تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، أنا علي بن محمّد السمري قال : ثم وفد يحيى بن الحكم واستخلف على المدينة أبان بن عثمان ، فكتب إليه عبد الملك بعهده على المدينة ، فاستقضى أبان بن عثمان نوفل بن مساحق ، ثم عزل أبان وولى هشام بن إسماعيل ، فاستقضى عمر الرزقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : وحدّثني مصعب بن عبد الله ، عن مصعب بن عثمان قال : كان نوفل بن مساحق أحد بني عامر بن لؤي ، وكانت له منزلة من الوليد بن عبد الملك ، وكانت الحمام تعجبه ، فأدخله الوليد على حمام له فقال : ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال : هذا مدخل ما دخله أحد قبلك ، وإنما خصصتك به ، قال : يا أمير المؤمنين ما خصصتني به ولكن خسستني ، إنّما هذه هي عورة تستر.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله قال (١) : نوفل بن مساحق من أشراف قريش ، وكانت له ناحية من الوليد بن عبد الملك (٢) بن مروان ، وكان الوليد يعجبه الحمام ويتخذ له ويطيّره ، فأدخل نوفل بن مساحق عليه وهو عند الحمام ، فقال له الوليد : إنّي خصصتك هذا المدخل لأنسي بك. فقال : يا أمير المؤمنين إنك والله ما خصصتني ولكنك خسستني ، إنّما هذه عورة ، وليس مثلي يدخل على مثل هذا. فسيّره إلى المدينة وغضب عليه ، وكان يلي المساعي ، فأخذه بعض الأمراء بالحساب ؛ فقال [له :](٣) أين الغنم؟ [قال :](٤) أكلناها بالخبز ، قال : فأين الإبل؟ قال : حملنا عليها الرجال ، وكان لا يرفع (٥) إلى الأمراء من المساعي شيئا ، يقسمها (٦) ويطعمها وكان ابنه من بعده سعد ابن نوفل يسعى أيضا على الصدقات.

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٢٧ وعنه في تهذيب الكمال ١٩ / ١٨٣.

(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : عبد الله ، والمثبت عن «ز» ، والمصدرين السابقين.

(٣) زيادة عن نسب قريش.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم ، ونسب قريش.

(٥) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، وفي نسب قريش : يصرف.

(٦) بالأصل : يقيمها ، والمثبت عن «ز» ، وم ، ونسب قريش.

٣٠١

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن رشأ بن نظيف ، أخبرنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أخبرنا الحسن بن رشيق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا محمّد بن حميد ، نا علي بن مجاهد ، نا محمّد بن إسحاق.

أن نوفل بن مساحق قتل يوم الحرّة ، ومعقل بن سنان ، ومحمّد بن أبي جهم العدوي صبرا جميعا.

[قال ابن عساكر :](١) وهذا القول في قتل نوفل بن مساحق وهم ، والله أعلم.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أخبرنا أبو أحمد الحاكم ، نا الثقفي ، حدّثني محمّد ـ يعني ـ ابن إسماعيل ، نا عبد الجبّار بن سليمان بن نوفل قال : مات نوفل بن مساحق أحد بني مالك بن حسل ، ثم أحد بني عامر بن لؤي أبو سعد زمن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أخبرنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الجبّار بن سعيد ابن سليمان بن نوفل قال : مات نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببدر.

قال محمّد : من بني مالك بن حسل ثم أحد بني عامر بن لؤي : أبو سعد زمن عبد الملك في أولها.

٧٩٣٦ ـ نوفل أبو الجرّاح (٢)

وفد على عمر بن عبد العزيز ، وصلّى خلفه.

روى عنه قرة بن حبيب القنوي (٣).

أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٤٨٨.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٢٦ وتهذيب الكمال ١٥ / ٢٦٤.

٣٠٢

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (١) :

نوفل بن الجرّاح رأى عمر بن عبد العزيز ، وصلى خلفه ، روى عن قرة بن حبيب الرّمّاح (٢).

[ذكر من اسمه](٣) نوف

٧٩٣٧ ـ نوف (٤) بن فضالة أبو يزيد ، ويقال : أبو رشيد ، ويقال : أبو عمرو ،

ويقال : أبو رشدين الحميري البكالي (٥)

ابن امرأة كعب الأحبار.

من أهل دمشق ، ويقال : من أهل فلسطين.

سمع علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأبا أيوب الأنصاري ، وثوبان.

روى عنه : أبو إسحاق الهمداني ، وأبو طعمة نسير (٦) بن ذعلوق (٧) ، وخالد بن صبيح ، وأبو عمران (٨) عبد الملك بن حبيب الجوني ، وأبو هارون عمارة بن جوين العبدي ، وشهر بن حوشب الأشعري.

أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أخبرنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو منصور ظفر بن محمّد الحسني ، أنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن ، نا أحمد بن حازم الغفاري ، نا حسن بن قتيبة المدائني ، نا عمر بن راشد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن شرحبيل ابن السمط ، عن نوف البكالي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من شاب شيبة في الإسلام كانت له

__________________

(١) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٨ / ٤٨٨.

(٢) كتب بعدها في «ز» : آخر الجزء التاسع بعد السبعمائة [من الفرع].

(٣) زيادة منا.

