الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٩

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٩

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-191-2
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٠

ضرورة إيراد الضربة القاضية بأولئك المتآمرين. وفق ما جرت عليه عادة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في مثل هذه الحالات.

وأما بالنسبة لاختيار الأشخاص ، فليس لنا أن نظن : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان في حيرة من أمره فيهم ، علما أنه كان لديه من القادة كثيرون ، وقد أثبتوا جدارتهم في المواقف. ولم يكن لبشير بن سعد أي امتياز ، يقتضي ترجيحه عليهم ، أو يفرض ترشيحه لمثل هذه المهمة دونهم ..

كما أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان مسددا بالوحي ، ولم يكن بحاجة لرأي أحد ..

فمن أجل ذلك كله نقول :

ربما يكون النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد عرض على أبي بكر وعمر أن يتوليا هذه المهمة ، فاعتذرا عن قبولها ، وأشارا عليه ببشير بن سعد ..

وربما يكون قد أعلن أو أراد أن يعلن اسم شخص بعينه ، فبادرا إلى اقتراح بشير بن سعد ، فأحرجاه به .. وربما .. وربما ..

لماذا بشير بن سعد دون سواه؟! :

ويبقى سؤال يحتاج إلى الإجابة عليه هنا ، وهو لماذا رجحا هذا الرجل دون سواه؟! وقالا معا بصوت واحد : ابعث بشير بن سعد؟! .. فهل كانا قد تداولا هذا الأمر ، واتفقا عليه؟!

أم أن الأمر جاء منهما على سبيل الاتفاق ، وبعفوية تامة؟!

إن الإجابة على هذا السؤال نتركها للقارئ الكريم!!

غير أننا نشير إلى ما يلي :

٨١

١ ـ إن اختيار النبي الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ثلاث مائة رجل لهذه المهمة يشير إلى أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أراد حسم الأمر ، وضمان النصر ، وإبعاد أي احتمال في الاتجاه الآخر بصورة عملية ..

٢ ـ إننا لا نستغرب اهتمام أبي بكر وعمر ببشير بن سعد ، وترجيحهما له على من عداه ، فإن الوقائع اللاحقة أثبتت : أن هذا الرجل كان من المؤازرين لهما على ما أراداه من الاستئثار بأمر الأمة ، فقد كان أول من بايع أبا بكر في السقيفة ، حتى إنه سبق عمر وأبا عبيدة إلى ذلك (١).

وهو الذي أشار عليهما بعدم الإلحاح على سعد بن عبادة ، فقبلوا مشورته «واستنصحوه لما بدا لهم منه» (٢).

وقد قال قيس بن سعد ـ الذي كان مع علي «عليه‌السلام» ـ للنعمان بن بشير الذي كان مع معاوية في صفين : «.. ولعمري لئن شغبت علينا ، لقد شغب علينا أبوك» (٣).

__________________

(١) راجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٨ والبحار ج ٢٨ ص ٣٢٥ وفدك في التاريخ ص ٧٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٣٩ وج ٦ ص ١٠ والدرجات الرفيعة ص ٣٢٧ وبيت الأحزان ص ٥٧ والسقيفة وفدك ص ٦١ وعن الإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٦ والغدير ج ٢ ص ٨٢.

(٢) راجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٩ والبحار ج ٣٢ ص ٥١٨ والإحتجاج ج ٢ ص ١٤٨ وعن الإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٧.

(٣) صفين للمنقري ص ٤٤٩ والبحار ج ٣٢ ص ٥١٨ ومواقف الشيعة ج ١ ص ٩٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ٨ ص ٨٨ والدرجات الرفيعة ص ٣٤٥ وعن الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٣١.

٨٢

ولا شك في أن هذا الموقف من بشير بن سعد لم يأت من فراغ ، وكان له ممهدات ، ونال عليه رشاوى مسبقة ، فلعل اتفاق العمرين على تخصيصه بإمارة هذه السرية ـ التي كانت بشائر النصر فيها لائحة ـ كان إحدى هذه الرشاوى الجليلة التي نالها مسبقا!!

