وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى - ج ٢

نور الدين علي بن أحمد السّمهودي

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى - ج ٢

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد السّمهودي


المحقق: خالد عبد الغني محفوظ
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨١

قل للوليد أبي العبّاس قد جمعت

أيمان قومك بالتسليم في الصحف

ما زلت ترمي ويرمي الناس عن هدف

حتى وضعت نصال النبل في الهدف

أعطاك ربّك طوعا من قلوبهم

نصحا تبين قبل الظن والحلف

ما كان في هدم دار السوق إذ هدمت

الأبيات المتقدمة

بيت أم كلاب

وروى ابن زبالة من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم برواية الخمر التي أهدى له الدوسي فأهريقت بالسوق عند بيت أم كلاب حيث يهراق الشراب اليوم ، وسيأتي في ترجمة أحجار الزيت قول ابن أبي فديك : أدركت أحجار الزيت ثلاثة مواجهة بيت ابن أم كلاب ، وهو اليوم يعرف ببيت بني أسد ، انتهى ، وكأنه غير بيت ابن أم كلاب الذي له ذكر في بني زريق ، فهذا السوق هو المراد بما ورد من أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج بأسرى بني قريظة إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق ، ثم ضرب أعناقهم في تلك الخنادق ، ويظهر مما قدمناه ومما سيأتي في ترجمة الزوراء أن مقدم سوق المدينة مما يلي خاتمة البلاط وما حول ذلك كان يسمى بالزوراء.

البطحاء

وروى ابن شبة عن بعضهم أنه قال : أدركت سوقا بالزوراء يقال له سوق الحرص ، كان الناس ينزلون إليها بدرج.

قلت : ورأيت في الأم للشافعي رضي الله تعالى عنه ما يقتضي تسمية سوق المدينة بالبطحاء ؛ فإنه روي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب يوم الجمعة ، وكان لهم سوق يقال لها البطحاء ، كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والغنم والسمن ، فقدموا فخرج إليهم الناس ـ الحديث.

بقيع الخيل

وروى ابن شبة من طريق عروة عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت في حديث ساقه : كان يقال لسوق المدينة بقيع الخيل ، وهذا الحديث تقدم من رواية ابن زبالة في ذكر دعائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم للمدينة وسؤاله نقل وبائها ، وفيه : ثم عمد إلى بقيع الخيل ـ وهو سوق المدينة ـ فقام فيه ووجهه إلى القبلة ، فرفع يديه إلى الله فقال : اللهم حبّب إلينا المدينة ـ الحديث.

والبقيع هنا بالموحدة التحتية ؛ فهو المراد بقول ابن عمر في حديثه الذي رواه الأربعة والحاكم : إني أبيع الإبل بالبقيع بالدنانير ، وآخذ مكانها الدراهم ـ الحديث ولما خفي هذا على كثير من الناس قال بعضهم : إن الظاهر أن المراد النقيع بالنون أي حمى النقيع ، قال : لأنه أشبه بالبيع من البقيع الذي هو مدفن ، وقال النووي : ليس كما قال ، بل هو بقيع الغرقد ـ

٢٦١

بالباء ـ ولم يكن ذلك الوقت كثرت فيه القبور ، انتهى ، ولم يذكر أحد من مؤرخي المدينة أنه كان ببقيع الغرقد سوق ، مع اعتنائهم بذكر أسواق المدينة في الجاهلية والإسلام ؛ فالمعتمد ما قدمناه ، والمسمى بالبقيع هنا ما يلي المصلى من سوق المدينة ، ويسمى بقيع المصلى أيضا كما سيأتي ، ولهذا روى أحمد والطبراني عن أبي بردة بن نيار قال : انطلقنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بقيع المصلى فأدخل يده في طعام ثم أخرجها فإذا هو مغشوش ، أو مختلف ، فقال : ليس منا من غشنا ، ورواه الطبراني أيضا عن أبي موسى قال : انطلقت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى سوق البقيع ، فأدخل يده في غرارة ، فأخرج طعاما ـ الحديث ، فعبر عن بقيع المصلى بسوق البقيع.

وروى ابن زبالة أيضا في ذكر سوق المدينة عن محمد بن طلحة قال : رأيت عثمان بن عبد الرحمن وإسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد ومحمد بن المنكدر ، وزيد بن حصفة يقومون بفناء بركة السوق اليوم قبل أن تكون ، يقومون مستقبلين فسألت عثمان بن عبد الرحمن عن ذلك ، فقال : قد اختلف علينا في ذلك ؛ فقائل يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو هنالك ، وقائل يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول هنالك فينظر الناس ، إذا انصرفوا من العيد ، قال : وكان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند التبانين فيدعو ، وسيأتي في ذكر المصلى ما رواه الشافعي في الأم من طريق عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجع من المصلى يوم عيد فسلك على التمارين من أسفل السوق ، حتى إذا كان عند مسجد المصلى الذي هو عند موضع الدار التي بالسوق قام فاستقبل فجّ أسلم فدعا ثم انصرف.

بركة السوق

قلت : وهذا بين أن بركة السوق في شامي فج أسلم ، وسيأتي في منازل أسلم ما يبين أن منازلهم في شامي الثنية التي عليها حصن أمير المدينة اليوم ، وتقدم في ذكر دار السوق حيث قال فيها في جهة المغرب : وجعل لسكة أسلم بابا ما يبين ذلك ، وحينئذ فبركة السوق هي المنهل الذي ينزل إليه بالدرج عند مشهد النفس الزكية من عين المدينة على يسار المار إلى ثنية الوداع ، وفي كلام ابن زبالة ما يومئ أن الذي أحدث العين هناك إنما هو إبراهيم بن هشام ، وسيأتي في ترجمة أحجار الزيت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استسقى عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء ، والله أعلم.

وروى ابن شبة عن أبي هريرة أنه كان يقول : لا يذهب الليل والنهار حتى يخسف برجل بصحن هذا السوق ، قال ابن أبي فديك : وكنت أسمع من المشايخ أنه قال والله أعلم : إن ذلك يكون على باب بيت البراذين ، ويقال : هو بفناء دار ابن مسعود.

وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال : خرجت مع أبي هريرة حتى إذا

٢٦٢

كنا عند دار ابن مسعود قال : يا أبا الحارث ، إن حبي أبا القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرني أنه رب يمين بهذه البقعة لا يصعد إلى الله ، قال : قلت له : أنّى ذلك يا أبا هريرة؟ قال : أما أني أشهد ما كذبت ، قلت : وأنا أشهد.

