مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

نضيه (١) فلا يوجد فيه شيء ـ وهو القدح ـ ثم ينظر إلى قذذه (٢) فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث (٣) والدم ، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر (٤). يخرجون على حين فرقة من الناس».

قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم ، وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس ، فوجد ، فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي نعت (٥).

١٧٦ ـ أخبرنا محمد بن المصفى بن بهلول قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : وحدثنا بقية بن الوليد ، وذكر آخر ، قالوا : حدثنا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، والضحاك ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقسم ذات يوم قسما ، فقال ذو الخويصرة التميمي : يا رسول الله! اعدل. قال : «ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟!!» فقام عمر ، فقال : يا رسول الله! ائذن لي حتى أضرب عنقه. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ، إن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، حتى إن أحدهم لينظر إلى نصله ، فلا يجد فيه شيئا ، ثم ينظر إلى رصافه ، فلا يجد فيه شيئا ، ثم ينظر إلى نضيه ، فلا يجد فيه شيئا ، ثم ينظر إلى قذذه ، فلا يجد فيه شيئا ، سبق الفرث والدم ، يخرجون على خير فرقة من الناس. آيتهم رجل أدعج (٦) إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو كالبضعة تدردر».

__________________

(١) النضي ـ على وزن علي : السهم ليس فيه نصل ولا ريش.

(٢) قذذه : بضم القاف ـ ريش السهم ومفرده قذّة.

(٣) الفرث : ما يوجد في كرش الحيوان.

(٤) تدردر : تترجرج.

(٥) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ١٧٢ في ترجمة ذي الخويصرة التميمي.

ورواه الإمام أحمد في المسند ج ٣ ص ٥٦.

ورواه البخاري في كتاب التفسير في تفسير قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ.)

(٦) أدعج : الدعج : سواد عين الحدقة ، والمقصود هنا : أسود الجلد.

١٨١

قال أبو سعيد : أشهد لسمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأشهد أني كنت مع علي بن أبي طالب حين قاتلهم ، فأرسل إلى القتلى ، فأتي به على النعت الذي نعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

١٧٧ ـ قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، عن ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن بسر بن سعيد ، عن عبيد الله بن أبي رافع : أن الحرورية (٢) لما خرجت مع علي بن أبي طالب ، فقالوا : لا حكم إلا لله ، قال علي : كلمة حق أريد بها باطل. إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء الذين يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم ـ وأشار إلى حلقه ـ من أبغض خلق الله إليه. منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي. فلما قاتلهم علي قال : انظروا. فنظروا ، فلم يجدوا شيئا. فقال : ارجعوا ، والله ما كذبت ، ولا كذبت ـ مرتين أو ثلاثا. ثم وجدوه في خربة ، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله : أنا حاضر ذلك من أمرهم ، وقول علي فيهم (٣).

١٧٨ ـ أخبرنا محمد بن معاوية بن يزيد قال : حدثنا علي بن هاشم عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة قال : سمعت عليا يقول : إذا حدثتكم عن نفسي ، فإن الحرب خدعة (٤) ، وإذا حدثتكم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلأن أخر من السماء أحب إليّ من أن أكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يخرج قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فإن

__________________

(١) راجع التعليق السابق.

(٢) الحرورية نسبة إلى حروراء وهم طائفة الخوارج الذين قاتلهم الإمام علي بن أبي طالب ، نسبوا إلى حوراء وهي بلدة بظاهر الكوفة كانوا يجتمعون فيها بعد خروجهم على علي رضي‌الله‌عنه ورفضهم التحكيم.

(٣) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩٢.

ورواه البيهقي في السنن ج ٨ ص ١٧١.

(٤) الحرب خدعة ، عبارة تعني أن الحرب يستعمل فيها الخداع وقد يكون الخداع من أسباب الانتصار فيها.

ويمكن أن يكون المعنى أن الحرب تخدع الناس وتمنيهم بما لا يكون.

١٨٢

أدركتهم ، فاقتلهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة» (١).

٦٠ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث

١٧٩ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان ، والقاسم بن زكريا قالا : حدثنا عبيد الله عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سويد بن غفلة ، عن علي : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يخرج قوم من آخر الزمان ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، قتالهم حق على كل مسلم» (٢).

