الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-193-9
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٤

أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان في عشرة آلاف. أي باعتبار من لحقه في الطريق من القبائل ، كبني أسد ، وسليم ، ولم يتخلف عنه أحد من المهاجرين والأنصار.

وكان المهاجرون سبع مائة ، ومعهم ثلاث مائة فرس.

وكانت الأنصار أربعة آلاف ، ومعهم خمس مائة فرس.

وكانت مزينة ألفا ، وفيها مائة فرس ومائة درع.

وكانت أسلم أربع مائة ، ومعها ثلاثون فرسا.

وكانت جهينة ثمان مائة ، ومعها خمسون فرسا (١).

وعن ابن عباس : من بني سليم سبع مائة ، وقيل : ألف. ومن غفار أربع مائة ، ومن أسلم أربع مائة ومن مزينة ألف وثلاث مائة ، وسائرهم من قريش والأنصار ، وحلفائهم ، وطوائف من العرب ، من بني تميم ، وقيس ، وأسد (٢).

ونقول :

إن هذا يثير لدى الباحث أكثر من سؤال. فمتى صار المهاجرون سبع مائة؟

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٦ و (ط دار المعرفة) ص ١٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٠ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٤ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٥.

(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٩ عن شفا الغرام ، وراجع : تفسير الثعالبي ج ١٠ ص ٣١٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٤٠ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٤٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٧٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٨٧.

٢٢١

وكيف أصبح الأنصار أربعة آلاف؟ في حين أنه لم يستطع أن يجند منهم ومن المهاجرين وممن حولهم من الأعراب أكثر من ألف وخمس مائة مقاتل إلى ألف وثمان مائة ، فراجع : حرب خيبر والحديبية وغيرهما ..

إلا إن كان سكان المدينة يتكاثرون كما يتكاثر بعض فصائل الحيوان؟

ولماذا كان من المهاجرين ثلاث مائة فرس ، وهم سبع مائة رجل فقط ، وكان من الأنصار خمس مائة فرس وهم أربعة آلاف؟

فهل كان المهاجرون أكثر مالا من الأنصار؟

وكيف حصلوا على هذه الثروات ، ولم يحصل الأنصار على مثلها؟! وهم يعيشون في بلد واحد ، ويجاهدون عدوهم معهم. مع كون المهاجرين قد قدموا إلى المدينة بدون أموال ، حتى تكفل الأنصار بهم ، وشاركوهم في أموالهم وبيوتهم؟!

أم أن المهاجرين كانوا مهتمين بأمر الجهاد أكثر من الأنصار؟!

ويلاحظ : أن هذه النسبة من الأفراس مع المهاجرين قد بقيت متفوقة فيهم على جميع الفئات والقبائل الأخرى .. إذ لا مجال للمقايسة بينهم وبين جهينة ، التي كانت ثمان مائة ، ومعها خمسون فرسا فقط .. وكانت أسلم أربع مائة ، ومعها ثلاثون فرسا فقط .. وكانت مزينة ألفا وفيها مائة فرس فقط ..

فما هذا التفاوت بين المهاجرين وكل هذه الفئات؟!

ألا يشير ذلك إلى أن هذه كانت أرقاما سياسية ، وليست واقعية؟!

لا يزال المقصد مجهولا :

وقالوا : لما نزل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» العرج ، والناس لا

٢٢٢

يدرون أين توجه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، إلى قريش ، أو إلى هوازن ، أو إلى ثقيف. فهم يحبون أن يعلموا.

فجلس في أصحابه بالعرج ، وهو يتحدث ، فقال : كعب بن مالك : آتي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأعلم لكم علم وجهه.

فجاء كعب بن مالك فبرك بين يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على ركبتيه ، ثم قال :

قضينا من تهامة كل ريب

وخيبر ثم أحمينا السيوفا

نسائلها ولو نطقت لقالت

قواضبهن دوسا أو ثقيفا

فلست بحاضر إن لم تروها

بساحة داركم منها ألوفا

فننتزع الخيام ببطن وج

ونترك دوركم منها خلوفا

فتبسم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ولم يزد على ذلك.

فجعل الناس يقولون : والله ما بين لك رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» شيئا ، ما ندري بمن يبدأ بقريش ، أو ثقيف ، أو هوازن؟! (١).

