مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

المقدسية ، عن أبي المظفر محمد بن فتيان بن المني ، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ ، أنا ابن عمة (١) والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد المديني بقراءتي عليه ، أنا ظفر بن راعي العلوي باستراباذ أنا والدي وأبو أحمد بن مطرف المطرفيّ قالا : حدثنا أبو سعيد الإدريسي إجازة فيما أخرجه في تاريخ استراباذ ، حدثني محمد بن محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند ، وما كتبناه إلا عنه ، ثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني ، ثنا علي بن محمد بن جعفر الأهوازيّ مولى الرشيد ، ثنا بكر بن أحمد البصري ، حدثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضى [حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر ، قلن : حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق قالت : حدثتني فاطمة بنت محمد بن عليّ ، حدثتني فاطمة بنت علي] (٢) .. حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ ، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رضى الله عنهم قالت : أنسيتم قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما‌السلام».

هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في كتابه المسلسل بالأسماء وقال : «وهذا الحديث مسلسل من وجه آخر ، وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها ، فهو رواية خمس بنات أخ كل واحدة منهن عن عمتها» (٣).

وسبب هذه الخطبة في يوم الغدير ما ذكره ابن إسحاق وهو أن عليا رضي‌الله‌عنه لما بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن أميرا هو وخالد بن الوليد ، ورجع فوافى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة في حجة الوداع وقد كثرت فيه القالة وتكلم فيه بعض من كان معه بسبب استرجاعه منهم خلعا كان أطلقها لهم نائبة عليهم لما تعجل السير إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما

__________________

(١) في نزهة الحفاظ : «ابن عم».

(٢) ما بين المعقوفين زيادة من «نزهة الحفاظ».

(٣) إسناده ضعيف ، والمتنان كل منهما صحيح :

أخرجه أبو موسى المديني في «نزهة الحفاظ» برقم (٥٤ ـ ط. مكتبة القرآن).

وفي سنده محمد بن محمد الرشيدي ، قال الخطيب في «تاريخه» (٣ / ٢٢١) : «يقع في أحاديثه الإفرادات للضعفاء والمجهولين ، ما لا يطيب به القلب» ا ه. وفي السند أيضا من لم أقف على ترجمته.

٤١

تفرغ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجه ونزل غدير خم خطب هذه الخطبة تنبيها على قدر علي رضي‌الله‌عنه وردا على من تكلم فيه.

[قدر عليّ عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم]

٦ ـ أخبرنا ابن أبي عمر ، أنا ابن البخاريّ ، أنا حنبل ، أنا ابن الحصين ، أنا ابن المذهب ، أنا ابن مالك ، أنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن حمزة بن عبد الله ، عن أبيه ، [عن عبد الله بن عمر] (١) ، عن سعد قال : لما خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى تبوك خلف عليا فقال : «أتخلفني؟» فقال «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي» (٢).

٧ ـ وبه إلى أحمد ، ثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ، ثنا سليمان بن بلال ، ثنا الجعيد (٣) بن عبد الرحمن ، عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها أن عليا خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جاء ثنية الوداع وعليّ يبكي يقول : تخلفني مع الخوالف؟ فقال : «أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة». متفق على صحته بمعناه من حديث سعد بن أبي وقاص (٤).

قال الحافظ ابن عساكر : وقد روى هذا الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة من الصحابة منهم : عمر ، وعلي ، ابن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، ومعاوية ، وجابر بن

__________________

(١) ما بين المعقوفين زيادة ، على ما أرى خطأ محض ، ولا مجال لها في الإسناد ، فالمصنف روى هذا الحديث من طريق الإمام أحمد ، وبالرجوع لهذه الرواية بالمسند لم أجد تلك الزيادة ، فلعلها من أوهام النساخ.

(٢) صحيح : أخرجه أحمد (١ / ١٨٤ برقم ١٦٠٠) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٣ / ٤٨) ، والنسائي في «خصائص عليّ» برقم (٥٦) ، وسنده ضعيف ، حمزة وأبوه ، مجهولان ، التقريب (١ / ١٩٩ ، ٤٦٤) ولكن الحديث صحيح بطرقه.

(٣) في الأصل : «البعيد» ، وهو خطأ.

(٤) صحيح : أخرجه أحمد في «المسند» (١ / ١٧٠) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (١٠٠٦) ، وابن أبي عاصم في «السنة» (١٣٤٠) ، والنسائي في «خصائص عليّ» برقم (٥٥) ، وابن المغازلي في «مناقب عليّ» (٥٥) ، وغيرهم.

أما قوله متفق عليه ، فمن حديث مصعب بن سعد عن أبيه أخرجه البخاري (٧ / ٧١) فضائل الصحابة ، ومسلم (٢٤٠٤) وغيرهما.

٤٢

عبد الله ، وجابر بن سمرة ، وأبو سعيد ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن أبي أوفى ، ونبيط بن شريط وحبشي بن جنادة ، ومالك بن الحويرث ، وأنس بن مالك ، وأبو الطفيل ، وأم سلمة ، وأسماء بنت عميس ، وفاطمة بنت حمزة ، ثم ذكر طرقها كلها بأسانيده في «تاريخ دمشق» رحمه‌الله.

[مبغض عليّ منافق]

٨ ـ وأخبرنا شيخنا صلاح بن أحمد الإمام قراءة عليه ، أنا عليّ بن أحمد سماعا ، أخبرنا أبو علي البغدادي ، أنا هبة الله بن الحصين ، أنا الحسن بن محمد أنا أبو بكر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ، حدثني أبي ، ثنا ابن نمير ، ثنا الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش قال : قال عليّ رضي‌الله‌عنه : «والله إنه لمما عهد إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن».

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في كتاب الإيمان من «صحيحه» عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع وأبي معاوية ، وعن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية ، كلاهما عن الأعمش ولفظه «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق».

