مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

شيئا؟ قالت : لا ، ولكني أخبرتني أسماء بنت عميس أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يا علي! أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي» (١).

٦٤ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا حسن ـ وهو ابن صالح عن موسى الجهني ، عن فاطمة بنت علي ، عن أسماء بنت عميس ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي».

٢٠ ـ ذكر الأخوّة

٦٥ ـ أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم ـ واللفظ لمحمد ـ قالا : حدثنا عمرو بن طلحة قال : حدثنا أسباط ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما. أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله يقول : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ) [آل عمران : ١٤٤] والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى مات. والله إني لأخوه ، ووليه ، ووارثه ، وابن عمه ، ومن أحق به مني (٢)؟

٦٦ ـ أخبرنا الفضل بن سهل قال : حدثني عفان بن مسلم قال : حدثنا أبو

__________________

من أهل الكوفة أشهرهم نافع بن أبي نعيم مقرئ أهل المدينة ، وتوفيت فاطمة سنة سبع عشرة ومائة وهو قول ابن جريج في ميزان الاعتدال ج ٤ ص ٢٤٢.

طبقات النساء المحدثات ص ٧٠.

(١) جاء هذا الحديث في المرجع السابق : طبقات النساء المحدثات.

الحديث في مجمع الزوائد للهيثمي ج ٩ ص ١١٠.

وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ج ٤ ص ٧١.

ورواه البزار في كشف الأستار ج ٣ ص ١٨٥.

والطبراني في المعجم الأوسط ج ٣ ص ٣٣٨.

ورواه أحمد في مسنده ج ٣ ص ٣٣٨ من حديث جابر بن عبد الله رواه عنه عبد الله بن محمد بن عقيل.

(٢) رواه ابن كثير في تفسيره ج ٢ ص ١١٠ عند تفسير الآية المذكورة وعزاه إلى الطبراني من حديث ابن عباس عن علي رضي‌الله‌عنهم.

١٤١

عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد : أن رجلا قال لعلي : يا أمير المؤمنين! لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال : جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو قال ـ دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بني عبد المطلب ، فصنع لهم مدّا (١) من طعام. قال : فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر (٢) فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب ، فقال : «يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي ، وصاحبي ، ووارثي ووزيري؟» فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه ، وكنت أصغر القوم سنا ، فقال : «اجلس». ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه ، فيقول : «اجلس» حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ، ثم قال : «أنت أخي ، وصاحبي ، ووارثي ، ووزيري» فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي (٣).

٦٧ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا عثمان قال : حدثنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي سليمان الجهني ، قال : سمعت عليا رضي‌الله‌عنه على المنبر يقول : أنا عبد الله ، وأخو رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يقولها غيري إلا كذاب مفتر ، فقال رجل : أنا عبد الله وأخو رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخنق فحمل (٤).

__________________

(١) المد : مكيال معروف كان يقدر بربع الصاع.

(٢) الغمر : القدح الصغير.

(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٥٩ من حديث علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٣ ص ٤.

(٤) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج ١٢ ص ٦٢.

ورواه ابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ٧١.

وأخوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وردت فيها عدة أحاديث منها ما جاء عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما :

آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه فجاء علي فقال : يا رسول الله : آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنت أخي في الدنيا والآخرة».

وهذا الحديث رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٩.

وهو في تحفة الأحوذي ـ أبواب المناقب ، باب مناقب علي رضي‌الله‌عنه الحديث رقم ٣٨٠٤ ج ١٠ ص ٢٢٢ وقال الترمذي هذا حديث غريب.

١٤٢

٢١ ـ ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علي مني وأنا منه»

٦٨ ـ أخبرنا بشر بن هلال ، عن جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن» (١).

٢٢ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث

٦٩ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا زيد بن حباب قال : حدثنا شريك (٢) قال : حدثنا أبو إسحاق قال : حدثني حبشي بن جنادة السلولي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «علي مني ، وأنا منه».

فقلت لأبي إسحاق : أين سمعته منه؟ قال : وقف علي ههنا فحدثني به (٣).

رواه إسرائيل ، فقال : عن أبي إسحاق عن البراء.

٧٠ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا عبيد الله قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» (٤).

ورواه القاسم بن يزيد الجرمي عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن هبيرة وهانئ عن علي.

٧١ ـ أخبرنا أحمد بن حرب قال : حدثنا القاسم وهو ابن يزيد الجرمي قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، وهانئ بن هانئ عن علي قال :

__________________

(١) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٥٩٨ وزاد فيه فقال جبريل : وأنا منكما يا رسول الله ، وقال أخرجه أحمد في المناقب.