(٤) نوف : بفتح أوله وسكون الواو.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ١٨١ وتهذيب التهذيب ٥ / ٦٥٤ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٥٢ وطبقات خليفة ص ٥٦٢ والتاريخ الكبير ٨ / ١٢٩ وحلية الأولياء ٦ / ٤٨. والبكالي : بكسر الباء.

(٦) تقرأ بالأصل : بشر ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) الأصل وم : دعلوق ، والمثبت عن «ز».

(٨) بالأصل : «عمر بن» والمثبت «عمران» عن «ز» ، وم.

٣٠٣

نورا يوم القيامة» وأخذ شرحبيل بلحيته فقال : هذا السواد آخر الدهر [١٢٨٣٤].

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال ، والمحفوظ حديث شرحبيل عن عمرو بن عبسة (٢) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا نعلم لنوف صحبة.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم حدّثني أبو مسعود عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن هارون بن بكّار بن الوليد الخلال ، نا الوليد بن الوليد ، نا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن نوف البكالي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «سيكون هجرة بعد هجرة ، يجتاز أهل الأرض إلى مهاجر أبيهم إبراهيم ، ويبقى فيها شرار أهلها لتطهر الأرض وتقذرهم نفس (٤) الله فيبعث الله عليهم نارا تحشرهم مع القردة والخنازير تقيل معهم إذا قالوا ، وتروح معهم إذا راحوا ، وتأكل من تخلف ، وينشر أقوام بالمشرق ، كلما نشأ قرن قطع قرن خرج في عراصهم الدجال» [١٢٨٣٥].

أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد الله الهندي ، أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن علي ابن خلف بن شعبة البصري الحافظ ـ بالبصرة ـ أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن بشار ـ إملاء ـ سنة خمس وأربعمائة ، نا محمّد بن عبد الله بن أبي زيد ، نا مسيح بن حاتم ، نا بندار ، نا أبو داود الطيالسي ، نا سهل بن شعيب النهمي (٥) ، عن عبد الأعلى ، وأثنى عليه معروفا عن نوف البكالي قال :

رأيت (٦) علي بن أبي طالب فكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء ، فقال لي : أنائم أنت يا نوف؟ قلت : لا ، بل رامق ، أرمقك بعينيّ يا أمير المؤمنين ، فقال علي : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا ، والرّاغبين في الآخرة ، أولئك الذين اتخذوا أرض الله بساطا ، وترابها

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) الأصل وم و «ز» : عنبسة ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في الإصابة ٣ / ٦. والحديث في أسد الغابة ٣ / ٧٤٩ من طريق آخر عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) من طريقين رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٦ / ٥٣ ـ ٥٤ في ترجمة نوف البكالي و ٦ / ٦٦ في ترجمة شهر بن حوشب.

(٤) حلية الأولياء ٦ / ٦٦ تقذرهم روح الله.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : التميمي ، وفي حلية الأولياء ٦ / ٥٣ الفهمي.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : بايتّ ، وفي الحلية : رأيت.

٣٠٤

فراشا ، وماءها طيبا ، واتخذوا القرآن شعارا ، والدعاء دثارا ، قرضوا الدنيا قرضا [قرضا](١) ، على منهاج المسيح ، فإنّ الله أوحى إلى عبده المسيح عليه‌السلام : أن قل لبني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلّا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأيد نقية ، وأخبرهم أنّي لا أقبل لأحد منهم دعوة ، ولأحد من خلقي قبله مظلمة. يا نوف لا تكوننّ شرطيا ولا عريفا ولا عشارا ، فإن داود خرج ذات ليلة فقال : إنّ هذه ساعة لا يدعو الله فيها أحد إلّا استجاب له إلّا أن يكون عشارا أو عريفا أو صاحب كوبة (٢) أو صاحب عرطبة (٣)(٤).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثني المفضل بن حازم بن الصيف الحميري ، نا المسيّب بن واضح السلمي ـ بالرملة ـ أبو محمّد ، حدّثني مبشر بن إسماعيل الحلبي ، عن راشد بن قيان (٥) ـ قال المفضل : فقال إن هذا خادم سعيد بن جبير ـ عن سعيد بن جبير قال :

قال نوف البكالي استضفت علي بن أبي طالب في خلافته فثنى لي وسادة ، وجعل يصلي مثلي حتى إذا كان في السحر قال لي : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا ، والراغبين في الآخرة الذين اتخذوا أرض الله بساطا ، وماءها (٦) طهورا ، قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم ، يا نوف إن داود [قام](٧) في مثل هذه الساعة في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل إنّ الله يهبط في كلّ سحر إلى سماء الدنيا يغفر لكلّ مستغفر يستغفره إلّا صاحب كوبة أو عرطبة أو مشاحن ، يا نوف الكوبة : الطبل ، والعرطبة العود ، والمشاحن الذي يريد قتل أخيه.

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي (٨) ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه.

__________________

(١) وردت اللفظة مكررة في «ز» ، والمختصر.

(٢) الكوبة : بالفتح ، وقيده الصاغاني بالضم : النرد أو الشطرنج والطبل الصغير المخصّر (تاج العروس : كوب).

(٣) العرطبة : العود ، أو الطنبور أو الطبل ، أو طبل الحبشة (القاموس المحيط).

