مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

وولده ، ولو كانت محاباة منه لآثر بها ولده ، فبرئ منها إلى رهط أنا أحدهم ، فلما اجتمع الرهط تذكرت في نفسي قرابتي ، وسابقتي ، وفضلي ، وأنا أظن أن لا يعدلوا بي ، فأخذ عبد الرحمن مواثيقنا ، أن نسمع ، ونطيع لمن ولاه أمرنا ، ثم أخذ بيد ابن عفان ، فضرب بيده ، أي بايعه ، فنظرت في أمري ، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي ، وإذا ميثاقي قد أخذ لغيري ، فبايعنا عثمان ، فأديت إليه حقه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جيوشه ، وكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي ، فلما أصيب نظرت في أمري ، فإذا الخليفتان اللذان أخذاها بعهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالصلاة قد مضيا ، وهذا الذي قد أخذ له ميثاقي قد أصيب ، فبايعني أهل الحرمين ، وأهل هذين المصرين.

هذا إسناد جيد ، وإن كان فيه أبو بكر الهذلي وقد ضعف (١) ، فقد رواه الإمام الحجة إسحاق بن راهويه في «مسنده» فقال :

٤٠ ـ حدثنا عبدة بن سليمان ، ثنا أبو العلاء سالم المرادي ، سمعت الحسن فذكر نحوه وزاد فيه «فوثب فيها من ليس مثلي ، ولا قرابته كقرابتي ، ولا علمه كعلمي ، ولا سابقته كسابقتي ، وكنت أحق بها منه» ، قالا له : فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين ـ يعنيان : طلحة والزبير ـ فقال : بايعاني بالمدينة وخالفاني بالبصرة ، ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر أو عمر خلعه لقاتلناه أيضا.

وقد رواه أيضا عن سالم ـ يعني ابن عبيد الطنافسي ـ وروى نحوه عن الحريري عن أبي نضرة العبدي أن رجلا قام إلى علي رضي‌الله‌عنه يوم صفين ، فسأله ، وساق الحديث بطوله ، وهذه كلها طرق يقوي بعضها بعضا ، والنفس تركن إلى صحتها ، والله تعالى أعلم (٢) ، ومما يشهد لذلك ما رويناه في «سنن» أبي داود قال :

٤١ ـ حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي ، ثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، عن قيس بن عباد قال : قلت لعلي : أخبرنا عن مسيرك هذا ، أعهد عهده إليك رسول

__________________

(١) قلت : أبو بكر الهذلي هذا ، لخص حاله الحافظ في «التقريب» (٢ / ٤٠١) فقال : «متروك الحديث» ، فكيف يكون السند حسنا؟!!.

(٢) أبو العلاء المرادي ، مقبول ، شيعي ، فمن ناحية القبول ، فقد توبع عليه ، ولكن متابعه واه كما سبق ، والعلة فيه أنه شيعي ، وقد تقدم ما قيل في هذا النوع ، وفيه أيضا تدليس الحسن.

٦١

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم رأي رأيته؟ قال : ما عهد إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء ولكنه رأي رأيته.

وهذا إسناد صحيح لا شك فيه (١) ، فرضي‌الله‌عنه وأرضاه ، لم يأل فيما قال عن الحق ، ومحض الصدق ، وهذا هو المظنون به رضوان الله عليه.

قلت : فهذا نزر من بحر ، وقل من كثر ، بالنسبة إلى مناقبه الجليلة ومحاسنه الجميلة ، ولو ذهبنا لاستقصاء ذلك بحقه. لطال الكلام بالنسبة إلى هذا المقام ، ولكن نرجو من الله تعالى أن ييسر إفراد ذلك بكتاب يستوعب فيه ما بلغنا من ذلك ، والله الموفق للصواب.

ومما روينا من الأحاديث المسلسلات عنه رضي‌الله‌عنه.

[المسلسل بالمصافحة](٢)

٤٢ ـ صافحت الشيخ الإمام العالم الزاهد أبا محمد محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد النسائي الجمالي رحمه‌الله ، وهو صافح الشيخ الإمام المحدث أبا محمد محمد بن مسعود الكازروني قال : صافحت أبا الخير محمد بن عليّ ابن محمد الأصفهاني الموازيني ، وقال : صافحت علي بن محمد بن عبد الصمد الدوني ، وقال : صافحت الشيخ أبا الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن الصنعاني ، قال : صافحت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن محمد القرظي بمدينة عدن قال : صافحت والدي بعدن ، قال : صافحت علي ابن أبي بكر بن حمير بن تبع بالمسجد السعيدي في عدن ، قال : صافحت سالم ابن عبد الله بن محمد بن سالم الإمام ، قال : صافحت أحمد بن عبد الله الثغري ، قال : صافحت أحمد الأسود ، قال : صافحت حمشاد الدينوري ، قال : صافحت عليّا الرزيني وهو علي بن رزين الخراساني ، قال : صافحت عيسى القصار ، قال : صافحت الحسن البصري ، قال : صافحت علي بن أبي طالب ،

__________________

(١) ضعيف : فيه تدليس الحسن ويونس.

(٢) الحديث المسلسل هو : تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة ، وللرواية تارة أخرى. أي أن المسلسل هو : ما توالى رواة إسناده على :

١ ـ الاشتراك في صفة واحدة لهم.

٢ ـ الاشتراك في حالة واحدة لهم.

٣ ـ أو الاشتراك في صفة واحدة للرواية ، وهو المتضمن لحديثنا هذا وما يليه.

٦٢

قال : صافحت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «صافحت كفي هذه سرادقات عرشه» (١).

