تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الحسن ، ومحمّد بن سيرين ، وعبد الرّحمن بن جوشن (١) الغطفاني ، وأشعث بن ثرملة ، وعقبة بن صهبان ، وزياد بن كسيب العدوي.

ووفد على معاوية ، وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة ابنه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو علي الحسن بن المظفّر ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، حدّثنا أبو علي بشر ابن موسى الأسدي ، نا هوذة بن خليفة ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة قال : قال أبو بكرة : جئت ونبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم راكع قد حفزني (٢) النفس ، فركعت دون الصف ، ثم مشيت إلى الصف ، فلما قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاته قال : «أيّكم ركع دون الصفّ؟» فقلت : أنا ، فقال : «زادك الله حرصا ولا تعد» [١٢٧٨٣].

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج [أنا أبو الفرج](٣) سهل بن بشر ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد ، قالا : أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا منير ابن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم : أبو بكرة الثّقفي ، نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أخبرنا أبو طاهر ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٤) :

ومن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (٥) بن قيس بن عيلان ، ثم من ثقيف وهو قسي بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور : أبو بكرة ، واسمه نفيع بن الحارث بن كلدة (٦) بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة ، وهو عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسيّ بن منبّه ، مات بالبصرة سنة اثنين وخمسين ، وصلّى عليه أبو برزة (٧) ، وداره بالبصرة ، حضرة (٨) المسجد

__________________

(١) الأصل وم : حوش ، وفي «ز» : حوشن ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) حفزني النفس ، يقال النفس المحفوز هو الشديد المتتابع.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لتقويم السند عن «ز».

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٠٤ و ١٠٦ رقم ٣٦٧.

(٥) الأصل وم : حفصة ، والمثبت عن «ز» ، وطبقات خليفة.

(٦) كلدة بفتح أوله وثانيه وثالثه.

(٧) أبو برزة صحابي معروف ، طبقات ابن سعد ٧ / ٩ و ١٥.

(٨) الأصل : حضرت ، وفي م : حضر ، وفي «ز» : في حظيرة ، والمثبت عن طبقات خليفة.

٢٠١

الجامع ، وله دار في سكة اسطفانوس (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل عمر (٢) بن عبيد الله.

ح وأخبرني أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله قال.

ح وأخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا العباس بن العبّاس الجوهري ، أنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : قال أبي : [أبو](٣) بكرة نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا محمّد بن يونس بن موسى ، نا الأصمعي قال : اسم أبي بكرة نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال : قال علي : نافع ونفيع ، وزياد ، هم بنو سميّة ، هم إخوة (٤).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا الحسن بن علي بن محمّد الجوهري ، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا عمرو بن علي بن بحر قال في تسمية من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ممن بالبصرة : أبو بكرة نفيع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم أنا [ابن](٥) الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : قرأت على علي بن المديني قال : ومن ثقيف أبو بكرة نفيع بن الحارث.

قال : وسمعت عمي أبا بكر يقول : اسم أبي بكرة نفيع بن الحارث.

__________________

(١) الأصل وم : اسطمايوس ، والمثب عن «ز» ، وطبقات خليفة.

(٢) سقطت من «ز».

(٣) سقطت من الأصل وم و «ز».

(٤) تهذيب الكمال ١٩ / ١٥٠ نقلا عن يعقوب بن سفيان.

(٥) سقطت من الأصل وم و «ز» ، وهو محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق أبو علي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٨٤.

٢٠٢

حدّثنا أبو بكر يحيى (١) بن إبراهيم ، أنا نعمة الله بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر (٢) بن الضرير يقول : أبو (٣) بكرة نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٤) :

أبو بكرة ، واسمه نفيع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وولده يقولون : نفيع بن الحارث الثّقفي ، وكان أبو بكرة ينكر ذلك ، وقال لابنته حين حضرته الوفاة : اندبيني مسروح الحبشي ، وكان رجلا صالحا ، ورعا ، مات في ولاية زياد بالبصرة ، وكان أخاه لأمه واسمها سميّة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد ابن عبد الله بن خميرويه ، أنا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي قال : اسم أبي بكرة : نفيع بن الحارث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا البخاري قال (٥) : نفيع بن الحارث أبو بكرة ، نسبه [علي ، له صحبة ، قال مسدد : مات أبو بكرة والحسن بن علي في سنة ، وقال غيره : سنة إحدى وخمسين بعد الحسن](٦).

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) الأصل : «بن يحيى» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) الأصل : عمرو ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) الأصل وم : أبا ، والمثبت عن «ز».

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١١٢.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز» ، والتاريخ الكبير ، ومكان الزيادة في الأصل وم «عن الحسن».

٢٠٣

قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال (١) :

نفيع بن الحارث أبو بكرة ، له صحبة ، يعدّ في البصريين ، روى عنه بنوه : عبد الرّحمن ، وعبد العزيز ، وعبيد الله ، ومسلم ، روى عنه الحسن البصري ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو بكرة نفيع بن الحارث الثّقفي له صحبة.

[أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال ؛ أبو بكرة نفيع بن الحارث ، ونافع ، ونفيع ، وزياد ، هم بنو سمية ، وهم أخوة].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر (٣) ، أنا أبو بكر المهندس ، أنا أبو بشر الدولابي ، أخبرني أحمد بن شعيب قال : أبو بكرة نفيع بن الحارث (٤).

أنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

نفيع بن الحارث ، ويقال : ابن مسروح ، ويقال : مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو بكرة الثّقفي البصري ، أخو زياد بن أبي سفيان لأمّه ، وأمهما سمية ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه الأحنف بن قيس ، والحسن البصري ، وحميد ، وإبراهيم ابنا (٥) عبد الرّحمن بن عوف ، وابنه عبد الرّحمن ابن أبي بكرة في العلم والصلاة ، وجزاء الصيد.

قال مسدد : مات أبو بكرة والحسن (٦) بن علي بن أبي طالب في سنة واحدة ، ومات الحسن بن علي سنة تسع وأربعين.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٤٨٩.

(٢) الخبر التالي سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».

(٣) الأصل : عمرو ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) كتب بعدها في «ز» : آخر الجزء السابع بعد السبعمائة من الفرع.

(٥) الأصل : «أنا» وفي م : «أخبرنا» والمثبت عن «ز».

(٦) الأصل وم : الحسين ، والمثبت عن «ز».

٢٠٤

قال يحيى بن بكير وخليفة : وقال غيره : مات بعد الحسن بن علي سنة إحدى وخمسين ، وقال خليفة : مات بالبصرة سنة اثنين وخمسين ، وقال كاتب الواقدي : قال : مات في ولاية زياد بالبصرة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، حدّثني ابن سختويه ، أخبرني هشام بن علي ـ يعني ـ السدوسي أن إبراهيم بن محجن حدّثه وقال في غير هذا الحديث : أبو إسحاق البكراوي ، حدّثني محمّد ابن خليفة الأحول قال أبو علي : هذا أخو هوذة ، حدّثني عوف الأعرابي عن أبي عثمان النهدي قال : وكان صديق أبي (١) بكرة أو أخاه ، قال : قال أبو بكرة : أخبرنا أبو بكرة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن أبى الناس [إلا](٢) أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (٣) : في تسمية من نزل حصن ثقيف من عبيدهم : أبو بكرة نفيع بن مسروح ، وكان للحارث بن كلدة ، وإنّما كني بأبي بكرة أنه نزل في بكرة (٤) من الحصن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، قالوا (٥) : أخبرنا الخصيب (٦) بن عبد الله ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد قال : سمعت مثنّى بن معاذ قال : سمعت أبي يقول : اسم أبي بكرة نفيع بن مسروح.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر بن البيري ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أنا ابن أبي خيثمة ، قال : سمعت أبي يقول : اسم أبي بكرة نفيع بن مسروح.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا ، وأبو طالب بن يوسف ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري. قراءة ،

__________________

(١) الأصل : أبا ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٣) رواه الواقدي في مغازيه ٣ / ٩٣١.

(٤) بكرة البئر : ما يستقى عليها ، وهي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل وفي جوفها محور تدور عليه.

(٥) كذا بالأصل وم ، وسقطت من «ز».

(٦) في م : الخطيب.

٢٠٥

عن أبي عمر الخزاز ، أنا أحمد بن معروف ، نا ابن الفهم ، نا ابن سعد قال (١) :

أبو بكرة ، واسمه نفيع بن مسروح ، وأمه سمية ، وهو أخو زياد بن أبي سفيان لأمّه ، كان عبدا بالطائف ، فلما حصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل الطائف قال : «أيما حر نزل إلينا فهو آمن ، وأيما عبد نزل إلينا فهو حرّ» فنزل إليه عدة من عبيد أهل الطائف ، فيهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان أبو بكرة تدلى إليهم في بكرة فكنوه أبا بكرة ، فكان يقول : أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو محمّد الآبنوسي.

ح وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال :

أبو بكرة الثّقفي ، وهو نفيع [بن مسروح](٢) أخو زياد بن أبي سفيان لأمه ، أمهما (٣) سمية ، وكان ممن نزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حصن الطائف فأسلم ، وقالوا : اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسيّ ، مات أبو بكرة بالبصرة سنة اثنتين وخمسين ، له أحاديث.

قرأت على أبي الفضل السلامي ، عن أبي الفضل المكّي ، أنا عبيد الله بن سعيد ، أنا أبو الحسن ... (٤) ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو بكرة نفيع ابن مسروح ، ويقال : نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٥) علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال (٦) :

أبو بكرة نفيع بن مسروح ، ويقال : ابن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسيّ بن منبّه ، ويقال : ابن أبي سلمة ، وهو عبد

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٥.

(٢) الزيادة عن «ز» ، سقطت اللفظتان عن الأصل وم.

(٣) غير مقروءة بالأصل ، وفي م : اسمها ، والمثبت عن «ز».

(٤) بياض بالأصل ، وفي م و «ز» : «الع» وبعدها بياض.

(٥) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٦) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٢ / ٣٤٨ رقم ٨٨٣.

٢٠٦

العزّى بن عبد (١) بن عوف بن قسيّ بن منبّه الثّقفي ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عداده في البصريين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، أنا أبو حفص الفلّاس قال : واسم أبي بكرة نفيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا نصر بن أحمد بن نصر بن محمّد بن أحمد بن عبد الله.

ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر بن سواد ، قالا : أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري ، قالا : أخبرنا محمّد بن زيد بن علي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة ، نا هارون بن حاتم قال : اسم أبي بكرة نفيع.

أخبرنا (٢) أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن ابن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : اسم أبي بكرة صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفيع.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله ، أنا أبو عامر القاضي ، وأبو نصر الترياقي (٣) ، وأبو بكر الغروجي (٤) ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الجراحي ، أنا أبو العباس المحبوبي ، نا أبو عيسى الترمذي قال : أبو بكرة اسمه نفيع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، أنا أبو زرعة قال : أبو بكرة نفيع.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : أبو بكرة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اسمه نفيع.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأسامي والكنى : عبدة.

(٢) الخبر التالي قدم في «ز» إلى ما قبل الخبر السابق.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «الترياقي» وهو ما أثبت ، واسمه عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة ، ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦.

(٤) الأصل : الفروجي ، وفي م : «العورحى» بدون إعجام ، والمثبت عن «ز» ، وفوقها ضبة.

٢٠٧

أخبرنا أبو سعد بن أبي (١) صالح ، وأبو الحسن بن أبي غالب ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : أبو بكرة (٢) نفيع بن الحارث الثّقفي صحابي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : أما بكرة بفتح الباء فهو أبو بكرة (٤) صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه نفيع ، وأولاده عبد الرّحمن ، وعبيد الله (٥) ، ورواد (٦) ، ويزيد ، ومسلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالا : حدّثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس ابن بكير ، عن محمّد بن إسحاق قال : وأبو بكرة مسروح ، كان عبدا للحارث بن كلدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد ابن إسحاق قال : وأبو بكرة مسروح ، وكان عبدا للحارث بن كلدة ـ يعني ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتقه يوم الطائف.

أخبرنا أبو الفتح ، أنا شجاع أنا أبو [عبد الله بن](٧) منده قال : مسروح أبو بكرة مولى الحارث بن كلدة ، وقال : اسمع نفيع.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ :

نفيع أبو بكرة ، وقيل مسروح ، قال أحمد بن حنبل : اسمه نفيع بن الحارث ، وقال أبو خيثمة : نفيع بن مسروح ، [وقال محمد بن سعد : أبو بكرة اسمه نفيع بن مسروح](٨) وأمه (٩) سمية ، وهو أخو زياد بن أبي سفيان ، لأنه كان عبدا لبعض أهل الطائف ، فتدلى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببكرة ، فكنّاه أبا بكرة ، وكان يقول : أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان رجلا ورعا ، صالحا ، آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين أبي برزة ، سكن البصرة ، وتوفي بها سنة إحدى ، وقيل اثنين

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.

(٢) من هنا .. إلى قوله : بفتح ، سقط من «ز».

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٣٤٩.

(٤) أقحم بعدها بالأصل وم : نفيع.

(٥) الأصل وم : عبيد ، والمثبت عن «ز» ، والاكمال.

(٦) الأصل وم : «ورواه» والمثبت عن «ز» ، والاكمال.

(٧) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.

(٩) الأصل وم : واسمه ، والمثبت عن «ز».

٢٠٨

وخمسين ، وصلّى عليه أبو برزة الأسلمي ، أوصاه أن يصلّي عليه ، حدّث عنه أبو عثمان النهدي ، والأحنف بن قيس ، والحسن بن أبي الحسن ، وأخوه سعيد بن أبي الحسن ، ومحمّد ابن سيرين ، وأولاده : عبد الرّحمن ، وعبد العزيز ، وعبيد الله ، ومسلم بنو أبي بكرة ، وعبد الرّحمن بن جوشن ، وأشعث بن ثرملة ، وعقبة (١) بن صهبان ، وزياد بن كسيب.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو علي الحسن بن علي ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد (٢) ، نا أبي (٣) ، نا نصر بن باب (٤) ، عن الحجّاج عن الحكم (٥) عن مقسم ، عن ابن عباس أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الطائف : «من خرج إلينا من العبيد فهو حر» فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [١٢٧٨٤].

قال : وحدّثني أبي ، حدّثنا عبد القدّوس بن بكر بن خنيس (٦) ، حدّثنا الحجّاج ، عن الحكم عن مقسم ، عن ابن عبّاس قال : حاصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل (٧) الطائف ، فخرج إليه عبدان فأعتقهما ، أحدهما أبو بكرة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعتق العبيد إذا خرجوا إليه.

أخبرنا الشريف أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن عمر العمري الهروي ـ بأرجاه ـ وأبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن علي بن حامد الشاشي (٨) الفقيه ، وأبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار المعدّل ـ بهراة ـ قالوا : أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي ، أنا أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الخالدي ، أخبرنا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد الله ابن حبيب المروزي أخبرني أبو يوسف محمّد بن عبدك ، حدّثني مصعب بن بشر أبو بشر ، أنا (٩) الكوسج ، حدّثني الحكم بن عتيبة ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس قال : خرج إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبدان من عبيد الطائف ، فأعتقهما صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أحدهما : أبو بكرة.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : علية ، تصحيف.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٥٣٤ رقم ٢٢٢٩.

(٣) أقحم بعدها بالأصل.

(٤) الأصل وم : ثابت ، وفي «ز» : باب ، وفوقها ضبة ، والمثبت عن المسند.

