السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-191-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٥٠
ضرورة إيراد الضربة القاضية بأولئك المتآمرين. وفق ما جرت عليه عادة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في مثل هذه الحالات.
وأما بالنسبة لاختيار الأشخاص ، فليس لنا أن نظن : أنه «صلىاللهعليهوآله» كان في حيرة من أمره فيهم ، علما أنه كان لديه من القادة كثيرون ، وقد أثبتوا جدارتهم في المواقف. ولم يكن لبشير بن سعد أي امتياز ، يقتضي ترجيحه عليهم ، أو يفرض ترشيحه لمثل هذه المهمة دونهم ..
كما أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان مسددا بالوحي ، ولم يكن بحاجة لرأي أحد ..
فمن أجل ذلك كله نقول :
ربما يكون النبي «صلىاللهعليهوآله» قد عرض على أبي بكر وعمر أن يتوليا هذه المهمة ، فاعتذرا عن قبولها ، وأشارا عليه ببشير بن سعد ..
وربما يكون قد أعلن أو أراد أن يعلن اسم شخص بعينه ، فبادرا إلى اقتراح بشير بن سعد ، فأحرجاه به .. وربما .. وربما ..
لماذا بشير بن سعد دون سواه؟! :
ويبقى سؤال يحتاج إلى الإجابة عليه هنا ، وهو لماذا رجحا هذا الرجل دون سواه؟! وقالا معا بصوت واحد : ابعث بشير بن سعد؟! .. فهل كانا قد تداولا هذا الأمر ، واتفقا عليه؟!
أم أن الأمر جاء منهما على سبيل الاتفاق ، وبعفوية تامة؟!
إن الإجابة على هذا السؤال نتركها للقارئ الكريم!!
غير أننا نشير إلى ما يلي :
١ ـ إن اختيار النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» ثلاث مائة رجل لهذه المهمة يشير إلى أنه «صلىاللهعليهوآله» أراد حسم الأمر ، وضمان النصر ، وإبعاد أي احتمال في الاتجاه الآخر بصورة عملية ..
٢ ـ إننا لا نستغرب اهتمام أبي بكر وعمر ببشير بن سعد ، وترجيحهما له على من عداه ، فإن الوقائع اللاحقة أثبتت : أن هذا الرجل كان من المؤازرين لهما على ما أراداه من الاستئثار بأمر الأمة ، فقد كان أول من بايع أبا بكر في السقيفة ، حتى إنه سبق عمر وأبا عبيدة إلى ذلك (١).
وهو الذي أشار عليهما بعدم الإلحاح على سعد بن عبادة ، فقبلوا مشورته «واستنصحوه لما بدا لهم منه» (٢).
وقد قال قيس بن سعد ـ الذي كان مع علي «عليهالسلام» ـ للنعمان بن بشير الذي كان مع معاوية في صفين : «.. ولعمري لئن شغبت علينا ، لقد شغب علينا أبوك» (٣).
__________________
(١) راجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٨ والبحار ج ٢٨ ص ٣٢٥ وفدك في التاريخ ص ٧٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٣٩ وج ٦ ص ١٠ والدرجات الرفيعة ص ٣٢٧ وبيت الأحزان ص ٥٧ والسقيفة وفدك ص ٦١ وعن الإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٦ والغدير ج ٢ ص ٨٢.
(٢) راجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٩ والبحار ج ٣٢ ص ٥١٨ والإحتجاج ج ٢ ص ١٤٨ وعن الإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٧.
(٣) صفين للمنقري ص ٤٤٩ والبحار ج ٣٢ ص ٥١٨ ومواقف الشيعة ج ١ ص ٩٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ٨ ص ٨٨ والدرجات الرفيعة ص ٣٤٥ وعن الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٣١.
ولا شك في أن هذا الموقف من بشير بن سعد لم يأت من فراغ ، وكان له ممهدات ، ونال عليه رشاوى مسبقة ، فلعل اتفاق العمرين على تخصيصه بإمارة هذه السرية ـ التي كانت بشائر النصر فيها لائحة ـ كان إحدى هذه الرشاوى الجليلة التي نالها مسبقا!!
