١١ ـ آية : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ )
قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ (١) :
الحادية عشرة : قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٢).
روى الجمهور عن ابن عبّاس ، وعن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « عن ولاية عليّ بن أبي طالب » (٣).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ١٨١.
(٢) سورة الصافّات ٣٧ : ٢٤.
(٣) تفسير الحبري : ٣١٢ ـ ٣١٣ ح ٦٠ ، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ١٩٦ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٠٦ ـ ١٠٨ ح ٧٨٥ ـ ٧٩٠ ، مناقب الإمام عليّ عليه السلام ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٥ ح ٢٥٦ ، تذكرة الخواصّ : ٢٦ ، كفاية الطالب : ٢٤٧ ، فرائد السمطين ١ / ٧٨ ـ ٧٩ ح ٤٦ و ٤٧ ، جواهر العقدين : ٢٥٢ ، الصواعق المحرقة : ٢٢٩.
وقال الفضل (١) :
ليس هذا من رواية أهل السنّة ، ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى ، فالوليّ : هو المحبّ المطيع ، وليس هو بنصّ في الإمامة.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ١٠٧.
وأقول :
قال ابن حجر في « الصواعق » ، في الآية الرابعة من الآيات النازلة في أهل البيت عليهمالسلام : « أخرج الديلمي ، عن أبي سعيد ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) ؛ عن ولاية عليّ.
وكأنّ هذا مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) أي عن ولاية عليّ وأهل البيت عليهمالسلام » (١).
ونقل المصنّف رحمهالله في « منهاج الكرامة » حديث الديلمي ، وحديثا آخر مثله عن أبي نعيم بسنده عن ابن عبّاس (٢).
ونقلهما معا في « ينابيع المودّة » (٣).
ونقل أيضا في « الينابيع » ، عن « المناقب » ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم ، لم يجز عليه إلّا من كان معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب ، وذلك قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) عن ولاية عليّ » (٤).
وفي « الينابيع » أيضا ، عن الحمويني ، بسنده عن عليّ عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « إذا نصب الصراط على جهنّم ، لم يجز عنه أحد إلّا
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٢٩.
(٢) منهاج الكرامة : ١٢٧.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٤ ح ١١ و ١٢.
(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٨ ح ٢١ ، وأنظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢١٨ ح ٢٨٩.
من كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب » (١) ..
وفيها نحوه أيضا ، عن موفّق بن أحمد ، عن ابن مسعود ، من طريقين ، وعن ابن عبّاس من طريق ..
وأيضا عن ابن المغازلي ، عن ابن عبّاس ، من طريقين ..
وعن أبي سعيد ، من طريق ..
وعن أنس ، من طريق (٢).
ويؤيّد هذه الأخبار ما في « ميزان الاعتدال » بترجمة إبراهيم بن عبد الله الصاعدي ، قال : « روى عن ذي النون ، عن مالك ، خبرا باطلا ومتنه : إذا نصب الصراط لم يجز أحد إلّا من كانت معه براءة بولاية عليّ ».
ثمّ قال : « ذكره ابن الجوزي في ( الموضوعات ) ، وقال : إبراهيم متروك الحديث » (٣).
ولا سبب للحكم بوضعه وبطلانه ، إلّا التعصّب والاستبعاد ، وكيف يستبعد ذلك في حقّ أخ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ونفسه ، وثقله في أمّته؟!
وذكر السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » هذا الحديث نقلا عن الحاكم بسنده عن عليّ عليهالسلام ، وذكر كلام ابن الجوزي والذهبي ، وتعقّبهما بأنّ للحديث طريقا آخر ذكره أبو عليّ الحدّاد (٤) في معجمه ، ثمّ بيّن
__________________
(١) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٥ ح ١٤ ، وأنظر : فرائد السمطين ١ / ٢٨٩ ح ٢٢٨.
(٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٥ ذ ح ١٤ ، وأنظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ ح ٣٢٤ ، مناقب الإمام عليّ ٧ ـ لابن المغازلي ـ : ١٤٧ ح ١٧٢ وص ٢١٨ ح ٢٨٩.