وكان عيينة بن حصن في أهله بنجد ، فأتاه الخبر : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يريد وجها ، وقد تجمعت العرب إليه ، فخرج في نفر من قومه حتى قدم المدينة ، فوجد أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد خرج قبله بيومين .. فسلك يسأل عن مسيره ، فبلغ إلى العرج ، ثم وصل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعده إلى هناك ..

فقال عيينة : يا رسول الله ، بلغني خروجك ، ومن يجتمع إليك ، فأقبلت

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٣ ص ٣٧٥.

٢٢٣

سريعا ولم أشعر ، فأجمع قومي ، فيكون لنا جلبة كثيرة. ولست أرى هيأة الحرب ، ولا أرى ألوية ولا رايات! فالعمرة تريد؟ فلا أرى هيأة الإحرام! فأين وجهك يا رسول الله؟!

قال : حيث يشاء الله.

وذهب وسار معه. ووجد الأقرع بن حابس بالسقيا في عشرة من قومه. فساروا معه ، فلما نزل قديدا عقد الألوية ، وجعل الرايات.

فلما رأى عيينة القبائل تأخذ الرايات والألوية عض على أنامله ، فقال أبو بكر : علام تندم؟

قال : على قومي ألا يكونوا نفروا مع محمد. فأين يريد محمد يا أبا بكر؟

قال : حيث يشاء الله.

فدخل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مكة يومئذ بين الأقرع وعيينة (١).

وذكر الواقدي : أنه لما نزل «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قديدا لقيته سليم ، وهم تسعمائة على الخيول جميعا ، مع كل رجل منهم رمحه وسلاحه.

ويقال : إنهم ألف (٢).

فقالت سليم : يا رسول الله ، إنك تقصينا ، وتستغشّنا ، ونحن أخوالك ـ أم هاشم بن عبد مناف ، عاتكة بنت مرة ، بن هلال ، بن فالح ، بن ذكوان ، من بني سليم ـ فقدمنا يا رسول الله حتى تنظر كيف بلاؤنا ، فإنّا صبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، فرسان على متون الخيل.

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٣ و ٨٠٤.

(٢) راجع : إمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٨.

٢٢٤

قال : ومعهم لواءان وخمس رايات ، والرايات سود.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : سيروا! فجعلهم في مقدمته.

وكان خالد بن الوليد مقدمة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين لقيته بنو سليم بقديد ، حتى نزلوا مر الظهران وبنو سليم معه.

ويقال : إنهم قد طووا ألويتهم ، وراياتهم ، وليس معهم لواء ولا راية معقودة.

فقالوا : يا رسول الله ، اعقد لنا وضع رايتنا حيث رأيت.

فقال : يحمل رايتكم اليوم من كان يحملها في الجاهلية!

ونادى عيينة بن حصن ، فقال : أنا عيينة ، هذه بنو سليم قد حضرت بما ترى من العدّة والعدد والسلاح ، وإنّهم لأحلاس الخيل ، ورجال الحرب ، ورماة الحدق.

فقال العباس بن مرداس : أقصر أيها الرجل ، فو الله إنك لتعلم أنّا أفرس على متون الخيل ، وأطعن بالقنا ، وأضرب بالمشرفية منك ومن قومك ، فقال عيينة : كذبت ولؤمت ، نحن أولى بما ذكر منك ، قد عرفته لنا العرب قاطبة.

فأومأ إليهما النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بيده حتى سكتا.

ونقول :

إن علينا أن نشير هنا إلى الأمور التالية :

توضيح عن المقدمة :

قد يتوهّم : أن النص المتقدم قد ذكر أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد

٢٢٥

جعل بني سليم في مقدمته ، مع أنهم يقولون : إن الذي كان على المقدمة إلى أن دخل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مكة هو خالد بن الوليد ، وهذا لا يتلاءم مع ذاك.

ويزول هذا التوهم بالكامل في النص المذكور آنفا ، حيث قال : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد جعل بني سليم في مقدمته ، أي أنه قد ضمهم إلى الرجال الذين كانوا بقيادة خالد ، فصار خالد أميرا على المجموع ، وبما أنه كان لكل قبيلة حامل لوائها ، فقد حمله عيينة بن حصن.

إلى أين يا رسول الله؟! :

إن الإنسان مهما كان دينه ، وأيّا كانت ميوله ليقف خاشعا أمام عظمة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ومبهورا وعاجزا عن إدراك دقة تدبيره ، مذعنا لصوابية كل حركة وكل سكون ، وكل لفتة ، وإشارة و.. و..

