الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٠

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٠

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-192-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٥

المشركون» (١).

ثم تذكر الرواية صياح قطبة بن عامر : «فما يثوب إليه أحد ، هي الهزيمة ، ويتبعون صاحب الراية» (٢).

٥ ـ وقال الحلبي : «ثم أخذه خالد ، ومانع القوم ، وثبت ، ثم انحاز كل من الفريقين عن الآخر ، من غير هزيمة على أحدهما» (٣).

٦ ـ وفي حديث رجل من بني مرة قال : إنه لما قتل ابن رواحة .. «فنظرت إلى اللواء في يد خالد منهزما ، واتبعناه ، فكانت الهزيمة» (٤).

٧ ـ وعن عروة بن الزبير : «لما أقبل أهل مؤتة إلى المدينة تلقاهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والمسلمون ، وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ، ويقولون : يا فرار فررتم في سبيل الله الخ ..» (٥).

٨ ـ وروي نحوه عن أبي سعيد الخدري (٦).

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ج ٤٩ ص ٣٣٧ وراجع : الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٢٩.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٩ ص ٣٣٧.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧.

(٤) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٢ و ٧٦٣.

(٥) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٥ و ١٥٦ وراجع : الطبقات لابن سعد ج ٢ ق ١ ص ٩٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٩ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٢ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ و ٧٦٥ والبحار ج ٢١ ص ٥٧ عن إعلام الورى ص ١١١ و ١١٢ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٤٢.

(٦) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ و ٧٦٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٧٠.

١٠١

٩ ـ وهذا هو الذي أشار إليه ابن عمر في حديثه عن فرار الناس في سرية لم يصرح باسمها ، قال : «فحاص الناس فكنت في من حاص». ثم ذكر عودتهم إلى المدينة ، وقولهم لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : نحن الفرارون (١).

وقد ذكر الصالحي الشامي والحلبي والشافعي هذا الحديث في سياق سرية مؤتة ، فراجع.

١٠ ـ وقال الواقدي : قال أبو عبد الله : «والأول أثبت عندنا : أن خالدا انهزم بالناس» (٢).

١١ ـ وعن داود بن سنان قال : «سمعت ثعلبة بن أبي مالك يقول :

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ١٥١ وج ٦ ص ١٥٦ وفي هامشه : عن أبي داود ج ٢ ص ٥٢ وعن الترمذي ج ٤ ص ١٨٦ وعن مسند أحمد ج ٢ ص ١١١ وحلية الأولياء ج ٩ ص ٥٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٧٨ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٩.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٢ و ٧٦٥ والبحار ج ٢١ ص ٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٦٨ وراجع : الأحكام ليحيى بن الحسين ج ٢ ص ٥٠٢ وكتاب الأم ج ٤ ص ١٨٠ والمجموع للنووي ج ١٩ ص ٢٩١ ونيل الأوطار ج ٨ ص ٧٩ والمسند للشافعي ج ١ ص ٢٠٧ وعن مسند أحمد ج ٢ ص ٧٠ وسنن أبي داود ج ١ ص ٥٩٦ وسنن الترمذي ج ٣ ص ١٣٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٧٧ و ٢٧٦ ومسند أبي يعلى ج ٩ ص ٤٤٧ والمنتقى في السنن المسندة ص ٢٦٣ والفايق في غريب الحديث ج ١ ص ٢١٧ وتفسير مجمع البيان ج ٤ ص ٤٤٥ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٥٥٨ والجامع لأحكام القرآن ج ٧ ص ٣٨٣ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٠٦ وعن الدر المنثور ج ٣ ص ١٧٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥١ ص ٢٦٦.

١٠٢

انكشف خالد بن الوليد يومئذ حتى عيروا بالفرار ، وتشاءم الناس به» (١).

١٢ ـ وعن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن عتبة ، قال : «ما لقي جيش بعثوا معنا ما لقي أصحاب مؤتة من أهل المدينة ، لقيهم اهل المدينة بالشر ، حتى إن الرجل لينصرف إلى بيته وأهله ، فيدق عليهم الباب فيأبون أن يفتحوا له ، يقولون : ألا تقدمت مع أصحابك؟!

فأما من كان كبيرا من أصحاب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فجلس في بيته استحياء ، حتى جعل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يرسل إليهم رجلا رجلا ، يقول : أنتم الكرّار في سبيل الله ، فخرجوا» (٢).

