الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-193-9
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٤

الفصل الخامس :

ابن أبي بلتعه ..

يتجسس ويفتضح

١٦١
١٦٢

اكتشاف تجسس ابن أبي بلتعة لقريش :

وروي : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما أجمع السير إلى مكة ، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من الأمر في المسير إليهم ، ثم أعطاه امرأة (١) ، (سوداء كما في البحار) زعموا أنها من مزينة.

قال محمد بن عمر : يقال لها : كنود (٢).

قال ابن إسحاق : وزعم لي غير ابن جعفر : أنها سارة مولاة لبعض بني

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١١٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٠٩ نيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٤٠٠ وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج ٣ ص ٤٥٠ وجامع البيان للطبري ج ٢٨ ص ٧٦ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠ والثقات لابن حبان ج ٤ ص ٤١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٣ وإمتاع الأسماع ج ١٣ ص ٣٧٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٢٠٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٨ وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج ٣ ص ٤٥٠ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٦ والبداية والنهاية ج ٤ هامش ص ٣٢٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٢.

١٦٣

المطلب (١).

وزعم مغلطاي : أن حاملة الرسالة هي : أم سارة واسمها كنود (٢). وجعل لها جعلا (٣).

قال محمد بن عمر : دينارا (٤).

__________________

(١) في البحار ج ٢١ ص ١٢٥ و ١٣٦ و ١٣٧ عن إعلام الورى : أنها مولاة أبي لهب.

وعن تفسير فرات ص ١٨٣ و ١٨٤ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٩ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٨ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٦ وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج ٣ ص ٤٥٠ وجامع البيان للطبري ج ٢٨ ص ٧٦ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٦.

(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وراجع : فتح الباري (المقدمة) ص ٢٨٨ و ٣٠١ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٤ وج ١٧ ص ٢٧٤ وعون المعبود ج ٧ ص ٢٢٣ وتفسير الآلوسي ج ٢٨ ص ٦٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٩ ص ٣٠ والإصابة ج ٨ ص ٣٩٨.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٦٤ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٠ والبحار ج ٢١ ص ١١٩ و ١٣٦ وتفسير فرات ص ٤٨٠ وتفسير مقاتل بن سليمان ج ٣ ص ٣٤٩ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والإرشاد ج ١ ص ٥٦ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٦٦ وجامع البيان للطبري ج ٢٨ ص ٧٦ وتفسير ابن زمنين ص ٣٧٦ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠ وتاريخ الأمم والملوك ٢ ص ٣٢٧ وإمتاع الأسماع ج ١٣ ص ٣٧٦ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٥ و ٤٠٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٦ وشرح إحقاق الحق ج ٣١ ص ٨.

(٤) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٠٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٨ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٢٧٤ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٤٠٠.

١٦٤

وقيل : عشرة دنانير (١).

أضاف الحلبي قوله : وكساها بردا (٢) ، على أن تبلغه أهل مكة.

وعن ابن عباس : أعطاها عشرة دنانير (٣).

وعن مقاتل : عشرة دراهم وكساها بردا (٤).

وقال لها : أخفيه ما استطعت ، ولا تمري على الطريق ، فإن عليه

__________________

(١) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٠ والبحار ج ٢١ ص ٩٤ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٤٠٠ وج ١٢ ص ٢٧٣ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٥ وتاريخ الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٤٧ وحقائق التنزيل وعيون الأقاويل للزمخشري ج ٤ ص ٨٨ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٤٤٦ وتفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩١ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٢٩ وتفسير النسفي ج ٤ ص ٢٣٥ وتفسير الرازي ج ٢٩ ص ٢٦٩.

(٢) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٠ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٩٩ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وفتح الباري ج ١٢ ص ٢٧٣ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٥ وتاريخ الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٤٧ حقائق التنزيل وعيون الأقاويل للزمخشري ج ٤ ص ٨٨ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٤٤٦ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠٠ وتفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩١ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٢٩ وتفسير النسفي ج ٤ ص ٢٣٥ وتفسير الرازي ج ٢٩ ص ٢٦٩.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٩٤ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٤٤٦ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠٠ وتفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩١.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٩٤ عن مجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ وتفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩١ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠.

١٦٥

حرسا (١).

فجعلته في رأسها ، ثم فتلت عليه قرونها ، ثم خرجت به ، فسلكت غير نقب عن يسار المحجة في الفلوق حتى لقيت الطريق بالعقيق (٢).