وبديهي : أن الناس إذا أدركوا أن ثمة حرصا على إخفاء شيء ، فإنهم يجهدون لاستكناه حقيقته ، والوقوف على واقعه ، واستشراف دقائقه وتفاصيله.

فإذا كانت ألوف من الناس تلاحق هذا الأمر ، وتبحث عنه ، وتريد كشفه ، والوقوف على كنهه بكل حرص واندفاع.

وإذا كان هذا الأمر يعنيهم كلهم أفرادا وجماعات.

وإذا كان يفترض فيهم هم أن يشاركوا في صنع نفس هذا الحدث ..

وإذا كانت قد بدأت بعض التسريبات تظهر منذ اللحظة الأولى التي تفوّه الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيها بأنه يريد سفرا ، حيث قال لعائشة : «جهزينا ، وأخفي أمرك».

٢٢٦

ثم جرى بين عائشة وأبيها ، ثم بين أبي بكر ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما قدمناه فيما سبق.

وإذا كانت هذه التسريبات قد دعت النبي بدأ إلى التحفظ على مسالك المدينة في سهولها وجبالها ، ووضع الحرس عليها ، وضبطها.

وإذا كانت الاحتمالات والتكهنات بدأت تؤتي ثمارها على شكل رسائل تحذير لقريش ، حيث تجلى ذلك في قصة حاطب بن أبي بلتعة.

وإذا كانت قصة حاطب قد انتهت على ذلك النحو المثير لكل الناس الذين حضروا وشاهدوا أو سمعوا بما جرى ، حيث نودي بالناس : «الصلاة جامعة» ، فاجتمعوا في المسجد ، ثم كان ما كان ..

وإذا كان عشرة آلاف مقاتل قد بدأوا يتحركون باتجاه المقصد ..

وإذا كانوا قد ساروا أياما وليالي عديدة نحوه ..

فإننا لا بد أن نتوقع : أن الأمور قد اتضحت لكل أحد ، وأسفر الصبح لذي عينين ..

ولكن المفاجأة الهائلة والعظيمة هي : أن تسير هذه الألوف المؤلفة على هيأتها ووفق ما هو مرسوم في تدبير الجيوش ، وفي كيفية سيرها نحو العدو ، حيث الطلائع تقدم ، تبث الأرصاد .. وتؤخذ عيون العدو ، ويستفاد من المعلومات التي لديها ، ثم يحتفظ بهم للوقت المناسب ..

إن المفاجأة هي : أن هذا الجيش يسير باتجاه مقصده ، ويصل إلى قديد (وهي قرية جامعة قريب مكة) (١) ، ولا يزال يجهل الجهة التي يقصدها ،

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٨١ ومعجم البلدان ج ٤ ص ٣١٣ وراجع : عمدة

٢٢٧

والفئة التي سيناجزها القتال.

رغم أن محاولات بذلت في السقيا لاستنطاق رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولكنها تبوء بالفشل ..

فهل يمكن أن نضع هذا الإنجاز في مجال الاستطلاع والحفاظ على السرية إلا في عداد المعجزات ، وخوارق العادات ، التي لا يقدر عليها إلا نبي ، أو وصي نبي؟!

لا بد من جواب :

ويبقى أن نشير إلى أن كل هذا الذي ذكرناه لا يعفينا من الإجابة على سؤال : كيف لنا أن نتصور جمعا يزيد على عشرة آلاف مقاتل ، يجتمعون من مختلف البلاد والقبائل ، ويسيرون أياما وليالي إلى أن يصلوا إلى قديد ، ثم لا يعرفون مقصدهم ، ويستمر جهلهم بوجهة سيرهم ، وبحقيقة العدو الذي يقصدونه ..

ويمكن أن نجيب على ذلك : بأن بعض النصوص المتقدمة قد صرحت : بأن الناس كانوا متحيرين بين ثلاثة احتمالات ، هي : مكة ، وثقيف ، وهوازن.

وهذه الخيارات كلها تحتاج لمثل هذا الجمع العظيم من المقاتلين. كما أنها كلها تقع في منطقة واحدة ، وفي أمكنة متقاربة ، والطريق من المدينة إليها هي نفس هذه الطريق التي سلكها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى قديد. وإنما

__________________

القاري ج ٩ ص ٢٨٧ ج ١٧ ص ٢٧٦ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٢٤٢ وعون المعبود ج ١٠ ص ١٤٤ وتنوير الحوالك ص ٣٤٢ وفتح الباري ج ٣ ص ٣٩٩.