١٣ ـ وعن إسماعيل بن مصعب ، عن إبراهيم بن يحيى بن يزيد ، قال : لما أخذ اللواء ثابت بن أرقم ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد.

قال ثابت : اصطلحتم على خالد؟!

قالوا : نعم.

فأخذ خالد فانكشف بالناس (٣).

١٤ ـ زاد في نص آخر قوله : وكانت الهزيمة (٤).

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ والبحار ج ٢١ ص ٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٧٠.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ و ٧٦٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٣ وراجع : البحار ج ٢١ ص ٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٧٠.

(٣) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٢ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ١١ ص ١٠٧ والطبقات الكبرى ج ٤ ص ٢٥٣.

(٤) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٢.

١٠٣

١٥ ـ يضاف إلى ذلك : ما روي عن أبي هريرة عما لقوه من أهل المدينة ، قال : كنا نخرج ونسمع ما نكره من الناس. لقد كان بيني وبين ابن عم لي كلام ، فقال : إلا فرارك يوم مؤتة!! فما دريت أي شيء أقوله له (١).

١٦ ـ وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قال : كان في ذلك البعث سلمة بن هشام بن المغيرة ، فدخلت امرأته على أم سلمة ، فسألتها عن سلمة ، فأخبرتها : أنه لا يستطيع الخروج ، إذا خرج صاحوا به وبأصحابه : يا فرار ، أفررتم في سبيل الله؟ حتى قعد في البيت.

فذكرت أم سلمة ذلك لرسوله الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : بل هم الكرار ، فليخرج ، فخرج (٢).

١٧ ـ عن خزيمة بن ثابت : حضرت مؤتة ، وبرز لي رجل منهم .. (ثم ذكر أنه قتله وسلب منه ياقوتة) إلى أن قال : «فلما انكشفنا رجعنا إلى المدينة ، فأتيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الخ ..» (٣).

١٨ ـ ورويت هذه الرواية عن عمارة بن غزية ، عن أبيه ، فراجع (٤).

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧ والمستدرك للحاكم (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٢ وراجع : شيخ المضيرة لأبي رية ص ٧٤ عن المستدرك على الصحيحين للحاكم ج ٢ ص ١٢.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٣ وعن السيرة النبوية ج ٤ ص ٣٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٦.

(٣) راجع : كنز العمال ج ١٠ ص ٥٥٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٢ و ١٥٦.

(٤) راجع : مغازي الواقدي ، وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٣٥٩ وقال في هامشه : كذا ـ

١٠٤

رواة حديث الهزيمة :

وقد أظهرت الروايات المتقدمة ـ رغم أننا لم نستقص النصوص ـ : أن رواة هزيمة الجيش في مؤتة كثيرون. وأن طائفة منها قد صرحت : بأن خالدا كان هو المبادر للهزيمة ، فتبعه الآخرون ..

والروايات المتقدمة كلها ـ باستثناء روايتين أو ثلاث ـ تدل على هذه الهزيمة الشاملة ..

والذين ذكرنا رواياتهم آنفا هم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن إسحاق ، وابن كعب بن مالك عن نفر من قومه ، والواقدي ، والزهري ، وثعلبة بن أبي مالك ، ورجل من بني مرة ، وأبو عامر ، وأبو بكر بن عبد الله بن عتبة ، وإبراهيم بن يحيى بن زيد ، وخزيمة بن ثابت ، وغزية بن الحارث الأنصاري ، وعروة ..

ولا مجال لتأويل هذه النصوص ، أو النقاش فيها إلا على سبيل التعسف ، والتحكم غير المقبول ، ولا المعقول ..

شر ذمة لماذا؟!

وقد اتضح مما ذكرناه : أن وصف من روى حديث فرار الجيش بقيادة خالد : بأنهم «شر ذمة» ، وبأن ذلك مجرد احتمال (١) ما هو إلا تجن على الحقيقة ،

__________________

بالأصل وابن العديم ومختصر ابن منظور ٨ / ٤٥ وقد صححها محقق مغازي الواقدي «عمارة بن غزية» وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٨٦ وقال : هو في مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٩ ، وقد أخطأ محقق الكتاب مارسدن جونس ، فأبدل لفظ «خزيمة» ب «غزية» مع أنه في الأصل الذي اعتمده «خزيمة على الصواب» على الصواب.