نصرت بالرعب :
ويستوقفنا هنا أيضا هذا الرعب الذي ظهر من عيينة ، واستخرجه منه ، وفضحه فيه حليفه الحارث بن عوف ، فقد تجلى لكل أحد كيف أهمته نفسه ، لأنه كان يظن بالله غير الحق (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) (١).
وقد صدق رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حيث يقول : نصرت بالرعب مسيرة شهر (٢).
__________________
(١) الآية ١٥٤ من سورة آل عمران.
(٢) راجع : البحار ج ١٦ ص ١٧٩ وراجع : ص ٣٠٨ و ٣١٧ وج ٢٠ ص ٢٩ وج ٧٧ ص ٢٧٧ والمبسوط للسرخسي ج ١٥ ص ٣ وج ٢٣ ص ٣ وحاشية رد المحتار ج ١ ص ٢٤٦ والمغني لابن قدامة ج ١ ص ٦ والمحلى لابن حزم ج ١ ص ٦٥ وسبل السلام ج ١ ص ٩٣ وفقه السنة ج ١ ص ٧٧ وج ٢ ص ٦٧٤ ومن لا يحضر الفقيه ج ١ ص ٢٤١ وعن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٠٩ وعوالي اللآلي ج ٢ ص ١٤ ونور البراهين ج ١ ص ١٩٧ وعن مسند أحمد ج ٥ ص ١٤٥ وعن صحيح البخاري ج ١ ص ٨٦ و ١١٣ وج ٤ ص ١٢ وعن سنن النسائي ج ١ ص ٢١٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ١ ص ٢١٢ و ٤٣٣ وج ٩ ص ٤ وعن فتح الباري ج ١ ص ٣٧٠ وج ٦ ص ٩٠ وتحفة الأحوذي ج ٥ ص ١٣٥ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٤١١ ـ
وهكذا ينصر الله تعالى أولياءه ، ومنهم الإمام الحجة من آل محمد «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» ، فإن الرعب يسير معه أيضا (١).
هلا لنفسك كان ذا التعليم :
تقدم : أن الحارث بن عوف قال لعيينة : أما لك أن تبصر ما أنت عليه؟! إن محمدا قد وطئ البلاد ، وأنت توضع في غير شيء.
وقد سبق للحارث أن قال لعيينة نفس هذا الكلام ، وذلك حين وصل
__________________
ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٣٤٩ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٣٠٨ ونظم درر السمطين ص ٣٩ وعن نصب الراية ج ٢ ص ٣٧٩ وعن الجامع الصغير ج ١ ص ١٧٧ وكنز العمال ج ١١ ص ٤١٢ و ٤٤٠ وعن فيض القدير ج ١ ص ٧٢٠ وإرواء الغليل ج ١ ص ٣١٥ والتبيان ج ٣ ص ١٧ وتفسير مجمع البيان ج ٢ ص ٤١٤ والتفسير الصافي ج ١ ص ٣٩١ والتفسير الأصفى ج ١ ص ١٧٧ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٤٠٢ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٢٥٥ وعن أحكام القرآن ج ٢ ص ٤٩ وعن الجامع لأحكام القرآن ج ٣ ص ٤٢٦ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٢٠ و ٥١٨ وج ٢ ص ٢٦٦ و ٣٣٩ و ٥٤٢ وج ٣ ص ٥٤٧ وعن فتح القدير ج ٥ ص ١٩٦ وعن البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٦٤ وج ٦ ص ١٩٧ و ٢٠٥ و ٢٨٨ و ٣٢٠ وعن العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ١ ص ٢٧٧ وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ١ ص ١٦٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٤٦١ وسبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٢٧١ و ٣١٥ والنهاية في غريب الحديث ج ٢ ص ٢٣٣ و ٤٣٤ ولسان العرب ج ١ ص ٤٢٠ وج ٤ ص ٣٨٩ ومجمع البحرين ج ٢ ص ١٩٣ وتارج العروس ج ١ ص ٢٧٢ وج ٣ ص ٢٨٦.
(١) البحار ج ٢٨ ص ٦٢ وج ٥٢ ص ٣٤٨ و ٣٥٦ وكامل الزيارات ص ٥٤٩ والجواهر السنية ص ٢٩٠ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج ٢ ص ٨٨١.
النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى خيبر ، وحاصر حصن النطاة ، وسمع الغطفانيون صائحا يقول : أهلكم ، أهلكم بحيفا ، فلا تربة ، ولا مال.
حيث قال له : يا عيينة ، والله لقد غبرت إن انتفعت.
والله إن الذي سمعت لمن السماء.
والله ، ليظهرن محمد على من ناوأه ، حتى لو ناوأته الجبال لأدرك منها ما أراد الخ .. (١).
وبعد فتح خيبر ـ أيضا ـ حاول عيينة أن يحصل على بعض الغنائم ، فرجع خائبا إلى منزله ، فجاءه الحارث بن عوف ، فقال له :
«ألم أقل لك : إنك توضع في غير شيء؟!
والله ، ليظهرن محمد على من بين المشرق والمغرب .. اليهود كانوا يخبروننا هذا ، أشهد لسمعت أبا رافع ، سلام بن أبي الحقيق الخ ..» (٢).
فإذا كان الحارث بن عوف عارفا بصحة ما جاء به رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وكان على يقين من انتصاره «صلىاللهعليهوآله» على أعدائه ، وأنه لا فائدة من مناوأته ، حتى أصبح يسدي نصائحه مرة بعد أخرى لحليفه عيينة بن حصن ، فلماذا لا يبادر ـ الحارث نفسه ـ إلى حفظ نفسه وقومه ، وحقن دمه ودمائهم ، بإعلان قبوله بالأمر الواقع ، واعترافه بما يعلم أنه حق ، ويحاول إقناع غيره به؟!
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٥٢ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠١ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٨.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٧٦.
لقد كانت جميع الدلائل متوفرة لديه على لزوم المبادرة إلى ذلك ، فإن كان الأمر يتعلق بالآخرة ، فقد صرح في النصوص المتقدمة ، وفي أقواله لعيينة في حرب خيبر : بأن هذا النبي مؤيد من السماء ، وأن اليهود أخبروه بأنهم يجدون في كتبهم ما يدل على صحة نبوته «صلىاللهعليهوآله» ..
وإن كان الأمر يتعلق بالدنيا ، فقد صرح في كلامه لعيينة في خيبر : بأنه لا فائدة من مناوأة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
كما أنه قدم له في هذه المرة الأخيرة شرحا وافيا ، من شأنه أن يقنع عيينة وسواه بأنه يوضع في غير شيء ..
وذكر له : أن الأحداث التي جرت لبني النضير ، وفي الخندق ، وقريظة ، وقينقاع ، وخيبر هي أدلة دامغة على صحة ما يدعوه الحارث إليه.
بل هو يتوقع : أن يوقع النبي «صلىاللهعليهوآله» بقريش أيضا في الوقت المناسب ، ولا يجد من عيينة أي اعتراض على ذلك كله ..
فلماذا لا يبادر إلى العمل بما كانت المصلحة له ولقومه ظاهرة فيه ، بحسب ما يؤمن به ويعتقده؟
ومما يزيد هذه المفارقة وضوحا : أنه استطاع أن يقنع عيينة بما يراه ويعتقده ، حتى لقد اتّعدا على الهجرة ، وإعلان إسلامهما ، ولكن فروة بن هبيرة يفسد هذا الاتفاق بكل سهولة وبساطة ، حيث اكتفيا بمجرد وعد منه بأن يأتيهما بما تفكر فيه قريش ، التي أصبحت معزولة ومحاصرة في محيطها ، وقد فشا الإسلام فيها ، ولم تعد قادرة على منع المسلمين من ممارسة شعائرهم وحرياتهم حتى في داخل مكة بالذات ..
هذا .. وقد تأخر إسلام الحارث بن عوف ، ولم يفلح في التشرف
بالإسلام ، حتى بعد أن سقطت مقاومة قريش ، وفتحت مكة ، وجرى ما جرى في حنين ، وغيرها ، إلى أن كانت غزوك تبوك (١).
إن ذلك كله ، لا يمكننا تفسيره ، ولا يتسنى لنا تصديقه إلا على قاعدة التعرض للخذلان الإلهي وحجب الألطاف عنه ، رغم أن هذا المنقول عنه يشير إلى أنه لم يكن ينقصه عقل ودراية ، ولا أثر فيه للتسرع ، أو للحمق ، والرعونة ..