ورواه أيضا الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه في سننهم ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، ورواه ابن ماجه أيضا عن عليّ بن محمد ، عن عبد الله بن نمير فوقع لنا موافقة عالية وبدلا عاليا لشيوخ مسلم ، وأصحاب السنن ولله الحمد (١).

[لا يحب عليّا إلا مؤمن]

٩ ـ وأخبرنا شيخنا رحلة الآفاق أبو حفص عمر بن الحسن الحلبيّ بقراءتي عليه غير مرة ، أنا أبو الحسن عليّ بن أحمد السعديّ ، أنا أبو حفص عمر بن محمد البغدادي ، أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهروي ، أنا أبو عامر الأزدي ، أنا

__________________

(١) صحيح : أخرجه مسلم (١ / ١٣١) ، والترمذي (٣٧٣٦) ، والنسائي في «سننه» (٨ / ١١٥ ـ ١١٦ / المجتبى) ، وفي «خصائص عليّ» برقم (٩٧ ـ ٩٩) ، وفي «خصائص الصحابة» برقم (٥٠) ، وابن ماجه برقم (١١٤) ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٨٤ ، ٩٥ ، ١٢٨) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (٩٤٨) ، وغيرهم.

٤٣

أبو محمد الجراحي ، أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي (١) ، أنا أبو عيسى محمد بن عيسى الحافظ ، ثنا واصل بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن فضيل ، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر ، عن المساور الحميري ، عن أمه قالت : دخلت عليّ أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ فسمعتها تقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يحب عليّا منافق ، ولا يبغضه مؤمن». رواه الترمذي في «جامعه» وقال : حسن غريب من هذا الوجه (٢).

[بغض عليّ من خصائص المنافقين]

١٠ ـ وأخبرنا ابن يزيد قراءة مني عليه ، أنا عليّ بن أحمد ، أنا ابن طبرزد ، أنا أبو الفتح الكروخي ، أخبرنا أبو بكر الفورجي ، أنا عبد الجبار المروزي ، أنا محمد بن أحمد بن محبوب ، أنا ابن سورة الحافظ (٣) ، حدثنا قتيبة ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه رواه الترمذي (٤) وقال : حديث غريب ، قال : وقد روي هذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ، ورواه الحاكم في صحيحه (٥) عن أبي ذر ولفظه : «ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة والبغض لعليّ بن أبي طالب» وقال صحيح على

__________________

(١) هو راوية سنن الترمذي.

(٢) حديث صحيح ، وإسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (٥ / ٦٣٥) عقب الحديث برقم (٣٧١٧) ، وابن أحمد في «فضائل الصحابة» برقم (١١٠٢ ـ زوائده) ، وفي السند مساور ، وأمه ، وهما مجهولان ، ولكن الحديث صحيح وانظر السابق.

(٣) هو الحافظ الترمذي.

(٤) صحيح ، وإسناده ضعيف : أخرجه الترمذي برقم (٣٧١٧) ، وضعفه وفيه أبو هارون ، اسمه : عمارة بن جوين العبدي ، متروك الحديث ، ومنهم من كذبه ، ثم هو شيعي. وانظر «التقريب» (٢ / ٤٩).

ولكن له إسناد آخر ـ وهو الآتي ـ صحيح إن شاء الله تعالى.

(٥) هذه العبارة خطأ محض ، فكتاب الحاكم اسمه «المستدرك» ، ثم إن مستدرك الحاكم يحتوي على أنواع الحديث ، الصحيح ، والضعيف بأنواع ، فلا يصح إطلاق لفظة : «الصحيح» إلا على صحيحي البخاري ومسلم فقط ، وسيكرر المؤلف ـ رحمه‌الله ـ هذه العبارات فكن منها على وعي. والله أعلم.

٤٤

شرط مسلم ولم يخرجاه (١).

[ما قاله عبادة في عليّ]

١١ ـ أخبرنا الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن الحسن الحنبلي القاضي في جماعة من آخرين ، مشافهة ، عن الإمام القاضي سليمان بن حمزة الدمشقي أنا محمد بن فتيان البغدادي في كتابه ، أنا الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ ، أنا أبو سعد محمد بن الهيثم ، أنا أبو علي الطهراني ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب ، ثنا أحمد بن الحسن ، الخزاز ، ثنا أبي ، ثنا حصين بن مخارق ، عن زيد بن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن أبيه عبادة بن الصامت رضي‌الله‌عنه قال : «كنا نبور أولادنا بحب عليّ بن أبي طالب ، فإذا رأينا أحدهم لا يحب عليّ بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة» (٢).

قوله (لغير رشدة) هو بكسر الراء وإسكان الشين المعجمة ، أي : ولد زنا (٣). وهذا مشهور من قبل وإلى اليوم ، معروف أنه ما يبغض عليّا رضي‌الله‌عنه إلا ولد زنا ، وروينا ذلك أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ولفظه : كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم عليّا رضي‌الله‌عنه ، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا.

قوله : «نبور» بالنون والباء الموحدة وبالراء ، أي : نختبر ونمتحن (٤).

__________________

(١) صحيح : رواه أحمد في «فضائل الصحابة» برقم (٩٧٩) من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري به ، وأشار إلى هذا الطريق الترمذي عقب روايته للحديث (٣٧١٧).

أما رواية الحاكم فهي في «المستدرك» (٣ / ١٢٩) ، وقال «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بقوله : «قلت : بل إسحاق [هو : ابن بشر الكاهلي] متهم بالكذب». قلت : وفيه أيضا شريك القاضي ، وهو ضعيف لسوء حفظه. فالسند موضوع ، وليس بصحيح كما قال الحاكم ، ولكن المتن بشواهده الكثيرة صحيح لا ريب فيه.

(٢) موضوع : حصين بن مخارق متهم بالوضع ، قال فيه الدار قطني :

«يضع الحديث» اللسان (٢ / ٣٨٩ ـ ط. دار الفكر).

(٣) انظر : «لسان العرب» (٣ / ١٦٥٠ ـ رشد).