(٢) هو شريك بن عبد الله الليثي يكنى أبا عبد الله ، وكان ثقة كثير الحديث توفي سنة ٤٥ ه‍ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ـ الجزء المتمم لتابعي أهل المدينة وأبو إسحاق هو السبيعي.

(٣) رواه الترمذي في المناقب ج ٥ ص ٢٩٩.

ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ١٦٥ من حديث حبشي بن جنادة السلولي رضي‌الله‌عنه.

(٤) رواه الإمام البخاري في صحيحه ـ في كتاب الفضائل ـ باب فضائل علي رضي‌الله‌عنه.

ورواه الترمذي في كتاب المناقب ج ٥ ص ٦٣٥ وحسنه وصححه.

ورواه البيهقي في سننه ج ٨ ص ٥.

١٤٣

لما صدرنا من مكة إذا ابنة حمزة (١) تنادي : يا عم ، يا عم ، فتناولها علي فأخذها ، فقال لفاطمة : دونك ابنة عمك ، فحملها فاختصم فيها علي ، وجعفر ، وزيد. فقال علي : أنا أحق بها ، وهي ابنة عمي. وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد (٢) : بنت أخي. فقضى بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لخالتها وقال : «الخالة بمنزلة الأم» وقال لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي» وقال لزيد : «يا زيد أنت أخونا ومولانا» (٣).

٢٣ ـ ذكر قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علي كنفسي»

٧٢ ـ أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا الأحوص بن جواب قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لينتهين بنو وليعة (٤) أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ، ويسبي الذرية».

فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي (٥) من خلفي : ومن يعني؟ فقلت : ما إياك يعني ، ولا صاحبك. قال : فمن يعني؟ قلت : خاصف النعل. قال : وعلي يخصف نعلا (٦).

__________________

(١) صدرنا : خرجنا عائدين إلى المدينة بعد عمرة القضاء وابنة حمزة هي أمامة بنت حمزة بنت عبد المطلب استشهد أبوها في أحد ، وكانت تقيم أمها سلمى بنت عميس بمكة.

(٢) زيد هو ابن حارثة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد آخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنهما.

(٣) رواه أبو داود في سننه ج ٢ ص ٧١.

ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٩٨.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢٠ وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(٤) بنو وليعة : ملوك حضرموت وهم : حمدة ، ومحوس ، ومشرح ، وأبضعة. ذكرهم ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ١ ص ٤٨٧ بتحقيقنا.

(٥) الحجزة ـ بضم الحاء وفتح الجيم : موضع شد الإزار.

(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٢٢٠ وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه ابن عساكر ج ١٢ ص ٨٥.

١٤٤

٢٤ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «أنت صفيي وأميني»

٧٣ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا ابن أبي عمر ، وأبو مروان قالا : حدثنا عبد العزيز ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما أنت يا علي فصفيي وأميني» (١).

٢٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يؤدي عني إلا أنا أو علي»

٧٤ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «علي مني ، وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي» (٢).

٢٦ ـ ذكر توجيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببراءة مع علي

٧٥ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا عفان ، وعبد الصمد قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن أنس قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببراءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : «لا ينبغي أن يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي» فدعا عليا فأعطاه إياه (٣).

٧٦ ـ أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا أبو نوح ـ واسمه عبد الرحمن بن غزوان قراد ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن علي : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي ، فقال له : «خذ الكتاب ، فامض به إلى أهل مكة» قال : فلحقته ، فأخذت

__________________

(١) رواه البيهقي في السنن الكبرى ج ٨ ص ٦.

ورواه أبو داود في سننه ج ٢ ص ٧٠٩.

ورواه البخاري في التاريخ ج ١ ص ٢٥٠.

(٢) رواه السيوطي في الجامع الصغير ج ٢ ص ٦٩ وقال : رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث حبشي بن جنادة ، ورمز له السيوطي بالضعف.

(٣) ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٣ ص ٢١٢ وص ٢٨٣ في حديث أنس بن مالك رواه عنه سماك بن حرب.

ورواه الترمذي في صحيحه ج ٤ ص ٣٣٩ في المناقب.

١٤٥

الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر ، وهو كئيب ، فقال : يا رسول الله! أنزل في شيء؟ قال : «لا إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي» (١).

٧٧ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا عبد الله بن عمر قال : حدثنا أسباط ، عن فطر ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن رقيم ، عن سعد قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ، ثم سار بها ، فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني» (٢).