٢٢٨

تتميز الطرقات إلى تلك المناطق بدءا من سرف ، التي كانت تبعد عن مكة أميالا يسيرة (١).

وربما يكون من أسباب تعزيز احتمال أن يكون القصد إلى هوازن ، وصرف نظر الناس عن مكة : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أخذ عينا لهوازن ، فأقر له أنهم يجمعون الجموع لحربه ؛ فيأمر خالدا بحبس ذلك العين ، خوفا من أن يذهب ويحذّر الناس (٢).

حيث يشاء الله :

وقد أظهرت قضية كعب بن مالك ، وتوسله بالشعر في محاولة معرفة الوجه الذي يريده النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في سفره ذاك أظهرت مدى اهتمام الناس بمعرفة هذا الأمر .. رغم أن كعبا لم يفلح في استخراج السر من النبي الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

والذي زاد في حيرتهم : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يخرج بهذه الألوف على هيئة الحرب ، فهو لم يعقد ألوية ، ولا رفع رايات ، ولا رتب هذا الجيش العرمرم ترتيبا قتاليا ..

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٥ ومجمع البحرين ج ٢ ص ٣٦٥ ومعجم ما استعجم ج ٣ ص ٩٥٧ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٩١ وشرح إحقاق الحق ج ٣٢ ص ٤٤١ ومستدرك سفينة البحار ج ٧ ص ٥٥٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٤٩٢ والنهاية في غريب الحديث ج ٢ ص ٣٦٢ ولسان العرب ج ٩ ص ١٥٠.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٥ وإمتاع الأسماع للمقريزي ج ١ ص ٣٥٦ وج ٩ ص ٢٣٤.

٢٢٩

ولكنه كان يرسل الطلائع .. ويأخذ رصد هوازن الذي وجده في طريقه ، ويستجوبه ، ثم يأمر بحبسه ، ولا يتركه يرجع إلى من وراءه لينذرهم به ..

ومن جهة ثانية : فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يخرج على هيئة من يريد العمرة ، فلم يحرم ولم يسق البدن كما فعل في الحديبية ، وعمرة القضاء ..

وهذا معناه : أنه لا يقصد مكة في مسيره ذاك ..

ويسأله عيينة بن حصن عن مقصده في مسيره ، ويصرح له بحيرته في الأمر ، فيجيبه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقوله : حيث يشاء الله.

بل إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى حين بلغ قديدا ، وعقد الرايات والألوية ، وعرف عيينة وغيره أن المهمة قتالية ، وليست شيئا آخر .. قد أبقاه في حيرة من أمره ، فسأل أبا بكر : فأين يريد محمد يا أبا بكر؟!.

قال : حيث يشاء الله (١).

وهي إجابة واقعية ، إذ لم يكن المسؤول بأعلم من السائل ، فإن أبا بكر أيضا لم يكن يعلم بمقصد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. ولعل الناس قد بقوا على ترددهم حتى وصلوا إلى مر الظهران ، وأخذوا أبا سفيان ومن معه.

إستنفار العرب :

قد ذكرنا فيما سبق : أن الظاهر هو : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد استنفر العرب إلى مكة ، مسلمهم وكافرهم ..

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٤.

٢٣٠

وقد يمكن الإستشهاد على ذلك بالنص المتقدم الذي يقول : إن عيينة بن حصن قد سمع ـ وهو بنجد ـ : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يريد وجها ، وقد تجمعت العرب إليه ..

فعبارة تجمعت العرب إليه ، يشير إلى أن هذا التجمع قد شمل المسلم وغيره.

ولعل استنفار النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» للعرب قد أفهمهم : أن ثمة أمرا خطيرا لا بد لهم من مواجهته ، كذلك الذي جرى في غزوة مؤتة ..

وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق.

وربما يكون مجيء عيينة بن حصن بمجرد سماعه بالأمر شاهدا آخر على ذلك ..

سليم تريد الحظوة عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وقد ظهر من كلام بني سليم : أنهم كانوا يسعون لتكون لهم الحظوة عند النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويريدون الفوز بثقته من خلال أفعالهم ومواقفهم المؤثرة التي تشهد لهم بصحة ما يدّعونه.

