الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٠

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٠

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-192-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٥

تتمات أغفلوها عمدا :

قلنا في الفصل السابق : إن الحديث عن سرية ذات السلاسل. قد جاء مبتورا ومحرفا ، بصورة عجيبة وغريبة .. وقد ظهرت بعض سمات تحريفه فيما سبق ، وسيأتي إن شاء الله المزيد عن ذلك في الشروح ، والملاحظات ، والإلفاتات الآتية ..

وأما بالنسبة لكونه جاء مبتورا ، فتوضحه نصوص أخرى قد جرى إغماض النظر عنها عمدا ، لأنها ليس فقط لا تنسجم مع الهوى السياسي والمذهبي لأولئك الذين تصدوا لتدوين التاريخ ..

بل هي تفسد عليهم خطتهم التي ترمي إلى سوق الأمور باتجاه معين ، يخدم أهدافا رسمت ، وأهواء اتبعت وسياسات وضعت ..

وبما أن النصوص المشار إليها قد جاءت مطولة ومفصلة ، فلا محيص عن اختصار وتلخيص بعضها. وإيراد بعضها الآخر كما هو ..

وهذا ما سوف نقوم به أولا .. ثم نلحق ذلك ببيانات وتوضيحات نرى أنها ضرورية ومفيدة ، فنقول :

٢٠١

نصوص أوجزناها :

والنصوص التي أوجزناها هي التالية :

١ ـ ورد في بعض الروايات عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وجّه عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما ، يجبّن أصحابه ويجبنونه ، فأرسل عليا «عليه‌السلام» وأمره أن لا يفارقه العين ، فأغار عليهم ، فنزلت : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ..) إلى آخر السورة (١).

٢ ـ وروي أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما بعث سرية ذات السلاسل ، عقد الراية وسار بها أبو بكر ، حتى إذا صار بها بقرب المشركين اتصل خبرهم فتحرزوا ولم يصل المسلمون إليهم ، فأخذ الراية عمر وخرج مع السرية ، فاتصل بهم خبرهم ، فتحرزوا ، ولم يصل المسلمون إليهم.

فأخذ الراية عمرو بن العاص ، فخرج في السرية فانهزموا.

فأخذ الراية لعلي ، وضم إليه أبا بكر ، وعمر ، وعمرو بن العاص ، ومن كان معه في تلك السرية.

وكان المشركون قد أقاموا رقباء على جبالهم ، ينظرون إلى كل عسكر يخرج إليهم من المدينة على الجادة ، فيأخذون حذرهم واستعدادهم.

فلما خرج علي «عليه‌السلام» ترك الجادة ، وأخذ بالسرية في الأودية بين الجبال.

__________________

(١) أمالي ابن الشيخ ص ٢٥٩ و ٢٦٠ والبحار ج ٢١ ص ٧٥ و ٧٦ عنه ، والبرهان ج ٤ ص ٤٩٨ و ٤٩٩ ونور الثقلين ج ٥ ص ٦٥٢ وأمالي الطوسي ص ٤٠٧ والتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦١.

٢٠٢

فلما رأى عمرو بن العاص وقد فعل علي ذلك ، علم أنه سيظفر بهم ، فحسده فقال لأبي بكر ، وعمر ، ووجوه السرية : إن عليا رجل غر لا خبرة له بهذه المسالك ، ونحن أعرف بها منه ، وهذا الطريق الذي توجه فيه كثير السباع ، وسيلقى الناس من معرتها أشد ما يحاذرونه من العدو ، فاسألوه أن يرجع عنه إلى الجادة.

فعرّفوا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ذلك ، قال : من كان طائعا لله ولرسوله منكم فليتبعني ، ومن أراد الخلاف على الله ورسوله فلينصرف عني.

وفي نص آخر : فقال لهم أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : الزموا رحالكم ، وكفوا عما لا يعنيكم ، واسمعوا وأطيعوا فإني أعلم بما أصنع (١).