(٥) بالأصل وم : «عن اه كم» والمثبت عن «ز» ، والمسند.

(٦) الأصل وم : حسين ، وفي «ز» : جبير. ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٥٥١.

(٧) من هنا .. إلى قوله : يعتق. سقط من «ز».

(٨) بالأصل وم : الشامي ، والمثبت عن «ز».

(٩) كذا بالأصل وم : «أنا الكوسج» وفي «ز» : «أنا ... الكوسج» وكتب على هامشها : بياض.

٢٠٩

أنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد ابن هارون ، نا ابن رزق الله ، نا إبراهيم بن عرعرة ، نا سالم بن قتيبة أبو قتيبة ، نا أبو المنهال مولى البكراوي ، نا عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة قال : لما حاصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زمن الطائف تدليت ببكرة فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف نزلت؟» فقلت له : تدليت ببكرة ، فقال لي : «ما أنت إلّا أبو بكرة» [١٢٧٨٥].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، حدّثنا إبراهيم بن عزرة بالبصرة ، حدّثنا سالم بن قتيبة ، نا أبو المنهال مولى البكراوي (١) ، عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال : قلت لأبي بكرة : لم سميت أبا بكرة؟ قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما حاصر أهل الطائف تدليت في بكرة ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف صنعت؟» قلت : تدليت في بكرة ، قال : «أنت أبو بكرة» [١٢٧٨٦].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر ، قالا (٢) : أخبرنا عبد الدائم بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب ، حدّثنا بكّار ابن قتيبة ، نا روح بن عبادة القيسي (٣) ، نا شعبة (٤) ، عن عاصم الأحول قال : سمعت أبا عثمان النهدي يقول : [سمعت سعد بن مالك وأبا بكرة يقولان : سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :](٥) «من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنّة عليه حرام» [١٢٧٨٧].

قال : وكان سعد بن مالك أول من رمى بسهم في سبيل الله ، قال : وكان أبو بكرة أول من تسور على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وفد ثقيف.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن أحمد ، أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى ، نا محمّد بن إسحاق السجزي ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، وسفيان عن عاصم عن أبي عثمان قال : سمعت سعدا وأبا بكرة يقولان : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه حرّم الله عليه ـ يعني ـ الجنّة» [١٢٧٨٨].

__________________

(١) في «ز» : البكرويين.

(٢) بالأصل : قال ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) غير مقروءة بالأصل ، وفي م : العتبي ، وفي «ز» : «العسى» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٢٣٥.

(٤) الأصل : عتبة ، وفي م : عتبة ، والمثبت عن «ز» ، وقد ذكر المزي في شيوخ روح بن عبادة : شعبة بن الحجاج.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.

٢١٠

قال معمر في حديثه : فقلت لأبي عثمان : لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما ، فقال : أجل ، أما أحدهما ـ يعني ـ سعدا أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وأما الآخر ـ يعني ـ أبا بكرة فإنه خرج إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عشرين عبدا من رقيق الطائف قال : فحسب أنه قال : فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا عفّان ، نا حمّاد بن سلمة ، أنا علي بن زيد ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة قال : أتيت عبد الله بن عمرو في بيته فقال لي : من أنت؟ قلت : عبد الرّحمن بن أبي بكرة ، قلت : أما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من سور الطائف؟ قال : بلى ، فرحب بي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن [أبي](١) عثمان ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري ، أنا أبي أبو طاهر (٢) ، قالا : أنا إسماعيل بن الحسن ، نا الحسين بن إسماعيل الضبّي ، نا محمّد بن عبد الله المخرّمي ، نا أبو هشام الرفاعي ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، نا عبد الرّحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : أقبلنا ليلا بسيوفنا على عواتقنا ونحن نقول :

نحن الذين بايعوا محمّدا

على الموت لا نفر أبدا

يا حبذا أعرف الذى (٣)

[قال ابن عساكر :](٤) كذا قال الرفاعي ، وإنما هو المخزومي ، واسمه المغيرة بن سلمة بصري (٥).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أخبرنا أبو عثمان البحيري [أنا](٦) أبو

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) بالأصل : «أنا ابن أبي طاهر» وفي م : «أنا ابن أبو طاهر» والمثبت عن «ز».

(٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : «ال» ثم بياض.

(٤) زيادة منا.

(٥) هو المغيرة بن سلمة القرشي ، أبو هشام المخزومي البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٠٤.

(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم ولعل الصواب ما أثبت.

٢١١

عمرو بن حمدان ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأنماطي ، نا حميد بن مسعدة ، نا عمر ابن علي ، عن الحجّاج عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتق من خرج إليه من غلمان الطائف [١٢٧٨٩].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن الحسين ، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا شعيب بن أيوب ، نا يحيى بن آدم ، عن مفضّل ـ هو ابن مهلهل ـ عن مغيرة ، عن شباك (١) ، عن الشعبي عن رجل من ثقيف قال :

سألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا ، فلم يرخّص لنا (٢) ، وسألناه أن يرخّص لنا في الدّبّاء (٣) فلم يرخّص لنا فيه ساعة ، وسألناه أن يرد إلينا أبا بكرة فأبى ، وقال : «هو طليق الله وطليق (٤) رسوله» ، وكان أبو بكرة خرج إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين حاصر الطائف فأسلم [١٢٧٩٠].