(٣) ميزان الاعتدال ١ / ١٦٥ رقم ١٣٢ ، وأنظر : الموضوعات ١ / ٣٩٩.
(٤) هو : أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمّد بن عليّ الأصبهاني الحدّاد ،
الطريق (١).
وحينئذ فلا بدّ للمنصف من الحكم بصدق مضمون الحديث ، بل تواتره ، ولا سيّما بضميمة أخبارنا (٢) واقتضاء فضل أمير المؤمنين عليهالسلام لمثله.
وكيف كان ؛ فهذه الآية ـ على ذلك المعنى ـ دالّة على إمامة عليّ عليهالسلام ؛ لأنّ الإمامة أوّل ما يسأل عنه بعد الوحدانية والرسالة ، وأحقّ ما يحتاج إلى معرفته في الجواز على الصراط ؛ لأنّ من لا يعرف إمامة إمامه مات ميتة جاهلية ، كما سبق (٣) ، بخلاف سائر الواجبات ، فإنّ من لا يقوم بها لا يخرج عن الدين ، إذ ليست من أصوله ، ولذلك جاءت الآية الكريمة في أثناء ذكر الكافرين.
وممّا بيّنّا يعلم ما في قول الفضل : « ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى ».
__________________
ـ شيخ أصبهان بالقراءات والحديث جميعا ، المقرئ المجوّد ، مسند الوقت ، كان مع علوّ إسناده أوسع أهل وقته رواية ، حمل الكثير عن أبي نعيم ، وخرّج لنفسه معجم أسامي مشايخه ؛ قال عنه السمعاني : كان ثقة صدوقا.
ولد في شعبان سنة ٤١٩ ، وتوفّي في ذي الحجّة سنة ٥١٥.
أنظر : المنتظم ١٠ / ١٧٩ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٣ رقم ١٩٣ ، معرفة القرّاء الكبار ١ / ٤٧١ رقم ٤١٥ ، العبر في خبر من غبر ٢ / ٤٠٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٦١ ، غاية النهاية في طبقات القرّاء ١ / ٢٠٦ رقم ٩٤٦ ، توضيح المشتبه ٨ / ٢٩٤ ، شذرات الذهب ٤ / ٤٧.
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٧.
(٢) أنظر مثلا : معاني الأخبار : ٦٧ ح ٧ وص ٣٨٧ ح ٢٣ ، الاعتقادات ـ للشيخ المفيد ـ : ٧٢ ، الأمالي ـ للشيخ الطوسي ـ : ٢٩٠ ح ٥٦٤ ، مناقب آل أبي طالب ٤ / ١٧٤ و ١٧٥ و ١٧٨ ، عمدة عيون صحاح الأخبار : ٣٦٣ ح ٥٣٠.
(٣) راجع ج ٤ / ٢١٣ ـ ٢١٤ من هذا الكتاب.
وأيّ عاقل يفهم هذا المعنى من تلك الرواية؟!
ولو سلّم ، فالسؤال عن ولايته عليهالسلام بهذا المعنى دون سائر الأولياء دليل على تميّزه عليهم بالفضل ، والقرب إلى الله عزّ وجلّ ، وهو يستدعي الإمامة.
ويبعد أيضا أن يراد بالولاية في الأخبار : الحبّ ، وإن كان حبّه واجبا وأجرا للرسالة ، اللهمّ إلّا بلحاظ الملازمة بين الحبّ الخالص له والإقرار بإمامته ، إذ لا ينكرها بعد وضوح أمرها إلّا من يميل عنه.
مع أنّ السؤال عن حبّه ، وتوقّف الجواز على الصراط على ودّه ، دليل على أنّ له ـ دون سائر الصحابة ـ منزلة عظمى ومرتبة توجب ذلك ؛ لفضله عليهم ؛ والأفضل أحقّ بالإمامة.
وقد نقل في « الينابيع » القول بإرادة الحبّ من الولاية ، عن الحاكم ، والأعمش ، ومحمّد بن إسحاق صاحب كتاب « المغازي » (١).
ويشهد لهم الأخبار الكثيرة الدالّة على السؤال عن حبّ أهل البيت عليهمالسلام (٢).
