شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠
٣ ـ ذكر عبادة علي رضياللهعنه
٨ ـ أخبرنا علي بن المنذر الكوفي قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا الأجلح ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن علي قال : «ما أعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبيها صلىاللهعليهوسلم غيري ، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بسبع سنين» (١).
٤ ـ ذكر منزلة علي بن أبي طالب رضياللهعنه من الله عزوجل
٩ ـ أخبرني هلال بن بشر قال : حدثنا محمد بن خالد ـ وهو ابن عثمة ـ قال : حدثنا موسى بن يعقوب قال : حدثني مهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الجحفة وأخذ بيد علي ، فخطب ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «يا أيها الناس ، إني وليكم» قالوا : صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي فرفعها ، وقال : «هذا وليي ، والمؤدي عني ، وإن الله موال لمن والاه ، ومعاد من عاداه» (٢).
١٠ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا الحسن بن حماد قال : حدثنا مسهر بن عبد الله ، عن عيسى بن عمر عن السدي ، عن أنس بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان عنده طائر ، فقال : «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فجاء أبو بكر فرده ، وجاء عمر فرده ، وجاء علي فأذن له (٣).
__________________
(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ٩٣ وقال المحقق : رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن يحيى بن سلمة بن كهيل المسند ج ١ ص ٩٩ ، وفي مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٢ قال : ورواه أحمد وأبو يعلى باختصار والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن ولكن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات ج ١ ص ٣٤١.
(٢) هذا الحديث ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة في مناقب العشرة بمعناه قال : عن البراء بن عازب قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم في سفر فنزلنا غدير خم ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت شجرة فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي وقال : «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا : بلى ، فأخذ بيد علي وقال : «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» .. الرياض النضرة ص ٥٩٤ بتحقيقنا.
وسيذكر المؤلف الحديث مرة أخرى بعد ذلك برقم ٩٤ ، ٩٥.
(٣) ذكره محب الدين الطبري أيضا في الرياض النضرة ص ٥٨١.
١١ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، وهشام بن عمّار ، قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية سعدا ، فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثا : قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول له : وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله! تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي؟» وسمعته يقول في يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فتطاولنا لها فقال : «ادعوا لي عليّا» فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ولما نزلت زاد هشام (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليّا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فقال : «اللهم هؤلاء أهلي» (١).
١٢ ـ أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد قال : حدثنا أبو غسان قال : حدثنا عبد السلام ، عن موسى الصغير ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه قال : كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب رضياللهعنه فقال : لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول له خصال ثلاثة ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعته يقول : «إنه مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي» وسمعته يقول : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويجبه الله ورسوله» وسمعته يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).
__________________
ورواه الترمذي في كتاب المناقب من حديث أنس ج ٥ ص ٣٠٠ ، وابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ١٢٥ وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ج ١ ص ٢٣٢.
ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١١١.
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٨٥ في أحاديث سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه ورواه الإمام مسلم في صحيحه ـ كتاب الفضائل ـ باب من فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه ج ٥ ص ٢٦٨ شرح النووي.
(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤١.
ورواه ابن ماجه في سننه ج ١ ص ٤٥.
١٣ ـ أخبرني زكريا بن يحيى السجستاني قال : حدثنا نصر بن علي قال : أخبرنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه أن سعدا رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه» فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي (١).
١٤ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا عبيد الله قال : أخبرنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم والمنهال ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه أنه قال لعلي ، وكان يسير معه ـ : إن الناس قد أنكروا منك أنك تخرج في البرد في الملاءتين (٢) ، وتخرج في الحر في الحشو ، والثوب الغليظ. قال : أو لم تكن معنا بخيبر؟ قال : بلى. قال : فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع بالناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار» فأرسل إلي ، وأنا أرمد. قلت : إني أرمد ، فتفل في عيني ، وقال : «اللهم اكفه أذى الحر والبرد» فما وجدت حرا بعد ذلك ، ولا بردا (٣).
