السابعة : قوله تعالى في سورة الأعراف : ٤٦ :
( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (١).
قال في « الصواعق » عند الكلام في هذه الآية ، وهي الثالثة عشرة من الآيات الواردة في أهل البيت : أخرج الثعلبي في تفسيرها عن ابن عبّاس ، قال : الأعراف : موضع عال من الصراط ، عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر ، يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ، ومبغضيهم بسواد الوجوه (٢).
ومثله في « ينابيع المودّة » عن الثعلبي ، بزيادة روايات أخر عن غيره (٣).
ونقل في « كشف الغمّة » في الآية التي بعدها ، وهي قوله تعالى : ( وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ ) (٤) ، عن ابن مردويه ، بسنده عن عليّ عليهالسلام ، قال : نحن أصحاب الأعراف ، من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنّة (٥).
ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين واضحة ، كما أشرنا إليها في الآيات الثلاث التي قبلها ، وأوضحناها في الآية الثانية والثلاثين وغيرها (٦).
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ٤٦.
(٢) الصواعق المحرقة : ٢٥٨ ؛ وانظر : تفسير الثعلبي ٤ / ٢٣٦.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ح ٢ ـ ٤ ، وراجع : شواهد التنزيل ١ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ح ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، جواهر العقدين : ٣٤٤.
(٤) سورة الأعراف ٧ : ٤٨.
(٥) كشف الغمّة ١ / ٣٢٤.
(٦) انظر الصفحة ١٤٤ من هذا الجزء ، وبقيّة الاستدلالات في الآيات الأخرى.
ولا ينافيها عدم صلوح العبّاس للإمامة ـ عندنا ـ مع بقائه بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووضوح دلالة هذه الرواية على كونه من أهل الجنّة ؛ وذلك لعدم علمه بأنّه من أصحاب الأعراف.
ولو فرض علمه به ، فمفضوليّته مانعة من إمامته ، فضلا عن وضوح عدم عصمته.
* * *
الثامنة : قوله تعالى من سورة الجاثية : ٢١ :
( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ
نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (١).
قال الرازي في تفسيره : قال الكلبي : « نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة ، وفي ثلاثة من المشركين : عتبة وشيبة والوليد » (٢).
وقال سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ » : قال السدّي ، عن ابن عبّاس : نزلت في عليّ يوم بدر (٣).
دلّت الآية على عدم المساواة بين المطيع والعاصي ، ولا ريب أنّ غيره قد اجترح السيّئات ؛ إذ لا أقلّ من الفرار من الزحف (٤) ، فلا يساوون عليّا عليهالسلام ، فهو أحقّ منهم بالإمامة.
* * *
__________________
(١) سورة الجاثية ٤٥ : ٢١.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ٢٦٧ ؛ وانظر : شواهد التنزيل ٢ / ١٦٨ ـ ١٦٩ ح ٨٧٢ ـ ٨٧٤ ، كفاية الطالب : ٢٤٧.
(٣) تذكرة الخواصّ : ٢٦.
(٤) انظر الصفحة ٥٧ ه ١ من هذا الجزء.
التاسعة : قوله سبحانه في سورة ( وَالضُّحى ) :
( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) (١).
قال في « الصواعق » عند الكلام في هذه الآية ، وهي العاشرة من الآيات الواردة بأهل البيت عليهمالسلام : نقل القرطبي ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : رضى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار ؛ وقاله السّدّي (٢).
ثمّ استشهد ابن حجر له بأخبار كثيرة (٣).
وأقول :
هو غنيّ عن الاستشهاد له بالنسبة إلى عليّ عليهالسلام ؛ ضرورة أنّ من رضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخول عليّ الجنّة وعدم دخوله النار ، وهو من أوضح ما تقتضيه الآية ويعلمه عليّ عليهالسلام منها ، فيكون ممّا أعلمه الله به وبشّره ، فتثبت إمامته ، كما عرفت وجهه في الآيات السابقة وغيرها (٤).
* * *
__________________
(١) سورة الضحى ٩٣ : ٥.