[المسلسل بالأسودين]

٤٣ ـ أضافني الشيخ العالم الأصيل محمد بن محمد بن مسعود الكازوني ـ رحمه لله ـ في المشعر الحرام أعادنا الله ـ تعالى ـ إليه بأحد الأسودين التمر والماء ، قال : أضافني والدي المذكور بأحد الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافني شيخي أبو الفضائل إسماعيل بن المظفر بن محمد بأحد الأسودين التمر والماء قال : أضافنا أبو المفاخر عمر بن المظفر بن روزبهان بأحد الأسودين : التمر والماء قال : أضافنا أبو بكر عبد الله بن محمد شابور بأحد الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور بالأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بالأسودين التمر والماء ، قال : أضافنا أبو منصور عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المالكي بالأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنا أبو الحسن علي بن الحسن الصيقلي بأحد الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنا أبو شيبة أحمد بن إبراهيم المخرمي (٢) العطار علي أحد الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافني جعفر بن محمد بن عاصم الدمشقي علي أحد الأسودين : التمر والماء ، وقال : أضافنا مؤمل (٣) بن إهاب على الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنى عبد الله بن ميمون القداح علي الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنا جعفر بن محمد الصادق على الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافنا محمد بن علي الباقر على الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافني علي بن الحسين على الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافني الحسين بن علي على الأسودين : التمر والماء ، قال : أضافني عليّ بن أبي طالب على الأسودين : التمر والماء ، وقال : «من أضاف مؤمنا فكأنما أضاف آدم ، ومن أضاف اثنين فكأنما أضاف آدم وحواء ، ومن أضاف ثلاثة فكأنما أضاف جبريل وميكائيل وإسرافيل».

__________________

(١) في إسناده من لم أقف عليه.

(٢) كذا في الأصل ، وفي بعض المصادر ، «المخزومي» ، وأراه هو الصواب ، فهذا المصدر مسلسل بالسماع ، والحمد لله تعالى.

(٣) في الأصل : «نوفل» ، والصواب ما أثبته.

٦٣

وذكر باقي الحديث وهو حديث غريب جدا ، لم يقع لنا من هذا الوجه إلا بهذا الإسناد ، والله أعلم (١).

[المسلسل بقص الأظافر]

٤٤ ـ رأيت الشيخ الصالح أبا هريرة عبد الرحمن ابن الشيخ الصالح الإمام الحافظ الشامي أبي عبد الله محمد بن عثمان الذهبي ـ رحمه‌الله ـ يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت الشيخ الصالح أبا العباس أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف البغلي يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت الشيخ العالم أبا عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي الخطيب يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال الخطيب : رأيت الإمام المسند أبا الفرج يحيى بن محمود الثقفيّ يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت جدي أبا القاسم إسماعيل بن محمد يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت أبا العباس جعفر بن محمد المستغفري يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت الشيخ محمد بن أحمد المكي يقلم أظفاره يوم الخميس ، وقال : رأيت أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن عليّ بن شاة المزوردي بها يقلم أظافره يوم الخميس ، وقال : رأيت أبا بكر محمد بن عبد الله النيسابوري يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال رأيت عبد الله بن موسى يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت الفضل بن عباس الكوفي يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت الحسين بن هارون الضبي يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت عمر بن حفص يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت أبا حفص بن غياث يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت جعفر بن محمد يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت محمد بن علي يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت علي بن الحسين يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت الحسين بن علي يقلم أظافره يوم الخميس ، قال : رأيت عليّا

__________________

(١) موضوع : أخرجه أبو الفيض الفاداني المكي في «العجالة في الأحاديث المسلسلة» (ص ١٤ ـ ١٥ / ط دار البصائر) من طريقه عن عليّ بن الحسن الواعظ به ، ثم نقل قول السخاوي فيه ، فقال : «ولوائح الوضع عليه ظاهرة ، ولا أستبيح ذكره إلا مع بيانه ، لكن المحدثين مع كثرة كلامهم في القداح ، ومبالغتهم في تضعيفه ، ورميه بالوضع ، لا يزالون يذكرونه ، ويسلسلونه بالتبرك ، وحسن النية ، ولذلك لم يتعقبه أكثر المسلسلين ، بل يطلقونه» ا ه.

٦٤

يقلم أظفاره يوم الخميس ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقلم أظفاره يوم الخميس ثم قال : «يا عليّ قص الظفر ، ونتف الإبط ، وحلق العانة يوم الخميس والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة» (١).

[المسلسل بالعد]

٤٥ ـ أخبرنا العدل الأصيل أبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن الذهبي قراءة عليه بقرية كفر بطنا ظاهر دمشق المحروسة ، والكمال محمد بن محمد بن نصر الله الأنصاري بقرية المنيحة ظاهر دمشق بقراءتي عليه ، وعدهن كل منهما في يدي قال كل منهما : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن البعلي ، وعدهن في يدي ، قال : أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي ، وعدهن في يدي قال : أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي ، وعدهن في يدي ، قال : أخبرنا جدي الإمام قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي ، وعدهن في يدي ، قال : أخبرنا الإمام أبو محمد بن الحسن بن أحمد السمرقندي ، وعدهن في يدي ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد المستغفري ، وعدهن في يدي ، حدثنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي ، وعدهن في يدي ، حدثنا حرب (٢) بن الحسن بن الطحان ، وعدهن في يدي ، حدثنا يحيى بن مساور ، وعدهن في يدي ، وحدثنا عمرو بن خالد ، وعدهن في يدي ، حدثني زيد بن علي ، وعدهن في يدي ، قال : حدثني علي بن الحسين ، وعدهن في يدي ، قال : حدثني الحسين بن علي ، وعدهن في يدي ، قال : حدثني علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، وعدهن في يدي ، قال : حدثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعدهن في يدي قال : «عدهن في يدي جبريل قال جبريل : هكذا نزلت بهن من عند رب العزة ـ عزوجل ـ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل

__________________

(١) موضوع : أخرجه التيمي في «مسلسلاته» ، والديلمي في «مسند الفردوس» كما في «العجالة» لأبي الفيض المكي (ص ٣٠) ، وضعفه السخاوي في «الجواهر» وصرح بأن رجاله لا يعرفون ، ونقل عن شيخه ابن حجر أنه قال : «لم يثبت في استحباب قص الأظفار يوم الخميس شيء» ا ه.

(٢) في الأصل : «الحارث» ، والتصويب من مصادر التخريج.

٦٥

إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وتحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (١).

[المسلسل بوضع اليد على الكتف]

٤٦ ـ أخبرنا الشيخ المسند الصالح أبو العباس أحمد بن عبد الكريم البعلبكي الصوفي يقرأ عليه بمدرسة الحنابلة من مدينة بعلبك المحروسة في ذي الحجة الحرام سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ويده على كتفي قال : أخبرنا القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان سماعا ويده على كتفي ، قال : أخبرنا الإمام العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ويده على كتفي ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان الحاجب ويده على كتفي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعمان ويده على كتفي ، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ ويده على كتفي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عيسى القرضي ويده على كتفي ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الوكيل المكي ويده على كتفي ، حدثنا أبو محمد هلال بن العلاء بن عمر بن هلال بن العلاء الباهلي ويده على كتفي ، حدثني أبي ويده على كتفي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ويده على كتفي ، حدثنا زيد بن أبي أنيسة ويده على كتفي ، حدثنا أبو إسحاق السبيعي ويده على كتفي ، حدثني عبد الله بن الحارث ويده على كتفي ، حدثني الحارث الأعور ويده على كتفي ، حدثنا عليّ بن أبي طالب ويده على كتفي ، حدثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويده على كتفي «حدثني الصادق الناطق رسول رب العالمين وأمينه على وحيه جبريل عليه‌السلام ويده على كتفي قال : سمعت إسرافيل يقول : سمعت القلم يقول : سمعت اللوح يقول : سمعت الله ـ عزوجل ـ من فوق العرش يقول للشيء كن فلا يبلغ الكاف والنون حتى يكون ما يكون» (٢).

__________________

(١) أخرجه الحاكم في «علوم الحديث» (ص ٣٢ ـ ٣٣) ، والقاضي عياض في «الشفا» (٢ / ٦٠ ـ ٦١) ، وغيرهما ، وقال السخاوي في «القول البديع» (ص ٤٨ ـ ط. الريان) :

«ورجال سنده فيهم من اتهم بالكذب والوضع ، فالحديث بسبب ذلك تالف» ا ه.

(٢) باطل : وقد صرح ببطلانه الحافظ السخاوي ، كما في «العجالة» للقاداني ، (ص ٩٥ ـ ٩٦) ، ـ

٦٦

٤٧ ـ أخبرنا شيخنا الإمام جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن الجمالي زاهد عصره ، أخبرنا الإمام سعيد الدين محمد بن مسعود محدث فارس في زمانه ، أخبرنا شيخنا ظهير الدين إسماعيل بن المظفر بن محمد الشيرازي عالم وقته ، أخبرنا أبو طاهر عبد السلام بن أبي الربيع الحنفي محدث زمانه ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن شابور القلانسي شيخ عصره ، أخبرنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور الآدمي إمام أوانه ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم ابن محمد بن سليمان نادرة دهره ، حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري غريب وقته ، حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محش الزيادي فريد دهره ، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره ، حدثنا أبو الحسن بن علي السيد المحجوب ، حدثنا ابن علي بن موسى الرضا ، حدثنا أبو موسى بن جعفر الكاظم ، حدثنا أبو جعفر بن محمد الصادق ، حدثنا أبو محمد بن علي الباقر ، حدثنا أبو علي بن الحسين زين العابدين بن علي ، حدثنا أبو الحسين بن الحسين ابن سيد الشهداء ، حدثنا أبو الحسن علي بن أبي طالب سيد الأولياء ، أخبرني سيد الأنبياء محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أخبرني جبريل سيد الملائكة قال : قال الله ـ سيد السادات ـ إني أنا الله لا إله إلا أنا ، من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي». كذا وقع هذا الحديث بهذا السياق من المسلسلات السعيدة العمدة فيه على البلاذري والله أعلم (١).

[بم يغفر الذنب؟]

٤٨ ـ أخبرنا شيخنا الإمام جلال الدين بن يوسف بن محمد السرمري ـ رحمه‌الله ـ مشافهة وكان ثقة قال : أخبرنا شيخنا أبو الشام محمود بن محمد بن محمود الدقوني وكان ثقة قال : أخبرنا عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي وكان ثقة ، أخبرنا أبو محمد يوسف بن عبد الرحمن بن علي ابن محمد الجوزي وكان ثقة

__________________

ـ وفيه روى هذا الحديث بإسناده.

(١) فيه من لم أقف على حاله ، والحديث أخرجه الشيرازي في «الألقاب» كما في «الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية» للمناوي برقم (٤٥).