فسكتوا ، وساروا معه ، فكان يسير بهم بين الجبال في الليل ، ويكمن في الأودية بالنهار ، وصارت السباع التي فيها كالسنانير ، إلى أن كبس المشركين وهم غارون آمنون وقت الصبح ، فظفر بالرجال ، والذراري ، والأموال ، فحاز ذلك كله ، وشد الرجال في الحبال كالسلاسل ، فلذلك سميت غزاة ذات السلاسل.

فلما كانت الصبيحة التي أغار فيها أمير المؤمنين «عليه‌السلام» على العدو ـ ومن المدينة إلى هناك خمس مراحل ـ خرج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فصلى بالناس الفجر ، وقرأ : «والعاديات» في الركعة الأولى ، وقال : «هذه سورة أنزلها الله عليّ في هذا الوقت ، يخبرني فيها بإغارة علي على العدو ،

__________________

(١) راجع هذه الفقرة : البحار ج ٢١ ص ٧٤ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٩ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٥٧.

٢٠٣

وجعل حسده لعلي حسدا له ، فقال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (١). والكنود : الحسود (٢).

٣ ـ وذكر نص آخر : أن أعرابيا أخبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» باجتماع قوم من العرب في وادي الرمل ليبيتوه في المدينة .. فأخبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» المسلمين ..

فانتدب إليهم جماعة من أهل الصفة ، فأقرع بينهم ، فخرجت القرعة على ثمانين رجلا ، فاستدعى أبا بكر ، فقال له : خذ اللواء ، وامض إلى بني سليم ، فإنهم قريب من الحرة ..

فمضى إليهم. وهم ببطن الوادي ، والمنحدر إليهم صعب. فخرجوا إليه ـ حين أرادوا الإنحدار ـ فهزموه ، وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا.

فعقد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعمر بن الخطاب وبعثه إليهم .. فهزموه أيضا.

فأرسل إليهم عمرو بن العاص بطلب من عمرو نفسه ، فخرجوا إليه ، فهزموه ، وقتلوا جماعة من أصحابه ..

فدعا عليا «عليه‌السلام» ، فعقد له ، ثم قال : «أرسلته كرارا غير فرار».

وشيعه إلى مسجد الأحزاب ، وأنفذ معه أبا بكر ، وعمر ، وعمرو بن العاص.

فسار بهم «عليه‌السلام» نحو العراق متنكبا للطريق ، حتى ظنوا أنه

__________________

(١) الآية ٦ من سورة العاديات.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٧٦ و ٧٧ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٦٧ و ١٦٨ وراجع : إثبات الهداة ج ٢ ص ١١٨.

٢٠٤

يريد بهم غير ذلك الوجه ، ثم انحدر بهم على محجة غامضة ، حتى استقبل الوادي من فمه ..

وكان يسير بالليل ، ويكمن بالنهار.

فلما قرب من الوادي أمرهم أن يعكموا الخيل ..

فعرف عمرو بن العاص أنه الفتح.

ثم ذكرت الرواية نحو ما تقدم في الرواية السابقة.

ثم قالت : قالوا : وقتل منهم مئة وعشرين رجلا. وكان رئيس القوم الحارث بن بشر ، وسبى منهم مئة وعشرين.

فلما رجع واستقبله النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والمسلمون ..

قال له : «لولا أني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس إلا وأخذوا التراب من تحت قدميك» (١).

٤ ـ وجاء في نص آخر : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أخبر الناس بما أنذر به الإعرابي ، وقال لهم : «فمن للوادي»؟

فقام رجل من المهاجرين ، فقال : أنا له يا رسول الله ، فناوله اللواء ، وضم إليه سبع مائة رجل ، فسار إليهم ، فسألوه عن شأنه ، فأخبرهم ، فقالوا : «ارجع إلى صاحبك ، فإنّا في جمع لا تقوم له» ، فرجع.

__________________

(١) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٦٤ و ١٦٥ والبحار ج ٢١ ص ٧٧ ـ ٧٩ وراجع ص ٨٣ و ٨٤ وتفسير فرات ، والبرهان (تفسير) ج ٤ ص ٤٩٨ والمستجاد من الإرشاد ص ١٠٣ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٠٣ و ٢٣١.

٢٠٥

فأرسل مهاجريا آخر ، فمضى ثم عاد بمثل ما عاد به صاحبه.