(٢) الصواعق المحرقة : ٢٤٤ ؛ وانظر : تفسير القرطبي ٢٠ / ٦٤ ، تفسير السدّي : ٤٧٨ ، تفسير الطبري ١٢ / ٦٢٤ ح ٣٧٥١٦ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ٢٢٤ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٣ ذ ح ٣٦٠ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٤٦ ح ١١١٣ ، تاريخ دمشق ١٩ / ٤٦٠ ، جواهر العقدين : ٢٩٠ ، الدرّ المنثور ٨ / ٥٤٢.
(٣) الصواعق المحرقة : ٢٤٤ ـ ٢٤٦.
(٤) انظر الصفحة ١٤٤ من هذا الجزء.
العاشرة : قوله تعالى في سورة المطفّفين :
( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) (١).
ذكر الرازي في تفسيره ، أنّه جاء عليّ عليهالسلام في نفر من المسلمين ، فسخر منه المنافقون وضحكوا وتغامزوا ، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم ، فقالوا :
رأينا اليوم الأصلع ؛ فضحكوا منه ، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّ عليهالسلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
ومثله في « الكشّاف » (٣).
ودلالتها على المطلوب باعتبار تمام الآيات ، وهي قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ ) (٤).
فإنّها دالّة على بشارة عليّ عليهالسلام بالجنّة ، القاضية بإمامته ، كما سبق (٥).
ولا ريب أنّ اهتمام الكتاب العزيز في ما يتعلّق بعليّ عليهالسلام ـ حتّى نزل في مثل هذا الأمر اليسير في الظاهر ـ لأكبر دليل على عظمته عند الله عزّ وجلّ وفضله على الأمّة كلّها.
__________________
(١) سورة المطفّفين ٨٣ : ٢٩.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٣١ / ١٠٢.
(٣) الكشّاف ٤ / ٢٣٣ ، وانظر : تفسير الحبري : ٣٢٧ ح ٧٠ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ١٥٧ ، التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٨٦ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٢٧ ـ ٣٢٩ ح ١٠٨٣ ـ ١٠٨٨ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٥ ح ٢٥٤.
(٤) سورة المطفّفين ٨٣ : ٣٤ و ٣٥.
(٥) انظر الصفحة ١٤٤ من هذا الجزء.
الحادية عشرة : قوله تعالى :
( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ... ) (١)
الآيات من سورة الشمس.
حكى السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ، عن الخطيب في « السابق واللاحق » ، بسنده عن ابن عبّاس ، مرفوعا : « اسمي في القرآن : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) ، واسم عليّ : ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) ، واسم الحسن والحسين : ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) ، واسم بني أميّة : ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) (٢) ، إنّ الله بعثني رسولا إلى خلقه ـ إلى أن قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ـ فلواء الله فينا إلى يوم القيامة ، ولواء إبليس في بني أميّة إلى أن تقوم الساعة ، وهم أعداء لنا ، وشيعتهم أعداء لشيعتنا ».
ثمّ قال السيوطي : « قال الخطيب : منكر جدّا ، بل موضوع ، والحوضي وموسى وأبوه مجهولان (٣) » (٤).
أقول :
لا عبرة باستنكارهم ؛ فإنّهم لمّا جحدوا الحقّ استنكروه ، واشتمال
__________________
(١) سورة الشمس ٩١ : ١.
(٢) سورة الشمس ٩١ : ١ ـ ٤.
(٣) كذا في الأصل ، وهو تصحيف ؛ وفي المصدر : « مجهولون » ، وهو الصواب.
(٤) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٦ ، وراجع : شواهد التنزيل ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ح ١٠٩٤ ـ ١٠٩٥ ، لسان الميزان ٥ / ٣٢٩ رقم ١٠٨٧.
سنده على المجاهيل عندهم لا يقتضي الوضع ، وإلّا لزم الحكم بوضع الكثير من أخبار الصحاح الستّة ، فقد بيّنّا في المقدّمة جملة من المجاهيل الّذين رووا عنها في هذه الصحاح (١) ، كما حقّقنا فيها وثاقة من يروي فضيلة لآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أو رذيلة لأعدائهم (٢).
ومنه يعلم ما في تكذيب الذهبيّ للحديث ؛ لاشتمال سنده على مجاهيل ، حيث أشار إلى الحديث بترجمة محمّد بن عمرو الحوضي من « ميزان الاعتدال » (٣).