منها : ما في « الينابيع » عن الثعلبي وابن المغازلي ، بسنديهما عن ابن عبّاس (٣) ..
__________________
(١) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٥ ح ١٣.
(٢) أنظر : المعجم الكبير ١١ / ٨٣ ـ ٨٤ ح ١١١٧٧ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٤١ ح ١٥٧ ، كفاية الطالب : ٣٢٤ ، جامع المسانيد والسنن ـ لابن كثير ـ ٣٢ / ٣٢٥ ح ٣٣٥١ ، مجمع الزوائد ١٠ / ٣٤٦ ؛ وأنظر : ج ٤ / ٣٨٦ ه ٤ من هذا الكتاب.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٦ ذ ح ١٥ ، وأنظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٤١ ح ١٥٧.
وعن الترمذي (١) وموفّق بن أحمد (٢) ، بسنديهما عن أبي برزة الأسلمي ..
وعن موفّق أيضا ، بسنده عن أبي هريرة (٣) ..
وعن الحاكم ، بسنده عن أبي سعيد (٤) ..
وعن الحمويني ، بسنده عن عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام (٥) ..
وعن « المناقب » ، بسنده عن الباقر عليهالسلام (٦) ..
قالوا : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تزول قدم عبد عن قدم حتّى يسأل عن عمره ، فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ ـ وفي رواية : « وعن شبابه » بدل « جسده » ـ ، وعن ماله ممّا اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت ».
وكلّ الروايات بهذا اللفظ أو بهذا المضمون ، إلى كثير من الأخبار التي يطول ذكرها ، وسبق بعضها في آية القربى (٧).
__________________
(١) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٧ ذ ح ١٨ ، وأنظر : سنن الترمذي ٤ / ٥٢٩ ح ٢٤١٦ و ٢٤١٧ ولم ترد فيهما جملة : « وعن حبّنا أهل البيت » أو ما بمعناها ، أمّا الحديث الثاني فهو عن أبي برزة الأسلمي ، وأمّا الحديث الأوّل فهو عن ابن مسعود ، وقال الترمذي في ذيله : « وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد » ، فلعلّ يد التحريف طالت الحديثين طمسا للحقّ ؛ فلاحظ!
(٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٦ ذ ح ١٥.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ح ١٨ ، وأنظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٧٦ ـ ٧٧ ح ٥٩.
(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٦ ذ ح ١٥.
(٥) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ح ١٥ ، وأنظر : فرائد السمطين ٢ / ٣٠١ ح ٥٥٧.
(٦) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ح ٢٠.
(٧) راجع : ج ٤ / ٣٨٦ ه ٤ من هذا الكتاب.
وليت شعري أكان أبو بكر ، وعمر ، وعثمان أئمّة لأمير المؤمنين وهم لا يجوزون الصراط إلّا ويسألون عن ولايته ، ولا يمرّون عليه إلّا ببراءة منه وسند منه؟!
ما هذا إلّا عجب!!
* * *
١٢ ـ آية : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )
قال المصنّف ـ قدسسره ـ (١) :
الثانية عشرة : قوله تعالى : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) (٢).
روى الجمهور ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : ببغضهم عليّا عليهالسلام (٣).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ١٨١.
(٢) سورة محمّد ٤٧ : ٣٠.
(٣) ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٢٢٧ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٢ ح ٣٥٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ح ٨٨٣ ـ ٨٨٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦٠ وقد حرّفت فيه كلمة « ببغضهم » إلى « بعضهم » وقد غفل المحرّف وفاته أنّ المعنى لا يستقيم بها ، كفاية الطالب : ٢٣٥ ، الدرّ المنثور ٧ / ٥٠٤.
وقال الفضل (١) :
ليس في تفسير أهل السنّة ، وإن صحّ دلّ على فضيلته لا نصّ على إمامته.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ١١٤.
وأقول :
ذكره السيوطي في تفسيره « الدرّ المنثور » ، ونقله عن ابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد (١).
ونقله المصنّف رحمهالله في « منهاج الكرامة » ، عن أبي نعيم ، عن أبي سعيد أيضا (٢).
