٧٧ ـ آية : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ )
قال المصنّف ـ نوّر الله ضريحه ـ (١) :
السابعة والسبعون : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (٢).
قال الباقر عليهالسلام : نحن الناس (٣).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٠٧.
(٢) سورة النساء ٤ : ٥٤.
(٣) مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٣٤ ح ٣١٤ ، وانظر : شواهد التنزيل ١ / ١٤٣ ـ ١٤٥ ح ١٩٥ ـ ١٩٨ ، وفي الحديث ١٩٥ : عن جعفر بن محمّد عليهالسلام ، قال : « نحن المحسودون » ؛ وفي حديث آخر ، عنه عليهالسلام ، قال : « نحن والله هم ، نحن والله المحسودون » ، ثمّ ذكر الحمويني أبيات خزيمة بن ثابت التالية :
رأوا نعمة لله
ليست عليهم |
|
عليك وفضلا بارعا
لا تنازعه |
من الدين والدنيا
جميعا لك المنى |
|
وفوق المنى أخلاقه
وطبايعه |
فعضّوا من الغيظ
الطويل أكفّهم |
|
عليك ومن لم يرض
فالله خادعه |
وانظر أيضا : جواهر العقدين : ٢٤٥ ، رشفة الصادي : ٦٣.
وقال الفضل (١) :
هذا أيضا إن صحّ فهو من الفضائل ، ولا ثبوت للمدّعى.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٥٨.
وأقول :
قال ابن حجر في « الصواعق » (١) : أخرج أبو الحسن المغازلي ، عن الباقر عليهالسلام ، أنّه قال في هذه الآية : « نحن الناس والله » (٢).
ونحوه في « ينابيع المودّة » (٣).
وزاد رواية أخرى عن ابن المغازلي ، عن ابن عبّاس ، قال : « هذه الآية في النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي عليّ عليهالسلام » (٤).
ووجه الدلالة على المطلوب ظاهر ؛ فإنّ المراد ب : ( ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) هو العلم والهدى والفهم والحكمة ، ونحوها من الصفات والفضائل التي هي شأن محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ عليهالسلام ، لا أمور الدنيا الدنيّة.
ومن المعلوم : أنّ إيتاء هذا الفضل لعليّ عليهالسلام الذي حسده الناس عليه يستدعي الأفضليّة والإمامة ، وإلّا لما حسدوه عليه.
كما أنّ مشاركته عليهالسلام للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الفضل ـ على الرواية الثانية ـ ، دليل على أنّ فضله من نوع فضل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيكون الأفضل والأحقّ بخلافته.
__________________
(١) في الآية السادسة من الآيات الواردة في أهل البيت ، وهي هذه الآية [ الصواعق المحرقة : ٢٣٣ ]. منه قدسسره.
(٢) وانظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٣٤ ح ٣١٤.
(٣) في الباب ٣٩ [ ١ / ٣٦٢ ح ٣٠ ]. منه قدسسره.
وانظر : ينابيع المودّة ٢ / ٣٦٩ ح ٥٢.
(٤) ينابيع المودّة ١ / ٣٦٢ ح ٢٩.
٧٨ ـ آية : ( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ )
قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ (١) :
الثامنة والسبعون : ( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) (٢).
عن الحسن البصري ، قال : « المشكاة : فاطمة ، والمصباح : الحسن والحسين.
و ( الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ ) ، قال : كانت فاطمة كوكبا درّيّا بين نساء العالمين.
( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) ، قال : الشجرة المباركة : إبراهيم.
( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) ، لا يهوديّة ولا نصرانيّة.
( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ) ، قال : يكاد العلم ينطف (٣) منها.
( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ ) ، قال فيها : إمام بعد إمام.
( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) (٤) ، قال : يهدي الله لولائهم (٥) من يشاء » (٦).
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٠٧.
(٢) سورة النور ٢٤ : ٣٥.