فأرسل عليا «عليه‌السلام» فمضى إلى وادي الرمل ، فوافى القوم بسحر فأقام حتى أصبح ، ثم عرض على القوم أن يسلموا أو يضربهم بالسيف ، فطلبوا منه أن يرجع كما رجع صاحباه ، فأبى ، وأخبرهم أنه علي ، فاضطربوا لما عرفوه ثم اجترأوا على مواقعته ، فقتل منهم ستة أو سبعة ، وانهزموا ، وظفر المسلمون بالغنائم ، ورجعوا.

فاستقبله المسلمون والنبي ، فلما بصر بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ترجل عن فرسه ، وأهوى إلى قدميه يقبلهما.

فقال له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «اركب ، فإن الله تعالى ورسوله عنك راضيان».

فبكى علي «عليه‌السلام» فرحا ، ونزلت سورة العاديات في هذه المناسبة (١).

٥ ـ وفي حديث ابن عباس : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دعا أبا بكر إلى غزوة ذات السلاسل ، فأعطاه الراية فردها ..

ثم دعا عمر ، فأعطاه الراية فردها.

ثم دعا خالد بن الوليد فأعطاه الراية ، فرجع.

__________________

(١) راجع : الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٤ ـ ١١٧ والبحار ج ٢١ ص ٨٠ ـ ٨٢ عنه وج ٣٦ ص ١٧٨ و ١٧٩ وج ٤١ ص ٩٢ و ٩٣ وعن إعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ ومناقب آل أبي طالب ص ٣٢٨ ـ ٣٣٠ والمستجاد من الإرشاد ص ١٠٠ ـ ١٠٣ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٥ و ٢٩٦ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٤ ـ ٥٧٦ وعن كشف الغمة ج ١ ص ٢٣٠ ـ ٢٣٢ وكشف اليقين ص ١٥١ و ١٥٢ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٠ و ٨٤١.

٢٠٦

فأعطاها عليا «عليه‌السلام» فانطلق بالعسكر ، فنزل في أسفل جبل كان بينه وبين القوم ، وقال : اركبوا (لعل الصحيح : اكعموا) دوابكم.

فشكا خالد لأبي بكر وعمر : أنه أنزلهم في واد كثير الحيات ، كثير الهام ، كثير السباع ، فإما يأكلهم مع دوابهم سبع ، أو تعقرهم ودوابهم حيات ، أو يعلم بهم العدو فيقتلهم ..

فراجعوا عليا «عليه‌السلام» بالأمر ، فلم يقبل منهم.

ثم راجعوه مرة أخرى فلم يقبل.

فلما كان السحر أمرهم فطلعوا الجبل ، وانحدروا على القوم ، فأشرف عليهم ، وقال لأصحابه : انزعوا عكمة دوابكم ، فشمّت الخيل ريح الإناث ، فصهلت ، فسمع القوم صهيل الخيل فهربوا.

فقتل مقاتليهم ، وسبى ذرايهم. فنزلت سورة «والعاديات» على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ثم جاءته البشارة (١).

إختلافات لها حل :

وقد ظهرت في النصوص المتقدمة بعض الاختلافات التي تحتاج إلى معالجة معقولة ومقبولة.

وهذه المعالجة ليست بعيدة المنال في هذا المورد الذي نحن بصدد الحديث عنه.

ونحن نذكر نماذج منها ، ثم نعقب ذلك بما نراه معالجة مناسبة ، فنقول :

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٨٢ و ٨٣ وج ٤١ ص ٩٢ و ٩٣ ومناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٢٨ و ٣٢٩ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٥ وتفسير فرات ص ٥٩١.

٢٠٧

١ ـ ما هو المقصد؟!

وهل بعث النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هذه السرية إلى قضاعة ، وإلى عاملة ، ولخم ، وجذام ، وكانوا مجتمعين (١).

أو إلى قضاعة فقط كما في الروايات الأخرى ، بعد أن بلغه أنهم أرادوا أن يدنوا إلى أطراف المدينة (٢). أو بعثها إلى بني سليم (٣).

