الإكتفا - ج ٢

أبي الربيع سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي الأندلسي

الإكتفا - ج ٢

المؤلف:

أبي الربيع سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي الأندلسي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2943-0

الصفحات: ٦٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

المسلمين عنى أبو كثير النهشلى إذ قال :

سقى مزن السحاب إذا استهلت

مصارع فتية بالجوزجان

إلى القصرين من رستاق خوط

أقادهم هناك الأقرعان

وهى طويلة.

ذكر جرى الصلح بين الأحنف وبين أهل بلخ (١)

قال المدائنى بإسناده عن إياس بن المهلب : سار الأحنف من مروالروز إلى بلخ ، فحاصرهم ، فصالحه أهلها على أربعمائة ألف ، فرضى بذلك منهم ، واستعمل ابن عمه أسيد بن المتشمس على أخذها منهم ، ومضى إلى خوارزم ، فأقام حتى هجم عليه الشتاء ، فقال لأصحابه : ما ترون؟ فقال له حصين : قد قال عمرو بن معدى كرب :

إذا لم تستطع شيئا فدعه

وجاوزه إلى ما تستطيع

فأمر الأحنف بالرحيل ، ثم انصرف إلى بلخ ، وقد قبض ابن عمه ما صالحهم عليه ، ووافق مهرجانهم وهو يجيبهم ، فأهدوا إليه هدايا من آنية الذهب والفضة ودنانير ودراهم ومتاع ودواب ، فقال أسيد : هذا لم نصالحكم عليه ، قالوا : لا ، ولكن هذا شيء نصنعه فى هذا اليوم لمن ولينا ، نستعطفه به ، قال : ما أدرى ما هذا؟ وإنى لأكره أن أرده ، ولعله من حقى ، ولكنى أقبضه وأعزله حتى أنظر ، وقدم الأحنف ، فأخبره ، فسألهم عنه ، فقالوا مثل ما قالوا له ، فقال الأحنف : آتى به الأمير ، فحمله إلى ابن عامر وأخبره عنه ، فقال : اقبضه يا أبجر ، فهو لك ، قال : لا حاجة لى فيه ، فقال ابن عامر : ضمه إليك يا مسمار ، قال : فضمه القرشى ، وكان مضما.

وذكر المدائنى بإسناد آخر : أن ابن عامر حين صالح أهل مرو ، وصالح الأحنف أهل بلخ بعث خليد بن عبد الله الحنفى إلى هراة وإلى باذغيس ، فافتتحهما ، ثم كفر العدو بعد ذلك فكان مع قارن.

وقال : ولما رجع الأحنف قال الناس لابن عامر : ما فتح على أحد ما فتح عليك ، فارس ، وكرمان ، وسجستان ، وعامة خراسان ، فقال : لا جرم ، لأجعلن شكرى لله على ذلك أن أخرج معتمرا من موقفى ، فأحرم بعمرة من نيسابور ، فلما قدم على عثمان ، رضي‌الله‌عنه ، لامه على إحرامه من خراسان ، وقال له : ليتك تضبط الميقات الذي يحرم

__________________

(١) انظر : الطبرى (٤ / ٣١٣ ، ٣١٦).

٦٢١

منه الناس. قال : استخلف ابن عامر على خراسان حين خرج منها سنة اثنتين وثلاثين قيس بن الهيثم ، فجمع قارن جمعا كثيرا من ناحية الطبسين وأهل باذغيس وهراة وقهستان ، فأقبل فى أربعين ألفا ، فقال قيس لعبد الله بن حازم : ما ترى؟ قال : أرى أن تخلى البلاد فإنى أميرها ، ومعى عهد من ابن عامر ، إذا كانت حرب بخراسان فأنا أميرها ، وأخرج كتابا قد افتعله ، فكره قيس مشاغبته ، فخلاه والبلاد ، وأقبل إلى ابن عامر ، فلامه ابن عامر ، وقال : تركت البلاد حربا وأقبلت؟ قال : جاءنى بعهد منك.