نصرت بالرعب :

ويستوقفنا هنا أيضا هذا الرعب الذي ظهر من عيينة ، واستخرجه منه ، وفضحه فيه حليفه الحارث بن عوف ، فقد تجلى لكل أحد كيف أهمته نفسه ، لأنه كان يظن بالله غير الحق (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) (١).

وقد صدق رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حيث يقول : نصرت بالرعب مسيرة شهر (٢).

__________________

(١) الآية ١٥٤ من سورة آل عمران.

(٢) راجع : البحار ج ١٦ ص ١٧٩ وراجع : ص ٣٠٨ و ٣١٧ وج ٢٠ ص ٢٩ وج ٧٧ ص ٢٧٧ والمبسوط للسرخسي ج ١٥ ص ٣ وج ٢٣ ص ٣ وحاشية رد المحتار ج ١ ص ٢٤٦ والمغني لابن قدامة ج ١ ص ٦ والمحلى لابن حزم ج ١ ص ٦٥ وسبل السلام ج ١ ص ٩٣ وفقه السنة ج ١ ص ٧٧ وج ٢ ص ٦٧٤ ومن لا يحضر الفقيه ج ١ ص ٢٤١ وعن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٠٩ وعوالي اللآلي ج ٢ ص ١٤ ونور البراهين ج ١ ص ١٩٧ وعن مسند أحمد ج ٥ ص ١٤٥ وعن صحيح البخاري ج ١ ص ٨٦ و ١١٣ وج ٤ ص ١٢ وعن سنن النسائي ج ١ ص ٢١٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ١ ص ٢١٢ و ٤٣٣ وج ٩ ص ٤ وعن فتح الباري ج ١ ص ٣٧٠ وج ٦ ص ٩٠ وتحفة الأحوذي ج ٥ ص ١٣٥ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٤١١ ـ

٨٣

وهكذا ينصر الله تعالى أولياءه ، ومنهم الإمام الحجة من آل محمد «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» ، فإن الرعب يسير معه أيضا (١).

هلا لنفسك كان ذا التعليم :

تقدم : أن الحارث بن عوف قال لعيينة : أما لك أن تبصر ما أنت عليه؟! إن محمدا قد وطئ البلاد ، وأنت توضع في غير شيء.

وقد سبق للحارث أن قال لعيينة نفس هذا الكلام ، وذلك حين وصل

__________________

ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٣٤٩ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٣٠٨ ونظم درر السمطين ص ٣٩ وعن نصب الراية ج ٢ ص ٣٧٩ وعن الجامع الصغير ج ١ ص ١٧٧ وكنز العمال ج ١١ ص ٤١٢ و ٤٤٠ وعن فيض القدير ج ١ ص ٧٢٠ وإرواء الغليل ج ١ ص ٣١٥ والتبيان ج ٣ ص ١٧ وتفسير مجمع البيان ج ٢ ص ٤١٤ والتفسير الصافي ج ١ ص ٣٩١ والتفسير الأصفى ج ١ ص ١٧٧ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٤٠٢ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٢٥٥ وعن أحكام القرآن ج ٢ ص ٤٩ وعن الجامع لأحكام القرآن ج ٣ ص ٤٢٦ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٢٠ و ٥١٨ وج ٢ ص ٢٦٦ و ٣٣٩ و ٥٤٢ وج ٣ ص ٥٤٧ وعن فتح القدير ج ٥ ص ١٩٦ وعن البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٦٤ وج ٦ ص ١٩٧ و ٢٠٥ و ٢٨٨ و ٣٢٠ وعن العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ١ ص ٢٧٧ وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ١ ص ١٦٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٤٦١ وسبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٢٧١ و ٣١٥ والنهاية في غريب الحديث ج ٢ ص ٢٣٣ و ٤٣٤ ولسان العرب ج ١ ص ٤٢٠ وج ٤ ص ٣٨٩ ومجمع البحرين ج ٢ ص ١٩٣ وتارج العروس ج ١ ص ٢٧٢ وج ٣ ص ٢٨٦.

(١) البحار ج ٢٨ ص ٦٢ وج ٥٢ ص ٣٤٨ و ٣٥٦ وكامل الزيارات ص ٥٤٩ والجواهر السنية ص ٢٩٠ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج ٢ ص ٨٨١.

