الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-193-9
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٤

وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (١).

ثالثا : قد صرح القرآن الكريم بأن من يتولى اليهود والنصارى فهو منهم ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ) (٢).

وهذا تقريبا هو نفس حال حاطب ، وهو نفس ما اعتذر به ، فراجع الكلمات المنقولة عنه فيما تقدم ..

رابعا : إن نفس الآية أو الآيات في سورة الممتحنة ، والتي ذكروا أنها نزلت في حاطب ، قد صرحت : بأن من يفعل فعل حاطب فقد ضل سواء السبيل .. ثم تواصل الآيات الشريفة بياناتها ، وتضرب الأمثال المبينة لكيفيات التعامل مع الكفار ، لتختم بالقول : (.. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٣).

خامسا : إن مما يدل على أن حاطبا قد ارتكب جرما : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أمر بإخراجه ، ولم يمنع الناس من التعامل معه بخشونة ، حيث صاروا يدفعونه في ظهره حتى أخرجوه ، وهو يلتفت إلى النبي «صلى

__________________

(١) الآية ٥٤ من سورة المائدة.

(٢) الآيتان ٥١ و ٥٢ من سورة المائدة.

(٣) الآية ٩ من سورة الممتحنة.

٢٠١

الله عليه وآله» ليرق له ..

ثم إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد صرح بسوء فعل حاطب ، وبجرمه ، حين قال له : «قد عفوت عنك ، وعن جرمك ، فاستغفر ربك ، ولا تعد لمثل ما جنيت ..».

فلماذا يحرص الحلبي على اعتبار هذا الجرم فضيلة لحاطب لمجرد كون الخطاب في الآية الكريمة قد وجه إلى المؤمنين؟!

سادسا : إن الآية إنما جاءت على سبيل الإرشاد للمسلمين إلى سوء هذا الفعل ، وتحذيرهم من الوقوع فيه .. مع غض النظر عن الأحكام التي تنشأ عنه ، فلو أن أحدا تعمد الوقوع فيه ، فالآيات لم تبين حال هذا الشخص ، وأنه هل يبقى على حال الإيمان ، أو أنه يكفر بذلك.

لعل الله اطلع على أهل بدر!! :

وأما قول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعمر : لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقد جاء ردا على عمر بن الخطاب ، وردعا له عن أن يقول شيئا بغير علم. أي أن مضمون هذه الكلمة صحيح في نفسه ، إذ لم يكن يحق لعمر أن يخبر عما في الضمائر ، وما تكنّه السرائر.

ولكن ذلك لا يعني أن ذلك قد حصل فعلا ، فإن صدق الشرطية لا يلزم منه صدق وقوع طرفيها ..

ولكن أهل الحقد والشنآن قد حاولوا أن يستفيدوا من هذه الكلمة في اتجاهين :

أحدهما : ادّعاء تحقق المغفرة لأهل بدر فعلا ، وأن كل ما صدر ويصدر

٢٠٢

منهم مغفور لهم ، مع أن هذه الكلمة لا تفيد ذلك .. وذلك للأمرين التاليين :

أولا : لما ذكرناه آنفا من أن المقصود : هو نفي أن يكون عمر قد اطّلع على الغيب ، وعلم بما أجراه الله لأهل بدر ، ومارسه في حقهم. فلعله قد غفر لهم صغائر ذنوبهم ، مكافأة لهم على جهادهم وتضحياتهم ..

ولعل هذا الذنب من حاطب لم يكن من الكبائر ، بسبب قصوره عن فهم حقيقة الأمور ، وتوهمه أن ذلك لا يخل بإيمانه ، ولا يضر بالمسلمين. ولذلك صدقه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وقال : «صدق لا تقولوا له إلا خيرا».

ولكن صدقه هذا لا يعني أنه لم يكن مستحقا للعقوبة بسبب إقدامه على أمر معلوم السوء لدى كل أحد.

ثانيا : إن المراد بهذه الكلمة : هو أن يستأنفوا عمل الخير ، وأن يزدادوا منه ، فإن سيآتهم السابقة قد محيت .. وأصبح مصيرهم مرهونا بما يكون منهم في المستقبل ..

ثانيهما : إن أولئك الحاقدين قد اتخذوا ذلك ذريعة للطعن في أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فقد روى البخاري في صحيحة ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة عن حصين ، عن فلان ، قال : تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية ، فقال أبو عبد الرحمن لحبان : لقد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء ، يعني عليا.