٧٨ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه (٣) قال : قرأت على أبي قرة موسى بن طارق ، عن ابن جريج قال : حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة (٤) بعث أبو بكر على الحج ، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج (٥) ثوّب (٦) بالصبح ، ثم استوى ليكبر ، فسمع الرغوة (٧) خلف ظهره ، فوقف عن التكبير ، فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. لقد بدا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحج ، فلعله أن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنصلي معه ، فإذا علي عليها ، وقال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ فقال : لا ، بل رسول ، أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة. فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٣.

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج ١٢ ص ١٥١.

وذكره ابن جرير الطبري في التفسير ج ١٠ ص ٦٤.

(٢) رواه السيوطي في الدر المنثور في سورة براءة ج ٣ ص ٢٢٧.

(٣) إسحاق بن راهويه ، هو أبو يعقوب بن أبي الحسن : إبراهيم بن مقلد بن إبراهيم ينتهي نسبه إلى تميم بن مرة. قال عنه الذهبي : إنه عالم خراسان ، وكان أحمد بن حنبل يقول عنه : لا أجد له في العراق نظيرا ، كان معاصرا لابن حنبل توفي سنة ٢٣٨ ه‍.

(٤) الجعرانة ـ بكسر الجيم وسكون العين ، أو بكسر الجيم والعين وتشديد الراء ـ : موضع بين مكة والطائف.

(٥) العرج : مكان بين الحرمين يبعد عن المدينة ثمانية وسبعين ميلا.

(٦) ثوّب بالصلاة : أقام لها.

(٧) الرغوة من رغاء الناقة وهو صوتها.

١٤٦

على الناس براءة حتى ختمها ، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس ، فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي ، فقرأ على الناس سورة براءة حتى ختمها ، ثم كان يوم النحر ، فأفضنا ، فلما رجع أبو بكر خطب الناس ، فحدثهم عن إفاضتهم ، وعن نحرهم ، وعن مناسكهم ، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر ، فخطب الناس ، فحدثهم كيف ينفرون ، وكيف يرمون ، فعلمهم مناسكهم ، فلما فرغ قام علي ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها (١).

٢٧ ـ باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كنت وليه فعلي وليه»

٧٩ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثني يحيى بن حماد قال : حدثنا أبو عوانة عن سليمان قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حجة الوداع ، ونزل غدير خم (٢) أمر بدوحات (٣) فقممن (٤) ثم قال : «كأني قد دعيت ، فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين (٥) أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي (٦) أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض» ثم قال : «إن الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن» ثم أخذ بيد علي ، فقال : «من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه». فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه ، وسمعه بأذنيه (٧).

__________________

(١) سنن النسائي ج ٥ ص ٢٤٧.

وسنن البيهقي ج ٥ ص ١١١.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٥١ وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

(٢) غدير خم : موضع بين مكة والمدينة على ميلين من الجحفة.

(٣) دوحات : جمع دوحة وهي الشجرة العظيمة.

(٤) قممن : جمعت القمامة من الموضع من قمم بمعنى كنس.

(٥) الثقلين : الجن والإنس ، والمقصود بهذا اللفظ هنا أنه ترك فيهم أمرا عظيما العمل به ثقيل.

(٦) عترة الرجل أهله وأقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه.

(٧) رواه الإمام أحمد ج ٤ ص ٣٧٠ من حديث زيد بن أرقم.

ورواه البزار في كشف الأستار ج ٣ ص ١٨٩.

١٤٧

٨٠ ـ أخبرنا محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية ، واستعمل علينا عليا ، فلما رجعنا سألنا : «كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟» فإما شكوته أنا ، وإما شكاه غيري ، فرفعت رأسي ، وكنت رجلا مكبابا (١) فإذا بوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احمر ، فقال : «من كنت وليه ، فعلي وليه» (٢).

٨١ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عبد الملك بن أبي غنية ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : حدثني بريدة قال بعثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع علي إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فلما رجعت شكوته إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرفع رأسه إلي وقال : «يا بريدة! من كنت مولاه ، فعلي مولاه» (٣).

٨٢ ـ أخبرنا أبو داود قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عبد الملك بن أبي غنية قال : حدثنا الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة قال : خرجت مع علي إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكرت عليا ، فتنقصته ، فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغير وجهه ، وقال : «يا بريدة! ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلت : بلى ، يا رسول الله. قال : «من كنت مولاه ، فعلي مولاه» (٤).

٨٣ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا نصر بن علي قال : أخبرنا

__________________

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٥ ص ١٨٥.

(١) مكبابا : صيغة مبالغة من أكب على الشيء : نظر فيه ، والمقصود هنا أنه كان كثير النظر إلى الأرض.

(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٥ ص ٣٥ من حديث بريدة عن أبيه رواه عنه سعيد بن عبيدة.

ورواه الطبراني في المعجم ج ١ ص ٧١.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٤ ص ٢٣.