قال : وسار ابن خازم إلى قارن فى أربعة آلاف ، وأمر الناس فحملوا الودك ، فلما قرب من عسكره أمر الناس أن يدرج كل واحد منهم على زج رمحه ما كان من خرقة أو قطن أو صوف ، ثم يوسعوه ودكا من سمن أو زيت أو دهن أو إهالة. وقدم مقدمته ستمائة ، ثم أتبعهم ، وأمر الناس فأشعلوا النيران فى أطراف الرماح ، وجعل بعضهم يقتبس من بعض ، وانتهت مقدمته إلى عسكر قارن نصف الليل ، ولهم حرس ، فناوشوهم ، وهاج المشركون على دهش ، وكانوا آمنين على أنفسهم من البيات ، ودنا ابن خازم منهم ، فرأوا النيران يمنة ويسرة ، وتتقدم وتتأخر ، وتنخفض وترتفع ، ولا يرون أحدا فهالهم ذلك ، ثم غشيهم ابن خازم بالمسلمين ، ومقدمته تقاتلهم ، فقتل قارن وانهزم العدو ، فاتبعوهم يقتلونهم كيف شاءوا ، وأصابوا سبيا كثيرا ، وأخذ ابن خازم عسكر قارن بما كان فيه ، وكتب بالفتح إلى ابن عامر ، فرضى وأقره على خراسان ، فلبث عليها حتى انقضى أمر الجمل.

وقد روى أنه لما جمع قارن هذا الجمع للمسلمين ، ضاق المسلمون بأمرهم ، واستشار قيس ، عبد الله بن خازم فى ذلك ، فقال له : إنك لا تطيق كثرة من أتانا ، فاخرج بنفسك إلى ابن عامر فتخبره بكثرة من جمعوا لنا ، ونقيم نحن فى هذه الحصون نطاولهم حتى تقدم ويأتينا مددكم ، فخرج قيس ، فلما أمعن أظهر ابن خازم عهدا ، وقال : قد ولاني ابن عامر على خراسان ، فسار إلى قارن وظفر به ، وكتب بالفتح إلى ابن عامر ، فأقره على خراسان ، فلم يزل أهل البصرة يغزون من لم يكن صالح من أهل خراسان ، فإذا رجعوا خلفوا أربعة آلاف للعقبة ، فكانوا كذلك حتى كانت الفتنة ، فالله أعلم أى ذلك كان.

فتح عمورية وانتقاضها

وعن سعيد بن عبد العزيز : أن عثمان رضي‌الله‌عنه ائتمّ بأبى بكر وعمر رضى الله

٦٢٢

عنهما فى أثرة المجاهدين وتقويتهم بالأموال ، ولقد زاد عثمان أهل العطاء مائة مائة ، وتابع إغزاءهم أرض الروم ، حتى ذلت عمورية وما دونها من مدائن ضاحية الروم على أداء الجزية ، وعلى إنزال جماعة من المسلمين مدينة عمورية يقاتلون من خلفها ، فلم يزل المسلمون بها حتى بلغ أهل عمورية قتل عثمان رضي‌الله‌عنه قبل أن يبلغ ذلك من كان بها من المسلمين ، فقتلوهم على فرشهم ، وانتقض ذلك الصلح.

وتمت الفتوح بعثمان رضي‌الله‌عنه ورحمه فلم تفتح بعده بلدة إلا صالحا ، كان كفر أهلها ، أو أرض مما افتتح ، عيال على ما افتتح عمر ، لا يقوى عليها الجنود إلا بالفىء الذي أفاء الله عزوجل على عمر رضي‌الله‌عنه.

مقتل عثمان رضي‌الله‌عنه

وقتل عثمان رضي‌الله‌عنه بالمدينة فى الثامن عشر لذى الحجة سنة خمس وثلاثين ، وقيل فى وسط أيام التشريق ، وقيل يوم التروية ، وقيل غير ذلك ، ولا خلاف بينهم فى أنه قتل فى ذى الحجة ، وإنما الخلاف فى أى يوم منه قتل ، وكانت خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وأياما ، وسنه يوم قتل مختلف فيها أيضا على ما قيل فى ذلك أنه كان ابن تسعين سنة ، وقيل : ابن ثمان وثمانين سنة ، وقيل : ابن ست وثمانين سنة ، وقيل : ابن اثنتين وثمانين ، وقيل ، ابن ثمانين.

وقتل رحمه‌الله ورضى عنه ظلما وتعديا ، بمقدمات فتن نشأت على عهده ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنذر بها ، وأخبر ان الحق مع عثمان رحمه‌الله ورضى عنه فيها.

