مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى».

[فضل قراءة آية الكرسي في دبر الصلاة]

٦٣ ـ وأخبرنا أبو علي الحسن بن هبل الصالح فيما قرئ عليه وأجازنيه أخبرنا محمد بن أبي زيد في كتابه أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن فادشا قال أخبرنا سليمان بن أحمد الحافظ قال حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان قال حدثنا الحسين بن بشر الطرسوسي عن محمد بن حمير عن محمد بن زياد الإلهاني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت» (١).

هذا الحديث حسن صحيح الإسناد ، رواه الطبراني في «معجمه» ورواه ابن مردويه في تفسيره من هذه الطريق ورواه النسائي في اليوم والليلة عن الحسين بن بشر به ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق محمد بن حميد وهو الحمصي من رجال البخاري عن محمد بن زياد البخاري وهذا إسناد على شرط البخاري. والعجب من ابن الجوزي كيف أدخله في كتابه الموضوعات وأما ما يورده من حديثه رضي‌الله‌عنه لمن أصحه ما أخرجه الشيخان ـ أعني البخاري ومسلم ـ في صحيحيهما اللذين هما أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى أو في أحدهما وأصح ذلك ما اتفقوا على إخراجه وقطعا له ووافقهما على إخراجه أصحاب السنن التي هي كتب الإسلام كسنن أبي داود وجامع الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجه على أن ما اتفق على إخراجه الشيخان وقطعا (بصحته) مما يجب على كل مسلم قبوله ، حيث أجمعت الأمة على تلقي هذين الكتابين بالقبول والحكم بصحة ما فيهما ، كل بيناه في كتابنا «البداية في معالم الرواية» وأوضحناه وأشرنا إلى كلام العلماء فيه فمن ذلك.

ما رواه عنه أبو موسى الأشعري رضي‌الله‌عنه :

__________________

(١) صحيح : أخرجه المصنف من طريق الطبراني وهو في «الكبير» ج (٨) برقم (٧٥٣٢) ، والنسائي في «اليوم والليلة» (١٠٠) ، وغيرهما. وهو مخرج في «الصحيحة» للألباني برقم (٩٧٢).

٨١

[لا تلبس الخاتم في السبابة]

٦٤ ـ أخبرنا شيخنا الشيخ المسند رحلة الآفاق أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله شيخ الإسلام أبي عمر المقدسي الحنبلي الإمام قراءة عليه بمنزله بدير الحنابلة بسفح قاسيون ظاهر دمشق المحروسة قال : أخبرنا الشيخ الإمام المسند رحلة الأقطار أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري المقدسي الحنبلي ، أخبرنا العدل المسند أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي ، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني ، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد المذهب التميمي الواعظ قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن عاصم بن كليب عن أبي بردة أنا أبو موسى عن علي رضي‌الله‌عنه قال : نهاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أجعل خاتمي في هذه السبابة أو التي تليها.

هذا حديث متفق على صحته ، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (١) من طريق عاصم بن كليب عن أبي بردة ، واسمه : عامر وقيل الحارث عن علي نفسه ، ولم يذكروا أبا موسى ، وكلاهما صحيح ، فإن أبا بردة أدرك عليّا وروى عنه ، وعن الزبير أيضا ، وعن أبيه أبي موسى وغيرهم ، ولكن هذا الحديث محفوظ من حديثه عن علي ، ولا يبعد أن يكون سمعه من أبيه أيضا ، فرواة تارة عنه وتارة عن أبيه ، فإن محمد بن فضيل شيخ الإمام أحمد : حافظ ، متقن ، شيعي ، ثقة ، توفي سنة أربع وتسعين ومائة.

وما رواه عبد الله بن عباس عن أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه :

٦٥ ـ أخبرنا شيخ الإسلام وحافظ الأنام أبو الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير القرشي رحمه‌الله قراءة عليه غير مرة في آخرين (٢) قالوا : أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم بن بيان الصالحي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن المبارك بن

__________________

(١) صحيح : أخرجه أحمد (٥٨٥ / شاكر ١ / ٧٨) ، ومسلم (٦٤ / ٢٠٧٨). وغيرهما.

(٢) قوله : «في آخرين» ، أي «مع آخرين» ، أو «وآخرين» ، انظر «الصاحبي» لابن فارس (ص ٢٣٩).

٨٢

أبي بكر بن محمد بن يحيى الزبيدي البغدادي قال : أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي قال : حدثنا الوليد بن صالح قال : حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا عمر بن سعيد بن حسين المكي ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس قال : إني لواقف في قوم يدعون الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقيه على منكبي يقول : يرحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كنت وأبو بكر وعمر» ، و «فعلت وأبو بكر وعمر» ، و «انطلقت وأبو بكر وعمر» ، فإني كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما بالثبت فإذا هو علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

حديث صحيح متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عباس عنه (١).

وما رواه أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي رضي‌الله‌عنه وهو آخر صحابي مات على وجه الأرض ممن رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه توفي سنة عشر ومائة على الصحيح وكان من محبي أمير المؤمنين على رضوان الله عليه ومن شيعته.

