) الفجر

أهذا كتاب من أخ ثقة

يشكو إليك نوائب الدهر

فامنن بما أوليت من حسن

هذا أوان النفع والضرّ

فنقد إليه ستة آلاف دينار ، فخلّص نفسه بخمسة آلاف وفضل له ألف دينار ، ولما توفي وجد في خريطته ثبت من ينقذ له كلّ سنة ما يمونه ، فكان فقراء في مصر وفقراء في مكة ، والمدينة ، وبغداد ، وأصبهان ، وخراسان ، وبلاد الساحل ، ودمشق ، وحلب ، فكان جملة ما يخرجه عليهم من الصدقة كلّ سنة من العين عشرين ألف دينار ، ومات ؛ وقد أخرج كلّ ما خلّفه والده ، ومغل (٤) كفرطاب وأفامية وعزاز (٥) وأسفونا (٦) وشيزر ، وحماة ، والحبس (٧) ،

__________________

(١) الأصل وم ، و «ز» : أنشدني ، والمثبت عن المختصر.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم و «ز».

(٣) رسمها بالأصل : بطارفق ، وفي م و «ز» : بطارمق.

(٤) كذا رسمها.

(٥) رسمها بالأصل وم و «ز» : وعلاز ، ولعل الصواب ما أثبت : عزاز ، وهي بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم (معجم البلدان).

(٦) أسفونا بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو : اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام (معجم البلدان).

(٧) كذا رسمها بالأصل وم ، وتقرأ في «ز» : والحبس ، راجع معجم البلدان ٢ / ٢١٥.

٣٨

واللاذقية ، ولقي عليه سبعمائة دينار سلم إلى أربابها ملك استغلوه حتى استوفوا ما لهم. حدّثني والدي قال : دخلت عليه سحرا في بعض الأيام ، فوجدته نائما وقد كادت الصلاة أن تفوت ، فقلت لمن عنده ، ينام أخي حتى يقرب فوات الصلاة؟ فقالت : صلى العشاء الآخرة ، فو الله لم تقع عليه جنب على الأرض حتى صلى الفجر ونام ، وهذا دأبه منذ صحبته ، فرأيت (١) رجليه وهي والله سوداء وارمة أشدّ ما يكون من الورم ، قال لي أبو المغيث : توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بشيزر.

٧٨٦٦ ـ نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب

ابن لؤي بن غالب القرشي العدوي (٢)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وخرج إلى الشام مجاهدا ، فمات في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا [أبو](٣) جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال (٤) : فولد غانم بن عامر : نصر ابن غانم ، وأبا حثمة (٥) بن غانم ، وأمّهم (٦) أم سفيان [بنت سفيان](٧) بن نقيد (٨) بن بجير بن عبد قصي ، هلك نصر بن غانم وولده في طاعون عمواس.

٧٨٦٧ ـ نصر بن الفتح أبو القاسم السّامري الصائغ السراج المعروف بابن مدلج

حدّث بدمشق عن أبي محمّد سليمان بن شعيب الكسائي المصري.

روى عنه : أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي المؤدّب.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان

__________________

(١) من قوله : الآخرة ... إلى هنا سقط من «ز».

(٢) ترجمته في الإصابة ٣ / ٥٥٤ رقم ٨٧٠٥ ونسب قريش للمصعب ص ٣٦٩.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن م و «ز».

(٤) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٦٩.

(٥) بالأصل وم و «ز» : خيثمة ، والمثبت عن نسب قريش.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» : وأمهم.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن «ز» ، ونسب قريش.

(٨) في الأصل وم : «بن نقيد بن خير بن نقيد» وفي «ز» : بن بقية بن يحيى بن نقيد والمثبت يوافق عبارة نسب قريش.

٣٩

السلمي ـ إجازة ـ أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثني أبو هاشم ، حدّثني أبو القاسم نصر بن الفتح المعروف بابن مدلج السّامري الصائغ (١) ، حدّثنا أبو محمّد سليمان بن شعيب ابن سليمان بن كيسان الكسائي ، حدّثنا بشر بن بكر البجلي (٢) ، نا الأوزاعي ، حدّثني موسى ابن يسار ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أنه لقي امرأة تعصف ريحها ، فقال : يا أمة الجبار ، المسجد تريدين؟ قالت : نعم ، قال : وله تطيّبت؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها ، فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع فتغتسل» [١٢٧٠٢].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني ، وذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق : نصر بن الفتح السراج في طبقة فيها : ابن جوصا ، وأبو الدحداح ، وأسند منهما ، سمع منه سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

٧٨٦٨ ـ نصر بن القاسم بن الحسن أبو الفتح الأنصاري المقدسي الفقيه المقرئ

قدم دمشق ، وسمع بها أبا القاسم بن أبي العلاء ، وأبا محمّد بن البرّي ، ونصر المقدسي.

ثم رجع إلى بيت المقدس وأقام بها إلى حين استولى عليها الإفرنج ـ خذلهم الله ـ فقدم دمشق واستوطنها إلى أن مات بها.

كتبت عنه ، وهو الذي لقّنني (٣) القرآن ، وكان ثقة ، وكان يصلّي في مسجد عمر الذي على الدرج ، ويلقن فيه القرآن ، ويصلّي التراويح في مسجد علي بن الحسن ، وكان متعصبا في السّنّة.

أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم ، أنا أبو محمّد بن البرّي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ، نا إبراهيم بن أبي العباس ـ قاضي الكوفة ـ نا عبيد الله بن موسى ، وقبيصة ، عن يونس بن أبي إسحاق.

__________________

(١) بالأصل : الصانع ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) غير مقروءة بالأصل ، وفي م : البلخي ، والمثبت عن «ز». وهو بشر بن بكر التنيسي ، أبو عبد الله البجلي ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٥٩.

(٣) تقرأ بالأصل : يتغنى ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٤٠