بل في بعض الروايات : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعث عمرو بن العاص ، يستنفر العرب إلى الشام (٤).

٢ ـ المقتولون من الأعداء :

وقد ذكرت بعض نصوص هذه الغزوة : أن المقتولين من الأعداء حين هاجمهم علي «عليه‌السلام» هم مئة وعشرون رجلا ، وسبي منهم مئة

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٦٨ عن البلاذري.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٦٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٧٠ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٧١ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٣١ ..

(٣) البحار ج ٢١ ص ٧٧ و ٨٣ وج ٣٦ ص ١٧٨ وتفسير فرات ص ٥٩٢ وكشف اليقين ص ١٥١ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٠ و ٨٤١.

(٤) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٦٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٧٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٢٣ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٣١٢ وج ٥ ص ٢٣٨ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٤٠ والإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٠٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥١٦ وج ٤ ص ٤٣٥.

٢٠٨

وعشرون ناهدا (١).

وفي نص آخر : قتل منهم ستة أو سبعة ، ثم انهزموا (٢).

٣ ـ المحرض على الاعتراض :

وثمة من يصرح : بأن عمرو بن العاص هو الذي حرك أبا بكر وعمر ليعترضا على علي «عليه‌السلام» ، لأنه سار بهم في طريق وعرة ، أو نزل بهم في موضع صعب (٣).

ثم نجد ما يدل : على أن المحرض على الاعتراض هو خالد بن الوليد ، لا عمرو بن العاص (٤).

٤ ـ محور الاعتراض :

وهل اعترض أبو بكر ، وعمر ، وعمرو بن العاص على المنزل الذي أنزلهم علي «عليه‌السلام» فيه (٥).

__________________

(١) تفسير فرات ص ٥٩٣ والبحار ج ٢١ ص ٨٤ عنه.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٨١ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٦ وإعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٦.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٧٧ و ٧٨ وج ٣٦ ص ١٧٩ وج ٤١ ص ٩٢ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٦٧ والإرشاد ج ١ ص ١٦٤ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٢ وكشف اليقين ص ١٥١ و ١٥٢.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٨٢ وج ٤١ ص ٩٢ وتفسير فرات ص ٥٩١.

(٥) البحار ج ٢١ ص ٨٢ وج ٣٦ ص ١٧٩ وج ٤١ ص ٩٢ وتفسير فرات ص ٥٩١ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٥.

٢٠٩

أو أنهم اعترضوا على الطريق التي سلكها بهم (١).

٥ ـ من المخبر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بجمع الأعداء؟! :

وقد تحدثت بعض الروايات عن أن جبرئيل هو الذي أخبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بجمع هؤلاء الأعداء ، وبعددهم ، وبما تعاقدوا وتعاهدوا عليه ، فأخبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الناس بذلك (٢).

ولكن نصوصا أخرى تقول : إن الذي أخبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بجمعهم هو رجل أعرابي (٣).

٦ ـ وقت الإغارة :

تذكر روايات : أن عليا «عليه‌السلام» أغار على الأعداء عند الفجر (٤).

__________________

(١) الإرشاد ج ١ ص ١٦٤ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٢ وكشف اليقين ص ١٥١ و ١٥٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣١ والبحار ج ٢١ ص ٧٧ و ٧٨.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٦٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٤ وتفسير الثقلين ج ٥ ص ٦٥٢ وتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦٢ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٤.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٧٧ و ٨٠ والإرشاد ج ١ ص ١١٤ و ١٦٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣٠ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٨٤٤.

(٤) راجع : البحار ج ٢١ ص ٧٦ و ٧٧ و ٧٩ و ٨٣ وج ٤١ ص ٩٢ والأمالي للشيخ ص ٢٥٩ و ٢٦٠ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٥ وتفسير فرات ص ٦٠٢ ومناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٢٩ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٦٨ والإرشاد ج ١ ص ١٦٥ والمستجاد في الإرشاد ص ١٠٣ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣٢.

٢١٠

وبعضها يقول : عند السحر (١).

٧ ـ ماذا جرى لأبي بكر وعمرو بن العاص؟!