قال : ما هو؟ لا أبا لك.

قال : شيء سمعته يقوله.

٢٠٣

قال : ما هو؟

قال : بعثني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والزبير ، وأبا مرثد ، وكلنا فارس.

قال : انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج. قال أبو سلمة : هكذا قال أبو عوانة : حاج. فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها.

فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» تسير على بعير لها ، وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إليهم. فقلنا : أين الكتاب الذي معك؟

قالت : ما معي كتاب.

فأنخنا بها بعيرها ، فابتغينا في رحلها ، فما وجدنا شيئا ، فقال صاحبي : ما نرى معها كتابا.

فقلت : لقد علمنا ما كذب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ثم حلف علي : والذي يحلف به ، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك.

فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء ، فأخرجت الصحيفة ، فأتوا بها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال عمر : يا رسول الله ، قد خان الله ، ورسوله ، والمؤمنين ، دعني فأضرب عنقه.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يا حاطب ، ما حملك على ما صنعت؟

قال : يا رسول الله ، ما لي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله ، ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي. وليس من أصحابك

٢٠٤

أحد إلا له هنالك من قومه من يدفع الله به عن أهله وماله.

قال : صدق. لا تقولوا إلا خيرا.

قال : فعاد عمر ، فقال : يا رسول الله ، قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، دعني فلأضرب عنقه.

قال : أو ليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله اطّلع عليهم ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد أوجبت لكم الجنة.

فاغر ورقت عيناه ، فقال : الله ورسوله أعلم

قال أبو عبد الله : «خاخ» أصح ، ولكن كذلك قال أبو عوانة : حاج. وحاج تصحيف. وهو موضع. وهشيم يقول : خاخ.

ونقول :

إن لنا هنا وقفات هي التالية :

إصرار عمر لماذا؟! :

إن أول ما يستأثر بنظر القارئ الكريم في رواية البخاري المتقدمة ، مبادرة عمر بن الخطاب إلى الحكم على حاطب باستحقاق القتل ، والطلب إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أن يدعه يضرب عنقه ، على اعتبار أنه قد خان الله ورسوله.

ولكن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يبال بكلام عمر ، ووجه كلامه إلى حاطب ، يسأله عن سبب إقدامه على ما أقدم عليه ، فأجابه حاطب بما تقدم.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : صدق ، لا تقولوا إلا خيرا ...

٢٠٥

ولكن عمر بن الخطاب رغم أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يجبه في المرة الأولى. ورغم أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد حكم بصدق حاطب. ورغم أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمرهم أن لا يقولوا إلا خيرا.

نعم ، رغم ذلك كله يعود عمر فيقول : يا رسول الله ، قد خان الله ورسوله ، والمؤمنين ، دعني فلأضرب عنقه ..

فجاءه الجواب الصريح والواضح من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليخطّئه في تصرفه هذا ، وقد شرحنا هذا الجواب فيما سبق.

الجرأة على الدماء :

وأما بالنسبة لما زعموه : من أن ما جرى في قصة حاطب هو الذي جرأ عليا «عليه‌السلام» على الدماء ، فهو كلام باطل ، من غر حاقد جاهل ، إذ قد تناسى هؤلاء الحقائق التالية :

أولا : إن عليا «عليه‌السلام» لم يكن هو المبادر إلى الحرب ، لا في حرب الجمل ، ولا في صفين ، ولا في النهروان ، بل الناكثون هم المبادرون لشن حرب الجمل ، بقيادة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ، ومعها طلحة والزبير.

ثم شنها القاسطون بقيادة معاوية في حرب صفين ..

ثم كان خروج المارقين عليه في النهروان.

فهي حروب مفروضة وباغية على الخليفة الشرعي. وقد حاول «عليه‌السلام» إقناعهم بالعودة إلى الشرعية ، ولزوم الطاعة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا

٢٠٦

يَهْتَدُونَ) (١).

وصدق الله ورسوله حين أخبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عليا «عليه‌السلام» بأنه يقاتل بعده الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين (٢).

__________________

(١) الآية ٢٤ من سورة النمل.

