مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

أعطاني ، وإذا سكتّ ابتدأني (١).

١٢٠ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي قال : كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكتّ ابتديت (٢).

١٢١ ـ أخبرنا يوسف بن سعيد قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج قال : حدثنا أبو حرب ، عن أبي الأسود ، ورجل آخر ، عن زاذان قالا : قال علي : «كنت ـ والله ـ إذا سألت أعطيت ، إذا سكت ابتديت».

قال أبو عبد الرحمن : ابن جريج لم يسمع من أبي حرب.

٣٨ ـ ذكر ما خص به علي من صعوده على منكبي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

١٢٢ ـ أخبرنا أحمد بن حرب قال : حدثنا أسباط ، عن نعيم بن حكيم المدائني قال : حدثنا أبو مريم قال : قال علي : انطلقت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أتينا الكعبة ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على منكبي ، فنهض به علي (٣). فلما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضعفه قال له : «اجلس» فجلس ، فنزل نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «اصعد على منكبي» ، فنهض به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال علي : إنه ليخيلني أني لو شئت لنلت أفق السماء فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر (٤) أو نحاس ، فجعلت أعالجه لأزيله يمينا وشمالا ، وقداما ومن بين يديه ، ومن خلفه ، حتى إذا استمكنت منه قال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقذفه» فقذفت به ، فكسرته كما تكسر القوارير ، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس (٥).

__________________

(١) رواه الترمذي في جامعه الصحيح ج ٥ ص ٣٠١ وقال : حسن غريب.

ورواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي.

(٢) أخرجه أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء ج ١ ص ٦٨.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج ١٢ ص ٥٨.

(٣) فنهض به علي ، في التعبير التفات ، حيث عدل عن ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب ، وهو أسلوب بلاغي معروف عند علماء البلاغة يستعمل لتنبيه الذهن وإثارة الاهتمام.

(٤) صفر : الصفر : النحاس الجيد ، وقيل : هو ضرب من النحاس ـ وهو بضم الصاد وعلى هذا فإن أو هنا للشك.

(٥) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٨٤. وهو مروي بدون أسلوب الالتفات ورواه الحاكم ـ

١٦١

٣٩ ـ ذكر ما خص به علي دون الأولين والآخرين

من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبضعة منه وسيدة نساء أهل

الجنة إلا مريم بنت عمران

١٢٣ ـ أخبرنا الحسين بن حريث قال : أخبرنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنها صغيرة» ، فخطبها علي فزوجه منها (١).

١٢٤ ـ أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال : حدثنا حاتم بن وردان قال : حدثنا أيوب السختياني ، عن أبي يزيد المدني ، عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أصبحنا جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضرب الباب ، ففتحت له أم أيمن الباب ، فقال : «يا أم أيمن! ادعى لي أخي» قالت : هو أخوك وتنكحه؟ قال : «نعم يا أم أيمن» وسمعن النساء صوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتنحين. قالت : واختبيت أنا في ناحية. قالت : فجاء علي ، فدعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونضح عليه من الماء ، ثم قال : «ادعوا لي فاطمة» فجاءت خرقة (٢) من الحياء ، فقال لها : «قد أنكحتك أحب أهل بيتي» ودعا لها ، ونضح عليهما من الماء ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأى سوادا فقال : «من هذا؟» قلت : أسماء. قال : «ابنة عميس؟» (٣) قلت : نعم. قال : «كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تكرمينه؟» قلت : نعم. قالت : فدعا لي (٤).

__________________

في المستدرك ج ٢ ص ٣٦٦.

(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٧ ص ٢٢١ ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٩ بتحقيقنا.

(٢) خرقة : خجلة دهشة.

(٣) كانت أسماء بنت عميس في الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب وقت زفاف فاطمة رضي‌الله‌عنها.

(٤) رواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٢٤ ص ١٣٦.

ورواه عبد الرزاق الصنعاني في المصنف ج ٥ ص ٤٨٥.

ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٨ ص ٢٥.

١٦٢

خالفه سعيد بن عروبة ، فرواه عن أيوب ، عن عكرمة عن ابن عباس.