(٤) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٦ / ٥٣.

(٥) بدون إعجام بالأصل وم ، أعجمت عن «ز».

(٦) الأصل وم : وماؤها ، والمثبت عن «ز».

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٨) بالأصل : القطان القاضي ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٣٠٥

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، قالا : أخبرنا محمّد بن محمّد بن [محمد بن](١) إبراهيم ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، نا الحسين ابن محمّد بن الحسن بن مصعب ، نا يزيد بن محمّد أبو خالد الثقفي ، نا حسان بن سدير ، عن سدير ، عن محمّد بن علي ، عن أبيه عن آبائه عن علي قال :

قال علي لنوف الشامي مولاه وهو معه على سطح : يا نوف أنائم أم نبهان؟ قال : نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين ، قال : تدري من شيعتي؟ قال : لا والله ، قال : فإن شيعتي إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن خطبوا لم يزوجوا ، وإن مرضوا لم يعادوا ، شيعتي من لم يهر هرير الكلب ، وقال جدي الكلاب ، ولم يطمع طمع الغراب ، ولم يسأل الناس وإن مات جوعا ، إن رأى مؤمنا أكرمه ، وإن رأى فاسقا هجره ، شيعتي الذين هم في قبورهم يتزاورون ، وفي أموالهم يتواسون ، وفي الله تعالى يتباذلون ، يا نوف ذرها وذرها ، حوائجهم خفيفة ، أنفسهم عفيفة ، قلوبهم محزونة ، اختلفت بهم البلدان ولم تختلف قلوبهم.

قال : قلت : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك ، فأين أطلب هؤلاء؟ قال : في أطراف الأرض ، هؤلاء ـ والله ـ يا نوف شيعتي ، يجيء (٢) الله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم القيامة وهو آخذ بحجزة ربه ، وأنا آخذ بحجزته ، وأهل بيتي آخذون بحجزتي ، وشيعتي آخذون بحجزنا (٣) فإلى أين (٤) يا نوف؟ إلى الجنة وربّ الكعبة ثلاثا ، يا نوف أما الليل فصافون أقدامهم ، مفترشون جباههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يناجون في فكاك رقابهم ، وأما النهار : فحلماء ، نجباء ، كرام ، أبرار ، أتقياء ، يا نوف بشر الزاهدين ، نعم ساعة الزاهدين ، أما إنها ساعة لا يسأل الله فيها عبد شيئا إلّا أعطاه ما لم يكن خاسرا أو عاشرا أو ساحرا أو ضارب كوبة ، أو ضارب عرطبة ، يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا ، والماء طيبا ، والقرآن شعارا قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا محمّد

__________________

(١) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٢) بالأصل وم : «يحيى الله النبي» والمثبت عن «ز» ، والمختصر.

(٣) الأصل وم : يحجزه ، والمثبت عن «ز».

(٤) بالأصل وم : «قال ابن نوف» وفي «ز» : «قال : ابن يانوف» والمثبت عن المختصر.

٣٠٦

ابن أحمد بن البراء (١) ، أنا علي بن عبد الله ، حدّثني حسين الأشقر ، نا شعيب بن عبد الله النهمي (٢) ، عن أبي عبد الله ، عن نوف قال :

بت عند علي فذكر كلاما. قال ابن المديني : فحدّثني حسين [فقلت لحسين :](٣) ممن سمعته؟ فقال : حدّثنيه شعيب عن أبي عبد الله عن نوف ، فقلت لشعيب : من حدّثك بهذا؟ قال : أبو عبد الله الجصّاص ، قلت : عمن؟ قال : عن حمّاد القصار ، فلقيت حمّادا فقلت : من حدّثك بهذا؟ قال : بلغني عن فرقد عن نوف فإذا هو قد دلس عن ثلاثة ، والحديث بعد منقطع ، وأبو عبد الله الجصاص مجهول وحماد القصار لا يدرى من هو ، وبلغه عن فرقد ، وفرقد لم يدرك نوفا ولا رآه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور ، أخبرنا أبو طاهر الباقلاني ، قالا : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد ، نا خليفة (٤) قال : في الطبقة الأولى من أهل الشامات : نوف البكالي هو ابن فضالة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي يقول : نوف البكالي أبو يزيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار.

قالا : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد المقرئ ، أنا العباس بن العباس بن محمّد ، أنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي يقول : نوف البكالي أبو يزيد.

__________________

(١) الأصل وم : الفراء ، والمثبت عن «ز».

(٢) أقحم بعدها بالأصل وم : عن أبي عبد الله النهمي.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٦٢ رقم ٢٨٩٢ طبعة دار الفكر.

٣٠٧

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، نا أبو العباس الأصم ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : نوف شامي ، وقد كان نزل الكوفة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

ثم أخبرني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد الملك بن عمر ، أنا (١) أبو حفص بن شاهين ، نا محمّد بن مخلد ، قال : وأخبرنا العتيقي ، أنا عثمان بن محمّد ابن أحمد المخزومي (٢) ، نا إسماعيل الصفّار ، قالا : حدّثنا عباس الدوري ، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال : نوف البكالي بن فضالة وهو حميري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمامي ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : نوف البكالي بن فضالة ابن جبير (٣).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ، قال (٤) : في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : نوف البكالي.