وهل خرج إلى أبي بكر مئتا رجل فكلموه وخوفوه فرجع ، حسبما تقدم؟! (٢). أم أنه لما صار أبو بكر إلى الوادي ، وأراد الانحدار خرجوا إليه ، فهزموه ، وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا؟!

ثم أرسل إليهم عمر بن الخطاب ، فجرى له نفس ما جرى لأبي بكر.

ثم أرسل عمرو بن العاص ، فكان الأمر كذلك أيضا (٣).

٨ ـ كيف أوقع علي عليه‌السلام بالأعداء؟!

وفي حين تذكر روايات : أن عليا «عليه‌السلام» ، سار إلى أن كبس المشركين ، وهم غارون ، فظفر بهم (٤).

__________________

(١) البحار ج ١ ص ٨٣ و ٨٤ وتفسير فرات ص ٥٩٢.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٦٩ و ٧٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٥ وتفسير فرات ص ٥٩٩ وتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦٢ وإعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ وتأويل الآيات ص ٨٤٥ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٥٣.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٧٨ وج ٣٦ ص ١٧٩ وج ٤١ ص ٩٢ والإرشاد ج ١ ص ١٦٣ ومناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٢٨ والمستجاد من الإرشاد ص ١٠١ و ١٠٢ وتأوي الآيات ج ٢ ص ٨٤٠ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣١ وكشف اليقين ص ١٥١.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٧٩ و ٨٤ وتفسير فرات ص ٥٩٣ ص ٦٠٢ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٦٨ وراجع : الإرشاد ج ١ ص ١٦٥ والمستجاد من الغرشاد ص ١٠٣.

٢١١

تجد نصا آخر يقول : إنهم سمعوا صهيل خيله ، فولوا هاربين (١).

وفي نص ثالث : أنه «عليه‌السلام» خاطبهم ، وأخبرهم : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أرسله إليهم ، ثم عرفهم بنفسه ، فاجترؤا على مواقعته ، فواقعهم ، فقتل منهم ستة أو سبعة وانهزموا (٢).

٩ ـ عدد قتلى المشركين :

وهل قتل من المشركين ستة أو سبعة (٣).

أو قتل منهم مئة وعشرون رجلا (٤).

١٠ ـ الذين هاجموا المشركين :

ثم إن بعض النصوص قد اقتصرت على ذكر عمرو بن العاص ، وأنه هاجم المشركين ، فهربوا ، ودوّخ تلك البلاد ، وهي التي اختارها عموم المؤرخين ، من الفريق المحب لعمرو بن العاص.

ولكن نصا آخر يذكر : أنه أرسل عمر ، ففشل ، فأرسل عليا «عليه

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٨٣ وج ٤١ ص ٩٣ وتفسير فرات ص ٥٩٢ ومناقب آل أبي طالب ج ٣٢ ص ٣٢٩.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٨١ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٦ وإعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٦.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٨١ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٦ وإعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٦.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٨٤ وتفسير فرات ص ٥٩٣.

٢١٢

السلام» (١) ، فكان الفتح على يديه.

وذكر نص آخر : إرسال أبي بكر ، ثم عمر ، ثم علي (٢).

وفي نص آخر ذكر : رجلا من المهاجرين ، ثم رجلا من المهاجرين ، ثم عليا (٣).

وذكر نص آخر : أبا بكر ، ثم عمر ، ثم عمرو بن العاص ، ثم عليا «عليه‌السلام» (٤).

وفي نص أيضا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أعطى الراية أبا بكر ، فردها ، ثم أعطاها عمر ، فردها. ثم أعطاها خالدا ، فرجع. ثم أعطاها عليا «عليه‌السلام» (٥).

١١ ـ كيف عرف المشركون بجيش علي عليه‌السلام :

وقد ذكرت بعض تلك الروايات : أن المشركين عرفوا بوجود جيش

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٧٥ والأمالي للشيخ ص ٢٥٩ و ٢٦٠ والتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦١ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ١٤٦٩.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٦٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٤ وتأويل الايات ج ٢ ص ٨٤٤ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٥٢ وتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦٢.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٨٠ وراجع ص ٦٦ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٤ وإعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ ومجمع البيان ج ١٠ ص ٥٢٨ و ٥٢٩ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٤.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٧٧ وج ٤١ ص ٩٢ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٦٧ والإرشاد ج ١ ص ١٦٣ ومناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٢٨ والمستجاد من الإرشاد ص ١٠١ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣١.