قال : وأخبرنا يحيى بن محمّد ، نا أبو هشام ، نا يحيى هو ابن آدم ، عن مفضل ، وأبي الأحوص عن مغيرة ، عن سالم ، عن الشعبي عن رجل من ثقيف قال :

كان أبو بكرة خرج إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين حاصر أهل الطائف ، فأسلم ، فأعتقه ، فسألناه أن يرده إلينا ، فأبى ، وقال : «هو طليق (٥) الله وطليق رسوله» ، وسألناه أن يرخّص لنا في الطهور وقيل له : إن أرضنا أرض باردة ، فأبى أن يرخّص لنا.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد الكاتب ، أنا الحسن بن علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٦) ، حدّثني [أبي ، نا يحيى](٧) بن آدم ، نا مفضّل بن مهلهل ، عن مغيرة ، عن شباك (٨) ، عن الشعبي ، عن رجل من ثقيف قال :

سألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا ، فلم يرخّص لنا ، فقلنا : إن أرضنا أرض باردة ، فسألناه أن يرخّص لنا في الطّهور فلم يرخّص لنا ، وسألناه أن يرخّص لنا في الدّبّاء فلم يرخّص لنا فيه

__________________

(١) تقرأ بالأصل وم : نساك ، وفي «ز» : «شاط» حيث سيرد «شباك» في رواية تالية.

(٢) سقط هنا بالأصل وم و «ز» : «فقلنا إن أرضنا أرض باردة ، فسألنا أن يرخص لنا في الطهور ، فلم يرخص لنا».

(٣) الدباء : القرع.

(٤) بالأصل وم : طريق ، في الموضعين ، والمثبت عن «ز».

(٥) انظر الحاشية السابقة.

(٦) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ١٦٨ رقم ١٧٥٣٨ طبعة دار الفكر.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، والمسند ، وهو شباك الضبي الكوفي الأعمى ، ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٢٦٥.

٢١٢

ساعة ، وسألناه أن يرد إلينا أبا بكرة ، فأبى وقال : «هو طليق الله وطليق (١) رسوله» ، وكان أبو بكرة خرج إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين حاصر الطائف فأسلم.

قال : وحدّثنا عبد الله ، حدّثنا الوركاني ، أخبرنا [أبو](٢) الأحوص ، عن مغيرة ، عن شباك ، عن الشعبي ، عن رجل من ثقيف عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه (٣).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا إبراهيم بن عبد الله المحاملي ، نا يوسف ، نا جرير ، عن المغيرة ، عن شباك ، عن الشعبي ، حدّثني فلان الثقفي.

أنهم سألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا ، فلم يعطنا شيئا منهن ، سألناه أن يرخّص لنا في الوضوء فإن أرضنا أرض باردة ، فلم يفعل ، وسألناه أن يرخص لنا في الدّبّاء فلم يرخّص لنا في الدّبّاء فلم يرخّص لنا فيه ساعة قط ، وسألناه أن يردّ علينا أبا بكرة عبدا ، وكان أسلم قبلنا ، وكان مملوكا لنا ، قال : «لا ، هو طليق الله ثم طليق (٤) رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» [١٢٧٩١].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أخبرنا أبو علي التميمي ، أنا أبو بكر بن حمدان ، نا أبو عبد الرّحمن ، حدّثني أبي (٥) ، أخبرني علي بن عاصم ، أنا المغيرة ، عن شباك ، عن عامر ، أخبرني فلان الثقفي قال :

سألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ثلاث فلم يرخّص لنا في شيء منهن ، سألناه أن يردّ إلينا أبا بكرة فكان مملوكا وأسلم قبلنا ، فقال : «لا هو طليق الله ثم طليق (٦) رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ، ثم سألناه أن يرخّص لنا في الشتاء وكانت أرضنا أرضا (٧) باردة ـ يعني في الطهور ، فلم يرخّص لنا ، وسألناه أن يرخّص لنا في الدّبّاء ، فلم يرخّص لنا فيه [١٢٧٩٢].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله العبدي ، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر الجوزجاني ، نا علي بن نجيح الباهلي ـ ببغداد ـ نا يحيى بن

__________________

(١) الأصل وم : طريق ، في الموضعين ، والمثبت عن «ز» ، والمسند.

(٢) سقطت من الأصل وم و «ز» ، والزيادة عن المسند.

(٣) مسند أحمد ٦ / ١٦٩ رقم ١٧٥٣٩ طبعة دار الفكر.

(٤) الأصل وم : طريق ، والمثبت عن «ز» ، في الموضعين.

(٥) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ٤٦٠ رقم ١٨٨٠٠ طبعة دار الفكر.

(٦) الأصل وم : «طريق» في الموضعين ، والمثبت عن «ز» ، والمسند.

(٧) الأصل وم : أرض ، والمثبت عن «ز» ، والمسند.

٢١٣

الفضل الخرقي ، حدّثنا أبو عامر العقدي ، نا الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب أن ثقيفا أرادت أن تدّعي أبا بكرة ، فقال : أنا مسروح مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

رواها محمّد بن سعد ، عن أبي عامر فقال عن خالد بن سمير.