(٣) ينطف : يقطر ؛ انظر : لسان العرب ١٤ / ١٨٨ مادّة « نطف ».
(٤) سورة النور ٢٤ : ٣٥.
(٥) في المصدر : « لولايتنا ».
(٦) مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ح ٣٦١ ، جواهر العقدين : ٢٤٤ ، رشفة الصادي : ٦٤.
وقال الفضل (١) :
ليس هذا من تفاسير أهل السنّة ، وإن صحّ فدلّ على فضائل أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو متّفق عليه ، ولو ذكر أضعاف هذا فلا ينازع منازع.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٥٩.
وأقول :
هذا من روايات ابن المغازلي على ما حكاه السيّد السعيد عنه (١).
ويشهد لصحّته ما نقله السيوطي في « الدرّ المنثور » ، في تفسير ما بعد هذه الآية ، وهو قوله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ) (٢) ، عن ابن مردويه ، أنّه أخرج عن أنس بن مالك وبريدة ، قال :
قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ).
فقام إليه رجل ، فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟
قال : بيوت الأنبياء.
فقام إليه أبو بكر ، فقال : يا رسول الله! هذا البيت منها؟ ـ لبيت عليّ وفاطمة ـ.
قال : نعم ، من أفاضلها » (٣).
ونقل المصنّف رحمهالله نحوه في « منهاج الكرامة » ، عن الثعلبي ، عن أنس وبريدة (٤)
فإنّ قوله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ ) مرتبط بقوله : ( كَمِشْكاةٍ ) كما هو
__________________
(١) إحقاق الحقّ ٣ / ٤٦٠ ؛ وانظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ح ٣٦١.
(٢) سورة النور ٢٤ : ٣٦.
(٣) الدرّ المنثور ٦ / ٢٠٣ ، وانظر : شواهد التنزيل ١ / ٤٠٩ ـ ٤١٠ ح ٥٦٦ ـ ٥٦٨ عن أبي برزة وأنس وبريدة ، مجمع البيان ٧ / ٢٢٦.
(٤) منهاج الكرامة : ١٢١ ، وانظر : تفسير الثعلبي ٧ / ١٠٧.
الظاهر ، ووافق عليه الأكثر (١).
ومن المعلوم أنّ تقييد « المشكاة » بكونها في بيوت الأنبياء ، لا دخل له بظاهر الآية من إرادة تعظيم المشكاة بزيادة النور الظاهري ، فينبغي أن يراد بالمشكاة : فاطمة ، كما في رواية ابن المغازلي ؛ ليكون التقييد بكونها في بيوت الأنبياء مفيدا ، لزيادة تعظيمها ونورها المعنوي.
فيكون حاصل المعنى : أنّ مثل نوره تعالى كفاطمة العالمة ، المنيرة بمصباح نور الحسن والحسين ، المتضاعف نورها بأنوار الأئمّة من ولدها.
وهذا أدلّ دليل على إمامة عليّ وولده الأطهار ؛ فإنّه ذكر أنّ من فاطمة عليهاالسلام الأئمّة ، إماما بعد إمام.
ولا ريب ـ على القول بإمامتهم ـ أنّ إمامتهم فرع إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، فتثبت إمامته ، كما هو المطلوب.
مضافا إلى أنّ الله سبحانه أظهر لفاطمة وولدها ـ بضرب المثل بهم لنوره ـ فضلا لا يوازى ، وفخرا لا يماثل.
ولا شكّ أنّ فضلهم من فضل عليّ عليهالسلام ودونه ، فيكون أفضل الأمّة ، والأفضل هو الإمام.
هذا ، وقد روي عندنا ، عن إمامنا أبي جعفر الباقر عليهالسلام ما هو أظهر في المطلوب ، وأقرب إلى معنى الآية ..
قال عليهالسلام ما حاصله : إنّ ( كَمِشْكاةٍ ) : صدر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ..
و ( الْمِصْباحُ ) : نور علمه ..
و ( الزُّجاجَةُ ) : صدر أمير المؤمنين عليهالسلام ..