وقال السيوطي أيضا : أخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود ، قال : ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا ببغضهم عليّ بن أبي طالب (٣).
أقول :
وروى الترمذي في فضائل عليّ عليهالسلام ، عن أبي سعيد ، قال : « إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب » (٤).
وروى أيضا ، عن أمّ سلمة ، قالت : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا يحبّ عليّا منافق ، ولا يبغضه مؤمن » (٥).
__________________
(١) الدرّ المنثور ٧ / ٥٠٤ ، وأنظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦٠.
(٢) منهاج الكرامة : ١٢٧ ، وأنظر : ما نزل من القرآن في عليّ : ٢٢٧.
(٣) الدرّ المنثور ٧ / ٥٠٤.
(٤) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٣ ح ٣٧١٧ ، وأنظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٧١٥ ح ٩٧٩.
(٥) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٤ ح ٣٧١٧ م ، وأنظر أيضا : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٣ ح
وروى مسلم ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : « والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، [ إنّه ] لعهد النبيّ الأمّي إليّ أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق » (١).
ونحوه في « سنن النسائي » ، في علامة الإيمان من كتاب الإيمان (٢).
ورواه بسند آخر في علامة النفاق (٣).
وأيضا نحوه في « سنن الترمذي » ، في فضائل عليّ عليهالسلام (٤).
وكذا في « كنز العمّال » في فضائل عليّ (٥) ، عن الحميدي ، وابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، والعدني ، وابن ماجة ، وابن حبّان ، وأبي نعيم في « الحلية » ، وابن أبي عاصم في « السنّة » (٦).
__________________
ـ ٥١ ، مسند أحمد ٦ / ٢٩٢ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ح ٦٩٠٤ ، المعجم الكبير ٢٣ / ٣٧٥ ح ٨٨٥ و ٨٨٦.
(١) صحيح مسلم ١ / ٦١ ، كتاب الإيمان ، باب الدليل على أنّ حبّ الأنصار وعليّ من الإيمان وبغضهم من علامات النفاق.
(٢) سنن النسائي ٨ / ١١٦.
(٣) سنن النسائي ٨ / ١١٧.
(٤) سنن الترمذي ٥ / ٦٠١ ح ٣٧٣٦.
(٥) ص ٣٩٤ من الجزء السادس [ ١٣ / ١٢٠ ح ٣٦٣٨٥ ]. منه قدسسره.
(٦) انظر : مسند الحميدي ١ / ٣١ ح ٥٨ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٤ باب ١٨ ح ١ ، مسند أحمد ١ / ٨٤ و ٩٥ و ١٢٨ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٢ ح ١١٤ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٤٠ ح ٦٨٨٥ ، حلية الأولياء ٤ / ١٨٥ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٥٨٤ ح ١٣٢٥ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٧ ح ٨١٥٣ وص ١٣٧ ح ٨٤٨٥ ـ ٨٤٨٧ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٦٩٦ ح ٩٤٨ وص ٧٠٤ ح ٩٦١ ، مسند البزّار ٢ / ١٨٢ ح ٥٦٠ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٥١ ح ٢٩١ ، العلل ـ لابن أبي حاتم ـ ٢ / ٤٠٠ ح ٢٧٠٩ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٠ رقم ١٨٥٥ ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٥٥ رقم ٧٢٨ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٧١ ح ٤٧٦٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٧.
وروى الحاكم في « المستدرك » ، في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام (١) ، عن أبي ذرّ ، قال : « ما كنّا نعرف المنافقين إلّا بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلّف عن الصلوات ، والبغض لعليّ بن أبي طالب ».
ثمّ قال : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ».
ونقله في « كنز العمّال » في فضائل عليّ ، عن الخطيب في « المتّفق » (٢).
ونقل ابن حجر في « الصواعق » ، في المقصد الثالث من المقاصد المتعلّقة بآية القربى ، عن أحمد والترمذي ، عن جابر : « ما كنّا نعرف المنافقين إلّا ببغضهم عليّا »(٣).
