مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن عبدالله ابن الجزري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-4064-7
الصفحات: ٢٠٠

٣ ـ ذكر عبادة علي رضي‌الله‌عنه

٨ ـ أخبرنا علي بن المنذر الكوفي قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا الأجلح ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن علي قال : «ما أعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبيها صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيري ، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بسبع سنين» (١).

٤ ـ ذكر منزلة علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه من الله عزوجل

٩ ـ أخبرني هلال بن بشر قال : حدثنا محمد بن خالد ـ وهو ابن عثمة ـ قال : حدثنا موسى بن يعقوب قال : حدثني مهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الجحفة وأخذ بيد علي ، فخطب ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «يا أيها الناس ، إني وليكم» قالوا : صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي فرفعها ، وقال : «هذا وليي ، والمؤدي عني ، وإن الله موال لمن والاه ، ومعاد من عاداه» (٢).

١٠ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا الحسن بن حماد قال : حدثنا مسهر بن عبد الله ، عن عيسى بن عمر عن السدي ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان عنده طائر ، فقال : «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فجاء أبو بكر فرده ، وجاء عمر فرده ، وجاء علي فأذن له (٣).

__________________

(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ٩٣ وقال المحقق : رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن يحيى بن سلمة بن كهيل المسند ج ١ ص ٩٩ ، وفي مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٢ قال : ورواه أحمد وأبو يعلى باختصار والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن ولكن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات ج ١ ص ٣٤١.

(٢) هذا الحديث ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة في مناقب العشرة بمعناه قال : عن البراء بن عازب قال : كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر فنزلنا غدير خم ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت شجرة فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي وقال : «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا : بلى ، فأخذ بيد علي وقال : «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» .. الرياض النضرة ص ٥٩٤ بتحقيقنا.

وسيذكر المؤلف الحديث مرة أخرى بعد ذلك برقم ٩٤ ، ٩٥.

(٣) ذكره محب الدين الطبري أيضا في الرياض النضرة ص ٥٨١.

١٢١

١١ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، وهشام بن عمّار ، قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية سعدا ، فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثا : قالهن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له : وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله! تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي؟» وسمعته يقول في يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فتطاولنا لها فقال : «ادعوا لي عليّا» فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ولما نزلت زاد هشام (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فقال : «اللهم هؤلاء أهلي» (١).

١٢ ـ أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد قال : حدثنا أبو غسان قال : حدثنا عبد السلام ، عن موسى الصغير ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه قال : كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فقال : لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له خصال ثلاثة ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعته يقول : «إنه مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي» وسمعته يقول : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويجبه الله ورسوله» وسمعته يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).

__________________

ورواه الترمذي في كتاب المناقب من حديث أنس ج ٥ ص ٣٠٠ ، وابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ١٢٥ وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ج ١ ص ٢٣٢.

ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١١١.

(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٨٥ في أحاديث سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه ورواه الإمام مسلم في صحيحه ـ كتاب الفضائل ـ باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ج ٥ ص ٢٦٨ شرح النووي.

(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤١.

ورواه ابن ماجه في سننه ج ١ ص ٤٥.

١٢٢

١٣ ـ أخبرني زكريا بن يحيى السجستاني قال : حدثنا نصر بن علي قال : أخبرنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه أن سعدا رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه» فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي (١).

١٤ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا عبيد الله قال : أخبرنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم والمنهال ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه أنه قال لعلي ، وكان يسير معه ـ : إن الناس قد أنكروا منك أنك تخرج في البرد في الملاءتين (٢) ، وتخرج في الحر في الحشو ، والثوب الغليظ. قال : أو لم تكن معنا بخيبر؟ قال : بلى. قال : فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع بالناس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار» فأرسل إلي ، وأنا أرمد. قلت : إني أرمد ، فتفل في عيني ، وقال : «اللهم اكفه أذى الحر والبرد» فما وجدت حرا بعد ذلك ، ولا بردا (٣).