ودلالتها على المطلوب من وجهين :
الأوّل : إنّها سمّت عليّا عليهالسلام قمرا ، وهو أنور النيّرات بعد الشمس ، فيكون إشارة إلى فضله على الأمّة وعظم نفعه لهم ، والأفضل هو الإمام ، ولا سيّما قد قال تعالى : ( إِذا تَلاها ) مشيرا إلى أنّه تال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خلافته له وفضله وفائدته للأمّة ، وإلّا لخلا هذا الشرط عن كثير فائدة.
الثاني : إنّها عبّرت عن بني أميّة بالليل ، مشيرة إلى ظلمة أمرهم ، ومنهم عثمان.
* * *
__________________
(١) انظر : ج ١ / ٥٧ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٢) انظر : ج ١ / ٧ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٨٥ رقم ٨٠٣٠.
الثانية عشرة : قوله تعالى من سورة طه : ٢٥ :
( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ... ) (١) الآيات.
قال السيوطي في « الدرّ المنثور » : أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن أسماء بنت عميس ، قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بإزاء ثبير وهو يقول : أشرق ثبير! أشرق ثبير! اللهمّ إنّي أسالك بما سألك أخي موسى ، أن تشرح لي صدري ، وأن تيسّر لي أمري ، وأن تحلّ عقدة من لساني ، ( يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) (٢) ، عليّا (٣) أخي ، ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً ) (٤) (٥).
وقال السيوطي أيضا : وأخرج السّلفي في « الطيوريّات » بسند رواه (٦) عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهالسلام ، قال : « لمّا نزلت : ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (٧) كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على جبل ، ثمّ دعا ربّه وقال : اللهمّ أشدد أزري
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ٢٥.
(٢) سورة طه ٢٠ : ٢٨ و ٢٩.
(٣) في المصدر : « هارون » ؛ وهو تحريف.
(٤) سورة طه ٢٠ : ٣١ ـ ٣٥.
(٥) الدرّ المنثور ٥ / ٥٦٦ ، وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٢.
(٦) في الدرّ المنثور : « واه » ، وهو تصحيف ، أو تحريف لا تخفى بواعثه ؛ فلاحظ!
(٧) سورة طه ٢٠ : ٢٩ ـ ٣١.
بأخي عليّ! فأجابه إلى ذلك (١).
ونقل المصنّف رحمهالله نحوه في ما سيجيء عن أحمد في مسنده (٢).
ونقل أيضا نحوه صاحب « ينابيع المودّة » في الباب السابع عشر ، عن أحمد في مسنده (٣) ..
وفي الباب السادس والخمسين ، عن « ذخائر العقبى » للطبري ، عن أحمد في « الفضائل » (٤).
وكذا نقله سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ » عن أحمد في « الفضائل » (٥).
وحكى المصنّف رحمهالله في « منهاج الكرامة » (٦) ، عن أبي نعيم ، عن ابن عبّاس ، قال : « أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد عليّ وبيدي ونحن بمكّة ، وصلّى أربع ركعات ، ورفع يده إلى السماء فقال : اللهمّ! موسى بن عمران سألك ، وأنا محمّد نبيّك أسألك ، أن تشرح لي صدري ، وتحلّ عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، عليّ بن أبي
__________________
(١) الدرّ المنثور ٥ / ٥٦٦ ؛ وانظر : الطيوريّات : ٧٥٣ ح ٢٥ م ، وقد استدرك محقّق « الطيوريّات » هذا الحديث على الأصل المخطوط المعتمد في التحقيق ، ضمن ملحق ضمّ المرويّات الساقطة من النسخة المخطوطة ، والتي عثر عليها في المصادر الناقلة عن « الطيوريّات » ؛ فلاحظ!
(٢) سيأتي في الحديث السابع والعشرين من مبحث الأحاديث ، في الجزء السادس من هذا الكتاب ؛ وانظر : فضائل الصحابة ٢ / ٨٤٣ ح ١١٥٨.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٢٥٨ ح ٥ ؛ وانظر : شواهد التنزيل ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧١ ح ٥١١ و ٥١٢.
(٤) ينابيع المودّة ٢ / ١٥٣ ح ٤٢٧ ؛ وانظر : ذخائر العقبى : ١١٩ ، فضائل الصحابة ٢ / ٨٤٣ ـ ٨٤٤ ح ١١٥٨.