نص الكتاب :

وذكر السهيلي أنه قيل : إنه كان في كتاب حاطب : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد توجه إليكم بجيش كالليل ، يسير كالسيل ، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله تعالى عليكم ، فإنه منجز له ما وعده فيكم ، فإن الله ـ تعالى ـ ناصره ووليه (٣).

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٠٩ وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٠٩ عن أحمد ، ومسلم ، والبخاري ، والنسائي ، والترمذي ، وأبو داود عن أبي رافع عن علي ، وأبو يعلى ، والحاكم والضياء عن عمر بن الخطاب. والإمام أحمد ، وعبد بن حميد عن جابر ، وابن مردويه عن أنس ، وابن مردويه عن سعيد بن جبير ، وابن إسحاق عن عروة ، وابن مردويه عن عبد الرحمن عن حاطب بن أبي بلتعة ، ومحمد بن عمر عن شيوخه.

وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ والبحار ج ٢١ ص ١١٩ و ١٢٠ عن الإرشاد للمفيد ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٩ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٥٢.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٤٠١ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٧٣ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥٠

١٦٦

وعند الطبرسي : أنه كتب لقريش : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خارج إليكم يوم كذا وكذا (١).

وفي تفسير ابن سلام : أنه كان فيه : إن محمدا «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد نفر فإما إليكم ، وإما إلى غيركم ، فعليكم الحذر. انتهى (٢).

وذكر ابن عقبة الواقدي : أن فيه : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد آذن بالغزو ، ولا أراه إلا يريدكم ، وقد أحببت أن يكون لي يد بكتابي إليكم (٣).

وعند الطبرسي : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يريدكم ، فخذوا حذركم (٤).

__________________

وتفسير الآلوسي ج ٢٨ ص ٦٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٤ والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ١ ص ٣٤٢ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٠٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٧.

(١) البحار ج ٢١ ص ١٢٥ عن إعلام الورى (ط مؤسسة الوفاء) ج ١ ص ٢١٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٧ وراجع : البحار ج ٢١ ص ١٣٧ وتفسير فرات ص ١٨٣ و ١٨٤ و (ط مؤسسة الطبع والنشر ـ طهران) ص ٤٨٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١ وراجع : فتح الباري ج ١٢ ص ٢٧٣.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٩٤ ومجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٤ ص ٤٥٥ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٤٧ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٥ وتخريج

١٦٧

التدخل الإلهي :

قال القمي : «إن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة ، وكان عياله بمكة. وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فصاروا إلى عيال حاطب ، وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب ، يسألوه عن خبر محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : هل يريد أن يغزو مكة؟! فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك» (١).

فكتب إليهم حاطب : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يريد ذلك ، ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى «صفية» فوضعته في قرونها الخ ..

وأتى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الخبر من السماء بما صنع حاطب ، فبعث علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام (٢).

__________________

الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٤٧ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠٠ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٦٣ وتفسير الثعلبي ج ٤ ص ٣٤٦ وج ٩ ص ٢٩١ وتفسير مقاتل بن سليمان ج ٣ ص ٣٤٧ وأسباب نزول الآيات ص ٢٨٢ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٢٩ وتفسير النسفي ج ٤ ص ٢٣٥ وتفسير الرازي ج ٣٢ ص ١٥٣ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥١ وتفسير البيضاوي ج ٥ ص ٣٢٥ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣١٣ والدر المنثور ج ٣ ص ١٧٨ وتفسير أبي السعود ج ٨ ص ٢٣٥.

(١) البحار ج ٢١ ص ١١٢ وج ٧٢ ص ٣٨٨ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٦١ والتفسير الصافي ج ٥ ص ١٦١ وج ٧ ص ١٦٥ وتفسير الميزان ج ١٩ ص ٢٣٤.

(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وج ١٠ ص ٦٤ والبحار ج ٢١ ص ١١٢ و ١٢٠ وج ٧٢ ص ٣٨٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٦١ والتفسير

١٦٨

زاد أبو رافع : المقداد بن الأسود (١).

وغير ابن إسحاق ، يقول : بعث عليا والمقداد (٢).

وفي رواية عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي : أبا مرثد ، بدل المقداد (٣).

وفي الحلبية : بعث عليا «عليه‌السلام» ، والزبير ، وطلحة ، والمقداد.

وقيل : بعث عليا ، وعمارا ، أو الزبير ، وطلحة ، والمقداد ، وأبا مرثد.