(٥) البحار ج ٢١ ص ٨٢ وتفسير فرات ص ٥٩١.

٢١٣

علي «عليه‌السلام» حين سمعوا صهيل خيل المسلمين ، فولوا هاربين (١).

ونص آخر يقول : بل كلمهم علي «عليه‌السلام» ثم واقعهم (٢).

١٢ ـ وادي اليابس أم وادي الرمل :

وذكرت بعض الروايات : أن السرية أرسلت إلى وادي اليابس (٣).

وذكر بعضها : أنها أرسلت إلى وادي الرمل (٤).

هذا هو الحل :

وبعد ما تقدم نقول :

هناك سؤال يقول : ألا يضعف هذا الاختلاف من درجة اعتبار هذه

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٨٣ ج ٤١ ص ٩٣ وتفسير فرات ص ٥٩٢ ومناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٢٩.

(٢) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٤ ـ ١١٧ والبحار ج ٢١ ص ٨٠ ـ ٨٢ وج ٤١ ص ٩٢ وعن إعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٤ ـ ٥٧٦.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٦٨ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٤ وتفسير فرات ص ٥٩٩ والتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦٢ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ١٤٦٩ وبحوث في تاريخ القرآن للزرندي ص ٥١ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٤.

(٤) مستدرك الوسائل ج ٤ ص ١٦١ والبحار ج ٢٠ ص ٣٠٨ وج ٢١ ص ٨٠ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٤ وإعلام الورى ج ١ ص ٣٨٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣٠ والإرشاد ج ١ ص ١٦٢ والمستجاد في الإرشاد ص ١٠٠ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٧٤ والنص والإجتهاد ص ٣٣٦ وكشف اليقين ص ١٥١ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٠.

٢١٤

الروايات ، ويسقطها عن صلاحية الاعتماد عليها؟!

ويمكن أن نجيب : أن هذه الاختلافات لا تصل إلى حد التناقض والاختلاف.

إذ يمكن أن يعترض عمرو بن العاص على علي «عليه‌السلام» ، ثم يحرض أبا بكر وعمر على ثني عزيمة علي «عليه‌السلام» ، على مواصلة مسيره ذاك ..

ويمكن أن يعترض أبو بكر وعمر على علي «عليه‌السلام» مرتين ، مرة على المسير المخيف ، ومرة أخرى على المنزل المخيف.

ويمكن أن يخبر جبرئيل بجمع الأعداء ، ثم يخبر به ذلك الأعرابي مرة أخرى.

ويمكن أن يكبس علي «عليه‌السلام» المشركين ، وهم غارون. ثم تكون أول معرفتهم بالمهاجمين هو حين سمعوا صهيل الخيل ، فهربوا فأوقع بهم علي «عليه‌السلام» ..

ويمكن أن يكون قد واقعهم في اليوم الأول ، فقتل منهم ستة أو سبعة فانهزموا ، ثم لما استقر بهم المقام عاد فهاجمهم في فجر اليوم التالي ، فقتل منهم مائة وعشرين رجلا ..

ويمكن أن يكون هناك واد واحد يسمى بوادي اليابس تارة ، وبوادي الرمل أخرى.

ويمكن أن تذكر بعض النصوص مهاجمة عمر ، ثم علي لهم .. وتسكت عن مهاجمة أبي بكر وعمرو وخالد .. ولكن راويا آخر يضيف أبا بكر ، ثم يضيف راو ثالث عمروا ، أو خالدا ..

٢١٥

ويمكن أن يفاجئهم علي «عليه‌السلام» بالجيش ، ثم يكلمهم ويقيم عليهم الحجة ، ويحصل بعض المواجهات فيما بينهم ، ويقتل منهم ستة ، أو سبعة .. ثم يغير عليهم مرة أخرى بعد ذلك ، في وقت السحر أو حين طلوع الفجر.