وقد صرحوا في كلامهم : بأن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يستغشهم ويقصيهم ، رغم أنهم أخواله ، بسبب عاتكة بنت مرة ، فإنها أم هاشم بن عبد مناف ..

ولا يمكن الأخذ بظاهر كلامهم هذا إلا بتقدير : أن يكون «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد رأى في تصرفات بني سليم غشا يوجب الإقصاء والحذر ، فإن هذا هو مقتضى الحزم.

٢٣١

كما أنه لا بد من ملاحظة : أن هذا الإقصاء لم يتخذ أسلوب التنفير ، المؤسس للكره ، وللعقدة ، بل كان إقصاء يدعوهم إلى مراجعة حساباتهم ، ويزيد من رغبتهم في إصلاح أمرهم معه «صلى‌الله‌عليه‌وآله». حتى إنهم لينفرون إليه حين يستنفر العرب ، وهم مصممون على أن يزيلوا هذه الصبغة عن أنفسهم ، بأفعالهم قبل أقوالهم ..

وقد أفسح لهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» المجال للوفاء بتعهداتهم ، حيث جعلهم مقدمة له .. كما صرحت به الرواية.

وقد أظهروا بعضا من الأدب مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين طووا ألويتهم ، وطلبوا منه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يعقدها لهم ، وأن يضعها حيث يشاء ..

فجعل عليهم عيينة بن حصن كما تقدم ..

نخوة الجاهلية :

ولكن نخوة الجاهلية قد تحركت لدى عيينة والعباس بن مرداس حيث افتخر عيينة ببني سليم الذين فاز عيينة بتأمير رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» له عليهم ، فلم يرق ذلك لعباس بن مرداس ، فافتخر بقومه ، وفضّلهم على بني سليم ..

فقال له عيينة : كذبت ولؤمت.

إلى أن تقول الرواية : فأومأ لهما النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى سكتا ..

فهذا الحدث يدل على أن هؤلاء الناس رغم أنهم قادة ورؤساء في قومهم ، لم يكونوا يملكون الشيء الكثير من أدب الخطاب ، أو من تقدير

٢٣٢

الأمور ، فهم لم يراعوا الأدب في محضر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حتى بلغ الأمر بهم إلى التفوه بالشتائم .. دون أي مبرر معقول أو مقبول لكل ما جرى.

فلم يكن هناك مبرر لتفضيل عباس بن مرداس قومه على بني سليم ، ، فإن عيينة وإن كان قد مدح قومه ، ولكنه لم يفضلهم على أحد ..

كما أنه لم يكن يجوز لعيينة أن يشتم عباسا بحضرة رسول الله ، تأدبا مع الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وتسليما لأمره ..

ولعل هذه الهفوات الصادرة من كلا الرجلين ، كانت كافية لأمرهما بالسكوت ، دون توجيه اللوم إلى أحد بعينه ، فإن الخطأ قد صدر منهما معا ، وعليهما معا أن يراجعا حساباتهما ، ليجدا أنهما على غير سبيل هدى.

بيض النساء وأدم الإبل في بني مدلج :

وروى محمد بن عمر ، عن يزيد بن أسلم ، وأبي الحويرث : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما انتهى إلى قديد ، قيل له : يا رسول الله ، هل لك في بيض النساء ، وأدم الإبل ، بني مدلج؟!

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إن الله عزوجل حرّمهن علي بصلة الرحم».

وفي لفظ : «ببر الوالد ، ووكزهم في لبات الإبل» (١).

ونقول :

إن هذا الذي أشار إليه النص آنفا ، لهو أمر في غاية الأهمية فيما يرتبط

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٣ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٥ وج ١٣ ص ٣٧٥.

٢٣٣

بسياسة الإسلام ومفاهيمه ، فقد عرض عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يهاجم بني مدلج ، تحت وطأة إغراء قوي في اتجاهين :

أحدهما : إغراء الجنس ، ففي بني مدلج بيض النساء.

والآخر : إغراء المال ، لأن لدى بني مدلج أدم الإبل.

ولكن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رفض ذلك ، ولم يكن رفضا مبهما ، ومن دون توضيح ، بل هو رفض معلل ، يعطي قاعدة هامة فيما يرتبط بسياسة الإسلام تجاه الآخرين.

حيث قرر أن التشريع الإسلامي لا يبيح مهاجمة الآخرين بصورة عشوائية ، وبلا ضابطة. بل ذلك له منطلقات وضوابط أحكامية لا تجوز مخالفتها ، ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للعقوبة الإلهية.