٨٤

النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى خيبر ، وحاصر حصن النطاة ، وسمع الغطفانيون صائحا يقول : أهلكم ، أهلكم بحيفا ، فلا تربة ، ولا مال.

حيث قال له : يا عيينة ، والله لقد غبرت إن انتفعت.

والله إن الذي سمعت لمن السماء.

والله ، ليظهرن محمد على من ناوأه ، حتى لو ناوأته الجبال لأدرك منها ما أراد الخ .. (١).

وبعد فتح خيبر ـ أيضا ـ حاول عيينة أن يحصل على بعض الغنائم ، فرجع خائبا إلى منزله ، فجاءه الحارث بن عوف ، فقال له :

«ألم أقل لك : إنك توضع في غير شيء؟!

والله ، ليظهرن محمد على من بين المشرق والمغرب .. اليهود كانوا يخبروننا هذا ، أشهد لسمعت أبا رافع ، سلام بن أبي الحقيق الخ ..» (٢).

فإذا كان الحارث بن عوف عارفا بصحة ما جاء به رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكان على يقين من انتصاره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على أعدائه ، وأنه لا فائدة من مناوأته ، حتى أصبح يسدي نصائحه مرة بعد أخرى لحليفه عيينة بن حصن ، فلماذا لا يبادر ـ الحارث نفسه ـ إلى حفظ نفسه وقومه ، وحقن دمه ودمائهم ، بإعلان قبوله بالأمر الواقع ، واعترافه بما يعلم أنه حق ، ويحاول إقناع غيره به؟!

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٥٢ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠١ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٨.

(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٧٦.

٨٥

لقد كانت جميع الدلائل متوفرة لديه على لزوم المبادرة إلى ذلك ، فإن كان الأمر يتعلق بالآخرة ، فقد صرح في النصوص المتقدمة ، وفي أقواله لعيينة في حرب خيبر : بأن هذا النبي مؤيد من السماء ، وأن اليهود أخبروه بأنهم يجدون في كتبهم ما يدل على صحة نبوته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

وإن كان الأمر يتعلق بالدنيا ، فقد صرح في كلامه لعيينة في خيبر : بأنه لا فائدة من مناوأة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

كما أنه قدم له في هذه المرة الأخيرة شرحا وافيا ، من شأنه أن يقنع عيينة وسواه بأنه يوضع في غير شيء ..

وذكر له : أن الأحداث التي جرت لبني النضير ، وفي الخندق ، وقريظة ، وقينقاع ، وخيبر هي أدلة دامغة على صحة ما يدعوه الحارث إليه.

بل هو يتوقع : أن يوقع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقريش أيضا في الوقت المناسب ، ولا يجد من عيينة أي اعتراض على ذلك كله ..

فلماذا لا يبادر إلى العمل بما كانت المصلحة له ولقومه ظاهرة فيه ، بحسب ما يؤمن به ويعتقده؟

ومما يزيد هذه المفارقة وضوحا : أنه استطاع أن يقنع عيينة بما يراه ويعتقده ، حتى لقد اتّعدا على الهجرة ، وإعلان إسلامهما ، ولكن فروة بن هبيرة يفسد هذا الاتفاق بكل سهولة وبساطة ، حيث اكتفيا بمجرد وعد منه بأن يأتيهما بما تفكر فيه قريش ، التي أصبحت معزولة ومحاصرة في محيطها ، وقد فشا الإسلام فيها ، ولم تعد قادرة على منع المسلمين من ممارسة شعائرهم وحرياتهم حتى في داخل مكة بالذات ..

هذا .. وقد تأخر إسلام الحارث بن عوف ، ولم يفلح في التشرف

٨٦

بالإسلام ، حتى بعد أن سقطت مقاومة قريش ، وفتحت مكة ، وجرى ما جرى في حنين ، وغيرها ، إلى أن كانت غزوك تبوك (١).

إن ذلك كله ، لا يمكننا تفسيره ، ولا يتسنى لنا تصديقه إلا على قاعدة التعرض للخذلان الإلهي وحجب الألطاف عنه ، رغم أن هذا المنقول عنه يشير إلى أنه لم يكن ينقصه عقل ودراية ، ولا أثر فيه للتسرع ، أو للحمق ، والرعونة ..

أعاذنا الله من سيئات أعمالنا ، وشرور أنفسنا ، إنه ولي قدير ..