ولا مانع من أن يكون بعث الكل.

__________________

الصافي ج ٥ ص ١٦١ وج ٧ ص ١٦٥ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ١٩٩ وتفسير الميزان ج ١٩ ص ١٣٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٦٦ وجامع البيان للطبري ج ٢٨ ص ٧٦ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ والبداية والنهاية ج ٢ ٣٢٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٢ وج ١٣ ص ٣٧٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٦ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١١.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وج ١٠ ص ٦٤ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١ والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج ٥ ص ٢٩٣ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥١.

(٢) عيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وج ١٠ ص ٦٤ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١ والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج ٥ ص ٢٩٣ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥١.

١٦٩

وبعض الرواة اقتصر على بعضهم (١).

وزاد الطبرسي : عمر.

وكانوا كلهم فرسانا (٢).

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «أدرك امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش ، يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم» (٣).

ولفظ أبي رافع : «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب» فخرجوا (٤) ـ وفي لفظ : فخرجا ـ حتى إذا كان بالخليقة ، خليقة بني

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ والبحار ج ٢١ ص ٩٤ عن مجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ و (ط مؤسسة الأعلمي) ص ٤٤٦ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٥ وج ١٩ ص ٢٢٩ وتفسير جوامع الجامع ج ٣ ص ٥٤٢ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠٠ وتفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩١ وأسباب نزول الآيات للواحدي ص ٢٨٢ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥١ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسين ج ٢ ص ٦٨٣.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٤ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١١ موسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري ج ١ ص ٢٧٤.

(٤) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وقال في هامشة : أخرجه البخاري ٦ / (٣٠٠٧) (٤٨٩٠) ومسلم ص ٣ / (١٩٤١) حديث (١٦١) وأبو داود في الجهاد ، وأحمد ١ / ٧٩ والترمذي في تفسير سورة الممتحنة ، والبيهقي في الدلائل ٥ / ١٦.

وراجع : البحار ج ٢١ ص ٩٤ عن مجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ و (ط مؤسسة

١٧٠

أحمد الخ ..

وفي الحلبية : «فخذوه منها وخلوا سبيلها ، فإن أبت فاضربوا عنقها» (١).

وقال المفيد : فاستدعى أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وقال له : «إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا ، وقد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم. والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق ، فخذ سيفك والحقها ، وانتزع الكتاب منها ، وخلها ، وصربه إلي».

__________________

الأعلمي) ص ٤٤٦ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وكتاب الأم للشافعي ج ٤ ص ٢٦٤ والمجموع للنووي ج ١٩ ص ٣٤٠ وكتاب المسند للشافعي ص ٣١٦ ومسند أحمد ج ١ ص ٧٩ وصحيح البخاري ج ٦ ص ٦٠ وسنن أبي داود ج ١ ص ٥٩٧ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٨٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٤٦ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٤ وج ١٧ ص ٢٧٣ وج ١٩ ص ٢٢٩ ومسند الحميدي ج ١ ص ٢٧ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٥٧ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٣١٦ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٤٢٤ ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج ٧ ص ١٠٢ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٤٧ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠١ وتفسير جامع البيان ج ٢٨ ص ٧٤ وأسباب نزول الآيات ص ٢٨٣ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٦٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٦١ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٢٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٢٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٤.

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١ وتفسير فرات ص ١٨٣ و ١٨٤ والبحار ج ٢١ ص ١٣٦ و ١٣٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٩ وراجع : تفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩١ وأسباب نزول الآيات ص ٢٨٢ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥١ ومطالب السؤول ص ١٩٧ وكشف الغمة ج ١ ص ١٧٩.

١٧١

ثم استدعى الزبير بن العوام وقال له : «امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه».

فمضيا ، وأخذا على غير الطريق ، فأدركا المرأة ، فسبق إليها الزبير ، فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرت ، وحلفت : أنه لا شيء معها ، وبكت.

فقال الزبير : ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا ، فارجع بنا إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نخبره ببراءة ساحتها.

فقال له أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : يخبرني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن معها كتابا ويأمرني بأخذه منها ، وتقول أنت : إنه لا كتاب معها؟!!

ثم اخترط السيف ، وتقدم إليها ، فقال : أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ، ثم لأضربن عنقك.