(٥) تذكرة الخواصّ : ٣٠ ؛ وانظر : فضائل الصحابة ٢ / ٨٤٣ ح ١١٥٨.
(٦) في البرهان السابع والثلاثين على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام. منه قدسسره.
طالب أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري.
قال ابن عبّاس : سمعت مناديا ينادي : يا أحمد! قد أوتيت ما سألت » (١).
وقد سبق في أثناء كلامنا على الآية الأولى من الآيات التي ذكرها المصنّف رحمهالله ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا بمثل هذا الدعاء فنزل قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) (٢) الآية ، وقد نقلناه عن الثعلبي والرازي ؛ فراجع (٣) ، وهو مؤيّد لهذه الأخبار.
كما يؤيّدها حديث المنزلة ، الذي كاد أن يكون متواترا ، أو هو متواتر (٤).
وأمّا دلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ فلإفادتها ثبوت خصائص هارون له ، فيكون مثله في تحمّل العلوم ، ووجوب طاعة الأمّة له ، ورئاسته عليهم ؛ لأنّ هارون شريك موسى في أمره.
فعليّ عليهالسلام مثله بالنسبة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، سوى أنّ عليّا ليس بنبيّ ، كما استثنى النبوّة حديث المنزلة ، ودلّ الكتاب العزيز على أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيّين ..
فتحمل تلك الأخبار المذكورة على إرادة المشاركة في ما عدا النبوّة ، فتثبت لعليّ عليهالسلام الإمامة والرئاسة العامّة على الأمّة ، حتّى في أيّام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكنّه ساكت في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا في ما قلّ ، كما
__________________
(١) منهاج الكرامة : ١٤٤ ؛ وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ : ١٣٨.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
(٣) تفسير الثعلبي ٤ / ٨٠ ـ ٨١ ، تفسير الفخر الرازي ١٢ / ٢٨ ؛ وانظر : ج ٤ / ٣١٠ ـ ٣١١ من هذا الكتاب.
(٤) مرّ تخريجه مفصّلا في ج ٤ / ٣٠٥ ه ١.
سبق بيانه في الآية الأولى (١).
وممّا ذكرنا يعلم ما في مطالبة ابن تيميّة بصحّة حديث ابن عبّاس ، وإشكاله عليه بلزوم نبوّة عليّ عليهالسلام ، وأشكل عليه أيضا بصغر سنّ ابن عبّاس قبل الهجرة (٢).
وفيه ـ مع أنّ صغر مثله غير ضائر ـ : إنّه يحتمل قريبا صدور ما رواه ابن عبّاس حين الفتح ، أو في حجّة الوداع.
وأشكل عليه أيضا بما حاصله : إنّكم قلتم : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا بهذا الدعاء عند تصدّق عليّ بخاتمه ، فنزل قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... ) الآية ، وذلك بالمدينة ، فإذا كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا به قبل ذلك بمكّة ، وقد استجيب له ، فأيّ حاجة إلى الدعاء به ثانيا بالمدينة؟! (٣).
وفيه : إنّ تكرّر الدعاء إنّما وقع لإظهار فضل عليّ عليهالسلام وبيان إمامته مكرّرا ؛ تأكيدا للحجّة.
على أنّ كلامه يقتضي أن لا يتكرّر من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دعاء بالغفران والرحمة والهداية ونحوها ، فلا يتكرّر منه في الصلوات قوله تعالى : ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) (٤) ، بل لا يقع منه الدعاء بمثل تلك الأمور أصلا ؛ لعلمه بتحقّقها.
ولو لا طلب الإحاطة في الجملة ، لقبح بنا التعرّض لكلام هذا ومثله.
واعلم ، أنّ هذه الآية الشريفة وإن لم يكن لنزولها دخل بأمير
__________________
(١) انظر : ج ٤ / ٣٠٥ من هذا الكتاب.
(٢) انظر : منهاج السنّة ٧ / ٢٧٤.
(٣) انظر : منهاج السنّة ٧ / ٢٧٥.
(٤) سورة الفاتحة ١ : ٦.
المؤمنين عليهالسلام ، لكن لمّا أمكن أخذ الدليل لإمامته منها بضميمة الأحاديث الحاكية لدعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له عليهالسلام بمضمونها ، صحّ لنا ذكرها في طيّ الأدلّة القرآنية على إمامته.
