تاريخ مدينة دمشق - ج ٦١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : موسى بن محمّد بن عطاء (٢) ، أبو الطاهر المقدسي ، روى عن حجر بن الحارث ، وأبي المليح ، والوليد بن محمّد الموقّري ، والهيثم بن حميد ، روى عنه عبّاس بن الوليد بن صبح الخلّال ، وموسى بن سهل الرملي.

كتب إليّ أبو زكريا بن منده ، وحدّثني أبو بكر المؤدّب عنه ، أنا عمّي ، عن أبيه قال : قال لنا ابن يونس : موسى بن محمّد بن عطاء بن أيّوب من أهل الشام ، يعرف بالبلقاوي ، يكنّى أبا الطاهر ، متروك الحديث ، قدم مصر ، روى عن مالك بن أنس موضوعات.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشّار السابوري ـ بالبصرة ـ نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري ، نا عمران بن موسى بن أيّوب ، نا أبو الطاهر ـ يعني ـ موسى بن محمّد المقدسي ، وكان كذابا ، نا العطّاف بن خالد ، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي ، نا أبو زرعة قال : ولم يزل حديث الوليد بن محمّد الموقّري ـ يعني ـ مقاربا ، وحدّثنا عنه أبو مسهر ، وقد حدّث عنه الوليد بن مسلم حتى ظهر أبو طاهر المقدسي لا جزي خيرا ، قال أبو زرعة : قال له سليمان بن عبد الرّحمن وأنا حاضر : ويحك يا أبا طاهر ، أهلكت علينا الوليد بن محمّد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) : سمعت موسى بن سهل الرملي يقول : وروي عن عبد الله بن عثمان بن عطاء الخراساني ، فقال : هذا أصلح من أبي طاهر موسى بن محمّد قليلا ، وكان أبو طاهر يكذب (٤) ، قال : وسألت أبي عنه فقال : رأيته عند هشام بن عمّار ، ولم أكتب عنه ، وكان يكذب ، ويأتي بالأباطيل.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦١.

(٢) أقحم بعدها بالأصل : يروي عن شريك.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦١.

(٤) من قوله : وروي ... إلى هنا ، ليس في الجرح والتعديل.

٢٠١

قال : وسمعت موسى بن سهل الرملي يقول : أشهد عليه أنه كان يكذب.

قال : وسئل أبو زرعة عن أبي طاهر المقدسي فقال : أتيته فحدّث عن الهيثم بن حميد ، وفلان ، [وفلان](١) وكان يكذب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو نصر بن الجبان ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم الميانجي ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر أبو النجم ، أنا أبو عثمان سعيد بن عمرو (٢) البردعي ، قال : قال لي أبو زرعة : أتينا رجلا بالشام يحدّث عن الهيثم بن حميد ، وفلان ، وفلان ، وكان يكذب ، فقلت : أي شيء اسمه ، قال : كان يقال له أبو طاهر المقدسي ، وأقبل أبو زرعة يذكر أشياء رآها منه وينسبه إلى الكذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف ابن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٣) ، قال (٤) : موسى بن محمّد بن عطاء الجبلي (٥) البلقاوي ، يحدّث عن الثقات بالبواطيل والموضوعات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٦) : موسى بن محمّد بن عطاء أبو طاهر المقدسي ، منكر الحديث ، ويسرق الحديث ، والموقّري وأبو الطاهر هذان جميعا ضعيفان.

أنبأنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد ابن محمّد بن غالب ـ إجازة ـ قال : هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين.

وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى ، أنا محمّد بن علي الدجاجي ، وعلي ابن محمّد الواسطي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال : موسى بن محمّد بن عطاء المقدسي أبو طاهر عن مالك ، والموقري ، زاد ابن بطريق : ضعيف.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

ح وحدّثنا خالي أبو المعالي القاضي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد ، قال : أبو الطاهر البلقاوي ضعيف.

__________________

(١) الزيادة عن الجرح والتعديل.

(٢) الأصل : «عمر» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) الضعفاء الكبير للعقيلي ٤ / ١٦٩.

(٤) الأصل : قال : قال ، والمثبت عن «ز» ، وم ، ود.

(٥) كذا بالأصل وم ، ود ، و «ز» : الجبلي ، وفي الضعفاء الكبير : الجملي.

(٦) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال.

٢٠٢

أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : موسى بن محمّد البلقاوي ، أبو طاهر ، روى عن مالك بن أنس ، والوليد ، لا شيء.

أخبرنا أبو بكر عوض بن عبد الرّحمن بن عبد العزيز الفامي ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسن العلوي الطبري ـ بهراة ـ قالا : أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الحنفي ، أنا جدي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن أبي قرة الحنفي ، قال : موسى أبو الطاهر المقدسي الدمياطي ، أصله من بلقاء ناحية بالشام ، يضع الحديث على (١) مالك والموقّري.

٧٧٥١ ـ موسى بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو عيسى الهاشميّ

والد عيسى بن موسى.

ولد بالشراة من أعمال البلقاء ، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار قال (٢) في تسمية ولد محمّد بن علي بن عبد الله قال : والإمام إبراهيم بن محمّد ، وموسى بن محمّد مات في حياة أبيه ، وهما لأم ولد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى.

ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدثكم الهيثم بن عدي قال : موسى بن محمّد بن علي ، يكنى أبا عيسى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، قال : فولد محمّد بن علي : موسى بن محمّد ، وأمّه أم ولد ، والعبّاس بن محمّد ، وأمّه أم ولد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن

__________________

(١) في م : عن.

(٢) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣١.