(٤) انظر : «لسان العرب» (٢ / ٣٨٥ ـ بور).

٤٥

[قول شريك في عليّ]

١٢ ـ وأخبرنا الحافظ أبو بكر بن المحب شيخنا مشافهة غير مرة ، أخبرتنا أم محمد ابنة الكمال أحمد بمنزلها بسفح قاسيون ، قالت : أخبرنا أبو المظفر بن المني في كتابه ، أنا محمد بن أبي بكر الحافظ ، أنا أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد ، أنا أبو يعلى الطهراني ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا محمد بن أحمد بن عليّ ، ثنا إسحاق بن محمد بن الحسن الأبنوسي ، سمعت مسروق بن المرزبان يقول : سمعت شريك بن عبد الله يقول : «إذا رأيت الرجل لا يحب عليّ بن أبي طالب فاعلم أن أصله يهودي». شريك هذا أحد الأعلام من أئمة الإسلام ، توفي في سنة سبع وسبعين ومائة (١).

[الرسول يحب عليّا]

١٣ ـ وأخبرنا الصلاح بن أحمد الإمام ، أنا الفخر بن أحمد ، أنا حنبل ، أنا هبة الله ، أنا أبو علي ، أنا ابن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي : أحمد بن محمد ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكم؟ قلت : معاذ الله ، أو سبحان الله ، أو كلمة نحوها ؛ قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من سب عليّا فقد سبني». كذا رواه الإمام أحمد (٢) ورواه أبو يعلى الموصلي (٣) عن عبد الله بن موسى ، عن عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بجلية من سليم ، عن السدي ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أم سلمة : أيسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكم على المنابر؟ قال : قلت : وأنى ذلك؟ قالت : أليس يسب علي ، ومن أحبه ، وأشهد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يحبه.

__________________

(١) لكنه سيئ الحفظ ، لذا فقد ضعفه الحفاظ.

(٢) صحيح : أخرجه أحمد في «المسند» (٦ / ٣٢٣) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (١٠١١) ، والحاكم (٣ / ١٢١) ، وغيرهما.

(٣) صحيح : رواه أبو يعلى كما في «مجمع الزوائد» (٩ / ١٣٠) ، والطبراني في «الكبير» (ج ٢٣ برقم ٧٣٨) ، وفي «الأوسط» (٣٤٢ ـ مجمع البحرين / كما في هامش الكبير). وفي «الصغير» برقم (٨٠٩) وفي السند السدي ضعيف ، ولكنه بأبي إسحاق السبيعي عند الطبراني في «كبيره» (٧٣٧). والحديث تقدم له شاهد آنفا.

٤٦

[بغض عليّ من بغض الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم]

١٤ ـ وقد روي من غير وجه ، عن أم سلمة ، وورد أيضا من حديثها ، وحديث أبي سعيد ، وجابر (١) ، أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك».

[أنت أخي في الدنيا والآخرة]

١٥ ـ أخبرنا عمر بن أميلة شيخنا ، أخبرنا أبو الفخر بن أحمد ، أنا عمر بن محمد الداقزني ، أنا أبو الفتح الهروي ، أنا محمود بن القاسم ، أنا ابن خراج ، أنا ابن محبوب ، أنا أبو عيسى الحافظ ، ثنا يوسف بن موسى القطان ، ثنا علي ابن قادم ، ثنا علي بن صالح بن حيي (٢) ، عن حكيم بن جبير ، عن جميع بن عمير التيمي (٣) ، عن ابن عمر ـ رضي‌الله‌عنهم ـ قال : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنت أخي في الدنيا والآخرة» رواه الترمذي (٤) في «الجامع» وقال : «حسن غريب» ورواه الحاكم في «صحيحه».

١٦ ـ حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله المفيد ، ثنا الحسين بن جعفر القرشي ، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ، ثنا أيوب بن مدرك ، عن مكحول ، عن أبي أمامة قال : لما آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين الناس آخى بينه وبين علي. قال الحاكم : «لم نكتبه من حديث مكحول إلا من هذا الوجه فكأن المشايخ يعجبهم هذا الحديث لكونه من رواية أهل الشام» (٥) انتهى.

__________________

(١) أخرجه الطبراني في «الأوسط» ، والبزار ، كما في «مجمع الزوائد» (٩ / ١٣٢ ـ ١٣٣) ، وسنده ضعيف كما قال الهيثمي.

(٢) في الأصل : «جبير» ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته كما في «الترمذي» ، وكتب الرجال.

(٣) في الأصل : «التميمي» ، والصواب ما أثبته.

(٤) ضعيف : رواه الترمذي برقم (٣٧٢٠) ، فيه حكيم بن جبير ، ضعيف ، التقريب (١ / ١٩٣).

(٥) موضوع : فيه أيوب من مدرك ، كذبه ابن معين ، وتركه أبو حاتم والنسائي ، والدارقطني ، ـ

٤٧

وورد من حديث أنس ، وعمر ، أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «أنت أخي في الدنيا والآخرة». وكذلك جاء الحديث المؤاخاة عن ابن عباس ، وزيد بن أبي أوفى ، وجابر بن عبد الله ، وأبي ذر ، وعامر بن ربيعة ، ومخدوج بن زيد الذهلي (١) ، وجاء أيضا عن علي من غير وجه ، وإن كانت كلها ضعيفة ، لكن بهذه المتابعات والشواهد يقوى بعضها ببعض ، والله أعلم (٢).

[عليّ سيد العرب]

١٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين البنا مشافهة غير مرة ، عن عليّ بن أحمد المقدسي ، أنا أبو الفتوح الأصبهاني في كتابه فيها ، أنا إسماعيل بن محمد الطلحي الحافظ ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس المحبوبي ، ثنا محمد بن معاذ ، ثنا أبو حفص عمرو بن الحسن الراسبي ، ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن عائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب». أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٣) وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه وله شاهد من حديث عروة عن عائشة.