وروى ابن زبالة عن عبد الرحمن بن يعقوب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء السوق فرأى حنطة مصبرة فأدخل يده فيها ، فناله بلل في جوفها ، فقال : ما هذا؟ لصاحب الطعام ، قال : أصابني مطر فهو هذا البلل الذي ترى ، قال : ألا جعلته على رأس الطعام حتى يراه الناس؟ من غش فليس مني ، من غش فليس مني ، وأصل الحديث رواه أبو داود وغيره ، ولفظه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ برجل يبيع طعاما ، فسأله كيف تبيع؟ فأخبره فأوحى إليه أن أدخل يدك فيه ، فأدخل يده فإذا هو مبلول ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ليس منا من غش.

وعن ابن المغيرة قال : مر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يبيع طعاما في السوق بسعر هو أرفع من سعر السوق ، فقال : تبيع في سوقنا بسعر هو أرفع من سعرنا؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : صبرا واحتسابا؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : أبشروا فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله ، وإن المحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله.

قلت : وقوله «بسعر هو أرفع» أي بزيادة في المسعر وهو المبيع ، ويدل لذلك ما رواه ابن شبة عن ابن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة قال : كان أبي وعثمان بن عفان شريكين يجلبان التمر من العالية إلى السوق ، فمر بهم عمر بن الخطاب ، فضرب الغرارة برجله وقال : يا ابن أبي بلتعة زد في السعر وإلا فاخرج من سوقنا.

وروى ابن زبالة عن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب مر بحاطب بن أبي بلتعة وهو بسوق المصلى وبين يديه غرارتان فيهما زبيب ، فسأله عن سعره ، فسعّر له مدّين بدرهم ، فقال عمر : قد حدثت بعير مقبلة من الطائف تحمل زبيبا وهم إذا وضعوا إلى جنبك غدا اعتبروا بسعرك ، فإما أن ترفع في السعر ، وإما أن تدخل زبيبك في البيت فتبيعه كيف شئت ، فلما رجع عمر حاسب نفسه في الظهر ، ثم خرج فأتى حاطبا في منزله فقال : إن الذي قلت لك ليس بعزيمة مني ولا قضاء ، وإنما هو شيء أردت به الخير فحيث شئت فبع.

الفصل السابع والثلاثون

في منازل القبائل من المهاجرين ، ثم اتخاذ السور على المدينة

منازل بني غفار

قال عمر بن شبة : نزل بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة القطيعة التي قطع لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهي ما بين دار كثير بن الصلت التي تعرف بدار الحجارة

٢٦٣

السوق إلى زقاق ابن جبين إلى دار أبي سبرة إلى منازل آل الماجشون بن أبي سلة ، وبهذه الخطة مسجد بني غفار صلّى فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو خارج من منزل أبي رهم بن الحصين الغفاري.

قلت : ودار كثير بن الصلت هذه تقدم بيانها في غربي السوق مما يلي القبلة شامي المصلى ، وأما زقاق ابن حبين ، ففي غربي السوق أيضا مما يلي الشام بالقرب من حصن أمير المدينة ، وابن حبين كان مولى للعباس بن عبد المطلب. وأما دار أبي سبرة فلم أعرفها ؛ فالظاهر أنها كانت في جهة غربي سوق التمارين. وأما منازل آل الماجشون ، فذكر هو في موضع آخر أنها في زقاق الجلادين ، وسيأتي في منازل بني كعب أنه شارع على المصلى ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

واتخذ سباع بن عرفطة الغفاري خطة بالمصلى وهي الدار التي يقال لها دار عبد الملك بن مروان بالمصلى وجهها شارع قبالة الحجامين.

قلت : وذلك في شامي المصلى مما يلي السوق والمغرب لأن ابن شبة قال : إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب اتخذ دارا بالمصلى في موضع الحجامين ، ثم ابتاعها معاوية ، فزادها في مصلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أدخلها بعد هشام بن عبد الملك في داره التي أخذ بها السوق ثم هدمت.

ونزل سائر بني غفار محلتهم وهي السائلة من جبل جهينة إلى بطحان وما بين خط دار كثير بن الصلت ببطحان إلى بني غفار ؛ فنزلت بنو غفار منزلهم من خط دار كثير بن الصلت إلى أن يفضي إلى جهينة.

قلت : وجبل جهينة لم أعرفه ، فإما أن يكون أراد به ما يلي جبيل سلع في مقابلة المصلى ونسبه إلى جهينة لنزولهم عنده ، وهناك سائلة تسيل من سلع إذا حصل المطر ، وإما أن يكون أراد به أحد الجبلين اللذين في غربي مساجد الفتح لما سيأتي في منازل جهينة. وأما دار كثير بن الصلت ببطحان فقد ذكر في موضع آخر ما يبين أنها كانت على شفير وادي بطحان بالعدوة الغربية ، وأن عقبة بن أبي معيط لما جلده عثمان بن عفان في الشراب حلف لا يساكنه إلا وبينهما بطن واد ، فناقل كثير بن الصلت بداره هذه إلى دار الوليد بن عقبة التي في قبلة مصلى العيد الذي يصلي به الإمام اليوم ، والله أعلم.

منازل بني ليث بن بكر

ونزل بنو أبي عمرو بن نعيم بن مهان من بني عبد الله بن غفار شامي وغربي بني مبشر بن غفار ، ومعهم بنو خفاجة بن غفار.

ونزل بنو ليث بن بكر ما بين خط بني مبشر بن غفار إلى خط بني كعب بن عمرو بن خزاعة الذي يسلكك إلى دور الغطفانيين.

٢٦٤

قلت : يؤخذ مما سيأتي في منازل بني كعب أن منازل بني ليث كانت في قبلة خط بني مبشر ، وشامي بني كعب ؛ فتكون جهة منازل بني ليث في شامي التمارين وغربيهم ، ولعل قول ابن زبالة في دار السوق في جهة المغرب قبل ذكر دار التمارين ثم جعل للسكة منفذا يريد به طريق بني ليث ومن يشركهم في ذلك. وقد قال ابن شبة في دور بني مخزوم : واتخذ أبو شريح الخزاعي حليف بني مخزوم دارا غربيها شارع على بطحان ، وشاميها شارع إلى الزقاق الذي يدعى زقاق بني ليث ، والله أعلم.

ونزل بنو أحمر بن يعمر بن ليث ما بين مسجدهم إلى سوق التمارين ، واتخذوا المسجد الذي في محلتهم يدعى مسجد بني أحمر.

ونزل بنو عمر بن معمر بن ليث ما بين مسجدهم الذي يدعى مسجد بني كدل إلى بطحان إلى منزل بني مبشرين غفار إلى زقاق الجلادين الذي فيه دار الماجشون إلى دار أبي سبرة بن خلف إلى التمارين.