١٥ ـ أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي قال : أخبرنا معاذ بن خالد قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : حاصرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبو بكر ، ولم يفتح له ، وأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له» وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ، فلما أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى الغداة ، ثم قام قائما ، ودعا

__________________

ورواه السيوطي في الجامع الصغير ج ٢ ص ١٨٧ وقال : رواه أحمد وابن ماجه من حديث البراء ، وأحمد أيضا من حديث بريدة ، والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم ورمز له السيوطي بالحسن.

(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤ من حديث سعد بن أبي وقاص.

(٢) الملاءتان : مثنى ملاءة وهي ثوب لين رقيق.

(٣) سنن ابن ماجه ج ١ ص ٤٣.

ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٩٩ في أحاديث علي ، رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه وكان يسمر مع علي رضي‌الله‌عنه فحدثه به.

١٢٣

باللواء ، والناس على أنصافهم ، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا هو يرجو أن يكون صاحب اللواء ، فدعا علي بن أبي طالب ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ومسح عنه ، ودفع إليه اللواء ، وفتح الله له ، قال : وأنا فيمن تطاول لها.

١٦ ـ أخبرنا محمد بن بشار البصري قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، أن عبد الله بن بريدة حدثه ، عن بريدة الأسلمي قال : لما كان حيث نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اللواء عمر ، فنهض معه من نهض من الناس ، فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأعطين اللواء رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فلما كان من الغد تصادر أبو بكر ، وعمر ، فدعا عليا ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ونهض معه من الناس من نهض ، فلقي أهل خيبر ، فإذا مرحب يرتجز ، وهو يقول :

قد علمت خيبر أني مرحب

شاك السلاح بطل مجرب

أطعن أحيانا وحينا أضرب

إذا الليوث أقبلت تلهب (١)

فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه عليّ على هامته حتى عض السيف منها أبيض رأسه (٢) ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح الله له ولهم (٣).

__________________

(١) البيتان في سيرة ابن هشام ج ٣ ص ٢٧٢ في فتح خيبر وبعدهما شطر خامس هو :

إن حمى للحمى لا يقرب

وليس في سيرة ابن هشام أن عليّا خرج لمرحب وهو يرتجز ، بل الذي خرج له كعب بن مالك في هذه الحالة ـ وأجابه بقوله :

قد علمت خيبر أني كعب

مفرج الغمى جريء صلب

في أبيات أخرى.

وأن عليّا خرج لفتح خيبر معه بعد أن خرج عدة من الصحابة فلم يفتحوها.

(٢) أبيض رأسه يقصد بها البيضة التي يضعها المحارب فوق رأسه ، وهي الخوذة.

(٣) ورواه المحب الطبري في الرياض النضرة ، وذكر أن عليّا أجاب مرحبا بقوله :

أنا الذي سمتني أمي حيدره

ليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

الرياض النضرة ص ٦١٧.

١٢٤

١٧ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبي حازم قال : أخبرني سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله عليه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجو أن يعطى فقال : «أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينيه. قال : «فأرسلوا إليه» فأتى به فبصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ، ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم» (١).

٥ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة فيه

١٨ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا يعلى بن عبيد قال : حدثنا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فتطاول القوم ، فقال : «أين علي؟» فقالوا : يشتكي عينيه ، قال : فبصق نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كفيه ، ومسح بها عيني علي ، ودفع إليه الراية ، ففتح الله على يديه (٢).

١٩ ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويفتح الله عليه» قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب ، فأعطاه إياها ، وقال : «امش ، ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك» فسار علي ثم توقف ـ يعني ـ فصرخ : يا

__________________

(١) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب من فضائل علي بن أبي طالب ج ٥ ص ٢٧١ من حديث سهل بن سعد.

ورواه البخاري في صحيحه ج ٤ ص ٧٣.