١٢٥ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن صدران قال : حدثنا سهيل بن خلاد العبدي قال : حدثنا محمد بن سواء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن أيوب السختياني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة من علي كان فيما أهدى معها سريرا مشروطا (١) ، ووسادة من أدم (٢) حشوها ليف ، وقربة. قال : وجاءوا ببطحاء الرمل (٣) فبسطوه في البيت ، وقال لعلي : «إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك» ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدق الباب ، فخرجت إليه أم أيمن ، فقال لها : «أثم أخي؟» فقالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : «فإنه أخي» قال : ثم أقبل عليها فقال لها : «جئت تكرمين ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟» قالت : نعم فدعا لها ، وقال لها خيرا ، ثم دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : وكان اليهود يؤخّذون (٤) الرجل عن امرأته إذا دخل بها. قال : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتور (٥) من ماء ، فتفل فيه ، وعوذ فيه ، ثم دعا عليا فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره ، وذراعيه ، ثم دعا فاطمة ، فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ففعل بها مثل ذلك ، ثم قال لها : «إني ـ والله ـ ما ألوت (٦) أن أزوجك خير أهلي» (٧) ثم قام فخرج.

١٢٦ ـ أخبرني عمران بن بكار بن راشد قال : حدثنا أحمد بن خالد قال :

__________________

(١) مشروطا : مفتولا بخوص.

(٢) أدم : جلد.

(٣) بطحاء الرمل : حصى صغار تفرش بها البيوت ، يقال بطح المسجد أي ألقى فيه الحصى.

لسان العرب.

وفي الحديث إشارة إلى بساطة حياة أسرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعدم اهتمامهم بالمظاهر الزائلة والمتاع الفاني.

(٤) يؤخذون الرجل عن امرأته : يفعلون من السحر ما يحولون به بين الرجل وامرأته.

(٥) التور : إناء من نحاس أو من حجارة يستعمل لوضع الماء فيه.

(٦) ما ألوت : ما قصرت.

(٧) رواه ابن سعد في الطبقات ج ٨ ص ٢٣.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٧.

١٦٣

حدثنا محمد عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه أن معاوية ذكر علي بن أبي طالب فقال سعد بن أبي وقاص : والله لأن تكون لي إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس : لأن يكون قال لي ما قاله له حين رده من غزوة تبوك : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن يكون قال لي ما قال في يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، ليس بفرّار». أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن أكون كنت صهره على ابنته لي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس (١).

فضائل فاطمة

٤٠ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران

١٢٧ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : مرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاءت فاطمة ، فأكبت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسارها ، فبكت ، ثم أكبت عليه ، فسارها فضحكت ، فلما توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سألتها فقالت : لما أكببت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك ، فبكيت ، ثم أكببت عليه ، فأخبرني أني أسرع أهل بيتي لحوقا به ، وأني سيدة نساء أهل

__________________

(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤ باستثناء الجزء الأخير وجاء مكانه : وأنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : «اللهم هؤلاء أهلي».

قال المحقق : ورواه الترمذي في صحيحه ـ راجع تحفة الأحوذي أبواب المناقب ـ باب مناقب علي بن أبي طالب ـ ج ١٠ ص ٢٢٨ وقال الترمذي : حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.

والحديث بلفظه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤١. وعزاه إلى أبي زرعة الدمشقي.

١٦٤

الجنة إلا مريم بنت عمران فرفعت رأسي ، فضحكت (١).

١٢٨ ـ أخبرني هلال بن بشير قال : حدثنا محمد بن خالد قال : حدثنا موسى بن يعقوب قال : حدثني هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب ، أن أم سلمة أخبرته : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا فاطمة ، فناجاها ، فبكت ، ثم حدثها فضحكت. قالت أم سلمة : فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سألتها عن بكائها ، وضحكها فقالت : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه يموت فبكيت ثم أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أني سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فضحكت (٢).

١٢٩ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير ، عن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم ابنة عمران» (٣).

٤١ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيدة

نساء هذه الأمة

١٣٠ ـ أخبرنا محمد بن منصور قال : حدثنا الزبيري محمد بن عبد الله قال : حدثنا أبو جعفر ـ واسمه محمد بن مروان ـ قال : حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال : أبطأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنا يوما صدر النهار ، فلما كان العشي قال له قائلنا : يا رسول الله! قد شق علينا ، لم نرك اليوم. قال : «إن ملكا من السماء لم يكن رآني ، فاستأذن الله في زيارتي ، فأخبرني ـ أو بشرني ـ أن فاطمة ابنتي سيدة نساء أمتي ،

__________________

(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٢٢ ص ٤١٩.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف ج ١٢ ص ١٢٦.

ورواه ابن سعد في الطبقات ج ٨ ص ٣٠ ولفظ ابن سعد : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين.

(٢) رواه الترمذي في صحيحه ج ٥ ص ١٠٧ ـ أبواب المناقب.

(٣) رواه السيوطي في الجامع الصغير ج ١ ص ١٥٦ بلفظ «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران» وقال : أخرجه أحمد وابن عدي وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم من حديث أبي سعيد رضي‌الله‌عنه.

١٦٥

وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة» (١).