ونزل آل قسيط بن يعمر بن ليث ما بين شامي بني كعب من منازل آل نضلة بن عبيد الله ابن خراش إلى خط كتاب النصر إلى الشارع إلى المصلى إلى بطحان.

ونزل بنو رجيل بن نعيم بطرف المصلى بين غربي دار كثير بن الصلت أي التي هي قبلة المصلى إلى دار آل قليع الأسديين الشارعة على بطحان.

ونزل بنو عتوارة بن ليث ـ وهم بنو عضيدة ـ ما بين طرف دار الوليد بن عقبة اليماني ببطحان إلى الحرة إلى زقاق القاسم بن غنام من دار الوليد بن عقبة.

منازل بني ضمرة بن بكر

ونزل بنو ضمرة بن بكر إلا بني غفار محلتهم التي يقال لها بنو ضمرة ، وهي شرقي ما بين دار عبد الرحمن بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر بالثنية إلى محلة بني الديل بن بكر إلى سوق الغنم الشارع إلى دار ابن أبي ذئب العامري ، واتخذوا في محلتهم مسجدا.

منازل بني الديل

ونزل بنو الديل بن بكر في محلتهم ـ وهي ما بين ضمرة إلى الدار التي يقال لها دار الخرق ـ حدها زقاق الحضارمة ، ويدعى الخط العظيم لها بني ضمرة ، إلى جبل في مربد أبي عمار بن عبيس من بني الديل يقال له المستندر إلى دار الصلت بن نوفل النوفلي التي بالجبانة.

قلت : الجبل الذي ذكر أنه يسمى بالمستندر هو الجبل الصغير الذي في شرقي مشهد النفس الزكية بمنزلة الحاج الشامي ؛ لانطباق الوصف المذكور عليه ، والله أعلم.

ونزل أبو نمر بن عويف من بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة على بني ليث بن بكر فاتخذوا الدار التي يقال لها دار أبي نمر ، وهي في خط بني أحمر بن ليث المتقدم ذكره.

٢٦٥

منازل ابني أفصى

منازل أسلم ومالك ابني أفصى ـ نزل بنو أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر منزلين ؛ فنزلت بنو مالك بن أفصى وأمية وسهم ابني أسلم ما بين خط زقاق ابن حبين مولى العباس بن عبد المطلب الشامي من زاوية يقصان التي بالسوق إلى خط جهينة إلى شامي ثنية عثعث.

قلت : قد علم مما سبق في دار السوق أن زقاق ابن حبين في غربي سوق المدينة ، وسيأتي في ترجمة ثنية عثعث أنها منسوبة إلى جبل يقال له سليع عليه بيوت أسلم بن أفصى ؛ فهي الثنية التي عند الجبيل الذي عليه حصن أمير المدينة اليوم ، والمراد من بيوت أسلم منزل هؤلاء ، والله أعلم.

ونزلت سائر أسلم ، وهم آل بريدة بن الخصيب وآل سفيان ـ ما بين زقاق الحضارمة إلى زقاق القنبلة.

قلت : وذلك في شرقي مؤخر سوق المدينة مما يلي الشام ، وفي جهة زقاق الحضارمة اليوم حديقة تعرف بالحضرمية شامي سور المدينة ، وفي شاميها جهة زقاق القنبلة.

ونزلت هذيل بن مدركة ما بين شامي سائلة أشجع وزاوية دور يحيى بن عبد الله بن أبي مريم إلى دار حرام بن مزيلة بن أسد بن عبد العزى بالثنية زاويتها اليمانية ، وذلك مجتمعها ومجتمع أسلم.

منازل مزينة ومن حل معها

منازل مزينة ومن حل معها من قيس عيلان بن مضر ـ ونزل بنو هدبة بن لاطم بن عثمان بن عمرو ، إلا بني عامر بن نور بن لاطم بن عثمان ، وعثمان نفسه الذي يقال له مزينة ، وهي أمه ـ ما بين زاوية بيت القروي المطل على بطحان الغربية إلى زاوية بيت ابن هبار الأسدي الذي صار لبني سمعان الشرقية إلى خط بني زريق إلى دار الطائفي التي بشق بطحان الشرقي.

ونزل معها في هذه المحلة بنو شيطان بن يربوع من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس وبنو سليم بن منصور وعدوان بن عمرو بن قيس.

وعن شرقي خطة مزينة هذه سليم بن منصور إلى دار خلدة بن مخلد الزرقي ، وأدنى دار أم عمرو بنت عثمان بن عفان إلى بيوت نفيس بن محمد مولى بني المعلى في بني زريق من الأنصار ، إلى أن تلقى بني مازن بن عدي بن النجار ؛ فهؤلاء الذين نزلوا مع مزينة ، ودخل بعضهم في بعض ، وإنما نزلوا جميعا لأن دارهم في البادية واحدة.

٢٦٦

قلت : فمنازل مزينة ومن حل معها في غربي مصلى العيد اليوم إلى عدوة بطحان الشرقية ثم في قبلة الدور التي بالمصلى ثم في قبلة بني زريق إلى بني مازن بن النجار.

وقد نزلت بنو ذكوان من بني سليم مع أهل راتج من اليهود ، ما بين دار قدامة إلى دار حسن بن زيد بالجبانة.

قلت : ودار قدامة هي المرادة بقول ابن شبة في دور بني جمح «واتخذ قدامة بن مظعون الدار التي فيها المجزرة على فوهة سكة بني ضمرة ودبر دار آل أبي ذئب على يمينك وأنت ذاهب إلى بني ضمرة» والله أعلم.

ونزل بنو أوس بن عثمان بن مزينة بطرف السورين ، ما بين دار أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق إلى مفضى السورين إلى الحمارين ، الزقاق الذي فيه قصر بني يوسف مولى آل عثمان إلى البقال.

قلت : وهذه الأمور بقرب البقيع ، كما سيأتي في تراجمها.

ونزل بنو عامر بن ثور بن ثعلبة بن هدبة بن لاطم ما بين بيت أم كلاب الذي في خط بني رزيق الشارع على المصلى إلى دار مدراقيس الطبيب إلى دار عمرو بن عبد الرحمن بن عوف ودار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ودار هشام بن العاص المخزومي.

قلت : ودار مدراقيس الطبيب لها ذكر في دور بني محارب بن فهر.

قال ابن شبة : واتخذ معمر بن عبد الله بن عامر دارا في بني زريق بين الدار التي يقال لها دار مدراقيس الطبيب ودار أم حسان التي صارت لعمر بن عبد العزيز العمري ، وهذه الأماكن في قبلة ما تقدم مما يلي الدور التي في قبلة البلاط في الميمنة وما حولها ، ولعل دار أم حسان المذكورة هي الموضع المعروف اليوم بدار حسان في قبلة الدور التي بالبلاط الموالية لدرب سويقة ، والله أعلم.