١٥ ـ أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي قال : أخبرنا معاذ بن خالد قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : حاصرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبو بكر ، ولم يفتح له ، وأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له» وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ، فلما أصبح رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلى الغداة ، ثم قام قائما ، ودعا
__________________
ورواه السيوطي في الجامع الصغير ج ٢ ص ١٨٧ وقال : رواه أحمد وابن ماجه من حديث البراء ، وأحمد أيضا من حديث بريدة ، والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم ورمز له السيوطي بالحسن.
(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤ من حديث سعد بن أبي وقاص.
(٢) الملاءتان : مثنى ملاءة وهي ثوب لين رقيق.
(٣) سنن ابن ماجه ج ١ ص ٤٣.
ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٩٩ في أحاديث علي ، رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه وكان يسمر مع علي رضياللهعنه فحدثه به.
باللواء ، والناس على أنصافهم ، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا هو يرجو أن يكون صاحب اللواء ، فدعا علي بن أبي طالب ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ومسح عنه ، ودفع إليه اللواء ، وفتح الله له ، قال : وأنا فيمن تطاول لها.
١٦ ـ أخبرنا محمد بن بشار البصري قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، أن عبد الله بن بريدة حدثه ، عن بريدة الأسلمي قال : لما كان حيث نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلىاللهعليهوسلم اللواء عمر ، فنهض معه من نهض من الناس ، فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأعطين اللواء رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فلما كان من الغد تصادر أبو بكر ، وعمر ، فدعا عليا ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ونهض معه من الناس من نهض ، فلقي أهل خيبر ، فإذا مرحب يرتجز ، وهو يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاك السلاح بطل مجرب |
أطعن أحيانا وحينا أضرب |
|
إذا الليوث أقبلت تلهب (١) |
فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه عليّ على هامته حتى عض السيف منها أبيض رأسه (٢) ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح الله له ولهم (٣).
__________________
(١) البيتان في سيرة ابن هشام ج ٣ ص ٢٧٢ في فتح خيبر وبعدهما شطر خامس هو :
إن حمى للحمى لا يقرب
وليس في سيرة ابن هشام أن عليّا خرج لمرحب وهو يرتجز ، بل الذي خرج له كعب بن مالك في هذه الحالة ـ وأجابه بقوله :
قد علمت خيبر أني كعب |
|
مفرج الغمى جريء صلب |
في أبيات أخرى.
وأن عليّا خرج لفتح خيبر معه بعد أن خرج عدة من الصحابة فلم يفتحوها.
(٢) أبيض رأسه يقصد بها البيضة التي يضعها المحارب فوق رأسه ، وهي الخوذة.
(٣) ورواه المحب الطبري في الرياض النضرة ، وذكر أن عليّا أجاب مرحبا بقوله :
أنا الذي سمتني أمي حيدره |
|
ليث غابات كريه المنظره |
أو فيهم بالصاع كيل السندره |
الرياض النضرة ص ٦١٧.
١٧ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبي حازم قال : أخبرني سهل بن سعد ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله عليه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلهم يرجو أن يعطى فقال : «أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينيه. قال : «فأرسلوا إليه» فأتى به فبصق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عينيه ، ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم» (١).
٥ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة فيه
١٨ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا يعلى بن عبيد قال : حدثنا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فتطاول القوم ، فقال : «أين علي؟» فقالوا : يشتكي عينيه ، قال : فبصق نبي الله صلىاللهعليهوسلم في كفيه ، ومسح بها عيني علي ، ودفع إليه الراية ، ففتح الله على يديه (٢).
١٩ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويفتح الله عليه» قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب ، فأعطاه إياها ، وقال : «امش ، ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك» فسار علي ثم توقف ـ يعني ـ فصرخ : يا
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب من فضائل علي بن أبي طالب ج ٥ ص ٢٧١ من حديث سهل بن سعد.
ورواه البخاري في صحيحه ج ٤ ص ٧٣.
ورواه الإمام أحمد في المسند ج ٥ ص ٣٣٣.