(٢) راجع على سبيل المثال المصادر التالية : مجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٣٥ وج ٧ ص ٢٣٨ وج ٥ ص ١٨٦ وج ٩ ص ١١١ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٣٩ ، وتلخيص الذهبي بهامشه ، وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج ٢ ص ٢٩٧ وترجمة الإمام علي «عليه‌السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج ٣ ص ١٧٢ و ١٧٠ و ١٦٩ و ١٦٥ و ١٦٣ و ١٦٢ و ١٦٠ و ١٦١ و ١٥٨ و ١٥٩ واللآلي المصنوعة ج ١ ص ٢١٣ و ٢١٤ وتاريخ بغداد ج ١٣ ص ١٨٦ وج ٨ ص ٣٤٠ و ٣٤١ وكنز العمال ج ١١ ص ٢٧٨ وراجع ص ٢٨٧ و ٣١٨ و ٣٤٣ و ٣٤٤ وج ١٥ ص ٩٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ٣ ص ٢٠٧ و ٣٤٥ وج ٤ ص ٢٢١ و ٤٦٢ وج ١٨ ص ٢٧ وج ٦ ص ١٣٠ وج ١٣ ص ١٨٣ و ١٨٥ وج ١ ص ٢٠١ والمناقب للخوارزمي ص ١٢٥ و ١٠٦ و ٢٨٢ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٣٠٥ و ٣٠٤ وج ٦ ص ٢١٧ وفرائد السمطين ج ١ ص ٣٣٢ و ٢٨٥ و ٢٨٣ و ٢٨٢ و ٢٨١ و ٢٨٠ و ٢٧٩ و ١٥٠ ومروج الذهب ج ٢ ص ٤٠٤ والمحاسن والمساوئ ج ١ ص ٦٨ والغدير وج ٣ ص ١٩٢ و ١٩٤ وج ١ ص ٣٣٧ وذخائر العقبى ص ١١٠ عن الحاكمي والرياض النضرة ج ٣ ص ٢٢٦ وكفاية الطالب ص ١٦٨ و ١٦٩ ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ ص ٤٥١ و ٤٣٥ و ٤٣٧ وج ٤ ص ٢٤٤ ولسان الميزان ج ٢ ص ٤٤٦ وج ٦ ص ٢٠٦ وميزان الاعتدال ج ١ ص ١٢٦ و ١٧٤ وينابيع المودة ص ١٠٤ و ١٢٨ و ٨١ والنهاية في اللغة ج ٤ ص ١٨٥ ولسان العرب ج ٢ ص ١٩٦ وج ٧ ص ٣٧٨ وتاج العروس ج ١ ص ٦٥١ وج ٥ ص ٢٠٦ ونظم درر السمطين ص ١٣٠ ـ

٢٠٧

ثانيا : إن أبا بكر قد قاتل الذين لم يعترفوا بخلافته ، ولم يعطوه زكاة أموالهم ، وقالوا : إنهم سوف يعطونها لفقرائهم (١).

وقد قتلهم رغم معارضة الصحابة له ، بما فيهم عمر بن الخطاب (٢).

وهو القائل : لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم أو لجاهدتهم على منعه (٣).

__________________

وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٣ والجمل ص ٣٥ والإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ص ٨٢ وإحقاق الحق ج ٦ ص ٣٧ و ٥٩ و ٧٩ وج ٥ ص ٧١ عن مصادر كثيرة تقدمت ، وعن : تنزيه الشريعة المرفوعة ج ١ ص ٣٨٧ ومفتاح النجا ص ٦٨ مخطوط وأرجح المطالب ص ٦٠٢ و ٦٠٣ و ٦٢٤ وموضح أوهام الجمع والتفريق ج ١ ص ٣٨٦ وشرح المقاصد للتفتازاني ج ٢ ص ٢١٧ ومجمع بحار الأنوار ج ٣ ص ١٤٣ و ١٩٥ وشرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي ص ٢٠٩ مخطوط والروض الأزهر ص ٣٨٩.

(١) راجع : المصنف للصنعاني ج ٤ ص ٤٣ وكنز العمال ج ٦ ص ٥٣٨.

(٢) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥ والمصنف للصنعاني ج ٤ ص ٤٣ وج ٦ ص ٦٧ وج ١٠ ص ١٧٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٧٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٨٦ وأعيان الشيعة ج ٦ ص ٢٩٢ والأحكام لابن العربي ج ١ ص ٥٧٥ وج ٢ ص ٤١٦.