٢٠٣

عثمان بن يحيى ، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال : ذكر علي بن محمّد المدائني وغيره من أهل العلم بالأخبار قالوا : مولد موسى بن محمّد بالشراة في سنة إحدى وثمانين ، وتوفي ببلاد الروم غازيا في سنة ثمان ومائة ، وله سبع وعشرون سنة ونحو ذلك ، وذكر غيره : أن موسى مات في حياة أبيه شهيدا بالشام وهو ابن ثمان عشرة سنة ، وكان قد غزا مع أبيه فمات ، من ولده عيسى بن موسى.

٧٧٥٢ ـ موسى بن محمّد بن عمران بن محمّد بن مصعب بن عبد الله

ابن ثابت بن عبد الله بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد

ابن عبد العزّى القرشي الأسدي الزبيري

[القاضي ببلاد الجزيرة ، أصله من المدينة.

قدم دمشق وحدث بها عن خاله الزبير](١) بن بكار.

روى عنه الحسن بن حبيب الحصائري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه ، أنا الحسن بن حبيب بن عبد الملك ، حدّثني موسى بن محمّد بن عمران ابن محمّد بن مصعب بن عبد الله الزبيري ـ قدم علينا وأنا قاضي الجزيرة ـ حدّثني خالي الزبير ابن بكّار ، حدّثني محمّد بن عبد الملك الأسدي أنه سأل مالك بن أنس عن امرأة أراد أن يتزوجها ، وقصّ خبره وخبرها عليه ، فقال مالك : إنّها لا تحلّ لك في هذا الوقت ، وأمره بالتربّص ، فأنشأ يقول : وكانت تهواه ويهواها :

سأخطبها جهدي وإنّي لخائف

لما قال لي حبر (٢) المدينة مالك

يقول ـ وقد حلّت ـ تربّص (٣) وإنّما

تربّص مثلي لو علمت المهالك

أحرّمت تزويج المحبين بينهم

وأنت امرؤ ـ فيما يرى الناس ـ ناسك

قال : ونا موسى بن محمّد الزبيري ، حدّثني خالي الزّبير بن بكّار ، حدّثني معن بن عيسى قال : جاء ابن (٤) سرحون السلمي إلى مالك بن أنس ، وأنا عنده ، فقال : يا أبا عبد

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وفي المختصر : خير.

(٣) بالأصل : التربص ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) بالأصل : أبو ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٢٠٤

الله ، إنّي قلت أبياتا من الشعر وذكرتك فيها ، فاجعلني في حلّ وسعة ، فقال له مالك : أنت في حلّ مما ذكرتني ، وتغيّر وجهه وظنّ أنه هجاه فقال : إنّي أحببت أن تسمعها فقال له مالك : فأنشدني ، فأنشأ يقول :

سلوا مالك المفتي عن اللهو والصبا

وحبه الحسان الغانيات العواتك

ينبّئكم أنّي مصيب وإنّما

أسلّي هموم النفس عني بذلك

فهل في محبّ يكتم الناس ما به

أثام وهل في ضمة المتهالك (١)

قال معن : فسرّي عن مالك وضحك.

قال : وأنا موسى بن محمّد بن عمران الزبيري ، نا الزّبير بن بكّار ، نا الحارث بن مسكين ، عن عبد الله بن وهب قال : سمعت مالك بن أنس يقول : المراء في العلم يقسّي القلوب ويورث الضغائن.

قال : ونا موسى بن محمّد الزبيري ، نا الزّبير بن بكّار ، نا إسماعيل بن أبي أويس قال : سمعت مالك بن أنس يقول : لا خير في جواب قبل فهم.

٧٧٥٣ ـ موسى بن محمّد بن أبي عوف أبو عمران المزني الصفّار

روى عن عون بن سلام الكوفي ، وأبي جعفر عبد الله بن محمّد النفيلي ، وعمرو بن خالد الحرّاني ، ويحيى بن أيوب ، وحمّاد بن مالك الحرستاني ، ومحمّد بن إسماعيل بن عيّاش ، ومحمّد بن عبيد بن حساب ، وهشام بن عمّار ، وسلمة بن جواس ، وعبد الرّحيم بن مطرف ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري ، وعبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل ، وعبيد بن جناد الحلبي ، ويوسف بن عدي.

روى عنه : عبد الملك بن محمود بن سميع ، وأبو الميمون بن راشد ، وأحمد بن سليمان بن حذلم ، ومحمّد بن هارون بن عبد الرّحمن الداراني ، وأبو إسحاق بن أبي ثابت ، ومعاوية بن يحيى الدمشقي ، وأبو عوانة الإسفرايني وغيرهم.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا موسى بن محمّد بن أبي عوف الصفّار ، نا عون بن سلّام الكوفي ، نا زهير ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل قتل نفسه

__________________

(١) الأصل : «ضنة المتهلك» والمثبت : «ضمة المتهالك» عن د ، و «ز» ، وم.