وإن شئت استبدالها بآية أخرى لإكمال المئة ، فعليك بمراجعة آيات تعرّض لأكثرها في « ينابيع المودّة » (١) ، ولبعضها في « كشف الغمّة » ، كقوله تعالى في سورة الفاتحة : ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ).
فقد حكى في « كشف الغمّة » ، عن العزّ الحنبلي ، عن بريدة : « هو صراط محمّد وآله » (٢) ..
وكقوله تعالى من سورة المؤمنين : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) (٣) ، فقد نقل في « كشف الغمّة » ، عن العزّ الحنبلي ، أنّ المراد : صراط محمّد وآله (٤) ..
ونقل في « ينابيع المودّة » ، عن الحمويني ، و« المناقب » ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : « الصراط ولايتنا أهل البيت » (٥) ..
وكقوله سبحانه من سورة المؤمنين أيضا : ( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٦) (٧) ..
__________________
(١) انظر : الآية ١٥٣ من سورة الأنعام ، والآيتين ٧٣ و ٧٤ من سورة المؤمنون ، كما في ينابيع المودّة ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ح ٣ وص ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ح ٢٢ ـ ٢٤.
(٢) كشف الغمّة ١ / ٣١٠.
(٣) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧٤.
(٤) كشف الغمّة ١ / ٣١٣.
(٥) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٨ ب ٣٧ ح ٢٢ ، وانظر : فرائد السمطين ٢ / ٣٠٠ ح ٥٥٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٩٠.
(٦) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧٣.
(٧) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٩ ح ٢٥.
وكقوله تعالى من سورة الأنعام : ( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) (١) (٢) ..
وقوله تعالى من سورة البقرة : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) (٣) (٤) ..
وقوله عزّ وجلّ من سورة الملك : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) (٥) (٦) ..
وقوله سبحانه من سورة الصفّ : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) (٧) (٨) ..
وقوله تعالى في سورة لقمان : ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٩) (١٠) ..
وقوله تعالى في سورة الزخرف : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (١١) (١٢) ..
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ١٥٣.
(٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ح ٣.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٠٨.
(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٢ ح ٥.
(٥) سورة الملك ٦٧ : ٢٧.
(٦) ينابيع المودّة ١ / ٣٠١ ح ١ ؛ وانظر : شواهد التنزيل ٢ / ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ح ٩٩٧ ـ ١٠٠١.
(٧) سورة الصفّ ٦١ : ٨.
(٨) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٣ ح ٢.
(٩) سورة لقمان ٣١ : ٢٢.
(١٠) ينابيع المودّة ١ / ٣٣١ ح ١ و ٢ ؛ وانظر : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٩٣.
(١١) سورة الزخرف ٤٣ : ٢٨.
(١٢) ينابيع المودّة ١ / ٣٥٣ ح ١.
وقوله تعالى من سورة البقرة : ( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ ... ) (١) (٢) الآية ..
وقوله تعالى منها : ( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ ) (٣) (٤) ..
وقوله تعالى من سورة النساء : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ... ) (٥) الآية.
ونزولها محكيّ عن تفسير ابن الحجّام (٦) من غير « الينابيع » و« كشف الغمّة » ..
فعن التفسير المذكور ، أنّ عليّا قال : يا رسول الله! هل نقدر أن نزورك في الجنّة كلّما أردنا؟ فنزلت ...
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ١٤.
(٢) كشف الغمّة ١ / ٣٠٧.
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٢٤.
(٤) ينابيع الموّدة ١ / ٢٩٠ ح ٦.
(٥) سورة النساء ٤ : ٦٩.
(٦) هو : أبو عبد الله محمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن الماهيار البزّاز ، المعروف بابن الحجّام.
قال فيه الرجاليّون : ثقة ثقة ، عين ، سديد ، كثير الحديث.
له عدّة مصنّفات ، منها : كتاب الأصول ، المقنع في الفقه ، التفسير الكبير ، الناسخ والمنسوخ ، كتاب قراءة أمير المؤمنين عليه السلام ، ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام ، قال عنه جماعة من أصحابنا : « إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله ».
سمع منه أبو محمّد هارون بن موسى التلّعكبري سنة ٣٢٨ ه وله منه إجازة.