[هل خصّكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء؟]

٦٦ ـ أخبرنا ابن أبي عمر قراءة عليه ، أنا ابن البخاري ، أنا أبو علي الرصافي ، أنا أبو القاسم الشيباني ، أنا أبو علي التميمي ، أنا أبو بكر القطيعي ، ثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ، حدثني أبي ، حدثنا محمد ، ثنا شعبة ، سمعت القاسم بن أبي بزة يحدث عن أبي الطفيل قال : سئل علي رضي‌الله‌عنه هل خصكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء؟ فقال : ما خصّنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء لم يعم به الناس كافة ، إلا ما كان في قراب سيفي هذا ، قال : فأخرج صحيفة مكتوب فيها : «لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن

__________________

(١) البخاري (٧ / ٢٢ ، ٤١) ، ومسلم (٢٣٨٩) ، والنسائي في «فضائل الصحابة» برقم (١٤) ، وابن ماجه (٩٨).

٨٣

الله من سرق منار الأرض ، ولعن الله من لعن والده ولعن الله من آوى محدثا» (١).

٦٧ ـ وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة شيخنا ابن قدامة ، أنا علي بن أحمد ، أنا حنبل ، أنا هبة الله ، أنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن الإمام أحمد ، حدثني أبو الشعثاء علي بن الحسن (٢) بن سليمان ، ثنا سليمان بن حيان ، عن ابن حيان قال : سمعت عامر بن واثلة قال : قيل لعلي رضي‌الله‌عنه أخبرنا بشيء أسر إليك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : ما أسر إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء وكتمه الناس ولكن سمعته يقوله : «لعن الله من سب والديه ولعن الله من غيّر تخوم (٣) الأرض ، ولعن الله من آوى محدثا» (٤).

[لعن الله من آوى محدثا]

٦٨ ـ وبه قال عبد الله : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن منصور بن حيان ، عن أبي الطفيل قال : قلنا لعلي رضي‌الله‌عنه أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما أسر إلي شيئا كتمه الله والناس ولكني سمعته يقول : «لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من غير تخوم الأرض» يعني المنار.

هذا الحديث متفق على صحته من طرق عن علي رضي‌الله‌عنه فأخرجه مسلم من هذه الطريق ولفظه :

كنت عند علي رضي‌الله‌عنه فجاءه رجل فقال ما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسر إليك؟ فغضب ثم قال ما كان يسر إلي شيئا يكتمه عن الناس غير أنه حدثني بكلمات قال : «لعن الله

__________________

(١) صحيح : وهو في «المسند» (١ / ١١٨ برقم ٩٥٤).

(٢) في الأصل : «... ابن الحسين» ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته.

(٣) التخوم ، بفتح التاء : مفرد ، جمعه «تخم» ، كرسول ورسل ، في لغة الكوفيين ، ونقل الجاليفي عن أبي عبيد أنه قول أصحاب العربية ، والتخوم بضم التاء ، جمع ، واحدها «تخم» بفتح التاء وسكون الخاء ، وهي لغة البصريين ، ولغة أهل الشام فيما نقل الجواليقي عن أبي عبيد ، وانظر : «المعرب» للجواليقي (ص ٨٧ ـ ٨٨) بتحقيق أحمد شاكر. تخوم الأرض هي معالمها وحدودها ، قيل : هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلما.

(٤) الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد على «المسند» برقم (٨٥٥ ـ شاكر) و (١ / ١٠٨) ، وهو صحيح.

٨٤

من لعن والديه» الحديث.

وكذا أخرجه النسائي وأخرجه البخاري من طريق أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي الصحابي ولفظه :

قلت لعلي رضي‌الله‌عنه هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن؟ فقال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت وما في هذه الصحيفة؟ فقلت : العقل وفكاك الأسير ، وأن لا يقتل مسلم بكافر.

وكذا أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه واتفق البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي على إخراجه من طريق يزيد بن شريك التيمي ولفظه :

ما عندنا شيء نقرأ إلا كتاب الله ، وهذه الصحيفة.

ورواه الإمام أحمد في مسنده من طريق قيس بن عباد ومن طريق عامر الشعبي كلاهما عن علي رضي‌الله‌عنه (١).

ومما رويناه من طرق أولاده عنه رضي‌الله‌عنهم وعنه وكرم وجهه. فمن طريق أبي محمد الحسن وتوفي سنة خمسين من الهجرة ، وكان أشبه الناس وجها بجدّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

[أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة]

٦٩ ـ أخبرنا ابن أبي عمر شيخنا قراءة عليه قال : أخبرنا علي بن أحمد المقدسي ، أخبرنا أبو علي البغدادي ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا ابن حمدان ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني وهب بن بقية الواسطي ، حدثنا عمر بن يونس ـ يعني : اليمامي ـ عن عبد الله بن عمر اليمامي ، عن الحسن ابن زيد بن الحسن ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال : «يا علي هذان سيدا الناس لكهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين» (٢).

__________________

(١) الحديث صحيح ، وهو مخرج في «البدع والنهي عنها» لابن وضاح.

(٢) صحيح : والمصنف رواه من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وهو في ـ

٨٥

حديث حسن غريب من هذا الوجه ، والحسن بن زيد هذا هو والد السيدة نفيسة رضي‌الله‌عنهما ذات الستر الرفيع والحجاب المنيع المدفونة بقرافة مصر ، ومات الحسن هذا سنة ثمان وستين ومائة وكان أمير المدينة روى عن أبيه وعكرمة صاحب ابن عباس ، وروى عنه الإمام مالك وغيره ، وأبو زيد ابن الحسن ، والحديث قد أخرجه الترمذي من حديث أنس بن مالك ولفظه :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين».

وإسناد رجال البخاري وقال الترمذي «حسن غريب من هذا الوجه» (١). ورواه ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي [جحيفة] (٢) رضي‌الله‌عنه (٣).