أعاذنا الله من سيئات أعمالنا ، وشرور أنفسنا ، إنه ولي قدير ..
موانع من إسلام عيينة :
وأما ما تذرع به عيينة بن حصن ، واعتبره مبررا لصدوده عن الإسلام ، فهو ينبئ عن المزيد من الرعونة والحمق ، وسوء التقدير للأمور. ويكفي أن نتذكر قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فيه : هذا الأحمق المطاع (٢).
__________________
(١) راجع : الإصابة ج ١ ص ٦٨٣.
(٢) الإصابة ج ٣ ص ٥٤ عن سعيد بن منصور ، والطبراني ، وشرح الأخبار ج ١ ص ٢٩١ والبحار ج ١٧ ص ٢٠٤ وج ١٩ ص ١٤٧ وج ٢٢ ص ٦٤ وج ٦٩ ص ٢٨٢ وعن فتح الباري ج ١٠ ص ٣٧٨ وج ١٣ ص ٢١٨ و ٢٥٣ وتأويل مختلف الحديث ص ٢١٨ وتفسير القمي ج ١ ص ١٤٧ وعن تفسير مجمع البيان ج ٣ ص ١٥٤ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤٨٢ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٢٢٨ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٣٠ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٥٦٧ والجامع لأحكام القرآن ج ١٦ ص ٣١٠ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٦٧ و ٥٤٣ وكتاب المحبر ص ٢٤٩ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٥٣٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٩ وعن العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ١ ص ٣٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٢٦ وشرح أصول الكافي ج ٩ ص ٣٦٥.
فهو قد علل صدوده عن الإسلام : بأنه لا يريد أن يصير تابعا ، وأن الذين سبقوه إلى الإسلام سوف يزرون عليه ؛ بأنهم شهدوا بدرا وغيرها دونه ، وبأن نفسه تأبى ذلك ..
فاسمع ، واعجب ، ممن يبيع آخرته بأوهام دنيوية ، فإنك ما عشت أراك الدهر عجبا ..
الفصل الثالث :
شخصيات وأحداث ..
إلى عمرة القضاء
قتل شيرويه :
وذكروا : أن شيرويه قتل أباه في سنة سبع ، في ليلة الثلاثاء ، لعشر مضين من جمادى الآخرة ، أو جمادى الأولى.
وروي أنه لما قتله لم يستقم له الأمر حتى قتل سبعة عشر أخا له ، ذوي أدب وشجاعة ، فابتلي بالأسقام ، فبقي ثمانية أشهر ، أو ستة ، ثم مات ، وعمره اثنتان وعشرون سنة (١).
وكان «صلىاللهعليهوآله» قد أخبرهم بأن كسرى سيقتل في هذا الوقت ، فكانوا ينتظرون هذا الأمر. فلما بلغهم وقوع ما أخبر به «صلىاللهعليهوآله» أسلم باذان ، وأسلم الأبناء من فارس ، الذين كانوا باليمن.
وبعث «صلىاللهعليهوآله» إلى باذان بنيابة اليمن كلها (٢).
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١ ودلائل النبوة لأبي نعيم ص ٢٩٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٠ والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ١ ق ٢ ص ١٦ والبحار ج ٢٠ ص ٣٩١ وج ٢١ ص ٤٥ وعمدة القاري ج ٢ ص ٢٨ وج ١٨ ص ٥٨ وفتح الباري ج ٨ ص ٩٦ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٦٥٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٤٧ وتحفة الأحوذي ج ٦ ص ٤٤٧ والأخبار الطوال للدينوري ص ١١٠.
(٢) راجع في ذلك : مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٣٣٢ عن رسالات نبوية ص ٩٤ ـ
ونقول :
١ ـ ذكروا : أنه لما سمع المنتصر أباه المتوكل العباسي يشتم فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» ، سأل رجلا من الناس عن ذلك ، فقال له : قد وجب عليه القتل ، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر.
قال : ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر.
فقتله ، وعاش بعده سبعة أشهر (١).
ومن الواضح : أن المنتصر العباسي قد سأل عن أمر لا يعرفه البشر بالوسائل العادية ، بل يحتاج إلى النقل ، والبيان عن الله تعالى.