١٣١ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا زكريا ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرّ إليها حديثا ، فبكت ، فقلت لها : استخصك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديثه وتبكين؟ ثم إنه أسرّ إليها حديثا ، فضحكت ، فقلت لها : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. حتى إذا قبض سألتها ، فقالت : إنه أسرّ إلي فقال : «إن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة ، وإنه عارضني به العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي ، ونعم السلف أنا لك». قالت : فبكيت لذلك ، ثم قال : «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين؟» قالت : فضحكت (٢).

١٣٢ ـ أخبرنا محمد بن معمر البحراني قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا أبو عوانة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : أخبرتني عائشة قالت : كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جميعا ما تغادر منا امرأة واحدة ، فجاءت فاطمة تمشي ، ولا والله إن تخطي مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى انتهت إليه ، فقال : «مرحبا بابنتي» فأقعدها عن يمينه ، أو عن يساره ، ثم سارّها بشيء فبكت بكاء شديدا ، ثم سارّها بشيء فضحكت ، فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قلت لها : خصك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيننا بالسرار وأنت تبكين؟!! أخبرني ما قال لك؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سره. فلما توفي قلت لها : أسألك بالذي لي عليك من الحق ما الذي سارّك

__________________

(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٩ ص ٢٦.

ورواه الإمام أحمد في مسنده بمثله ج ٥ ص ٣٩١.

ورواه الترمذي في صحيحه ج ٥ ص ٤٢٦.

ورواه البخاري في التاريخ ج ١ ص ٢٣٢.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٨ ص ٣٠.

ورواه الإمام أحمد في مسنده ٦ ص ٢٨٢.

ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها ج ٥ ص ٣١٦.

١٦٦

به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت : أما الآن فنعم : سارّني ، أما مرّته الأولى فقال : «إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة ، وإنه عارضني به العام مرتين ، ولا أرى إلا الأجل قد اقترب ، فاتقي الله واصبري» ثم قال : «يا فاطمة أما ترضين أنك سيدة نساء هذه الأمة ـ أو ـ سيدة نساء العالمين؟» فضحكت (١).

٤٢ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة بضعة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

١٣٣ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا المسيب ، عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو على المنبر ـ يقول : «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب ، فلا آذن ، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما هي بضعة (٢) مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها» (٣).

٤٣ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر

١٣٤ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا بشر بن السري قال : حدثنا ليث بن سعد قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : سمعت المسور بن مخرمة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة يخطب ، ثم قال «إن بني هشام استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليّا ، وإني لا آذن ، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يفارق ابنتي ، وأن ينكح ابنتهم» ثم قال «إن فاطمة مضغة ـ أو بضعة ـ مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها ، وما كان له أن يجمع بين بنت عدو الله ، وبين ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٤).

__________________

(١) رواه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن ، وفي كتاب المناقب ورواه الإمام مسلم في صحيحه في «كتاب الفضائل» باب فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها ج ٥ ص ٣١٧.

ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٦ ص ٢٧٢.

(٢) بضعة مني : قطعة مني. يريبني : يسوؤني.

(٣) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب : فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ٣٢٨.

(٤) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها.

ورواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها ـ

١٦٧

١٣٥ ـ الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، عن سفيان عن عمرو ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن فاطمة مضغة مني ، ومن أغضبها أغضبني».

١٣٦ ـ أخبرنا محمد بن خالد بن خلي قال : حدثنا بشر بن شعيب ، عن أبيه ، عن الزهري قال : أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن فاطمة مضغة مني».

١٣٧ ـ أخبرني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا عمي قال : حدثنا أبي ، عن الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن حلحلة أنه حدثه أن ابن شهاب حدثه أن علي بن حسين حدثه أن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب على منبره هذا ، وأنا يومئذ محتلم (١).

فقال : «إن فاطمة مضغة مني» (٢).

٤٤ ـ ذكر ما خص به علي بن أبي طالب من أن الحسن والحسين

ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ريحانتاه من الدنيا وأنهما سيدا شباب أهل الجنة

إلا عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا

١٣٨ ـ أخبرنا أحمد بن بكار الحراني قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما أنت يا علي فختني (٣) ، وأبو ولدي ، وأنت مني ، وأنا منك» (٤).

__________________

ـ ج ٥ ص ٢٦.

(١) محتلم : بلغت الحلم فأعي ما أسمع وأعقل ما يقال.

(٢) رواه البخاري في صحيحه في كتاب دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الإسلام والنبوة ـ باب : ما ذكر من ورع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه. ورواه مسلم في كتاب الفضائل ـ باب فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها ـ ورواه أحمد في المسند ج ٤ ص ٣٢٣.