(٢) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٦١٥ من حديث أبي هريرة وقال : أخرجه أبو حاتم.
رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال : «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا مني دماءهم ، وأموالهم ، إلا بحقها ، وحسابهم على الله عزوجل» (١).
٢٠ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح عليه» قال عمر : فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ. قال : فاشرأب (٢) لها ، فدعا عليا فبعثه ، ثم قال : «اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ، ولا تلتفت» قال : فمشى ما شاء الله ، ثم وقف ، فلم يلتفت ، فقال : علام أقاتل الناس؟ قال : «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عزوجل» (٣).
٢١ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدثنا أبو هشام المخزومي قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ، ويفتح الله عليه» قال عمر : فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ. فدفعها إلى علي فقال : «قاتل ، ولا تلتفت» فسار قريبا. قال : يا رسول الله ، علام أقاتل الناس؟ قال : «على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم مني إلا بحقها ، وحسابهم على الله» (٤).
__________________
(١) رواه الإمام مسلم في صحيحه ـ في كتاب الفضائل ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه.
(٢) اشرأب لها : تطلع إليها.
(٣) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٦١٥ وقال : رواه مسلم وأبو حاتم بلفظ مقارب.
(٤) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٢ ص ٣٨٤ ، ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٥٨ بتحقيقنا.
٦ ـ ذكر خبر عمران بن حصين (١) في ذلك
٢٢ ـ أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال : حدثنا عمر بن عبد الوهاب قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عن ربعي ، عن عمران بن حصين أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ـ أو ـ قال : يحبه الله ورسوله» فدعا عليا ، وهو أرمد ، ففتح الله على يديه (٢).
٧ ـ ذكر خبر الحسن بن علي عن النبي صلىاللهعليهوسلم في ذلك
وأن جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره صلىاللهعليهوسلم
٢٣ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا يونس ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن مريم قال : خرج إلينا الحسن بن علي ، وعليه عمامة سوداء ، فقال : «لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون. وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله». فقاتل جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثم لا ترد ـ يعني : رايته ـ حتى بفتح الله عليه. ما ترك دينارا ، ولا درهما إلا سبعمائة درهم أخذها من عطائه ، كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله» (٣).
٨ ـ ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم في علي : «إن الله جل ثناؤه لا يخزيه أبدا»
٢٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا الوضاح ـ وهو أبو عوانة ـ قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا من هؤلاء
__________________
(١) عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي الكعبي ، يكنى أبا نجيد ، أسلم عام خيبر ، وغزا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزوات ، بعثه عمر بن الخطاب إلى البصرة ليفقه أهلها ، وكان من فضلاء الصحابة توفي بالبصرة سنة ٥٢ ه.
أسد الغابة ج ٤ ص ٢٨١.
(٢) رواه الإمام الطبراني في المعجم الكبير ج ١٨ ص ٣٣٧.
(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٩٩.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٢ ص ٥٨٨.
ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : أنا أقوم معكم. فتحدثوا ، فلا أدري ما قالوا ، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف (١) يقعون في رجل له عشر (٢) ، وقعوا في رجل قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا» فأشرف من استشرف ، فقال : «أين علي؟» قيل : هو في الرحا يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فدعاه ، وهو أرمد ، ما يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا ، فدفعها إليه ، فجاء بصفية بنت حيي ، وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا خلفه ، فأخذها منه ، فقال : «لا يذهب بها إلا رجل هو مني ، وأنا منه» ودعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن ، والحسين ، وعليا ، وفاطمة ، فمد عليهم ثوبا فقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ، ولبس ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونام ، فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وهم يحسبون أنه نبي الله صلىاللهعليهوسلم ـ فجاء أبو بكر ، فقال : يا نبي الله ، فقال علي : إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون ، فأتبعه ، فدخل معه الغار. وكان المشركون يرمون عليا حتى أصبح. وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي : أخرج معك؟ فقال : «لا» فبكى ، فقال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟» ثم قال : «أنت خليفتي» يعني في كل مؤمن بعدي قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو في طريقه ليس له طريق غيره ، وقال : «من كنت وليّه فعلي وليّه». قال ابن عباس : وقد أخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة ، فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم. قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمر حين قال : ائذن لي ، فلأضرب عنقه حاطبا حاطبا ـ وقال : «ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (٣).