أنبأنا بها أبو نصر بن البنّا ، وأبو طالب بن يوسف ، قالا : أخبرنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا أبو عامر العقدي ، نا الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير أن ثقيفا أرادت أن تدّعي أبا بكرة فقال : أنا مسروح ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، وعلي بن الحسن بن سعيد ، قالا : حدّثنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد مخول (٢) المستملي ، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، نا ابن عليّة إسماعيل ، نا عيينة بن عبد الرّحمن بن حصن بن جوشن عن أبيه قال : كان أبو بكرة لا يعرف أبوه ، فإذا عيّره أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك قال : (فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ)(٣).

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا يحيى بن معين ، نا ابن عليّة ، عن عيينة بن عبد الرّحمن بن جوشن ، عن أبيه في قوله : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ])(٤)(فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ) قال : قال أبو بكرة : أنا من إخوانكم ممن لا أب له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة ، أنا ابن عدي (٥) ، نا أحمد بن علي بن المثنّى ، نا نصر بن علي ، نا عبد الله بن داود ، عن منخّل بن حكيم ، عن ابن عون قال : اجتمع (٦) الحسن ومحمّد أنه لم ينزل البصرة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل أبي بكرة ، وعمران بن حصين.

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٥.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم و «ز».

(٣) سورة الأحزاب ، الآية : ٥.

(٤) الزيادة عن نص الآية في التنزيل العزيز ، ليست في الأصل وم و «ز».

(٥) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٤٢٧ في ترجمة منخل بن حكيم.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الكامل لابن عدي : أجمع.

٢١٤

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو عبد الله البلخي ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أخبرنا الحسين بن جعفر ، أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : أبو بكرة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بصري ، وكان من خيار أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أبو خليفة بن الحباب ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا أبو كعب الأزدي ، نا عبد العزيز بن أبي بكرة.

أن أبا بكرة تزوج امرأة من بني غدانة ، وأنها هلكت ، فحملها إلى المقابر ، فحال إخوتها بينه وبين الصلاة عليها ، فقال لهم : لا تفعلوا ، فإنّي أحقّ بالصلاة منكم ، قالوا : صدق صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلّى عليها ، ثم إنه دخل القبر فدفعوه دفعا عنيفا فوقع مغشيا عليه ، فحملوه إلى أهله فصرخ عليه يومئذ عشرون من ابن وبنت ، قال عبد العزيز : وأنا يومئذ من أصغرهم ، فأفاق إفاقة فقال لهم : لا تصرخوا عليّ ، فو الله ما من نفس تخرج أحبّ إلي من نفس أبي بكرة ، ففزع القوم ، فقالوا له : لم يا أبانا؟ قال : إنّي أخشى أن أدرك زمانا لا أستطيع أن آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر ، وما خير يومئذ (١).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الصاغاني ، نا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثني ابن مهدي ، عن حاجب بن عمر أبي حبشية ، عن عمه الحكم الأعرج قال : جلب رجل حبشيا من السند أو الهند ، فطلبه زياد أو ابن زياد منه ، فأبى أن يبيعه ، فغصبه إياه ، فبنى صفة (٢) مسجد البصرة قال : فلم يصل أبو بكرة فيها حتى قلعت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ـ لفظا ـ أخبرنا [أبو محمد](٣) أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن يحيى ، نا الحسن (٤) بن الربيع ، نا عبد الأعلى ، عن محمّد بن إسحاق (٥) ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٧.

(٢) صفة المسجد ، موضع مظلل منه.

(٣) الزيادة استدركت عن «ز» ، وسقطت من الأصل وم.

(٤) في «ز» : حسن.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ١٥١ وسير الأعلام ٣ / ٨.

٢١٥

أن عمر بن الخطّاب جلد أبا بكرة أو نافع بن الحارث وشبل بن معبد ، قال : فاستتاب نافعا وشبل بن معبد فتابا ، فقبل شهادتهما واستتاب أبا بكرة فأبى ، وأقام فلم يقبل شهادته ، وكان أفضل القوم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد ابن بلال ، نا أبو الأزهر ، نا عمر بن محمّد ، عن قيس ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن عاصم قال :

كان أبو بكرة إذا أتاه الرجل شهّده قال : أشهد غيري ، فإن المسلمين قد فسّقوني ، قال أبو بكر وهذا إن صحّ فلأنه امتنع من أن يتوب من قذفه ، وأقام عليه ، ولو كان قد تاب منه لما ألزموه اسم الفسق ، والله أعلم (١).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا علي بن حرب ، نا سفيان ، عن سعد بن إبراهيم بن (٢) عبد الرّحمن بن عوف ، عن أبيه قال : لما جلد أبو بكرة أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت ، ثم ألبس مسكها ، [فهل](٣) ذلك إلّا من ضرب شديد؟

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن المسلم ، قالا : أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي ، نا سفيان ، نا سعد بن إبراهيم ـ وهو جالس مع الزهري ـ قال :

يزعم أهل العراق أنّ القاذف لا يجلد جلدا شديدا ، أشهد أن أبي أخبرني أن أمّه أم كلثوم بنت عقبة أمرت بشاة حين (٤) جلد أبو بكرة ، فسلخت فلبس مسكها ، فهل كان ذلك إلّا من ضرب شديد؟

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا [أبو](٥) عبد الرّحمن

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٦ و ٧. وعقب الذهبي قال : كأنه يقول : لم أقذف المغيرة ، وإنما أنا شاهد ، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد ، إذ نصاب الشهادة لو تمّ بالرابع ، لتعيّن الرجم ، ولما سمّوا قاذفين.