فقالت : إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني ، فأعرض بوجهه عنها ، فكشفت قناعها ، وأخرجت الكتاب من عقيصتها ، فأخذه أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، وصار به إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فأمر أن ينادى : «الصلاة جامعة» ، فنودي في الناس ، فاجتمعوا إلى المسجد حتى امتلأ بهم.

ثم صعد النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى المنبر ، وأخذ الكتاب بيده وقال : «أيها الناس إني كنت سألت الله عزوجل أن يخفي أخبارنا عن قريش ، وإن رجلا منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا ، فليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي».

فلم يقم أحد ، فأعاد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مقالته ثانية ،

١٧٢

وقال : «ليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي».

فقام حاطب بن أبي بلتعة ، وهو يرعد كالسعفة في يوم الريح العاصف ، فقال : أنا يا رسول الله صاحب الكتاب ، وما أحدثت نفاقا بعد إسلامي ، ولا شكا بعد يقيني.

فقال له النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «فما الذي حملك على أن كتبت هذا الكتاب»؟

قال : يا رسول الله ، إن لي أهلا بمكة ، وليس لي بها عشيرة ، فأشفقت أن تكون دائرة لهم علينا ، فيكون كتابي هذا كفا لهم عن أهلي ، ويدا لي عندهم ، ولم أفعل ذلك للشك في الدين.

فقام عمر بن الخطاب وقال : يا رسول الله مرني بقتله ، فإنه منافق.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إنه من أهل بدر. ولعل الله تعالى اطّلع عليهم فغفر لهم. أخرجوه من المسجد».

قال : فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه ، وهو يلتفت إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليرق عليه ، فأمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بردّه ، وقال له : «قد عفوت عنك وعن جرمك ، فاستغفر ربك ، ولا تعد لمثل ما جنيت» (١).

وفي نص آخر : «فخرج علي والزبير ، لا يلقيان أحدا حتى وردا ذا الحليفة ، وكان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وضع حرسا على المدينة. وكان

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١١٩ ـ ١٢١ وص ١٢٥ و ١٢٦ عن الإرشاد للمفيد ج ١ ص ٥٦ ـ ٥٩ وراجع : إعلام الورى ج ١ ص ٣٨٤ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٤٠٨.

١٧٣

على الحرس حارثة بن النعمان ، فأتيا الحرس فسألاهم ، فقالوا : ما مر بنا أحد.

ثم استقبلا حطّابا فسألاه ، فقال : رأيت امرأة سوداء انحدرت من الحرة ، فأدركاها فأخذ علي منها الكتاب ، وردها إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فدعا حاطبا ، فقال له : انظر ما صنعت ..

قال : أما والله ، إني لمؤمن الخ .. (١).

وقال ابن عقبة : أدركاها ببطن ريم ، فاستنزلاها فحلفت ، فالتمساه في رحلها ، فلم يجدا شيئا ، فهموا بالرجوع ، فقال لها علي بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه ـ : إني أحلف بالله ما كذب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وما كذبنا ، ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك.

وعند القمي : ما كذبنا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولا كذب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على جبرئيل ، ثم ولا كذب جبرئيل عن الله جل ثناؤه ، والله لتظهرن الكتاب أو لأوردن رأسك إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الخ .. (٢). (زاد في الحلبية : أو أضرب عنقك).

وفي مجمع البيان : وسل سيفه وقال : «أخرجي الكتاب ، وإلا والله

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١٢٥ عن إعلام الورى ج ١ ص ٢١٦.

(٢) البحار ج ٢١ ص ١١٢ وج ٧٢ ص ٣٨٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٦١ والتفسير الصافي ج ٥ ص ١٦١ وج ٧ ص ١٦٥ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٢٩٩ وتفسير الميزان ج ١٩ ص ٢٣٤.

١٧٤

لأضربن عنقك» (١).

فلما رأت الجد ، قالت : أعرضا. فحلت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منها ، فدفعته إليه.

فخلوا سبيلها ، ولم يتعرضوا لها ولا لما معها ، فأتي به رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فدعا حاطبا ، فقال : يا حاطب ، ما حملك على هذا؟

قال : يا رسول الله. إني والله لمؤمن بالله ورسوله ، ما غيرت ، ولا بدلت ، ولكني كنت امرءا ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة ، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل ، فصانعتهم عليهم (٢).