__________________
(١) أف وتف : لفظتان تقالان عند الضيق والضجر والأذى.
(٢) له عشر : أي له عشر فضائل خصه الله بها.
(٣) رواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٢٣٠.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير ح ١٢ ص ٩٧.
ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٣٢.
٩ ـ ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم لعلي : «إنه مغفور له»
٢٥ ـ أخبرني هارون بن عبد الله الحمال البغدادي قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي قال : حدثنا علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك ، مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله هو الحليم الكريم ، لا إله إلا الله هو العلي العظيم. سبحان الله رب السموات السبع ، ورب العرش الكريم ، الحمد لله رب العالمين» (١).
١٠ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث
٢٦ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي قال : حدثنا خالد ـ وهو ابن مخلد قال : حدثنا علي ـ وابن صالح بن حي أخو حسن بن صالح ـ عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يا علي : ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهن غفر الله لك مع أنه مغفور لك؟ تقول : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا هو العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم ، الحمد الله رب العالمين».
٢٧ ـ أخبرنا صفوان بن عمرو الحمصي قال : حدثنا أحمد بن خالد ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي قال : كلمات الفرج : لا إله إلا الله العلي العظيم العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين (٢).
__________________
(١) يسمى هذا الحديث بحديث الكرب الذي إذا دعا به الداعي فرج الله كربه.
أخرجه أحمد في المسند ج ١ ص ٩٢.
والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم ٦٣٨.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه راجع موارد الظمآن رقم ٥٤٤.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ٩١.
ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم ٦٣٠.
ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء ـ باب دعاء الكرب ج ٥ ص ٥٧٥.
٢٨ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه ـ يعني نحو حديث خالد.
٢٩ ـ أخبرني علي بن محمد بن علي المصيصي قال : حدثنا خلف بن تميم قال : حدثنا إسرائيل قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي رضياللهعنه قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك على أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين».
٣٠ ـ أخبرنا الحسين بن حريث قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي كرم الله وجهه قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ألا أعلمك دعاء إذا دعوت به غفر لك وإن كنت مغفورا لك؟» قلت : بلى ، قال : «لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله ، سبحان الله رب العرش العظيم» (١).
قال أبو عبد الرحمن : أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها ، وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل ، ولعلي بن صالح. والحارث الأعور ليس بذاك في الحديث. وعاصم بن ضمرة أصلح منه.
١١ ـ ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «قد امتحن الله قلب عليّ للإيمان»
٣١ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدثنا الأسود بن عامر قال : حدثنا شريك ، عن منصور ، عن ربعي ، عن علي قال : جاء النبي صلىاللهعليهوسلم أناس من قريش ، فقالوا : يا محمد ، إنا جيرانك ، وحلفاؤك ، وإن أناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ، ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا (٢) ، وأموالنا ، فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر : «ما تقول؟» فقال : صدقوا ، إنهم لجيرانك ، وأحلافك ، فتغير وجه
__________________
(١) رواه الترمذي ج ٥ ص ١٠٩ وقال : حديث غريب.
والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم ٦٤٠.
(٢) ضياعنا : جمع ضيعة وهي الأرض التي تغل يعني : تأتي بنتاج من الثمرات والغلات.
النبي صلىاللهعليهوسلم ثم قال لعمر : «ما تقول؟» قال : صدقوا ، إنهم جيرانك ، وحلفاؤك. فتغير وجه النبي صلىاللهعليهوسلم ثم قال : «يا معشر قريش! والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للإيمان ، فليضربنكم على الدين ، أو يضرب بعضكم» فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : «لا» قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : «لا ولكن ذلك الذي يخصف النعل» وقد كان أعطى عليّا نعله يخصفها (١).