ورواه الإمام أحمد في المسند ج ٥ ص ٣٣٣.

(٢) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٦١٥ من حديث أبي هريرة وقال : أخرجه أبو حاتم.

١٢٥

رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال : «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا مني دماءهم ، وأموالهم ، إلا بحقها ، وحسابهم على الله عزوجل» (١).

٢٠ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح عليه» قال عمر : فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ. قال : فاشرأب (٢) لها ، فدعا عليا فبعثه ، ثم قال : «اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ، ولا تلتفت» قال : فمشى ما شاء الله ، ثم وقف ، فلم يلتفت ، فقال : علام أقاتل الناس؟ قال : «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عزوجل» (٣).

٢١ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدثنا أبو هشام المخزومي قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ، ويفتح الله عليه» قال عمر : فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ. فدفعها إلى علي فقال : «قاتل ، ولا تلتفت» فسار قريبا. قال : يا رسول الله ، علام أقاتل الناس؟ قال : «على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم مني إلا بحقها ، وحسابهم على الله» (٤).

__________________

(١) رواه الإمام مسلم في صحيحه ـ في كتاب الفضائل ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

(٢) اشرأب لها : تطلع إليها.

(٣) رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ص ٦١٥ وقال : رواه مسلم وأبو حاتم بلفظ مقارب.

(٤) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٢ ص ٣٨٤ ، ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٥٨ بتحقيقنا.

١٢٦

٦ ـ ذكر خبر عمران بن حصين (١) في ذلك

٢٢ ـ أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال : حدثنا عمر بن عبد الوهاب قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عن ربعي ، عن عمران بن حصين أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ـ أو ـ قال : يحبه الله ورسوله» فدعا عليا ، وهو أرمد ، ففتح الله على يديه (٢).

٧ ـ ذكر خبر الحسن بن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك

وأن جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره صلى‌الله‌عليه‌وسلم

٢٣ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا يونس ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن مريم قال : خرج إلينا الحسن بن علي ، وعليه عمامة سوداء ، فقال : «لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون. وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله». فقاتل جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثم لا ترد ـ يعني : رايته ـ حتى بفتح الله عليه. ما ترك دينارا ، ولا درهما إلا سبعمائة درهم أخذها من عطائه ، كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله» (٣).

٨ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في علي : «إن الله جل ثناؤه لا يخزيه أبدا»

٢٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا الوضاح ـ وهو أبو عوانة ـ قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا من هؤلاء

__________________

(١) عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي الكعبي ، يكنى أبا نجيد ، أسلم عام خيبر ، وغزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوات ، بعثه عمر بن الخطاب إلى البصرة ليفقه أهلها ، وكان من فضلاء الصحابة توفي بالبصرة سنة ٥٢ ه‍.

أسد الغابة ج ٤ ص ٢٨١.

(٢) رواه الإمام الطبراني في المعجم الكبير ج ١٨ ص ٣٣٧.

(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٩٩.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٢ ص ٥٨٨.

١٢٧

ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : أنا أقوم معكم. فتحدثوا ، فلا أدري ما قالوا ، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف (١) يقعون في رجل له عشر (٢) ، وقعوا في رجل قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا» فأشرف من استشرف ، فقال : «أين علي؟» قيل : هو في الرحا يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فدعاه ، وهو أرمد ، ما يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا ، فدفعها إليه ، فجاء بصفية بنت حيي ، وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا خلفه ، فأخذها منه ، فقال : «لا يذهب بها إلا رجل هو مني ، وأنا منه» ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن ، والحسين ، وعليا ، وفاطمة ، فمد عليهم ثوبا فقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ، ولبس ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونام ، فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهم يحسبون أنه نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجاء أبو بكر ، فقال : يا نبي الله ، فقال علي : إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون ، فأتبعه ، فدخل معه الغار. وكان المشركون يرمون عليا حتى أصبح. وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي : أخرج معك؟ فقال : «لا» فبكى ، فقال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟» ثم قال : «أنت خليفتي» يعني في كل مؤمن بعدي قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو في طريقه ليس له طريق غيره ، وقال : «من كنت وليّه فعلي وليّه». قال ابن عباس : وقد أخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة ، فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم. قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمر حين قال : ائذن لي ، فلأضرب عنقه حاطبا حاطبا ـ وقال : «ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (٣).