وهذا معناه : أن المجيب كان مطّلعا على الغيب ، عارفا به ، وليس هو إلا الإمام المعصوم من أهل البيت «عليهمالسلام» ، أو من أخذ عنه ..
٢ ـ إذا كانت الحكمة الإلهية تقضي بأن لا يطول عمر من قتل أباه ـ حتى لو قتله بحق ـ أكثر من أشهر معدودة ، فذلك معناه : أن الله تعالى يريد للولد القاتل أن يفهم : أن ما فعله ، إن كان مرضيا له تعالى ، فسيكون
__________________
ـ وشذرات الذهب ج ١ ص ١٥ وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٧٨ وعن السيرة النبوية لدحلان ج ٣ ص ٦٦ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ٤٥ وعمدة القاري ج ٢ ص ٢٩ وج ٢٥ ص ٢٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٥ ومجموعة الوثائق السياسية ص ١٩٥.
(١) راجع : البحار ج ٤٥ ص ٣٩٦ و ٣٩٧ وعن الأمالي للطوسي ص ٣٣٧ والعوالم ص ٧٢٦ وعن مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٢٢١ وراجع : الغدير ج ٣ ص ٤١ وشجرة طوبى ج ١ ص ١٥٧ والمجدي في أنساب الطالبيين ص ٣٧٢ وعن العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٣ ص ٢٧٩.
موته في هذه المدة اليسيرة لطفا به ، ورحمة له منه تعالى ، وفيه إبعاد له عن أجواء كريهة ، لو استمر يعيش قريبا منها فربما تؤثر على حالته الروحية والإيمانية ، وتتسبب له بما لم يكن في حسبانه.
ومما يدل على ذلك : أن المنتصر حسب ما ورد في الروايات كان في وضع صعب ، وكان إذا جلس إلى الناس يتذكر قتله لأبيه فترتعد فرائصه (١).
ولعل لابن السكيت الفضل في تربية المنتصر على حب أهل البيت «عليهمالسلام» ، فإنه كان مؤدبا لأولاد المتوكل ، وقد قتله المتوكل لأجل تشيعه ، وقصته مشهورة.
أما إذا كان هذا القتل من موجبات سخط الله تعالى ، فإن وضع هذه السنة وإجراءها من شأنه أن يؤثر في الردع عن الإقدام على مثل هذه الجريمة ، ويكون ذلك تقوية لدرجة حصانة المجتمعات من الوقوع في مآزق ومزالق كبيرة وخطيرة.
جبلة بن الأيهم :
قالوا : وفي سنة سبع كتب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى جبلة بن الأيهم ، ودعاه إلى الإسلام ، فلما وصل إليه الكتاب أسلم ، وكتب جواب كتاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأعلمه بإسلامه ، وأرسل الهدية ، وكان ثابتا على إسلامه إلى زمان عمر بن الخطاب (٢).
__________________
(١) راجع : الأعلام ج ٦ ص ٧٠.
(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٠٥ وفي هامشه عن المصادر التالية : الطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٢٦٥ ومجموعة الوثائق
وهناك من يزعم : أنه أسلم في زمن عمر ، وأنه قاتل المسلمين في دومة الجندل سنة ١٢ ه. وحضر وقعة اليرموك سنة ١٥ ه ، وهو على مقدمة عرب الشام في الجيش الموالي للروم ، ثم قدم على عمر فأسلم ، أو أنه أسلم ، ثم قدم عليه ..
ثم قالوا : إنه في نفس سنة إسلامه قدم مكة للحج ، وحين كان يطوف في المطاف وطأ رجل من فزارة إزارة فانحل ، فلطم الفزاريّ لطمة هشم بها أنفه ، وكسر ثناياه ، فشكاه الفزاري إلى عمر ، واستغاثه ، فطلب عمر جبلة ، وحكم بأحد الأمرين ، إما العفو ، وإما القصاص.
قال : جبلة : أتقتص له مني سواء ، وأنا ملك ، وهو سوقي؟!
قال عمر : الإسلام ساوى بينكما ، ولا فضل لك عليه إلا بالتقوى.
قال : والله ، لقد رجوت أن أكون في الإسلام أعز مني في الجاهلية.
قال عمر : هو ذاك.
قال : فإن كنت أنا وهذا الرجل سواء في هذا الدين فسأتنصّر.