خالفه يوسف بن أبي إسحاق ، فأدخل بين أبي إسحاق وبين سويد بن غفلة عبد الرحمن بن ثروان.

١٨٠ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن أبي قيس الأودي ، عن سويد بن غفلة ، عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، قتالهم حق على كل مسلم» (٣).

١٨١ ـ أخبرنا أحمد بن بكار الحراني قال : حدثنا مخلد قال : حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن طارق بن زياد قال : خرجنا مع علي إلى الخوارج ، فقتلهم ، ثم قال : انظروا ، فإن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنه سيخرج قوم يتكلمون بالحق لا يجاوز حلوقهم ، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية ، سيماهم أن

__________________

(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩٦ من حديث عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه. وعزاه إلى الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

ورواه النسائي في السنن ج ٧ ص ١١٩.

ورواه البخاري في صحيحه في كتاب استتابة المرتدين ـ باب : قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) ج ٩ ص ٢١. ورواه أبو داود في سننه ج ٥ ص ١٢٤. ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٨١.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ١٥٦.

(٣) رواه البزار ـ راجع كشف الأستار فيما اختاره البزار ج ٢ ص ٢٦٣ وأخرجه ابن عدي في الكامل ج ١ ص ٢٣٧.

١٨٣

فيهم رجلا أسود مخدج (١) اليد في يده شعرات سود» إن كان هو ، فقد قتلتم شر الناس ، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس ، فبكينا ، ثم قال : اطلبوا. فطلبنا ، فوجدنا المخدج ، فخررنا سجودا ، وخر علي معنا ساجدا ، غير أنه قال : يتكلمون بكلمة الحق (٢).

١٨٢ ـ أخبرنا الحسن بن مدرك قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : أخبرنا أبو عوانة قال : أخبرنا أبو بلج يحيى بن سليم بن بلج قال : أخبرني أبي سليم بن بلج : أنه كان مع علي في النهروان قال : كنت قبل ذلك أصارع رجلا على يده شيء ، فقلت : ما شأن يدك؟ قال : أكلها بعير ، فلما كان يوم النهروان ، وقتل علي الحرورية ، فجزع علي من قتلهم حين لم يجد ذا الثدي ، فطاف حتى وجده في ساقيه ، فقال : صدق الله ، وبلّغ رسوله ، وقال : في منكبه ثلاث شعرات في مثل حلمة الثدي.

٦١ ـ ثواب من قاتلهم

١٨٣ ـ أخبرنا علي بن المنذر قال : أخبرنا ابن فضيل قال : حدثنا عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه قال : كنت عند علي جالسا إذ دخل رجل عليه ثياب السفر قال : وعليّ يكلم الناس ، ويكلمونه ، فقال : يا أمير المؤمنين : تأذن أن أتكلم؟ فلم يلتفت إليه وشغله ما هو فيه فجلست إلى الرجل فسألته : ما خبرك؟ قال : كنت معتمرا ، فلقيت عائشة ، فقالت لي : هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون حرورية! قلت : خرجوا في موضع يسمى حروراء فسموا بذلك. فقالت : طوبى لمن شهد هلكتهم ، لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم قال : فجئت أسأله عن خبرهم فلما فرغ علي قال : أين المستأذن؟ فقص عليه كما قص علينا. قال : إني دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وليس عنده أحد غير عائشة أم المؤمنين ، فقال لي : «كيف أنت يا علي وقوم كذا وكذا؟» قلت : الله ورسوله أعلم. وقال : ثم أشار بيده ، فقال : «قوم يخرجون من المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فيهم رجل مخدج كأن يده ثدي». أنشدكم بالله أخبرتكم بهم؟ قالوا : نعم. قال :

__________________

(١) المخدج : الناقص.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ١٠٧.

١٨٤

أناشدكم بالله أخبرتكم أنه فيهم؟ قالوا : نعم. قال : فأتيتموني ، فأخبرتموني أنه ليس فيهم ، فحلفت لكم بالله أنه فيهم ، فأتيتموني به تجرونه كما نعت لكم؟ قالوا : نعم. قال : صدق الله ورسوله (١).