وهذه القاعدة هي : أن لأعمال العباد تأثيرا في اتخاذ أي موقف منهم ..

فلا تجوز مهاجمة بني مدلج ، حتى لو كانوا على الشرك ، وفي حالة عداء للمسلمين ، لأن فيهم خصالا تمنع من ذلك ، ذكرت الروايات منها :

أولا : أنهم يصلون رحمهم ويبرون آباءهم ..

الثاني : أنهم لا يقتلون الإبل كيفما اتفق ، من أجل الاستفادة من لحمها ، وإنما ينحرونها بالطريقة الصحيحة ، وفق أحكام الشرائع التي بلغتهم ، أي بالوكز في لباتها ..

وبعد ما تقدم نقول :

١ ـ إنك تجد لمحة من الرقة ، والرفق ، والرحمة ، والشعور الإنساني ظاهرة في كلا هذين الأمرين .. وقد جاء الحكم الناشئ عن ذلك بعدم جواز مهاجمة هذا النوع من الناس منسجما مع خصوصية الرحمة والرقة

٢٣٤

والرفق .. ومع ضرورة حفظ الإنسانية ، وتنميتها ، وإفساح المجال لها لتؤثر في مسار الحياة ..

٢ ـ ونحن في غنى عن التذكير : بأن للعمل الصالح والملائم لمرتكزات الخلق والتكوين آثارا وضعية ، وأخرى أحكامية في هذه الدنيا كما أظهرته هذه القضية نفسها ، بل ربما تؤسس هذه الأعمال لحدوث تغيرات جذرية في حالات النفس ، وفي إدراكاتها ، وتعطيها جرعة من الواقعية ، تتمكن من خلالها من بلوغ الحق ، ومن الانصياع والبخوع له ، الأمر الذي لا يتوفر للنفوس الأخرى ، التي عزفت عن السير في هذا الاتجاه ، ولم تتقبل هذه التوفيقات ، وانتهى الأمر بها إلى أن تسير في طريق الجحود والإنكار ، عن سابق علم وتصميم وإصرار.

٣ ـ وفي سياق آخر : لا بد لنا من التوقف قليلا عند هذا التوجيه التربوي النبوي لأهل الإيمان ، الهادف إلى دفعهم نحو الالتزام بمبدأ الرحمة والرقة والرأفة ، وصلة الرحم ، والبر بالوالدين ، والالتزام بأحكام الشرائع ، ليكون ذلك أساسا أخلاقيا وعمليا لنظرتهم للآخر ، وللتعامل معه ..

٤ ـ يضاف إلى ذلك : أن من الطبيعي أن تنتاب أولئك الذين عرضوا على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الفوز ببيض النساء ، وأدم الإبل ، صحوة تجعلهم يقارنون بين ما عرضوه عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وبين ما أجابهم به ، لكي يكتشفوا ما يصح أن يكون معيارا للحرب والسلم ، والإقدام ، والإحجام تجاه الذين يدينون بغير دين الإسلام ، ويضعون أنفسهم في مواضع المناوئ له ..

٥ ـ وقد أظهرت هذه الحادثة : أن ثمة أمورا يحسبها الإنسان ثانوية ،

٢٣٥

وغير ذات قيمة ، في حين أنها قد تصبح الأساس الذي يرتكز عليه أخطر قرار ، وأهم موقف يرتبط بالمصير ، وبالحياة كلها ..

وقد تجلى ذلك في التزام بني مدلج الوكز في لبات الإبل ، وفقا لما قررته الشرائع في كيفية نحرها.

الرفق بالحيوان .. مسؤولية شرعية :

ولما سار رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن العرج ـ وكان فيما بين العرج والطلوب ـ نظر إلى كلبة تهر عن أولادها ، وهن حولها يرضعنها ، فأمر جميل (والصحيح : جعيل) (١) بن سراقة : أن يقوم حذاءها ، لا يعرض لها أحد من الجيش ، ولا لأولادها (٢).

ونقول :

قد تحدثنا في جزء سابق من هذا الكتاب عن بعض ما يتصل بموضوع الرفق بالحيوان ، وصدر لنا كتاب بعنوان : «حقوق الحيوان في الإسلام» ويمكننا أن نكتفي بما ذكرناه هناك عن إعادة الكلام عن ذلك هنا ..