(٣) الختن ـ بفتح الخاء والتاء ـ زوج البنت.

(٤) رواه أحمد في المسند ج ٥ ص ٢٠٤ مطولا.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج ١ ص ١٢٣.

١٦٨

٤٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين ابناي»

١٣٩ ـ أخبرني القاسم بن زكريا بن دينار قال : حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثني موسى ـ وهو ابن يعقوب الزمعي ـ عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر قال : أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال قال : أخبرني حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة قال : أخبرني أسامة بن زيد قال : طرقت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة لبعض الحاجة ، فخرج وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو ، فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه ، فإذا الحسن والحسين على وركيه فقال : «هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما ، فأحبهما ، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما» (١).

٤٦ ـ ذكر الآثار المأثورة

بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

١٤٠ ـ أخبرنا عمرو بن منصور قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا يزيد بن مردانيه ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» (٢).

١٤١ ـ أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

١٤٢ ـ أخبرنا أحمد بن حرب قال : حدثنا ابن فضيل ، عن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن حسنا وحسينا

__________________

(١) رواه البخاري في التاريخ ج ٢ ص ٢٨٦.

ورواه الترمذي في صحيحه ج ٥ ص ٣٢٢.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج ١٢ ص ٩٧.

(٢) رواه السيوطي في الجامع الصغير ج ١ ص ١٥٦ وقال : أخرجه أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، ورواه الطبراني في الكبير عن عمرو عن علي وعن جابر وعن أبي هريرة.

ورواه الطبراني في الأوسط عن أسامة بن زيد وعن البراء ورواه ابن عدي عن ابن مسعود ، ورمز له السيوطي بالصحة والحسن.

١٦٩

سيدا شباب أهل الجنة» ما استثنى من ذلك.

١٤٣ ـ أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، ومحمد بن آدم ، عن مروان ، عن الحكم بن عبد الرحمن ـ وهو ابن أبي نعم ـ عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، إلا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا» (١).

٤٧ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين ريحانتاي من هذه

الدنيا»

١٤٤ ـ أخبرنا محمد بن الأعلى الصنعاني قال : حدثنا خالد قال : حدثنا الأشعث ، عن الحسن ، عن بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : يعني أنس بن مالك ـ قال : دخلنا ، وربما قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والحسن والحسين ينقلبان على بطنه قال : ويقول : «ريحانتاي (٢) من هذه الأمة» (٣).

١٤٥ ـ أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال : حدثنا وهب بن جرير ، أن أباه حدثه قال : سمعت محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن ابن أبي نعم قال : كنت عند ابن عمر ، فأتاه رجل ، فسأله عن دم البعوض يكون في ثوبه : أيصلي به؟ فقال ابن عمر : ممن أنت؟ قال : من أهل العراق. قال : من يعذرني من هذا! يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟! سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هما

__________________

(١) رواه السيوطي في الجامع الصغير ـ راجع التعليق في الصفحة السابقة.

(٢) الريحان نبات طيب الرائحة ذكره الله في القرآن الكريم في معرض الرحمة وحسن الخاتمة وطيب المستقر قال تعالى : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [الواقعة : ٨٩].

(٣) رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال : انظروا إلى هذا يسألني من دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هما ريحانتاي في الدنيا».

كتاب الفضائل ـ باب مناقب الحسن والحسين. وكتاب الأدب ـ باب رحمة الولد وتقبيله ورواه الترمذي في صحيحه في كتاب المناقب.

ورواه أحمد في مسنده ج ٥ ص ٥١ قال عن الحسن : «إنه ريحانتي من الدنيا».

رواه أبو بكرة رضي‌الله‌عنه.

١٧٠

ريحانتاي من الدنيا» (١).

٤٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي :

«أنت أعز عليّ من فاطمة وفاطمة أحب إليّ منك»

١٤٦ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا ابن أبي عمر قال : حدثنا سفيان ، بن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل ، قال : سمعت عليّا على المنبر بالكوفة يقول : خطبت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة ، فزوجني ، فقلت : يا رسول الله! أنا أحبّ إليك أم هي؟ فقال : «هي أحب إليّ منك ، وأنت أعز عليّ منها» (٢).