١٨٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد ـ وهو ابن وهب ـ عن علي بن أبي طالب قال : لما كان يوم النهروان لقي الخوارج ، فلم يبرحوا حتى شجروا (٢) بالرماح ، فقتلوا جميعا. قال علي : اطلبوا ذا الثدية ، فطلبوه فوجدوه في وهدة (٣) من الأرض عليه ناس من القتلى ، فإذا رجل على يده مثل سبلات السّنّور (٤) ، فكبر عليّ والناس ، وأعجبهم ذلك.

١٨٥ ـ أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا الفضل بن دكين ، عن موسى بن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل ، عن زيد بن وهب قال : خطبنا علي بقنطرة الديزجان فقال : إنه قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق ، وفيهم ذو الثدية ، فقاتلهم ، فقالت الحرورية بعضهم لبعض : لا تكلموه ، فيردكم كما ردكم يوم حروراء ، فشجر بعضهم بعضا بالرماح فقال رجل من أصحاب علي : اقطعوا العوالي. والعوالي الرماح ، فداروا واستداروا ، وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا ، أو ثلاثة عشر رجلا ، فقال علي : التمسوا المخدج ، وذلك في يوم شات ، فقالوا : ما نقدر عليه. فركب علي بغلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الشهباء ، فأتى وهدة من الأرض ، فقال : التمسوه في هؤلاء ، فأخرج ، فقال : ما كذبت ، ولا كذبت. فقال : اعملوا ولا تتكلوا ، لو لا أني أخاف أن تتكلوا لأخبركم بما قضى الله لكم على لسانه ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد شهدنا ناس باليمن. قالوا : كيف يا أمير المؤمنين؟ قال : كان هواهم معنا (٥).

__________________

(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٩٣.

(٢) شجروا : طعنوا.

(٣) وهدة : مكان منخفض كأنه حفرة ، وفي بعض الروايات : ساقية.

(٤) السنور : القط ، والسبلات : الشعرات.

(٥) رواه ابن كثير بمثله في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩٢.

وهو بلفظه في مصنف بن أبي شيبة ج ١٥ ص ٣١١ من طريق يحيى بن آدم.

١٨٥

١٨٦ ـ أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل قال : حدثنا زيد بن وهب : أنه كان في الجيش الذين كانوا مع الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال علي : أيها الناس! إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سيخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ، ليس قراءتكم إلى قراءتهم شيئا ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ، ولا صيامكم إلى صيامهم شيئا ، يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم ، وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى‌الله‌عليه‌وسلم لاتّكلوا عن العمل ، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ، وليست له ذراع ، على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة ، عليه شعرات بيض» فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام ، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم ، وأموالكم. والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح الناس ، فسيروا على اسم الله.

قال سلمة : فنزلني زيد منزلا منزلا حتى مررنا على قنطرة فلما التقينا على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي (١) فقال لهم : «ألقوا الرماح» وسلوا سيوفكم من جفونها ، فإني أخاف أن يناشدوكم. قال : فسلوا السيوف وألقوا جفونها وشجرهم الناس ـ يعني برماحهم ـ فقتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان. قال علي : التمسوا فيهم المخدج ، فلم يجدوه ، فقام علي بنفسه حتى أتى قتلى بعضهم على بعض قال : جردوهم ، فوجدوه مما يبلي الأرض ، فكبر علي ، وقال : صدق الله ، وبلغ رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام إليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين! والله الذي لا إله إلا هو سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو لسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له (٢).

__________________

(١) عبد الله بن وهب الراسبي كان رأس الخوارج وقائدهم وأميرهم وهو من قبيلة بني راسب وقتل عبد الله في معركة النهروان.

(٢) رواه أبو داود في سننه ج ٥ ص ١٢٦.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج ٨ ص ١٧٠.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ج ١٠ ص ١٤٧.

١٨٦

١٨٧ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن ابن عون ، عن محمد عن عبيدة قال : قال علي : لو لا أن تبطروا (١) لأنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقلت : أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : إي ورب الكعبة ، أي ورب الكعبة. إي ورب الكعبة (٢).