قال عمر : إذا أضرب عنقك.
قالوا : واجتمع قوم جبلة وبنو فزارة ، فكادت تكون فتنة ..
قال : فأمهلني الليلة حتى أنظر في أمري.
فلما كان الليل ركب في بني عمه ، وهرب إلى قسطنطينية ، وتنصر
__________________
السياسية ص ١٢٧ وعن إمتاع الأسماع ، وعن اليعقوبي ج ٢ ص ٦٧ والتراتيب الإدارية ج ١ ص ١٨٥ والمنتظم ج ٤ ص ٧ وأسد الغابة ج ٢ ص ٣٨٦ ترجمة شجاع بن وهب ، وراجع : سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٥٣٢ وكتاب المحبر ص ٣٧٢ والنصائح الكافية ص ٢٠٤.
هناك ، ومات مرتدا (١).
قالوا : «وبعض أهل الإسلام على أن جبلة عاد إلى الإسلام ، ومات مسلما» (٢).
وله شعر يظهر فيه حسرته ، وألمه البالغ مما جرى ، فهو يقول :
تنصرت الأشراف من أجل لطمة |
|
وما كان فيها لو صبرت لها ضرر |
تكنفني منها لجاج ونخوة |
|
وبعت لها العين الصحيحة بالعور |
فيا ليت أمي لم تلدني وليتني |
|
رجعت إلى القول الذي قال لي عمر |
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة |
|
وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر |
زاد في الأغاني قوله :
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة |
|
أجالس قومي ذاهب السمع والبصر |
أدين بما دانوا به من شريعة |
|
وقد يحبس العود الضجور على الدبر (٣) |
__________________
(١) راجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١ والوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٣ وأشار في هامشه إلى : المحبر ص ٢٧٦ و ٣٧٢ والمعارف ص ٢٥٦ والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ٥٧ والإستيعاب ج ١ ص ١٢١ ومعجم البلدان ج ٣ ص ٢٤٢ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٤٨ والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج ٢ ص ٧٤ والإصابة ج ٢ ص ٦٤ وطرفة الأصحاب ص ٢١ والأعلام ج ٢ ص ١٠٢ انتهى. والعقد الفريد (ط دار الكتب العلمية) ج ٢ ص ٥٦ ـ ٦٢ وراجع ج ١١ ص ١٩ (هامش).
(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١.
(٣) النص والإجتهاد ص ٣٦٠ والوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٦ والعقد الفريد ج ٢ ص ٦١ والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٦٢ و ١٦٣ والجامع لأحكام القرآن ج ٦ ص ٣٦٥ ومعجم البلدان ج ٣ ص ٣١٤ وعن البداية والنهاية ج ٨ ص ٧١ وحياة الإمام الحسين «عليهالسلام» للقرشي ج ١ ص ٢٨٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٨٣.
وفي نص آخر عن ابن الكلبي : أن الفزاري لما وطئ إزار جبلة لطم جبلة كما لطمه ، فوثبت غسان فهشموا أنفه ، وأتوا به إلى عمر .. ثم ذكر باقي الخبر (١).
وذكر الزبير بن بكار : أن جبلة قدم على عمر في ألف من أهل بيته فأسلم. وجرى بينه وبين رجل من أهل المدينة كلام ، فسب المديني ، فرد عليه ، فلطمه جبلة ، فلطمه المديني ، فوثب عليه أصحابه ، فقال : دعوه حتى أسأل صاحبه ، أنظر ما عنده.
فجاء إلى عمر ، فأخبره ، فقال : إنك فعلت به فعلا ، ففعل بك مثله.
قال : أو ليس عندك من الأمر إلا ما أرى؟
قال : لا ، فما الأمر عندك يا جبلة؟
قال : من سبنا ضربناه ، ومن ضربنا قتلناه.
قال : إنما أنزل القرآن بالقصاص.
فغضب ، وخرج بمن معه ، ودخل أرض الروم ، فتنصّر ، ثم ندم (٢).
ونقول :
لا شك في أنه كان بإمكان عمر أن يراعي حال هذا الرجل ، ويعالج القضية بحكمة ورويّة ، ويستوهب من الفزاري لطمته ، وينتهي الأمر.