منازل جهينة وبلى ـ ونزل جهينة بن زيد بن السود بن الحارث بن قضاعة وبلى بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة ما بين خط أسلم الذي بين أسلم وجهينة ، إلى دار حرام بن عثمان السلمي الأنصاري التي في بني سلمة إلى الجبل الذي يقال له جبل جهينة إلى يماني ثنية عثعث التي عليها دار ابن أبي حكيم الطيب.

قلت : ذكر دار حرام بن عثمان في بني سلمة يرجح أن المراد بجبل جهينة أحد الجبلين اللذين في غربي مساجد الفتح ، وهناك منازل بني حرام من بني سلمة ، وقد تقدم بيان ثنية عثعث ، وأنها منسوبة إلى الجبل الذي عليه حصن أمير المدينة اليوم ، والله أعلم.

منازل قيس بن عيلان ـ نزلت أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس الشعب الذي يقال له شعب أشجع ، وهو ما بين سائلة أشجع إلى ثنية الوداع إلى جوف شعب سلع ، وخرج إليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأحمال التمر فنثره لهم ، واتخذت أشجع في محلتها مسجدا.

٢٦٧

قلت : وما ذكره منطبق إما على شعب سلع الذي في شرقيه ، فتكون منازلهم بين خط أسلم الذي في شامي ثنية عثعث وبين جبل سلع وهكذا إلى ثنية الوداع ، وإما على شعب سلع الذي في شاميه ، وقال عروة بن الزبير : قدمت أشجع في سبعمائة يقودهم مسعود بن رخيلة فنزلوا شعبهم ، فخرج إليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأحمال التمر ، فقال : يا معشر أشجع ، ما جاء بكم؟ قالوا : يا رسول الله جئناك لقرب ديارنا منك ، وكرهنا حربك ، وكرهنا حرب قومنا لقلتنا فيهم ؛ فأنزل الله تعالى : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) إلى قوله تعالى : (سَبِيلاً) [النساء : ٩٠].

ونقل ابن شبة في تأديب عمر بن الخطاب الرعية في أمر دينهم أن رجلا من أشجع يقال له بقيلة كان غازيا ، فبلغه أن جعدة بن عبد الله السلمي يحدث النساء ، وأن جواري يخرجن إلى سلع فيحدثهن ، ثم يعقل الجارية ويقول : قومي في العقال فإنه لا يصبر على العقال إلا حصان ، فتقوم ساعة ثم تسقط ، فربما تكشفت ، فكتب الأشجعي إلى عمر :

ألا أبلغ أبا حفص رسولا

فدى لك من أخي ثقة إزاري

فما قلص تقمن معقّلات

قفا سلع لمختلف النّجار

قلائص من بني سعد بن بكر

أو اسلم أو جهينة أو غفار

يعقّلهنّ جعدة من سليم

معيدا يبتغي سقط العذاري

قلائصنا هداك الله إنا

شغلنا عنهم زمن الحصار

يعقّلهن أبيض شيظميّ

فبئس معقّل الذود الطّواري

فدعا عمر بجعدة فقال : أنت لعمري كما وصف أبيض شيظمي ، وسأله فأقرّ فضربه مائة معقولا ، وغرّبه إلى الشام ، فكلّم فيه ، فأذن له على أن لا يدخل المدينة ، ثم أذن له أن يجمع ، ثم أذن له أن يدخل في الجمعة مرتين.

وقال ابن إسحاق : الذي كتب بالشعر رجل من هوازن يدعى خيثمة.

منازل بني جشم

ونزلت بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس محلتها التي يقال لها بنو جشم ، وهي ما بين الزقاق الذي يقال له زقاق سفين إلى الأساس الذي يقال له أساس إسماعيل بن الوليد إلى خوخة الأعراب إلى دور ذكوان مولى مروان بن الحكم.

قلت : ولم أعرف شيئا مما ذكره ، غير أنه ذكر في دور بني جمح أن محمد بن حاطب اتخذ الدار التي تدعى دار قدامة في بني زريق شرقيها الدار التي يقال لها دار الأعراب ، فلعل خوخة الأعراب وما ذكر معها في تلك الجهة ، والله أعلم.

٢٦٨

ونزلت بنو مالك بن حماد وبنو زنيم وبنو سكين من فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ذئب ابن غطفان المحلة التي يقال لها بنو فزارة ، وهي إلى حمام الصعبة إلى سوق الحطابين الذي بالجبانة ، ولم ينزلها أحد من بني عدي بن فزارة.

قلت : والذي علمنا جهته من ذلك سوق الحطابين بالجبانة قرب مسجد الراية وثنية الوداع كما سيأتي في ترجمة الجبانة ، والله أعلم.

منازل بني كعب بن عمرو ، وإخوتهم من بني المصطلق

نزل بنو كعب بن عمرو بن عدي بن عامر ما بين يماني بني ليث بن بكر إلى دار شريح العدوي إلى موضع التمارين بالسوق إلى زقاق الجلادين الشارع على المصلى يمنة ويسرة إلى بطحان إلى زقاق كدام ، وكدام : سقاط كان هناك ، إلى دار ابن أبي سليم الشارعة على شامي المصلى.

ونزلت بنو المصطلق بن سعد بن عمرو وأخوه كعب بن عمرو رهط جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ظاهرة حرة بني عضدة إلى أدنى دار عمر بن عبد العزيز إلى الدار التي يقال لها دار الخرازين.

قلت : وذلك بالحرة الغربية.

سعة المدينة في عهد النبي

ومن تأمل ما ذكر في دور المهاجرين ومنازل القبائل منهم ـ مع ما سبق في منازل الأنصار ـ رأى أمرا عظيما فيما كان من عمارة المدينة وسعتها ، واتصال بعضها ببعض ، وآثار ما كان من العمارة شاهد بذلك اليوم ، واسم المدينة صادق على ذلك كله ، وسيأتي في ترجمة قباء أنها كانت مدينة كبيرة متصلة بالمدينة الشريفة ، أي بما بينها من النخيل ، ولهذا لم تكن الجمعة تقام بغير المسجد النبوي ، ولو كانت قباء وغيرها من القرى المنفصلة اليوم منفصلة في زمنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبها تلك القبائل من الناس لوجب إقامة الجمعة في كل قرية بها أربعون كما تقرر في موضعه ، فقد كانت كلها في حكم البلد الواحد ، فسبحان من يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

اتخاذ سور المدينة

ولما طرق المدينة الشريفة الخراب في أطرافها جعلوا لها سورا ، قال المجد الفيروزآبادي : سور المدينة الشريفة بناه أولا عضد الدولة بن بويه بعد الستين وثلاثمائة في خلافة الطائع لله بن المطيع لله ، ثم تهدم على طول الزمان وتخرب لخراب المدينة ، ولم يبق إلا آثاره ورسمه.