موانع من إسلام عيينة :

وأما ما تذرع به عيينة بن حصن ، واعتبره مبررا لصدوده عن الإسلام ، فهو ينبئ عن المزيد من الرعونة والحمق ، وسوء التقدير للأمور. ويكفي أن نتذكر قول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيه : هذا الأحمق المطاع (٢).

__________________

(١) راجع : الإصابة ج ١ ص ٦٨٣.

(٢) الإصابة ج ٣ ص ٥٤ عن سعيد بن منصور ، والطبراني ، وشرح الأخبار ج ١ ص ٢٩١ والبحار ج ١٧ ص ٢٠٤ وج ١٩ ص ١٤٧ وج ٢٢ ص ٦٤ وج ٦٩ ص ٢٨٢ وعن فتح الباري ج ١٠ ص ٣٧٨ وج ١٣ ص ٢١٨ و ٢٥٣ وتأويل مختلف الحديث ص ٢١٨ وتفسير القمي ج ١ ص ١٤٧ وعن تفسير مجمع البيان ج ٣ ص ١٥٤ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤٨٢ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٢٢٨ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٣٠ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٥٦٧ والجامع لأحكام القرآن ج ١٦ ص ٣١٠ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٦٧ و ٥٤٣ وكتاب المحبر ص ٢٤٩ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٥٣٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٩ وعن العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ١ ص ٣٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٢٦ وشرح أصول الكافي ج ٩ ص ٣٦٥.

٨٧

فهو قد علل صدوده عن الإسلام : بأنه لا يريد أن يصير تابعا ، وأن الذين سبقوه إلى الإسلام سوف يزرون عليه ؛ بأنهم شهدوا بدرا وغيرها دونه ، وبأن نفسه تأبى ذلك ..

فاسمع ، واعجب ، ممن يبيع آخرته بأوهام دنيوية ، فإنك ما عشت أراك الدهر عجبا ..

٨٨

الفصل الثالث :

شخصيات وأحداث ..

إلى عمرة القضاء

٨٩
٩٠

قتل شيرويه :

وذكروا : أن شيرويه قتل أباه في سنة سبع ، في ليلة الثلاثاء ، لعشر مضين من جمادى الآخرة ، أو جمادى الأولى.

وروي أنه لما قتله لم يستقم له الأمر حتى قتل سبعة عشر أخا له ، ذوي أدب وشجاعة ، فابتلي بالأسقام ، فبقي ثمانية أشهر ، أو ستة ، ثم مات ، وعمره اثنتان وعشرون سنة (١).

وكان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أخبرهم بأن كسرى سيقتل في هذا الوقت ، فكانوا ينتظرون هذا الأمر. فلما بلغهم وقوع ما أخبر به «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أسلم باذان ، وأسلم الأبناء من فارس ، الذين كانوا باليمن.

وبعث «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى باذان بنيابة اليمن كلها (٢).

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١ ودلائل النبوة لأبي نعيم ص ٢٩٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٠ والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ١ ق ٢ ص ١٦ والبحار ج ٢٠ ص ٣٩١ وج ٢١ ص ٤٥ وعمدة القاري ج ٢ ص ٢٨ وج ١٨ ص ٥٨ وفتح الباري ج ٨ ص ٩٦ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٦٥٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٤٧ وتحفة الأحوذي ج ٦ ص ٤٤٧ والأخبار الطوال للدينوري ص ١١٠.

(٢) راجع في ذلك : مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٣٣٢ عن رسالات نبوية ص ٩٤ ـ

٩١

ونقول :

١ ـ ذكروا : أنه لما سمع المنتصر أباه المتوكل العباسي يشتم فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» ، سأل رجلا من الناس عن ذلك ، فقال له : قد وجب عليه القتل ، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر.

قال : ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر.

فقتله ، وعاش بعده سبعة أشهر (١).

ومن الواضح : أن المنتصر العباسي قد سأل عن أمر لا يعرفه البشر بالوسائل العادية ، بل يحتاج إلى النقل ، والبيان عن الله تعالى.

وهذا معناه : أن المجيب كان مطّلعا على الغيب ، عارفا به ، وليس هو إلا الإمام المعصوم من أهل البيت «عليهم‌السلام» ، أو من أخذ عنه ..