وروى مرة البهزى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنها ستكون فتن كأنها صياصى بقمر» ، فمر علينا رجل متقنع فقال : هذا وأصحابه على الحق ، فذهبت فنظرت إليه ، فإذا هو عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه.

وحديث عائشة رضي‌الله‌عنها أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له : «إن الله ملبسك قميصا تريدك أمتى على خلعه فلا تخلعه» ، قال : فلم أدر ما هو حتى رأيت عثمان قد أعطى كل شيء سأله إلا الخلع ، فعلمت أنه على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي سمع منه.

وفى حديث آخر عنها : أنها رأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسار عثمان ، ولون عثمان يتغير ،

٦٢٣

فلما حصر قيل له ، ألا تقاتل؟ قال : لا إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إلى عهدا فأنا صابر نفسى عليه.

وضايق الناس عثمان رضي‌الله‌عنه وانبسطوا عليه ، وآذوه ، وهو صابر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم راض بقضاء الله فيه ، آمر بكف الأسلحة والأيدى ، كل من انبعث لنصره ، واق للمؤمنين بنفسه.

حدث عبد الله بن ربيعة أنهم كانوا معه فى الدار ، فلما سمع أنهم يريدون قتله قال : ما أعلم أنه يحل دم المؤمن إلا الكفر بعد الإيمان ، والزنا بعد الإحصان ، أو قتل نفس بغير حق ، وأيم الله ، ما زنيت فى جاهلية ولا إسلام ، وما ازددت للإسلام إلا حبا ، ولا قتلت نفسا بغير حق ، فعلام تقتلوننى؟ ثم عزم علينا أن نكف أيدينا وأسلحتنا ، وقال : إن أعظمكم غناء أكفكم ليده وسلاحه.

وقال أبو هريرة لأهل الدار وهو معهم فيها : أشهد لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تكون بعدى فتن وأمور» ، قلنا : فأين الملتجأ منها يا رسول الله؟ قال : «إلى الأمين وحزبه» ، وأشار إلى عثمان. فقام الناس فقالوا : قد أمكنتنا البصائر ، فإذن لنا فى الجهاد ، فقال عثمان : أعزم على من كانت لى عليه طاعة أن لا يقاتل.

ومما ينسب إلى كعب بن مالك يذكر هذه الحال من عثمان بعد قتله رضي‌الله‌عنه وقال مصعب : هى لحسان ، وقال ابن أبى شبة : هى للوليد بن عقبة :

فكف يديه ثم أغلق بابه

وأيقن أن الله ليس بغافل

وقال لأهل الدار لا تقتلونهم

عفا الله عن ذنب امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت الله ألقى عليهم ال

عداوة والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر بعده

عن الناس إدبار السحاب الحوامل

وقال ابن عمر لبعض من وقع عنده فى عثمان : أما والله ما تعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ، ولا جاء من الكبائر شيئا ، ولكن هو هذا المال إن أعطاكموه رضيتم ، وإن أعطاه ذوى قرابته سخطتم ، إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم ، ولا يتركون أميرا إلا قتلوه ، وفاضت عيناه من الدمع ، وقال : اللهم إنا لا نريد ذلك.

وحسب عثمان ، رضي‌الله‌عنه ، من الفضل العظيم ، والحظ الجسيم ، إلى ما له فى الإسلام من الآثار الكرام والنفقات التي بيضت وجه النبيّ عليه‌السلام قوله صلوات الله عليه : أنت وليي فى الدنيا والآخرة.

٦٢٤

ويروى أنه لما قتل سقطت من دمه قطرات على المصحف فصادفت قول الله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) [البقرة : ١٣٧] ، ويقال : إن الذي تولى قتله من الذين دخلوا عليه رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم ، وكذلك كان جمهور الداخلين عليه من أهل مصر. فيروى عن يزيد بن أبى حبيب ، وهو من جملة المصريين أنه قال : بلغنى أن عامة النفر الذين ساروا إلى عثمان بن عفان جنوا.