أنا موسى بن إسماعيل ، عن جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران ، عن نوف البكالي وهو ابن امرأة كعب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، حدّثنا أبي قال : نوف أبو يزيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمد (٥) بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد ـ زاد بن الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال :

__________________

(١) من قوله : ثم ... إلى هنا سقط من «ز».

(٢) بالأصل : «المخرومي» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) كذا رسمها بالأصل وم ، وبدون إعجام في «ز».

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٥٢.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : حمد ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٣٠٨

نوف بن فضالة أبو يزيد ، نسبه عبد الله بن أبي الأسود ، وقال إسماعيل عن جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني قال : كان نوف ابن امرأة كعب أحد العلماء ، وروى صفوان عن خالد بن صبيح عن نوف أبي (١) الرشيد ، وقال عبد الله بن صالح (٢) : حدّثني معاوية بن [صالح ، أن](٣) سليم بن عامر حدّثه عن جبير قال : أرسلتني أم الدّرداء فقالت : يا جبير اذهب إلى أنيف وفلان ، لم يسمه قاصين كانا بحمص ، فقل لهما يجعلان موعظتهما للناس في أنفسهما ، وهو البكالي ، وقال عمرو (٤) بن علي ، [نا يحيى القطان قال](٥) نا سفيان [نا](٦) نسير (٧) بن ذعلوق قال : سمعت نوفا بالكوفة في أيام مصعب بن الزبير قوله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أخبرنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا موسى ، نا صدقة الدقيقي ، عن أبي عمران قال : لقيت نوف البكالي ، ومصعب بن الزبير بالكوفة ، قال : سمعت كعبا قال محمّد بن إسماعيل : نوف بن فضالة أبو يزيد الحميري ، نسبه عبد الله بن أبي الأسود ، حدّثنيه ، وهو ابن امرأة كعب ، ويقال أبو رشيد البكالي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي (٨) ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٩) :

نوف بن عبد الله قال : بت ليلة مع علي فقال : يا نوف ، أنائم أنت أم رامق؟ روى عنه سالم بن أبي حفصة ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) الأصل : «أبو» وفي م : «بن» وفي «ز» : «أبو» والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : صبح ، والمثبت عن «ز» ، والتاريخ الكبير.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن التاريخ الكبير.

(٤) الأصل وم : عمر ، والمثبت عن «ز» ، والتاريخ الكبير.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن التاريخ الكبير ، و «ز».

(٦) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، والتاريخ الكبير.

(٧) بالأصل : بشير ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٨) بالأصل وم : «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ، أنا أبو منصور الأبرقوهي» صوبنا السند عن «ز» ، والسند معروف.

(٩) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٥٠٤ رقم ٢٣١٠.

٣٠٩

قال أبو محمّد : كان البخاري جعل نوف بن عبد الله اسمين (١) ، فسمعت أبي يقول ذلك ، هما واحد ، وكتب بخطه ذلك.

ثم قال (٢) : نوف البكالي ابن امرأة كعب ، ويقال : أبو رشيد ، وهو ابن فضالة ، يقال : إنه كان أحد الحكماء ، روى عنه أبو إسحاق الهمداني ، ونسير (٣) بن ذعلوق ، وخالد بن صبيح ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو يزيد ، ويقال : أبو رشيد نوف بن أبي فضالة ، روى عنه أبو عمران الجوني ، وجبير بن نفير.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا فيه (٥).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو (٦) عمرو نوف بن فضالة البكالي ، وقيل أبو يزيد ، وقال في موضع آخر : أبو يزيد نوف بن فضالة البكالي ، ويقال أبو رشيد.

أخبرنا أبو محمّد الشاهد ، نا أبو محمّد الصوفي ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام : نوف البكالي.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أنا عبد الله بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا ابن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية : ونوف البكالي من اليمن ، فلسطيني ، يكنى أبا يزيد.

__________________

(١) ليس في التاريخ الكبير للبخاري أي ذكر لنوف بن عبد الله.

(٢) القائل : أبو محمد بن أبي حاتم ، راجع الجرح والتعديل ٨ / ٥٠٥ ترجمة رقم ٢٣١١.

(٣) زيادة منا للإيضاح.

(٤) يريد قوله : جبير بن نفير ، وقد مرّ أنه سعيد بن جبير.

(٥) تحرفت بالأصل وم إلى : بن ، والتصويب عن «ز».

(٦) يعني : صفوان بن عمرو.