وأما قوله : «سيدا شباب أهل الجنة» فالمحفوظ أنه قال ذلك في شأن الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما كما رواه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري وقال : حسن صحيح والجمع بينهما ظاهر ، وسئل الشيخ محيى الدين النووي رحمه‌الله عن معنى الحديثين فقال : توفي أبو بكر ، وعمر ، والحسن ، والحسين رضي‌الله‌عنهم وهم شيوخ كلهم والمعنى أن الحسن والحسين سيدا كل من مات كهلا ، وكل أهل الجنة يكون في سن أبناء ثلاث وثلاثين سنة.

[الرافضة .. لماذا سموا بهذا الاسم؟]

٧٠ ـ وأخبرنا محمد بن التقي شيخنا أبو الحسن السعدي ، أخبرنا أبو عليّ الرصافي ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا الحسن بن عليّ ، أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد قال : وحدثنا محمد بن سليمان لوين في سنة أربعين ومائتين قال حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن كثير النوّاء عن إبراهيم بن

__________________

«زوائد المسند» (١ / ٨٠) ، والسند حسن ، وإنما قلت صحيح ، لأن الحديث له شواهد كثيرة.

(١) الترمذي (٥ / ٦١٠) ، وغيره ، ولكن السند ضعيف ، ولكن الحديث صحيح بشواهده.

(٢) ما بين المعقوفين سقط ، واستدركناه من مصادر التخريج.

(٣) الحديث سنده حسن ، وهو عند ابن ماجه برقم (١٠٠) ، وابن حبان (٢١٩٢) موارد ، وغيرهما.

٨٦

حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي رضي‌الله‌عنه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يظهر في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة ، يرفضون الإسلام» (١).

رواه الإمام أحمد في «مسنده» عن محمد بن جعفر الوركاني عن يحيى بن المتوكل به ، ويحيى بن المتوكل أبو عقيل المدني ضعفوه وكثير النواء شيعي وثقوه ، وإبراهيم بن الحسن سيد جليل ، وابنه محمد بن إبراهيم هو المدفون شرقي واسط. وقد رويناه من حديث ابن عباس :

٧١ ـ فأخبرنا الحسن بن أحمد شيخنا فيما قرئ عليه وشافهني به ، أخبرنا علي بن أحمد كذلك عن محمد بن أبي زيد الكراني ، أنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أنا أحمد بن محمد بن فاذشاه ، أنا أبو القاسم بن أحمد الحافظ ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أحمد بن يونس ، عن أبي عمران بن زيد ، عن الحجاج ابن تميم ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في آخر الزمان قوم يسمّون الرافضة يرفضون الإسلام ، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون» وفي رواية «ينبذون».

رواه الطبراني (٢) في معجمه ، وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» عن أحمد بن يونس به ، ورواه أبو يعلى الموصلي أيضا ، ومن طريق ابنه أبي عبد الله الحسين الشهيد رضي‌الله‌عنه فمن رويناه عنه من طريق حفيده زيد بن زين العابدين علي بن الحسين ، الذي استشهد في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة ، وكان قد خرج وتابعه حلوما (٣) لكونه وحضر إليه طائفة كثيرة ، فقالوا له : تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك ، فأبى فقالوا إذا نرفضك ، فمن ذلك الوقت سموا الرافضة ، وسميت شيعته الزيدية وهم جماعة كثيرون ، ومنهم اليوم إمامهم بصنعاء اليمن ، وآخرون بكيلان ، وقوم بالحجاز ، وهم يخالفون الشيعة في الأصول والفروع والله أعلم.

__________________

(١) ضعيف جدا : أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (١ / ١٠٣) ، يحيى منكر الحديث ، وكثير ضعيف ، وقوله «لوين» تحرفت في الأصل إلى «توفي».

(٢) حسن : رواه الطبراني في «كبيره» (ج ١٢ برقم ١٢٩٩٧) ، انظر هامش الطبراني الكبير ، وانظر «مجمع الزوائد» (١٠ / ٢٢ ـ للهيثمي).

(٣) كذا بالمخطوط. والصواب : خلق كثيرون.

٨٧

[من قتل دون ماله فهو شهيد]

٧٢ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المقدسي ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا أبو عمر بن يعقوب المؤدب ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن عبد العزيز بن المطلب ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن زيد بن علي بن حسين ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قتل دون ماله فهو شهيد».

هذا حديث صحيح ، اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (١) ، وفي الباب عن أبي هريرة وسعيد بن زيد وبريدة وابن عمر وابن عباس رضي‌الله‌عنهم.

ومما رويناه من طريق أخيه الإمام أبي جعفر محمد بن الباقر بن زين العابدين :

[صفة الوضوء]

٧٣ ـ أخبرنا الشيخ العدل عبد اللطيف بن عبد المحسن السبكي قراءة عليه مني ، أخبرنا أبو الحسن علي بن نضر الله بن عمر بن الصواف سماعا قراءة خالي العلامة أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي ، أخبرنا أبو بكر عبد العزيز بن أحمد بن البغدادي قال : أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسن الكسار قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الشرجي قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الحافظ قال : أخبرنا إبراهيم بن الحسين المقسمي ، حدثنا حجاج قال : قال ابن جريج حدثنا شيبة أن محمد بن علي أخبره قال : أخبرني أبي علي بن الحسين بن علي قال دعاني ابن علي بوضوء فقربته له فغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يدخلهما في وضوئه ، ثم تمضمض ثلاثا ، واستنثر ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا ، ثم اليسرى كذلك ، ثم مسح برأسه مسحة واحدة ، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاثا ، ثم اليسرى كذلك ، ثم قام قائما ، فقال ناولني فناولته الإناء الذي فيه فضل وضوئه ، فشرب من فضل وضوئه

__________________

(١) متفق عليه : البخاري (١٢٢٤) ، ومسلم (١٤١ / ٢٢٦). وغيرهما.