١٢ ـ ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم لعلي : إن الله سيهدي قلبك ويثبت
لسانك
٣٢ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الأعمش قال : حدثنا عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، وأنا شاب حديث السن ، فقلت : يا رسول الله ، إنك بعثتني إلى قوم يكون بينهم أحداث ، وأنا شاب حديث السن. قال : «إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك» فما شككت في قضاء بين اثنين (٢).
١٣ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر
٣٣ ـ أخبرنا علي بن خشرم المروزي قال : أخبرنا عيسى عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري عن علي رضياللهعنه قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، فقلت : إنك تبعثني إلى قوم أسن مني فكيف القضاء فيهم؟ فقال : «إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك» قال : فما تعاييت في حكومة بعد.
٣٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي رضياللهعنه قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهل
__________________
(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٥.
ورواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ١٥٥.
وهو في سنن أبي داود ج ٣ ص ١٤٨ وفي سنن البيهقي ج ٩ ص ٢٢٩.
ويخصف النعل : يخيطها ويخرزها.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٨٣ ص ١٣٦.
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٠ ط. التحرير.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٤ ص ٣٨١.
اليمن لأقضي بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، لا علم لي بالقضاء. فضرب بيده على صدري وقال : «اللهم اهد قلبه ، وسدد لسانه» فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا (١).
قال أبو عبد الرحمن : روى هذا الحديث شعبة ، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : أخبرني من سمع عليا.
قال أبو عبد الرحمن : أبو البختري لم يسمع من علي شيئا.
٣٥ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا شريك ، عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن علي رضياللهعنه قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهل اليمن وأنا شاب ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني وأنا شاب إلى قوم ذوي أسنان لأقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فوضع يده على صدري ثم قال : «إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك. يا علي : إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء». قال علي : فما أشكل عليّ قضاء بعد (٢).
١٤ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث
٣٦ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي رضياللهعنه قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، فقلت : إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم ، فقال : «إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك» (٣).
قال شيبان : عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي.
٣٧ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي رضياللهعنه قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله إنك بعثتني إلى شيوخ
__________________
(١) سنن ابن ماجه ج ٢ ص ٧٧٤.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ص ١٠١ ط التحرير.
(٣) رواه ابن سعد في الموضع السابق ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٨٨ ، ص ١٥٦.
ذوي أسنان ، إني أخاف أن لا أصيب. قال : «إن الله سيثبت لسانك ، ويهدي قلبك».
١٥ ـ ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «أمرت بسد هذه الأبواب غير باب
علي»
٣٨ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سدوا هذه الأبواب إلا باب علي» فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : «أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، والله ما سددته ، ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيء فاتبعته» (١).
١٦ ـ ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم
«ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم»
٣٩ ـ قرأت على محمد بن سليمان لوين ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، ـ ولم يقل مرة : عن أبيه ـ قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعنده قوم جلوس ، فدخل علي كرم الله وجهه فلما دخل خرجوا ، فلما خرجوا تلاوموا ، فقالوا : والله ما أخرجنا وأدخله ، فرجعوا ، فدخلوا ، فقال : «والله! ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله وأدخله وأخرجكم» (٢).
٤٠ ـ أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدثنا علي بن قادم قال : أخبرنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة ، فلقيت سعد بن أبي
__________________
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ٣٦٩ في أحاديث زيد بن أرقم رواه عنه النضر بن أنس.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج ٥ ص ٢٩٣
وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ج ١٢ ص ١٤٧.
ورواه ابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ١٤٢.
وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المسجد ، فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وآل علي. قال : فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول الله! أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام! فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أنا أمرت بإخراجكم ، ولا بإمكان هذا الغلام ، إن الله هو أمر به».
قال أبو عبد الرحمن : قال فطر : عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الرقيم عن سعد ، أن العباس أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : «ما أنا فتحتها ولا سددتها».