٦٧

قال : أخبرنا والدي وكان ثقة ، أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك وكان ثقة ، أخبرنا أبو محمد الجوهري وكان ثقة ، أخبرنا أبو حفص بن شاهين وكان ثقة ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث وكان ثقة ، حدثنا على بن خشرم وكان ثقة ، حدثنا وكيع وكان ثقة ، حدثنا سفيان الثوري ومسعر وكانا ثقتين ، عن عثمان بن المغيرة قال وكيع وكان ثقة ، عن علي بن الربيع الوالي وكان ثقة ، عن أسماء بن الحكم وكان ثقة ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : إذا سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته ، وإن أبا بكر حدثني وصدق أبو بكر قال : «ما من رجل يصيب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له» (١).

[المسلسل بقولهم : والله إنه لحق]

٤٩ ـ وأخبرنا شيخنا خاتمة الحفاظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب مشافهة وو الله إنه لحق إن شاء الله ، أنا القاضي سليمان بن حمزة الحنبلي وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، أنا جعفر بن عليّ الهمداني وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، أنا القاضي الشريف أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى العثماني وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا عليّ بن المشرف وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا عبد العزيز بن الحسن إسماعيل وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا والدي الحسن وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا أبو عمر عبد العزيز بن الحسن وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا أبو محمد يوسف بن محمد السلميّ بن يوسف بن مسعدة الأصبهانيّ وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي بن صفوان وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة بن يعقوب مولى عثمان بن عفان وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا محمد بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر الطيار وقال : والله إنه لحق إن شاء الله ، ثنا عبد الله بن سلمة وأسلم الزرقي وقالا : والله إنه

__________________

(١) صحيح : رواه أحمد برقم (٢ ، ٤٧ ، ٥٦) ، والطيالسي (ص ٢) في «مسنده» ، وأبو بكر المروزي في «مسند أبو بكر» برقم (٩ ـ ١١) ، والترمذي برقم (٤٠٦) ، وبرقم (٣٠٠٩) ، وابن جرير في «تفسيره» (برقم ٧٨٥٣ ـ ٧٨٥٤ / شاكر) ، وغيرهم.

٦٨

لحق إن شاء الله ، ثنا أبو سلمة وسعيد بن أبي سعيد المقبري وقال كل واحد منهما : والله إنه لحق إن شاء الله ، عن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه أنه قال : ما حدثني رجل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا سألته أن يقسم لي لقد سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا أبو بكر فإنه كان لا يكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدق والله أبو بكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما ذكر عبد ذنبا فقام عند ذكره إياه فتوضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين إلا غفر الله له ذنبه ذلك» قال أبو بكر : والله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون (١).

٥٠ ـ وأخبرنا أعلى من هذا بدرجتين وهو أتم منه شيخنا محمد بن أحمد الإمام قراءة عليه ، أخبرنا أبو الحسن بن أحمد سماعا ، أخبرنا أبو عليّ البغدادي ، أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أخبرنا الحسن بن محمد التميمي ، أخبرنا ابن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا مسعر وسفيان ، عن عثمان بن المغيرة الثقفي ، عن عليّ بن ربيعة الوالبي ، عن أسماء بن الحكم الفزاري ، عن عليّ رضي‌الله‌عنه قال : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه فإذا حدثني عنه غيره استحلفته ، فإذا حلف صدقته ، وأن أبا بكر حدثني وصدق أبو بكر أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من رجل يصيب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء (قال مسعر : فيصلي ، قال سفيان : ثم يصلي) ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له». هذا حديث حسن صحيح الإسناد ، رواه أبو داود وسكت عليه ، والترمذي وقال : حسن ، والنسائي ، وابن ماجه (٢).

[المسلسل ببيان حال الشيخ]

٥١ ـ رأيت شيخنا الإمام العالم الزاهد المقرئ المحدث أبا محمد محمد بن محمد ابن محمد بن محمد النسائي وكان يقنت في صلاة الصبح قال : رأيت الإمام شيخنا المحدث سعيد الدين محمد بن مسعود الكازروني وكان يقنت في صلاة الصبح قال : أخبرنا شيخنا ظهير الدين إسماعيل بن المظفر بن محمد ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن شابور ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال :

__________________

(١) انظر السابق.

(٢) انظر السابق.

٦٩

أخبرنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال : أنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال : أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال : حدثنا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم بن الحسن بن سليمان ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حمويه ورأيته يقنت في صلاة الصبح قال : سمعت السيد أبا جعفر محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورأيته يقنت في صلاة الصبح يقول : صليت خلف أبي عمران ، ورأيته يقنت في الركعة الثانية من صلاة الصبح قال : وحدثني أن أباه كان يفعل ذلك قال : حدثني أبي وقد رأى أباه عليّا يفعل ذلك قال : حدثني أبي عبد الله وحدثني أن أباه كان يفعل ذلك قال : حدثني أبو الحسن بن عليّ وكان يذكر عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يدع القنوت في الركعة الثانية من صلاة الصبح حتى توفي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

هذا حديث غريب بهذا السياق وهذا الإسناد (١) ، وله شاهد من حديث أنس بن مالك : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا. رواه الحاكم في الأربعين الكبرى له وقال : حديث صحيح (٢).

وروى البيهقي في سننه الكبرى أن محمد بن الحنفية قال : إن أبي ـ يعني : علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ـ كان يدعو بهذا الدعاء في صلاة الفجر في قنوته «اللهم اهدني فيمن هديت إلى آخره» (٣).

__________________

(١) منكر جدا : فيه من لم أهتد إليه. وانظر الشاهد ، فهو منكر أيضا.