٨٨

قائما ، فعجبت فلما رآني قال : لا تعجب فإني رأيت أباك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع كما رأيتني صنعت. يقول لوضوئه هذا وشرب فضل وضوئه قائما.

هذا الحديث حسن صحيح (١) ، رواه جماعة عن أمير المؤمنين علي وصح عنه الوضوء بهذه الصفة من رواية جماعة من أصحابه ، وثبت عنه أن توضأ كذلك بالرحبة من الكوفة وشاهده الجم الغفير.

٧٤ ـ أخبرنا شيخنا الرحلة صلاح الدين محمد بن التقي الإمام قراءة عليه ، أخبرنا الشيخ فخر الدين علي بن الشمس البخاري ، أخبرنا ابن الفرج ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا ابن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي قال : حدثنا وكيع وعبد الرزاق قالا : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي حية الوداعي قال : رأيت عليّا رضي‌الله‌عنه بال في الرحبة ، ودعا بماء فتوضأ ، فغسل كفيه ثلاثا ، وتمضمض واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وغسل ذراعيه ثلاثا ، ومسح برأسه وغسل قدميه ثلاثا ، ثم قام فشرب من فضل وضوئه ، ثم قال إني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعل كالذي رأيتموني فعلت فأردت أن أريكموه.

رواه أصحاب السنن (٢).

٧٥ ـ وأخبرنا أبو عبد الله بن أبي عمر قال : أخبرنا أبو الحسن بن أحمد قال : أخبرنا أبو علي بن عبد الله قال أخبرنا أبو القاسم الشيباني قال : أخبرنا الحسن بن علي قال : أخبرنا أبو بكر بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان ، عن أبي السواد ، عن ابن (٣) عبد خير ، عن أبيه قال : رأيت عليّا رضي‌الله‌عنه توضأ فغسل ظهور قدميه ، وقال : لو لا أني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يغسل ظهور قدميه لظننت أن بطونهما أحق بالغسل.

رواه أبو داود والنسائي (٤)

__________________

(١) حديث وضوء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صحيح ، ومتفق عليه.

(٢) صحيح : أخرجه أحمد في «مسنده» (١ / ١٢٧) برقم (١٠٥٠) ، وغيره وهو مخرج في «المصدر السابق».

(٣) في الأصل : «أبي» وهو تحريف.

(٤) صحيح : وهو في «زوائد مسند الإمام أحمد» لابنه (١ / ١٢٤) برقم (١٠١٤ ـ شاكر) ، وهو ـ

٨٩

٧٦ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عمر قال أخبرنا ابن البخاري قال : أخبرنا حنبل قال : أخبرنا هبة الله قال : أخبرنا ابن المذهب قال : أخبرنا القطيعي قال حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي أحمد بن محمد قال : حدثنا عائذ (١) بن حبيب قال حدثني عامر بن السمط عن أبي الغريف قال أتى عليّ رضي‌الله‌عنه بوضوء ، فمضمض واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وغسل يديه وذراعيه ثلاثا ثلاثا ، ثم مسح برأسه ، ثم غسل رجليه ثم قال هكذا [رأيت] (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ ، ثم قرأ شيئا من القرآن ، ثم قال : «هذا لمن ليس بجنب ، فأما الجنب فلا ولا آية».

أبو الغريف بفتح الغين المعجمة وكسر الراء وبالياء آخر الحروف اسمه عبيد (٣) الله بن خليفة الهمداني روى له النسائي وابن ماجه ، وقد تواتر غسل الرجلين في الوضوء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الذي بعث مبينا لما أنزل من عند الله ، وأعلم بمراد الله تعالى ، وصح ذلك عنه من رواية أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن زيد بن عاصم ، والمقدام بن معديكرب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وغيرهم رضي‌الله‌عنهم أجمعين.

وورد الوعيد لمن لم يغسل رجليه في الوضوء حيث قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ويل للأعقاب من النار وويل للعراقيب من النار» من حديث أبي هريرة كما هو متفق عليه في الصحيحين ، ومن حديث جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن الحارث ، ومعيقيب ، وأبي أمامة الباهلي ، وعائشة.

[ويل للأعقاب من النار]

٧٧ ـ وصح من حديث عبد الله بن عمرو قال : «تخلف عنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا ، وقد أرهقتنا الصلاة ـ صلاة العصر ـ ونحن نتوضأ فجعلنا

__________________

مخرج في «المصدر السابق».

(١) في الأصل حرف إلى «عابد».

(٢) ما بين المعقوفين مستدرك من «المسند» (١ / ١١٠).

(٣) في «الأصل» : «عبد».

٩٠

نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته : أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار».

[ارجع فأحسن وضوءك]

٧٨ ـ وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه. فأبصره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ارجع فأحسن وضوءك».

وكذا ورد من غير وجه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبسط هذا بحقه في موضع غير هذا ، والقصد هنا الإشارة إلى الحق والنصح للمسلمين وليحتفظ المؤمن لدينه وليكن بريئا من التعصب ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا للحق ويهدينا إليه (١).