(٣) رواه السيوطي في الجامع الصغير ج ٣ ص ١٨٧ وقال : رواه أحمد في مسنده وابن ماجه في سننه من حديث البراء بن عازب ، ورواه أحمد أيضا عن بريدة ، ورواه الترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم ، ورمز له السيوطي بالحسن.

(٤) رواه أحمد في المسند ج ٥ ص ٣٤٧.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١١٠.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج ١٢ ص ٨٣.

١٤٨

عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه ، أن سعدا قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من كنت مولاه ، فعلي مولاه» (١).

٨٤ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : أخبرنا ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن ميمون أبي عبد الله قال : قال زيد بن أرقم : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : «ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قالوا : بلى. نحن نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه. قال : «فإني من كنت مولاه ، فهذا مولاه» وأخذ بيد علي (٢).

٨٥ ـ أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قالا : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرني هانئ بن أيوب ، عن طلحة الأيامي قال : حدثنا عميرة بن سعد : أنه سمع عليا ، وهو ينشد في الرحبة : من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كنت مولاه ، فعلي مولاه؟» فقام بضعة عشر فشهدوا (٣).

٨٦ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت سعيد بن وهب قال : لما ناشدهم علي قام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فشهدوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كنت مولاه ، فعلي مولاه» (٤).

٨٧ ـ أخبرنا علي بن محمد بن علي قاضي المصيصة (٥) قال : حدثنا خلف

__________________

(١) رواه ابن ماجه في سننه ج ١ ص ٤٥.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١١٦.

قال الذهبي : سكت الحاكم عن تصحيحه.

(٢) رواه أحمد في مسنده ج ٤ ص ٣٧٢.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٥ ص ٢٢٩.

(٣) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٥ ص ٢٧.

ورواه الطبراني في المعجم الصغير ج ١ ص ٦٥ ، وفي المعجم الأوسط ج ٢ ص ١٢٦.

(٤) رواه أحمد في المسند ج ٥ ص ٣٣٦.

(٥) المصيصة والمصّيصة : مدينة على ساحل البحر الرومي بجوار طرطوس والسيس ، وفي القاموس : المصيصة كسفينة بلد بالشام ولا تشدد. وضبطت كذلك بكسر الميم وتشديد الصاد وسكون الياء وفتح الصاد ـ إعجام الأعلام لمحمود مصطفى.

١٤٩

قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق قال : حدثني سعيد بن وهب أنه قام مما يليه ستة ، وقال زيد بن يثيع : وقام مما يليني ستة ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كنت مولاه ، فإن عليا مولاه».

٨٨ ـ أخبرنا أبو داود قال : حدثنا عمران بن أبان قال : حدثنا شريك قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن زيد بن يثيع قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول على منبر الكوفة : إني منشد الله رجلا ، ولا أنشد إلا أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم : «من كنت مولاه ، فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه»؟ فقام ستة من جانب المنبر ، وستة من الجانب الآخر ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ذلك.

قال شريك : فقلت لأبي إسحاق : هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم.

قال أبو عبد الرحمن : عمران بن أبان ليس بقوي في الحديث (١).

٢٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علي ولي كل مؤمن بعدي»

٨٩ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثني جعفر ـ يعني ابن سليمان ـ عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشا ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية ، فأصاب جارية ، فانكسروا عليه ، وتعاقدوا أربعة من أربعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا لقينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرناه بما صنع. وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام أحد الأربعة ، فقال : يا رسول الله! ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قام ـ يعني الثاني ـ فقال مثل ذلك ، ثم قام الثالث ، فقال مثل مقالته ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والغضب يعرف في وجهه فقال : «ما تريدون من علي؟ إن عليا مني ، وأنا منه ،

__________________

(١) الحديث رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ج ١ ص ١١٢.

ورواه البزار في كشف الأستار ج ٣ ص ١٩٠.

١٥٠

وهو ولي كل مؤمن من بعدي» (١).

٢٩ ـ ذكر قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علي وليكم بعدي»

٩٠ ـ أخبرنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي عن ابن فضيل ، عن الأجلح ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد وبعث عليا على جيش آخر ، وقال : «إن لقيتما فعلي على الناس ، وإن تفرقتما فكل واحد منكما على حدته» فلقينا بني زبيد من أهل اليمن وظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة ، وسبينا الذرية ، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبى ، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمرني أن أنال منه ، فقال : فدفعت الكتاب إليه ، ونلت من علي ، فتغير وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته ، فبلغت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقعن يا بريدة في علي ، فإن عليا مني ، وأنا منه ، وهذا وليكم بعدي» (٢).