ويمكن أن تجتمع سليم ، وقضاعة ، ولخم ، وجذام .. فيروي أحد الرواة وجود هذا الفريق ، ويهمل الإشارة إلى من عداه .. ولهذا الإهمال أسبابه التي تختلف من شخص لآخر أيضا ، ثم يذكر راو آخرن ذلك الفريق ، ويهمل من عداه.

ويمكن أن تكون هناك مهمات عديدة لبعث واحد ، مثل أن يواجه الأعداء المتربصين من جهة ، وأن يستنفر العرب إلى الشام أيضا ..

ويمكن : أن يعبر عن الصبح والفجر بالسحر ، وكذلك العكس لتقارب الوقتين واتصالهما ، خصوصا وأن الناس يتسامحون في مثل هذه الاختلافات.

ويمكن : أن تتعدد التعابير بتعدد الهجمات ، فإحداها كانت عند السحر ، والأخرى عند الصبح وهكذا ..

ويمكن : أن يتحدث أحدهم عن أن عدد الجيش هو سبع مائة ، ويكون نظره إلى أول دفعة ، ينتدبها ، ويغض الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الطرف عن ذكر العدد النهائي.

إختلافات لا حل لها :

وتبقى هناك اختلافات لا مجال لحلها على الطريقة المتقدمة .. بل تحتاج

٢١٦

إلى حلول أخرى قد يكون من بينها الحكم على الرواية بالتحريف والتزييف ، إذا قامت الأدلة والشواهد الأخرى على ذلك ..

وقد يكون من بينها أيضا الحكم بتعدد الواقعة ، إذا كان ذلك ممكنا ، حتى وإن استلزم ذلك نسبة الوهم والخطأ إلى بعض الناقلين ، حيث ظنوا بأن تلك الوقائع واحدة ، لمجرد رؤيتهم لبعض مفردات التشابه فيما بينها. فأقحموا توضيحات وتفسيرات من عند أنفسهم ، ظنا منهم أنهم يسهلون فهم الأمور على من بعدهم ..

ولعل مما يصلح شاهدا على ما نقول : هذا التشابه الشديد فيما بين السرايا ، ثم هذا التشابه بين مضامين عدد من الأحاديث أيضا .. حتى إنك تجد أمرا واحدا يذكر في العديد من المواقع والمواضع ..

ومن شواهد إقحام الرواة تفسيراتهم الخاطئة في النص ما يذكر في ولادة الحسنين «عليهما‌السلام» ، من أن أسماء كانت حاضرة آنئذ ، وأتت بهما إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

والمراد هو : أسماء بنت يزيد الأنصارية ، أو أسماء أخرى منهم ، ولكن الرواة أقحموا كلمة «بنت عميس» من عند أنفسهم ، ربما لارتكاز ذلك في أنفسهم ، أو بهدف التوضيح ، مع أن أسماء بنت عميس كانت حين ولادة الحسنين «عليهما‌السلام» مع زوجها جعفر بن أبي طالب في الحبشة ..

وقد يسأل سائل هنا : عن السبب في أن كثيرا من مؤرخي أهل السنة ، والمتصدين لمعالجة رواياتهم منهم ، حين يلاحظون وجود بعض الاختلافات بين الروايات يبادرون إلى الحكم بتعدد الواقعة ..

ولكنهم لم يذكروا شيئا من ذلك في غزوة ذات السلاسل.

٢١٧

والجواب : أن ذلك يعود إلى أنهم قد قصروا نظرهم في هذه الغزوة على مروياتهم هم ، والتي تحصر الموضوع في عمرو بن العاص ، وادعاء أنه دوّخ بلاد قضاعة ، وعاد منتصرا .. ولم يكترثوا بالروايات الأخرى التي وردت في مصنفات سائر المسلمين ، ولا سيما شيعة واتباع خط ونهج أهل البيت «عليهم‌السلام».

١ ـ عدد أفراد السرية :

وقد روى المؤرخون المتعاطفون مع عمرو بن العاص ، وأبي عبيدة وغيرهما ، والمهتمون بحفظ ماء وجههم : أن عدد أفراد سرية ذات السلاسل بلغ خمس مائة مقاتل ، مائتان منهم جاء بهم أبو عبيدة مددا لعمرو بن العاص. وقد تقدم ذلك في فصل سابق (١).