(٣) بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج ٢ ص ٣٥ وصحيح مسلم باب ٨ ج ١ ص ٥١ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ٣٨ والنص والإجتهاد ص ١٠٩ عنه وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ١٥٣ و ٢٠٩ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٢ وج ٣ ص ٢٤١ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٦٤ ورياض الصالحين للنووي ص ٥٠٢ والمواقف للإيجي ج ٣ ص ٦٥١ ونصب الراية ج ٤ ص ٢٢٥ وكنز العمال ج ٥ ص ٦٦٠ و ٦٦٢ و ٧١٩ وج ٦ ص ٥٢٧ و ٥٣١ وج ١٢ ص ٤٩٤ وفيض القدير ج ٢ ص ٢٣٩ وجامع البيان للطبري ج ٢٤ ص ١١٧

٢٠٨

وقد جرى على مالك بن نويرة وقومه ما هو معروف ، فقد قتلهم خالد بعد الأمان ، وزنى بامرأة مالك في نفس ليلة قتله (١).

__________________

وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٣١ و ١٠٧ وتفسير الثعلبي ج ٨ ص ٢٨٦ وأحكام القرآن لابن عربي ج ٢ ص ٤١٦ و ٥٧٥ ومواقف الشيعة ج ١ ص ٢٤ وكتاب المسند للشافعي ص ٢٠٨ وصحيح البخاري ج ٨ ص ١٤١ وسنن أبي داود ج ١ ص ٣٤٧ وسنن الترمذي ج ٤ ص ١١٧ وسنن النسائي ج ٥ ص ١٥ وج ٧ ص ٧٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ١٧٦ وج ٩ ص ١٨٢ وعمدة القاري ج ٢٥ ص ٣٠ والمصنف للصنعاني ج ٤ ص ٤٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ٢ ص ٨ و ٢٨٠ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٦٩ وصحيح ابن حبان ج ١ ص ٤٥١ ومعرفة السنن والآثار ج ٧ ص ١٠٩ والإستذكار لابن عبد البر ج ٣ ص ٢١٣ والفايق في غريب الحديث ج ٢ ص ٣٨٨ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ١١١ وج ٧ ص ٥٩٥ و ٥٩٦ وراجع : مقارنة الأديان للدكتور أحمد الشلبي ص ٢٨٦ والمغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤٣٤ و ٤٣٧ والشرح الكبير ج ٢ ص ٤٣٤ و ٦٧١ ونيل الأوطار ج ١ ص ٣٦٦ وفقه السنة للسيد سابق ج ١ ص ٣٣٤ والإيضاح لابن شاذان ص ١٣٢ وشرح الأخبار ج ١ ص ٣٦٤ والفصول المختارة للشريف المرتضى ص ١٢٠ والطرائف لابن طاووس ص ٤٣٦ وذخائر العقبى ص ٩٧ والصوارم المهرقة للتستري ص ٨٦ و ١٢١ والبحار ج ١٠ ص ٤٣٦ وج ٣٠ ص ٣٥١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٢٩٩ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٦٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٩ ص ١٣٤.

(١) راجع : تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١١٠ ووفيات الأعيان ج ٦ ص ١٥ وقاموس الرجال ج ٤ ص ١٤٦ و ١٤٧ عن تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٧٨ و ٢٧٩ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٥٠٤ والغدير ج ٧ ص ١٥٩ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٠٤ ـ ٢٠٦ والنص والإجتهاد ص ١١٩ و ١٢٣ وعن أسد الغابة ج ٤ ص ٢٩٥ و ٢٩٦ ومعجم البلدان ج ١ ص ٤٥٥ وعن البداية والنهاية ج ٦

٢٠٩

وقد أصر عمر على معاقبة خالد ، وقال له : لأرجمنك بأحجارك (١). ولكن أبا بكر رفض ذلك ، وأطلق كلمته المعروفة : «تأول فأخطأ» (٢).

__________________

ص ٣٥٤ و ٣٥٥ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٧٣ والبحار ج ٣٠ ص ٤٧٦ و ٤٧٧ و ٤٩١ و ٤٩٣ والثقات ج ٢ ص ١٦٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٢٧٤ وعن الإصابة ج ٢ ص ٢١٨ وج ٥ ص ٥٦٠ و ٥٦١ والإستغاثة ج ٢ ص ٦ والكنى والألقاب ج ١ ص ٤٢ و ٤٣ وبيت الأحزان ص ١٠٤.