٣٠ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سب عليا فقد سبني»

٩١ ـ أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة ، فقالت : أيسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكم؟ فقلت : سبحان الله أو معاذ الله. قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من سب عليا فقد سبني» (٣).

٩٢ ـ أخبرنا عبيد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي قال : حدثنا جعفر بن عون ، عن شقيق بن أبي عبد الله قال : حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال : رأيت سعد بن مالك بالمدينة ، فقال : ذكر لي أنكم تسبون عليا. قلت : قد فعلنا ، قال : لعلك سببته؟ قلت : معاذ الله. قال : لا تسبه ، فإن وضع المنشار على

__________________

(١) رواه الترمذي في صحيحه ـ ج ٥ ص ٢٩٦.

ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ٤٣٧.

(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٥ ص ٣٥٦.

(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٦ ص ٣٢٣.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢١.

١٥١

مفرقي على أن أسب عليا ما سببته بعد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما سمعت (١).

٣١ ـ الترغيب في موالاة علي ، والترهيب من معاداته

٩٣ ـ أخبرني هارون بن عبد الله البغدادي قال : حدثنا مصعب بن المقدام قال : حدثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل.

وأخبرنا أبو داود قال : حدثنا محمد بن سليمان قال : حدثنا فطر ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : جمع علي الناس في الرحبة فقال : أنشد بالله كل امرئ سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع. فقام أناس فشهدوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم غدير خم : «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» وهو قائم ، ثم أخذ بيد علي فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه».

قال أبو الطفيل : فخرجت وفي نفسي منه شيء ، فلقيت زيد بن أرقم ، فأخبرته ، فقال : أو ما تنكر؟ أنا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

واللفظ لأبي داود (٢).

٩٤ ـ أخبرني زكريا بن يحيى السجستاني قال : حدثني محمد بن عبد الرحيم قال : حدثنا إبراهيم قال : حدثنا معن قال : حدثني موسى بن يعقوب عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد ، وعامر بن سعد ، عن سعد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب الناس فقال : «أما بعد ، أيها الناس فإني وليكم» قالوا : صدقت ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ، ثم قال : «هذا وليي والمؤدي عني ، والى الله من والاه وعادى من عاداه».

٩٥ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء قال : حدثنا ابن عثمة قال : حدثنا موسى بن يعقوب ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد قالت : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد علي ، فخطب. فحمد الله ، وأثنى عليه ثم قال : «ألستم تعلمون أني

__________________

(١) رواه البزار في كشف الأستار ج ٣ ص ٢٠٠.

ورواه البخاري في التاريخ ج ٩ ص ١١.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ٤ ص ٣٧٠.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٥ ص ٣٧٠.

ورواه ابن حبان في موارد الظمآن برقم ٥٤٤.

١٥٢

أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا : نعم. صدقت يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ، فقال : «من كنت وليه فهذا وليه ، وإن الله يوالي من والاه ، ويعادي من عاداه».

٩٦ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير ، عن مهاجر بن مسمار قال : أخبرتني عائشة بنت سعد عن سعد قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطريق مكة ، وهو موجه إليها فلما بلغ غدير خم وقف الناس ، ثم رد من مضى ، ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس إليه قال : «أيها الناس : هل بلغت؟» قالوا : نعم. قال : «اللهم اشهد» ثلاث مرات يقولها ، ثم قال : «أيها الناس من وليكم؟» قالوا : الله ورسوله ـ ثلاثا ـ ثم أخذ بيد علي ، فأقامه ثم قال : «من كان الله ورسوله وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه» (١).

٣٢ ـ الترغيب في حب علي ، وذكر دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

لمن أحبه ودعائه على من أبغضه

٩٧ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا عبد الجليل بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن بريدة قال : حدثني أبي قال : لم يكن أحد من الناس أبغض إليّ من علي بن أبي طالب ، حتى أحببت رجلا من قريش لا أحبه إلا على بغضاء علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل ، فصحبته ، وما أصحبه إلا على بغضاء علي ، فأصاب سبيا ، فكتب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبعث إليه من يخمسه ، فبعث إلينا عليا ، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي ، فلما خمسه صارت الوصيفة في الخمس ، ثم خمس فصارت أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم خمس فصارت في آل علي ، فأتانا ورأسه يقطر ، فقلنا : ما هذا؟ فقال : ألم تروا الوصيفة؟ صارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صارت في آل علي ، فوقعت عليها. فكتب وبعثني مصدقا

__________________

(١) هذا الخبر بهذه الصورة فيه مقال ، لأن عليا رضي‌الله‌عنه لم يكن مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أثناء توجهه إلى مكة لأنه كان في اليمن ، وجاء والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها ، والرواية الصحيحة أنه قال ذلك في أثناء عودته من مكة في طريقه إلى المدينة.