والحصر في هذا الحديث ونحوه بلحاظ أنّ المنافق يتستّر بجميع علائم النفاق إلّا ببغض عليّ عليهالسلام ؛ لكثرة مبغضيه ، حتّى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعرفه منهم بلحن القول ، مع علمهم بحبّه له وشدّة اختصاصه به ، ولذا لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجدوا الفرصة ، فاتّفق عليه أكثر قريش وكثير من الأنصار.
وهذه الأحاديث وإن لم تذكر نزول الآية ، لكنّها تؤيّد رواية أبي سعيد التي أشار إليها المصنّف (٤) ، ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ظاهرة ؛
__________________
(١) ص ١٢٩ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٣٩ ح ٤٦٤٣ ]. منه قدسسره.
(٢) ص ٣٩٠ من الجزء السادس [ كنز العمّال ١٣ / ١٠٦ ح ٣٦٣٤٦ ]. منه قدسسره.
وانظر : المتّفق والمفترق ١ / ٤٣٤ ح ٢٢٠.
(٣) الصواعق المحرقة : ٢٦٥ ، وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٩٢ ـ ٧٩٣ ح ١٠٨٦ وص ٨٣٥ ح ١١٤٦ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٩٣ ح ٣٧١٧ ، المعجم الأوسط ٢ / ٣٩١ ح ٢١٤٦ وج ٤ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤ ح ٤١٥١ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٧٤.
(٤) انظر الصفحة ١٣ من هذا الجزء.
لأنّ من كان حبّه إيمانا ، وبغضه نفاقا وكفرا ، لا بدّ أن يكون متّصفا بأصل من أصول الدين الذي يشترط في الإيمان الإقرار به ، إذ ليس المدار في الإيمان والنفاق على ذات الحبّ والبغض ، بل على ما يلزمهما عادة من الإقرار بخلافته المنصوصة وإنكارها ، فإنّ من أبغضه أنكر إمامته عادة ، فيكون بإظهار الإيمان منافقا ، ومن أحبّه قال بإمامته ، إذ لا داعي له لإنكارها بعد اتّضاح ثبوتها بالكتاب والسنّة.
ولا ينافي المدّعى ما رواه القوم من أنّ حبّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق (١) ، فإنّه لو صحّ كان مفاده أنّ حبّهم وبغضهم إيمان ونفاق لنصرتهم لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّ الأنصار وصف ، وتعليق الحكم بالوصف مشعر بالحيثية ..
وهذا بخلاف تعليق الحكم بعليّ عليهالسلام ، فإنّه ليس لوصف النصرة ، بل لذاته الشريفة ، ويلزمه أنّ المنشأ هو الإمامة لا النصرة ، وإلّا لعاد الأمر إلى الإيمان بالنبيّ وعدمه ، ولم يكن لعليّ دخل ، وهو خلاف ظاهر الحديث.
* * *
__________________
(١) صحيح البخاري ١ / ١٨ ح ١٦ ، صحيح مسلم ١ / ٦٠ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٦٩ ح ٣٩٠٠ ، سنن النسائي ٨ / ١١٦ ، مسند أحمد ٣ / ٧٠ و ١٣٠.
١٣ ـ آية : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )
قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ (١) :
الثالثة عشرة : قوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٢).
روى الجمهور ، عن ابن عبّاس ، قال : سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ١٨١.
(٢) سورة الواقعة ٥٦ : ١٠ و ١١.
(٣) ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٢٤٠ ، شواهد التنزيل ٢ / ٢١٦ ح ٩٢٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٤.
وقال الفضل (١) :
هذا الحديث جاء في رواية أهل السنّة ، ولكن بهذه العبارة : « سبّاق الأمم ثلاثة : مؤمن آل فرعون ، وحبيب ( بن ) (٢) النجّار ، وعليّ بن أبي طالب » (٣).
ولا شكّ في أنّ عليّا سابق في الإسلام ، وصاحب السابقة والفضائل التي لا تخفى ، ولكن لا تدلّ الآية على نصّ إمامته وذلك المدّعى.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ١٢١.
(٢) كذا في الأصل ، وكلمة « بن » غير موجودة في إحقاق الحقّ وكفاية الطالب ، ولعلّها سهو ؛ فلاحظ!
(٣) انظر : الكشّاف ٣ / ٣١٩ ، كفاية الطالب : ١٢٣.