١٨٨ ـ أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال : حدثنا المعتمر بن سليمان عن عوف قال : حدثنا محمد بن سيرين قال : قال عبيدة السلماني : لما كان حيث أصيب أصحاب النهر قال علي : ابتغوا فيهم ، فإنهم إن كانوا هم القوم الذين ذكرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن فيهم رجلا مخدج اليد ، أو مثدون اليد (٣) ، أو مؤدن اليد (٤) ، فابتغيناه ، فوجدناه ، فدللناه عليه ، فلما رآه قال : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر. قال : والله ، لو لا أن تبطروا ـ ثم ذكر كلمة معناها ـ لحدثتكم بما قضى الله عزوجل على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمن ولى قتل هؤلاء. قلت : أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : إي ورب الكعبة ـ ثلاثا (٥).

١٨٩ ـ أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد قال : حدثنا بن مالك عمرو ـ وهو ابن هاشم ـ عن إسماعيل ـ وهو ابن أبي خالد ـ قال : أخبرني عمرو بن قيس ، عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش أنه سمع عليا يقول : أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لا أنا ما قوتل أهل النهروان ، ولو لا أني أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم بالذي قضى الله عزوجل على لسان نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمن قاتلهم ، مبصرا لضلالتهم ، عارفا بالهدى الذي نحن عليه.

__________________

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩١.

(١) تبطروا : البطر العجب والكبر.

(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩٢.

(٣) مثدون اليد : صغير اليد مجتمعها.

(٤) مؤدن اليد : ناقص اليد.

(٥) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩٣.

ورواه ابن ماجه في سننه ج ١ ص ٥٩.

ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ج ١ ص ١٢١.

ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ١٢١.

١٨٧

٦٢ ـ ذكر مناظرة عبد الله بن عباس الحرورية

واحتجاجه فيما أنكروه على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه

١٩٠ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو زميل قال : حدثني عبد الله بن عباس قال : لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دار وكانوا ستة آلاف ، فقلت لعلي : يا أمير المؤمنين! أبرد بالصلاة ، لعلي أكلم هؤلاء القوم. قال : إني أخافهم عليك. قلت : كلا. فلبست ، وترجلت (١) ، ودخلت عليهم في دار ، نصف النهار ، وهم يأكلون ، فقالوا : مرحبا بك يا ابن عباس ، فما جاء بك؟! قلت لهم : أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المهاجرين ، والأنصار ، ومن عند ابن عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصهره ، وعليهم نزل القرآن ، فهم أعلم بتأويله منكم ، وليس فيكم منهم أحد ، لأبلغكم ما يقولون ، وأبلغهم ما تقولون. فانتحى لي نفر منهم. قلت : هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن عمه ، قالوا : ثلاث. قلت : ما هن؟

قالوا : أما إحداهن ، فإنه حكّم الرجال في أمر الله ، وقال الله : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [الأنعام : ٥٧ : يوسف : ٤٠ ، ٦٧] ما شأن الرجال والحكم؟ قلت : هذه واحدة.

قالوا : وأما الثانية ، فإنه قاتل ، ولم يسب ولم يغنم. إن كانوا كفارا لقد حل سبيهم ولئن كانوا مؤمنين ما حل سبيهم ولا قتالهم. قلت : هذه ثنتان ، فما الثالثة؟ وذكر كلمة معناها.

قالوا : محى نفسه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين ، فهو أمير الكافرين. قلت : هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا : حسبنا هذا ، قلت لهم : أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله جل ثناؤه وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما يرد قولكم أترجعون؟ قالوا : نعم.

قلت : أما قولكم حكّم الرجال في أمر الله ، فإني أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم ، فأمر الله تبارك وتعالى أن يحكموا

__________________

(١) ترجلت : رجلت شعري ، أو ترجلت : سرت راجلا أي على قدمي ولم أركب.

١٨٨

فيه. أرأيت قول الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) [المائدة : ٩٥] وكان من حكم الله أنه سيره إلى الرجال يحكمون فيه ، ولو شاء يحكم فيه ، فجاز من حكم الرجال.

أنشدكم بالله؟ أحكم الرجال في صلاح ذات البين ، وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب؟ قالوا : بلى ، بل هذا أفضل.

وفي المرأة وزوجها (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) [النساء : ٣٥] فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ خرجت من هذه؟ قالوا : نعم.