(٢) منكر جدا : أخرجه أحمد (٣ / ١٦٢) ، وابن أبي شيبة (٢ / ٣١٢) ، وعبد الرزاق برقم (٤٩٦٤) كلاهما في «المصنف» ، والطحاوي في «شرح الآثار» (١ / ٢٤٤) ، وغيرهم من حديث أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس به. والحديث مخرج في «نصب الراية» (٢ / ١٣٢) ، و «التلخيص الحبير» (١ / ٢٤٥) ، وغيرهما.

ومما يدل على نكرانه ، أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يقنت إلا في النوازل ، انظر «الدراية» لابن حجر (١ / ١٩٥) ، «وزاد المعاد» لابن القيم (١ / ١٧٧ ـ ٢٨٥) ، ففيه بحث عظيم الفائدة ، فانظره إن أردت الفائدة.

(٣) ثبت عنه هذا الدعاء في حديث الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما ، وهو عند أبي داود (١٤٢٥) ، والترمذي (٤٦٤) ، والنسائي (٣ / ٢٤٨) ، وابن ماجه (١١٧٨) ، وأحمد (١ / ١٩٩ ، ٢٠٠) ، وغيرهم ، وهو حديث صحيح.

٧٠

[شموا النرجس ولو في اليوم مرة]

٥٢ ـ أخبرنا القاضي الإمام العلامة شرف الدين أحمد بن الحسن بن قاضي الجبل ـ رحمه‌الله ـ فيما شافهني به ، عن الشيخ الإمام القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة الحنبلي ، عن عم أبيه القاضي الإمام شيخ الإسلام أبي الفرج عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام أبي عمر قال : أخبرنا الإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القاضي من كتابه ، أخبرنا علي بن يحيى المديني القاضي ، أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا القاضي هناد بن إبراهيم قال : أخبرنا القاضي أبو البحر زيد بن سعد بن محمد الحافظ ، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن علي بن عبد العزيز البصري ، حدثنا القاضي أبو الحسين علي بن محمد بن الحسن الشافعي قال : أخبرنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب قال : حدثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا القاضي محمد بن سلمة قال : حدثنا مالك بن أنس قال : حدثنا القاضي سليمان بن أبي ربيعة قال : حدثنا القاضي شريح قال : حدثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شموا النرجس ولو في اليوم مرة ، ولو في الشهر مرة ، ولو في السنة مرة ، ولو في الدهر مرة ، فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص لا يقطعها إلى شم النرجس».

هذا الحديث رويناه هكذا مسلسلا بالقضاة من هذه الطريق بهذا اللفظ ، ورواه الحافظ أبو منصور شيرويه الديلمي مسلسلا أيضا بالقضاة متصلا بالقاضي أبي القاسم محمد بن محمد الخلال (١).

٥٣ ـ حدثنا القاضي أبو علي الحسن بن مهدي ، حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف ، حدثني القاضي حماد بن زيد ، حدثني القاضي مالك ، حدثني القاضي سليمان بن أبي ربيعة ، حدثني القاضي شريح قال : حدثني القاضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شموا النرجس ، فما منكم من

__________________

(١) منكر جدا : قالها ابن عساكر ، وانظر : «تنزيه الشريعة» لابن عراق (٢ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧) و «فردوس الأخبار» للديلمي برقم (٣٤٠٦).

٧١

أحد إلا وله شعبة بين الصدر والفؤاد من الجنون والجذام والبرص لا يذهبها إلا شم النرجس» (١).

فجعل حماد بن زيد بدل محمد بن سلمة والحديث منكر ولا نعلم أن مالكا ولي قضاء ، نعم هو قاض في اجتهاده والله أعلم.

[ما هو دواء الهم؟]

٥٤ ـ أخبرنا شيخنا الإمام المحدث جمال الدين يوسف بن محمد بن مسعود البرمري ـ رحمه‌الله ـ مشافهة ، أخبرنا شيخنا الإمام أبو البنا محمود بن محمد بن محمود المقري قال : أخبرنا شيخنا أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن أبي الحبيش ، أخبرنا أبو محمد يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجزري قال : أخبرنا والدي ، أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال : أحمد بن علي بن خلف قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : أخبرنا عبد الله بن موسى السلمي قال : أخبرنا المفضل بن عباس الكوفي قال : حدثنا الحسن بن هارون الضبيّ قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : رآني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا ابن أبي طالب أراك حزينا؟» قلت : هو كذلك. قال : «فمر بعض أهلك يؤذن في أذنك فإنه دواء الهم» قال : ففعلت فزال عني.

قال الحسين رضي‌الله‌عنه جربته فوجدته كذلك ، قال علي بن الحسين : جربته فوجدته كذلك ، قال حفص بن غياث (٢) : جربته فوجدته كذلك ، قال عمر بن حفص : جربته فوجدته كذلك ، قال الحسن بن هارون : جربته فوجدته كذلك ، قال الفضيل : جربته فوجدته كذلك ، قال عبد الله بن موسى جربته فوجدته كذلك ، قال أبو عبد الرحمن جربته فوجدته كذلك ، قال أبو بكر جربته فوجدته كذلك ، قال عبد الرحمن الجزري لم أسمع ابن ناصر يقول فيه شيئا ، بل جربته أنا فوجدته كذلك ، قال أبو محمد يوسف جربته فوجدته كذلك ، قال عبد الصمد جربته فوجدته كذلك ، قال أبو الربيع جربته

__________________

(١) انظر السابق.

(٢) في الأصل : «عتاب» ، وهو تحريف.

٧٢

فوجدته كذلك. قلت : ولم أسمع شيخنا البرمري يقول فيه شيئا ولكني جربته فوجدته كذلك.