١٨ ـ حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر القاري ، حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ،

__________________

ـ وغير واحد ، ثم إن روايته عن مكحول مرسلة ، انظر : «لسان الميزان» (١ / ٥٤٦ ـ ٥٤٧) وغيره.

(١) ومخدوج هذا مختلف في صحبته ، وحديثه في «زيادات القطيعي» على «فضائل الصحابة» للإمام أحمد برقم (١١٣١) ، وإسناده موضوع. وانظر : «أسد الغابة» (٤ / ٣٠٦) ، والإصابة (٣ / ٣٦٧).

(٢) أقول : لكن طرقه كلها ضعيفة جدا ، وأصلح ما فيها طريق الترمذي المتقدم آنفا ، والقاعدة التي ذكرها المصنف لا تنطبق مع حديثنا هذا كما هو معلوم لطلبة هذا العلم الشريف ، والله أعلم.

(٣) موضوع : أخرجه الحاكم (٣ / ١٢٤) ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وفي إسناده عمر بن الحسن ، وأرجو أنه صدوق ، ولو لا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين» ، وتعقبه الذهبي فقال : «أظن أنه هو الذي وضع هذا» ا ه يقصد عمر بن الحسن.

قلت : انظر «اللسان» لابن حجر (٤ / ٣٣٣ برقم ٦٠٣٤) ط. دار الفكر.

٤٨

ثنا الحسين بن علوان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ادعوا لي سيد العرب» فقلت : يا رسول الله ، ألست سيد العرب؟ فقال : «أنا سيد ولد آدم ، وعليّ سيد العرب» (١).

قال : وله شاهد ثالث من حديث جابر.

١٩ ـ حدثناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي الخازن من أصل كتابه ، ثنا إبراهيم بن مالك الزعفراني ، ثنا سهل بن عثمان العسكري ، ثنا المسيب بن شريك ، ثنا عمر بن موسى الوجيهي ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ادعوا لي سيد العرب» فقالت عائشة : ألست سيد العرب يا رسول الله؟ قال : «أنا سيد ولد آدم ، وعلى سيد العرب» (٢).

[سدوا هذه الأبواب .. إلا باب عليّ]

٢٠ ـ أخبرنا ابن قدامة ، أنا ابن عبد الواحد ، أنا حنبل ، أنا ابن الحصين ، أنا أبو عليّ ، أنا أبو بكر ، ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف (٣) عن ميمون ، عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبواب شارعة في المسجد. قال : فقال يوما : «سدوا هذه الأبواب إلا باب عليّ» قال : فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أما بعد : فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب عليّ فقال قائلكم ، وإني والله ما سددت بابا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيء فاتبعته» (٤).

__________________

(١) موضوع : أخرجه الحاكم (٣ / ١٢٤) وقال الذهبي في «تلخيص المستدرك» : «وضعه ابن علوان» ا ه.

(٢) موضوع : فيه عمر بن موسى ، قال الذهبي في «تلخيص المستدرك» (٣ / ١٢٤) : «عمر وضاع».

قلت : وفي السند أيضا تدليس أبي الزبير.

والحديث علقه الحاكم في «المستدرك» (٣ / ١٢٤).

(٣) في الأصل : «عون بن» ، والصواب : «عوف عن» كما في «المسند» ، و «فضائل الصحابة» ، وغيرهما من مصادر التخريج.

(٤) ضعيف : أخرجه أحمد في «المسند» (٤ / ٣٦٩) ، وفي «فضائل الصحابة» (برقم ٩٨٥) ، والنسائي في «خصائص عليّ» برقم (٣٧) والحاكم في «المستدرك» (٣ / ١٢٥) من طريق ـ

٤٩

حديث حسن ، وقد رواه أبو الأشهب عن عوف عن ميمون ، عن البراء بن عازب ، وروى عن ابن عباس في حديث طويل ، وورد أيضا من حديث سعد ولا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري من أمره صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرض موته بسد الأبواب إلا باب أبي بكر الصديق لأن هذا كان في حال حياته صلى‌الله‌عليه‌وسلم لاحتياج فاطمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها فجعل هذا رفقا بها وسترا وغيرة عليها ، وأما بعد وفاته فلما زالت هذه العلة احتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالمسلمين إذ كان هو الخليفة بعده ، ووفقا به أيضا ، وإشارة إلى أنه القائم بعده ولذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحديث الذي سيأتي :

[من خصائص عليّ]

٢١ ـ أخبرنا عمر بن الحسين قراءة مني عليه ، أنا عليّ بن أحمد ، أنا عمر بن محمد ، أنا أبو الفتح ، أنا ابن القاسم ، أنا الجراحي ، أنا المحبوبي ، أنا أبو عيسى الحافظ ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» قال علي بن المنذر : قلت لضرار (١) بن صرد : ما معنى هذا الحديث؟ قال : لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك.

٢٢ ـ قال الترمذي (٢) : حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقد سمع محمد بن إسماعيل ـ يعني البخاري ـ مني (٣) هذا الحديث ، قلت : وقد رواه

__________________

ـ ابن جعفر به.

وفيه ميمون أبو عبد الله ، ضعيف ، انظر الميزان (٤ / ٢٣٥) ، وغيره.

(١) في «الأصل» : «لضراب» ، هو تحريف ، والصواب : «لضرار». كما أثبتناه.

(٢) ضعيف : أخرجه الترمذي برقم (٣٧٢٧) ، وفيه عطية هو العوفي ضعيف الحديث ، وذلك لأنه أولا : صدوق يخطئ كثيرا.

ثانيا : لأنه مدلس ، ثالثا : لأنه شيعي ، والشيعي في فضائل علي بالذات إذا أتى بحديث غريب يضعف به وإن كانت التهمة بعيدة عنه ، فهذه قاعدة لمسناها كثيرا خلال بعض التحقيقات ، وكذا خلال تحقيقي لهذا الكتاب الجليل. وهذه القاعدة ليست بخفية على أحد مارس هذا العلم الشريف.