٢٠٥

بمشاقص (١) ، فلم يصلّ عليه [١٢٦٠٦].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الكتاني ، وعلي بن محمّد بن أبي العلاء ، وأبو نصر الحسين بن محمّد بن طلّاب ، وغنائم بن أحمد بن عبيد الله ، وعلي بن الخضر بن عبدان.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العباس ، وأبو محمّد التميمي ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، وغنائم بن أحمد ، والحسين بن علي بن محمّد بن أبي الرضا.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الواحد ، أنا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، وأبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس ، وأبو يعلى حمزة بن علي البزاز ، قالوا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالوا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو إسحاق بن أبي ثابت ، نا أبو عمران موسى بن محمّد بن هشام بن إسماعيل بن أبي عوف الصفّار الدمشقي ، نا يحيى بن بكير ، حدّثني ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج ، حدّثني مخرمة ، عن أبيه عن عمرو بن شعيب قال : سمعت شعيبا يقول : حدّثني عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لكعب : «لعلك آذاك هوامك ، احلق رأسك وافتد بصيام ثلاثة أيام ، أو إطعام ستة مساكين ، أو انسك شاة» [١٢٦٠٧].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتاني ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نا أبو عمران موسى بن أبي عوف المزني ، نا النّفيلي عبد الله بن محمّد بن علي بن نفيل ، نا نصر بن إسماعيل ـ من أهل الكوفة ـ عن عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد قال : قال علي : إنّ في الجنّة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلّا الصور للرجال (٢) والنساء ، من اشتهى صورة دخل فيها.

ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده عن أبيه ، أنا محمّد بن إبراهيم ابن مروان ، قال : قال عمرو بن دحيم : مات بدمشق لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين ومائتين.

__________________

(١) المشاقص جمع مشقص ، كمنبر ، وهو نصل عريض ، أو سهم فيه ذلك ، والنصل الطويل (القاموس المحيط).

(٢) الأصل وم ، ود ، و «ز» : الرجال ، والمثبت عن المختصر.

٢٠٦

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان الربعي ، قال : قال الطحاوي : وفيها ـ يعني ـ سنة ثمان وسبعين ومائتين مات موسى بن محمّد بن أبي عوف بدمشق.

آخر الجزء الحادي والتسعين بعد الأربعمائة من الأصل (١).

٧٧٥٤ ـ موسى بن محمّد بن يعقوب بن الريّان أبو عمران العكبري المقرئ

سكن دمشق ، وحدّث عن من لم يقع إليّ اسمه.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما نقله من خط محمّد بن عبد الله الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق : أبو عمران موسى بن محمّد بن يعقوب بن الريّان العكبري ، وكان قد سكن دمشق ، ويعرف بأبي عمران المقرئ.

٧٧٥٥ ـ موسى بن محمّد أبو (٢) هارون البكّاء (٣)

نزيل قزوين.

سمع بدمشق صدقة بن خالد ، ويحيى بن حمزة ، وبمصر : الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وبكر بن مضر ، وبالحجاز : عطّاف بن خالد ، وبالعراق : حمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، والهذيل بن بلال.

روى عنه : أبو حاتم الرّازي ، وأبو زرعة الرّازي ثم تركه ، ويعقوب بن يوسف القزويني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا ـ وأبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا ـ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (٤) ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا يعقوب بن يوسف القزويني ، نا موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء ، نا كثير بن عبد الله أبو هاشم قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وسقطت الجملة من قوله : آخر ... إلى هنا من م ، ود.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : بن ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٢٢٠ وتاريخ بغداد ١٣ / ٣٥ والجرح والتعديل ٨ / ١٦٠.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٣٦.

٢٠٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا بني أكثر من الدعاء ، فإنّ الدعاء يرد القضاء المبرم» [١٢٦٠٨].

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء نزيل قزوين ، روى عن الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وعطّاف بن خالد ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وحفص بن ميسرة ، والهذيل بن بلال ، سمع منه أبي هارون.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني ، وأبو منصور المقرئ ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء ، من أهل قزوين ، نزل بغداد ، وحدّث عن الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وبكر بن مضر ، وأبو هامش الأبلّي ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وحفص بن ميسرة ، وهذيل بن بلال ، وعطّاف بن خالد وغيرهم.

ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم أن أباه سمع منه.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني الفقيه ، وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب قال (٣) : حدّثت عن محمّد بن العباس بن الفرات ، أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي ، نا أبو بكر الخلّال ، نا الحسن بن عبد الوهّاب ، نا الفضل بن زياد ، قال : سألت أبا عبد الله عن أبي هارون بن البكّاء فقال : ليس بثقة ولا أمين ، ولا كرامة له ، قيل له : من هذا يا أبا عبد الله؟ قال : رجل كان هاهنا صديقا للهيثم بن خارجة يدعي عن عبد الله بن لهيعة ، وليث بن سعد ، وبكر بن مضر.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٤) ، نا الحسين بن الحسن قال : سألت يحيى بن معين عن أبي هارون البكّاء [الذي يكون بقزوين ، فقال : أعرفه ، ليس هو ممن ينبغي أن يكتب عنه ، قال :

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦٠.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٣٥.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٣٦.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦٠.

٢٠٨

وسألت أبي عن أبي هارون البكاء ، فقال : محله عندي الصدق قدم الشام فكتب عن صدقة بن خالد ويحيى بن حمزة ، ولا أعلم أني عثرت عليه بشيء. قال : وسألت أبا زرعة عن أبي هارون البكاء](١) فكلح وجهه ، فقيل له. أي شيء أنكروا عليه؟ فقال : لا أعلم شيئا أنكروا عليه ، وأنا لا أحدّث عنه ، ولا يعرف بالعراق ، وكان في كتابنا حديث قد كان حدّث عنه قديما ، فلم يقرأه علينا ، فضربنا عليه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ نا أحمد بن القاسم بن يوسف ، نا أحمد بن طاهر بن النجم ، نا سعيد بن عمرو البردعي قال : قلت له ـ يعني ـ أبا زرعة الرازي : أبو هارون البكّاء ، فكلح وجهه وقال بيده هكذا ، قلت : فبأي [شيء](٢) أنكروا عليه؟ قال : أما شيء كذا فلا أعلمه إلّا أن أصحابنا حكوا عن يحيى بن معين أنه قال فيه شيئا ليس من طريق الحديث مثل الشراب وأشباهه.