قال أبو عبد الرحمن : عبد الله بن شريك ليس بذلك ، والحارث بن مالك لا أعرفه ، ولا عبد الله بن الرقيم (١).
٤١ ـ أخبرني زكريا بن يحيى السجستاني قال : حدثنا عبد الله بن عمر قال : حدثنا أسباط ، عن فطر (٢) ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الرقيم (٣) ، عن سعد نحوه.
٤٢ ـ أخبرني محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني قال : حدثنا مسكين قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ـ وأبو بلج هو يحيى بن سليم ـ قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي رضياللهعنه (٤).
٤٣ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا الوضاح قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا عمرو بن ميمون قال : قال ابن عباس : «وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ليس له طريق
__________________
(١) هذا الحديث رواه ابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ٨٦.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ج ١ ص ٣٦٣.
وقد أشار النسائي في عبارته المتقدمة إلى ضعفه.
(٢) فطر : هو فطر بن خليفة أبو بكر الحناط وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم.
(٣) عبد الله بن الرقيم بالتصغير : لم يوثقه كثير من أصحاب السنن.
(٤) رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه الصحيح ج ٥ ص ٣٠٥ وقال : حديث غريب. ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٤ ص ١٥٣.
غيره» (١).
١٧ ـ ذكر منزلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من النبي صلىاللهعليهوسلم
٤٤ ـ أخبرنا بشر بن هلال البصري قال : حدثنا جعفر ـ وهو بن سليمان ـ قال : حدثنا حرب بن شداد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد ابن أبي وقاص رضياللهعنه قال : لما غزا رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزوة تبوك خلف عليا بالمدينة ، فقالوا فيه ملّه وكره صحبته ، فتبع علي النبي صلىاللهعليهوسلم حتى لحقه في الطريق ، فقال : يا رسول الله! خلفتني في المدينة مع الذراري (٢) والنساء حتى قالوا : مله وكره صحبته ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا علي! إنما خلفتك على أهلي. أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي» (٣).
٤٥ ـ أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عبد السلام ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي رضياللهعنه : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (٤).
٤٦ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو مصعب ، أن الدراوردي حدثنا عن محمد بن صفوان الجمحي ، عن سعيد بن المسيب أنه سمع سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
__________________
(١) أخرجه أحمد في مسنده ج ٢ ص ٢٦ من حديث ابن عمر رضياللهعنه ضمن فضائل علي ، ورواه عن ابن عمر عمر بن أسيد.
ورواه أبو نعيم ج ٤ ص ١٥٣ ـ ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج ١ ص ٣٦٤ ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤٣.
(٢) الذراري : جمع ذرية.
(٣) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤.
ورواه محب الدين الطبري في الرياض النضرة ص ٥٨٤ من حديث سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤٠ ، ص ٣٤١.
(٤) انظر التعليق السابق.
ورواه الترمذي في الفضائل ج ٥ ص ٣٠٤.
ورواه الإمام الطبراني في المعجم الصغير ج ٢ ص ٢٢.
موسى إلا النبوة؟» (١).
٤٧ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : أخبرنا أبو مصعب ، عن الدراوردي (٢) ، عن هاشم بن القاسم ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد رضياللهعنه قال : لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى تبوك خرج علي رضياللهعنه يشيعه ، فبكى وقال : يا رسول الله ، أتتركني مع الخوالف؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة».
١٨ ـ ذكر الاختلاف على محمد بن المنكدر(٣) في هذا الحديث
٤٨ ـ أخبرني إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال : حدثنا داود بن كثير الرقي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب ، عن سعد رضياللهعنه : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
٤٩ ـ أخبرني صفوان بن عمر قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن محمد بن المنكدر ، قال سعيد بن المسيب : أخبرني إبراهيم بن سعد ، أنه سمع أباه سعدا رضياللهعنه وهو يقول : قال النبي صلىاللهعليهوسلم لعلي رضياللهعنه : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة؟» قال سعيد : فلم أرض حتى أتيت سعدا فقلت : شيئا حدثني به ابنك عنك. قال : وما هو؟ وانتهرني.