وقال المطري في الكلام على مسجد جهينة : إن ناحية جهينة معروفة غربي حصن

٢٦٩

صاحب المدينة والسور القديم ، بينها وبين جبل سلع ، وعندها أثر باب للمدينة معروف بدرب جهينة إلى تاريخ كتابه ، وهو سنة ست وستين وسبعمائة.

قلت : قد قدمنا ما يخالف ما ذكره في ناحية جهينة ؛ لأنا وإن لم نر الباب الذي أشار إليه ، لكن رأينا آثار السور القديم قبلي جبل سلع ، وقرب الحصن المذكور. ويظهر من حاله أن غالب منازل جهينة وغيرها من المنازل المتقدمة كانت في جوفه ، وأنه كان في جهة المغرب على شفير بطحان بالعدوة الشرقية ؛ لأن الأقشهري نقل في روضته عن صاحب سور الأقاليم أنه قال : المدينة أقل من نصف مكة ، وهي في حرة سبخة الأرض ، وبها نخل كثير ، ومياه نخيلهم وزرعهم من الآبار يسقي منها العبيد ، وعليها سور ، والمسجد في نحو من وسطها. ثم ذكر صفة المسجد والقبر الشريف ، ثم قال : ومصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي كان يصلي فيه الأعياد من غربي المدينة داخل الباب ، انتهى. فكون المصلى داخل الباب شاهد لما ذكرنا ، وقد صرح بنحوه الإمام أبو عبد الله الأسدي فإنه ذكر المساجد الخارجة عن المدينة ، ثم ذكر المساجد التي بالمدينة فقال : وداخل المدينة مصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

سور آل زنكي

وقال المطري بعد ذكره لما تقدم من باب هذا السور القديم : ونقل ابن خلكان أن سور هذا الباب القديم بناه عضد الدولة بن بويه بعد الستين وثلاثمائة من الهجرة في أيام الطائع لله ابن المطيع ، ثم تهدم على طول الزمان وخرب لخراب المدينة ، ولم يبق إلا آثاره حتى جدد لها جمال الدين محمد بن أبي منصور ـ يعني الجواد الأصبهاني وزير بني زنكي ـ سورا محكما حول المسجد الشريف على رأس الأربعين وخمسمائة من الهجرة ، ثم كثر الناس من خارج السور ، ووصل السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي في سنة سبع وخمسين وخمسمائة إلى المدينة الشريفة بسبب رؤيا رآها ، وذكر ما قدمناه عنه في خاتمة الفصل التاسع والعشرين.

ثم قال : إنه لما ركب متوجها إلى الشام صاح به من كان نازلا حول السور واستغاثوا وطلبوا أن يا بني عليهم سورا يحفظ أبناءهم وماشيتهم ، فأمر ببناء هذا السور الموجود اليوم ، فبنى في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وكتب اسمه على باب البقيع ؛ فهو باق إلى تاريخ هذا الكتاب.

قلت : وهو باق على باب البقيع إلى أن كتبنا كتابنا هذا ، وصورته في صفحات الحديد المصفح بها الباب : هذا ما أمر بعمله العبد الفقير إلى الله تعالى محمود بن زنكي بن أقسنقر ، غفر الله له ، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وهذا لا يدل على أنه أنشأ السور.

وعبارة البدر بن فرحون عند ذكره لمحاسن نور الدين الشهيد رحمه‌الله ما لفظه : وبنى

٢٧٠

أيضا سور بعلبك ، وكمل بناء سور المدينة ، وهو سورها الموجود اليوم ، واسمه مكتوب على باب البقيع ، وأما السور الذي داخل المدينة فإنما أحدثه الوزير جمال الدين محمد بن أبي منصور ، وكان وزيرا لوالد الملك العادل يعني زنكي ثم استوزره بعد زنكي ولده غازي بن زنكي يعني أخا الملك العادل ؛ فهذا يقتضي أن الملك العادل إنما كمل بناء السور الموجود اليوم فقط ، ويبعده ما ذكره من بناء الجواد لسوره ؛ فإنه لو كان السور المذكور موجودا لكان هو أكمله ولم ينشئ سورا غيره ، ومدة بناء السورين المذكورين متقاربة كما يعلم مما قدمناه.

من مآثر الجواد الأصفهاني

وقال المجد : إن الشيخ شهاب الدين عبد الرحمن بن أبي شامة قال في كتابه ما صورته : ومن أعظم الأعمال التي عملها نفعا ـ يعني وزير الموصل جمال الدين الجواد ـ أنه بنى سورا على مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإنها كانت بغير سور ينهبها الأعراب ، وكان أهلها في ضنك وضر معهم.

قال ابن الأثير : رأيت بالمدينة إنسانا يصلي الجمعة ، فلما فرغ ترحم على جمال الدين ودعا له ، فسألناه عن سبب ذلك ، فقال : يجب على كل مسلم بالمدينة أن يدعو له ؛ لأننا كنا في ضر وضيق ونكد عيش مع العرب ، لا يتركون لأحدنا ما يواريه ويشبع جوعته ، فبنى علينا سورا احتمينا به ممن يريدنا بسوء ، فاستغنينا ، فكيف لا ندعو له؟ قال عقبه : قلت : وهذا السور الذي بناه جمال الدين هو السور الثاني ، والسور الذي بناه الملك العادل نور الدين هو السور الثالث ، أي بحسب الزمان ، وعلى كل منهما اسم بانيه على الأبواب ، وأما السور الأول الذي بناه عضد الدولة فلم يبق منه أثر يعرف به مكانه ، انتهى. هكذا نقلته من تاريخ المجد. وبقوله انتهى ظهر أن قوله قلت إلى آخره من كلام ابن أبي شامة ، ويحتمل أن يكون من كلام ابن الأثير.