(١) النص والإجتهاد ص ١٢٥ وفي هامشه عن : تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١١٠ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٨ والإصابة ج ٣ ص ٣٣٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٨٠ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٥٠٤.

وراجع : نسب قريش ص ٣٠١ والبحار ج ٣٠ ص ٤٧٧ و ٤٩٢ والغدير ج ٧ ص ١٥٩ عن الطبري ، وشرح النهج ج ١٧ ص ٢٠٦ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٩٥ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٥٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٣٦ وراجع : البداية والنهاية ج ٦ ص ٣٥٥ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٤٠ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٤٣٢ والكنى والألقاب ج ١ ص ٤٣.

(٢) وفيات الأعيان ج ٦ ص ١٥ والمختصر في أخبار البشر ج ١ ص ١٥٨ وروضة المناظر لابن الشحنة (مطبوع بهامش الكامل في التاريخ) ج ٧ ص ١٦٧ والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج ٣ ص ٤٩ وج ٢ ص ٣٥٨ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١ ص ١٧٩ وتاريخ الأمم والملوك (ط ليدن) ج ٤ ص ١٤١٠ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٥٠٣ والبداية والنهاية ج ٦ ص ٣٢٣ والبحار ج ٣٠ ص ٤٩٢ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٩٥ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٣٩ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٥٩ وراجع : البداية والنهاية ج ٦ ص ٣٥٥ والغدير ج ٧ ص ١٦٠ عن تاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٨ وص ١٦١ عن تاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٣٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٣٧ وفيات الوفيات ج ٢ ص ٢٤٣ ـ

٢١٠

لقد حصل كل هذا ، رغم أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم ينص على خلافة أبي بكر ، ولكنه نص على إمامة وخلافة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» من بعده ، وبايعه الناس بأمره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في يوم الغدير ..

كما أن البيعة لأبي بكر قد اكتنفتها عقبات كبيرة ، لم يستطع أبو بكر أن يتغلب عليها إلا بالهجوم على بيت فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» ، وضربها ، وإسقاط جنينها و.. و.. الخ .. ثم استشهدت متأثرة بما جرى عليها «صلوات الله وسلامه عليها» (١). وذلك بعد استقدام عدة ألوف من حملة السلاح إلى المدينة ، ليقاتلوا من يرفض البيعة لأبي بكر ، وليستخرجوا الناس من بيوتهم لحملهم على هذه البيعة جبرا وقهرا (٢).

فما الذي جرأ أبا بكر على الدماء يا ترى؟! ولماذا لا يسجلون هذه الملاحظة عليه ، فإنه أولى بها من علي «عليه‌السلام»؟!

ثالثا : إن كان تهديد علي «عليه‌السلام» لحاملة الرسالة بالقتل إن لم تظهر الرسالة جرأة على الدماء ، كما يدّعيه هؤلاء السحرة ، فإن المتجرئ على الدماء في الحقيقة ـ حسب منطقهم ـ هو رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نفسه ، لأنه هو الذي أمرهم بقتلها إن لم تعطهم الرسالة ..

__________________

وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٣٩ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٦٥ وكنز العمال ج ٥ ص ٦١٩ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٦٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٢٥٦ والإصابة ج ٥ ص ٥٦١.

(١) راجع كتابنا : مأساة الزهراء «عليها‌السلام» بمجلديه الأول والثاني.

(٢) راجع كتابنا : مختصر مفيد ج ٥ ص ٦٢ ـ ٦٧ تحت عنوان : «السقيفة إنقلاب مسلح».

٢١١

رابعا : لماذا لا يكون المتجرئ على الدماء هو عمر بن الخطاب نفسه ، فإنه هو الذي قال للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : مرني بقتله ، فإنه قد نافق. وقد طلب من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مثل هذا الطلب في العديد من المناسبات ، وبالنسبة للعديد من الناس ، كما أشرنا إليه فيما سبق.

٢١٢

الفصل السادس :

على طريق مكة

٢١٣
٢١٤

إستخلف على المدينة وخرج!! :

قيل : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر (١).

وقيل : استخلف رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على المدينة أبارهم كلثوم بن حصين الغفاري (٢).