٣١٠

وقال أحمد بن عمير : نا إبراهيم بن يعقوب ، نا حجّاج بن المنهال ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أبي غالب قال : كنت أسير مع نوف بن فضالة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو يزيد نوف البكالي ، وقال في موضع آخر : أبو رشدين نوف البكالي ، صفوان (١) ، وخالد بن صبيح عنه.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ـ قراءة عليه ـ أخبرنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : نوف البكالي نوف بن فضالة.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد ، أنا علي بن المحسن التنوخي ، أنا محمّد بن المظفّر ، أنا بكر بن أحمد بن حفص ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : وأبو يزيد نوف البكالي هو نوف البكالي بن فضالة وكان قاصّا ، حدّث عن ثوبان ، قتل يوم الطوانة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، قالا : أخبرنا الحسين بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن السري ، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، أنا أحمد بن هارون بن روح الحافظ قال : في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة : وهم التابعون نوف البكالي ، يروي عن عبد الله بن عمرو ، وقيل : إن نوفا الذي يروي عنه أبو إسحاق والحكم ليس هو نوف الشامي ، وهو عندي واحد ، والله أعلم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو يزيد ، ويقال : أبو الرشيد نوف بن فضالة البكالي الحميري ، ابن امرأة كعب وكان قاصا بحمص ، ثم انتقل إلى الكوفة في إمرة مصعب بن الزبير ، قتل مع محمّد بن مروان شهيدا ، لا نعرف له شيئا إلّا من قوله ، روى عنه أبو طعمة نسير بن ذعلوق الكوفي ، وابن أبي عتبة (٢) الكندي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : وأما نوف أوله نون

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : صبح.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل وم و «ز» وتقرأ : ابن أبي غنية ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٥٦٩.

٣١١

وآخره فاء فهو نوف بن فضالة البكالي أبو يزيد ابن امرأة كعب ، روى عنه نسير بن ذعلوق ، قاله البخاري.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ـ إذنا ـ قالا : أخبرنا ابن منده ، أنا حمد (١) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم (٢) ، نا محمّد بن يحيى ، أنا موسى بن إسماعيل ، أنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني قال : كان نوف ابن امرأة كعب أحد العلماء.

قرأت على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي (٣) تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، نا ابن أبي خيثمة ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة قال الشيباني (٤) نا قال (٥) : كان نوف البكالي إماما لأهل دمشق ، فكان إذا أقبل على الناس بوجهه قال : من لا يحبكم لا أحبّه الله ، ومن لا يرحمكم فلا رحمه‌الله.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي ، نا عباس بن محمّد الدوري ، نا محمّد بن بشر العبدي ، عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : مر نوف بقرية فنادى : أيتها (٦) القرية ، من أخربك؟ قال : فيقول هو ، يرد على نفسه : أخربني مخرب القرى ، قال : فينادي : أيتها (٧) القرية ، [أيتها القرية ،](٨) أين أهلك؟ فيقول : ذهبوا وبقيت أعمالهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ـ لفظا ـ أنا أبو بكر بن مالك ، أنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا أبو داود ، وعبد الصّمد المعني ، قالا : حدّثنا هشام ، عن قتادة ، عن شهر قال : أتى عبد الله بن عمرو على نوف يعني ـ البكالي ـ وهو يحدّث فقال : حدث بأنّا قد نهينا عن الحديث ، فقال : ما كنت لأحدّث وعندي رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم من قريش.

__________________

(١) بالأصل وم : أحمد ، والمثبت عن «ز».

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٥٠٥.

(٣) الأصل : «عن ابن أبي تمام» وفي م : «عن ابن تمام» والمثبت عن ز.

(٤) كذا بالأصل وم وز ، وهو تحريف والصواب أنه السيباني ، وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني.

(٥) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ١٨١.

(٦) الأصل : أيها ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) راجع الحاشية السابقة.

(٨) الزيادة سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

٣١٢

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن الحسن بن [محمد ، أنا أحمد بن الحسن بن](١) زنبيل ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل ، نا محمّد بن إسماعيل قال : قال ابن المبارك عن صفوان بن عمرو ، حدّثني ابن أبي غنية (٢) الكندي قال :

كنا نختلف إلى نوف البكالي فخرجت البعوث مع محمّد بن مروان على الصائفة فقتل وكنيته أبو يزيد ، وقال غيره : أبو رشيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حماد ، نا يحيى بن عثمان ، أنا نعيم بن حماد ، نا ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو (٣) ، أخبرني ابن أبي غنية (٤) الكندي قال : كنا نختلف إلى نوف البكالي ، إذ أتاه رجل وأنا عنده فقال : يا أبا يزيد رأيت رؤيا كأنك تسوق جيشا ومعك رمح طويل في سنانه شمعة تضيء للناس ، فقال : لئن صدقت رؤياك لأستشهدن ، فلم يكن إلّا أن خرجت البعوث مع محمّد بن مروان على الصائفة ، فقتل.

أخبرناه أعلى من هذا وأتم أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح ، نا محمّد بن سفيان بن موسى ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال : سمعت ابن المبارك عن صفوان بن عمرو ، حدّثني ابن أبي غنية (٥) الكندي قال : كنا نختلف إلى نوف البكالي إذ أتاه رجل وأنا عنده فقال : يا أبا يزيد ، رأيت لك رؤيا فقال : أتصفها ، قال : رأيت كأنك تسوق جيشا ومعك رمح طويل في سنانه شمعة تضيء للناس ، فقال نوف : لئن صدقت رؤياك لأستشهدن ، فلم يكن إلّا أن خرجت البعوث مع محمّد بن مروان على الصائفة ، فلمّا حضر خروجه ذهبت أودّعه ، فلما وضع رجله في الركاب قال : اللهمّ أرمل المرأة وأيتم الولد ، وأكرم نوفا بالشهادة ، قال : فغزا فلما انصرفوا فكانوا بقباقب (٦) خرج العدو على السرح ، فكان أول من ركب ، فلما رآهم شدّ عليهم ، فقتل رجلا ثم رجلا ثم قتل ، فقال بعض من معه : فانتهينا إليه وقد اختلط دمه بدم فرسه قتيلين.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : ابن أبي عتبة.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ١٨١.