٢ ـ إذا كانت الحكمة الإلهية تقضي بأن لا يطول عمر من قتل أباه ـ حتى لو قتله بحق ـ أكثر من أشهر معدودة ، فذلك معناه : أن الله تعالى يريد للولد القاتل أن يفهم : أن ما فعله ، إن كان مرضيا له تعالى ، فسيكون

__________________

ـ وشذرات الذهب ج ١ ص ١٥ وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٧٨ وعن السيرة النبوية لدحلان ج ٣ ص ٦٦ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ٤٥ وعمدة القاري ج ٢ ص ٢٩ وج ٢٥ ص ٢٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٥ ومجموعة الوثائق السياسية ص ١٩٥.

(١) راجع : البحار ج ٤٥ ص ٣٩٦ و ٣٩٧ وعن الأمالي للطوسي ص ٣٣٧ والعوالم ص ٧٢٦ وعن مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٢٢١ وراجع : الغدير ج ٣ ص ٤١ وشجرة طوبى ج ١ ص ١٥٧ والمجدي في أنساب الطالبيين ص ٣٧٢ وعن العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٣ ص ٢٧٩.

٩٢

موته في هذه المدة اليسيرة لطفا به ، ورحمة له منه تعالى ، وفيه إبعاد له عن أجواء كريهة ، لو استمر يعيش قريبا منها فربما تؤثر على حالته الروحية والإيمانية ، وتتسبب له بما لم يكن في حسبانه.

ومما يدل على ذلك : أن المنتصر حسب ما ورد في الروايات كان في وضع صعب ، وكان إذا جلس إلى الناس يتذكر قتله لأبيه فترتعد فرائصه (١).

ولعل لابن السكيت الفضل في تربية المنتصر على حب أهل البيت «عليهم‌السلام» ، فإنه كان مؤدبا لأولاد المتوكل ، وقد قتله المتوكل لأجل تشيعه ، وقصته مشهورة.

أما إذا كان هذا القتل من موجبات سخط الله تعالى ، فإن وضع هذه السنة وإجراءها من شأنه أن يؤثر في الردع عن الإقدام على مثل هذه الجريمة ، ويكون ذلك تقوية لدرجة حصانة المجتمعات من الوقوع في مآزق ومزالق كبيرة وخطيرة.

جبلة بن الأيهم :

قالوا : وفي سنة سبع كتب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى جبلة بن الأيهم ، ودعاه إلى الإسلام ، فلما وصل إليه الكتاب أسلم ، وكتب جواب كتاب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأعلمه بإسلامه ، وأرسل الهدية ، وكان ثابتا على إسلامه إلى زمان عمر بن الخطاب (٢).

__________________

(١) راجع : الأعلام ج ٦ ص ٧٠.

(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٠٥ وفي هامشه عن المصادر التالية : الطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٢٦٥ ومجموعة الوثائق

٩٣

وهناك من يزعم : أنه أسلم في زمن عمر ، وأنه قاتل المسلمين في دومة الجندل سنة ١٢ ه‍. وحضر وقعة اليرموك سنة ١٥ ه‍ ، وهو على مقدمة عرب الشام في الجيش الموالي للروم ، ثم قدم على عمر فأسلم ، أو أنه أسلم ، ثم قدم عليه ..

ثم قالوا : إنه في نفس سنة إسلامه قدم مكة للحج ، وحين كان يطوف في المطاف وطأ رجل من فزارة إزارة فانحل ، فلطم الفزاريّ لطمة هشم بها أنفه ، وكسر ثناياه ، فشكاه الفزاري إلى عمر ، واستغاثه ، فطلب عمر جبلة ، وحكم بأحد الأمرين ، إما العفو ، وإما القصاص.

قال : جبلة : أتقتص له مني سواء ، وأنا ملك ، وهو سوقي؟!

قال عمر : الإسلام ساوى بينكما ، ولا فضل لك عليه إلا بالتقوى.

قال : والله ، لقد رجوت أن أكون في الإسلام أعز مني في الجاهلية.

قال عمر : هو ذاك.

قال : فإن كنت أنا وهذا الرجل سواء في هذا الدين فسأتنصّر.

قال عمر : إذا أضرب عنقك.