ويتأكد لزوم ذلك إذا صح أن جبلة قد أسلم لتوّه ، ولم يتعرف بعد على أحكام الإسلام ، ولا يزال يعيش زهو الملك ، ونخوة السلطان ..
__________________
(١) الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٥٩.
(٢) الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٥٩ و ١٦٠.
وقد كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يغمض النظر عما يرتكبه أصحابه عن جهل ، ونحوه ، مما يمكن أن يعتبر شبهة تدرؤ عنهم العقوبة.
ويتأكد وجود الشبهة التي تدرؤ الحد ، بادعاء جبلة : أن الفزاري قد تعمد أن يطأ إزاره (١). وأن يكشف عورته.
وأن ذلك الفزاري لطم جبلة أيضا ..
وأن الذين ضربوا الفزاري هم الناس الذين كانوا مع جبلة نفسه.
وإذا صح : أن الفزاري لطم جبلة مقابل لطمته له ، وكذا إذا كانت الرواية الأخيرة هي الصحيحة ، فذلك يؤكد على أنه كان ينبغي الرفق به في مقام تعريفه بالأحكام ، والمبادرة إلى تطييب خاطره ، والتأني في بيان الأمر له ..
ملاحظة للسيد شرف الدين رحمهالله :
وقد سجل العلامة العلم السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمهالله» ملاحظة على صنيع عمر بجبلة بن الأيهم ، مفادها مع مزيد من التوضيح والتأييد : أن عمر بن الخطاب أراد أن يسوم عز جبلة الخسف ، وأن يجدع منه الأنف ، بعد أن وفد عليه بأبهة الملوك ، وجلال السلطان.
ونحن نزيد في توضيح هذا الأمر ، كما يلي :
يقولون : إن جبلة كان قد كتب إلى عمر يعلمه بإسلامه ، ويستأذنه في الوفود عليه ، فكتب إليه عمر : أن أقدم ، فلك ما لنا ، وعليك ما علينا.
فقدم في خمس مائة فارس من عدد جفنة (وقيل : بألف فارس) ، فلما دنا
__________________
(١) الأغاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج ١٥ ص ١٦٢.
من المدينة ألبسهم الوشي المنسوج بالذهب ، والحرير الأصفر ، وجلل الخيل بجلال الديباج ، وطوّقها بالذهب والفضة ، ولبس جبلة تاجه ، وفيه قرطا مارية ـ وهي جدته ـ فلم يبق في المدينة أحد إلا خرج للقائه ، وفرح المسلمون بقدومه وإسلامه.
ثم حضر الموسم من عامه ذلك. فبينما هو يطوف إذ وطئ رجل فزاري الخ .. (١).
وقال في نص آخر ذكره أبو الفرج : «ودخل المدينة ، فلم يبق بها بكر ولا عانس إلا تبرجت ، وخرجت تنظر إليه ، وإلى زيه. فلما انتهى إلى عمر رحب به ، وألطفه ، وأدنى مجلسه.
ثم أراد عمر الحج ، فخرج معه جبلة ، فبينما هو يطوف بالبيت ، وكان مشهورا بالموسم ، إذ وطأ إزاره رجل من فزارة الخ ..» (٢).
فهذا العز ، والجلال ، وهذه الشهرة ، وذلك الاستقبال الذي حظي به جبلة ، لم يكن ليتحمله عمر ، أو يروق له ، وهو الذي ضرب شابا (ابنا له) بدرته حتى أبكاه ، لمجرد أنه رآه يلبس ثيابا حسنة ، فسألته حفصة عن سبب ذلك ، فقال : إني رأيته قد أعجبته نفسه ، فأحببت أن أصغرها إليه (٣).
وأقبل الجارود العامري ، وعمر قاعد والناس حوله ، فقال رجل : هذا
__________________
(١) الوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٣ والعقد الفريد ج ٢ ص ٥٦ والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٥٨.
(٢) الأغاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج ١٥ ص ١٥٨.
(٣) تاريخ الخلفاء ص ١٣٣ الغدير ج ٦ ص ١٥٧ والمصنف للصنعاني ج ١٠ ص ٤١٦ وكنز العمال ج ١٢ ص ٦٦٨ وعمر بن الخطاب للبكري ص ٣٦٣.