(٤) في تهذيب الكمال : عتبة ، وفي المختصر أيضا : ابن أبي عتبة.

(٥) راجع الحاشية السابقة.

(٦) قباقب : ماء لبني تغلب من الجزيرة ، وقباقب : نهر بالثغر قرب ملطية يدفع في الفرات (راجع معجم البلدان).

٣١٣

[ذكر من اسمه](١) نهار (٢)

٧٩٣٨ ـ نهار بن توسعة بن أبي عينان ، ويقال : نهار بن توسعة بن تميم

ابن عرفجة بن عمرو بن حنتم بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة

ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل التيمي (٣)

أحد بني تيم اللات بن ثعلبة ، شاعر ، فارس ، من أهل خراسان.

بعثه الجنيد بن عبد الرّحمن المزني إلى هشام بن عبد الملك يخبره ببعض أمره.

ذكر الحاكم بن عبد الله الحافظ : أن نهارا هذا هو العبدي الراوي عن أبي سعيد الخدري ، فإن كان هو ، فقد روى عنه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر (٤) الأنصاري المدني القاضي ، ومحمّد بن يحيى بن حبان بن منقذ الأنصاري (٥).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر ابن المقرئ ، قالا : أخبرنا أبو يعلى ، نا أبو معمر ، نا عبد العزيز بن محمّد ، عن أبي طوالة عن نهار العبدي عن أبي سعيد ـ زاد ابن المقرئ : الخدري ـ قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زاد ابن المقرئ : إن الله وقالا : يسأل العبد يوم القيامة ، حتى يسأله : ما منعك إذ رأيت ـ وقال ابن حمدان : ما يمنعك إن رأيت ـ المنكر أن تنكره؟ فإذا لقي ـ وقال ابن (٦) حمدان : لقن (٧) عبدا حجته (٨) قال : يا ربّ ، رجوتك وخفت الناس» [١٢٨٣٦].

أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل ، أنا محلم بن إسماعيل ، أنا الخليل بن أحمد ابن محمد ، أخبرناه أبو العباس السراج ، نا قتيبة ، نا عبد العزيز ، عن عبد الله بن عبد

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) سقطت من «ز».

(٣) ترجمته في الشعر والشعراء ١ / ٥٣٧ والمؤتلف ص ١٩٣ وشرح الحماسة ٣ / ٧ وسمط اللآلئ ٧ / ٨ والأمالي ٢ / ١٩٨ والأغاني ١٤ / ١١١.

(٤) راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٨٨.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٦.

(٦) الأصل : وقال أحمد بن حمدان ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) الأصل وم : ليس ، والمثبت عن «ز».

(٨) الأصل وم : حجة ، والمثبت عن «ز».

٣١٤

الرّحمن ، عن نهار العبدي أنه سمع أبا سعيد الخدري يذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الله يسأل العبد يوم القيامة حتى يسأله : ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله يعني العبد حجته قال : يا رب وثقت بك وفرقت من الناس» [١٢٨٣٧].

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا علي بن حجر ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن.

أنّ نهارا رجلا من عبد القيس كان يسكن في بني النجار ، وكان يذكره بفضل وصلاح ، أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله يسأل العبد يوم القيامة حتى إنه ليقول : فما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته قال : أي ربّ ، وثقت بك وفرقت من الناس» [١٢٨٣٨].

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأظنني قد سمعته منه ، أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الصوفي ـ قراءة عليه ـ أنا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله قال :

نهار بن توسعة العبدي سمع أبا سعيد الخدري ولست أرى الحاكم في هذا القول مصيبا لأنّ من يكون عبديا لا يكون تيميا (١) ، ومن يكون مدنيا لا يكون خراسانيا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أن سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة : نهار بن عبد الله القيسي ، سمع من أبي سعيد الخدري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أحمد بن الحسين والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٣) : نهار بن عبد الله العبدي من (٤) عبد القيس ، [يعد في أهل المدينة ، روى عنه أبو طوالة عبد الله ، ومحمد بن يحيى بن حيّان.

__________________

(١) الأصل : تميميا. وفي م : تيما ، والمثبت عن «ز».

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٢٥٤.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٢٢.

(٤) بالأصل : بن ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والبخاري.

٣١٥

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلال قالا (١) : أنا أبو القاسم العبدي أنا حمد إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي ، قالا : أنا ابن أبي حاتم : قال (٢) : نهار بن عبد الله العبدي ، من عبد القيس ، مدني ،](٣) روى عن أبي سعيد الخدري ، روى عنه محمّد بن يحيى ابن حبّان ، وأبو طوالة عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن محمّد بن علي بن أحمد ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال : نهار العبدي مدني (٤) صدوق.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، [أنا أبو الفتح الفقيه ، أنا أبو الفتح الفقيه](٥) أنا أبو نصر طاهر ابن محمّد ، أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد ، قال : سمعت القاضي أبا عبد الله المقدمي يقول :

نهار العبدي روى عن أبي سعيد الخدري ، هو نهار بن عبد الله ، والصحيح أنه غير ابن توسعة ، فقد فرق بينهما ابن ماكولا فقال ما.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة عنه قال (٦) : أما نهار أوله نون وآخره راء فهو : نهار بن عبد الله العبدي ، [من عبد القيس](٧) يعد في أهل المدينة ، يروي عن أبي سعيد الخدري ، حدّث عنه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن يحيى بن حبّان.