(٣) في الأصل : «بغير» ، وهي كلمة لا تعني شيئا ، والصواب أراه ما أثبته ، والله أعلم.

٥٠

الحافظ ابن عساكر من طريق كثير النواء عن عطية عن أبي سعيد (١) ، ثم روي من طريق أبي نعيم ، ثنا عبد الملك بن أبي عيينة ، عن أبي الخطاب عمر الهجري (٢) ، عن مخدوج عن جسرة بنت دجاجة قالت : أخبرتني أم سلمة قالت : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرضه حتى انتهى إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته : «لا يحل المسجد للجنب ، ولا للحائض ، إلا لمحمد وأزواجه ، وعليّ وفاطمة بنت محمد» ثم رواه من حديث أبي رافع نحوه وفي إسناده غرابة.

[عليّ يحبه الله ورسوله]

٢٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفوي قراءة عليه بجامع دمشق ، أنا الإمام أبو الحسين علي ابن الشيخ الإمام محمد ، وأبو عبد الله محمد بن أبي العز بن مشرف الأنصاري سماعا قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي ، أنا أبو الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي ، أنا أبو الحسن بن عبد الرحمن الدراوردي ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، ثنا الإمام ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عبد العزيز ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال : فبات الناس يذكرون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال : «أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا : يشكو عينيه يا رسول الله. قال : «فأرسلوا إليه فأتوني به» فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأنه لم يكن به وجع فأعطاه الراية.

الحديث متفق على صحته (٣) ، وهذا الحديث هو الصحيح في حديث إعطاء

__________________

(١) ضعيف : فيه عطية السابق ، وزاد عليه كثيرا النواء ، وهو : ابن إسماعيل ، ضعيف ، التقريب (٢ / ١٣١).

(٢) في الأصل الهروي ، والصواب ما أثبته ، وهو مجهول كما في «التقريب» (٢ / ٤١٧).

(٣) متفق عليه : أخرجه البخاري (٦ / ١١١ ، ٧ / ٧٠) ، ومسلم برقم (٣٤ / ٢٤٠٦) ، وأحمد (٥ / ٣٣٣) ، والنسائي في «خصائص عليّ» برقم (١٦) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (٤٦) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١ / ٦٢) ، والقطيعي في «زياداته على فضائل الصحابة» ـ

٥١

الراية لعلي رضي‌الله‌عنه وما ورد مخالفا فهو موضوع كما نص عليه علماء الحديث رضي‌الله‌عنهم.

[اللهم أذهب عنه الحر والبرد]

٢٤ ـ أخبرنا محمد بن أحمد قراءة عليه ، أنا علي بن أحمد ، أنا حنبل بن عبد الله أنا أبو القاسم الشيباني ، أنا ابن المذهب ، أنا ابن مالك ، أنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا وكيع عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر مع علي رضي‌الله‌عنه وكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف فقيل له : لو سألته؟ قال : فسألته فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت : يا رسول الله إني أرمد العين ، فتفل في عيني وقال : «اللهم أذهب عنه الحر والبرد» فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ. وقال : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، وليس بفرّار» فتشرف لها أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطانيها.

رواه ابن ماجه في سننه عن عثمان بن أبي شيبة عن وكيع فوقع لنا بدلا عاليا ولله الحمد (١). قوله (فتشرف لها) أي تطلع وتعرض (٢).

[الرسول يعطي الراية لعليّ]

٢٥ ـ وأخبرنا غير واحد من الثقات مشافهة عن أحمد بن هبة الله الدمشقي وغيره قال : أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي قال : أنا زاهر بن طاهر قال : أنا أبو سعيد بن عبد الرحمن قال : أنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال : ثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا زهير ، ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أم موسى قالت : سمعت عليّا رضي‌الله‌عنه يقول : «ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجهي وتفل في عيني يوم

__________________

ـ (برقم ١١٢٢) ، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٤ / ٢٠٥) ، وغيرهم.

(١) ضعيف : أخرجه أحمد (١ / ٩٩) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (٩٥٠) ، وابنه في «زوائده على الفضائل» برقم (١٠٨٤) ، وابن ماجه برقم (١١٧) ، وغيرهم من طريق ابن أبي ليلى ، وهو ضعيف لسوء حفظه ، وقد تقدم.

(٢) انظر : «لسان العرب» مادة «شرف».

٥٢

خيبر وأعطاني الراية» (١).

٢٦ ـ أخبرتنا الشيخة أم محمد ست العرب ابنة محمد بن عليّ بن أحمد المقدسية فيما شافهتني به ، قالت : أخبرنا جدي المذكور ، عن أبي سعيد الصفار ، أنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله بن البيع الحافظ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ، ثنا أبو الحسن (٢) محمد بن أحمد بن البراء ، ثنا عليّ بن عبد الله بن جعفر المديني (٣) ، حدثني أبي ، أخبرني سهيل من أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : «قال عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه لقد أعطي عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ثلاث خصال لأن يكون في خصلة منهن أحب إلي من أن أعطى حمر النعم قيل : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسكناه بالمسجد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر».

أخرجه الحاكم في «صحيحه» وقال : «صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه» (٤).

[السعيد من أحب عليّا]

٢٧ ـ أخبرنا أبو العباس أحمد بن الطحان المقريّ شيخنا مشافهة ، عن محمد بن محمد بن محمد الشيرازي ، أخبرنا محمود بن إبراهيم بن منده الحافظ في كتابه من أصبهان ، أنا محمد بن أبي بكر الحافظ ، أخبرنا الشيخ أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد ، أنا أبو الحسين بن أبي القاسم ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا أحمد بن محمد بن السري الكوفي ، حدثنا الحسين بن جعفر الكوفي ، ثنا الحسين بن جعفر القرشي ، ثنا جندل بن والق ، ثنا محمد بن عمر الكاسي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ،

__________________

(١) صحيح : أخرجه أحمد (١ / ٧٨ ـ مسنده) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (٩٨٠) من طريق مغيرة به.