__________________
(١) انظر : الكشّاف ٣ / ٦٨ ، زاد المسير ٥ / ٣٨٥ ، تفسير الفخر الرازي ٢٤ / ٣.
( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) ، أي : من نور علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّ علمه صار إلى عليّ عليهالسلام ..
( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) : لا يهودية ولا نصرانية ..
( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ) ، قال : يكاد العالم من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يتكلّم قبل أن يسأل ..
( نُورٌ عَلى نُورٍ ) ، أي : إمام مؤيّد بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
* * *
__________________
(١) انظر : التوحيد ـ للصدوق ـ : ١٥٨ ح ٤ ، مجمع البيان ٧ / ٢٢٥.
٧٩ ـ آية : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )
قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ (١) :
التاسعة والسبعون : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً ) (٢).
قال ابن عبّاس : لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٠٨.
(٢) سورة النساء ٤ : ٢٩.
(٣) انظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٤ ح ٣٦٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٤١ ـ ١٤٢ ح ١٩٣ و ١٩٤.
وقال الفضل (١) :
ليس هذا من تفاسير أهل السنّة ؛ وترك قتال أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هل يحتاج إلى الاستدلال بالنصّ ، وهو على إقامة الدليل على إثبات نصّ الإمامة ، ويستدلّ بالقرآن على عدم جواز قتلهم؟!
وهذا من غرائب أطواره في البحث!
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٦١.
وأقول :
النظر في الاستدلال إنّما هو إلى جعل قتل الناس لهم كقتل الناس لأنفسهم ؛ لأنّ حسم مادّة الفتن وحفظ الأنفس على الوجه الشرعي موقوف على أئمّة معصومين ، فتكون الآية دليلا على إمامتهم وعصمتهم.
ويعضدها قوله تعالى في الآية الستّين : ( إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ) (١) ، أي : دعاكم إلى ولاية عليّ عليهالسلام.
فالمراد بالأنفس في الآية معناها الحقيقي ، ولكن كنّى بالنهي عن قتلها عن النهي عن قتل أهل البيت عليهمالسلام ؛ لتوقّف حفظ النفوس عليهم.
ويحتمل أن يكون تجوّزا في نسبة القتل إلى الأنفس عن نسبته إلى أهل البيت عليهمالسلام.
كما يحتمل أن يراد التجوّز في المفرد ، بأن يكون قد أطلق الأنفس على أهل البيت مجازا ؛ إشارة إلى أنّهم بمنزلة الأنفس في وجوب حفظها ورعايتها على الناس كلّهم ؛ لأنّ حياتهم حياة الأنفس من كلّ وجه ..
أمّا في الآخرة ؛ فلأنّهم الهداة ، وبهم النجاة .. وأمّا في الدنيا ؛ فلحفظ النفوس بهم ، وبهم السعادة والبركات ؛ ولذا قال سلمان الفارسي رضياللهعنه : « لو أطعتم عليّا لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أرجلكم » (٢).
ويحتمل أن يكون تجوّزا في المفرد ، على أن يراد بالأنفس : أهل
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٢٤ ؛ وانظر الصفحة ٢٧٦ من هذا الجزء.
(٢) انظر : أنساب الأشراف ٢ / ٢٧٤ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٤٣.
البيت عليهمالسلام ، وبقتلهم : غصب خلافتهم ؛ لأنّه آيل إلى قتلهم ، كما شهد به الوجدان.
* * *
٨٠ ـ آية : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا )
قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ (١) :
الثمانون : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) (٢).
عن ابن عبّاس ، قال : « سأل قوم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : في من نزلت هذه الآية؟
قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا ببعث محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فيقوم عليّ بن أبي طالب ، فيعطى اللواء من النور الأبيض ، وتحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا ، فيعطى أجره ونوره.
فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنّة إنّ ربّكم يقول لكم : إنّ لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما ـ يعني : الجنّة ـ.