ونهار العبدي سمع أبا أمامة (٨) الباهلي ، روى عنه ثور بن يزيد ، قاله البخاري ، لعله الأول.

__________________

(١) في «ز» : قال ، والمثبت عن م.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٥٠١.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، فتداخل الخبران ببعضهما واضطراب السياق ، والزيادة عن «ز» ، وم ، والجرح والتعديل والتاريخ الكبير.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٨٢.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، واستدرك عن الاكمال.

(٨) الأصل : أسامة ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٣١٦

نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم (١) بن عدي بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة ، أحد شعراء بكر بن وائل في دولة بني أمية ، قاله الآمدي.

وأما ابن توسعة فأخبرناه أبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب قال : كتب إليّ محمّد بن أحمد بن سهل ، وحدّثني محمّد بن فتوح عنه.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا عن محمّد بن أحمد بن سهل ، أنا علي بن محمّد بن دينار ، وأخبرنا أبو القاسم الآمدي قال :

نهار بن توسعة بن تيم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم (٢) بن عدي بن الحارث بن تيم الله ابن ثعلبة أحد شعراء بكر بن وائل ، هو وأبوه توسعة ؛ ونهار القائل ليزيد بن المهلب (٣) :

كانت خراسان دارا (٤) إذ يزيد بها

وكلّ باب من الخيرات مفتوح

فاستبدلت قتبا جعدا أنامله (٥)

كأنما وجهه بالخل منضوح

قوله : قتبا ، يعني : قتيبة بن مسلم.

قال الخطيب : وله ديوان مفرد ، هو كثير الجيد.

أنا أبو بكر وجيه بن طاهر ـ إجازة ـ إن لم يكن سماعا ، أنا موسى بن عمران الصوفي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس السياري ـ يعني ـ قاسم بن القاسم ، نا عيسى بن محمّد ، نا العباس بن مصعب : أن نهار بن توسعة قدم مرو غازيا فبقي بها وسكنها ، قال أبو العباس : وقد رأيت بمرو من ولده باقين إلى عصرنا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٦) : وأما عينان بفتح العين وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها ونون فقال المستغفري : يعني جعفر بن المعتر هو نهار بن توسعة بن أبي عينان ، شاعر من شعراء بكر بن وائل ، من أشعر شعرائهم بخراسان.

__________________

(١) الأصل وم و «ز» : خيثم ، والمثبت عن الاكمال.

(٢) راجع الحاشية السابقة.

(٣) البيتان في الشعر والشعراء ١ / ٥٣٧ وانظر تخريجهما فيه.

(٤) الشعر والشعراء : أرضا.

(٥) صدره في الشعر والشعراء : فبدلت بعده قردا تطيف به.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ١٢٧.

٣١٧

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسين الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (١) : ذكر علي بن محمّد عن أشياخه قال : ولما انصرف الترك إلى بلادهم بعث الجنيد سيف بن وصّاف العجلي من سمرقند إلى هشام ، فجبن عن السير ، وخاف الطريق ، فاستعفاه فأعفاه ، وبعث نهار بن توسعة أحد بني تيم اللات ، وزميل بن سويد المري (٢) ـ مرة غطفان ـ وكتب إلى هشام. قال : فدعا هشام نهار بن توسعة ، فسأله عن الخبر ، فأخبره بما شهد ، فقال نهار :

لعمرك ما حابيتني إذ بعثتني

ولكنما عرّضتني للمتالف

دعوت لها قوما فهابوا ركوبها

وكنت امرأ ركّابة للمخاوف

وأيقنت إن لم يدفع الله أنني

طعام سباع أو لطير عوائف

قرين عراك وهو أهون (٣) هالك

عليك وقد زمّلته بصحائف

فإني وإن آثرت منه قرابة

لأعظم حظّا في حباء (٤) الخلائف

على عهد عثمان وفدنا وقبله

وكنا أولى مجد تليد وطارف

قال : وكان عراك معهم في الوفد ، وهو ابن عم الجنيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي قال : قال أبو عبد الله مصعب : وكان نهار بن التوسعة العبدي شاعرا وكان متألها وحدّثني مصعب بن عبد الله ، حدّثني سعيد بن عمرو بن الزبير ، عن أبي عمرو قال :

خرج نهار بن توسعة في الجيش الذي خرجوا مع الحنيف بن السجف يدفعون على أهل المدينة أيام مروان بن الحكم حبيش بن دلجة القيني الذين بعثهم إلى ابن الزبير ولقوهم بالرّبذة ، فخرج رجل من أهل الشام يدعوهم إلى البراز فخرج إليه نهار بن توسعة فقتله ، فقال :

__________________

(١) الخبر والشعر في تاريخ الطبري ٧ / ٧٩ حوادث سنة ١١٢.

(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : المزني ، والتصويب عن تاريخ الطبري.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ الطبري : أيسر.