٧٧٥٦ ـ موسى بن محمّد بن عمران الأثط

حدّث بدمشق عن محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي.

روى عنه : أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار.

٧٧٥٧ ـ موسى بن مروان أبو عمران البغدادي (٣)

نزيل الرقّة التمّار.

سمع بدمشق الوليد بن مسلم ، وشعيب بن إسحاق الدمشقيين ، وسويد بن عبد العزيز ، وبحمص : بقية بن الوليد ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، ويحيى بن سعيد العطّار ، وبالموصل : المعافى بن عمران ، وعمر بن أيوب ، وعيسى بن يونس السبيعي ، وعبيدة بن حميد ، وعطاء ابن مسلم الحلبي ، وزكريا بن منظور القرظي المدني ، ويوسف بن الغرق (٤) بن نمارة قاضي الأهواز ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ، وأبا معاوية الضرير.

روى عنه : أبو داود في سننه ، وأبو حاتم الرّازي ، وعلي بن الحسن الهسنجاني ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم ، والجرح والتعديل.

(٢) سقطت من الأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٥٠٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٧٩ وتاريخ بغداد ٣ / ٤١ والجرح والتعديل ٨ / ١٦٥.

(٤) الكلمة غير واضحة تماما وقد تقرأ : الفرق ، بالفاء بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٢٠٩

والحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان الرّقّي ، وأبو الحسن أحمد بن سيّار المروزي ، والقاسم ابن الليث الرسعني ، وأحمد بن النّضر (١) العسكري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، وجنيد بن حكيم الدقاق ، وأبو الحسن أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر الدمشقي.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا الحسين بن عبد الله بن يزيد بن الأزرق القطّان الرّقّي ، نا موسى بن مروان الرّقّي ، نا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن [مسعر ، عن](٢) سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، عن علي قال : شهدت أنا وأبو بكر وعمر بدرا ، فكان جبريل عن يميني ، وميكائيل عن يمين أبي بكر ـ أو قال جبريل عن يمين أبي بكر ، وميكائيل عن يميني ـ عليهم‌السلام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن ناصر ـ قراءة ـ عن أبي الفضل بن الحكّاك ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عمران موسى بن مروان.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

موسى بن مروان الرقّي أبو عمران ، روى (٤) عن عمر بن أيوب الموصلي ، وبقية بن الوليد ، سمع منه أبي بالرّقّة (٥) ، روى عنه علي بن الحسن الهسنجاني (٦).

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عمران موسى بن مروان الجزري الرّقّي ، سمع المعافى بن عمران أبا مسعود

__________________

(١) الأصل وم ود ، و «ز» : النصر ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن م ، ود ، و «ز».

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦٥.

(٤) في الجرح والتعديل : روى عن بقية بن الوليد ، ولم يزد.

(٥) اللفظة ليست في الجرح والتعديل.

(٦) قوله : روى عنه ... إلى هنا سقط من الجرح والتعديل.

٢١٠

الموصلي ، وعمر بن أيوب الموصلي ، روى عنه أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : موسى بن مروان أبو عمران نزل الرّقّة ، وحدّث بها عن المعافى بن عمران الموصلي ، وأبي معاوية الضرير ، وعبيدة بن حميد الحذاء ، روى عنه الحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان الرقّي ، وجنيد بن حكيم الدقّاق وغيرهما.

قال الخطيب : وأنا الأزهري ، والحسن بن محمّد بن عمر النرسي.

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (٢) ، نا أبو الحسين محمّد بن علي ابن المهتدي.

قالوا (٣) : أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد ، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري (٤) ، قال : موسى بن مروان البغدادي ، يكنى أبا عمران ، مات بالرّقّة ، وبها ولده ، كان ينزل خندق (٥) حسين الخادم بربض الرافقة سنة ست وأربعين ومائتين.

٧٧٥٨ ـ موسى بن نصير أبو عبد الرّحمن (٦)

مولى امرأة من لخم ، ويقال : إنه مولى لبني أمية ، وأصله من عين التمر (٧) ، ويقال : هو من إراشة من بليّ ، سبي أبوه من جبل الجليل (٨) من الشام في زمن أبي بكر ، وكان اسمه نصرا ، فصغّر ، وأعتقه بعض بني أميّة ، فرجع إلى الشام ، وولد له موسى بقرية يقال لها

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٤١.

(٢) بالأصل : المزرقي ، وفي «ز» : «المرزمي» وفي م : المرزقي ، وبدون إعجام في د.

(٣) الخبر رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ٤١.

(٤) في تاريخ بغداد : أبو علي محمد بن سعيد الحراني.

(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : «خندق» والذي في تاريخ بغداد وتهذيب الكمال : فندق ، وهو أشبه ، وقد ورد ذكر «فندق الحسين» في معجم البلدان في مادة : الفندق ... قال : وفندق الحسين : موضع آخر ، ولم يحدده.

(٦) ترجمته وأخباره في البيان المغرب (الفهارس) وفيات الأعيان ٥ / ٣١٨ وجذوة المقتبس ص ٣٣٨ وبغية الملتمس ٤٤٢ وتاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٨ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٩٦ ونفح الطيب ١ / ٢٢٩ وشذرات الذهب ١ / ١١٢ والإمامة والسياسة (الفهارس) ، وتاريخ الطبري (الفهارس) وتاريخ ابن الأثير (الفهارس).

(٧) عين التمر : بلدة قريبة من الأنبار ، غربي الكوفة (راجع معجم البلدان).