ومغيرة مدلس وقد عنعنه ، ولكن للحديث شواهد تصححه ، وانظر الهامش رقم (٤١).

(٢) في الأصل : «أبو الحسين» ، والصواب ما أثبته.

(٣) في الأصل : «المدني» ، وهو خطأ.

(٤) ضعيف : أخرجه الحاكم (٣ / ١٢٥) ، وصححه ، وتعقبه الذهبيّ في «التلخيص» فقال : «بل المديني عبد الله بن جعفر ضعيف». قلت : وهو والد عليّ بن المديني ، وقد ضعفه ابنه نفسه.

قوله : «حمر النعم» ، الإبل الغالية.

٥٣

عن فاطمة الصغرى ، عن الحسين بن علي ـ رضي‌الله‌عنهما ـ عن فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ورضي‌الله‌عنها ـ قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن الله ـ عزوجل ـ باهى بكم فغفر لكم عامة وغفر لعليّ خاصة ، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي ولا محاب لقرابتي ، هذا جبريل ـ عليه‌السلام ـ يخبرني أن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليّا في حياتي وبعد وفاتي».

حديث غريب ، رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتابه حجة ذوي الضلالة بهذا الإسناد وهذا اللفظ (١).

[مثل عليّ في قومه كعيسى في قومه]

٢٨ ـ أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب بنت القاسم العجمية فيما شافهتنا به ، عن أبي الحسن بن أحمد السعدي ، أخبرنا الإمام أبو الفتوح العجلي في كتابه ، أخبرنا الإمام أبو القاسم التيمي ، أخبرنا أبو بكر بن خلف ، أنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني أبو قتيبة سالم (٢) بن الفضل الآدمي بمكة ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عمي أبو بكر ، ثنا عليّ بن ثابت الدهان ، ثنا الحكم بن عبد الملك ، عن الحارث بن حصين (٣) ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد (٤) ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا علي إن فيك من عيسى مثلا أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى بها حتى أنزلته بالمنزلة التي ليس بها» قال : فقال علي رضي‌الله‌عنه إنه يهلك فيّ محب مطر يقرظني (٥) بما ليس في ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا وإني لست بنبي ، ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وبسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما استطعت له ، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم ، وما أمرتكم بمعصية الله أنا أو غيري فلا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف.

__________________

(١) فيه من لم أعرفه ، والمتن نكارته تفوح منه.

(٢) في الأصل «مسلم» ، وهو تحريف ، والمثبوت من «المستدرك».

(٣) في الأصل : «حسين» ، وهو تحريف.

(٤) في الأصل : «ماجد» ، وهو تصحيف.

(٥) في الأصل : «يقرضني» ، والتصويب من «المستدرك».

٥٤

حديث حسن ، رواه الحاكم في «صحيحه» وقال : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» (١).

[من باب الحكمة؟]

٢٩ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال قراءة عليه ، عن علي بن أحمد بن عبد الواحد ، أنا أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد في كتابه من أصبهان ، أنا الحسن بن أحمد بن الحسين المقري ، أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، ثنا أبو أحمد بن أحمد الجرجاني ، أنا الحسن بن سفيان ، أنا عبد الحميد بن بحر ، أنا شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن الصنابحي ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنا دار الحكمة وعليّ بابها».

رواه الترمذي في جماعة عن إسماعيل بن موسى ، ثنا محمد بن رومي ، ثنا شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن سويد بن غفلة ، عن الصنابحي عن عليّ ، وقال : «حديث غريب» (٢) ، ورواه بعضهم عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ، قال : ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن (٣) شريك وفي الباب عن ابن عباس» انتهى.

__________________

(١) ضعيف الإسناد ، باطل المتن :

أخرجه أحمد في «الفضائل» برقم (١٢٢١) ، وابنه في «زوائد الفضائل» برقم (١٠٨٧) ، وفي زوائده على المسند (١ / ١٦٠) والبخاري في «تاريخه الكبير» (٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢) ، والنسائي في «خصائص عليّ» برقم (١٠٠) ، والحاكم (٣ / ١٢٣) ، وابن الجوزي في «الواهيات» (١ / ٢٢٧) ، وغيرهم من طريق الحكم بن عبد الملك به.

وقد تعقب الحاكم في قوله : فقال الذهبي في «تلخيص المستدرك» : «الحكم وهّاه ابن معين».

قلت : ولكنه توبع بمحمد بن كثير الملائي عند البزار (٣ / ٢٠٢) ، ومحمد هذا منكر الحديث ، وربيعة بن ناجد هنا ، قال الذهبي في «الميزان» (٢ / ٤٥) «لا يكاد يعرف».

وله طريق آخر عن عليّ عند ابن حبان في «المجروحين» (٢ / ١٢٢) ، الواهيات لابن الجوزي (١ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨) ، وسنده موضوع ، وآفته عيسى بن عبد الله يروي عن آبائه الأشياء الموضوعة ، وانظر ما قاله ابن حبان فيه.

(٢) في «السنن» للترمذي : «هذا حديث غريب منكر».

(٣) في الأصل : «غير» ، والمثبوت من الترمذي.

٥٥

قلت : ورواه بعضهم عن شريك عن سلمة ولم يذكروا فيه عن سويد ، وروى الأصبع بن نباتة والحارث عن عليّ نحوه ، ورواه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولفظه «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها». وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلت : ورواه أيضا من حديث جابر بن عبد الله ولفظه «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب». وقال ابن عدي : وهذا الحديث يعرف بأبي الصلت الهروي عن أبي معاوية سرقه منه أحمد بن سلمة ومعه جماعة من الضعفاء (١).

[نصيب عليّ من الحكمة ...]