قالوا : واجتمع قوم جبلة وبنو فزارة ، فكادت تكون فتنة ..

قال : فأمهلني الليلة حتى أنظر في أمري.

فلما كان الليل ركب في بني عمه ، وهرب إلى قسطنطينية ، وتنصر

__________________

السياسية ص ١٢٧ وعن إمتاع الأسماع ، وعن اليعقوبي ج ٢ ص ٦٧ والتراتيب الإدارية ج ١ ص ١٨٥ والمنتظم ج ٤ ص ٧ وأسد الغابة ج ٢ ص ٣٨٦ ترجمة شجاع بن وهب ، وراجع : سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٥٣٢ وكتاب المحبر ص ٣٧٢ والنصائح الكافية ص ٢٠٤.

٩٤

هناك ، ومات مرتدا (١).

قالوا : «وبعض أهل الإسلام على أن جبلة عاد إلى الإسلام ، ومات مسلما» (٢).

وله شعر يظهر فيه حسرته ، وألمه البالغ مما جرى ، فهو يقول :

تنصرت الأشراف من أجل لطمة

وما كان فيها لو صبرت لها ضرر

تكنفني منها لجاج ونخوة

وبعت لها العين الصحيحة بالعور

فيا ليت أمي لم تلدني وليتني

رجعت إلى القول الذي قال لي عمر

ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة

وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر

زاد في الأغاني قوله :

ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة

أجالس قومي ذاهب السمع والبصر

أدين بما دانوا به من شريعة

وقد يحبس العود الضجور على الدبر (٣)

__________________

(١) راجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١ والوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٣ وأشار في هامشه إلى : المحبر ص ٢٧٦ و ٣٧٢ والمعارف ص ٢٥٦ والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ٥٧ والإستيعاب ج ١ ص ١٢١ ومعجم البلدان ج ٣ ص ٢٤٢ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٤٨ والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج ٢ ص ٧٤ والإصابة ج ٢ ص ٦٤ وطرفة الأصحاب ص ٢١ والأعلام ج ٢ ص ١٠٢ انتهى. والعقد الفريد (ط دار الكتب العلمية) ج ٢ ص ٥٦ ـ ٦٢ وراجع ج ١١ ص ١٩ (هامش).

(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦١.

(٣) النص والإجتهاد ص ٣٦٠ والوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٦ والعقد الفريد ج ٢ ص ٦١ والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٦٢ و ١٦٣ والجامع لأحكام القرآن ج ٦ ص ٣٦٥ ومعجم البلدان ج ٣ ص ٣١٤ وعن البداية والنهاية ج ٨ ص ٧١ وحياة الإمام الحسين «عليه‌السلام» للقرشي ج ١ ص ٢٨٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٨٣.

٩٥

وفي نص آخر عن ابن الكلبي : أن الفزاري لما وطئ إزار جبلة لطم جبلة كما لطمه ، فوثبت غسان فهشموا أنفه ، وأتوا به إلى عمر .. ثم ذكر باقي الخبر (١).

وذكر الزبير بن بكار : أن جبلة قدم على عمر في ألف من أهل بيته فأسلم. وجرى بينه وبين رجل من أهل المدينة كلام ، فسب المديني ، فرد عليه ، فلطمه جبلة ، فلطمه المديني ، فوثب عليه أصحابه ، فقال : دعوه حتى أسأل صاحبه ، أنظر ما عنده.

فجاء إلى عمر ، فأخبره ، فقال : إنك فعلت به فعلا ، ففعل بك مثله.

قال : أو ليس عندك من الأمر إلا ما أرى؟

قال : لا ، فما الأمر عندك يا جبلة؟

قال : من سبنا ضربناه ، ومن ضربنا قتلناه.

قال : إنما أنزل القرآن بالقصاص.

فغضب ، وخرج بمن معه ، ودخل أرض الروم ، فتنصّر ، ثم ندم (٢).

ونقول :

لا شك في أنه كان بإمكان عمر أن يراعي حال هذا الرجل ، ويعالج القضية بحكمة ورويّة ، ويستوهب من الفزاري لطمته ، وينتهي الأمر.