وعن أبى قلابة قال : كنت فى فندق بالشام ، فسمعت مناديا ينادى : يا ويلة ، النار النار ، فقمت فإذا أنا برجل مقطوع اليدين من المنكبين ، مقطوع الرجلين من الحقوين ، أعمى ، منكب لوجهه ينادى : يا ويلة ، النار النار ، فقلت : ما لك؟ قال : كنت فيمن دخل على عثمان يوم الدار ، وكنت فى سرعان الناس ، أو من أول الناس وصل إليه ، فلما دنوت منه صاحت امرأته فلطمتها ، فنظر إلى عثمان فتغرغرت عيناه بالدموع ، وقال : ما لك سلب الله يدك ورجليك وأعمى بصرك وأدخلك جهنم ، قال : فأخذتنى رعدة شديدة ، ولا والله ما أحدثت شيئا غير هذا.

فخرجت وركبت راحلتى ، حتى إذا صرت بموضعى هذا ليلا أتانى آت ، وإله ما أدرى إنسى هو أم جنى ، ففعل بى الذي ترى ، وقد استجاب الله دعوته فى يدى ورجلى وبصرى ، فو الله إن بقى إلا النار. قال أبو قلابة : فهممت أن أطأ برجلى ، ثم قلت : بعدا وسحقا.

وكان مع عثمان رحمه‌الله ورضى عنه فى الدار جماعة من الصحابة وأناء الصحابة ، يدرءون عنه ، وقاتلوا عنه يوم الدار حتى أخرج منهم يومئذ أربعة من شباب قريش محمولين مضرجين بالدم ، وهم الحسن بن على ، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن حاطب ، ومروان بن الحكم ، ولما أخبر على بقتله قال للذين أخبروه : تبا لكم آخر الدهر ، وسمع يومئذ ضجة ، فسأل عنها ، فقيل : عائشة تلعن قتلة عثمان ، والناس يؤمنون ، فقال على : اللهم العن قتلة عثمان ، اللهم العن قتلة عثمان.

وقال سعيد بن زيد : لو أن أحدا انقض لما فعل بعثمان لكان حقيقا أن ينقض.

وقال ابن العباس : لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمى قوم لوط.

وقال عبد الله بن سلام : لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا ينغلق عنهم إلى يوم القيامة.

٦٢٥

وفى ذلك يقول بعضهم :

لعمر أبيك ولا تكذبين

لقد ذهب الخير إلا قليلا

لقد سفه الناس فى دينهم

وخلى ابن عفان شرا طويلا

وذكرت عائشة رضي‌الله‌عنها قتله وقتلته فقالت : اقتحم عليه النفر الثلاثة حرمة البلد الحرام والشهر الحرام وحرمة الخلافة ، ولقد قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحم وأتقاهم لربه.

وقال أيمن بن خريم :

ضحوا بعثمان فى الشهر الحرام ضحى

فأى ذبح حرام ويلهم ذبحوا

وأى سنة كفر من أولهم

وباب شر على سلطانهم فتحوا

ما ذا أرادوا أضل الله سعيهم

بسفك ذاك الدام الذاكى الذي سفحوا

وقال على بن حاتم : سمعت يوم قتل عثمان صوتا يقول :

أبشر يا ابن عفان بروح وريحان

أبشر يا ابن عفان برب غير غضبان

أبشر يا ابن عفان بغفران ورضوان

قال : فالتفت فلم أر أحدا.

والأخبار والأشعار فى هذه المعنى كثيرة ، أعجلتنا عن الإكثار منها محاولة الخاتمة ، فنسأل الله أن يجعلها جميلة ، ويتقبلها قربة إليه وإلى رسوله ووسيلة.