__________________

(١) أف وتف : لفظتان تقالان عند الضيق والضجر والأذى.

(٢) له عشر : أي له عشر فضائل خصه الله بها.

(٣) رواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٢٣٠.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ح ١٢ ص ٩٧.

ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٣٢.

١٢٨

٩ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «إنه مغفور له»

٢٥ ـ أخبرني هارون بن عبد الله الحمال البغدادي قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي قال : حدثنا علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك ، مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله هو الحليم الكريم ، لا إله إلا الله هو العلي العظيم. سبحان الله رب السموات السبع ، ورب العرش الكريم ، الحمد لله رب العالمين» (١).

١٠ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث

٢٦ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي قال : حدثنا خالد ـ وهو ابن مخلد قال : حدثنا علي ـ وابن صالح بن حي أخو حسن بن صالح ـ عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا علي : ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهن غفر الله لك مع أنه مغفور لك؟ تقول : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا هو العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم ، الحمد الله رب العالمين».

٢٧ ـ أخبرنا صفوان بن عمرو الحمصي قال : حدثنا أحمد بن خالد ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي قال : كلمات الفرج : لا إله إلا الله العلي العظيم العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين (٢).

__________________

(١) يسمى هذا الحديث بحديث الكرب الذي إذا دعا به الداعي فرج الله كربه.

أخرجه أحمد في المسند ج ١ ص ٩٢.

والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم ٦٣٨.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه راجع موارد الظمآن رقم ٥٤٤.

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ٩١.

ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم ٦٣٠.

ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء ـ باب دعاء الكرب ج ٥ ص ٥٧٥.

١٢٩

٢٨ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه ـ يعني نحو حديث خالد.

٢٩ ـ أخبرني علي بن محمد بن علي المصيصي قال : حدثنا خلف بن تميم قال : حدثنا إسرائيل قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك على أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين».

٣٠ ـ أخبرنا الحسين بن حريث قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي كرم الله وجهه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أعلمك دعاء إذا دعوت به غفر لك وإن كنت مغفورا لك؟» قلت : بلى ، قال : «لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله ، سبحان الله رب العرش العظيم» (١).

قال أبو عبد الرحمن : أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها ، وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل ، ولعلي بن صالح. والحارث الأعور ليس بذاك في الحديث. وعاصم بن ضمرة أصلح منه.

١١ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد امتحن الله قلب عليّ للإيمان»

٣١ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدثنا الأسود بن عامر قال : حدثنا شريك ، عن منصور ، عن ربعي ، عن علي قال : جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أناس من قريش ، فقالوا : يا محمد ، إنا جيرانك ، وحلفاؤك ، وإن أناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ، ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا (٢) ، وأموالنا ، فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر : «ما تقول؟» فقال : صدقوا ، إنهم لجيرانك ، وأحلافك ، فتغير وجه

__________________

(١) رواه الترمذي ج ٥ ص ١٠٩ وقال : حديث غريب.

والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم ٦٤٠.

(٢) ضياعنا : جمع ضيعة وهي الأرض التي تغل يعني : تأتي بنتاج من الثمرات والغلات.

١٣٠

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال لعمر : «ما تقول؟» قال : صدقوا ، إنهم جيرانك ، وحلفاؤك. فتغير وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال : «يا معشر قريش! والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للإيمان ، فليضربنكم على الدين ، أو يضرب بعضكم» فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : «لا» قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : «لا ولكن ذلك الذي يخصف النعل» وقد كان أعطى عليّا نعله يخصفها (١).