وقال المجد عقبه : قال : وكان الخطيب بالمدينة يقول في خطبته «اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن أبي منصور» فلو لم يكن له إلا هذه المكرمة لكفاه فخرا ، فكيف وقد أصابت صدقته تخوم الأرض شرقا وغربا وبرا وبحرا؟

وأما شدة عنايته بأهل المدينة فكانت عظيمة ، قال ابن الأثير : حكى لي بعض الصوفية ممن كان يصحب الشيخ عمر التشاي شيخ شيوخ الموصل قال : أحضرني الشيخ فقال لي : انطلق إلى مسجد الوزير بظاهر الموصل واقعد هناك ، فإذا أتاك شيء فاحفظه إلى أن أحضر عندك ، ففعلت ، فإذا قد أقبل جمع كثير من الحمالين يحملون أحمالا من النصافي والخام ، وإذا نائب جمال الدين قد جاء مع الشيخ ومعهما قماش كثير وثمانية عشر ألف دينار وعدة كثيرة من الجمال ، فقال لي : تأخذ هذه وتسير إلى الرحبة وتوصل هذه الرزمة وهذا الكتاب إلى

٢٧١

متوليها فلان ، فإذا حضر لك فلان العربي فتوصل إليه هذه الرزمة الأخرى وهذا الكتاب وتسير معه ، فإذا أوصلك إلى فلان العربي توصل إليه هذه الرزمة وهذا الكتاب ، وهكذا إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فتوصل إلى وكيلي فلان هذه الأحمال ، وهذه الكسوات والمال الذي عليه اسم المدينة ليخرجها بمقتضى هذه الجريدة ، ثم تأخذ الباقي الذي عليه اسم مكة فتسير إليها فيتصدق به وكيلي بموجب الجريدة الأخرى ، فسرنا بذلك إلى وادي القرى ، فرأينا هناك جمالا كثيرة تحمل الطعام إلى المدينة ، وقد منعهم خوف الطريق ، فلما رأونا ساروا معنا إليها فوصلناها والحنطة بها كل صاعين بديا نار مصري ، والصاع ـ أي : في ذلك الزمان ـ خمسة عشر رطلا بالبغدادي ، فلما رأوا المال والطعام اشتروا كل سبعة آصع بديا نار ، فانقلبت المدينة بالدعاء له.

قلت : وقد قدمنا كيفية نقله إلى المدينة الشريفة بعد موته ودفنه بتربته التي برباطه المجاور للمسجد الشريف عند ذكر باب عثمان وهو باب جبريل لمقابلته له ، وتقدم ذكره أيضا في ترخيم الحجرة الشريفة.

ومن أعماله الحسنة : تجديد مسجد الخيف ، وإجراء عين عرفة ، وبناء جدار الحجرة وترخيمه ، وتجديد باب الكعبة ، وكان النعش الذي حمل فيه هو باب الكعبة القديم ، وفيه يقول أبو المجد بن قسيم :

أغرّ تبصر منه الناس في رجل

واللّيث في بشر ، والبدر في غصن

سما بهمته في المكرمات إلى

علياء تقصر عنها همّة الزّمن

إلى أن قال فيه :

صان المدينة تسويرا وصوّرها

في الحسن غادة ملك الشام واليمن

وصان بالمال أهليها فما بقيت

هزلاء إلّا تشكّت كثرة السّمن

أبواب السور

ولسور المدينة اليوم أربعة أبواب غير باب حصن أمير المدينة المعروف بباب السر ، وهو باب عظيم كله من الحديد.

وأما الأبواب الأربعة :

فأحدها : الباب الذي غربي المدينة في جهة المصلى عند منزلة الحاج المصري ، ويعرف بدرب المصلى ، ودرب سويقة ، وذرع ما بينه وبين عتبة باب السلام ستمائة ذراع وخمسة وأربعون ذراعا ، وكان عليه باب متقن أحرقه بعض صبيان الأمير ضغيم سنة عزله ، فأخذ أمير المدينة باب الحوش الذي عمره الأمير ضغيم وجعله عليه ، ثم عمل باب متقن كالأول في عمارة المسجد المتجددة بعد الحريق الثاني.

٢٧٢

ثانيها : الباب الذي في جهة المغرب أيضا عند رحبة حصن أمير المدينة يعرف بالدرب الصغير.

ثالثها : الباب المعروف بالدرب الكبير ، وبالدرب الشامي.

رابعها : الباب المعروف بدرب البقيع في شرقي المدينة ، ويعرف بدرب الجمعة ، وعليه باب متقن مغشى بصفائح الحديد ، والظاهر أنه باق من زمن نور الدين الشهيد لما قدمناه من الكتابة عليه.

وذرع ما بينه وبين عتبة باب المسجد المعروف بباب جبريل أربعمائة ذراع وثلاثة وثلاثون ذراعا.

وفي قبلة سور المدينة موضع باب مسدود اليوم ، وكان يعرف بدرب السوارقية.

ولم يزل الملوك يهتمون بعمارة سور المدينة ، ويصلحون ما وهى منه.

وقد ذكر الزين المراغي أنه جدّد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة في أيام الملك الصالح صالح أحد أولاد الناصر محمد بن قلاوون.

وذكر البدر بن فرحون أن الأمير سعد بن ثابت بن حماد ابتدأ في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة عمل الخندق الذي حول السور المذكور ، ومات ولم يكمله ، وأكمله الأمير فضل بن قاسم بن حماد في ولايته بعده ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

تم ـ بحمد الله تعالى وحوله ـ الجزء الثاني من كتاب «وفاء الوفا ، بأخبار دار المصطفى» صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ويليه ـ إن شاء الله ـ الجزء الثالث ، وأوله «الباب الخامس ، في مصلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الأعياد» نسأله ـ جلت قدرته ـ أن يعين على إكماله ، بمنه وفضله وتيسيره ، إنه لا ييسر إلى الخير سواه.

٢٧٣

فهرس الجزء الثاني

الفصل الرابع الروايات في حنين الجذع............................................... ٣

صانع المنبر...................................................................... ٥

موضع الجذع..................................................................... ٦

شهرة حديث حنين الجذع......................................................... ٧

الموضع الذي دفن فيه الجذع....................................................... ٧

بدعة اصطنعها الناس بسبب الجذع................................................. ٧

عود إلى الاختلاف في صانع المنبر.................................................. ٨

أراد معاوية أن ينقل المنبر إلى الشام................................................ ١٠

رفع المنبر ست درجات.......................................................... ١٠

عدد درجات المنبر.............................................................. ١١

مساحة المنبر................................................................... ١٢

كسوة المنبر.................................................................... ٢٠

ستور الأبواب كسوة الحجارة...................................................... ٢٠

الفصل الخامس في فضائل المسجد الشريف........................................ ٢٠

المسجد الذي أسس على التقوى................................................. ٢١

فضل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم..................................................... ٢١

فضل الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.............................................. ٢٢

هل فضل الصلاة في المساجد الثلاثة يختص بالفرض؟............................... ٢٦

مرجع مضاعفة فضل الصلاة..................................................... ٢٧

هل يختص التضعيف بالصلاة؟................................................... ٢٧

الفصل السادس في فضل المنبر المنيف ، والروضة الشريفة............................. ٢٩

معنى كون المنبر على الحوض...................................................... ٣١