__________________

(١) تفسير مجمع البيان (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٩ ص ٤٤٦ البحار ج ٢١ ص ٩٤ وج ٤١ ص ٨ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠١ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج ٣ ص ٦٨٣ وعين العبرة في غبن العترة لأحمد بن طاووس ص ٢٧ ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ١ ص ٤٠٥ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ والإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص ٧٧٧.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١٢ والبحار ج ٢١ ص ٩٤ و ١١٢ و ١٣٦ و ١٣٧ ومجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ وتفسير فرات ص ١٨٣ و ١٨٤ وراجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٧ و ٧٩٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٤٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٥٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٧.

١٧٥

وفي نص آخر : أنها أخرجت الكتاب من حجزتها ، والحجزة معقد الإزار والسراويل (١).

وحسب نص أورد في البحار : أن حاطبا قال : والله ما كفرت منذ أسلمت ، ولا غششتك منذ صحبتك ، ولا أجبتهم منذ فارقتهم ، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته ، وكنت (عريرا) عزيزا فيهم. (العرير : الغريب) ، وكان أهلي بين ظهرانيهم ، فخشيت على أهلي ، فأردت أن أتخذ عندهم يدا ، وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه ، وإن كتابي لا يغني عنهم شيئا.

فصدقه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعذره ، فقام عمر بن الخطاب وقال : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : وما يدريك يا عمر ، لعل الله اطّلع على أهل

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و (ط دار المعرفة) ص ١١ وعمدة القاري ج ١٥ ص ١٢ وراجع : الخرائج والجرائح ج ١ ص ٦٠ والبحار ج ١٨ ص ١١٠ وصحيح البخاري ج ٤ ص ٣٩ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٣٦ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٥ وج ١٥ ص ١١ وتحفة الأحوذي ج ٩ ص ١٤١ ومسند بن أبي يعلى ج ١ ص ٣٢٠ وتخريج الأحاديث ج ٣ ص ٤٤٩ و ٤٥١ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٢٣ وجامع البيان ج ٢٨ ص ٧٦ وأحكام القرآن لابن العربي ج ٤ ص ٢٢٤ والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج ٥ ص ٢٩٣ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥١ والتسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي الكلبي ج ٤ ص ١١٢ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٧٠ وإمتاع الأسماع ج ٩ ص ١٢٣ وج ١٣ ص ٣٧٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٨٠.

١٧٦

بدر ، فغفر لهم ، فقال لهم : اعملوا ما شئتم ، فقد غفرت لكم (١).

وفي نص القمي : «ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلي بحسن صنيع قريش إليهم ، فأحببت أن أجازي قريشا بحسن معاشرتهم ، فأنزل الله الخ ..» (٢).

ولفظ أبي رافع ، فقال : يا رسول الله لا تعجل علي ، إني كنت امرءا ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسهم ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابة يحمون أموالهم بها وأهليهم بمكة ، ولم يكن لي قرابة ، فأحببت إذ فاتني ذلك من بينهم أن أتخذ فيهم يدا أحمي بها قرابتي. وما فعلت ذلك كفرا بعد إسلام.

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٩٤ و ٩٥ عن مجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢١ والدرر لابن عبد البر ص ٢١٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٦٦ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٤٨ وجامع البيان للطبري ج ٢٨ ص ٧٧ وأسباب نزول الآيات ٢٨٣ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٢٩ وراجع : تفسير السمرقندي ج ٣ ص ٤١٣ والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج ٥ ص ٢٩٣ وزاد المسير ج ٨ ص ٣ وتفسير الرازي ج ٣٢ ص ١٥٣ والتسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي الكلبي ج ٤ ص ١١٢ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٤٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٤ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٤٢ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٨٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٧ والسيرة الحلبي (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٢ وشرح إحقاق الحق ج ٣١ ص ٧.

(٢) البحار ج ٢١ ص ١١٢ وج ٧٢ ص ٣٨٨ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ١٢٩٠ والتفسير الصافي ج ٥ ص ١٦١ وج ٧ ص ١٦٦ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠٠ وتفسير الميزان ج ١٩ ص ٢٣٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٦٢.

١٧٧

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إنه قد صدقكم».

فقال عمر لحاطب : قاتلك الله!! ترى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يأخذ بالأنقاب وتكتب إلى قريش تحذرهم؟! دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإن الرجل قد نافق ..

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «ما يدريك يا عمر أن الله عزوجل اطّلع إلى أصحاب بدر يوم بدر ، فقال : «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»؟!