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٠ وعن السيرة النبوية ج ٣ ص ٦٨.

١٠٥

ومجانبة للإنصاف ..

كما أن ما ذكروه من روايات زعموا أنها تدل على النصر والفتح ، لا تصمد أمام النقد الموضوعي والنزيه ، فإن معظمها لا يدل على مطلوبهم ، كما اتضح مما سجلناه على رواية جابر وخزيمة ، وبرذع ، وعوف بن مالك ، وابن إسحاق .. وحديث خالد عن نفسه ، وحديث قتل ابن رافلة ، وحديث أن خالدا سيف الله ـ الذي جاء في ذيل أخبار النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن أمر الشهداء ، وحديث عطاف بن خالد ، وأبي عامر ، وغير ذلك ..

١٠٦

الفصل الرابع :

نهايات ونتائج

١٠٧
١٠٨

عدد الشهداء دليل هزيمة خالد :

قد تقدم : أن البعض قد زعم : أن قلة عدد الشهداء دليل على انتصار خالد ، غير أننا نقول :

إن عكس ذلك هو الصحيح ، فإن عدد الشهداء الذين سقطوا في غزوة مؤتة يدل على أن خالدا لم يحارب ، بل أخذ الراية وانهزم بها ..

فإن المفروض : أن القادة الثلاثة ، قد سقطوا قبل أخذ خالد للراية ، وهم من الفرسان المشهود لهم بالشجاعة ، والفروسية ، ولا شك في أن الأمر لم يقتصر عليهم ، بل قتل معهم اناس آخرون.

وبعد أن أخذ الراية خالد ، فإذا صح أنه قد حارب ، حتى اندقت في يده تسعة أسياف ، وأن عدوهم كان مئتي ألف ، بل مئات الألوف ، وكان المسلمون ثلاثة آلاف فقط ، فلا بد أن نتوقع أن يقتل من المسلمين المئات ، والألوف أيضا ، فإن المشركين قتلوا في أحد عشرات المسلمين ، واستشهد في بدر مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عدد من المسلمين ، يضاهي عدد شهداء مؤتة مع أن المشركين كانوا لا يصلون إلى ألف رجل ، وكان جيش المسلمين يقارب ثلث عدد المشركين ، فكيف حقق خالد ما لم يحققه أبطال الإسلام في ظل قيادة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

١٠٩

وإذا كان خالد قد حقق هذا الإنجاز ، فلما ذا يطردهم المسلمون ، ويعادونهم ، ويظلمونهم هذا الظلم الفاحش العجيب؟! ثم يسكت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن ذلك ..

هذا كله ، بالإضافة إلى ما قدمناه من أدلة وشواهد تؤيد هزيمة خالد ، بل هي تؤيد أن الذين قتلوا من المسلمين إنما قتلوا في المبارزات التي جرت قبل استشهاد القادة.

أليس بعد كل هذا الذي ذكرناه هنا وفيما سبق يصبح قول ابن كثير في البداية والنهاية : من أن قلة عدد الشهداء تشهد لانتصار خالد بمن معه وحصول الفتح على أيديهم مما يضحك الثكلى؟!

المبارزات قللت عدد الشهداء :

وقد جرت مبارزات بين فرسان الجيشين ، كما رواه عمارة بن غزية عن أبيه ..

ومبارزة الفرسان أمر يتشوق له الناس في ساحات القتال ، ويعطي للحرب رونقا ، ويثير حماس الشجعان ، ويدعوهم إلى إظهار فنونهم ، وشدتهم ، وبطولاتهم.

ولعل هذا يفسر امتداد الحرب في مؤتة إلى سبعة أيام كما ذكروه (١) ، وربما يساعد هذا على تفسير قلة الشهداء في صفوف المسلمين.

فقد ذكروا : أن عددهم هو ثمانية شهداء (٢).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥١.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٤ وعن السيرة النبوية لابن هشام (ط محمد علي صبيح) ج ٣ ص ٨٤٠ البداية والنهاية ج ٤

١١٠

أو اثنا عشر شهيدا (١).

أو خمسة عشر شهيدا (٢) على أبعد تقدير.

وهذا يدل : على أن جيش الروم كان يعاني من هزيمة حقيقية في معنوياته ، وأن زمام المبادرة لم يكن في يد ذلك الجيش في ساحة المعركة طيلة عدة أيام وإلى آخر ساعاتها أي لحظة قتل القادة الثلاثة ، فليس صحيحا : أن القادة قد استشهدوا في الساعات الأولى من المعركة.