هذا حديث حسن التسلسل لم أر في رجاله من تكلم فيه بقدح ، والله أعلم (١) ، قلت : صح وجرب لمن نزل به كرب أو شدة مما علمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا رضي‌الله‌عنه ولقنه إياه وهو مجرب.

[دعاء تفريج الكروب]

٥٥ ـ ما قرأته على محمد بن أحمد بن إبراهيم شيخنا ، أخبرنا علي بن أحمد فأقر به قال : أخبرنا ابن فرح ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا القطيعي (٢) قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي قال : حدثنا يونس [حدثنا ليث] (٣) عن ابن عجلان ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن عبد الله بن جعفر ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : لقّنني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن : لا إله إلا الله الكريم الحليم ، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين.

هذا حديث ، الإسناد رجاله ثقات ، وكلّهم في الصحيح ، رواه النسائي وابن حبان والحاكم في «صحيحيهما» (٤) ، وله شاهد في «الصحيحين» من حديث ابن عباس قد رويناه من الدعاء للكرب في الشدة من طريق جعفر الصادق عن أبيه عن علي رضي‌الله‌عنه مرفوعا.

[ماذا تقول إذا حزبك الأمر؟]

٥٦ ـ أخبرنا به جماعة من شيوخنا الثقات منهم أحمد بن محمد الحسين البنا ،

__________________

(١) فيه من لم أهتد إليه.

(٢) في المخطوط : «القطيميّ» ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته.

(٣) ما بين المعقوفين كتب بالأصل محرفا تحريفا فاحشا ، وكتب هكذا : «حديثا كتب» ، والصواب من «المسند».

(٤) حسن : رواه أحمد (١ / ٩٤) برقم (٧٢٦) ، وفي «الفضائل» (١١٢٤) ، والنسائي في «الكبرى» كما في «التحفة» للحافظ المزي (٧ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦) ، وابن السني في «عمل اليوم» برقم (٣٤١) ، وابن حبان برقم (٥٨٠ ـ موارد) ، والحاكم (١ / ٥٠٨).

٧٣

وأحمد بن إسماعيل بن أبي عمر ، ومحمد بن موسى بن سليمان الأنصاري مشافهة من كل منهم ، عن أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي قال : أخبرنا العلامة أبو الفتوح العجلي في كتابه قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ قال : أخبرنا أحمد بن هارون ، أخبرنا أحمد بن موسى الحافظ قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عيسى ، حدثنا الحسين بن معاذ بن حرب قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد القرشي قال : حدثنا علي بن ابنة الكوفي ، عن الربيع الحاجب ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي إذا حزبك أمر فقل : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك حتى لا أهلك وأنت رجائي ، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية أبليتني بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من رآني على البلايا فلم يفضحني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا ، ويا ذا النعمات التي لا تحصى أبدا ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وبك أدرأ في نحور الأعداء والجبارين ، اللهم أعني على ديني بالدنيا ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حظرته عليّ ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقضه المغفرة اغفر ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك إنك أنت الوهاب ، أسألك فرجا قريبا ، وخيرا عاجلا ، ورزقا واسعا ، والعافية من جميع البلايا يا كريم» ، قلت : ولهذا الحديث قصة (١).

[حوار بين أبي جعفر المنصور وجعفر بن محمد]

٥٧ ـ أخبرنا بها كما وقعت الشيخة الصالحة المعمرة أم محمد ست العرب ابنة محمد بن عليّ بن أحمد بن عبد الواحد البخاري المقدسية رحمها الله إجازة إن لم يكن سماعا قال : أخبرنا جدي علي المذكور ، عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي قال : أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب الحافظ قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر

__________________

(١) فيه من لم أقف عليه.

٧٤

الحمامي ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي قال : حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار والمغيرة بن محمد قالا : حدثني عبد الأعلى بن حماد قال : حدثني الحسن بن الفضل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع قال : حدثني أبي قال : حج أبو جعفر سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة فقال : ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به حيّا قتلني الله إن لم أقتله ، قال : فأمسيت عنه رجاء أن ينساه ، فأغلظ إليّ القول في الثالثة ، فقلت : جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين ، قال : ائذن له ، فأذنت له ، فدخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال : لا سلم الله عليك يا عدو الله تنازعني في سلطاني وتنعتني بالقوابل في ملكي قتلني الله إن لم أقتلك. قال جعفر : يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر ، وأين الشيخ من ذلك؟ فسكت طويلا ثم رفع رأسه قال : ألا وعدني يا أبا عبد الله البري الساحة الناجية القليل الغالية جزاك الله من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم ، ثم تناوله بيده فأجلسه معه على مفرشه ، ثم قال : يا غلام علي بالمتحفة ـ والمتحفة مدهن كبير فيه غالية ـ فأتى به فعلقه بيده حتى خلت لحيته قاطرة ، ثم قال له : في حفظ الله وكلئه ، يا ربيع ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته ، فانصرف بلحيته ، فقلت : إني قد رأيت قبل ذلك ما لم ير ، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت ، وقد رأيتك تحرك شفتيك فما الذي قلت؟ قال : نعم إنك رجل منا أهل البيت ولك محبة وود ، قلت : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك عليّ ، ولا أهلك وأنت رجائي ، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا ، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وبك أدرأ في نحر أعدائي وأعوذ بك من شرهم ، اللهم أعني على ديني بالدنيا ، وأعني على آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك إنك أنت الوهاب ، أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا ،

٧٥

والعافية من جميع البلايا وشكر العافية.