معنى أن الروضة من رياض الجنة.................................................. ٣١

الفصل السابع في الأساطين المنيفة................................................ ٣٨

الأسطوان المخلق............................................................... ٣٨

أسطوان القرعة................................................................. ٣٩

٢٧٤

أسطوان التوبة.................................................................. ٤٠

أسطوان السرير................................................................. ٤٤

أسطوان المحرس................................................................. ٤٥

أسطوان الوفود................................................................. ٤٥

أسطوان مربعة القبر............................................................. ٤٦

أسطوان التهجد................................................................ ٤٦

الفصل الثامن في الصّفة وأهلها ، وتعليق الأقناء لهم بالمسجد......................... ٤٨

وصف الصفة وموضعها......................................................... ٤٨

أهل الصفة.................................................................... ٤٩

مبدأ تعليق الأقناء............................................................... ٥١

الفصل التاسع في الحجرة الشريفة ، وبيان إحاطتها بالمسجد الشريف إلا من جهة المغرب. ٥٢

المشربة........................................................................ ٥٥

الفصل العاشر في حجرة فاطمة بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورضي‌الله‌عنها.............................. ٥٧

الفصل الحادي عشر في الأمر بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد الشريف............... ٦٠

الفصل الثاني عشر في زيادة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه في المسجد................... ٦٧

بين عمر والعباس............................................................... ٦٨

الفصل الثالث عشر في البطيحاء التي بناها عمر رضي‌الله‌عنه بناحية المسجد ، ومنعه من إنشاد الشعر ورفع الصوت فيه ، وما جاء في ذلك     ٧٨

الفصل الرابع عشر في زيادة عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه............................. ٨١

الفصل الخامس عشر في المقصورة التي اتخذها عثمان رضي‌الله‌عنه في المسجد وما كان من أمرها بعده ٨٧

الفصل السادس عشر في زيادة الوليد بن عبد الملك على يد عمر بن عبد العزيز......... ٨٩

الفصل السابع عشر فيما اتخذه عمر في المسجد في زيادة الوليد من المحراب والشّرفات والمنائر ، واتخاذ الحرس ، ومنعهم من الصلاة على الجنائز فيه........................................................................... ٩٨

أول من أحدث المحراب والشرفات................................................. ٩٨

عثمان أول من خلق المسجد ورزق المؤذنين....................................... ١٠٢

اتخاذ حرس للمسجد.......................................................... ١٠٢

الصلاة على الجنائز في المساجد................................................. ١٠٢

الشيعة غير الأشراف.......................................................... ١٠٣

٢٧٥

الفصل الثامن عشر في زيادة المهدي............................................. ١٠٥

الفصل التاسع عشر فيما كانت عليه الحجرة الشريفة الحاوية للقبور المنيفة في مبدأ الأمر. ١٠٨

أول من بنى جدارا على بيت عائشة............................................. ١٠٩

الفصل العشرون فيما حدث من عمارة الحجرة بعد ذلك ، والحائز الذي أدير عليها ١١١

الفصل الحادي والعشرون فيما روي من الاختلاف في صفة القبور الشريفة ، بالحجرة المنيفة ١١٥

رواية نافع في وضع القبور...................................................... ١١٥

رواية القاسم بن محمد......................................................... ١١٦

رواية عثمان بن نسطاس....................................................... ١١٧

رواية المنكدر بن محمد......................................................... ١١٧

رواية عمرة عن عائشة......................................................... ١١٨

رواية أخرى عن القاسم بن محمد................................................ ١١٨

رواية عبد الله بن محمد بن عقيل................................................ ١١٩

بقي بعدها موضع قبر......................................................... ١٢١

الملائكة يحفون بالقبر.......................................................... ١٢٢

لا ينبغي رفع الصوت في المسجد................................................ ١٢٢

سنة أهل المدينة في أعوام الجدب................................................ ١٢٣

الفصل الثاني والعشرون فيما ذكروه من صفة الحجرة الشريفة ، والحائز المخمس الدائر عليها ، وبيان ما شاهدناه مما يخالف ذلك  ١٢٣

الفصل الثالث والعشرون في عمارة اتفقت بالحجرة الشريفة على ما نقله الأقشهري عن ابن عاث ، وما وقع من الدخول إليها عند الحاجة له وتأزيرها بالرخام............................................................... ١٣٠

الفصل الرابع والعشرون في الصندوق الذي في جهة الرأس الشريف ، والمسماة الفضة المواجه للوجه الشريف ، ومقام جبريل من الحجرة الشريفة ، وكسوتها ، وتخليقها.......................................................... ١٣٣

كسوة الحجرة النبوية........................................................... ١٣٨

الفصل الخامس والعشرون في قناديل الذهب والفضة التي تعلق حول الحجرة الشريفة ، وغيرها من معاليقها     ١٤٠

القناديل..................................................................... ١٤٠

حكم معاليق المسجد النبوي.................................................... ١٤٥

الفصل السادس والعشرون في الحريق الأول القديم المستولي على تلك الزخارف المحدثة

٢٧٦

بالحجرة الشريفة والمسجد وسقفهما ، وما أعيد من ذلك ، وما تجدد من توسعة المسقف القبلي بزيادة الرواقين فيه ، وغير ذلك   ١٥٠

سبب الحريق وتاريخه........................................................... ١٥٠

حكمة الله في الحريق........................................................... ١٥١

الشروع في العمارة بعد الحريق................................................... ١٥٢

الفصل السابع والعشرون في اتخاذ القبة الزرقاء التي جعلت على ما يحاذي سقف الحجرة الشريفة بأعلى سقف المسجد ، تمييزا لها ، وإبدالها بالقبة الخضراء والمقصورة الدائرة بالحجرة الشريفة................................... ١٥٧

القبة الزرقاء.................................................................. ١٥٧

المقصورة الدائرة على الحجرة.................................................... ١٥٩

الفصل الثامن والعشرون فيما تجدد من عمارة الحجرة الشريفة في زماننا على وجه لم يخطر قط بأذهاننا ، وما حصل بسببه من إزالة هدم الحريق الأول من ذلك المحل الشريف ، ومشاهدة وضعه المنيف ، وتصوير ما استقر عليه أمر الحجرة في هذه العمارة   ١٦٤

الفصل التاسع والعشرون في الحريق الحادث في زماننا بعد العمارة السابقة وما ترتب عليه. ١٧٥

خاتمة فيما نقل من عمل نور الدين الشهيد لخندق حول الحجرة الشريفة مملوء بالرصاص ، وذكر السبب في ذلك ، وما ناسبه    ١٨٥

الفصل الثلاثون في تحصيب المسجد الشريف وذكر البزاق فيه ، وتخليقه ، وإجماره ، وذكر شيء من أحكامه   ١٩٠