ومما يدل على أن زمام المبادرة في ساحة القتال كان بيد المسلمين .. ما روي عن ابن عمر : أنه قال أتيته (يعني جعفرا) بعرق من لحم وهو مستلق آخر النهار ، فعرضت عليه فقال : إني صائم ، فضعه عند رأسي ، فإن عشت حتى تغرب الشمس أفطرت.

قال : فمات صائما قبل غروب الشمس (٣).

لو كان النصر للروم؟! :

ومن الأمور الجديرة بالتأمل : أن هذا الجيش الهائل الذي جمعه الروم ، لم

__________________

ص ٢٩٥ عن ابن إسحاق ، وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٦٩ عن ابن إسحاق ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٨٩.

(١) راجع : السيرة النبوية لابن هشام (ط محمد علي صبيح) ج ٣ ص ٨٤٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٩٥ عن ابن هشام ، وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٦٩ عن ابن هشام أيضا.

(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٣٦ و ٣٧.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٩ و (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ٧٦٨.

١١١

يجرؤ على ملاحقة جيش المسلمين حتى حين انسحب من المعركة ، مهزوما بفعل خالد بن الوليد ..

ولو كان ذلك الجيش الهائل يرى نفسه منتصرا لحظة استشهاد القادة ، أو يحتمل أن بإمكانه أن يكسب لنفسه نصرا لم يتوان عن ملاحقتهم حتى المدينة ، لكي يتخلص من هؤلاء الناس الذين تجرؤوا على غزو أمبرطوريتهم في عقر دارهم وبلادهم ، وشاهدوا منهم ما أذهلهم ، وطاشت له ألبابهم ، طيلة أيام عديدة ، وكان ما جرى للقادة الثلاثة هو التتويج لتلك البطولات ، الذي وضعهم على عتبة الإنهيار والاستسلام لو لم يبادر خالد إلى الفرار ، وتبعه المسلمون في ذلك.

نعم ، إن الله تعالى ألبسهم لباس الذل والخزي ، وملأ الرعب قلوبهم وهذا هو الذي يصنع النصر كما قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «نصرت بالرعب». ولم يكن أمامهم أي خيار سوى لملمة جراحهم ، والإنكفاء الذليل ، الذي جعلهم يعيشون الحيرة ، وربما الدهشة ، والرضا بالنكسة التي نالتهم.

لقد استبدل خالد النصر الذي كان في متناول أيدي المسلمين بهزيمة شنعاء ، نكراء نشأت عنها متاعب جمة ، وتسببت بأن يعود لكيان الأمبرطورية الرومية لاستجماع قواه ، وليلحق الأذى بأهل الإسلام بعد ذلك مرة بعد أخرى.

أثر مؤتة في فتح مكة :

ولا نستطيع أن نستبعد تأثير ما جرى في مؤتة التي تمثل هزيمة حقيقية لجيش ملك يهيمن على إحدى الدولتين الأعظم في العالم .. رغم أن ذلك

١١٢

الملك وتلك الدولة تعيش عنفوانا قويا بلغ أقصى مداه بانتصاره على مملكة فارس ، ولا بد أن تكون آثار هذا النصر بالغة العمق على الدولة الرومية وعلى ملكها ، الذي نذر المشي على لزيارة بيت المقدس ، وقد قطع مئات الأميال من أجل الوفاء بنذره هذا.

فما معنى أن تنتصر على هذا الملك وعلى جيشه العظيم الخارج من نصر غال جدا مجموعة صغيرة من الناس كانت تعيش في جاهليتها حالة الإنكفاء ، والإنطواء والإنزواء في صحراء الجزيرة العربية؟!

ولا بد أن يزيد هذا من ثورة الألم لدى قيصر وجيشه ، وهو يرى أن هذه المجموعة الصغيرة تجتاح البلاد التي سيطر عليها عن عمد وقصد ، وتصميم ، ومبادرة متعمدة ، رغم قلة عددها ، ثلاث آلاف لتواجه مئات الألوف .. علما بأن مئة ألف من ذلك الجيش الهائل كان من سنخ اولئك المهاجمين ، ولا يختلف عنهم كثيرا في اللغة ، وفي الذهنية ، وفي التركيبة الإجتماعية ، وفي المفاهيم ، وفي العادات ، والتقاليد ، وما إلى ذلك.