٦٢٦

الخاتمة

وقد انتهى والحمد لله ما عملنا عليه فى هذا الكتاب ، من قصد الاستيفاء لمغازى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومغازى الثلاثة الخلفاء ، ولم يقع فى خلافة رابعهم فى تقلدها المحتوم بأيام محتوم أمدها ، أبى الحسن على بن أبى طالب ، رضي‌الله‌عنه وعنهم ، من أمثال هذه الفتوح ما نثبته معها ، ونجرى فى إيراده على الطريقة التي سلكنا مهيعها ، لاستقباله بخلافته ، رضي‌الله‌عنه ، من مكابدة الفتن المارجة ، ومحاربة الفئة الباغية ، والفرقة الخارجة ، ما أشتهر عند أهل الإسلام ، وأغنى العلم به عن الإعلام ، ولو كان لاغتنمنا به زيادة الإمتاع ، وإفادة القلوب والأسماع ، لأن هؤلاء الخلفاء الأربعة ، رضي‌الله‌عنهم ، هم بعد نبيهم ، صلوات الله عليه ، خير الأمة ، والراشدون من الأئمة ، وأولى من صرف إلى تقييد أخبارهم وتخليد آثارهم عنان الهمة ، وأحق من اعتلق من حبهم ، والإيواء إلى شعبهم ، والثناء عليهم ، والانضواء إلى حزبهم بأوثق أسباب العصمة وأمتن ذرائع الحرمة والرحمة ، وكل صحابة المصطفى أهل منا لذلك ، والموفق من سلك فى حبهم هذه المسالك.

وما فضل أصحاب النبيّ وقومه

لمن رام إحصاء له بمحسب

ولكنه أجر وزخر أعده

وأجعله أمنى وحصنى ومهربى

سأقطع عمرى بالصلاة عليهم

وأدأب فى حبى لهم كل مدأب

إليك رسول الله منها وسيلة

تناجيك عن قلب بحبك مشرب

يزورك عن شحط الديار مسلما

ويلقاك بالإخلاص لم يتنكب

تم كتاب الاكتفاء من مغازى سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومغازى الثلاثة الخلفاء ، رضي‌الله‌عنهم ، وحشرنا معهم ، وربنا المحمود لا إله غيره ، ولا مرجو إلا بركته وخيره. برسم الفقير إلى الله تعالى جمال الدين محمد بن ناصر الدين محمد بن السابق الحنفى الحموى ، لطف الله تعالى به ، على يد الفقير لعفو ربه القدير محمد بن خليل بن إبراهيم الحنفى ، عامله الله بلطفه الخفى ، وفرغ من كتابته فى اليوم المبارك نهار الأربعاء السادس من صفر سنة ستين وثمانمائة ، أحسن الله عقبتها ، آمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

٦٢٧
٦٢٨

فهرس محتويات الجزء الثانى

ذكر بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الملوك ، وكتابه إليهم يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام

٣

ذكر حجة الوداع وتسمى أيضا حجة التمام ، وحجة البلاغ

٣٠

ذكر كتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قيصر ، وما كان من خبر دحية معه

٤

ذكر مصيبة الأولين والآخرين من المسلمين بوفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله أجمعين

٣٦

ذكر توجه عبد الله بن حذافة إلى كسرى بكتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كان من خبره معه

١٠

بيعة أبى بكر رضي‌الله‌عنه وما كان من تحيز الأنصار إلى سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة ومنتهى أمر المهاجرين معهم

٥٠

ذكر إسلام النجاشى ، وكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليه مع عمرو بن أمية الضمرى

١٢

ذكر غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودفنه ، وما يتصل بذلك من أمره صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته

٥٨

كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المقوقس صاحب الإسكندرية مع حاطب بن أبى بلتعة

١٣

ذكر خلافة أبى بكر الصديق رضي‌الله‌عنه وما حفظ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الإيماء إليها والإشارات الدالة عليها مع ما كان من تقدمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الإنذار بالفتن الكائنة بعده وما صدر عنه من الأقاويل المنذرة بالردة

٨٥

ذكر كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المنذر بن ساوى العبدى مع العلاء بن الحضرمى بعد انصرافه من الحديبية

١٥

ذكر بدء الردة بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كان من تأييد الله لخليفة رسوله عليه‌السلام فيها

٨٨

ذكر كتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جيفر وعبد ابنى الجلندى الأزديين ، ملكى عمان ، مع عمرو بن العاص

١٧

وصية أبى بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، خالد بن الوليد حين بعثه فى هذا الوجه

٩٧

كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هوذة بن على مع سليط بن عمرو العامرى ، وما كان من خبره معه

١٩

ذكر مسير خالد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، إلى بزاخة وغيرها

١٠١

ذكر كتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى مع شجاع بن وهب

٢٢

ذكر رجوع بنى عامر وغيرهم إلى الإسلام

١٠٥

ذكر كتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى فروة بن عمرو الجذاميّ ثم النفاتى ، وما كان من تبرعه بالإسلام هداية من الله عزوجل له