وأما ما ورد عن بعضهم مما يدل على مسح الرجلين فهو محمول على المسح على الخفين ، أو تجديد وضوء غير المحدث ، أو النعل الخفيف كما ورد مصرحا به جمعا بين الأحاديث ، وردا إلى ما ثبت بالكتاب والسنة ، سيما الثابت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقد :

[الدين والرأي]

٧٩ ـ أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المراغي قراءة عليه ، أنا علي بن أحمد بن عبد الواحد ، أنا عمر بن محمد بن معمر ، أنا مفلح بن أحمد بن علي الدومي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي ، أنا سليمان بن الأشعث الحافظ ، ثنا محمد بن العلاء ، ثنا حفص ـ يعني : ابن غياث ـ ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق عن عبد خير ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه ، وقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسح على ظاهر خفيه.

حديث حسن صحيح الإسناد ، أخرجه أبو داود في «سننه» (٢).

[وضوء من لم يحدث ... كيف؟]

٨٠ ـ وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن هلال قراءة عليه ، عن أبي

__________________

(١) هذه الروايات كلها صحيحة ، وهي مخرجة كلها في «الطهور» لأبي عبيد ، وغيرها من الآثار ، والكتاب قيد الطبع ، إن لم يكن قد طبع.

(٢) أبو داود (١٦٤) ط. دار الريان للتراث.

٩١

الحسن بن البخاري ، أنا أبو سعد الصفار في كتابه ، أنا زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو علي الروذباري ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حمويه العسكري ، ثنا جعفر بن محمد القلانسي ، ثنا آدم ، ثنا شعبة ثنا عبد الملك بن ميسرة ، سمعت النزال بن سبرة يحدث عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه أنه صلى الظهر ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة حتى حضرت صلاة العصر ، ثم أتي بكوز ماء ، فأخذ منه حفنة واحدة ، فمسح بها وجهه ، ويديه ، ورأسه ، ورجليه ، ثم قام فشرب فضله ، وهو قائم ، ثم قال إن ناسا يكرهون الشرب قائما ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صنع كما صنعت ، وقال : «هذا وضوء من لم يحدث».

حديث حسن صحيح ، وقد رواه البخاري عن آدم ببعض معناه (١).

[المسح على الخفين]

٨١ ـ وأخبرنا الرحلة محمد بن أحمد الإمام ، أنا علي بن أحمد ، أنا حنبل بن عبد الله ، أنا أبو القاسم الشيباني ، أنا أبو علي التميمي ، أنا ابن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، عن الحجاج ، عن الحكم ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن شريح بن هانئ قال : سألت عائشة رضي‌الله‌عنها عن المسح ، فقالت : سل عليّا فإنه أعلم بهذا مني ، كان يسافر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال فسألت عليّا فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، وللمقيم يوم وليلة».

٨٢ ـ وبه قال أحمد ثنا يزيد ، عن الحجاج ، عن أبي إسحاق ، عن علي بن ربيعة عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله ، أخرجه البخاري في الصحيح والنسائي وابن ماجه في سننهما (٢).

وفي الجملة فقد تواتر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غسل الرجلين والمسح على الخفين مع ثبوت ذلك بالتواتر وصحته عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وعن الطاهرين من أولاده ، اللهم إنا نسألك أن تهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

__________________

(١) البخاري (١ / ٤٥ ـ ٤٦).

(٢) أحمد (١ / ٩٦) ، ومسلم (١ / ٩١) ، والنسائي وابن ماجه ، وغيرهم.

٩٢

ومن أحسن من ذهب إلى ما تحمل القراءتان في (وَأَرْجُلَكُمْ) [المائدة : ٦] نصبا وخفضا على الغسل لغير لابس الخفين ، والمسح للابسهما ، أو أن ذلك من أجمل الذي بينه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قولا ، وفعلا ، ومن ذهب إلى أنه يجمع بين المسح والغسل فقد أخطأ ، وللكلام في ذلك محل غير هذا والله أعلم.

ومما رويناه من طريق موسى الكاظم ، وأخيه علي ، وأبيه جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه :

[الجنة لمن يحب أهل البيت]

٨٣ ـ أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد بن إبراهيم المقدسي ، أنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن بن البخاري ، أنا أبو علي الرصافي ، أنا ابن الحصين ، أنا ابن المذهب أنا أبو بكر القطيعي ، ثنا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ، حدثني نصر بن علي الأزدي ، أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي ، حدثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه عن علي بن الحسين ، عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال : «من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة».

حديث حسن الإسناد ، رواه الترمذي عن نصر بن علي ، فوافقناه بعلو ولله الحمد ، وقال الترمذي لا نعرفه من حديث جعفر إلا من هذا الوجه (١) قلت : علي هذا هو أخو موسى الكاظم من وجوه السادات توفي سنة عشر ومائتين ، ومن طريق علي بن موسى الرضى عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق رضي‌الله‌عنهم ، وتوفي سنة ثلاث ومائتين بطوس ودفن بمشهده.

[تعريف الإيمان]

٨٤ ـ أخبرنا الشيخ العالم الأصيل كمال الدين محمد ابن الشيخ الإمام المحدث أبي حفص عمر بن حبيب المعدل الحلبي قراءة مني عليه في سنة سبعين وسبعمائة بالمدرسة الظاهرية داخل دمشق المحروسة ، أنا المسند أبو سعيد سنقر بن عبد الله

__________________

(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (١ / ٧٧) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (١١٨٥) ، والترمذي (٣٧٢٣) ، وقال الذهبي في «الميزان» (٣ / ١١٧) عن هذا الحديث : «منكر جدا». وانظر ترجمة علي بن جعفر الصادق في الميزان.