سيد ربيعة ، فسمعها عمر ومن حوله ، وسمعها الجارود ، فلما دنا منه خفقه بالدرة ، فسأله الجارود عن السبب.
فقال له عمر : ما لي ولك؟ لقد سمعتها!
قال : وسمعتها!! فمه؟
قال : خشيت أن تخالط القوم.
ويقال : هذا أمير.
وفي لفظ : خشيت أن يخالط قلبك منها شيء ، فأحببت أن أطأطئ منك (١).
ودخل عليه معاوية وعليه حلة خضراء ، فنظر إليه الصحابة ، فقام إليه عمر ، وجعل يضربه ، فلما سئل عن ذلك ، قال : «رأيته ـ وأشار بيده إلى فوق ـ فأردت أن أضع منه ما شمخ» (٢).
وقد فعل بضبيع التميمي الأفاعيل حتى أسقطه في الناس ، وعاش ذليلا وضيعا في قومه حتى هلك ، مع أنه كان سيد قومه ، وذلك لمجرد أنه كان يسأل عن معنى بعض الآيات (٣).
__________________
(١) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ١٨٣ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٢ ص ٧٣ وج ١٨ ص ٢٣٣ والغدير ج ٦ ص ١٥٧ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٦٩٠ وعمر بن الخطاب ص ٢٥١ وكنز العمال ج ٣ ص ٨٠٩.
(٢) البداية والنهاية (حوادث سنة ٦٠) ج ٨ ص ١٢٥ والإصابة ج ٣ ص ٤٣٤ والغدير ج ٦ ص ١٥٨.
(٣) راجع : سنن الدارمي ج ١ ص ٥٤ و ٥٥ وتاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ١٧ والإتقان ج ٢ ص ٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ١٠٢ وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ ص ٤١١ ومختصر تاريخ دمشق ج ١١ ص ٤٦ وعن
وحين رأى جمال نصر بن الحجاج ـ وهو من بني سليم ـ نفاه عن أهله إلى البصرة ، من دون ذنب جناه ، سوى أن عمر كان يعس بالليل ، فسمع امرأة تقول :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها |
|
أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج (١) |
فقال عمر : لا أرى معي في المدينة رجلا تهتف به العوائق في خدورهن.
وكذلك فعل بأبي ذؤيب ، وهو من بني سليم أيضا (٢).
__________________
تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٢٣٢ وكنز العمال ج ٢ ص ٣٣١ وراجع ص ٣٣٤ عن الدارمي ، ونصر المقدسي ، واللالكائي ، وابن عساكر ، وابن الأنباري ، والإصبهاني ، والفتوحات الإسلامية ج ٢ ص ٤٤٥ والدر المنثور ج ٦ ص ١١١ و ٣١٧ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٢١١ وج ١٣ ص ٢٧٢ وإحياء علوم الدين ج ١ ص ٢٨ والصراط المستقيم ج ٣ ص ١٥ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٥٤٢ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٢٧٣.
(١) الطبقات الكبرى ج ٣ ص ٢٨٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٢٧ ـ ٣٠ وراجع ج ٣ ص ٥٣ و ٥٩ ووضوء النبي ج ١ ص ٣٨ وفقه السنة ج ٢ ص ٢١٢ ولسان العرب ج ١٥ ص ٢٩٤ وتاج العروس ج ١١ ص ٣٥٠ وعن كتاب سليم بن قيس ص ٢٣٠ والبحار ج ٣١ ص ٢١ و ٢٣ ومناقب أهل البيت للشيرواني ص ٣٥٣ وعن النص والإجتهاد ص ٣٦٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٧٥ وج ٦٢ ص ٢٠ ـ ٢٣ وعن أسد الغابة ج ١ ص ٣٧١ وج ٦ ص ٣٨٢ والأعلام ج ٨ ص ٢٢ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٧٦٣ وعن البداية والنهاية ج ٩ ص ١٣٨ والكنى والألقاب ج ١ ص ٢٥٨ وغريب الحديث ج ٢ ص ٢٢٣ والنهاية في غريب الحديث ج ٤ ص ٣٦٧.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٣٠ و ٣١ والبحار ج ٣١ ص ٢٤ ومناقب آل البيت للشيرواني.