هذا حديث غريب عزيز رواه الأئمة المعتمد عليهم : الحافظ الكبير إسماعيل التيمي في كتابه «الترغيب والترهيب» من الطريق الأولى كما رويناه ، والحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا من الطريق الثانية كما أخرجنا ، وهو مجرب في الشدائد ، وقد رويناه بأغرب من هذه الطريق مسلسلا (١).

دعاء الفرج بعد الشدة

٥٨ ـ حدثني صاحبنا السيد العالم أبو عبد الله محمد بن حيدر بن حيدر الحسيني من لفظه ، أنا الشيخ الإمام أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي بقراءتي عليه ، أنا محمد بن أبي القاسم الفارقي ، أخبرنا الإمام العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن العراقي (ح).

٥٩ ـ وأخبرني الثقات عن العراقي ، أنا جعفر بن علي الهمداني ، أنا القاضي الشريف أبو محمد عبد الله ابن الشريف محمد أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى العثماني الديباجي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن صدقة بن سليمان الإسكندري ، ثنا أبو الفتح نصر بن الحسن بن القاسم الشاشي قدم علينا الإسكندرية ، ثنا علي بن الحسن بن إبراهيم العاقولي ، ثنا القاضي أبو الحسن محمد ابن علي بن بحر الأزدي ، ثنا أبو عياض أحمد بن محمد بن يعقوب الهروي ، ثنا أحمد بن منصور بن محمد الحافظ ، ثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد القطان البلخي بالمدينة ، وكان صدوقا ، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المقست البلخي ، ثنا محمد بن هارون الهاشمي ، ثنا محمد بن يحيى المازني ، ثنا موسى بن سهل ، عن الربيع قال : لما استوت الخلافة لأبي جعفر قال لي : يا ربيع ابعث إلى جعفر بن محمد ، قال : فقمت من بين يديه ، فقلت : إنه يريد أن تفعل فأوهمته أني أفعل ، ثم أتيته بعد ساعة فقال : ألم أقل لك ابعث إلى جعفر بن محمد فو الله لتأتيني به أو لأقتلنك شر قتلة. قال : فذهبت إليه فقلت : أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين ، فقام معي ، فلما دنونا من الباب قام فحرك شفتيه ، ثم دخل فسلم ، فلم يرد عليه ووقف فلم يجلس ، ثم رفع رأسه فقال : يا جعفر أنت الذي ألنت وكبرت وحدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي

__________________

(١) فيه أيضا من لم أقف عليه.

٧٦

صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن للغادر يوم القيامة لواء يعرف به» ، قال جعفر بن محمد : حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ينادي مناد يوم القيامة من بطان العرش ألا ليقم من كان أجره على الله فلا يقوم من عباده إلا المتفضلون» فما زال يقول حتى سكن ما به ولان له فقال له : اجلس أبا عبد الله ، ارتفع أبا عبد الله ، ثم دعا بمدهن فيه غالية فدهن يده والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ، ثم قال له : انصرف أبا عبد الله في حفظ الله ، ثم قال لي : يا ربيع أتبع أبا عبد الله جائزته وأضعفها ، قال : فخرجت فقلت : يا أبا عبد الله تعلم مجبتي لك قال : أنت منا ، حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مولى القوم منهم». فقلت : يا أبا عبد الله شهدت ما لم تشهد وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت فرأيته ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك إليه ، قال : دعاء كنت أدعو به ، قلت : دعاء حفظته عند دخولك إليه أم شيء تأثره عن آبائك الطاهرين؟ قال : بل حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء وكان يقول دعاء الفرج بعد الشدة : «اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك عليّ ، أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قل لك بها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بلائه صبري ، فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة هب لي ما لا يضرك واغفر لي ما لا ينقصك ، يا إلهي أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الغنى عن الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله».

قال الربيع فكتبته عن جعفر بن محمد وها هو في جيبي ، وقال موسى : فكتبته عن الربيع وها هو في جيبي ، قال ابن يحيى : فكتبته عن موسى وها هو في جيبي ، وقال موسى : فكتبته عن ابن يحيى وها هو في جيبي ، قال أبو الحسن علي بن أحمد المحتسب :

٧٧

فكتبته عن محمد بن هارون فها هو في جيبي ، قال القطان : فكتبته عن علي فها هو في جيبي ، قال أحمد بن منصور : فكتبته عن القطان فها هو في جيبي ، قال أحمد بن محمد : فكتبته من أحمد بن منصور فها هو في جيبي ، قال أبو الحسن بن بحر : فكتبته عن القطان فها هو في جيبي ، قال أحمد بن محمد فكتبته عن أحمد بن منصور فها هو في جيبي فكتبته عن أحمد بن محمد وجعلت نسخته في جيبي ، قال أبو الحسن العاقولي : فكتبته عن ابن صخر وها هو في جيبي ، قال الشاشي : فكتبته عن العاقولي فها هو في جيبي قال : محمد بن صدقة : فكتبته عن الشاشي فها هو في جيبي ، قال عبد الله بن عبد الرحمن العثماني : فكتبته عن محمد بن صدقة وجعلت نسخته في جيبي ، قال أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني فكتبته عن القاضي الشريف عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وجعلت نسخته في جيبي ، قال أبو الحسين العراقي : فكتبته عن أبي الفضل جعفر الهمداني وجعلت نسخته في جيبي ، قال الفارقي : فكتبته عن الإمام أبي الحسن البران فها هو في جيبي ، قال الفيروزآبادي : فكتبته عن الفارقي وهو في جيبي ، قال السيد محمد بن حيدر الحسيني : فكتبته عن الفيروزآبادي قلت : فكتبته عن السيد محمد بن حيدر الحسيني وهو الآن في جيبي (١).