أول تحصيب المسجد النبوي.................................................... ١٩٠

حكم البزاق في المسجد........................................................ ١٩١

مبدأ تخليق المسجد............................................................ ١٩٣

تخليق القبر................................................................... ١٩٥

تجمير المساجد................................................................ ١٩٥

فرش المساجد................................................................. ١٩٦

الحدث في المسجد............................................................ ١٩٨

القراءة في المصحف بالمسجد................................................... ١٩٨

بعث المصاحف إلى بالمسجد................................................... ١٩٩

مصاحف عثمان التي أرسلها إلى الآفاق.......................................... ٢٠٠

٢٧٧

تعليق المصابيح في المسجد وصف عام........................................... ٢٠١

الفصل الحادي والثلاثون فيما احتوى عليه المسجد من الأروقة والأساطين والبالوعات والسقايات والدروع ، وغير ذلك مما يتعلق به من الرسوم............................................................................ ٢٠١

وصف عام................................................................... ٢٠١

جدران المسجد............................................................... ٢٠٢

عدد أساطين المسجد.......................................................... ٢٠٣

عدد بالوعات المسجد......................................................... ٢٠٦

سقايات المسجد.............................................................. ٢٠٦

حواصل المسجد.............................................................. ٢٠٨

قناديل المسجد............................................................... ٢٠٨

في صحن المسجد نخيل مغروسة................................................. ٢٠٩

أئمة المسجد................................................................. ٢١٠

عرض جدر المسجد........................................................... ٢١٠

الفصل الثاني والثلاثون في أبواب المسجد وما سد منها ، وما بقي ، وما يحاذيها من الدور قديما وحديثا         ٢١٢

أبواب المسجد................................................................ ٢١٢

باب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم............................................................... ٢١٣

باب علي.................................................................... ٢١٤

باب عثمان باب جبريل........................................................ ٢١٤

باب ريطة (باب النساء)....................................................... ٢١٦

باب سادس.................................................................. ٢١٧

باب سابع................................................................... ٢١٧

باب ثامن.................................................................... ٢١٨

أبواب المسجد الشامية......................................................... ٢١٨

باب تاسع................................................................... ٢١٩

باب عاشر................................................................... ٢١٩

الباب الحادي عشر........................................................... ٢١٩

الباب الثاني عشر............................................................. ٢١٩

الباب الثالث عشر............................................................ ٢١٩

الباب الرابع عشر............................................................. ٢٢٠

٢٧٨

الباب الخامس عشر........................................................... ٢٢٠

الباب السادس عشر.......................................................... ٢٢٠

باب عاتكة (باب السوق) (وباب الرحمة)........................................ ٢٢٠

باب زياد (باب القضاء)....................................................... ٢٢١

خوخة تجاه خوخة أبي بكر...................................................... ٢٢٥

الفصل الثالث والثلاثون في خوخة آل عمر رضي الله تعالى عنه المتقدم ذكرها ، وما يتعين من سدّها في زماننا  ٢٢٧

تحديد موضع خوخة آل عمر................................................... ٢٢٧

اتخاذ بعض الناس بابا وسيلة للتدجيل............................................ ٢٢٨

حج السلطان قايتباي.......................................................... ٢٣٠

وقف السلطان قايتباي لأهل المدينة المنورة........................................ ٢٣٢

من آثار قايتباي بالحرمين الشريفين.............................................. ٢٣٤

الفصل الرابع والثلاثون فيما كان مطيفا بالمسجد الشريف من الدور ، وما كان من خبرها ، وجلّ ذلك من منازل المهاجرين رضي الله تعالى عنهم............................................................................ ٢٣٥

رسول الله يخط دور المدينة...................................................... ٢٣٥

دار آل عمر بن الخطاب....................................................... ٢٣٥

بيت لأبي بكر الصديق صار لآل عمر........................................... ٢٣٦

دار مروان بن الحكم........................................................... ٢٣٧

دار رباح ودار المقداد.......................................................... ٢٣٨

دار مطيع بن الأسود.......................................................... ٢٣٨

دار حكيم بن حزام........................................................... ٢٣٩

دار عبد الله بن مكمل......................................................... ٢٣٩

دار النحام................................................................... ٢٤٠

دار جعفر بن يحيى............................................................ ٢٤٠

دار نصير.................................................................... ٢٤١

دار منيرة مولاة أم موسى....................................................... ٢٤١

حش طلحة.................................................................. ٢٤١

أبيات خالصة................................................................ ٢٤٢

دار حميد بن عبد الرحمن بن عوف.............................................. ٢٤٢

دار موسى المخزومي........................................................... ٢٤٣

٢٧٩

أبيات الصوافي................................................................ ٢٤٣

دار خالد بن الوليد........................................................... ٢٤٤

دار أسماء بنت حسين......................................................... ٢٤٤

دار ريطة..................................................................... ٢٤٥

دار عثمان بن عفان........................................................... ٢٤٥

دار أبي أيوب الأنصاري....................................................... ٢٤٦

دار جعفر الصادق............................................................ ٢٤٦

دار حسن بن زيد............................................................. ٢٤٦

دار فرج الخصي.............................................................. ٢٤٦

دار عامر بن الزبير بن العوام.................................................... ٢٤٧

الفصل الخامس والثلاثون في البلاط ، وبيان ما ظهر لنا مما كان حوله من منازل المهاجرين ٢٤٧

تحديد مكان البلاط........................................................... ٢٤٧

حدود البلاط................................................................ ٢٤٨

بيان الدور المطيفة بالبلاط...................................................... ٢٥١

الفصل السادس والثلاثون فيما جاء في سوق المدينة التي تصدق به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المسلمين ، وذكر دار هشام ابن عبد الملك التي أخذ بها السوق...................................................................... ٢٥٦

الرسول ينشئ السوق.......................................................... ٢٥٦

أسواق المدينة في الجاهلية....................................................... ٢٥٦

هدم الدار التي وضعت مكان السوق............................................ ٢٦٠

بيت أم كلاب................................................................ ٢٦١

البطحاء..................................................................... ٢٦١

بقيع الخيل................................................................... ٢٦١

بركة السوق.................................................................. ٢٦٢

الفصل السابع والثلاثون في منازل القبائل من المهاجرين ، ثم اتخاذ السور على المدينة.... ٢٦٣

منازل بني غفار............................................................... ٢٦٣

منازل بني ليث بن بكر........................................................ ٢٦٤

منازل بني ضمرة بن بكر....................................................... ٢٦٥

منازل بني الديل............................................................... ٢٦٥

منازل ابني أفصى.............................................................. ٢٦٦

٢٨٠