٢٦

٦٢٩

قصة مسيلمة الكذاب وردة أهل اليمامة

١١٢

فتح قنسرين

٢٥٠

ذكر تقديم خالد بن الوليد الطلائع أمامه من البطاح

١١٩

جمع الروم للمسلمين

٢٥١

ذكر ردة بنى سليم

١٤٤

وقعة اليرموك على نحو ما حكاه أصحاب كتب فتوح الشام

٢٥٩

ردة البحرين

١٤٨

قصة صلح إيلياء وقدوم عمر رضي‌الله‌عنه الشام

٣٠١

ذكر ردة أهل دبا وأزد عمان

١٥٤

ذكر ما وعدنا به قبل من سياقة فتح قيسارية حيث ذكرها أصحاب فتوح الشام خلافا لما أوردناه قبل ذلك عن سيف بن عمر ، مما لا يوافق هذا مساقا ولا زمانا ، حسب ما يوقف عليه فى الموضعين إن شاء الله تعالى

٣١٨

ذكر ردة صنعاء

١٥٦

ذكر فتح مصر

٣٢٢

ذكر ردة كندة وحضرموت

١٥٩

ذكر فتح أنطابلس

٣٥٤

ذكر بدء الغزو إلى الشام وما وقع فى نفس أبى بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، من ذلك وما قوى عزمه عليه

١٦٦

فتح أطرابلس

٣٥٥

وقعة أجنادين

٢٠١

ذكر انتقاض الإسكندرية فى خلافة عثمان رضي‌الله‌عنه

٣٥٦

وقعة مرج الصفر

٢٠٦

ذكر غزو إفريقية وفتحها

٣٥٨

ذكر الخبر عن وفاة أبى بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، وما كان من عهده إلى عمر بن الخطاب ، جزاهما الله عن دينه الحق أفضل الجزاء

٢٠٨

ذكر صلح النوبة

٣٦٢

استخلاف عمر بن الخطاب

٢١٢

ذكر البحر والغزو فيه

٣٦٣

ذكر الخبر عما صار إليه أمر دمشق من الفتح والصلح بعد طول الحصار فى خلافة عمر بن الخطاب ، على نحو ما ذكره من ذلك أصحاب فتوح الشام

٢١٨

غزو معاوية بن أبى سفيان قبرس

٣٦٤

ذكر بيسان

٢٢٣

غزوة ذات الصوارى

٣٦٦

ذكر طبرية

٢٢٣

ذكر فتح العراق وما والاه على ما ذكره سيف بن عمر وأورده أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى عنه وعن غيره

٣٦٨

حديث مرج الروم من رواية سيف أيضا

٢٢٤

أخبار الأيام فى زمان خالد بن الوليد رضي‌الله‌عنه

٣٧٢

وقعة فحل حسبما فى كتب فتوح الشام

٢٢٦

حديث الثّنى والمذار

٣٧٦

فتح حمص فيما حكاه أصحاب فتوح الشام

٢٤٣

حديث الولجة وهى مما يلى كسكر من

حديث حمص آخر

٢٤٨

٦٣٠

البر

٣٧٨

ذكر اليوم الثانى من أيام القادسية ، وهو يوم أغواث

٤٧٨

حديث ألّيس ، وهى على صلب الفرات

٣٧٩

حديث يوم عماس ، وهو اليوم الثالث من أيام القادسية

٤٨٤

حديث أمغيشيا وكيف أفاءها الله بغير قتال

٣٨٢

خبر اليوم الرابع من أيام القادسية

٤٨٨

حديث يوم المقر وفم فرات بادقلى مع ما يتصل به من حديث الحيرة

٣٨٢

ذكر فتح المدائن وما نشأ بينه وبين القادسية من الأمور

٥٠٤

حديث الأنبار وهى ذات العيون

٣٩٠

حديث وقعة جلولاء

٥٢٥

حديث عين التمر

٣٩١

حديث يوم تكريت

٥٣١

حديث دومة الجندل وما بعدها من الأيام بحصيد والخنافس ومصيخ والبشر والفراض

٣٩٢

ذكر يوم ماسبذان ويوم قرقيسيا

٥٣٣

حديث المثنى بعد خالد

٣٩٨

ذكر الحديث عن تمصير الكوفة والبصرة وتحول سعد بن أبى وقاص عن المدائن إلى الكوفة وما يندرج مع ذكر البصرة من فتح الأبلة