٩٣

القضائي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع في الرابعة ، أنا الإمام عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي ، أنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي ، أنا أبو منصور بن الحسين بن الهيثم المقومي ، أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب القزويني قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، أنا أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني الحافظ ، حدثنا سهل بن أبي سهل الرازي ، محمد بن إسماعيل قالا : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي (ح).

٨٥ ـ وأعلى من هذا بدرجة أخبرتنا الشيخة أم محمد ست العرب ابنة محمد ابن علي بن أحمد المقدسية مشافهة ، قالت : أنا جدي علي المذكور عن أبي سعيد بن الصفار ، أنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنا علي بن عبد العزيز قال : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، ثنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، حدثني أبي عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان وعمل بالأركان» (١).

حديث حسن اللفظ والمعنى ، رجال إسناده ثقات غير عبد السلام بن صالح الهروي ، وهو خادم الإمام علي بن موسى الرضى ، فإنهم ضعفوه مع صلاحه ، وقد روى أيضا عن مالك وحماد بن زيد وروى عنه أحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن الإمام أحمد وجماعة وتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين ولكن تابعه على الرواية هذا الحديث عن علي بن موسى الرضى محمد بن أسلم فقال الحافظ أبو بكر البيهقي :

٨٦ ـ حدثنا أبو محمد عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب ، ثنا أبو محمد الفضل بن محمد ابن المسيب البيهقي ، ثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام ومحمد بن أسلم قالا : حدثنا علي بن موسى الرضى ، عن أبيه فذكره بإسناده غير أنه قال : «الإيمان إقرار

__________________

(١) موضوع : رواه ابن ماجه برقم (٦٥) ، وغيره ، وحكم عليه بالوضع ابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ١٢٨) ، وانظر : الفوائد للشوكاني (٤٥٢) ، والمقاصد الحسنة (٢٧٨) ، وتمييز الطيب برقم (٣٧٢ ـ ط. مكتبة القرآن).

٩٤

باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالجوارح».

قال البيهقي وشاهد هذا الحديث ما في الحديث الثابت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عدد شعب الإيمان فخرج أبو الصلت من عهدته. وفي الجملة حيث صح السند إلى أحد هذه الذرية الطاهرة فالحديث إما صحيح ، أو حسن ، أو صالح ، أو محتج به (١) ، ولكن الكلام فيمن بعدهم. ومما رويناه من طريق أبي القاسم محمد بن علي بن أبي طالب وهو المشهور بابن الحنفية لأن أمه كانت من بني حنيفة الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقاتلهم أبو بكر الصديق رضي‌الله‌عنه وقد ضل السيد الحميري حيث قال :

ألا أن الأئمة من قريش

لذي التحقيق أربعة سواء

عليّ والثلاثة من بنيه

هم الأسباط ليس لهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبر

وسبط غيبته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت

حتى تجيء الخيل يقدمها لواء

لعله توارى ألا نراه من

زمان به ضوى عنده عسل وماء

قلت : كان عالما كبيرا من أئمة (٢) التابعين ، روى عن أبيه ، وعثمان بن عفان ، وجماعة من الصحابة.

٨٧ ـ وروينا عن علي رضي‌الله‌عنه أنه قال : يا رسول الله أرأيت إن ولد لي من بعدك ولد أسميه باسمك ، وأكتبه بكنيتك؟ قال «نعم» (٣) روى عنه بنوه الخمسة وعبد الله وإبراهيم فما رويناه من طريق الحسن وعبد الله ابنيه :

[من منهيات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم]

٨٨ ـ ما أخبرنا شيخنا صلاح الدين محمد بن التقي أحمد بن قدامة المقدسي ـ رحمه‌الله ـ قراءة عليه ، أنا الإمام فخر الدين علي بن أحمد الحنبلي ، أنا أبو علي الرصافي أنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي التيمي ، أنا أبو بكر القطيعي ، ثنا أبو

__________________

(١) ليس كما قال ـ رحمه‌الله ـ فالحديث موضوع ، وقد خرجته في «الضعيف المبين من حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمين» تخريجا مسهبا.

(٢) في الأصل : «إيمان» ، كذا به ، وهو تحريف فاحش ، والصواب ما أثبته.

(٣) أخرجه أبو داود (٤٩٦٧) ، وأحمد (١ / ٩٥) ، وغيرهما ، وصححه الشيخ أحمد شاكر في «مسنده» (٢ / ١٠١ برقم ٧٣٠).

٩٥

عبد الرحمن بن أحمد ، حدثني أبي ـ يعني : أحمد بن حنبل ـ ، ثنا سفيان ، عن الزهري عن حسن وعبد الله ابني محمد بن علي ، عن أبيهما أن عليّا رضي‌الله‌عنه قال لابن عباس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن أكل الحمر الأهلية وعن نكاح المتعة زمن خيبر.

هذا حديث متفق على صحته ، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه (١) ، وإنما قال ذلك أمير المؤمنين لابن عباس لأنه بلغه أنه كان لا يرى جواز المتعة بناء على ما كان أولا في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يكن بلغه النسخ ، أو لم يصح عنده فلما أخبره بذلك رجع إلى قوله ، وانعقد على ذلك الإجماع ، ولم يخالف فيه إلا من يعتد بخلافه ، ممن يزعم أنه من شيعة علي رضي‌الله‌عنه والمنصف يرى هذا الإسناد الذي لا غبار عليه ، الذي رواه مثل الإمام أحمد بن حنبل ، عن مثل سفيان بن عيينة أمير المؤمنين في الحديث عن مثل الزهري الإمام التابعي الجليل أحد أعلام الأمة ، عن الحسن بن محمد ابن الحنفية ، العالم الكبير الثقة الذي قال فيه مثل عمرو بن دينار : «ما رأيت أحدا قط أعلم منه» ، مات سنة خمس وتسعين ، وعن أخيه عبد الله بن محمد ، المجمع على أنه ثقة الذي هو ابن أخت الإمام أبي جعفر الباقر ، وأما البخاري ومسلم فرووه من مشايخهم الأئمة الثقات الكبار مثل مالك بن إسماعيل الحجة ، ومسدد ، وبندار ، وابن أبي عمر ، والحارث بن مسكين ، وأمثالهم عن مثل مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى القطان ، وأسامة بن زيد ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأمثالهم عن الزهري.