فيقوم عليّ ـ والقوم تحت لوائه ـ معهم حتّى يدخل بهم الجنّة ، ثمّ يرجع إلى منبره ، فلا يزال حتّى يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٠٨.
(٢) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
منهم إلى الجنّة ويترك أقواما على النار ، وذلك قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) (١) ، يعني : السابقين الأوّلين وأهل الولاية.
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) (٢) ، يعني : بالولاية بحقّ عليّ ، وحقّ عليّ الواجب على العالمين » (٣).
[ ( أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) ، وهم الّذين قاسم عليّ عليهم النار فاستحقّوا الجحيم ].
* * *
__________________
(١) سورة الحديد ٥٧ : ١٩.
(٢) سورة الحديد ٥٧ : ١٩.
(٣) مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٦٧ ح ٣٦٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٨٢ ح ٨٨٧.
وقال الفضل (١) :
هذا من القصص والحكايات التي يرويها الشيعة ، ولا نقل صحيح به ، ولا إسناد ، ولا شيء ، ولا اتّقاء من الكذب والافتراء (٢).
وإن صحّ هذا دلّ على منقبة عظيمة من مناقب أمير المؤمنين ، وهي مسلّمة ، والكلام في النصّ ، وأين هذا الاستدلال منه؟!
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٧٢.
(٢) رواه ابن المغازلي والحاكم الحسكاني ، كما تقدّم بإسناديهما عن ابن عبّاس.
وأقول :
نقله السيّد السعيد عن « شواهد التنزيل » للحاكم أبي القاسم الحسكاني (١).
ويؤيّده ما دلّ على أنّ عليّا قسيم الجنّة والنار (٢) ، وأنّه سيّد المسلمين (٣) ، وأنّه لا يدخل الجنّة إلّا من بيده براءة منه وسند
__________________
(١) إحقاق الحقّ ٣ / ٤٧٣ ، وانظر : شواهد التنزيل ٢ / ١٨١ ـ ١٨٢ ح ٨٨٧ بإسناده عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، وهو من رجال الصحاح ـ كما في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٨٧ رقم ٥١٧٤ ـ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس.
(٢) مسند الإمام زيد : ٤٥٥ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٠٧ ح ٩٧ ، فردوس الأخبار ٢ / ٧٨ ح ٣٩٩٩ ، طبقات الحنابلة ـ لابن أبي يعلى ـ ١ / ٢٩٥ ، الشفا ـ للقاضي عياض ـ ١ / ٣٣٨ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٤٠ و ٤١ و ٢٩٤ ح ٢٨١ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٩٨ ـ ٣٠١ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ٦١ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٦٠ وج ٩ / ١٦٥ وج ١٩ / ١٣٩ ، فرائد السمطين ١ / ٣٢٥ و ٣٢٦ ح ٢٥٣ و ٢٥٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٨٣ ، جواهر العقدين : ٤٤٦ و ٤٤٧ ، الصواعق المحرقة : ١٩٥ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٥٤ ح ١٢ وقال القندوزي في ذيله : وممّا ينسب إلى الإمام الشافعي :
عليّ حبّه جنّة |
|
قسيم النار
والجنّة |
وصيّ المصطفى حقّا |
|
إمام الإنس
والجنّة |
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٨ ح ٤٦٦٨ ، حلية الأولياء ١ / ٦٣ و ٦٦ رقم ٤ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٠٦ ح ٩٣ وص ١٣١ ح ١٤٦ و ١٤٧ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٢٩٥ ح ٢٨٧ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٠٥ ، أسد الغابة ١ / ٨٤ رقم ٩٢ وج ٣ / ٧٠ رقم ٢٨١١ ، مطالب السؤول : ٨١ ، شرح نهج البلاغة ١٥ / ٢٧٨ ، كفاية الطالب : ٢١١ ـ ٢١٢ ، ذخائر العقبى : ١٣٠ ، الرياض النضرة ٣ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، فرائد السمطين ١ / ١٤١ ح ١٠٤ وص ١٤٥ ح ١٠٩.