فقلت : أما على هذا فلا ، فقال : ما هو يا ابن أخي؟ فقلت : هل سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول لعلي كذا وكذا؟ قال : نعم ـ وأشار إلى أذنيه ـ وإلا فاستكتا (٤) لقد سمعته يقول ذلك.
__________________
(١) انظر التعليق رقم ٤٤ ، ٤٥.
(٢) الدراوردي : هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد من رواة الحديث الصادقين ، وثقه غير واحد من أصحاب السنن. انظر التهذيب ج ٦ ص ٣٥٣.
(٣) محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر التيمي ، من بني تيم بن مرة ، يكنى أبا عبد الله ، كان عابدا ثقة صالحا ورعا قليل الحديث توفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
الطبقات الكبرى لابن سعد القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص ١٨٨.
(٤) استكتا : أصيبتا بالصمم ، يقال : سك الكلام السمع : أصمه لشدته.
قال أبو عبد الرحمن : خالفه يوسف بن الماجشون ، فرواه عن محمد بن المنكدر ، عن سعيد ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه .. وتابعه على روايته عن عامر بن سعد بن زيد بن جدعان (١).
٥٠ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا ابن أبي الشوارب قال : حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد ، عن سعد ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي». قال سعيد : فأحببت أن أشافه بذلك سعدا ، فأتيته فقلت : ما حديث حدثني به عنك عامر؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال : سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإلا فاستكتا (٢).
وقد روى هذا الحديث شعبة ، عن علي بن زيد ، فلم يذكر عامر بن سعد.
٥١ ـ أخبرني محمد بن وهب الحراني قال : حدثنا مسكين بن بكير قال : حدثنا شعبة ، عن علي بن زيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن سعد ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» فقال أول مرة : رضيت رضيت. فسألته بعد ذلك فقال : بلى ، بلى (٣).
قال أبو عبد الرحمن : وما أعلم أن أحدا تابع عبد العزيز بن الماجشون على روايته عن محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن إبراهيم بن سعد على أن إبراهيم بن سعد قد روى هذا الحديث عن أبيه.
٥٢ ـ أخبرنا محمد بن بشار البصري قال : حدثنا محمد بن جعفر غندر قال : حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن أبيه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟» (٤).
__________________
(١) حديث ابن الماجشون رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب ج ٥ ص ٢٦٧ والحديث رواه ابن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.
(٢) راجع التعليق السابق.
ورواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني في مصنفه ج ١١ ص ٢٢٦.
(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٧٥ في أحاديث سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص ، رواه عنه سعيد بن المسيب.
(٤) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه ـ
٥٣ ـ أخبرنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد البغدادي قال : حدثني عمي قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق قال : حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه سعد أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول لعلي رضياللهعنه حين خلفه في غزوة تبوك على أهله ـ : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» (١).
قال أبو عبد الرحمن : وقد روى هذا الحديث عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، عن غير حديث سعيد بن المسيب.
٥٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما منعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال : لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأن تكون لي ـ قال ـ واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم لا أسبه : ما ذكرت حين نزل عليه الوحي ، فأخذ عليا ، وابنيه ، وفاطمة. فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : «رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي». ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة غزاها قال علي : خلفتني مع الصبيان والنساء؟ قال : «أولا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة من بعدي؟». ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه» ، فتطاولنا ، فقال : «أين علي؟» فقالوا : هو أرمد ، فقال : «ادعوه» فدعوه ، فبصق في عينيه ثم أعطاه الراية ، ففتح الله عليه ، قال والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة (٢).
٥٥ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : أخبرنا أبو مصعب ، عن الدراوردي عن الجعيد ، عن عائشة ، عن أبيها : أن عليا خرج مع النبي صلىاللهعليهوسلم حتى جاء ثنية الوداع يريد
__________________
ج ٥ ص ٢٦٧.