ومما رويناه من طريق إبراهيم بن محمد ابن الحنفية.

[المهدي منا أهل البيت]

٨٩ ـ ما أخبرناه محمد بن أحمد أنا علي أنا حنبل أنا هبة الله أنا الحسن أنا أبو بكر ، ثنا عبد الله حدثني أبي أحمد ، ثنا فضل بن دكين ، ثنا ياسين العجلي ، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ، عن أبيه عن جده رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المهديّ منّا أهل البيت يصلحه (٢) الله في ليلة».

__________________

(١) أخرجه البخاري (٤٢١٦) ، ومسلم (١٤٠٧) ، والترمذي (١١٢١) ، وأحمد (١ / ٧٩ برقم ٥٩٢) ، وغيرهم.

(٢) في «الأصل» «يصلي».

٩٦

رواه ابن ماجه في سننه (١) ولكن ياسين العجلي ضعيف إلا أن أحاديث المهدي ، وأنه يأتي في آخر الزمان وأنه من أهل البيت من ذرية فاطمة رضوان الله عليها صحت عندنا ، وأن اسمه باسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسم أبيه المهدي باسم أبي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والأصح أنه من ذرية الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما لنص أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه على ذلك فيما :

[من أوصاف المهدي المنتظر]

٩٠ ـ أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن المربي قراءة عليه أنا أبو الحسن بن البخاري ، أنا عمر بن محمد الدارقزني أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عمر الهاشمي ، أنا أبو علي اللؤلؤي ، أنا أبو داود الحافظ قال : حدثت عن هارون بن المغيرة ، ثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق قال : قال علي رضي‌الله‌عنه ونظر إلى ابنه الحسن فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق. ثم ذكر قصة تملأ الأرض عدلا هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عليه (٢).

ومما رويناه من طريق أبي حفص عمر بن علي بن أبي طالب :

[ثلاثة لا يؤخّرن ... ما هن؟]

٩١ ـ أخبرنا ابن أبي عمر شيخنا ، أنا ابن البخاري ، أنا حنبل ، أنا هبة الله ، أنا ابن المذهب ، أنا القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ، حدثني أبي ، ثنا هارون بن معروف قال عبد الله : وأنا سمعته من هارون بن معروف ، أنا بن وهب حدثني سعيد بن عبد الله الجهني ، أن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثه عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاثة يا علي لا تؤخرهن :

__________________

(١) صحيح : رواه أحمد (١ / ٥٧ برقم ٦٤٥) ، وابن ماجه برقم (٤٠٨٥) وصححه الشيخ الألباني في «صحيح الجامع الصغير» برقم (٦٦١١).

قال ابن كثير في معنى قوله : «يصلحه الله في ليلة» أي : «يتوب عليه ، ويوفقه ، ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك» ، النهاية في الفتن والملاحم (١ / ٤٣).

(٢) ضعيف : رواه أبو داود برقم (٤٢٩٠) ، وشيخه مجهول.

٩٧

الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيّم إذا وجدت كفؤا» (١).

حديث حسن رجاله ثقات ، أخرجه الترمذي عن قتيبة عن ابن وهب فوقع لنا بدلا عاليا من رواية عبد الله بن أحمد عن هارون ولله الحمد وأخرج منه قصة الجنازة ابن ماجه عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب.

فهذا ، ما تيسر ذكره من صحيح ما وصل إلينا من حديث أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضوان الله عليه ، وحسنه وغيره ، وأعلى ما وقع بيننا وبينه باتصال السماع والرؤية ، والمجالسة والصحبة ، أحد عشر رجلا وعشرة أيضا ، وهذا إسناد لا يوجد اليوم أعلى منه ، وذلك بما يتعلق بالحديث.

٩٢ ـ وأما بتلاوة القرآن العظيم ، فوقع بيننا وبينه ثلاثة عشر رجلا من غير طريق جعفر الصادق ، وبيننا وبين الصادق عشرة رجال ، وذلك أني قرأت القرآن كله من أوله إلى آخره مجودا مرتلا على جماعة من الشيوخ بمصر والشام وغيرهما ، منهم الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي الحنفي بالديار المصرية في سنة تسع وستين وسبعمائة رحمه‌الله وقرأ هو كذلك على الشيخ الإمام مسند القراء تقي الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق الصايغ ، وقرأ هو كذلك على الشيخ الإمام مسند القراء كمال الدين إبراهيم بن إسماعيل التميمي ، وقرأ هو كذلك على الشيخ الإمام العلامة أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن الكندي ، وقرأ كذلك على الشيخ الإمام شيخ القراء أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط الخياط ، وقرأ على الإمام شيخ القراء الشريف أبي الفضل عبد القاهر بن عبد السلام بن علي العباسي ، وقرأ كذلك على الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن أذر نهزام الكازريني شيخ الإقراء بالحرم الشريف ، وقرأ كذلك على الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن صالح بن داود الهامشي ، وقرأ الهامشي كذلك على أبي العباس أحمد بن سهل بن الفيروزآني الأشناني ، وقرأ الأشناني كذلك على أبي محمد عبيد بن الصباح النهشلي ، وقرأ عبيد على أبي عمر وحفص بن

__________________

(١) ضعيف : أخرجه أحمد (١ / ١٠٥) ، والترمذي برقم (١٧١) ، وغيرهما. وانظر : «التلخيص الحبير» (١ / ١٨٦).