قلت : وأما قولكم : قاتل ولم يسب ، ولم يغنم ، أفتسبون أمكم عائشة ، تستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم؟ فإن قلتم : إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم ، وإن قلتم : ليست بأمنا فقد كفرتم (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) [الأحزاب : ٦] فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج. أفخرجت من هذه؟ قالوا : نعم.

وأما محي نفسه من أمير المؤمنين ، فأنا آتيكم بما ترضون. إن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الحديبية صالح المشركين ، فقال لعلي : «اكتب يا علي! هذا ما صالح عليه محمد رسول الله» قالوا : لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «امح يا علي! اللهم إنك تعلم أني رسول الله. امح يا علي ، واكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله» والله لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خير من علي ، وقد محى نفسه ، ولم يكن محوه نفسه ذلك محاه من النبوة. أخرجت من هذه؟ قالوا : نعم ، فرجع منهم ألفان ، وخرج سائرهم ، فقتلوا على ضلالتهم ، قتلهم المهاجرون والأنصار (١).

__________________

(١) رواه أحمد في المسند ج ١ ص ٣٤٢.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ١ ص ٣١٨.

ورواه عبد الرزاق في المصنف ج ١٠ ص ١٥٧.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ١٥٠ وصححه ووافقه الذهبي.

١٨٩

٦٣ ـ ذكر الأخبار المؤيدة لما تقدم وصفه

١٩١ ـ أخبرني معاوية بن صالح قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا عمرو بن هاشم الجنبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن علقمة بن قيس قال : قلت لعلي : تجعل بينك وبين ابن آكلة الأكباد (١) حكما! قال : إني كنت كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الحديبية ، فكتب : «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، وسهيل بن عمرو» فقال سهيل : لو علمنا أنه رسول الله ما قاتلناه ، امحها. فقلت : هو والله رسول الله وإن رغم أنفك. لا والله لا أمحوها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أرني مكانها» ، فأريته فمحاها ، وقال : «أما إن لك مثلها ستأتيها وأنت مضطر».

١٩٢ ـ أخبرنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار قالا : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء قال : لما صالح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل الحديبية ـ وقال ابن بشار : أهل مكة ـ كتب علي كتابا بينهم قال : فكتب : محمد رسول الله ، فقال المشركون : لا تكتب محمد رسول الله ، لو كنت رسول الله لم نقاتلك. فقال لعلي : «امحه» قال : ما أنا بالذي أمحوه. فمحاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده ، فصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ، ولا يدخلها إلا بجلبان (٢) السلاح ، فسألته ـ قال ابن بشار : فسألوه ـ ما جلبان السلاح؟ قال : القراب بما فيه (٣).

١٩٣ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : اعتمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذي القعدة ، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم فيها ثلاثة أيام. فلما كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. قالوا : لا نقر بها ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك بيته ، ولكن أنت محمد بن عبد الله قال : «أنا رسول الله ،

__________________

(١) آكلة الأكباد لقب لهند بنت عتبة أم معاوية وزوجة أبي سفيان. ولقبت بذلك ، لأنها مثلت بحمزة بن عبد المطلب في أحد واستخرجت كبده فلاكتها ولفظتها.

(٢) جلبان السلاح : جراب السلاح ، يعني أن تكون السيوف في أغمادها ولا تجرد.

(٣) رواه أحمد في المسند ج ٤ ص ٢٨٩.

ورواه أبو داود في سننه ج ٢ ص ٤١٥.

١٩٠

وأنا محمد بن عبد الله» قال لعلي : «امح رسول الله» قال : والله لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكتاب ، وليس يحسن يكتب ، فكتب مكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محمدا ، فكتب : «هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، لا يدخل مكة سلاح إلا السيف في القراب ، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد أن يقيم» فلما دخلها ، ومضى الأجل أتوا عليا ، فقالوا : قل لصاحبك فليخرج عنا ، فقد مضى الأجل ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتبعته ابنة حمزة (١) تنادي : يا عم! يا عم! فتناولها علي ، فأخذ بيدها ، فقال لفاطمة : دونك ابنة عمك ، فحملتها ، فاختصم فيها علي ، وزيد ، وجعفر ، فقال علي : أنا آخذها ، وهي ابنة عمي. قال جعفر : ابنة عمي ، وخالتها تحتي. وقال زيد : ابنة أخي. فقضى بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لخالتها ، وقال : «الخالة بمنزلة الأم». ثم قال لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي» ثم قال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» فقال علي : ألا تتزوج ابنة حمزة؟ فقال : «إنها ابنة أخي من الرضاعة» (٢).