٤٩ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما سألت لنفسي شيئا إلا قد سألته

لك»

١٤٧ ـ أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا علي بن ثابت قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن سليمان بن عبد الله بن الحارث ، عن جده ، عن علي قال : مرضت فعادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدخل علي ، وأنا مضطجع ، فاتكأ إلى جنبي ، ثم سجاني بثوبه ، فلما رآني قد هديت قام إلى المسجد يصلي ، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني ، وقال : «قم يا علي! فقد برئت» فقمت كأنما لم أشتك شيئا قبل ذلك ، فقال : «ما سألت ربي شيئا في صلاتي إلا أعطاني ، وما سألت لنفسي شيئا إلا وقد سألت لك» (٣).

قال أبو عبد الرحمن خالفه جعفر الأحمر ، فقال : عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن علي.

١٤٨ ـ أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار قال : حدثنا علي قال : حدثنا جعفر الأحمر ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن علي قال : وجعت وجعا شديدا فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقامني في مكانه ، وقام يصلي ، وألقى علي طرف ثوبه ، ثم

__________________

(١) راجع التعليق السابق ، وهو في مسند أحمد ج ٢ ص ٨٥ ، وفي حلية الأولياء ج ٧ ص ١٦٥.

(٢) رواه سعيد بن منصور في سننه ، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج ١٢ ص ٨٨.

(٣) رواه ابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ١٤٠.

١٧١

قال : «قم يا علي! قد برئت. لا بأس عليك ، وما دعوت لنفسي بشيء إلا دعوت لك مثله ، وما دعوت بشيء إلا قد استجيب لي ـ أو قال : أعطيت ـ إلا أنه قيل لي : لا نبي بعدك» (١).

٥٠ ـ ذكر ما خص به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا من الدعاء

١٤٩ ـ أخبرنا أحمد بن حرب قال : حدثنا قاسم ـ وهو ابن يزيد ـ قال : حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب الأسدي عن علي : أنه جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : إن عمك الشيخ الضال (٢) قد مات ، فمن يواريه؟ قال : «اذهب فوار أباك ، ولا تحدث حدثا حتى تأتيني» ففعلت ، ثم أتيته ، فأمرني أن أغتسل ، فاغتسلت. ودعا لي بدعوات ما يسرني ما على الأرض بشيء منهن (٣).

١٥٠ ـ أخبرنا محمد بن المثنى ، عن أبي داود قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني فضيل أبو معاذ ، عن الشعبي ، عن علي قال : «لما رجعت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لي كلمة ما أحب أن لي بها الدنيا» (٤).

٥١ ـ ذكر ما خص به علي من صرف أذى الحر والبرد عنه

١٥١ ـ أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم قال : حدثنا هاشم بن مخلد الثقفي قال : حدثنا عمي أيوب بن إبراهيم ـ قال محمد بن يحيى وهو جدي ـ عن إبراهيم الصائغ ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن عليا خرج علينا في حر شديد ، وعليه ثياب الشتاء ، وخرج علينا في الشتاء ، وعليه ثياب الصيف ، ثم دعا بماء فشرب ، ثم مسح العرق عن جبهته. فلما رجع إلى أبيه قال : يا

__________________

(١) وراه الطبراني في المعجم الأوسط ج ٢ ص ٣٠١ ، وابن عساكر في الموضع السابق.

(٢) عمك الشيخ الضال : يقصد أبا طالب.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ١ ص ١٧٦.

والخبر في دلائل النبوة للبيهقي ج ٢ ص ٣٤٨.

وفي تفسير ابن كثير ج ٤ ص ١٦١.

وفي مسند الإمام أحمد ج ١ ص ١٣٠.

(٤) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج ٣ ص ٣٤٨.

وقوله : لما رجعت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أي بعد أن دفنت أبي.

١٧٢

أبت ، أرأيت ما صنع أمير المؤمنين؟ خرج إلينا في الشتاء ، وعليه ثياب الصيف ، وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء! فقال أبو ليلى : هل فطنت؟ وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن ، فأتى عليا ، فقال له علي : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان بعث إليّ ، وأنا أرمد شديد الرمد ، فبزق في عيني ، ثم قال : «افتح عينيك» ففتحتهما ، فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لي ، فقال : «اللهم أذهب عنه الحر والبرد» ، فما وجدت حرا ، ولا بردا حتى يومي هذا (١).

٥٢ ـ ذكر النجوى ، وما خفف بعلي عن هذه الأمة

١٥٢ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال : حدثنا قاسم الجرمي ، عن سفيان ، عن عثمان ، وهو ابن المغيرة ـ عن سالم ، عن علي بن علقمة ، عن علي قال : لما أنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) [المجادلة : ١٢] قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «مرهم أن يتصدقوا» قال : بكم يا رسول الله؟ قال : «بدينار» قال : لا يطيقون قال : «فنصف دينار؟». قال : لا يطيقون. قال : «فبكم؟» قال : بشعيرة فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنك لزهيد» قال : فأنزل الله تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ) إلى آخر الآية [المجادلة : ١٣] ، وكان علي يقول : بي خفف عن هذه الأمة (٢).