ويتأكد لزوم ذلك إذا صح أن جبلة قد أسلم لتوّه ، ولم يتعرف بعد على أحكام الإسلام ، ولا يزال يعيش زهو الملك ، ونخوة السلطان ..

__________________

(١) الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٥٩.

(٢) الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٥٩ و ١٦٠.

٩٦

وقد كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يغمض النظر عما يرتكبه أصحابه عن جهل ، ونحوه ، مما يمكن أن يعتبر شبهة تدرؤ عنهم العقوبة.

ويتأكد وجود الشبهة التي تدرؤ الحد ، بادعاء جبلة : أن الفزاري قد تعمد أن يطأ إزاره (١). وأن يكشف عورته.

وأن ذلك الفزاري لطم جبلة أيضا ..

وأن الذين ضربوا الفزاري هم الناس الذين كانوا مع جبلة نفسه.

وإذا صح : أن الفزاري لطم جبلة مقابل لطمته له ، وكذا إذا كانت الرواية الأخيرة هي الصحيحة ، فذلك يؤكد على أنه كان ينبغي الرفق به في مقام تعريفه بالأحكام ، والمبادرة إلى تطييب خاطره ، والتأني في بيان الأمر له ..

ملاحظة للسيد شرف الدين رحمه‌الله :

وقد سجل العلامة العلم السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمه‌الله» ملاحظة على صنيع عمر بجبلة بن الأيهم ، مفادها مع مزيد من التوضيح والتأييد : أن عمر بن الخطاب أراد أن يسوم عز جبلة الخسف ، وأن يجدع منه الأنف ، بعد أن وفد عليه بأبهة الملوك ، وجلال السلطان.

ونحن نزيد في توضيح هذا الأمر ، كما يلي :

يقولون : إن جبلة كان قد كتب إلى عمر يعلمه بإسلامه ، ويستأذنه في الوفود عليه ، فكتب إليه عمر : أن أقدم ، فلك ما لنا ، وعليك ما علينا.

فقدم في خمس مائة فارس من عدد جفنة (وقيل : بألف فارس) ، فلما دنا

__________________

(١) الأغاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج ١٥ ص ١٦٢.

٩٧

من المدينة ألبسهم الوشي المنسوج بالذهب ، والحرير الأصفر ، وجلل الخيل بجلال الديباج ، وطوّقها بالذهب والفضة ، ولبس جبلة تاجه ، وفيه قرطا مارية ـ وهي جدته ـ فلم يبق في المدينة أحد إلا خرج للقائه ، وفرح المسلمون بقدومه وإسلامه.

ثم حضر الموسم من عامه ذلك. فبينما هو يطوف إذ وطئ رجل فزاري الخ .. (١).

وقال في نص آخر ذكره أبو الفرج : «ودخل المدينة ، فلم يبق بها بكر ولا عانس إلا تبرجت ، وخرجت تنظر إليه ، وإلى زيه. فلما انتهى إلى عمر رحب به ، وألطفه ، وأدنى مجلسه.

ثم أراد عمر الحج ، فخرج معه جبلة ، فبينما هو يطوف بالبيت ، وكان مشهورا بالموسم ، إذ وطأ إزاره رجل من فزارة الخ ..» (٢).

فهذا العز ، والجلال ، وهذه الشهرة ، وذلك الاستقبال الذي حظي به جبلة ، لم يكن ليتحمله عمر ، أو يروق له ، وهو الذي ضرب شابا (ابنا له) بدرته حتى أبكاه ، لمجرد أنه رآه يلبس ثيابا حسنة ، فسألته حفصة عن سبب ذلك ، فقال : إني رأيته قد أعجبته نفسه ، فأحببت أن أصغرها إليه (٣).

وأقبل الجارود العامري ، وعمر قاعد والناس حوله ، فقال رجل : هذا

__________________

(١) الوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٣ والعقد الفريد ج ٢ ص ٥٦ والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج ١٥ ص ١٥٨.

(٢) الأغاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج ١٥ ص ١٥٨.

(٣) تاريخ الخلفاء ص ١٣٣ الغدير ج ٦ ص ١٥٧ والمصنف للصنعاني ج ١٠ ص ٤١٦ وكنز العمال ج ١٢ ص ٦٦٨ وعمر بن الخطاب للبكري ص ٣٦٣.