انظر : الرجال ـ للطوسي ـ : ٥٠٤ رقم ٧١ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٤٢٣ رقم ٦٥٣ ، أمل الآمل ٢ / ٢٩١ رقم ٨٧٠ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٩ رقم ١١٠٤٢ وج ١٨ / ٣٠ رقم ١١٣٧٦.
فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام فقال : إنّ الله قد أنزل بيان ما سألت ، فجعلك رفيقي ؛ لأنّك أوّل من أسلم ، وأنت الصدّيق الأكبر (١).
.. إلى غير ذلك ممّا لا يخفى على المتتبّع.
ولو ذكرنا لك ما روته كتب الإمامية في نزول آيات أخر في أمير المؤمنين وأهل البيت الطاهرين ، لأمكن بلوغ الآيات النازلة بهم ثلاثمئة أو تزيد ؛ فراجع وتدبّر تصب طريق الرشاد!
* * *
__________________
(١) كشف الغمّة ١ / ٨٧ عن تفسير ابن الحجّام.
فهرس المحتويات
١١ ـ آية : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ )......................................... ٥
ردّ الفضل بن روزبهان......................................................... ٦
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٧
١٢ ـ آية : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ).................................... ١٣
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ١٤
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ١٥
١٣ ـ آية : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )......................................... ١٩
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٢٠
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٢١
١٤ ـ آية : ( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ )......................................... ٢٤
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٢٦
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٢٧
١٥ ـ آية المناجاة............................................................ ٢٩
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٣٠
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٣١
١٦ ـ آية : ( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا ... )........................................ ٣٩
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٤٠
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٤١
١٧ ـ آية : ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ )............................................ ٤٥
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٤٦
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٤٧
١٨ ـ سورة ( هَلْ أَتى ... )................................................ ٥٠
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٥٢
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٥٣
١٩ ـ آية : ( وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ ... )..................................... ٦٢
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٦٣
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٦٤
٢٠ ـ آية : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ )........................................ ٦٩
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٧٠
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٧١
٢١ ـ آية : ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ )...................................... ٧٤
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٧٥
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٧٦
٢٢ ـ آية : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ).................................. ٧٨
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٧٩
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٨٠
٢٣ ـ آية : ( أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ )........................................ ٩٣
ردّ الفضل بن روزبهان....................................................... ٩٤
ردّ الشيخ المظفّر............................................................. ٩٥
٢٤ ـ آية : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ... ).................................. ١٠٠
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٠١
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٠٢
٢٥ ـ آية الصلاة على النبيّ................................................. ١٠٥
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٠٦
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٠٧
٢٦ ـ آية : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ )....................................... ١١١
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١١٢
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١١٣
٢٧ ـ آية : ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ )..................................... ١١٥
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١١٦
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١١٧
٢٨ ـ آية : ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ ... )................................. ١٢٠
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٢١
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٢٢
٢٩ ـ آية : ( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )...................................... ١٢٤
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٢٥
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٢٦
٣٠ ـ آية : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً )............................... ١٢٩
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٣٠
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٣١
٣١ ـ آية : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )....................................... ١٣٣
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٣٤
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٣٥
٣٢ ـ آية : ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ )................................... ١٤٠
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٤١
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٤٢
٣٣ ـ آية : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ).................................. ١٤٨
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٤٩
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٥٠
٣٤ ـ آية : ( وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ )........................................... ١٥٧
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٥٨
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٥٩
٣٥ ـ آية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )................................... ١٦٤
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٦٦
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٦٧
٣٦ ـ سورة النجم......................................................... ١٧٠
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٧١
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٧٢
٣٧ ـ سورة العاديات...................................................... ١٧٧
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٨٠
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٨١
٣٨ ـ آية : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً )........................... ١٨٣
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٨٤
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٨٥
٣٩ ـ آية : ( وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ )........................................... ١٨٨
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٨٩
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٩٠
٤٠ ـ آية : ( فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ )........................................ ١٩٤
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٩٥
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ١٩٦
٤١ ـ آية : ( يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ).......................................... ١٩٨
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ١٩٩
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ٢٠٠
٤٢ ـ آية : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ).................................. ٢٠٢
ردّ الفضل بن روزبهان...................................................... ٢٠٣
ردّ الشيخ المظفّر........................................................... ٢٠٤
٤٣ ـ آية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ ).......................................... ٢٠٦