فماذا يمكن لمشركي مكة ان يفعلوا بعد هذا كله .. وبعد أن سحق بغي اليهود ، وسقطت جيوش الشرك طعمة لسيوف أهل الإيمان في المعارك المختلفة ، طيلة تلك السنوات التي خلت.

الإخلاص في العمل أشد من العمل :

وروى عبد الرزاق عن ابن المسيب مرسلا قال : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «مثل جعفر ، وزيد ، وابن رواحة في خيمة من در ، فرأيت زيدا ، وابن رواحة في أعناقهما صدودا ، ورأيت جعفرا مستقيما ليس فيه

١١٣

صدود ، فسألت ، أو قيل لي : إنهما حين غشيهما الموت اعترضا ، أو كأنهما صدا بوجهيهما ، وأما جعفر فإنه لم يفعل ، وإن الله تعالى أبدله جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء» (١).

وروى البخاري والنسائي ، عن عامر الشعبي ، قال : «كان ابن عمر إذا حيّا عبد الله بن جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين» (٢).

قال ابن إسحاق : «ولما أصيب القوم قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ فيما بلغني ـ : «أخذ الراية زيد بن حارثة ، فقاتل بها حتى قتل شهيدا».

قال : ثم صمت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى تغيرت وجوه الأنصار ، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون ، ثم قال : «ثم أخذها عبد الله بن رواحة ، فقاتل بها حتى قتل شهيدا».

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٨ و ٦٩ ورسائل المرتضى ج ١ ص ٤٠٦ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٢٦٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٧٣.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٤ عن البخاري ج ٧ ص ٩٤ وذخائر العقبى ص ٢١٦ وفضائل الصحابة ص ١٨ وعن صحيح البخارى (ط دار الفكر) ج ٤ ص ٢٠٩ وج ٥ ص ٨٧ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٤١ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ١٨٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٤٨ والمعجم الكبير ج ٢ ص ١٠٩ وج ١٢ ص ٢٠٤ وكنز العمال ج ١٣ ص ٤٤٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٧ ص ٢٦٢ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٨٩ وتهذيب الكمال ج ٥ ص ٥٥ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢١٢ و ٢١٥ وج ٣ ص ٤٥٩ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٨٤ والإصابة ج ١ ص ٥٩٤ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨٠ و ٢٩٢.

١١٤

ثم قال : «لقد رفعوا إليّ في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب». فذكر مثل ما سبق (١).

وفي نص آخر : لما أصابت الجراحة ابن رواحة نكل ، فعاتب نفسه ، فشجع ، فاستشهد (٢).

التأكيد على عظمة جعفر :

١ ـ لقد صرحت النصوص المتقدمة بما دل على أن جعفرا كان هو الأفضل والأكمل ، والأصفى ، والأتم والأعظم إخلاصا لله تبارك وتعالى .. وقد جاهد في الله حق جهاده بخصائصه هذه ، التي ميزته حتى عن رفيقيه في الجهاد ، وفي الاستشهاد ..

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٤ عن ابن إسحاق ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٣ وراجع : البحار ج ٢١ ص ٥٣ و ٥٤ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٦٩ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٨٦ وعن أسد الغابة ج ١ ص ٢٨٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٨ ص ١٢٠ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨٠ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٣٤ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٦٣.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٦٨ والدرجات الرفيعة ص ٧٦ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ٥٣٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ١٤ وج ١٩ ص ٣٦٩ وج ٢٨ ص ١٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٦٧ الدرجات الرفيعة ص ٧٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ٥٣٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ١٤ وج ١٩ ص ٣٦٩ وج ٢٨ ص ١٢٧.

١١٥

٢ ـ إن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه ، والشهادة هي ما بعد ذلك الباب ، ولا ينال درجتها إلا من أقدم عليها طائعا مختارا ، قاصدا القربة إلى الله تعالى .. فمن أجبر عليها حتى قتل كارها لموقفه فهو قتيل ، وليس شهيدا.

٣ ـ إن الإنسان حين يشارك في أي حرب حقيقية ، فإنه يعرض نفسه لخطر محتمل ، مع تفاوت درجات قوة هذا الاحتمال لديه ، كما أن احتمال السلامة في أكثر مواقف الجهاد قائم أيضا .. ولكن احتمال الخطر حتى لو كان قويا فهو لا يجوز التخلي عن ساحة القتال بحال من الأحوال.