أما الروايات الأخرى فتقول : إن العدد قد بلغ أربعة آلاف مقاتل (٢).

ورواية أخرى تقول : كانوا سبع مائة مقاتل (٣).

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٦٧ و ١٦٨ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٧٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٧٥ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٧١ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٥٩ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٣١ وغير ذلك كثير.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٦٧ ـ ٧٣ وتفسير القمي ج ٢ ص وتفسير فرات ص ٥٩٩ والتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٦٢ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٥٢ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٤.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٨٠ و ٨٢ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٤ و ١١٧ وعن إعلام الورى ص ١١٦ و ١١٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٥.

٢١٨

وهناك نص يقول : إنه أرسل عليا «عليه‌السلام» في ثمانين من أهل الصفة ، أخرجتهم له القرعة (١).

٢ ـ المقتولون مع أبي بكر :

إن بعض الروايات تصرح : بأن أبا بكر قد عاد إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دون أن يباشر قتالا ، وكذلك عمر ـ وهي رواية القمي ..

ورواية أخرى ذكرت : أن أولئك القوم خرجوا إلى أبي بكر ، فهزموه ، وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا (٢).

٣ ـ اختلاف التاريخ :

هناك من يقول : إنها كانت قبل مؤتة ـ كابن إسحاق ـ.

وقيل : بعدها.

وقيل : كانت سنة سبع.

وقيل : ثمان ، في جمادى الآخرة ..

وكل ذلك قد تقدم.

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٧٧ ـ ٧٩ و ٨٣ و ٨٤ وج ٣٦ ص ١٧٨ وراجع : الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٦٤ ـ ١٦٦ وتفسير فرات ص ٥٩٢ والمستجاد في الإرشاد ص ١٠١ وكشف اليقين ص ١٥١ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٤٠ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣.

(٢) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٦٣ البحار ج ٢١ ص ٧٨ عنه ومناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٢٨ والمستجاد من الإرشاد ص ١٠١ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٧٧ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣١.

٢١٩

فإن كانت سنة سبع ، فذلك لا يتلاءم مع القول : بأن عمرو بن العاص قد اسلم أول سنة ثمان ، وأنه قد حضر هذه الغزوة ، وكان له دور فيها ..

وذكرها المفيد رحمه‌الله بعد غزوة تبوك ، وذكرها على وجه آخر ـ على ما في بعض النسخ القديمة ـ بعد غزوة بني قريظة ، وقبل غزوة بني المصطلق (١).

قال المجلسي نقلا عن المفيد : وقد كان من أمير المؤمنين عليه‌السلام في غزوة وادي الرمل ـ ويقال : إنها كانت تسمى بغزوة السلسلة (٢).

٤ ـ بعدها عن المدينة :

وهل تبعد عن المدينة اثنتا عشرة مرحلة (٣).

أربع عشرة مرحلة؟ (٤).

أو تبعد عنها خمس مراحل فقط؟ (٥).

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٨٠.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٨٠ ومستدرك الوسائل ج ٤ ص ١٦١ والإرشاد ج ١ ص ١١٣ وبيت الأحزان ص ٢٧.

(٣) معجم البلدان ج ٢ ص ١٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٧٩ وكتاب العين للفراهيدي ج ٥ ص ٣٤٢.

(٤) راجع : فتح الباري ج ٨ ص ٤٤٨ وشرح النووي (ط دار الكتاب العربي) ج ١٥ ص ٤٥ و (ط دار الفكر) ص ٥٨ وتحفة الأحوذي (ط دار الفكر) ج ٥ ص ٣١٢ وج ٨ ص ٤٠٥ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٥ ص ٣١٠ وج ٨ ص ٤٠٢ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣١٢ وعون المعبود ج ١ ص ١٧٤ وعمدة القاري ج ٩ ص ٦٤ ومجمع البحرين ج ١ ص ٢٦٥.

(٥) البحار ج ٢١ ص ٧٧ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٦٨.

٢٢٠