١٥٣

لكتابه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مصدقا لما قال في علي. فجعلت أقول عليه ويقول : صدق ، وأقول ويقول : صدق. فأمسك بيدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «أتبغض عليّا؟» فقلت : نعم. فقال : «لا تبغضه ، وإن كنت تحبه فازدد له حبا ، فو الذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة» فما كان أحد بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحب إلي من علي.

قال عبد الله بن بريدة : والله ما في الحديث بيني وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير أبي (١).

٩٨ ـ أخبرنا الحسين بن حريث المروزي قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب قال : قال علي في الرحبة : أنشد بالله من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : «إن الله وليي وأنا ولي المؤمنين. ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره».

قال : فقال سعيد : قام إلى جنبي ستة ، وقال زيد بن يثيع : قام عندي ستة.

وقال عمرو ذو مر : «أحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ..».

وساق الحديث.

رواه إسرائيل ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن عمرو ذي مر «أحب».

٩٩ ـ أخبرنا علي بن محمد بن علي قال : حدثنا خلف بن تميم قال : حدثنا إسرائيل قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو ذي مر قال : شهدت عليا بالرحبة ينشد أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيكم سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كنت مولاه فإن عليا مولاه. اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره».

٣٣ ـ الفرق بين المؤمن والمنافق

١٠٠ ـ أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي قال : حدثنا أبو معاوية ، عن

__________________

(١) رواه ابن الأثير مختصرا في أسد الغابة في ترجمة بريدة ج ١ ص ٢١٠

ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٥ ص ٣٥٠.

ورواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الفضائل ـ فضائل علي رضي‌الله‌عنه.

١٥٤

الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي قال : والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلي : «لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق» (١).

١٠١ ـ أخبرنا واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش ، عن علي قال : عهد إلي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق» (٢).

١٠٢ ـ أخبرنا يوسف بن عيسى قال : أخبرنا الفضل بن موسى قال : أخبرنا الأعمش ، عن عدي ، عن زر قال : قال علي : إنه لعهد النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلي أنه : «لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق» (٣).

٣٤ ـ ذكر المثل الذي ضربه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي بن أبي طالب

١٠٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي قال : حدثنا يحيى بن معين قال : حدثنا أبو حفص الأبار ، عن الحكم بن عبد الملك ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي : فيك من عيسى مثل ، أبغضته يهود حتى بهتوا أمه (٤) ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به» (٥).

__________________

(١) رواه الإمام مسلم في صحيحه ج ١ ص ٢٦٢ ط دار الشعب مع كتاب الإيمان باب : حب علي كرم الله وجهه من الإيمان.

(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٩٥ ، ص ١٢٨.

(٣) الحديث في سنن النسائي ج ٨ ص ١١٥.

ورواه الترمذي في صحيحه ج ٥ ص ٣٠٦ وحسنه وصححه.

ورواه أبو نعيم في الحلية ج ٤ ص ١٨٥.

(٤) بهتوا أمه : رموها بالبهتان والكذب.

(٥) رواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢٣ وقال : صحيح الإسناد ولم يوافقه الذهبي ورواه البخاري في التاريخ ج ٣ ص ٢٨.

وذكره عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ج ١ ص ١٦٠.

١٥٥

٣٥ ـ ذكر منزلة علي بن أبي طالب وقربه

من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولزوقه به ، وحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم له

١٠٤ ـ أخبرنا إسماعيل بن مسعود البصري قال : حدثنا خالد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء قال : سأل رجل ابن عمر عن عثمان قال : كان من الذين تولوا يوم التقى الجمعان ، فتاب الله عليه ثم أصاب ذنبا فقتلوه. وسأله عن علي فقال : لا تسأل عنه. ألا ترى قرب منزله من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

١٠٥ ـ أخبرني هلال بن العلاء بن هلال قال : حدثنا حسين قال : حدثنا زهير ، عن إسحاق ، عن العلاء بن عرار قال : سألت عبد الله بن عمر قلت : ألا تحدثني عن علي وعثمان؟ قال : أما علي فهذا بيته من بيت (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ولا أحدثك عنه بغيره. وأما عثمان فإنه أذنب يوم أحد ذنبا عظيما ، فعفا الله عنه وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه.

١٠٦ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا عبيد الله قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء بن عرار قال : سألت ابن عمر وهو في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن علي وعثمان. فقال : أما علي فلا تسألني عنه ، وانظر إلى منزله من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ليس في المسجد بيت غير بيته. وأما عثمان فإنه أذنب ذنبا عظيما يوم التقى الجمعان (٣) ، فعفا الله عنه وغفر له ، وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك.