وأما حين يكون القتل يقينيا ، فقد يجب الإصرار على مواجهة الموت ، وقد يحرم ذلك فيما لو أوجب ذلك انكسار جيش الإسلام ، وظهور جيش الكفر.

وقد يجب الخروج من ساحة المعركة ، إذا كان في قتل هؤلاء هدر للطاقة ، وتجرئة للعدو ، وإضعاف لقوة الدين وأهله.

وقد يكون التعرض للقتل راجحا ، من دون أن يصل إلى حد الإلزام ، كما جرى لرسولي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى مسيلمة ، حيث خيّرهما مسيلمة لعنه الله بين القتل ، وبين الإقرار بنبوته ، فرفض أحدهما فقتل ، وقال له الآخر : أنت ومحمد رسول الله ، فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أما أحدهما فمضى على يقينه ، وأما الآخر فأخذ بالرخصة (١).

__________________

(١) راجع : البحار ج ٢٩ ص ٤٠٥ والتبيان ج ٢ ص ٤٥٣ ومجمع البيان ج ٢ ص ٢٧٤ والنصائح الكافية لابن عقيل ص ٢٢٦ وتفسير القرآن للصنعاني ج ٢ ص ٣٦٢ و ٣٦٣ والنصائح الكافية ص ٢٢٦.

١١٦

والظاهر من موقف النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من الفارين في مؤتة هو وجوب التصدي حتى لو تيقن بعض المقاتلين بالشهادة ، لأن هذا هو الذي كان يستحق النصر على جيش الروم ، وسيكون نصرا هائلا وعظيما في آثاره وفي بركاته ..

وربما يكون من تلك البركات هو انتشار الإسلام في جميع أنحاء الدولة الرومية ، وفي مناطق نفوذها.

٤ ـ إن هذه النصوص وما يجري مجراها قد بينت أن على أهل الإيمان أن يحتفظوا بصفاء إيمانهم ، وأن يبلغوا في إيمانهم حدا لا يشعرون معه بأن ثمة بونا أو فجوة فيما بين الأمر الاعتقادي ، وبين ما يجري في هذه الحياة الدنيا من أحداث .. فلا يظنون أن الاستشهاد في ساحات الجهاد ، معناه : أن الشهيد قد أودع حفرة ، تأكله فيها هوام الأرض ، وبقي غيره من بعده يتمتع بالنعم ، ويحصل على الأموال والإمتيازات ، ويتقلب في أحضان الملذات والشهوات.

وقد أراد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يبين هذه الحقيقة للناس من خلال تقديم صورة حية وواقعية لما جرى للشهداء القادة في مؤتة .. فإن تقديم المفهوم الإيماني ، وغيره ، متجسدا في واقع ينبض بالحياة ، يجعله قادرا على اقتحام القلوب والعقول ، واحتلال موقعه اللائق به فيها.

وكان المثال الأكثر تأثيرا هو ذلك الذي يأتي في اللحظة التي يعيش الناس فيها أجواء إثارة وانفعال ، توهج عاطفي مرتبط بشهيد اختار طريق الشهادة بوعي ، وصلابة ، وباندفاع ، وإخلاص ، وإباء في أجواء زاخرة بالتحدي الذي يتجاوز التصورات ، ليلامس الخيال المغرق في البعد ، حين يواجه ذلك الشهيد مئات الألوف ، ويبذل كل ما يملكه غير آسف على

١١٧

شيء في هذه الدنيا ، ولا يجد في نفسه عن الموت صدودا ، مع أنه يراه بأم عينيه ، ولا يرى عنه محيدا.

٥ ـ وأظهرت الملاحظة التي بينها الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حول التردد الخفي الذي راود ابن رواحة ، وحتى زيدا لتؤكد للناس : أن النية جزء من العمل ، وان تأثير العمل في تحقيق غايته مرهون بدرجة الخلوص والإخلاص فيه ، كما هو ظاهر.

إمتياز جعفر لقرابته!!

وقد ذكرت الروايات : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنة ، تدمى قادمتاه ، ورأيت زيدا دون ذلك.

فقلت : ما كنت أظن أن زيدا دون جعفر.