١٢ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : إن الله سيهدي قلبك ويثبت

لسانك

٣٢ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الأعمش قال : حدثنا عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن ، وأنا شاب حديث السن ، فقلت : يا رسول الله ، إنك بعثتني إلى قوم يكون بينهم أحداث ، وأنا شاب حديث السن. قال : «إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك» فما شككت في قضاء بين اثنين (٢).

١٣ ـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر

٣٣ ـ أخبرنا علي بن خشرم المروزي قال : أخبرنا عيسى عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري عن علي رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن ، فقلت : إنك تبعثني إلى قوم أسن مني فكيف القضاء فيهم؟ فقال : «إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك» قال : فما تعاييت في حكومة بعد.

٣٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهل

__________________

(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٥.

ورواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ١٥٥.

وهو في سنن أبي داود ج ٣ ص ١٤٨ وفي سنن البيهقي ج ٩ ص ٢٢٩.

ويخصف النعل : يخيطها ويخرزها.

(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٨٣ ص ١٣٦.

ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٠ ط. التحرير.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٤ ص ٣٨١.

١٣١

اليمن لأقضي بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، لا علم لي بالقضاء. فضرب بيده على صدري وقال : «اللهم اهد قلبه ، وسدد لسانه» فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا (١).

قال أبو عبد الرحمن : روى هذا الحديث شعبة ، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : أخبرني من سمع عليا.

قال أبو عبد الرحمن : أبو البختري لم يسمع من علي شيئا.

٣٥ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا شريك ، عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهل اليمن وأنا شاب ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني وأنا شاب إلى قوم ذوي أسنان لأقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فوضع يده على صدري ثم قال : «إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك. يا علي : إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء». قال علي : فما أشكل عليّ قضاء بعد (٢).

١٤ ـ ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث

٣٦ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن ، فقلت : إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم ، فقال : «إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك» (٣).

قال شيبان : عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي.

٣٧ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله إنك بعثتني إلى شيوخ

__________________

(١) سنن ابن ماجه ج ٢ ص ٧٧٤.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ص ١٠١ ط التحرير.

(٣) رواه ابن سعد في الموضع السابق ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٨٨ ، ص ١٥٦.

١٣٢

ذوي أسنان ، إني أخاف أن لا أصيب. قال : «إن الله سيثبت لسانك ، ويهدي قلبك».

١٥ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمرت بسد هذه الأبواب غير باب

علي»

٣٨ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سدوا هذه الأبواب إلا باب علي» فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : «أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، والله ما سددته ، ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيء فاتبعته» (١).

١٦ ـ ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

«ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم»

٣٩ ـ قرأت على محمد بن سليمان لوين ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، ـ ولم يقل مرة : عن أبيه ـ قال : كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده قوم جلوس ، فدخل علي كرم الله وجهه فلما دخل خرجوا ، فلما خرجوا تلاوموا ، فقالوا : والله ما أخرجنا وأدخله ، فرجعوا ، فدخلوا ، فقال : «والله! ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله وأدخله وأخرجكم» (٢).

٤٠ ـ أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدثنا علي بن قادم قال : أخبرنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة ، فلقيت سعد بن أبي

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ٣٦٩ في أحاديث زيد بن أرقم رواه عنه النضر بن أنس.

(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج ٥ ص ٢٩٣

وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ج ١٢ ص ١٤٧.

ورواه ابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ١٤٢.

١٣٣

وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد ، فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وآل علي. قال : فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول الله! أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أنا أمرت بإخراجكم ، ولا بإمكان هذا الغلام ، إن الله هو أمر به».

قال أبو عبد الرحمن : قال فطر : عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الرقيم عن سعد ، أن العباس أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : «ما أنا فتحتها ولا سددتها».

قال أبو عبد الرحمن : عبد الله بن شريك ليس بذلك ، والحارث بن مالك لا أعرفه ، ولا عبد الله بن الرقيم (١).