قال أبو عبد الرحمن خالفه يحيى بن آدم. فروى آخر هذا الحديث ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، وهبيرة بن يريم ، عن علي.

١٩٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدثنا يحيى ـ وهو ابن آدم ـ قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم ، عن علي : أنهم اختصموا في ابنة حمزة ، فقضى بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خالتها ، وقال : «الخالة أم» قلت : يا رسول الله! ألا تزوجها؟ قال : «إنها لا تحل لي ، إنها ابنة أخي من الرضاعة» وقال لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» وقال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي».

تمّ الكتاب

__________________

(١) سبقت الإشارة إلى ابنة حمزة وهي أمامة ، وقيل في اسمها عمارة ، وقيل غير ذلك.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ٤ ص ٢٩٨.

ورواه ابن الأثير في ترجمة أمامة بنت حمزة في أسد الغابة ج ٧.

ورواه البيهقي في السنن ج ٨ ص ٥.

١٩١

فهرس المحتويات

المقدمة......................................................................................... ٣

الفصل الأول

التمهيد

صور من تواضع أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه........................................................ ٥

زهد علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه................................................................... ٦

من خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه................................................ ٨

خطب أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما..................................... ٢١

من أقوال الإمام علي رضي‌الله‌عنه.................................................................... ٢٤

الفصل الثاني

مناقب الأسد الغالب علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه

ترجمة المؤلف.................................................................................. ٣٧

قول الإمام أحمد في عليّ...................................................................... ٣٨

من كنت مولاه فعلي مولاه.................................................................... ٣٩

اللهم وال من والاه........................................................................... ٤٠

منزلة عليّ من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.................................................................... ٤٠

قدر عليّ عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم....................................................................... ٤٢

مبغض عليّ منافق............................................................................ ٤٣

لا يحب عليّا إلا مؤمن........................................................................ ٤٣

بغض عليّ من خصائص المنافقين............................................................. ٤٤

ما قاله عبادة في عليّ......................................................................... ٤٥

قول شريك في عليّ........................................................................... ٤٦

الرسول يحب عليّا............................................................................. ٤٦

بغض عليّ من بغض الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم............................................................. ٤٧

١٩٢

أنت أخي في الدنيا والآخرة................................................................... ٤٧

عليّ سيد العرب.............................................................................. ٤٨

سدوا هذه الأبواب .. إلا باب عليّ........................................................... ٤٩

من خصائص عليّ............................................................................ ٥٠

عليّ يحبه الله ورسوله.......................................................................... ٥١

اللهم أذهب عنه الحر والبرد................................................................... ٥٢

الرسول يعطي الراية لعليّ...................................................................... ٥٢

السعيد من أحب عليّا........................................................................ ٥٣

مثل عليّ في قومه كعيسى في قومه............................................................. ٥٤

من باب الحكمة؟............................................................................. ٥٥

نصيب عليّ من الحكمة....................................................................... ٥٦

من هو أقضى الصحابة؟...................................................................... ٥٦

قول ابن مسعود في عليّ...................................................................... ٥٧

مبايعة علي لأبي بكر وعمر................................................................... ٦٠

المسلسل بالمصافحة........................................................................... ٦٢

المسلسل بالأسودين........................................................................... ٦٣

المسلسل بقص الأظافر........................................................................ ٦٤

المسلسل بالعد................................................................................ ٦٥

المسلسل بوضع اليد على الكتف.............................................................. ٦٦

بم يغفر الذنب؟.............................................................................. ٦٧

المسلسل بقولهم : والله إنه لحق................................................................ ٦٨

المسلسل ببيان حال الشيخ................................................................... ٦٩

شموا النرجس ولو في اليوم مرة................................................................. ٧١

١٩٣

ما هو دواء الهم؟............................................................................. ٧٢

دعاء تفريج الكروب.......................................................................... ٧٣