غير أننا نود أن نذكر القارئ الكريم بما يلي :

١ ـ إن علينا أن نرصد مشاعر هذا الجيش العرمرم ، الذي اختلطت فيه الفئات ، والثقافات ، والقبائل. وفيهم الحاضر والبادي ، والجاهل والعالم ،

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٢٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٦ وج ٢ ص ٢٢٥.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ وج ٧ ص ٢٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٦ وج ٢ ص ٢٢٥.

٢٣٦

والكبير والصغير ، والغني والفقير ، والرئيس والمرؤوس و.. و.. الخ .. وقد عاش هؤلاء ولا يزال كثير منهم يعيش حياة جاهلية بكل مفاهيمها ، وحالاتها ، وعاداتها ، وبكل ما فيها من مآس ، وكوارث ، وقد تربوا على استحلال السلب والنهب ، والغارة ، وقتل الرجال ، وسحق الضعفاء من الرجال ، والنساء ، والأطفال.

وهاهم ، وهم الجناة الجفاة القساة ، يواجهون قرارا حاسما وحازما لا بالتجاوز وإطلاق سراح البشر ، بل بمراعاة حال البهائم ، وحراستها من أن ينالها أي سوء أو أذى ، أو حتى مجرد تكدير لصفاء أجوائها.

٢ ـ إن هذا الذي جرى لا بد من أن يفهمهم أيضا : أن ثمة أمورا يحسبها الإنسان صغيرة في حين أنها قد تكون على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة ..

٣ ـ إن هذا الذي يرونه يتجاوز موضوع الرحمة ، والرفق بالحيوان ، ليكون دليلا على ثبوت حق ، وأن ثمة مسؤولية تجاه هذه المخلوقات .. وفقا للحديث الشريف الذي يقول : «إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم» (١).

٤ ـ إن على هؤلاء الناس الذين رأوا هذا الموقف أن يعودوا إلى أنفسهم ، ليقارنوا بين قسوتهم على البشر ، حتى الضعفاء ، وبين الرحمة

__________________

(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ٨٠ والبحار ج ٢٢ ص ٩ و ٤١ وج ٦٥ ص ٢٩٠ والكامل في التاريخ ج ٣ ص ١٩٤ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٤٤٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٢٨٨ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٤٠٢ وتفسير الميزان ج ١٧ ص ١٤٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٤٥٧ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٢٥٤.

٢٣٧

والرقة والمسؤولية التي أظهرها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على الحيوان ، لتكون الرحمة هي الأساس الذي لا بد من أن يبنوا عليه علاقاتهم بالحيوان ..

وإذا كانت علاقاتهم بالحيوان لا بد من أن تصل إلى هذا الحد ، فما بالك بعلاقاتهم ببني الإنسان.

٥ ـ لقد كان بإمكان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يوقف الجيش ، ثم يطلب إقصاء تلك الكلبة عن ذلك المكان ، ليمر الجيش وتكون هي وأولادها منه في مأمن وسلام ..

ولكنه لم يفعل ذلك ، لأن الذين سوف يعرفون سبب إيقاف الجيش ، ويعاينون مبرراته عن قرب سيكونون قلة قليلة من الناس ، وهو يريد إشاعة هذه السياسة ، وتعريف أكبر قدر ممكن من الناس بها ، فكان أن وضع لها حارسا يرشد الجيش إلى لزوم الابتعاد عنها ، ولو باختيار مسار آخر .. ربما لأن إبعادها عن الطريق ليس بأولى من الابتعاد عن طريقها ، وكلا الأمرين يرجعان إلى اختيار السالكين ، ولا تكون حقوقها مرهونة بإرادات الناس ، بل لا بد لإراداتهم من أن تنطلق وتتبلور على أساس المفروغية عن ثبوت تلك الحقوق ومراعاتها ..

٦ ـ لا بد لذلك الجيش من أن يدرك أن انشغال القائد بالقضايا الكبرى لا يبرر له تضييع ما عداها ، ما لم يضر الاهتمام بها بالقضية الكبرى ، إذ إن الأمر الصغير كبير في حد ذاته وفي موقعه ، ولا يغني عنه سواه ، ولا يصح التخلي عنه إلا إذا تصادم مع ما هو أكبر وأخطر ، بحيث يشكل خطورة عليه ، كما هو ظاهر.

٢٣٨

صيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في السفر :

وروي بسند صحيح عن أبي هريرة قال : «رأيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالعرج يصب الماء على رأسه من الحر وهو صائم» (١).