__________________

(١) رواه الطبراني في المعجم الأوسط ج ٣ ص ٣٣٨.

ورواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ج ١١ ص ٢٣٢.

ورواه الإمام أحمد في كتاب الفضائل برقم ١٠١٢

(٢) يشير بذلك إلا أن كل الأبواب سدت ما عدا باب علي رضي‌الله‌عنه فلم يسد وانظر الحديث رقم ٣٨.

(٣) يوم التقى الجمعان : يشير بذلك إلى الذين فروا من المعركة يوم أحد ، ونزل فيهم قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [آل عمران ١٥٥].

ونسوق في ذلك حديثا رواه ابن كثير في تفسيره حول هذه الآية قال : جاء في البخاري في كتاب المغازي ـ غزوة أحد ج ٥ ص ١٢٢. عن عثمان بن موهب قال : جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال : من هؤلاء القعود؟ قالوا : هؤلاء قريش. قال : من الشيخ؟ ـ

١٥٦

فقتلتموه.

١٠٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال : حدثنا ابن موسى ـ وهو محمد بن موسى بن أعين ـ قال : حدثنا أبي ، عن عطاء ، عن سعيد بن عبيدة قال : جاء رجل إلى ابن عمر ، فسأله عن علي ، فقال : لا تسأل عن علي ، ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : فإني أبغضه. قال : أبغضك الله (١).

١٠٨ ـ أخبرني هلال بن العلاء بن هلال قال : حدثنا حسين بن عياش قال : حدثنا زهير قال : حدثنا أبو إسحاق قال : سأل عبد الرحمن بن خالد قثم بن العباس : من أين ورث علي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : إنه كان أولنا به لحوقا ، وأشدنا له لزوقا (٢).

خالفه زيد بن أبي أنيسة فقال : عن خالد بن قثم.

١٠٩ ـ أخبرنا هلال بن العلاء قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق عن خالد بن قثم أنه قيل له : ما لعلي ورث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دون جدك ، وهو عمه؟ قال : إن عليا كان أولنا به لحوقا وأشدنا به

__________________

قالوا : ابن عمر ، فأتاه فقال : إني سائلك عن شيء فحدثني قال : أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال : نعم قال : فتعلمه تغيب يوم بدر فلم يشهدها؟

قال : نعم ، قال : فتعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال : نعم. قال : فكبر.

فقال ابن عمر : تعالى لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه. أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه.

وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكانت مريضة ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه.

وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه ، فبعث عثمان ، فكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده اليمنى : هذه يد عثمان ، فضرب بها على يده. فقال هذه يد عثمان اذهب بها الآن معك.

ـ تفسير ابن كثير ج ٢ ص ١١٧ ـ

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ج ١٣ ص ٨٥.

ورواه الطبراني في معجمه الكبير ج ١٢ ص ٤١٦.

ورواه البيهقي في السنن ج ٨ ص ١٩٢.

(٢) رواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢٥.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج ١٩ ص ٤٠.

١٥٧

لصوقا.

١١٠ ـ أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي ، قال : أخبرنا عمرو بن محمد قال : أخبرنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، عن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمع صوت عائشة عاليا ، وهي تقول والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي ، فأهوى إليها أبو بكر ليلطمها ، وقال : يا ابنة فلانة! أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟!! فأمسكه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخرج أبو بكر مغضبا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عائشة! كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟» ثم أستأذن أبو بكر بعد ذلك ، وقد اصطلح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعائشة فقال : أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد فعلنا» (١).

١١١ ـ أخبرني محمد بن آدم قال : حدثنا ابن أبي غنية ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن جميع ـ وهو ابن عمير ـ قال : دخلت مع أمي على عائشة ، وأنا غلام ، فذكرت لها عليا ، فقال : ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه ، ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من امرأته (٢).

١١٢ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ـ ثقة ـ قال :

حدثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة ، فسمعتها تسألها من وراء الحجاب عن علي ، فقالت : «تسأليني عن رجل ما أعلم أحدا كان أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه ، ولا أحب إليه من امرأته» (٣).

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ٢٧٥ ، ص ٢٧٦ من حديث النعمان بن بشير وفيه : يا ابنة أم رومان. وأشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.

(٢) رواه الترمذي في جامعه الصحيح ـ كتاب المناقب ج ٥ ص ٣٦٢ وقال : حسن غريب.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٤ وقال : صحيح الإسناد ولم يوافقه الذهبي.

(٣) رواه محب الدين الطبري في الرياض النضرة ص ٥٨٢ وعزاه إلى الترمذي وقال : حسن غريب ، ولفظه :

عن عائشة سئلت : أي الناس أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت : فاطمة فقيل : من الرجال؟

قالت : زوجها ، وإن كان ما علمت صواما قواما.