٥٣٤

ذكر ما كان من خبر العراق فى خلافة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، وما كان من أمر المثنى بن حارثة معه ، وذكر أبى عبيد بن مسعود ، على ما فى ذلك كله من الاختلاف بين رواة الآثار

٤٠٠

ذكر الجزيرة ، وذكر السبب الذي دعا عمر إلى الأمر بقصدها

٥٤١

حديث وقعة الجسر

٤٠٧

ذكر فتح سوق الأهواز ومناذر ونهرتير

٥٤٤

حديث البويب ووقعة مهران

٤١٥

حديث فتح الأهواز ومدينة سرق

٥٤٦

حديث غارة المثنى على سوقى الخنافس وبغداد

٤٢٦

ذكر غزو المسلمين أرض فارس

٥٤٧

حديث السرايا من الأنبار

٤٢٨

ذكر فتح رامهرمز والسوس وتستر وأسر الهرمزان

٥٤٩

ذكر ما هيج حرب القادسية على ما ذكره سيف عن أشياخه

٤٢٩

ذكر فتح السوس

٥٥٣

تأمير عمر ، رضي‌الله‌عنه ، سعد بن أبى وقاص على العراق وذكر الخبر عن حرب القادسية

٤٣١

فتح جندى سابور

٥٥٥

يوم أرماث

٤٦٥

حديث وقعة نهاوند

٥٥٦

ذكر الانسياح فى بلاد فارس ، وعمل المسلمين به بإذن عمر رضي‌الله‌عنه ، فيه بعد منعه إياهم ، وما تبع ذلك من الفتوح فى بقية خلافته وقتال الترك والديلم وغيرهم

٥٧٢

ذكر الخبر عن أصبهان

٥٧٤

٦٣١

ذكر فتح همذان ثانية وقتال الديلم

٥٧٦

ذكر غزوة الوليد بن عقبة أذربيجان وأرمينية لمنع أهلها ما صالحوا عليه أهل الإسلام أيام عمر بن الخطاب

٦١٠

فتح الرى

٥٧٨

ذكر انتقاض فارس ، ومسير عبد الله بن عامر إليها وفتحه إياها

٦١٢

ذكر فتح قومس وجرجان

٥٧٩

ذكر انتقاض خراسان ، وخروج سعيد بن العاص وعبد الله بن عامر إليها وذكر طبرستان واستيلاء سعيد عليها

٦١٢

ذكر فتح طبرستان

٥٨٠

ذكر مقتل يزدجرد

٦١٤

فتح أذربيجان

٥٨٠

ذكر فتح أبرشهر ، وطوس ، وبيورد ، ونسا ، وسرخس ، وصلح مرو

٦١٦

حديث فتح الباب

٥٨١

ذكر فتح مروالروذ والطالقان والفارياب والجوزجان وطخارستان

٦١٨

ذكر مسير يزدجرد إلى خراسان ودخول الأحنف إليها غازيا

٥٨٥

ذكر جرى الصلح بين الأحنف وبين أهل بلخ

٦٢١

فتح توج

٥٩٠

فتح عمورية وانتقاضها

٦٢٢

حديث اصطخر

٥٩١

مقتل عثمان رضي‌الله‌عنه

٦٢٣

حديث فسا ودارابجرد

٥٩٣

الخاتمة

٦٢٧

حديث فتح كرمان

٥٩٥

الفهرس

٦٢٨

فتح سجستان

٥٩٥

فتح مكران

٥٩٦

حديث بيروذ

٥٩٧

غزوة سلمة بين قيس الأشجعى الأكراد

٥٩٩

ذكر الخبر عن إحرام عمر بن الخطاب ، رضي‌الله‌عنه إلى حين مقتله

٦٠١

ذكر خلافة ذى النورين أبى عمرو عثمان بن عفان أمير المؤمنين ، رضي‌الله‌عنه ومبايعة أهل الشورى له بعد وفاة عمر ، رضي‌الله‌عنه

٦٠٨

٦٣٢