٥٣ ـ ذكر أشقى الناس

١٥٣ ـ أخبرني محمد بن وهب بن عبد الله بن سماك بن أبي كريمة الحراني قال : حدثنا محمد بن سلمة قال : حدثنا ابن إسحاق ، عن يزيد بن محمد بن خثيم ، عن

__________________

(١) رواه محب الدين الطبري في كتابه الرياض النضرة ص ٦٢٢.

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط ج ٣ ص ٣٣٩.

(٢) رواه ابن كثير في تفسيره ج ٨ ص ٨٦.

ورواه الترمذي في صحيحه ـ انظر تحفة الأحوذي ـ تفسير سورة المجادلة ج ٩ ص ١٩٢ الحديث رقم ٣٣٥٥.

ومعنى قوله شعيرة أي وزن شعيرة.

ورواه الطبري في تفسيره ج ٢٨ ص ٢١.

١٧٣

محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خثيم ، عن عمار بن ياسر قال : كنا أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة (١) فلما نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأقام بها رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم ، أو في نخل ، فقال لي علي : يا أبا اليقظان! هل لك أن نأتي هؤلاء ننظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئت. فجئناهم ، فنظرنا إلى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور (٢) من النخل ودقعاء (٣) من التراب ، فنمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «ما لك يا أبا تراب؟» لما يرى مما عليه من التراب ، ثم قال : «ألا أحدثكما بأشقى الناس؟» قلنا : بلى يا رسول الله! قال : «أحيمر ثمود (٤) الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه ـ وأخذ بلحيته» (٥).

٥٤ ـ ذكر أحدث الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

١٥٤ ـ أخبرنا علي بن حجر المروزي قال : أخبرنا جرير ، عن مغيرة ، عن أم موسى قالت : قالت أم سلمة : إن أحدث الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي (٦).

__________________

(١) وهي غزوة ذي العشيرة في الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٨ وفي سيرة ابن هشام غزوة العشيرة بدون ذي. وكانت في جمادي الآخرة على رأس ستة عشر شهرا من مهاجره.

(٢) صور : جماعة من النخل.

(٣) دقعاء : هو التراب الدقيق على وجه الأرض.

(٤) أحيمر ثمود : هو قدار بن سالف الذي عقر ناقة صالح عليه‌السلام وهو الذي قال الله فيه (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) [الشمس : ١٢] ، (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ) [القمر : ٢٩].

(٥) رواه ابن كثير في تفسيره ج ٨ ص ٤٣٧ وقال : رواه ابن أبي حاتم. ورواه الإمام أحمد في المسند ج ٤ ص ٢٦٣.

ورواه البخاري في التاريخ ج ١ ص ٧١.

(٦) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٦٠٨ : عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به أن كان عليّ أقرب الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قالت : عدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غداة بعد غداة يقول : جاء علي؟ مرارا وأظنه كان بعثه لحاجة ، فجاء بعد ، فظننت أن له حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، فكنت أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه علي فجعل يسارّه ويناجيه ، ثم قبض من يومه ذلك صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان من أقرب الناس به عهدا. وقال المحب الطبري : ـ

١٧٤

١٥٥ ـ أخبرنا محمد بن قدامة قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أم موسى قالت : قالت أم سلمة : والذي تحلف به أم سلمة أن كان أقرب الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي. قالت : لما كان غداة قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأرسل إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان أرى في حاجة أظنه بعثه فجعل يقول : «جاء علي؟» ثلاث مرات. قالت : فجاء قبل طلوع الشمس ، فلما أن جاء عرفنا أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، وكنا عدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ في بيت عائشة ، فكنت في آخر من خرج من البيت ، ثم جلست أدناهن من الباب ، فأكب عليه علي ، فكان آخر الناس به عهدا ، جعل يسارّه ويناجيه (١).

٥٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

«علي يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»

١٥٦ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن قدامة ، واللفظ له ، عن جرير ، عن الأعمش ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله ، فرمى بها إلى علي ، فقال : «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» فقال أبو بكر : أنا؟ قال : «لا» قال عمر : أنا؟ قال : «لا ، ولكن صاحب النعل» (٢).

٥٦ ـ الترغيب في نصرة علي

١٥٧ ـ أخبرنا يوسف بن عيسى قال : حدثنا الفضل بن موسى قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب قال : قال علي في الرحبة : وأنشد بالله من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : «الله وليي ، وأنا ولي المؤمنين ،

__________________

أخرجه أحمد.