وعن جابر ، عن ابن عباس : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خرج من المدينة في غزوة الفتح في شهر رمضان يصوم ويصومون ، حتى بلغ الكديد (٢) ، بين عسفان وقديد (٣).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ عن مالك والواقدي ، وعن الحاكم في الإكليل وج ٨ ص ٤٢٣ عن أحمد وأبي داود ، وص ٤٢٦ عن مالك والشافعي وأحمد ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠١ و ٨٠٢ ونيل الأوطار للشوكاني ج ٤ ص ٢٨٧ ومسند أحمد ج ٤ ص ٦٣ وج ٥ ص ٣٧٦ وراجع : كتاب الموطأ ج ١ ص ٢٩٤ والمغني لابن قدامة ج ٣ ص ٤٥ وفتح الباري ج ٤ ص ١٣٣ والإستذكار لابن عبد البر ج ٣ ص ٢٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١٣ ص ٣٧٤ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٢ ص ٤٧ والمصنف للصنعاني ج ٤ ص ٢٠٧ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٣ ص ٤٥ ولسان الميزان لابن حجر ج ١ ص ٣٧٧.

(٢) (الكديد) : قيل : بالفتح ، وبالكسر ، وآخره دال أخرى : موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة ، بين عسفان وأمج. مراصد الإطلاع ج ٣ ص ١١٥٢ ومعجم البلدان ج ٤ ص ٤٤٢ وتاج العروس ج ٥ ص ٢١٩ وراجع : فتح الباري (المقدمة) ص ١٧٤.

(٣) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وتنوير الحوالك للسيوطي ص ٢٨١ وتلخيص الحبير ج ٦ ص ٤٢٧ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٣٠٤ والطرائف لابن طاووس ص ٥٢٨ وتلخيص الحبير ج ٦ ص ٤٢٧ وتنوير الحوالك ص ٢٨١ وعوالي اللآلي ج ١ ص ٢٠٣ ومسند أحمد ج ١ ص ٣٣٤ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٤

٢٣٩

(وفي رواية : بين عسفان وأمج (١). وفي حديث جابر : كراع الغميم (٢)) ،

__________________

وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٣٧ والتنبيه والإشراف ص ٢٣٠ وتذكرة الحفاظ ج ٤ ص ١٢١٤ وتفسير القرطبي ج ٢ ص ٢٩٩ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٢١٦ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٣٧٣ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٢٤١ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٢ ص ٢٣٨ وج ٥ ص ٩٠ وعمدة القاري ج ١١ ص ٤٦ وج ١٧ ص ٢٧٦ وفي القاموس : الكديد ما بين الحرمين.

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ ومسند أحمد ج ١ ص ٢٦٦ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٥ وعمدة القاري ج ٩ ص ٢٣٤ والمعجم الكبير ج ٨ ص ١٠ والدرر لابن عبد البر ص ٢١٤ وجامع البيان للطبري ج ٢ ص ٢٠٢ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٥٣٨ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٤٣ ومعجم البلدان ج ٤ ص ٤٤٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٥ و ٣٢٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٩ و ٥٤٠ والنهاية في غريب الحديث ج ١ ص ٦٥ ولسان العرب لابن منظور ج ٢ ص ٢٠٨ وتاج العروس ج ٣ ص ٢٨٨. و (أمج) بفتحتين ، والجيم : بلد من أعراض المدينة. مراصد الإطلاع ج ١ ص ١١٥.

(٢) البحار ج ٢١ ص ١٢٧ عن إعلام الورى والمجموع للنووي ج ٦ ص ٢٦٤ والمغني لابن قدامة ج ٣ ص ٣٤ والشرح الكبير ج ٣ ص ١٩ والمحلى ج ٦ ص ٢٥٣ وبداية المجتهد ج ١ ص ٢٣٨ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٣٠٦ و ٣٠٨ والطرائف ص ٥٢٩ واختلاف الحديث للشافعي ص ٤٩٣ وصحيح مسلم ج ٣ ص ١٤١ وسنن الترمذي ج ٢ ص ١٠٦ وسنن النسائي ج ٤ ص ١٧٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٢٤١ و ٢٤٦ وعمدة القاري ج ١١ ص ٤٧ ومسند أبي داود ص ٢٣٢ والسنن الكبرى للنسائي ج ٢ ص ١٠١ ومسند ابي يعلى ج ٣ ص ٤٠٠ وج ٤

٢٤٠