(٨) كذا رسمها بالأصل وم ، و «ز» : جبل الجليل ، والذي في المختصر : جبل الخليل ، وجاء في معجم البلدان في مادة كفرمثرى : جبل الخليل.

٢١١

كفرمثرى (١) ، وهو صاحب فتوح الأندلس ، وكان أعرج.

روى عن : تميم الداري.

روى عنه : يزيد بن مسروق اليحصبي ، وابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير ، وقتل ابنه هذا في حياته.

وولّاه معاوية البحر ، وشهد مرج راهط و؟؟؟ (٢) ثم هرب ولحق بعبد العزيز بن مروان [فاستوهبه من مروان ، وقيل إن موسى كان يقرأ الكتب ، فوجد أمر بني أمية ، فانقطع إلى مروان](٣) وهو بالمدينة ، فخرج إلى الشام ثم ترقّت أحواله حتى ولي الأندلس ، وقدم دمشق على الوليد بن عبد الملك ، وقدم معه بمائدة سليمان بن داود التي أصابها بالأندلس.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ـ إذنا ـ وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أبو سعيد بن يونس قال : موسى بن نصير يكنى أبا عبد الرّحمن ، صاحب فتح الأندلس ، يقال : مولى لخم ، يروي عن تميم الدّاري ، روى عنه يزيد بن مسروق اليحصبي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد البزاز ـ قراءة عليه ـ نا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي في كتاب مولى أهل مصر ، قال : ومنهم أبو عبد الرّحمن موسى بن نصير مولى عمم (٤) من لخم ، كان مولده سنة تسع عشرة ، وولّاه معاوية البحر ، فغزا قبرس وبنى هنالك حصونا ومينايات (٥) منها حصن يا؟؟؟ س (٦) وال ... (٧) عوصه (٨).

أخبرني بذلك عبد الوهّاب ، عن علي بن قديد ، عن يحيى بن عثمان ، عن البصري.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل ، عن أبي عبد الله محمّد بن أبي

__________________

(١) كفرمثرى ضبطت بالقلم عن معجم البلدان ، لم يحددها ياقوت ، وكأنه كان ينقل عن المصنف.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، و «ز» ، ود.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) كذا رسمها بالأصل ود ، وفي م ، و «ز» : عم.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم ، و «ز» ، وفي المختصر : «مثابات».

(٦) كذا صورتها بالأصل وم ، ود ، و «ز» ، لم يعجم إلا الحرف الأول منها ، وفي المختصر : يابس ، راجع حوله معجم البلدان.

(٧) كذا بياض بالأصل وم ، و «ز» ، ود.

(٨) كذا.

٢١٢

نصر الحميدي [صاحب تاريخ الأندلس قال (١) : موسى بن نصير ، أبو عبد الرّحمن](٢) صاحب فتح الأندلس ، وكان أميرا بأفريقية والمغرب ، وليها في سنة تسع وسبعين ، وكانت الولاة في كلّ ذلك من قبله ، يقال : إنه مولى لخم ، وهو من التابعين ، روى عن تميم الدّاري ، روى عنه يزيد بن مسروق اليحصبي ، مات بمرّ الظهران (٣) ، أو بوادي القرى على اختلاف فيه ، وذلك في سنة سبع أو تسع وتسعين ، وكان خرج مع سليمان بن عبد الملك إلى الحج ، وقد ألّف في [أخباره في](٤) فتوح الأندلس وكيف جرى الأمر في ذلك رجل من ولده يقال له معارك بن مروان بن عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير أبو معاوية.

ذكره أبو سعيد ـ يعني : ابن يونس ـ.

أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش ، عن رشأ ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، نا أبو عمر الكندي ، حدّثني ابن قديد ، عن عبيد الله ، عن أبيه ، أخبرني بعض مشايخنا أن معاوية بعث لابتناء ياس (٥) من قبرس رجلين من الموالي ، أحدهما موسى بن نصير ، والآخر : المهاجر بن دعلج مولى خولان ، وولّى أبا الأعور السّلمي البعث ، فلمّا قدما عليه رأى موسى أجسم من المهاجر فقال : ما ينبغي للسلطان أن يستعين إلّا بالجسيم لهيبته.

قال : ونا أبو عمر ، أخبرني عبد الوهّاب ، عن ابن قديد ، عن أبي عثمان ، عن النصيري أن موسى بن نصير كان ممن بايع لابن الزبير ، وحضر يوم المرج مع الضّحّاك ، فلمّا انهزم أهل المرج وقتل الضّحّاك لحق موسى بن نصير بفلسطين ، فكان مع ناتل بن قيس يدعو إلى ابن الزبير ، فأهدر مروان دمه ، فاستجار موسى بعبد العزيز بن مروان ، فوهبه له مروان ، وخرج به معه ، وهو سائر إلى مصر ، وهم في طاعة ابن الزبير وعليهم ابن جحدم (٦) الفهري ، فلما بلغ أهل مصر (٧) مسير مروان خندقوا على الفسطاط خندقا ، واستعدوا لحربه ، ووجهوا مراكب مصر إلى سواحل الشام ليخالف إلى ذراريهم وعيالهم ، وكان على تلك المراكب الأكدر بن حمام اللخمي ، فلمّا بلغ مروان العريش بلغه أن مراكب أهل مصر قد سارت إلى

__________________

(١) الخبر رواه الحميدي في كتابه المسمى جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص ٣٣٨ رقم ٧٩٣.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز» ، وم ، وانظر جذوة المقتبس.

(٣) مرّ الظهران : موضع على مرحلة من مكة (معجم البلدان).

(٤) الزيادة عن م ، و «ز» ، ود.