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١٢٧ عن إعلام الورى (ط مؤسسة أهل البيت لإحياء التراث) ج ١ ص ٢١٨ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٥٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ عن أحمد والطبراني ، عن ابن عباس. والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٦ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٤ وصححه ، والبحار ج ٢١ ص ١٠٢ ومجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥٥ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ والمعجم الكبير للطبراني ج ٨ ص ٩ وج ١٩ ص ١٨٢ والدرر لابن عبد البر ص ٢١٤ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٥٣٨ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٤٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ والتنبيه والإشراف للمسعودي ص ٢٣١ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٥ و ٣٢٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٩ و ٥٤٠ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٥ ومسند أحمد ج ١ ص ٢٢٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٩.

٢١٥

ويقال : ابن أم مكتوم. وبه جزم الدمياطي (١).

وخرج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم الأربعاء بعد العصر ، لعشر خلون من شهر رمضان ، ونادى مناديه : «من أحب أن يصوم فليصم ، ومن أحب أن يفطر فليفطر». وصام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢). فما حل عقدة حتى انتهى إلى الصلصل.

وخرج في المهاجرين والأنصار ، وطوائف من العرب ، وقادوا الخيل ، وامتطوا الإبل ، وقدم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمامه الزبير بن العوام في مائتين من المسلمين (٣).

ولما بلغ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» البيداء قال ، فيما رواه محمد بن عمر عن أبي سعيد الخدري : «إني لأرى السحاب يستهل بنصر بني

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ عن ابن سعد والبلاذري ، وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٣٥ والمسترشد للطبري ص ١٢٨ والطرائف لابن طاووس ص ٢٣٣ والبحار ج ٢٨ ص ١٦٩.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٧ و (ط دار المعرفة) ص ١٥ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٥ وج ١٣ ص ٣٧٤ والمصنف للصنعاني ج ٢ ص ٥٦٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٣٥.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٧ و (ط دار المعرفة) ص ٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٦٧ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٤.

٢١٦

كعب» (١).

وقدم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بمائة جريدة من خيل ، تكون أمام المسلمين. فلما كانوا بين العرج والطلوب أتوا بعين من هوازن ، فاستخبره رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأخبره أن هوازن تجمع له (وقد أجابتهم ثقيف ، وقد بعثوا إلى الجرش ـ وهو مكان في اليمن ـ فعملوا الدبابات والمنجنيق) فقال : «حسبنا الله ونعم الوكيل».

فأمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خالد بن الوليد أن يحسبه ، لئلا يذهب فيحذر الناس ، وقد أسلم حين فتح مكة ، ثم خرج مع المسلمين إلى هوازن ، فقتل في أوطاس.

ولما بلغ «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قديدا (٢) لقيته سليم هناك ، فعقد الألوية والرايات ، ودفعها إلى القبائل (٣).

ونقول :

إن لنا بعض الملاحظات حول ما تقدم ، نجملها فيما يلي :

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٦٧ وإمتاع الأسماع ج ١٣ ص ٣٧٤.

(٢) قديد : موضع قرب مكة. مراصد الإطلاع ج ٣ ص ١٠٧٠.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٢ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٤ ـ ٨٠٦ و ٨٠١ الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٣٥ وإمتاع الأسماع ج ٨ ص ٣٨٥ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٥.

٢١٧

عشرة آلاف مقاتل :

ثم إن هناك من يقول ـ كابن إسحاق ـ : إن من شهد الفتح من المسلمين عشرة آلاف (١) ، ونحو من أربع مائة فارس ، ولم يتخلف من

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٦٥ و ٢١٤ و ٢٥٦ وقال : رواه البخاري في صحيحه عن عروة ، وإسحاق بن راهويه ، من طريق آخر بسند صحيح عن ابن عباس. والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٦ ومجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥٥ والبحار ج ٢١ ص ١٠٢ و ١١٨ و ١٢٧ و ١٢٨ عن الخرايج والجرايح ، وإعلام الورى ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠١ و ٨١٥ و ٨٢٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٠ و ٨٩. وراجع : الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٣٩ والتنبيه والإشراف للمسعودي ص ٢٣١ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٤٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٣٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٧٨٧ وج ٤ ص ٨٥٩ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٥ والعبر وتاريخ المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٤٢ والكامل لابن عدي ج ١ ص ٢٧٢ ولسان الميزان ج ١ ص ١١٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٢٤ و ٥٣٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ والخرائج والجرائح ج ١ ص ١٦٢ والبحار ج ٢١ ص ١٠٢ و ١١٨ والنص والإجتهاد ص ١٨٣ ومسند أحمد ج ١ ص ٢٢٦ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٤٣ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٤ و ١٦٥ وفتح الباري ج ٧ ص ٣٤٠ وشرح معاني الآثار ج ٣ ص ٣٢٠ والمعجم الكبير للطبراني ج ٨ ص ١٠ والدرر لابن عبد البر ص ٢١٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٥٩ وفيض القدير ج ٣ ص ٦٣٢ وتفسير مجمع البيان ج ٥ ص ٣٤ وج ١٠ ص ٤٧٠ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٩٣ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٢٣١ وج ١٨ ص ٢٥٣ وج ٢٠ ص ٣٨٠ وتفسير البغوي ج ١ ص ٢٩٠ والمحرر ـ