(١) راجع التعليق السابق. ومسند الإمام أحمد ج ٦ ص ٣٠٠. ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٣٨. وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم توفي وهو مستند إلى صدر علي ـ الطبقات ج ٢ ص ٣٧٤.

(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٣ ص ٣١. ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ١ ص ٦٧.

ورواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٦٢٤ ولفظه : ولكن صاحب النعل.

١٧٥

ومن كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره». فقال سعيد : قام إلى جنبي ستة (١).

وقال حارثة بن مضرب : قام عندي ستة ، وقال زيد بن يثيع : قام عندي ستة.

وقال عمرو ذو مرة : «أحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه».

٥٧ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمار تقتله الفئة الباغية»

١٥٨ ـ أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري قال : حدثنا غندر قال : حدثنا شعبة قال : سمعت خالد الحذاء يحدث عن سعيد بن أبي الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمار : «تقتله الفئة الباغية» (٢).

قال أبو عبد الرحمن : خالفه أبو داود ، فقال : عن شعبة ، عن خالد ، عن الحسن.

١٥٩ ـ أخبرني عمرو بن علي قال : حدثني أبو داود قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا أيوب ، وخالد ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمار : «تقتلك الفئة الباغية» (٣).

قال أبو عبد الرحمن : وقد رواه ابن عون عن الحسن.

١٦٠ ـ أخبرنا حميد بن مسعدة عن يزيد ـ وهو ابن زريع ـ قال : حدثنا ابن عون ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : لما كان يوم الخندق ، وهو يعاطيهم اللبن ، وقد أغبر شعر صدره. قالت : فو الله ما نسيته ، وهو يقول :

اللهم إنما الخير خير الآخرة

فاغفر للأنصار والمهاجره

__________________

(١) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٥٩٤.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ٦ ص ٣١١.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٧ ص ١٩٧.

ورواه البيهقي في السنن ج ٨ ص ١٨٩.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة ج ٢ ص ٢٦٨.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٧٠ في موقعة صفين.

(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٦ ص ٣٠٠.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٧ ص ١٩٧.

١٧٦

قالت : وجاء عمار ، فقال : «ابن سمية تقتلك الفئة الباغية» (١).

١٦١ ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا خالد قال : حدثنا ابن عون ، عن الحسن قال : قالت أم الحسن : قالت أم المؤمنين أم سلمة : ما نسيت يوم الخندق ، وهو يعاطيهم (٢) اللّبن ، وقد اغبر شعره ، وهو يقول :

اللهم إن الخير خير الآخرة

فاغفر للأنصار والمهاجره

وجاء عمار فقال : «يا ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية» (٣).

١٦٢ ـ أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم ، ومحمد بن الوليد قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمار : «تقتلك الفئة الباغية» (٤).

١٦٣ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا النضر بن شميل ، عن شعبة ، عن أبي سلمة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : حدثني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمار : «بؤسا لك يا ابن سمية ـ ومسح الغبار عن رأسه ـ تقتلك الفئة الباغية» (٥).

١٦٤ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يزيد قال : أخبرنا العوام عن الأسود بن مسعود ، عن حنظلة بن خويلد قال : كنت عند معاوية ، فأتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما : أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو :

__________________

(١) رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق ج ٢ ص ٩٨.

(٢) يعاطيهم اللبن : يناولهم الحجارة.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٣ ص ١٦٦ بتحقيقنا.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة ج ٢ ص ٢٦٨.

ورواه أحمد في مسنده ج ٦ ص ٢٨٩.

(٤) رواه أحمد في مسنده ج ٣ ص ٢٢.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٧ ص ١٩٧.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٣ ص ١٦٦.

ورواه الإمام أحمد في المسند ج ٥ ص ٣٠٦.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة ج ٢ ص ٢٦٧.

وكلمة بؤسا لك يا ابن سمية ، ليست ذما أو دعاء عليه ، وإنما هي رثاء له وإشفاق عليه.

١٧٧

ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية» (١).

قال أبو عبد الرحمن : خالفه شعبة ، فقال : عن العوام ، عن رجل ، عن حنظلة بن سويد.

١٦٥ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن العوام بن حوشب ، عن رجل من بني شيبان ، عن حنظلة بن سويد قال : جيء برأس عمار ، فقال عبد الله بن عمرو : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية» (٢).

١٦٦ ـ أخبرنا محمد بن قدامة قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتل عمارا الفئة الباغية».

قال أبو عبد الرحمن : خالفه أبو معاوية ، فرواه من الأعمش ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث.

١٦٧ ـ أخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث قال عبد الله بن عمرو نحوه.