(٥) كذا ، راجع ما مرّ قريبا.

(٦) في م : ابن جهرم.

(٧) من قوله : وهم إلى هنا استدرك على هامش «ز».

٢١٣

عيالات أهل الشام ، فراعه ذلك ، فاستشار موسى بن نصير فقال له موسى : إن كانوا قد خرجوا في هذه الأيام فقد كفيتهم ، فقال له مروان : أزبيرية هذه يا موسى؟ قال : ستعلم يا أمير المؤمنين (١) أزبيرية هي أم مروانية ، إنّي عالم بهذا البحر ، فعقد له مروان على خيله ووجهه ، فسار موسى فيمن معه حتى إذا كان ببعض الشام رأى تكدّرا من النجوم ليلة من ذلك ، فقال : لا يبقى الليلة في البحر مركب إلّا تكسر وذهب ، فأجاز إلى عكا ويافا ، فألقى مراكب أهل مصر قد ألقاها الريح تلك الليلة فتكسرت ، فأخذهم موسى أسرى ، وهي ستمائة رجل كلهم من لخم ، وجعل مروان يتلبث في مسيره ذلك انتظارا لما يأتيه من قبل موسى ، فلما ظفر موسى بالقوم أقبل بهم ، وأغذّ السير حتى أدرك مروان بخربة القتيل فيما بين الفرما (٢) والجفار (٣) ، فدخل على مروان ، فأخبره الخبر ، وأتاه بالأسارى فأجازه مروان بألف دينار ، وسار مروان حتى إذا كان بجرجير (٤) انتهى إليه ما استعدّ به أهل مصر ، فبعث إلى وجوه من معه من أهل الشام وأهل بيته فقال : أشيروا عليّ في هؤلاء الأسرى ، فقال كلّ امرئ منهم برأيه ، وموسى ساكت ، فالتفت إليهم مروان فقال : ما لك يا ابن نصير لا تتكلم؟ قال : يا أمير المؤمنين قال : أخاف من [الكلمة](٥) التي كانت بالأمس ، قال : تكلم ، فلست عندنا ظنينا اليوم ، قال : أرى يا أمير المؤمنين أن تفكّ عانيهم ، وأن تحسن صفادهم (٦) ، وأن تبلغهم مأمنهم ، وأن تعف عنهم ، فيأتي الرجل منهم غدا قومه فيقول فيها لا يستطيعون رده من الثناء (٧) عليك ، فقبل مروان مشورة موسى وفك عنهم ، فقال رجل من أهل مصر من مراد :

جزاك الله يا ابن نصير خيرا

فقد أنجيت من قتل وأسر

عشية قال مروان أشيروا

علي برأيكم في أهل مصر

فقلت بما تراه الحظّ نصحا

ولم تك (٨) مثل نعمان وعمرو

__________________

(١) في المختصر : سيعلم أمير المؤمنين.

(٢) الفرما : مدينة على الساحل من ناحية مصر ، أو حصن على ضفة البحر (معجم البلدان).

(٣) الجفار : أرض بين فلسطين ومصر (معجم البلدان).

(٤) جرجير : موضع بين مصر والفرما (معجم البلدان).

(٥) بياض بالأصل وم ، و «ز» ، ود ، والكلمة أثبتت عن المختصر.

(٦) الصفاد : العطاء.

(٧) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، ود ، والذي في المختصر : النبأ.

(٨) الأصل : يكن ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٢١٤

فمن يك كافرا نعماك يوما

فإنّي شاكر لك طول دهري

ثم إن مروان صالح أهل مصر ودخلها صلحا سنة خمس وستين ، وخرج مروان عن مصر راجعا إلى الشام واستخلف على مصر ابنه عبد العزيز بن مروان وخلف معه بشر بن مروان ، ثم توفي مروان بالشام ، واستخلف عبد الملك ، فكتب عبد الملك إلى أخيه بشر بن مروان وهو بمصر يوليه العراق ، وذلك بعد قتل مصعب بن الزّبير ، وكتب عبد الملك إلى أخيه عبد العزيز أن أشخص مع بشر موسى بن نصير وزيرا (١) ، فخرج بشر من مصر ومعه موسى بن نصير ، وعدي بن ذكر مولى بني رميلة من تجيب وسريح بن أسلم الحضرمي ، ولقيط بن ناشرة المهري ، حتى نزلوا البصرة ، فكان موسى بن نصير على أمره كله إلى أن توفي بشر بن مروان (٢) ، ورجع (٣) موسى بن نصير إلى مصر ، فكان من آثر الناس عند عبد العزيز بن مروان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : وفيها ـ يعني ـ سنة ثمان وسبعين قفل حسان بن النعمان الغساني من القيروان ، واستخلف سفيان بن مالك الثقفي (٥) ، [وقدم على عبد الملك فردّه إلى أفريقيا وزاده طرابلس فقدم على](٦) عبد العزيز بن مروان مصر ، فلم يتقدم (٧) ، وولّى موسى بن نصير سنة تسع وسبعين ، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك ، فقدم حسّان على عبد الملك ، فأمره بلزوم بيته.

وفيها (٨) ـ يعني ـ سنة تسع وسبعين غزا موسى بن نصير أرض المغرب ، فحدّثني بكر بن

__________________

(١) راجع الإمامة والسياسة بتحقيقنا ٢ / ٦٩.

(٢) ذكر ابن كثير وفاته سنة ٧٤ بالبصرة ، قال ابن الأعثم في الفتوح ٦ / ٣١٩ أن بشر بن مروان اعتل علة شديدة واستسقى بطنه فمات.