قوله «الأيم» : هي التي لا زوج لها ، بكرا كانت أو ثيبا ، مطلقة ، أو متوفى عنها.

٩٨

سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي ، وقرأ حفص كذلك على الإمام أبي بكر عاصم بن أبي النجود مولاهم إمام الكوفة وقارئها ، وقرأ عاصم كذلك على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب من ربيعة السلمي ، وقرأ السلمي كذلك على أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وأرضاه ، وقرأ علي كذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما أنزل على الروح الأمين جبريل رسول رب العالمين عليه الصلاة والتسليم.

وهذا إسناد لا مزيد على حسنه وعلوه وثقة رجاله وفضلهم وتقدمهم في علم القراءة.

٩٣ ـ وأما من طريق الإمام جعفر فقرأت القرآن العظيم كله من أوله إلى آخره بالتجويد والتحقيق والترتيل ، على الشيخ الإمام شيخ الإقراء أمير الدين عبد الوهاب بن يوسف (بن إبراهيم بن السلار بدمشق المحروسة سنة سبع وسبعين وسبعمائة) وقرأ هو القرآن كذلك على الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الصايغ ، وقرأ الصايغ كذلك على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد التميمي ، وقرأ التميمي كذلك على العلامة تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي ، وقرأ الكندي كذلك على أبي محمد سبط الخياط ، وقرأ سبط الخياط كذلك على الشريف أبي الفضل ، وقرأ الشريف كذلك على أبي عبد الله الكازريني شيخ الحرم ، وقرأ شيخ الحرم كذلك على الإمام أبي العباس الحسن بن سعيد المطوعي ، وقرأ المطوعي كذلك على أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد ، وقرأ الحداد كذلك على أبي محمد خلف بن هشام البزار وقرأ خلف كذلك على أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي مولاهم الكوفي ، وقرأ سليم كذلك على الإمام أبي عمارة حمزة بن حبيب الزيات إمام الكوفة في القراءة ، وقرأ حمزة كذلك على الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق ، وقرأ الصادق كذلك على أبيه الإمام أبي جعفر محمد الباقر ، كذلك على أبيه الإمام زين العابدين علي ، وقرأ زين العابدين كذلك ، على أبيه الإمام السيد سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين وقرأ الحسين كذلك على أبيه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقرأ علي كذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل عن رب العالمين.

٩٩

وأما الصحبة واللقي فإني صحبت الشيخ الصالح العالم الورع الناسك صلاح الدين أبا عبد الله محمد ابن الشيخ الصالح العالم تقي الدين أحمد ابن الشيخ الصالح العالم عز الدين إبراهيم ابن الشيخ الصالح عبد الله ابن شيخ الإسلام وبركة وقته وشيخ عصره الزاهد الكبير الورع الداعي إلى الله تعالى أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة بن نصر المقدسي الحنبلي رحمه‌الله تعالى ولا زمنا نحو عشر سنين ، وسمعت منه أكثر من ثلاثين ألف حديث ، وكان مسند عصره ، وشيخ وقته ، أقرب أهل زمانه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إسنادا ، كثير الخشوع ، سريع الدمعة ، لا يكاد يمسك عبرة إذا قرئ عليه الحديث ، أو ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، توفي سنة ثمانين وسبعمائة عن نحو سبع وتسعين سنة ، وهو صحب الشيخ الإمام العالم الصالح الخير فخر الدين أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي الحنبلي المشهور بابن البخاري وكان شيخ زمانه ، ومسند وقته انتهى إليه علو الإسناد في عصره مع الزهد والورع والانقطاع عن الناس والتقليل من الدنيا ، وتوفي سنة تسعين وستمائة عن خمس وتسعين سنة ونزل الحديث في الدنيا بموته درجة وهو صحب الشيخ الصالح الخير أبا علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي المكبر البغدادي ، وكان ثقة خيرا ، توفي سنة أربع وستمائة عن نحو تسعين سنة وهو صحب الشيخ المسند الصالح أبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني ، وكان عدلا خيرا صالحا مشهورا ، وتوفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة عن أربع وتسعين سنة ، وهو صحب الشيخ الإمام العالم الصالح أبا علي الحسن بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن المذهب ، وكان عالما زاهدا واعظا ذاكرا صالحا مشهورا ، توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، عن تسع وثمانين سنة ، وهو صحب الشيخ الصالح العالم الثقة أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله القطيعي وكان عالما صالحا محدثا مقرئا ثقة ، توفي سنة ثمانين وستين وثلاثمائة عن ست وتسعين سنة ، وهو صحب الشيخ الإمام العالم الزاهد الصالح الحافظ أبا عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ، وكان عالما كبيرا حافظا للحديث عارفا به ، مع الزهد والورع والانقطاع ، وتوفي سنة تسعين ومائتين عن سبع وثمانين سنة وهو صحب أباه إمام زمانه والممتحن في الله فما رده عن إيمانه ، أزهد الأئمة وصاحب

١٠٠