ماذا تقول إذا حزبك الأمر؟.................................................................. ٧٣

حوار بين أبي جعفر المنصور وجعفر بن محمد.................................................. ٧٤

دعاء الفرج بعد الشدة........................................................................ ٧٦

ثلاث حافظات............................................................................... ٧٨

ماذا يقرأ الإنسان قبل النوم؟.................................................................. ٧٩

فضل قراءة آية الكرسي في دبر الصلاة......................................................... ٨١

لا تلبس الخاتم في السبابة..................................................................... ٨٢

هل خصّكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء؟........................................................... ٨٣

لعن الله من آوى محدثا........................................................................ ٨٤

أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة.......................................................... ٨٥

الرافضة .. لماذا سموا بهذا الاسم؟.............................................................. ٨٦

من قتل دون ماله فهو شهيد.................................................................. ٨٨

صفة الوضوء................................................................................. ٨٨

ويل للأعقاب من النار........................................................................ ٩٠

ارجع فأحسن وضوءك........................................................................ ٩١

الدين والرأي.................................................................................. ٩١

وضوء من لم يحدث ... كيف؟................................................................ ٩١

المسح على الخفين............................................................................ ٩٢

الجنة لمن يحب أهل البيت..................................................................... ٩٣

تعريف الإيمان................................................................................ ٩٣

من منهيات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم...................................................................... ٩٥

١٩٤

المهدي منا أهل البيت........................................................................ ٩٦

من أوصاف المهدي المنتظر.................................................................... ٩٧

ثلاثة لا يؤخّرن ... ما هن؟................................................................... ٩٧

لبس الخرقة.................................................................................. ١٠٢

تلقين الذّكر................................................................................. ١٠٥

من أحب أبا بكر وعمر فقد أحب عليّا..................................................... ١٠٦

الفصل الثالث

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه

ترجمة الإمام النسائي رحمه‌الله تعالى.............................................................. ١١١

نسبه ومولده................................................................................ ١١١

مجيئه إلى مصر ثم دمشق..................................................................... ١١١

وفاته....................................................................................... ١١٢

أخلاقه وصفاته............................................................................. ١١٢

منزلته العلمية............................................................................... ١١٣

مؤلفاته..................................................................................... ١١٤

نسبه وإسلامه.............................................................................. ١١٦

علمه وفضله................................................................................ ١١٧

زهده وورعه................................................................................. ١١٧

خلافته ومقتله.............................................................................. ١١٨

أولية إسلام علي بن أبي طالب.............................................................. ١١٩

١ ـ ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، وذكر صلاته قبل الناس ، وأنه أول من صلى من هذه الأمة          ١١٩

٢ ـ ذكر اختلاف الناقلين لهذا الخبر عن شعبة................................................ ١١٩

١٩٥

٣ ـ ذكر عبادة علي رضي‌الله‌عنه................................................................... ١٢١

٤ ـ ذكر منزلة علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه من الله عزوجل......................................... ١٢١

٥ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة فيه........................................... ١٢٥

٦ ـ ذكر خبر عمران بن حصين في ذلك..................................................... ١٢٧

٧ ـ ذكر خبر الحسن بن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك وأن جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره صلى‌الله‌عليه‌وسلم ١٢٧

٨ ـ ذكر قول النبي رضي‌الله‌عنه في علي : "إن الله جل ثناؤه لا يخزيه أبدا"........................... ١٢٧

٩ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : "إنه مغفور له"............................................... ١٢٩

١٠ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث....................................... ١٢٩

١١ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "قد امتحن الله قلب عليّ للإيمان"................................ ١٣٠

١٢ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك........................ ١٣١

١٣ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر................................................. ١٣١

١٤ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث....................................... ١٣٢

١٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي"......................... ١٣٣

١٦ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم "ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم"................. ١٣٣

١٧ ـ ذكر منزلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم................................ ١٣٥

١٨ ـ ذكر الاختلاف على محمد بن المنكدر في هذا الحديث.................................. ١٣٦

١٩ ـ ذكر الاختلاف على عبد الله بن شريك في هذا الحديث................................ ١٤٠

٢٠ ـ ذكر الأخوّة........................................................................... ١٤١