فاغر ورقت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم ، حين سمعه يقول في أهل بدر ما قال (١).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢١٠ و ٢١١ وتفسير الرازي ج ٢٩ ص ٢٩٧ وج ٣٢ ص ١٥٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و ٧٦ و (ط دار المعرفة) ص ١٢ وراجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وراجع : كتاب الأم للشافعي ج ٤ ص ٢٦٤ والمجموع للنووي ج ١٩ ص ٣٤١ ونيل الأوطار للشوكاني ج ٨ ص ١٥٤ و ١٥٦ والإيضاح لابن شاذان ص ٥٠٧ وشرح الأخبار ج ٢ ص ٣٠١ والبحار ج ٢١ ص ٩٥ ومواقف الشيعة ج ٢ ص ٢٥٥ وكتاب المسند للشافعي ص ٣١٦ ومسند أحمد ج ١ ص ٨٠ وصحيح البخاري ج ٤ ص ١٩ وج ٥ ص ٨٩ وج ٦ ص ٦٠ وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٦٨ وسنن أبي داود ج ١ ص ٥٩٧ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٨٣ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٤٦ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٢٥٤ وج ١٧ ص ٢٤٧ ومسند الحميدي ج ١ ص ٢٨ والسنن الكبرى ج ٦ ص ٤٨٧ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٣١٦ و ٣٢١ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٤٢٥ ومعرفة السنن والآثار ج ٧ ص ١٠٢ والدرر لابن عبد البر ص ٢١٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٦٦ وتخريج الأحاديث ج ٣ ص ٤٤٨ وكنز العمال ج ١٠

١٧٨

وأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ

__________________

ص ٥٢٢ وج ١٤ ص ٦٩ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٤٤٦ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٠١ وتفسير الميزان ج ١٩ ص ٢٣٦ وأحكام القرآن لمحمد بن إدريس الشافعي ج ٢ ص ٤٨ وجامع البيان ج ٢٨ ص ٧٥ و ٧٧ وتفسير الثعلبي ج ٩ ص ٢٩٢ وأسباب نزول الآيات ص ٢٨٣ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٢٨ و ٣٢٩ وتفسير النسفي ج ٤ ص ٢٣٦ وأحكام القرآن لابن العربي ج ٤ ص ٢٢٤ والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج ٥ ص ٢٩٣ وزاد المسير ج ٨ ص ٣ وتفسير القرطبي ج ١٨ ص ٥٠ والتسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي الكلبي ج ٤ ص ١١٢ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٦٩ و ٣٧٠ والدر المنثور ج ٦ ص ٢٠٣ وفتح القدير ج ٥ ص ٢١١ وتفسير الآلوسي ج ٢٨ ص ٦٦ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٤٢ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٦١ ومناقب علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» للأصفهاني ص ١٥٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٨ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٤٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٢٦ و ٥٢٧ والوافي بالوفيات ج ١١ ص ٢١٠ والبدآية والنهاية لابن كثير ج ٣ ص ٣٩٨ وج ٤ ص ٣٢٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٣٨.

١٧٩

كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (١)» (٢).

ونقول :

إن لنا هنا وقفات :

لعلها عدة رسائل :

قد يقال : إن نصوص الرواية المختلفة تشير إلى أن حاطبا قد كتب لقريش عدة رسائل ، ولعل بعضها قد قصد به التعمية على الناس فيما لو انكشف الأمر ، حيث يمكن لحامل الرسالة أن يظهر إحدى تلك الرسائل ، فينصرف المفتشون عما سواها ، وربما تكون رسالة واحدة ، ذكر كل راو بعض فقراتها ، واقتصر عليه.

ولعله كتب الرسالة على فترات ، كما احتمله الحلبي (٣).

وإن كنّا لم نستطع أن نفهم معنى معقولا لهذا الاحتمال الأخير ..

غير أننا رغم معقولية سائر الاحتمالات نقول :

سيأتي : أن الأقرب هو أنه لم يرسل سوى رسالة واحدة ، وهي تلك

__________________

(١) الآيات ١ ـ ٤ من سورة الممتحنة.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٦ والبحار ج ٢١ ص ١١٢ عن تفسير القمي ص ٦٧٤ و ٦٧٥ و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ قم) ج ١ ص ١١. والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٩٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٩ وراجع : أغلب المصادر في الهامش السابق.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥.

١٨٠