بولايته (١).
ودلالتها على إمامته من وجوه :
كونه سيّد المسلمين ..
وأنّهم يدخلون الجنّة بزمرته وتحت لوائه ..
وأنّهم يعرضون عليه جميعا ؛ فإنّها تقتضي إمامته ، ولو لدلالتها على فضله ، والأفضل هو الإمام ، ولا سيّما مع التصريح في آخر الحديث بأنّ حقّه واجب على العالمين ، وتصريحه بأنّ أهل الولاية له هم الّذين آمنوا بالله ورسله ، وأنّ المكذّبين بولايته في زمرة الكافرين.
بل هذا كما يدلّ على إمامته ، يدلّ على أنّها من أصول الدين ؛ إذ لا يكفر من كذّب بغير أصوله!
* * *
__________________
(١) تاريخ أصفهان ـ لأبي نعيم ـ ١ / ٤٠٠ رقم ٧٥٥ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٤٠ ح ١٥٦ وص ١٤٧ ـ ١٤٨ ح ١٧٢ وص ٢١٨ ـ ٢١٩ ح ٢٨٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٠٧ ح ٧٨٨ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ ح ٣٢٤ ، ذخائر العقبى : ١٣١ ، الرياض النضرة ٣ / ١٣٧ ، فرائد السمطين ١ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ح ٢٢٨ ، الصواعق المحرقة : ١٩٥.
٨١ ـ آية : ( الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ )
قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ (١) :
الحادية والثمانون : ( الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (٢).
نزلت في عليّ عليهالسلام لمّا وصل إليه قتل حمزة رضياللهعنه ، فقال : « ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) » ؛ فنزلت هذه الآية (٣).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٠٩.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٥٦ و ١٥٧.
(٣) انظر : نهج الإيمان ـ لابن جبر ـ : ٦٥٩ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٣٨ وفيه : « ولمّا نعى رسول الله عليّا بحال جعفر في أرض مؤتة قال : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) فأنزل عزّ وجلّ ... » وج ٣ / ٢٩٣.
وقال الفضل (١) :
هذا ليس من تفاسير أهل السنّة ، وإن صحّ فهو كسائر أخواته في عدم دلالته على النصّ.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٧٤.
وأقول :
هذا أيضا نقله السيّد السعيد رحمهالله عن تفسيري الثعلبي والنقّاش (١).
والاستدلال به على المطلوب من وجهين :
الأوّل : إنزال الله سبحانه القرآن في صبر عليّ عليهالسلام وتسليمه لأمر الله تعالى ، وجعل الصلوات العديدة والرحمة عليه.
ومن الواضح أنّ ذكره عليهالسلام بذلك ـ مع كثرة الصابرين القائلين : « ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ )» ـ دليل على تميّزه بالصبر والتسليم الكاشفين عن كماله الذاتي وفضله على غيره ، فيكون هو الإمام.
الثاني : تعبير الكتاب العزيز عنه بصيغ الجموع مع حصر الاهتداء به بقوله : ( أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (٢) ، الدالّ على أنّ اهتداء غيره بالنسبة إليه كلا اهتداء.
فإنّ ذلك من أعظم الدلائل على عظمته عند الله سبحانه ، وارتفاع شأنه لديه ، وكونه أهدى الأمّة وأفضلها ، فيكون هو الإمام (٣).
* * *
__________________
(١) إحقاق الحقّ ٣ / ٤٧٥.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٥٧.
(٣) نقول : ويمكن الاستدلال على المطلوب بوجه ثالث ؛ هو إن ضمّ قوله تعالى : ( وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) سورة الزخرف ٤٣ : ٣٢ ، إلى آية : ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) سورة البقرة ٢ : ١٥٧ ، المشتملة على الرحمة النازلة على أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، لدلّ ذلك على الأفضليّة ؛ فيكون هو الإمام!