[ثلاث حافظات]

٦٠ ـ أخبرنا شيخنا الإمام المحدث جمال الدين يوسف بن محمد البغدادي فيما شافهني به ، أنا أبو هاشم محمد بن محمد بن الكوفي ، أنا عيسى بن محمد ابن أبي الفتوح بن السدار الهاشمي ، أنا الشيخ أبو منصور محمد بن علي بن عبد الصمد الخياط ، أنا الإمام الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ابن الأخضر ، أنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي الحافظ ، أنا أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي بن أحمد القزاز ، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال الحافظ ، سمعت محمد بن أحمد بن رزق ، سمعت أحمد ابن نصر بن محمد بن أشكاب البخاري ، سمعت مسلم بن صالح ، سمعت الرضى علي بن موسى يقول : سمعت موسى بن جعفر يقول : سمعت جعفر بن محمد يقول : سمعت محمد بن علي يقول : سمعت علي بن الحسين

__________________

(١) فيه من لم أجده.

٧٨

يقول : سمعت الحسين بن علي يقول : سمعت عليّا رضي‌الله‌عنه يقول عجبت ممن يحفظ القرآن كيف لا يقرأ ثلاث آيات بالغداة كل يوم ليحفظه الله : (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) [آل عمران : ١٧٣ ، ١٧٤]. وقوله عزوجل : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) [غافر : ٤٤]. وقوله : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ) [فاطر : ٢].

[ماذا يقرأ الإنسان قبل النوم؟]

٦١ ـ أخبرنا الإمام العالم المحدث الكبير أبو المظفر يوسف بن محمد السرمري الحنبلي رحمه‌الله مشافهة منه لي بمنزلة من المدرسة الحنبلية داخل دمشق المحروسة في الثالثة عشرة من ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة قال : أخبرنا أبو البنا محمود بن محمد الدقوقي قال : أخبرنا شيخنا أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي ، أخبرنا أبو محمد يوسف بن الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البكري قال : أخبرنا والدي قال : أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ ، أخبرنا محمد بن علي بن ميمون قال : أخبرنا محمد بن علي العلوي ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قال : حدثنا عبد الله بن أبي سفيان القرشي قال : حدثنا إبراهيم بن عمر السكسكي ، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور (١) ، حدثني عثمان بن أبي العاتكة الهلالي ، عن علي بن يزيد أنه أخبره أن أبا عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن أخبره ، عن أبي أمامة الباهلي ، أنه سمع علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه يقول : ما أرى رجلا أدرك عقله الإسلام أو ولد في الإسلام يبيت ليلة حتى يقرأ هذه الآية : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة : ٢٥٥] إلى آخرها ثم قال : لو تعلمون ما هي أو قال ما فيها لما تركتموها على حال ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرني قال : «أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ولم يؤتها نبي كان قبلي» قال علي : فما بت ليلة قط منذ سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أقرأها ولا تركتها منذ سمعت هذا الخبر من

__________________

(١) في الأصل المخطوط ، «سابور» بالسين المهملة ، وهو ضعيف. والصواب ما أثبته كما في ترجمته.

٧٩

نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال أبو أمامة : ما تركت قراءتها منذ سمعت هذا من علي رضي‌الله‌عنه قال القاسم : وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الآن قال علي بن يزيد : فأخبرك أنت ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ بلغني فضل قراءتها قال أبو شابور وأنا ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ بلغني فضل قراءتها قال إبراهيم : وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث قال عبد الله بن أبي سفيان : وأنا فما تركت قراءتها منذ كتبت هذا الحديث في فضل قراءتها قال ابن عبد المطلب : وأنا بحمد الله فما تركت قراءتها منذ كتبت هذا الحديث قال العلوي : وما تركت قراءتها في كل ليلة قبل المنام وفي دبر كل صلاة مفروضة منذ بلغني فضل قراءتها قال ابن ميمون : وما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث قال عبد الرحمن بن الجوزي : وأنا فما تركت قراءتها عقيب الصلوات منذ بلغني هذا الحديث قال أبو محمد ولده وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث قال عبد الصمد : وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث قال أبو الثنا : وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث. قال شيخنا السرمري : وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث قلت : وأنا فما تركت قراءتها كل ليلة منذ بلغني هذا الحديث ولا تركت قراءتها عقيب الصلوات المكتوبات منذ بلغني حديث فضلها.

حديث صالح الإسناد ، رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» بإسناده ولفظه «ما أرى أحدا يعقل دخل في الإسلام فينام حتى يقرأها» (١) وروى نحوه ابن مردويه في «تفسيره» من حديث علي رضي‌الله‌عنه أيضا ومن حديث المغيرة بن شعبة ، وجابر ، وأما حديث قراءتها عقيب الصلوات المكتوبة :

٦٢ ـ فأخبرنا به الحسن بن أحمد بن هلال الدقاق مشافهة عن علي بن أحمد المقدسي أخبرنا أبو المكارم اللبان في كتابه أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ أنا أبو الشيخ ابن حيان حدثنا الوليد حدثنا محمد بن الحسين بن يونس ، حدثنا كثير بن يحيى قال : حدثنا حفص بن عمر الرقاشي قال : حدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من قرأ

__________________

(١) ضعيف : فيه علي بن يزيد ضعيف. أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص ١٢٣) ، وابن أبي شيبة ، وغيرهما ، انظر : «الدر المنثور» (ص ٣٢٤ ج ١).

٨٠