(٢) بالأصل وم : «عن» والمثبت عن «ز».

(٣) سقطت من الأصل وم ، وفي «ز» : قبل. والمثبت عن المختصر.

(٤) من هنا .. إلى قوله : شبه سقط من «ز» ، فاختل الخبران وتداخلا ، فاضطرب السياق.

(٥) سقطت من الأصل وم.

٢١٦

السّلمي ، أنا الحسين بن علي التميمي ، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، نا عمر بن شبّة ، نا يونس ابن أخي عمّار (١) بن عباد المهلبي ، نا أبو هلال ، عن قتادة قال :

سأل عبيد الله بن زياد أبا بكرة : ما أعظم المصيبة؟ قال : مصيبة الرجل في دينه ، قال : ليس عن هذا أسألك ، قال : فموت الأب ، قاصمة الظهر ، وموت الولد صدع في الفؤاد ، وموت الأخ قص الجناح ، وموت المرأة حزن ساعة.

أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ـ قراءة ـ عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا هوذة بن خليفة (٢) ، نا عوف ، عن أبي عثمان النهدي قال :

كنت خليلا لأبي بكرة فقال لي يوما : أترى الناس ، إنّي إنّما عتبت على هؤلاء في الدنيا ، وقد استعملوا عبيد الله ـ يعني : ابنه ـ على فارس ، واستعملوا روادا ـ يعني : ابنه ـ على دار الرزق ، واستعملوا عبد الرّحمن ـ يعني : ابنه ـ على الديوان وبيت المال ، أفليس في هؤلاء دنيا؟ كلا والله ، إنّما عتبت عليهم لأنهم كفروا ، فذكر كلمة ، وكان في نسخة أخرى : كفروا صراحة أو صراحا (٣).

قال (٤) : وحدّثنا هوذة بن خليفة ، نا هشام بن حسّان ، عن الحسن قال :

مرّ بي أنس بن مالك وقد بعثه زياد إلى أبي بكرة يعاتبه ، فانطلقت معه ، فدخلنا على الشيخ وهو مريض ، فأبلغه عنه ، فقال : إنه يقول : ألم أستعمل عبيد الله على فارس؟ ألم استعمل روادا على دار الرزق؟ ألم أستعمل عبد الرّحمن على الديوان وبيت المال؟ فقال أبو بكرة : هل زاد على أن أدخلهم النار؟ فقال أنس : إنّي لا أعلمه إلّا مجتهدا ، فقال الشيخ : أقعدوني إنّي لا أعلمه إلّا مجتهدا ، وأهل حروراء (٥) قد اجتهدوا فأصابوا أم أخطئوا؟ قال أنس : فرجعنا مخصومين.

__________________

(١) الأصل وم ، وفي «ز» : عباد.

(٢) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٩ / ١٥١ وسير الأعلام ٣ / ٨ و ٩.

(٣) بالأصل وم : وصراحا ، والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.

(٤) القائل : أبو بكر بن أبي خيثمة ، والخبر في تهذيب الكمال ١٩ / ١٥١ وسير الأعلام ٣ / ٩.

(٥) حروراء اختلفوا في ضبطها ، وفي معجم البلدان بفتحتين ، موضع على بعد ميلين من الكوفة ، نزل به الخوارج الذين خافوا عليّ بن أبي طالب فسموا حرورية.

٢١٧

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين (١) بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبي ، أنا إسماعيل بن إبراهيم (٢) ، حدّثني عيينة بن عبد الرّحمن ، حدّثني أبي.

أن أبا بكرة لما اشتكى عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب ، فأبى ، فلما ثقل وعرف الموت من نفسه وعرفوه منه قال : أين (٣) طبيبكم؟ ليردّها إن كان صادقا! قال : وما يغني الآن ، قال : ولا قبل الآن ، قال : فجاءت ابنته أمة الله ، فلما رأت ما به بكت ، فقال : أي بنية ، لا تبكين (٤) ، فقالت : يا أبتاه ، إنّ لم أبك عليك فعلى من أبكي؟ قال : لا تبكي ، فو الذي نفسي بيده ما في الأرض نفس أحبّ إليّ أن تكون خرجت ، من نفسي هذه ولا نفس هذا الذباب الطائر ، ثم أقبل على حمران وهو عند رأسه فقال : ألا أخبرك لما ذا خشيت والله أن يجيء أمر يحول بيني وبين الإسلام.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي (٦) ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا الحسين بن سعيد المخرمي (٧) ، نا إسماعيل بن عليّة ، عن عيينة بن عبد الرّحمن ، حدّثني أبي قال :

لمّا اشتكى أبو بكرة عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب ، فأبى ، فلما نزل به الموت فعرف الموت من نفسه ، وعرفوه منه ، قال : إن طبيبكم ليردّها إن كان صادقا؟ فقالوا : وما يغني الآن؟ قال : وقبل الآن ، فجاءت ابنته أمة الله ، فلما رأت ما به بكت ، فقال : أي بنية لا تبكي ، قالت : يا أبت ، فإذا لم أبك عليك ، فعلى من أبكي؟ فقال : لا تبكي ، فو الذي نفسي بيده ما على الأرض نفس أحب إلي من أن تكون قد خرجت من نفسي هذه ، ولا نفس هذا الذباب الطائر ، فأقبل على حمران يعني ابن أبان ، وهو عند رأسه فقال : ألا أخبرك ممّ (٨) ذاك؟ قال ـ حسبت والله أن يوشك أن يجيء أمر يحول بيني وبين الإسلام ، ثم جاء أنس بن مالك ، فقعد

__________________

(١) في «ز» : الحسن.