(٣) يفهم من عبارة الإمامة والسياسة أن خالد بن أبان كتب من الشام إلى موسى بن نصير : إنك معزول ، وقد وجه إليك الحجاج بن يوسف. وقد أمر فيك بأغلظ أمر ، فالنجاة والوحى الوحى ، فإما أن تلحق بالفرس فتأمن ، وإما أن تلحق بعبد العزيز مستجيرا.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٧٧.

(٥) قوله : «واستخلف سفيان بن مالك الثقفي» ليس في تاريخ خليفة.

(٦) ما بين معكوفتين غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير ، وقد استدرك عن د ، و «ز» ، وم ، وتاريخ خليفة.

(٧) في تاريخ خليفة : فلم ينفذه عبد العزيز.

(٨) تاريخ خليفة ص ٢٧٨.

٢١٥

عطية عن عوانة قال : أول قبيل من البربر غزاهم موسى بن نصير الذين قتلوا عقبة بن نافع ، ثم سار إليهم بنفسه ، فقتل وسبى وهرب ملكهم كسيلة.

وقال محمّد بن سعيد (١) : قتل موسى وسبى حتى انتهى إلى طبنة (٢) وصنهاجة (٣) ، بلغ سبيهم عشرين ألفا ، وذلك سنة إحدى وثمانين.

وفيها (٤) ـ يعني ـ سنة اثنتين وثمانين أغزى موسى بن نصير المغيرة بن أبي بردة العبدري (٥) [إلى صنهاجة.

وفيها يعني سنة ست وثمانين وجه موسى بن نصير المغيرة بن بردة العبدري](٦) في مراكب ، فافتتح أوليّه وهي أول مدائن صقلية من أرض المغرب.

وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وثمانين أغزى موسى بن نصير ابنه عبد الله بن موسى بن نصير سردانية من بلاد المغرب ، فافتتح [قولة](٧)

[وفيها أغزى موسى بن نصير أيضا عبد الله بن حذيفة سردانية فغنم وأصاب سبيا وغنائم](٨) وفيها أغزى ابن أخيه أيوب وهو ابن حبيب ممطورة فبلغ سبيهم ثلاثين ألفا (٩) ، وفيها (١٠) ـ يعني ـ سنة تسع وثمانين أغزى موسى بن نصير ابنه عبد الله بن موسى فأتى ميورقة ومنورقة جزيرتين بين صقلية والأندلس ، فافتتحهما الله وهذه الغزوة تسمى غزوة الأشراف ، كان معه أشراف الناس ، وفيها أغزى موسى بن نصير ابنه مروان بن موسى السوس الأقصى ، فبلغ السبي أربعين ألفا.

وفي (١١) سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بن نصير بلاد المغرب ، حدّثني بكر بن عطية

__________________

(١) الأصل وم ود ، و «ز» : سعد ، والمثبت عن تاريخ خليفة.

(٢) طبنة : بلدة في طرف أفريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب (معجم البلدان).

(٣) الأصل وم ، و «ز» ، ود : طباجة ، والمثبت عن تاريخ خليفة.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٨٨.

(٥) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، ود ، وفي تاريخ خليفة : العبدي.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم وتاريخ خليفة.

(٧) سقطت من الأصل ود ، و «ز» ، وم ، واستدركت عن تاريخ خليفة.

(٨) تاريخ خليفة ص ٣٠٠ وما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز» ، وم ، وتاريخ خليفة.

(٩) من قوله : وغنائم .. إلى هنا ليس في تاريخ خليفة.

(١٠) تاريخ خليفة ص ٣٠٢.

(١١) تاريخ خليفة ص ٣٠٥.

٢١٦

عن عوانة قال : غزا موسى بن نصير في المحرم سنة ثلاث وتسعين فأتى طنجة ، ثم سار لا يأتي على مدينة فيبرحها حتى يفتحها أو ينزلون على حكمه ، ثم سار إلى قرطبة ، ثم سار مغربا ، فافتتح مدينة باجة مما يلي البحر ، وافتتح مدينة البيضاء ، ووجّه الجيوش فجعلوا يفتحون ويغنمون.

وفيها (١) ـ يعني ـ سنة أربع وتسعين قدم موسى بن نصير من الأندلس ، وأوفد (٢) وفدا إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بما فتح الله على يديه ، وما معه من الأموال والتيجان ، وبعث إليه بالخمس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفي سنة تسع وسبعين أمّر موسى بن نصير على أفريقية.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار ، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر الربعي ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا عبد الملك بن شعيب ، حدّثني ابن وهب ، أخبرني الليث.

أن موسى بن نصير حين غزا المغرب بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مائة ألف ، وبعث ابن أخيه في جيش ، فأصاب أيوب ابن أخيه مائة ألف ، فقلت لليث : من هم؟ قال : البربر ، فلمّا جاء كتابه بذلك قال الناس : ابن نصير والله أحمق ، من أين له عشرون ألفا يبعث بهم إلى أمير المؤمنين في الخمس ، فبلغ ذلك موسى بن نصير فقال : ليبعثوا من يقبض لهم عشرين ألفا ، قال : فلمّا فتحوا الأندلس جاء إنسان فقال : ابعث معي أدلكم على كنز قال : فبعث معه فقال لهم الذي جاءهم : انزعوا هاهنا ، فنزعوا فسال عليهم من الزبرجد والياقوت شيء لم يروا مثله قط ، فلمّا رأوه بهتوا وقالوا : لا يصدقنا موسى بن نصير أبدا ، أرسلوا إليه ، فأرسلوا إليه حتى جاء ونظر إليه ، قال الليث : وإن (٣) كانت الطنفسة لتوجد منسوجة بقضبان الذهب ، تنظم السلسلة من الذهب باللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، قال : فكان البربريان ربّما

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٠٦.