٤١ ـ أخبرني زكريا بن يحيى السجستاني قال : حدثنا عبد الله بن عمر قال : حدثنا أسباط ، عن فطر (٢) ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الرقيم (٣) ، عن سعد نحوه.

٤٢ ـ أخبرني محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني قال : حدثنا مسكين قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ـ وأبو بلج هو يحيى بن سليم ـ قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي رضي‌الله‌عنه (٤).

٤٣ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا الوضاح قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا عمرو بن ميمون قال : قال ابن عباس : «وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ليس له طريق

__________________

(١) هذا الحديث رواه ابن عساكر في تاريخه ج ١٢ ص ٨٦.

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ج ١ ص ٣٦٣.

وقد أشار النسائي في عبارته المتقدمة إلى ضعفه.

(٢) فطر : هو فطر بن خليفة أبو بكر الحناط وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم.

(٣) عبد الله بن الرقيم بالتصغير : لم يوثقه كثير من أصحاب السنن.

(٤) رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه الصحيح ج ٥ ص ٣٠٥ وقال : حديث غريب. ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٤ ص ١٥٣.

١٣٤

غيره» (١).

١٧ ـ ذكر منزلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

٤٤ ـ أخبرنا بشر بن هلال البصري قال : حدثنا جعفر ـ وهو بن سليمان ـ قال : حدثنا حرب بن شداد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد ابن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه قال : لما غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوة تبوك خلف عليا بالمدينة ، فقالوا فيه ملّه وكره صحبته ، فتبع علي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى لحقه في الطريق ، فقال : يا رسول الله! خلفتني في المدينة مع الذراري (٢) والنساء حتى قالوا : مله وكره صحبته ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي! إنما خلفتك على أهلي. أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي» (٣).

٤٥ ـ أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عبد السلام ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي رضي‌الله‌عنه : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (٤).

٤٦ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو مصعب ، أن الدراوردي حدثنا عن محمد بن صفوان الجمحي ، عن سعيد بن المسيب أنه سمع سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من

__________________

(١) أخرجه أحمد في مسنده ج ٢ ص ٢٦ من حديث ابن عمر رضي‌الله‌عنه ضمن فضائل علي ، ورواه عن ابن عمر عمر بن أسيد.

ورواه أبو نعيم ج ٤ ص ١٥٣ ـ ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج ١ ص ٣٦٤ ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤٣.

(٢) الذراري : جمع ذرية.

(٣) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤.

ورواه محب الدين الطبري في الرياض النضرة ص ٥٨٤ من حديث سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤٠ ، ص ٣٤١.

(٤) انظر التعليق السابق.

ورواه الترمذي في الفضائل ج ٥ ص ٣٠٤.

ورواه الإمام الطبراني في المعجم الصغير ج ٢ ص ٢٢.

١٣٥

موسى إلا النبوة؟» (١).

٤٧ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : أخبرنا أبو مصعب ، عن الدراوردي (٢) ، عن هاشم بن القاسم ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد رضي‌الله‌عنه قال : لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى تبوك خرج علي رضي‌الله‌عنه يشيعه ، فبكى وقال : يا رسول الله ، أتتركني مع الخوالف؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة».

١٨ ـ ذكر الاختلاف على محمد بن المنكدر(٣) في هذا الحديث

٤٨ ـ أخبرني إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال : حدثنا داود بن كثير الرقي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب ، عن سعد رضي‌الله‌عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

٤٩ ـ أخبرني صفوان بن عمر قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن محمد بن المنكدر ، قال سعيد بن المسيب : أخبرني إبراهيم بن سعد ، أنه سمع أباه سعدا رضي‌الله‌عنه وهو يقول : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي رضي‌الله‌عنه : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة؟» قال سعيد : فلم أرض حتى أتيت سعدا فقلت : شيئا حدثني به ابنك عنك. قال : وما هو؟ وانتهرني.