(٢) من طريقه روي في سير الأعلام ٣ / ٩.

(٣) الأصل وم و «ز» : «إن» والمثبت عن سير الأعلام.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، والوجه : لا تبكي.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٨ / ٤٧ في ترجمة الحسين بن سعيد بن عبد الله المخرمي.

(٦) ترجمته في تاريخ بغداد ٦ / ١٦٨.

(٧) الأصل وم و «ز» : المخزومي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٨) الأصل : بما ، والمثبت عن «ز» ، وم وتاريخ بغداد.

٢١٨

بين يديه ، وأخذ بيده وقال : إنّ ابن أمك زياد أرسلني إليك يقرئك السلام ، وقد بلغه الذي نزل بك من قضاء الله ، فأحب أن يحدث بك عهدا ، وأن يسلم عليك ، ويفارقك عن رضا ، فقال : أبلغه أنت عني؟ قال : نعم ، قال : فإنّي أحرج عليه أن يدخل [لي](١) بيتا (٢) ويحضر لي جنازة ، قال : لم؟ يرحمك الله ، وقد كان لك معظما ، ولبنيك واصلا؟ قال : في ذلك غضبت عليه ، قال : ففي خاصة نفسك ما علمته إلّا مجتهدا؟ قال : فأجلسوني ، قال : فأجلس ، فقال : نشدتك بالله لما حدثتني عن أهل النهر أكانوا مجتهدين؟ قال : نعم ، قال : فأصابوا أم أخطئوا؟ قال : هو ذاك ، ثم قال : أضجعوني ، فرجع أنس إلى زياد ، فأبلغه ، فركب [من] مكانه متوجها إلى الكوفة ، فتوفي وهو بالجلحاء (٣) ، فقدّم بنوه أبا برزة فصلّى عليه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي بن أبي نصر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا مسلم بن عيسى ، نا الجارود بن يزيد ، نا الحسن بن دينار ، عن الحسن قال (٤) :

لما حضرت أبا بكرة الوفاة قال : اكتبوا وصيتي ، فكتب الكاتب : هذا ما أوصى به نفيع الحبشي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يشهد أن الله ربّه ، وأن محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم نبيّه ، وأن الإسلام دينه ، وأن الكعبة قبلته ، وأنه يرجو من الله ما يرجوه المعترفون بتوحيده ، المقرّون بربوبيته ، الموقنون بوعده ووعيده ، الخائفون لعذابه ، المشفقون من عقابه ، المؤملون لرحمته ، أنه أرحم الراحمين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة [أنا](٥) أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، قالا : أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني أحمد بن الخليل ، نا الفضل بن دكين ، نا الحسن بن صالح ، عن أبيه عن الشعبي قال : قال أبو بكرة لابنته عند موته : اندبيني ابن مسروح الحبشي.

__________________

(١) سقطت من الأصل وم واستدركت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٢) الأصل وم : شيئا ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٣) الجلحاء موضع على ستة أميال من الغوير المعروف بالزبيدية بين العقبة والقاع (معجم البلدان).

(٤) الوصية الكتاب في تهذيب الكمال ١٩ / ١٥١.

(٥) سقطت من الأصل ، ومكانها بياض في م ، والزيادة عن «ز».

٢١٩

أنبأنا أبو نصر بن البنّا ، وأبو طالب بن يوسف ، قالا (١) : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو علي بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة في ولاية زياد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال المدائني : وفيها ـ يعني ـ سنة خمسين مات أبو بكرة ، وذكر أنه أخبره بذلك أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : ومات أبو بكرة سنة إحدى وخمسين ، وأوصى أن يصلّي عليه أبو برزة الأسلمي.

قرأت على أبي محمّد ، أخبرنا مكي ، أنا أبو سليمان قال : وقد قيل : إنّ أبا بكرة واسمه نفيع بن الحارث مات في هذه السنة ـ يعني ـ سنة إحدى وخمسين.

أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ـ قراءة ـ عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة ، أخبرت يحيى بن معين عن المدائني قلت له : إنه أخبرنا أن أبا بكرة مات سنة إحدى وخمسين أو في سنة اثنتين وخمسين ، وأوصى أن يصلّي عليه أبو برزة؟ فقال أبو زكريا : يقال (٣).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : وفيها ـ يعني ـ سنة اثنتين وخمسين مات أبو بكرة بالبصرة ، صلّى عليه أبو برزة الأسلمي.

٧٩١٩ ـ نفيع أبو إسماعيل العبسي

جد والد إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع.

سمع معاوية وأرسله إلى الروم ، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي

__________________

(١) الأصل وم : قال ، والمثبت عن «ز».

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٦.

(٣) تهذيب الكمال ١٩ / ١٥٢.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢١٨ (ت. العمري).

٢٢٠