خالفه سفيان الثوري ، فقال : عن الأعمش ، عن عبد الرحمن بن أبي زياد.

١٦٨ ـ أخبرنا عمرو بن منصور قال : حدثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الرحمن بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث قال : إني لأساير عبد الله بن عمرو ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية ، فقال عبد الله بن عمرو : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتل الفئة الباغية عمارا». فقال عمرو لمعاوية : أتسمع ما يقول هذا؟ فحذفه ، قال : نحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به. لا تزال داحضا في بولك (٣).

__________________

(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٦٩.

ورواه ابن سعد في الطبقات ج ٣ ص ١٦٨.

ورواه أحمد في مسنده ح ٢ ص ١٦.

(٢) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٧ ص ١٩٨.

ورواه البخاري في التاريخ ج ٣ ص ٣٩.

(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٢ ص ٢٠٦.

ورواه البخاري في التاريخ مختصرا ج ٥ ص ٢٨٣.

١٧٨

٥٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

«تمرق مارقة من الناس سيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق»

١٦٩ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الأعلى قال : حدثنا داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تمرق مارقة (١) من الناس سيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق» (٢).

١٧٠ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ستكون أمتي فرقتين ، فتخرج من بينهما مارقة يلي قتلها أولاهما بالحق» (٣).

١٧١ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا عوف قال : حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تفترق أمتي فرقتين يمرق بينهما مارقة تقتلهم أولى الطائفتين بالحق» (٤).

١٧٢ ـ أخبرنا سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني قال : حدثنا بهز ، عن القاسم ـ وهو ابن الفضل ـ قال : حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تمرق مارقة عند فرقة من الناس تقتلها أولى الطائفتين بالحق» (٥).

١٧٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا المعتمر قال : سمعت أبي قال : حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد ، عن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ذكر ناسا في أمته يخرجون في فرقة من الناس ، سيماهم التحليق ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، هم

__________________

ومعنى داحضا في بولك : خائضا ، وهو تعبير كنائي عن عدم المعرفة وقلة التجربة. تشبيها بالطفل الصغير الذي يبول على نفسه ويخوض في بوله.

(١) مرق السهم : خرج مسرعا من الجانب الآخر.

(٢) رواه الإمام مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة ـ باب : التحريض على قتل الخوارج ج ٣ ص ١١٥ ط دار الشعب شرح النووي.

(٣) رواه مسلم في الموضع السابق.

(٤) رواه الإمام أحمد في المسند ج ٣ ص ٢٥.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج ٨ ص ١٨٧.

(٥) رواه الإمام مسلم في صحيحه ج ٣ ص ١١٥.

١٧٩

من شرار الخلق أو هم شر الخلق ، تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال : وقال عمرو كلمة أخرى. قلت لرجل بيني وبينه : ما هي؟ قال : أنتم قتلتموهم يا أهل العراق (١).

١٧٤ ـ أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا محاضر بن المورع قال : حدثنا الأجلح ، عن حبيب أنه سمع الضحاك المشرقي يحدثهم ، ومعهم سعيد بن جبير ، وميمون بن أبي شبيب ، وأبو البختري وأبو صالح وذر الهمداني ، والحسن العرني أنه سمع أبا سعيد الخدري يروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوم يخرجون من هذه الأمة ، فذكر من صلاتهم ، وزكاتهم ، وصومهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز القرآن تراقيهم (٢) يخرجون في فرقة من الناس ، يقاتلهم أقرب الناس إلى الحق (٣).

٥٩ ـ ذكر ما خص به عليّ من قتال المارقين

١٧٥ ـ أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ـ واللفظ له ـ عن ابن وهب قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة ـ وهو رجل من بني تميم ـ فقال : يا رسول الله! اعدل. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ومن يعدل إذا لم أعدل؟!! قد خبت وخسرت إن لم أعدل» فقال عمر : ائذن لي فيه أضرب عنقه. قال : «دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله (٤) ، فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه (٥) فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى

__________________

(١) رواه الإمام مسلم في الموضع السابق ج ١١٤ وفيه : سيماهم التحالق.

وسيماهم : علامتهم ، والتحالق والتحليق : حلق الرءوس.

(٢) التراقي : جمع ترقوة وهي العظمة بين ثغرة النحر والعنق.

(٣) رواه الإمام مسلم في صحيحه ج ٣ في كتاب الزكاة باب التحريض على قتل الخوارج. عدة روايات عن أبي سعيد الخدري.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج ٨ ص ١٧٠.

(٤) النصل : حديدة السهم والرمح.

(٥) الرصاف : العقب الذي يلوى على مدخل النصل.

١٨٠