٢١٨

المهاجرين والأنصار عنه أحد (١).

وهناك من يقول : إنهم كانوا اثني عشر ألفا (٢).

وجمع : بأن العشرة آلاف خرج بها من نفس المدينة ، ثم تلاحق الألفان (٣).

ونقول :

قد يقال : إننا نشك في صحة كلا هذين الرقمين .. فإن المسلمين لم يكونوا قد بلغوا إلى الحد الذي يستطيعون معه ان يجهزوا هذا المقدار من الرجال للحرب ، ثم يبقى في بلادهم من يحرسها ، من غارة أهل الأطماع.

__________________

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٣ ص ١٩ وج ٥ ص ١٣٨ وتفسير القرطبي ج ١٦ ص ٢٦١ وتفسير البحر المحيط ج ٥ ص ٢٥ وتفسير الثعالبي ج ٣ ص ١٧٢ وج ٥ ص ٢٦٠ وتفسير الآلوسي ج ٢٦ ص ٨٤.

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥٥ و (ط مؤسسة الأعلمي) ص ٤٧٠ والبحار ج ٢١ ص ١٠٢ و ١٢٧ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٩٣ وتفسير الميزان ج ٢٠ ص ٣٨٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٠ وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ، وعن إعلام الورى ج ١ ص ٢١٩ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ١٠٧ وراجع : تفسير البغوي ج ٤ ص ٥٣٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٦٦ عن عروة ، والزهري ، وابن عقبة ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٦ وتفسير البحر المحيط ج ٢ ص ٤٣٧ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج ٤ ص ٨٩١ وج ٥ ص ١٠٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦١٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢١٥ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٦٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٤٧.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٦٦ وتفسير الآلوسي ج ٣٠ ص ٢٥٦.

٢١٩

ويشير إلى ذلك : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يستطع أن يجهز لخيبر أكثر من ألف وخمسمائة مقاتل ، ثم جهز لمؤتة ـ كما يقولون ـ ثلاثة آلاف .. مع أن تجهيز العشرة آلاف كان في مؤتة أيسر منه في فتح مكة ، إلا إن كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد استنفر العرب من البلاد ، فنفروا معه مسلمهم وكافرهم ، لأنهم أيقنوا : أنه يريد الخير لهم ، وأن في الخروج معه منافع تهمهم ، خصوصا بعد أن ظهر ضعف قريش في تصدياتها له ..

فإذا نفر الناس من سائر القبائل معه ، فإن من بقي منهم في البلاد لا يخشى منه ، وقد كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عارفا بالمنطقة وبمن يسكنها من القبائل ..

ولم يكن ليجرؤ أحد من أي قبيلة على مهاجمة المدينة إذا كان لدى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» طائفة من تلك القبيلة تقاتل معه ، إذ إن ذلك سوف يسهّل على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الظفر بمن يقوم بأي تحرك من هذا القبيل ومعاقبته ، لأن نفس أهل تلك القبيلة سيكونون أعوانا وأنصارا له على الخارجين عليه ، حتى إذا كانوا من قبائلهم ، فكيف إذا كانوا من غيرها.

يضاف إلى هذا كله : أنه لا بد أن يبقى في المدينة قوة قادرة على حمايتها من هجوم فئات صغيرة ، لو فرض أن أحدا يجرؤ على القيام بشيء من ذلك.

تأويلات وتفاصيل :

وقد ذكروا هنا : بعض التفاصيل التي قد لا تملك من الدقة ما يكفي للاعتماد عليها ، فقد قالوا :

٢٢٠