٢١ ـ ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "علي مني وأنا منه"................................................... ١٤٣

٢٢ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث....................................... ١٤٣

٢٣ ـ ذكر قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "علي كنفسي"........................................................ ١٤٤

٢٤ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : "أنت صفيي وأميني"........................................ ١٤٥

١٩٦

٢٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "لا يؤدي عني إلا أنا أو علي"................................... ١٤٥

٢٦ ـ ذكر توجيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببراءة مع علي................................................... ١٤٥

٢٧ ـ باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "من كنت وليه فعلي وليه"....................................... ١٤٧

٢٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "علي ولي كل مؤمن بعدي"...................................... ١٥٠

٢٩ ـ ذكر قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "علي وليكم بعدي".................................................. ١٥١

٣٠ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "من سب عليا فقد سبني"........................................ ١٥١

٣١ ـ الترغيب في موالاة علي ، والترهيب من معاداته......................................... ١٥٢

٣٢ ـ الترغيب في حب علي ، وذكر دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمن أحبه ودعائه على من أبغضه......... ١٥٣

٣٣ ـ الفرق بين المؤمن والمنافق.............................................................. ١٥٤

٣٤ ـ ذكر المثل الذي ضربه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي بن أبي طالب................................ ١٥٥

٣٥ ـ ذكر منزلة علي بن أبي طالب وقربه من النبي (ولزوقه به ، وحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم له....... ١٥٦

٣٦ ـ ذكر منزلة علي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند دخوله ومسألته وسكوته........................ ١٥٩

٣٧ ـ ذكر الاختلاف على المغيرة في هذا الحديث............................................ ١٦٠

٣٨ ـ ذكر ما خص به علي من صعوده على منكبي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم................................ ١٦١

٣٩ ـ ذكر ما خص به علي دون الأولين والآخرين من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبضعة منه وسيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران        ١٦٢

فضائل فاطمة............................................................................... ١٦٤

٤٠ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ١٦٤

٤١ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيدة نساء هذه الأمة.............. ١٦٥

٤٢ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة بضعة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم............................... ١٦٧

١٩٧

٤٣ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر................................................. ١٦٧

٤٤ ـ ذكر ما خص به علي بن أبي طالب من أن الحسن والحسين ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ريحانتاه من الدنيا وأنهما سيدا شباب أهل الجنة إلا عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا صلى‌الله‌عليه‌وسلم......................................................................... ١٦٨

٤٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "الحسن والحسين ابناي".......................................... ١٦٩

٤٦ ـ ذكر الآثار المأثورة بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة........................... ١٦٩

٤٧ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "الحسن والحسين ريحانتاي من هذه الدنيا"........................ ١٧٠

٤٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : "أنت أعز عليّ من فاطمة وفاطمة أحب إليّ منك".......... ١٧١

٤٩ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "ما سألت لنفسي شيئا إلا قد سألته لك"........................ ١٧١

٥٠ ـ ذكر ما خص به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا من الدعاء............................................. ١٧٢

٥١ ـ ذكر ما خص به علي من صرف أذى الحر والبرد عنه................................... ١٧٢

٥٢ ـ ذكر النجوى ، وما خفف بعلي عن هذه الأمة......................................... ١٧٣

٥٣ ـ ذكر أشقى الناس...................................................................... ١٧٣

٥٤ ـ ذكر أحدث الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم............................................... ١٧٤

٥٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم"علي يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله"............... ١٧٥

٥٦ ـ الترغيب في نصرة علي................................................................. ١٧٥

٥٧ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "عمار تقتله الفئة الباغية"........................................ ١٧٦

٥٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم "تمرق مارقة من الناس سيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق"............ ١٧٩

٥٩ ـ ذكر ما خص به عليّ من قتال المارقين................................................. ١٨٠

٦٠ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث....................................... ١٨٣

٦١ ـ ثواب من قاتلهم...................................................................... ١٨٤

١٩٨

٦٢ ـ ذكر مناظرة عبد الله بن عباس الحرورية واحتجاجه فيما أنكروه على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه       ١٨٨

٦٣ ـ ذكر الأخبار المؤيدة لما تقدم وصفه.................................................... ١٩٠

فهرس المحتويات............................................................................. ١٩٢

١٩٩

٢٠٠