٣٠ ـ أخبرنا أبو علي بن هلال سماعا ، أنبأنا أبو الحسن بن البخاري ، أنا القاضي أبو المكارم الأصبهاني في كتابه ، أنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو أحمد الغطريفي ، حدثني أبو الحسين بن أبي مقاتل ، أنا محمد بن عبيد بن عتبة ، أنا محمد بن علي الوهبي الكوفي ، أخبرنا أحمد بن عمران بن سلمة ـ وكان ثقة عدلا مرضيا ـ ، أنا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسئل عن عليّ رضي‌الله‌عنه فقال : «قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي عليّ تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا». كذا رواه الحافظ أبو نعيم في الحلية وهو منكر مركب على سفيان والله أعلم (٢).

[من هو أقضى الصحابة؟]

٣١ ـ وأخبرنا الحسن بن أحمد بن عليّ بن أحمد ، أنا محمد بن أحمد اللبان

__________________

(١) حديث : «أنا مدينة العلم ...» حديث باطل ، انظر ما قاله العلامة المعلمي اليماني في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص ٣٤٩) ورواية عليّ أخرجها الترمذي برقم (٣٧٢٣) ، وأحمد في «فضائل الصحابة» برقم (١٠٨١).

ورواية جابر عند الخطيب في «تاريخه» (٢ / ٣٣٧) ورواية ابن عباس عند الحاكم (٣ / ١٢٦) ، والخطيب (١١ / ٤٨ ـ ٥٠). وانظر : «المقاصد الحسنة» للسخاوي (ص ٩٧) ، واللآلئ للسيوطي (١ / ٢٣٠).

(٢) باطل : آفته من روى عن الثوري ، وهو أحمد بن عمران بن سلمة ، قال الذهبي : «لا يدرى من ذا» وقال الأزدي : «مجهول منكر الحديث» ، انظر «اللسان» (١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥).

٥٦

كتابة ، أنا الحسن بن أحمد المقري ، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الله بن جعفر بن الهيثم ، أنا جعفر بن محمد الصايغ ، أنا قبيصة بن عقبة ، أنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عمر رضي‌الله‌عنه «علي أقضانا وأبيّ أقرؤنا» (١).

٣٢ ـ وأخرج الحاكم في «صحيحه» من حديث ابن مسعود «كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة عليّ بن أبي طالب» وقال : «صحيح ولم يخرجاه» (٢).

[قول ابن مسعود في عليّ]

٣٣ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد قراءة عليه ، أنا علي بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا قال : كتب إلينا القاضي أبو المكارم الأصبهاني منها ، أن الحسن بن أحمد المقري أخبره قال : ثنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا نذير بن جناح القاضي ، أنا إسحاق بن محمد بن مروان ، أن أبي ، أنا عباس بن عبيد الله ، أنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك ، عن عبيدة ، عن شفيق ، عن عبد الله بن مسعود قال : «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن عليّ بن أبي طالب عنده من علم الظاهر والباطن».

٣٤ ـ قرئ على الشيخ أبي عليّ بن هبل الصالحي بجامع دمشق وأنا أسمع ، عن أبي الحسن بن البخاري ، وأخبرنا أحمد بن محمد القاضي في كتابه ، وأنا أبو عليّ الحداد ، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد ، أنا عبد الله بن وهيب ، أنا محمد بن أبي السري ، أنا عبد الرزاق ، أنا النعمان بن أبي شيبة الجندي ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن تستخلفوا عليّا وما أراكم فاعلين ، تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء» (٣). حديث حسن الإسناد ، رجاله موثقون.

٣٥ ـ وقد رواه أيضا إبراهيم بن هراسة عن الثوري به ، ورواه شريك ، عن أبي

__________________

(١) إسناده صحيح : لو لا عنعنة حبيب ، وانظر الشاهد القادم.

(٢) صحيح : أخرجه الحاكم (٣ / ١٣٥) وسنده صحيح.

(٣) فيه من لم أهتد إليه.

٥٧

اليقظان ، عن أبي وائل ، عن حذيفة قال : قالوا : يا رسول الله ألا تستخلف علينا؟ قال : «إن تولوا عليّا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم». وهذا بعض حديث.

٣٦ ـ أخبرنا به ـ على التمام ـ شيخنا العلامة أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الشريشي مشافهة ، عن الإمام أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير ، أنا أبو الحسن الغافقي إجازة ، أنا عبد الله بن محمد الحجري ، أنا محمد بن الحسين الحافظ ، ثنا أبو علي الصدفي ، أنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل ، أنا أبو عمر الطلمنكي إجازة ، أنا أحمد بن محمد بن مفرج ، ثنا محمد بن أيوب بن الصموت ، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو الحافظ ، ثنا عبد الله بن وضاح الكوفي ثنا يحيى بن اليمان ، ثنا إسرائيل ، عن أبي اليقظان ، عن أبي وائل ، عن حذيفة قال : قالوا : يا رسول الله ، ألا تستخلف علينا؟ قال : «إن أستخلف عليكم فتعصون خليفتي ينزل عليكم العذاب» قالوا : ألا تستخلف أبا بكر؟ قال : «إن تستخلفوه تجدوه ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله» قالوا : ألا تستخلف عمر؟ قال : «إن تستخلفوه تجدوه قويا في بدنه قويا في أمر الله» قالوا : ألا تستخلف عليّا؟ قال : «إن تستخلفوه ولن تفعلوا يسلك بكم الطريق المستقيم وتجدوه هاديا مهديا». رواه البزار ، وقال : لا نعلمه روي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد ، وأبو اليقظان اسمه عثمان بن عمير ، قلت : أبو اليقظان هذا روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه وقد ضعفوه وقالوا : كان شيعيا ولكن روى عنه مثل شعبة وغيره من الكتاب ، ومع ذلك فلم ينفرد به فقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن زيد بن يثيع كما تقدم (١).