فأتى جبرئيل «عليه‌السلام» وقال : إن زيدا ليس بدون جعفر ، ولكنا فضلنا جعفرا لقرابته منك (١).

ونقول :

أولا : إن ما حصل عليه جعفر «عليه‌السلام» من امتيازات لم يكن لأجل قرابته من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ وإن كان للقرابة قيمة من بعض الجهات ولأجل بعض الآثار ـ وإنما لأنه لم يجد صدودا ، ولا إعراضا ، ولا ترددا. حين واجه الموت في سبيل الله سبحانه ، كما صرحت به الروايات.

ثانيا : قد تقدم في فصول سابقة من هذا الكتاب ولا سيما في غزوة خيبر :

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٢ وكنز العمال ج ١١ ص ٦٦٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ ص ٣٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٩ ص ٣٦٩.

١١٨

أن لجعفر «عليه‌السلام» من الفضل ما لا يدانيه فيه زيد ولا ابن رواحة ..

ومن ذلك قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : خير الناس حمزة ، وجعفر وعلي (١).

فلماذا نجعل القرابة هي السبب؟!

حرب أخرى في مؤتة :

قال ابن عائذ : «وقفل المسلمون ، فمروا في طريقهم بقرية لها حصن ، كان أهلها قتلوا في ذهاب المسلمين رجلا من المسلمين ، فحاصروهم حتى فتحه الله عليهم عنوة ، وقتل خالد مقاتلتهم» (٢).

ونقول :

إننا نحب أن نسأل :

١ ـ هل استأذن خالد ومن معه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في قتال هذه القرية ، وحصارها؟! ثم في قتل مقاتليها؟!

٢ ـ إن كان أهل تلك القرية قد اعتدوا عليهم ، وقتلوا منهم رجلا ، فلما ذا لم يقاتلوهم في ذلك الوقت وبمجرد اعتداءهم عليهم ، وقتلهم لذلك الرجل المسلم؟! ولماذا انصرف جعفر وزيد وابن رواحة عن مطالبتهم بأسباب عدوانهم ولماذا لم يطلب منهم تسليم قاتلي ذلك الرجل؟!

__________________

(١) قاموس الرجال ج ٢ ص ٦٠٢ عن مقاتل الطالبيين ص ٣ ـ ١٠ والبحار ج ٢١ ص ٦٠ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٧٢ والدرجات الرفيعة ص ٧ وشرح إحقاق الحق ج ١٥ ص ٢٦١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٥ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٩٥ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ١٦.

١١٩

أم يعقل أن تكون مهمتهم حين الذهاب كانت مستعجلة ، ولا يجوز فيها التواني والتأخير ، ولو للمطالبة بدم شهيد منهم؟!

٣ ـ كيف تجرأ أهل تلك القرية على النيل من جيش المسلمين الذي سار ذكر انجازاته وبطولاته في الآفاق ، وبعد أن فتح حصون خيبر ، وبعد حرب أحد ، وبدر ، والخندق ، وسواهما؟!

٤ ـ لماذا قتل خالد مقاتلتهم ولم يبقهم أسرى ، ليعرض أمرهم على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليبت هو في شأنهم؟!.

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يرى ما جرى في مؤتة :

وقد صرحت الروايات بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد وصف لأصحابه في المدينة ما كان يجري في مؤتة لحظة وقوعه .. ثم وصف ذلك ليعلى بن أمية ، ثم لعبد الرحمن بن سمرة ، حتى إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما ترك من أمرهم حرفا واحدا لم يذكره.

فقد ذكر الزهري : أنهم لما عادوا أنفذ خالد رجلا يقال له عبد الرحمن بن سمرة إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالخبر ، قال عبد الرحمن : فسرت إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فلما وصلت إلى المسجد قال لي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : على رسلك يا عبد الرحمن ، ثم قال : أخذ اللواء زيد فقاتل به فقتل الخ .. (١).

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٥٠ و ٥١ عن أمالي الطوسي ص ٨٧ و ٨٨ وراجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٥٤ عن الحكيم الترمذي في الثالث والعشرين بعد المئة من فوائده ، ومقاتل الطالبيين ص ٧ والأمالي للطوسي ص ١٤١ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٨٧ وعن الدر المنثور ج ٢ ص ٢٤٥ وبشارة المصطفى ص ٤٣٢.

١٢٠