(٤) الحباء : العطاء.

٣١٨

لعمرك إنه بطل وإني

على وجل من الرجل الشامي

واعلم أنه ممن يراعى

إياب الشمس في يوم الصيام

واعلم أنه عاد محل

وإني ناصر البيت الحرام

وبلغني عن ابن الأعرابي النحوي قال : قال المفضل ـ يعني ـ ابن سلمة : بينا المهلب ابن أبي صفرة بخراسان جالس في مجلسه وعنده الأزد بجماعتهم في عمائمهم ، إذ أقبل نهار ابن توسعة التيمي فقال المهلب : يا معشر الأزد ، هل تدرون من الذي يقول :

جزى الله فتيان العتيك وإن نأت

بي الدار عنهم خير ما كان جازيا

هم خلطوني بالنفوس وأكرموا

الثواية به لما حمّ من كان آتيا

متاعهم فوضى فضا في رحالهم

ولا يحسنون الشر إلّا تباديا

كأنّ دنانيرا على قسماتهم

إذ الموت في الأقوام كان التحاشيا

قالوا : لا والله ما ندري من يقول هذا ، قال المهلب : يقوله ـ والله ـ هذا المقبل ، فقام كل رجل منهم إلى غلامه وبرذونه (١) بسرجه ولجامه ، فدفعه إلى نهار فأحصى ما أخذ يومئذ مائة وصيف ومائة برذون.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أن عبد العزيز بن أحمد إجازة ، أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا محمّد بن عبد الله الربعي ، أنا أبو محمّد الفرغاني ، نا أبو جعفر الطبري قال (٢) : ذكر علي بن محمّد قال : وقال أبو الحسن الجشمي : دعا قتيبة نهار بن توسعة حين صالح السّغد (٣) فقال : يا نهار ، أين قولك؟ (٤)(٥)

ألا ذهب المعروف والعزّ والغنى

ومات الجود والندى بعد المهلّب

أقام بمرو الروذ رهن ضريحه

وقد غيبا (٦) عن كل شرق ومغرب

__________________

(١) بالأصل : ويرونه ، وفي م : ويزونه ، والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : وركوبه.

(٢) الخبر والأبيات في تاريخ الطبري ٧ / ٤٧٩ في حوادث سنة ٩٣.

(٣) السغد : ناحية فيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند.

(٤) بالأصل وم : «فقال : حدثنا نهار بن توسعة قولك» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ الطبري.

(٥) والبيتان من عدة أبيات في تاريخ الطبري ٧ / ٣٥٥ وفي الشعر والشعراء الأول ، ١ / ٥٣٨ وأمالي القالي ٢ / ١٩٩ البيتان.

(٦) بالأصل وم و «ز» : وفرغنا ، والمثبت «وقد غيبا» عن تاريخ الطبري.

٣١٩

أتعرف (١) هذا يا نهار؟ قال : هذا حسن وأنا الذي أقول (٢) :

ما كان مذ كنا ولا كان قبلنا

ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم

أعمّ لأهل الترك قتلا بسيفه

وأكثر فينا مقسما (٣) بعد مقسم

قال (٤) علي : فذكر المفضل (٥) بن محمّد عن أبيه قال : أدنى يزيد بن المهلب أهل الشام وقوما من أهل خراسان ، فقال نهار بن توسعة (٦) :

وما كنا نؤمّل من أمير

كما [كنا](٧) نؤمل من يزيد

فأخلف ظننا فيه وقدما

زهدنا في معاشرة الزهيد

إذا لم [يعطنا](٨) نصفا أمير

[مشينا](٩) نحوه مثل الأسود

فمهلا يا يزيد أنب إلينا

ودعنا من معاشرة العبيد

فجيء فلا نرى إلا صدودا

على أنا نسلم من بعيد

وترجع خائبين بلا نوال

فما بال التجهم والصدود

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان قال : وأنشدنا عبد الله بن قتيبة لنهار بن توسعة :

عتبت على سلم (١٠) فلمّا فقدته

وجرّبت أقواما بكيت على سلم (١١)

ومن شعر نهار بن توسعة مما قاله حين أتى قتيبة بخراسان فجفاه ، فأتى مسمع بن مالك ابن مسمع فمدحه :

أطعني من هواه قد مر فيها

حجج منذ سكنتها وشهور

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ الطبري : أفغزو.

(٢) والبيتان في الشعر والشعراء ١ / ٥٣٨ وأمالي القالي ٢ / ١٩٩.

(٣) الأصل : مغنما ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والطبري والشعر والشعراء.

(٤) الخبر والأبيات في تاريخ الطبري ٧ / ٥٢٨ في حوادث سنة ٩٧.

(٥) الأصل وم و «ز» : الفضل ، والمثبت عن الطبري.

(٦) من قوله : أهل ... إلى هنا ، غير مقروء بالأصل لسوء التصوير.

(٧) الزيادة عن «ز» ، والطبري لتقويم الوزن ، سقطت الكلمة من الأصل وم.

(٨) مكانها بياض بالأصل وم و «ز» ، واستدركت عن الطبري.

(٩) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن الطبري.

(١٠) الأصل وم : مسلم. والمثبت عن «ز».

(١١) الأصل وم : مسلم ، والمثبت عن «ز».

٣٢٠