٩٨

سيد ربيعة ، فسمعها عمر ومن حوله ، وسمعها الجارود ، فلما دنا منه خفقه بالدرة ، فسأله الجارود عن السبب.

فقال له عمر : ما لي ولك؟ لقد سمعتها!

قال : وسمعتها!! فمه؟

قال : خشيت أن تخالط القوم.

ويقال : هذا أمير.

وفي لفظ : خشيت أن يخالط قلبك منها شيء ، فأحببت أن أطأطئ منك (١).

ودخل عليه معاوية وعليه حلة خضراء ، فنظر إليه الصحابة ، فقام إليه عمر ، وجعل يضربه ، فلما سئل عن ذلك ، قال : «رأيته ـ وأشار بيده إلى فوق ـ فأردت أن أضع منه ما شمخ» (٢).

وقد فعل بضبيع التميمي الأفاعيل حتى أسقطه في الناس ، وعاش ذليلا وضيعا في قومه حتى هلك ، مع أنه كان سيد قومه ، وذلك لمجرد أنه كان يسأل عن معنى بعض الآيات (٣).

__________________

(١) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ١٨٣ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٢ ص ٧٣ وج ١٨ ص ٢٣٣ والغدير ج ٦ ص ١٥٧ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٦٩٠ وعمر بن الخطاب ص ٢٥١ وكنز العمال ج ٣ ص ٨٠٩.

(٢) البداية والنهاية (حوادث سنة ٦٠) ج ٨ ص ١٢٥ والإصابة ج ٣ ص ٤٣٤ والغدير ج ٦ ص ١٥٨.

(٣) راجع : سنن الدارمي ج ١ ص ٥٤ و ٥٥ وتاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ١٧ والإتقان ج ٢ ص ٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ١٠٢ وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ ص ٤١١ ومختصر تاريخ دمشق ج ١١ ص ٤٦ وعن

٩٩

وحين رأى جمال نصر بن الحجاج ـ وهو من بني سليم ـ نفاه عن أهله إلى البصرة ، من دون ذنب جناه ، سوى أن عمر كان يعس بالليل ، فسمع امرأة تقول :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج (١)

فقال عمر : لا أرى معي في المدينة رجلا تهتف به العوائق في خدورهن.

وكذلك فعل بأبي ذؤيب ، وهو من بني سليم أيضا (٢).

__________________

تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٢٣٢ وكنز العمال ج ٢ ص ٣٣١ وراجع ص ٣٣٤ عن الدارمي ، ونصر المقدسي ، واللالكائي ، وابن عساكر ، وابن الأنباري ، والإصبهاني ، والفتوحات الإسلامية ج ٢ ص ٤٤٥ والدر المنثور ج ٦ ص ١١١ و ٣١٧ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٢١١ وج ١٣ ص ٢٧٢ وإحياء علوم الدين ج ١ ص ٢٨ والصراط المستقيم ج ٣ ص ١٥ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٥٤٢ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٢٧٣.

(١) الطبقات الكبرى ج ٣ ص ٢٨٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٢٧ ـ ٣٠ وراجع ج ٣ ص ٥٣ و ٥٩ ووضوء النبي ج ١ ص ٣٨ وفقه السنة ج ٢ ص ٢١٢ ولسان العرب ج ١٥ ص ٢٩٤ وتاج العروس ج ١١ ص ٣٥٠ وعن كتاب سليم بن قيس ص ٢٣٠ والبحار ج ٣١ ص ٢١ و ٢٣ ومناقب أهل البيت للشيرواني ص ٣٥٣ وعن النص والإجتهاد ص ٣٦٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٧٥ وج ٦٢ ص ٢٠ ـ ٢٣ وعن أسد الغابة ج ١ ص ٣٧١ وج ٦ ص ٣٨٢ والأعلام ج ٨ ص ٢٢ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٧٦٣ وعن البداية والنهاية ج ٩ ص ١٣٨ والكنى والألقاب ج ١ ص ٢٥٨ وغريب الحديث ج ٢ ص ٢٢٣ والنهاية في غريب الحديث ج ٤ ص ٣٦٧.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٣٠ و ٣١ والبحار ج ٣١ ص ٢٤ ومناقب آل البيت للشيرواني.

١٠٠