(٢) في تاريخ خليفة : «وافدا» بدلا من «وأوفد وفدا».

(٣) استدركت على هامش «ز».

٢١٧

وجداها فلا يستطيعا حملها ، حتى يأتيا بالفأس فيضربان وسطها ، فيأخذ أحدهما نصفها والآخر نصفها ، فنشر (١) معها شرا (٢) ، وقال ليس معها ... (٣) والناس مشتغلون بغير ذلك ، قال الليث : ولقد سمع يومئذ منادي (٤) ينادي لا يعرفونه ولا يرونه : أيها الناس ، إنه قد فتح عليكم باب من أبواب جهنم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر ، نا أبو عمر الكندي قال : فحدّثني عاصم بن رازح الخولاني ، نا أبو قرة الرعيني عن أبيه أبي خليفة ، حدّثني الحسن بن معاوية بن مروان النصيري ، حدّثني ابن أبي ليلى التّجيبي أنه سمع شيخا من مشايخهم كان عالما بأمور المغرب يقول :

لما دخل موسى بن نصير أفريقية أقام بها أشهرا يغزو أطرافها ، فلمّا كان من عامه ذلك في رمضان ودنا العيد ، لم يشعر الناس به إلّا وقد صعد المنبر ، فأمر بالأبواب فأخذت على الناس فارتاعوا لذلك ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيها الناس ، فإنكم قد أصبحتم في نحور عدوكم ، وبأقصى ثغر من ثغوركم ، أبعده شقة ، وأشده انتياطا (٥) بدار قد شحطت عن دياركم ، ومصر قد نأى عن أمصاركم ، بين عدو كلب عليكم قد قربت داره منكم ، فأنتم منه بمرأى ومسمع ، وكفى بالله نصيرا ، وقد رأيت ضعفا من قوتكم ، ورثاثة من عدّتكم ، وقد عزمت على قسم فيئكم بينكم ، فإن يمضه أمير المؤمنين فحقكم أؤدي إليكم ، وإن يكن له رأي غير ذلك أكن له به كفيلا ، وقد أمرت لكم من مالي بمعونة وهي مني لكم في كلّ عام إن شاء الله ، ففي ذلك يقول زائدة بن الصلت الغسّاني ، وكان من فرسان المغرب المعدودين :

قد سن موسى سنّة وأثرا

مآثرا محمودة لن تنكرا

بالقيروان فاق فيها البشرا

ما سنّه من قبله فيؤثرا

__________________

(١) كذا رسمها.

(٢) كذا رسمها.

(٣) بياض بالأصل ، وم ، ود ، و «ز».

(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وم : منادي ، بإثبات الياء.

(٥) انتاط : بعد. (القاموس).

٢١٨

في سالف الدهر ولا من غبرا

من كان ذا ملك ومن تأمّرا

إلّا أبا بكر وإلّا عمرا

سنّ الذي شأى (١) وقصّ الأثرا

أعطى الغنيّ حقه والأفقرا

وسن أخرى بعدها لتذكرا

سنّ لنا في عيده إذ أفطرا

في كلّ عام سنة لن تكفرا

معونة أطابها وأكثرا

لمّا علا في العيد منا المنبرا

كأنه البدر إذا ما أبدرا

واحتضر الناس فجاءوا زمرا

أنهب (٢) فينا بدرا فبدرا

فوارد أنهله وأصدرا

وصادر يحمد منه الخبرا

حتى إذا ما غمّ منا الحصرا

كبيرنا عمّ وعمّ الأصغرا

من كان من ذي يمن ومضرا

نادى مناديه فأعطى الحسرا

يا أيها السائل كيما تخبرا

عندي اليقين فاستمع وأبصرا

__________________

(١) الأصل وم ود ، و «ز» : «سا» والمثبت عن المختصر وشأى : سبق.

(٢) الأصل : أذهب ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٢١٩

إن كنت لم تشعر بأمر فاشعرا

أصبح موسى بالتقى مؤزرا

مرتدي المجد وعزّا قسورا

أحيا التقى فينا وأحيا السورا

وأيّد الله به ونصرا

دين النبي أحمد المطهرا

بالغرب لما أن طغى واستكبرا

بالخيل يعدو قلصا وضمرا

يثرن بالنقع العجاج الأكدرا

يحملن أمثال الليوث كشرا

من سر قحطان ومن يبررا

سبعين ألفا بالحديد كفرا

فالحمد لله الذي تكبرا

أعطاك ملكا وحباك الظفرا

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وثمانين غزا موسى بن نصير سلوما (٢) من أرض أفريقية ، فنزل على أوربة (٣) ، فقاتلوه ، ثم فتح الله عليه ، فقتل وسبى ، فحدّثني أبو خالد بن سعيد قال : بلغ السبي خمسين ومائة ألف رأس (٤).

قال : ونا خليفة قال (٥) : سنة خمس [وتسعين فيها : قفل موسى بن نصير من](٦) أفريقية

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٠ (ت. العمري).

(٢) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، ود ، وفي تاريخ خليفة : شكوما.

(٣) أوربة : قبيلة من البربر مساكنهم قرب فاس (معجم البلدان).

(٤) قوله : «بلغ السبي خمسين ومائة ألف رأس» ليس في تاريخ خليفة ، وذكر خليفة نقلا عن أبي خالد ، قولا آخر.

(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٠٧.

(٦) غير واضح بالأصل لسوء التصوير ، والمستدرك بين معكوفتين استدرك عن د ، و «ز» ، وم ، وتاريخ خليفة.

٢٢٠