٣٧ ـ أخبرنا الحافظ الكبير أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين فيما شافهني به ، عن الخطيب أبي الفتح محمد بن محمد المصري ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد القسطلاني إجازة ، عن يوسف بن عبد الله الشاطبي في كتابه من المغرب ، أنا عبد الرحمن بن عتاب ، حدثني أبي ، أنبأنا سليمان بن خلف ، أنا ابن مفرج ، أنا ابن

__________________

(١) ضعيف : كما قال المصنف ، فعلّته عثمان بن عمير هذا الشيعي وأخرجه البزار في «مسنده» برقم (١٥٧٠ ـ كشف) ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٥ / ١٧٦) : «رواه البزار ، وفيه أبو اليقظان عثمان بن عمير ، وهو ضعيف» ا ه.

٥٨

الصموت ، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو الحافظ ، ثنا حفص بن عمر الربالي ، ثنا زيد بن الحباب ، ثنا فضيل بن مرزوق ، ثنا أبو إسحاق ، عن زيد بن يثيع عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن تولوا أبا بكر تجدوه زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ، وإن تولوا عمر تجدوه قويا أمينا لا تأخذه في الله لومة لائم ، وإن تولوا عليّا تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الصراط المستقيم ولن تفعلوا». رواه البزار في «مسنده» وقال : لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد قلت : وهو إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم ، إلا زيد بن يثيع فقد روى له أصحاب السنن وذكره ابن حبان في «الثقات» (١).

٣٨ ـ وأخبرناه أعلى من هذا بدرجات ، أبو عمر بن قدامة ، أنا شيخنا السعدي أبو الحسن ، أنا فرج ، أنا هبة الله ، أنا الحسن بن المذهب ، أنا القطيعي ، ثنا عبد الله ابن الإمام أحمد ، حدثني أبي ، ثنا أسود بن عامر ، حدثني عبد الحميد بن أبي جعفر ـ يعني : الفراء ـ ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن علي قال : قيل يا رسول الله ، من يؤمر بعدك؟ قال : «إن تؤمروا أبا بكر تجدوه (٢) زاهدا في الدنيا ، راغبا في الآخرة ، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا ، لا تأخذه (٣) في الله لومة لائم ، وإن تؤمروا عليّا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا ، يأخذ بكم الصراط (٤)

__________________

(١) حسن : أخرجه المصنف من طريق البزار ، وهو في «مسنده» برقم (١٥٧١ ـ كشف الأستار) ، ولكن حدث فيه سقط فقد سقط : «أبو إسحاق السبيعي» من بين مرزوق ، وزيد ، وقد انتبه إلى هذا السقط محققه العلامة المحدث حبيب الرحمن الأعظمي ، فقال في «تحقيقه» : «... ولا آمن أن يكون سقط من الإسناد أبو إسحاق ..» ا ه قلت : هو ساقط بالفعل ، كما هو الواضح بالدليل ، فرواية الجزري هنا تدل على أن أبا إسحاق بالسند ، وثانيا : في ترجمة زيد الراوي عنه أبو إسحاق ، وفي ترجمة فضيل شيخه أبو إسحاق. فالثابت أن أبا إسحاق قد سقط من إسناد البزار ، لعل هذا السقط من الناسخين ، والله أعلم.

ورواه أيضا الإمام أحمد في «المسند» (١ / ١٠٩) ، وفي «فضائل الصحابة» برقم (٢٨٤) ، والسند حسن إن شاء الله تعالى.

(٢) وفي «المسند» و «فضائل الصحابة» : «تجدوه أمينا زاهدا».

(٣) في «المسند» و «الفضائل» : «لا يخاف في الله».

(٤) في «المسند» و «الفضائل» : «الطريق».

٥٩

المستقيم». كذا رواه أحمد في «مسنده» (١).

[مبايعة علي لأبي بكر وعمر]

٣٩ ـ وأخبرنا الثقات من شيوخنا ومنهم أبو العباس بن أحمد بن عبد الكريم إذنا ، أن عبد الخالق بن علوان أخبرهم ، أنا ابن قدامة الإمام ، أنا ابن البطي ، أنا مالك بن أحمد ، ثنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الفضل بن خزيمة ، ثنا عبد الله بن روح ، ثنا شبابة ، ثنا أبو بكر الهذلي ، عن الحسن قال : لما قدم عليّ رضي‌الله‌عنه البصرة قام إليه ابن الكواء وقيس بن عبادة فقالا : ألا تخبرنا عن مسيرك هذا الذي سرت فيه يضرب الناس بعضهم ببعض؟ أعهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فحدثنا فأنت الموثوق المأمون فقال : أما أن يكون عندي عهد من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك فلا ، والله إن كنت أول من صدق به لا أكون أول من كذب عليه ، ولو كان عندي منه عهد ما تركت أخا بني تميم بن مرة وعمر بن الخطاب يتوثبان على منبر ، ولقاتلتهما بيدي ولو لم أجد إلا بردي هذا ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقتل قتلا ، ولم يمت فجأة ، مكث في مرضه أياما وليالي ، يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس ، وهو صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرى مكاني ، ولقد أرادت امرأة من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى ، وغضب ، وقال : «أنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر يصلي بالناس» فلما قبض نظرنا في أمورنا فاخترنا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لديننا ، وكانت الصلاة رأس الإسلام وقوامه ، فبايعنا أبا بكر ، وكان لذلك أهلا ، ولم يختلف عليه منا اثنان ، ولم يشهد بعضنا على بعض ، ولم يقطع منه البراء ، فأديت إلى أبي بكر حقه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جنوده ، وكنت آخذ منه إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي ، فلما قبض ولاها عمر ، فأخذها بسنة صاحبه ، وما يعرف من أمره ، فبايعنا عمر ، لم يختلف عليه منا اثنان ، فأديت إليه حقه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جنوده ، وكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزوا إذا أغزاني ، أضرب بين يديه الحدود بسوطي ، فلما قبض تذكرت في نفسي قرابتي وسابقتي ، وفضلي وأنا أظن أن لا يعدل بي ، ولكن خشي أن لا يعمل الخليفة بعده شيئا ، إلا لحقه في قبره ، فأخرج منها نفسه

__________________

(١) انظر التخريج السابق.

٦٠