فقلت : أما على هذا فلا ، فقال : ما هو يا ابن أخي؟ فقلت : هل سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلي كذا وكذا؟ قال : نعم ـ وأشار إلى أذنيه ـ وإلا فاستكتا (٤) لقد سمعته يقول ذلك.

__________________

(١) انظر التعليق رقم ٤٤ ، ٤٥.

(٢) الدراوردي : هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد من رواة الحديث الصادقين ، وثقه غير واحد من أصحاب السنن. انظر التهذيب ج ٦ ص ٣٥٣.

(٣) محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر التيمي ، من بني تيم بن مرة ، يكنى أبا عبد الله ، كان عابدا ثقة صالحا ورعا قليل الحديث توفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.

الطبقات الكبرى لابن سعد القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص ١٨٨.

(٤) استكتا : أصيبتا بالصمم ، يقال : سك الكلام السمع : أصمه لشدته.

١٣٦

قال أبو عبد الرحمن : خالفه يوسف بن الماجشون ، فرواه عن محمد بن المنكدر ، عن سعيد ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه .. وتابعه على روايته عن عامر بن سعد بن زيد بن جدعان (١).

٥٠ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا ابن أبي الشوارب قال : حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد ، عن سعد ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي». قال سعيد : فأحببت أن أشافه بذلك سعدا ، فأتيته فقلت : ما حديث حدثني به عنك عامر؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال : سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإلا فاستكتا (٢).

وقد روى هذا الحديث شعبة ، عن علي بن زيد ، فلم يذكر عامر بن سعد.

٥١ ـ أخبرني محمد بن وهب الحراني قال : حدثنا مسكين بن بكير قال : حدثنا شعبة ، عن علي بن زيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن سعد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» فقال أول مرة : رضيت رضيت. فسألته بعد ذلك فقال : بلى ، بلى (٣).

قال أبو عبد الرحمن : وما أعلم أن أحدا تابع عبد العزيز بن الماجشون على روايته عن محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن إبراهيم بن سعد على أن إبراهيم بن سعد قد روى هذا الحديث عن أبيه.

٥٢ ـ أخبرنا محمد بن بشار البصري قال : حدثنا محمد بن جعفر غندر قال : حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟» (٤).

__________________

(١) حديث ابن الماجشون رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب ج ٥ ص ٢٦٧ والحديث رواه ابن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

(٢) راجع التعليق السابق.

ورواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني في مصنفه ج ١١ ص ٢٢٦.

(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٧٥ في أحاديث سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص ، رواه عنه سعيد بن المسيب.

(٤) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل ـ باب فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ـ

١٣٧

٥٣ ـ أخبرنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد البغدادي قال : حدثني عمي قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق قال : حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه سعد أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلي رضي‌الله‌عنه حين خلفه في غزوة تبوك على أهله ـ : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» (١).

قال أبو عبد الرحمن : وقد روى هذا الحديث عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، عن غير حديث سعيد بن المسيب.

٥٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما منعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال : لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأن تكون لي ـ قال ـ واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم لا أسبه : ما ذكرت حين نزل عليه الوحي ، فأخذ عليا ، وابنيه ، وفاطمة. فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : «رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي». ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة غزاها قال علي : خلفتني مع الصبيان والنساء؟ قال : «أولا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة من بعدي؟». ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه» ، فتطاولنا ، فقال : «أين علي؟» فقالوا : هو أرمد ، فقال : «ادعوه» فدعوه ، فبصق في عينيه ثم أعطاه الراية ، ففتح الله عليه ، قال والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة (٢).

٥٥ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : أخبرنا أبو مصعب ، عن الدراوردي عن الجعيد ، عن عائشة ، عن أبيها : أن عليا خرج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جاء ثنية الوداع يريد

__________________

ج ٥ ص ٢٦٧.

ورواه البخاري في كتاب الفضائل ج ٥ ص ٢٤.

ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٧٥ وص ١٧٩.

(١) رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق. ج ٤ ص ١٢٩ ط الأنوار المحمدية.

(٢) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤.

١٣٨

غزوة تبوك ، وعلي يشتكي وهو يقول : أتخلفني مع الخوالف؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟» (١).

٥٦ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد قال : خلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله! تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟» (٢).

قال أبو عبد الرحمن : خالفه ليث ، فقال : عن الحكم ، عن عائشة بنت سعد.

٥٧ ـ أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان المصيصي قال : أخبرنا المطلب ، عن ليث ، عن الحكم ، عن عائشة بنت سعد ، عن سعد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي في غزوة تبوك : «أنت مني مكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

قال أبو عبد الرحمن : وشعبة أحفظ ، وليث ضعيف ، والحديث قد روته عائشة.

٥٨ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : أخبرنا أبو مصعب ، عن الدراوردي عن الجعيد ، عن عائشة ، عن أبيها : أن عليا خرج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جاء ثنية الوداع يريد غزوة تبوك. وعلي يشتكي وهو يقول : أتخلفني مع الخوالف؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟» (٣).

٥٩ ـ أخبرنا الفضل بن سعد قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن حمزة بن عبد الله ، عن أبيه ، عن سعد قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة تبوك ، وخلف عليا ، فقال له : أتخلفني؟ فقال له : «أما

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٧٠ من حديث سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه ، روته عنه ابنته عائشة بنت سعد.

(٢) رواه الإمام مسلم في صحيحه ـ في كتاب الفضائل ـ باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه من حديث سعد بن أبي وقاص.

ورواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الفضائل ، باب فضائل علي ج ٥ ص ٢٤ ط دار الشعب.

ورواه الإمام أحمد في المسند ج ١ ص ١٨٢.

(٣) راجع التعليق السابق.

١٣٩

ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» (١).

١٩ ـ ذكر الاختلاف على عبد الله بن شريك في هذا الحديث

٦٠ ـ أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا فطر ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن رقيم الكناني ، عن سعد بن أبي وقاص : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (٢).

قال إسرائيل : عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك ، عن سعد.

٦١ ـ أخبرنا أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدثنا علي بن قادم قال : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : قال سعد بن مالك : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزا على ناقته الجدعاء وخلف عليا ، فجاء علي حتى أخذ بغرز (٣) الناقة ، فقال : يا رسول الله! زعمت قريش أنك إنما خلقتني أنك استثقلتني ، وكرهت صحبتي وبكى علي فنادى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الناس : «أمنكم أحد إلا وله حامة (٤)؟ يا ابن أبي طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» قال علي رضي‌الله‌عنه : رضيت عن الله عزوجل وعن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٦٢ ـ أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ قال : حدثنا موسى الجهني قال : دخلت على فاطمة ابنة علي فقال لها رفيقي : هل عندك شيء عن والدك مثبت؟ قالت : حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٥).

٦٣ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا جعفر بن عون ، عن موسى الجهني قال : أدركت فاطمة ابنة علي (٦) ، وهي ابنة ثمانين سنة فقلت لها : تحفظين عن أبيك

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ١٨٤.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى من حديث الفضل بن دكين ج ٢ ص ٥٦٨ بتحقيقنا.

(٣) غرز الناقة : ركاب الرحل.

(٤) الحامة : القرابة والخاصة.

(٥) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٦ ص ٤٣٨ في أحاديث أسماء بنت عميس.

(٦) جاء في كتاب طبقات النساء المحدثات لعبد العزيز سيد الأهل : اختلف في سماع فاطمة بنت علي عن أبيها ، فكأنها لم تكن تعي حين كان حيا ، ولكنها سمعت من أخيها محمد ابن الحنفية ، ثم من أسماء بنت عميس زوجة أبيها ، وقد وثقها ابن حبان ، وروى عنها جماعة ، ـ

١٤٠