ورواه البخاري في كتاب الفضائل ج ٥ ص ٢٤.
ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٧٥ وص ١٧٩.
(١) رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق. ج ٤ ص ١٢٩ ط الأنوار المحمدية.
(٢) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤.
غزوة تبوك ، وعلي يشتكي وهو يقول : أتخلفني مع الخوالف؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟» (١).
٥٦ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد قال : خلف النبي صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله! تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟» (٢).
قال أبو عبد الرحمن : خالفه ليث ، فقال : عن الحكم ، عن عائشة بنت سعد.
٥٧ ـ أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان المصيصي قال : أخبرنا المطلب ، عن ليث ، عن الحكم ، عن عائشة بنت سعد ، عن سعد ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي في غزوة تبوك : «أنت مني مكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
قال أبو عبد الرحمن : وشعبة أحفظ ، وليث ضعيف ، والحديث قد روته عائشة.
٥٨ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : أخبرنا أبو مصعب ، عن الدراوردي عن الجعيد ، عن عائشة ، عن أبيها : أن عليا خرج مع النبي صلىاللهعليهوسلم حتى جاء ثنية الوداع يريد غزوة تبوك. وعلي يشتكي وهو يقول : أتخلفني مع الخوالف؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟» (٣).
٥٩ ـ أخبرنا الفضل بن سعد قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن حمزة بن عبد الله ، عن أبيه ، عن سعد قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة تبوك ، وخلف عليا ، فقال له : أتخلفني؟ فقال له : «أما
__________________
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٧٠ من حديث سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه ، روته عنه ابنته عائشة بنت سعد.
(٢) رواه الإمام مسلم في صحيحه ـ في كتاب الفضائل ـ باب من فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه من حديث سعد بن أبي وقاص.
ورواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الفضائل ، باب فضائل علي ج ٥ ص ٢٤ ط دار الشعب.
ورواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ١٨٢.
(٣) راجع التعليق السابق.
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» (١).
١٩ ـ ذكر الاختلاف على عبد الله بن شريك في هذا الحديث
٦٠ ـ أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا فطر ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن رقيم الكناني ، عن سعد بن أبي وقاص : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (٢).
قال إسرائيل : عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك ، عن سعد.
٦١ ـ أخبرنا أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدثنا علي بن قادم قال : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : قال سعد بن مالك : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزا على ناقته الجدعاء وخلف عليا ، فجاء علي حتى أخذ بغرز (٣) الناقة ، فقال : يا رسول الله! زعمت قريش أنك إنما خلقتني أنك استثقلتني ، وكرهت صحبتي وبكى علي فنادى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الناس : «أمنكم أحد إلا وله حامة (٤)؟ يا ابن أبي طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» قال علي رضياللهعنه : رضيت عن الله عزوجل وعن رسوله صلىاللهعليهوسلم.
٦٢ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ قال : حدثنا موسى الجهني قال : دخلت على فاطمة ابنة علي فقال لها رفيقي : هل عندك شيء عن والدك مثبت؟ قالت : حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٥).
٦٣ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا جعفر بن عون ، عن موسى الجهني قال : أدركت فاطمة ابنة علي (٦) ، وهي ابنة ثمانين سنة فقلت لها : تحفظين عن أبيك
__________________
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٨٤.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى من حديث الفضل بن دكين ج ٢ ص ٥٦٨ بتحقيقنا.
(٣) غرز الناقة : ركاب الرحل.
(٤) الحامة : القرابة والخاصة.
(٥) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٦ ص ٤٣٨ في أحاديث أسماء بنت عميس.
(٦) جاء في كتاب طبقات النساء المحدثات لعبد العزيز سيد الأهل : اختلف في سماع فاطمة بنت علي عن أبيها ، فكأنها لم تكن تعي حين كان حيا ، ولكنها سمعت من أخيها محمد ابن الحنفية ، ثم من أسماء بنت عميس زوجة أبيها ، وقد وثقها ابن حبان ، وروى عنها جماعة ، ـ