قال : وعنها وقد ذكر عندها علي فقالت : ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

١٥٨

١١٣ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد قال : حدثنا شاذان ، عن جعفر الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، قال : رجاء رجل إلى أبي ، فسأله : أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من النساء؟ فقال : كان أحب الناس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من النساء فاطمة ، ومن الرجال علي.

قال أبو عبد الرحمن : عبد الله بن عطاء ليس بالقوي في الحديث (١).

٣٦ ـ ذكر منزلة علي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند دخوله ومسألته

وسكوته

١١٤ ـ أخبرني محمد بن وهب قال : حدثنا محمد بن سلمة قال : حدثني أبو عبد الرحيم قال : حدثني زيد ـ وهو ابن أبي أنيسة ـ عن الحارث ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن عبد الله بن نجي : سمع عليا يقول : كنت أدخل على نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن كان يصلي سبح ، فدخلت ، وإن لم يكن يصلي أذن لي فدخلت (٢).

١١٥ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن عبيد ، وأبو كامل قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا عمارة بن القعقاع ، عن الحارث العكلي ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن عبد الله بن نجي قال : قال علي : كانت لي ساعة من السحر أدخل فيها على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن كان في صلاته سبح ، فكان ذلك إذنه لي ، وإن لم يكن في صلاته أذن لي (٣).

__________________

منه ، ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من امرأته.

(١) رواه الترمذي في جامعه الصحيح ج ٥ ص ٣٥٩ وقال : حديث غريب.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٥ وقال : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

(٢) أخرج أحمد في مسنده ج ١ ص ٧٧ مثله وهو الحديث الذي يلي هذا رواه عنه عبد الله بن نجي.

وعبد الله بن نجى وأبوه نجي الحضرمي من تابعي الكوفة وروى عن علي بن أبي طالب ، وذكرهما ابن سعد في طبقاته ج ٦ ص ٢٥٥.

ووثق النسائي عبد الله بن نجي ووثقه أيضا ابن حبان وقال عنه ابن حجر : صدوق.

(٣) رواه أحمد في المسند في الموضع السابق.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج ٢ ص ٢٤٧.

١٥٩

٣٧ ـ ذكر الاختلاف على المغيرة في هذا الحديث

١١٦ ـ أخبرني محمد بن قدامة المصيصي قال : حدثنا جرير ، عن المغيرة عن الحارث ، عن أبي زرعة بن عمرو قال : حدثنا عبد الله بن نجي ، عن علي قال : كانت لي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساعة من السحر آتيه فيها ، إذا أتيته استأذنت فإن وجدته يصلي سبح ، فدخلت ، وإن وجدته فارغا أذن لي (١).

١١٧ ـ أخبرني محمد بن عبيد بن محمد قال : حدثنا ابن عياش ، عن المغيرة ، عن الحارث العكلي ، عن ابن نجي قال علي : كان لي من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مدخلان : مدخل بالليل ومدخل بالنهار ، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي (٢).

قال أبو عبد الرحمن : خالفه شرحبيل بن مدرك في إسناده ووافقه على قوله «تنحنح».

١١٨ ـ أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار قال : حدثنا أبو أسامة قال حدثني شرحبيل ـ يعني ابن مدرك الجعفي ـ قال : حدثني عبد الله بن نجي الحضرمي ، عن أبيه ـ وكان صاحب مطهرة علي ـ قال : قال علي : كانت لي منزلة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم تكن لأحد من الخلائق ، فكنت آتيه كل سحر فأقول : السلام عليك يا نبي الله. فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي ، وإلا دخلت عليه (٣).

١١٩ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثني أبو المساور قال : حدثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال : قال علي : كنت إذا سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) رواه النسائي في السنن ج ٣ ص ١٢.

ورواه ابن خزيمة في مسنده ج ٢ ص ٥٤.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ٨٠ من حديث طويل. بقية ما ذكره المصنف هو :

فأتيته ذات ليلة فقال : «أتدري ما أحدث الملك الليلة؟ كنت أصلي فسمعت خشفة في الدار ، فخرجت فإذا جبريل عليه‌السلام فقال : ما زلت هذه الليلة أنتظرك ، إن في بيتك كلبا فلم أستطع الدخول ، وإنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا جنب ولا تمثال»

ورواه ابن ماجه في سننه ج ٢ ص ١٣٢٢.

ورواه البيهقي في سننه ج ٢ ص ٢٤٧.

(٣) رواه النسائي في السنن ج ٣ ص ١٢.

ورواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ٨٥

١٦٠